من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

ردا على مقالة ملحق في النصرانية

المقال
الرد
باديء ذي بدء نحن ندين بالاعتذار للاستاذ سعد الله خليل بعد التوضيح الذي قدمه في مقاله، ان الرسل التي ذكر اسمائهم، لم يكونوا من ذوي الاصل الوثني بل هم يهود قادة الفريق المسيحي من اصل وثني، لذلك فنحن نقدم الاعتذار، وان كانت صياغة الجملة هي التي قادتنا الى هذا الفهم، ولمن لم يكن متابعا لنا نقتبس من المقال بالحرف الواحد “ وبين من ضمت صفوفهم بعض ذوي الأصل الوثني، بقيادة بطرس، ويوحنا، وبرنابا، وتيموثاوس، وآخرين، وبولس المواطن الروماني المولود في طرسوس جنوب تركيا، ذو الثقافة اليونانية الرومانية. والذي آمن بالمسيح عام (31 للميلاد) وكان من القادة البارزين. وقد عُرف هؤلاء وأتباعهم، فيما بعد، باسم (المسيحيين)” (انتهى الاقتباس ) وطبعا بعد توضيح الاستاذ الفاضل ان علامة الفاصلة بين الكلمتين ( ذوي الاصل الوثني، بقيادة بطرس ) تعني ان ما قبلها من اصل وثني وما بعدها من اصل يهودي!!!، بالرغم من ان تيموثاوس من اصل وثني ( امه يهوديه وابوه يوناني)، وقد ورد اسمه بعد الفاصلة!!!، وصياغة الفقرة لحساسيتها كانت تحتاج فعلا الى توضيح اكثر، ونشكر الكاتب على توضيحه.
-------------------

أخرى الى نقطة الخلاف في الموضوع، وهي تسمية (النصارى والمسيحيين)، فعندما قرأت للكاتب سعد الله خليل، مقاله بعنوان ( ملحق في النصرانية )، والمنشور بجريدة ايلاف الالكترونية بتاريخ الجمعة، 22 يونيو 2007 http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/6/242214.htm
اعتقدت ان الكاتب سوف يقدم الادلة التي طلبناها منه، ولكني وجدت ان المقال لم يضف جديدا ولم يجب عن الاسئلة المطروحة بل ويكرس الطرح السابق - بدون دليل - بان هناك فريقان ظهرا مع بداية المسيحية وتصارعا فانتصر الفريق المسيحي ( من اصل وثني ) وله ايمان غير صحيح، على الفريق الآخر (من اصل يهودي) وهو النصارى، وايمانهم مقبول بحسب اعتقاد الكاتب.

-------------------

اولا: نوضح لجميع القراء ان مقالنا ليس دفاعا عن اليهود ولا عن الديانة اليهودية ولا عن تصرفات اليهود الحاليين، كما يصر البعض ان يتهمنا به، فلا دخل لنا بالسياسة، ولكن لمن لا يعرف ان المسيح من اصل يهودي وهو الطريق الوحيد الى الله الآب ولا يستطيع احد ان يكون له علاقة مع الله كآب سماوي الا بقبول المسيح كما اعلن عن نفسه في الانجيل ( يوحنا 14: 6)، نحن نوضح ونشرح ايماننا المسيحي وهو ايمان واحد مستمر بخط واحد واضح من آدم الى المسيح، لذلك نضم التوراة والانجيل في كتاب واحد باسم الكتاب المقدس لانه طريق واحد الى الله، قال السيد المسيح (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل. فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل)(متى 5: 17 – 18)


-------------------

ثانيا: لم ننكر ان هناك فريق باسم النصارى، ولكننا ننكر ان هذا الفريق كان منذ نشأة المسيحية وكان يتصارع مع فريق آخر اسمه (المسيحيين )، واذا كان الاستاذ سعد الله خليل، يقر ان الانجيل ليس كتاب تاريخ يذكر اسماء كل الحركات المسيحية، فنحن نوافقه، ولكنه استشهد من الانجيل من سفر أعمال الرسل بأن هناك خلافا حصل بين الفريقين، وهنا وجب عليه ان يذكر لنا اين وردت تسمية النصارى في الانجيل، وما هي اسماء الرسل الذين كانوا قادة هذا الفريق؟؟، والا فيكون افتراضه باطلا لانه ذكر تسمية المسيحيين وقادة فريقهم من الانجيل، فلماذا يعجز عن الاتيان بالدليل على الصراع الدموي الذي رسم خطوطه في المقال؟

-------------------

ثالثا: يستشهد الاستاذ سعد من كتب الدكتور أسد رستم ( 1897 م – 1965م ) و الآب لويس شيخو (1895م ـ 1928م) انهما ذكرا تسمية ( النصارى) وفاته انهما استخدما التسمية كمرادف لتسمية ( مسيحي ) وليس للتميز بين فريقين ( احدهما مسيحي والآخر نصارى)، وهما اذ يكتبان للقاريء العربي ( اغلبهم مسلمون) يستخدمان الاصطلاح الذي يعرفه، في وقت معاصر لهما – راجع التواريخ - فمثلا مصر معروفة بالانجليزية ( ايجبت) ولكن عندما نخاطب القاريء العربي نستخدم الاسم الذي يعرفه، وكذلك نقول الهنود الحمر، في حين ان اسمهم ( نيتف امريكان) اذا فالتسمية تخضع لعوامل عدة ولكن لا يصلح هذا للاستدلال على ما اراد الكاتب الذهاب اليه من ان (النصارى والمسيحين كانا فريقين منذ فجر المسيحية يتصارعان على العقيدة وانتصر احدهما على الآخر وازاله واخفاه ودمر كتبه وايمانه )


-------------------

رابعا: لو كان الكاتب استخدم لفظة النصارى كمرادف لاسم ( مسيحي ) لما اعترضنا، وقد ذكر حالات يتم فيها بالفعل استعمال الاسم كمرادف ولا نأبه للتصحيح والتنويه في هذا الامر، ولكن اعتراضنا يا استاذ سعد ليس على التسمية، بل على الطرح الذي تفضلت به ( وحتى لو كان بتسميات اخرى ) فانت ذهبت الى ان الفريقان تصارعا على من يحفظ لنا الايمان القويم، وذهبت الى ان الايمان الحالي هو للفريق الذي من اصل وثني والذي احرق الاناجيل الحقيقة وكتب غيرها محرفة، اظن هذا الطرح يجب التوقف عنده بحزم ومراجعة كل كلمة في المقال، لانها كلها جاءت مغلوطة وغير موثقة المصادر.


-------------------

خامسا: الكاتب يناقض نفسه بالقول ان الفريق المسيحي انتصر على الفريق النصراني وافناه، فهو يستشهد بان مسيحيو الشام ومصر يستخدمون هذا الاسم في مناسبات عدة، ونحن نسأل الكاتب: هل انقرضت النصرانية ام لم تنقرض يا استاذ سعد، الم تقل في مقالك ان المسيحية اتجهت الى الغرب والنصرانية الى الجزيرة العربية؟؟ اقتباس من مقالك (لكن النصرانية لم تعمر طويلا في جزيرة العرب. فلم تر القرن الثامن الميلادي هناك، إذ قضي عليها، ودُفنت منبوذة في رمال الصحراء) هل لك ان تستقر على رأي؟؟ هل انقرضت ام لم تنقرض؟؟ فاذا كان نصارى مصر ونصارى الشام من اصل يهودي فيكون زعمك بانقراضك زعم باطل، واذا كانوا من اصل وثني، فان زعمك ايضا هو زعم باطل اذ يقول ان تسمية النصارى والمسيحيين في المنطقة العربية هو مرادف لشيء واحد.




وانت كتبت في مقالك ( نتاج بحثك ) ان كنيسة انطاكية هي المقر الذي اسسه المسيحيين ( ذوي الاصل الوثني)، وانت تعرف اين انطاكية؟ اليس كذلك، فيكون اهل الشام من المسيحيين وليس النصارى ( بحسب بحثك ) ومصر ذهب اليها كارزا مرقس ( ابن اخت برنابا ) و الابن الروحي لبطرس (1 بطرس 5: 13) فيكون مصر تبع الفريق المسيحي، فكيف يستخدمان تسمية النصارى؟ الا اذا كانت فقط كمرادف لتسمية مسيحي (بحسب اللغة فقط ).



-------------------

سادسا: يقول الاستاذ سعد – اقتباس “لا أظن أن أحدا بحاجة لمرجع يقنعه بوجود فرق في سابق الزمان سميت نصرانية، وتمسكت بالشريعة اليهودية، وعاشت في الجزيرة العربية، وأقامت دولا في اليمن والحبشة. فقد أصبحت هذه المعلومات، معلومات عامة ومعروفة ومتداولة” انتهى الاقتباس، وبالطبع لا يوافق احدا على هذا الطرح، فهو يفتح الباب على مصراعيه لكل انسان ان يكتب عن اي دين من الاديان ثم يقول لن آتي بالمرجع فكلها معلومات معروفة؟؟ لا يا استاذ سعد، نحن نطلب الدليل والمرجعية على كلامك، فنحن اثبتنا ان المسيحيين وليس فريق آخر كان منذ فجر الايمان المسيحي وحتى اليوم، وذكرنا مراجعنا من الانجيل، وسيادتك اذ استشهدت من الانجيل ومن سفر الاعمال بوجود هذا الصراع المزعوم بين فريق المسيحيين وفريق النصارى، وجب عليك ان تأتي لنا بتسمية الفريق ومن هم قادته من الرسل من الانجيل ( حيث ان كل الرسل المعتبرين اعمدة كانوا في الفريق ذوي الاصول الوثنية بحسب تعبيرك)، والا اصبحت مقالات كانها انفاس في الهواء، مع احترامي لشخصك.

-------------------

سابعا: للتوضيح من اين وردت تسمية النصارى، وردت في القرآن ( واستخدمها ايضا على انها مرادف لتسمية المسيحيين) لقول المسيح (َ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) (آل عمران: 52) و( الصف: 14) ومع هذا فان النصارى كانت طائفة مسيحية (مهرطقة) وقد عاشت في الجزيرة العربية وكانت تستقي ايمانها من الانجيل العبراني للابيونيين، وهو انجيل منحول، ينكر لاهوت المسيح، في حين ان الايمان الصحيح كان اكثر رسوخا في اماكن اخرى من العالم المتحضر آنذاك، ليس هذا فقط فالقرآن له قاموس الاسماء الخاص به مثل يسوع (عيسى) ويوحنا (يحي) ويونان (يونس) وعزرا (عزير).


-------------------

هل فهم الاخوة القراء لماذا لا نرضي بما ذهب اليه الاستاذ سعد في مقالاته؟؟ انه ينفي صحة ايماننا، ولذلك فنحن نطالبه بالدليل، الذي لم يقدمه حتى الان، واخيرا، فقد نقبل تسمية النصارى على مضض في بعض الاحيان كمرادف يقوله المسلم لانه تعلم هذه التسمية من القرآن، ولكننا نعاني حتى الان في اننا لا نستطيع ان نشرح ايماننا انه ليس كما يقول القرآن عن عبادة ثلاثة آلهة او ان الله تزوج من العذارء او غيره من الاقوال المغلوطة والمنسوبة الينا من القرآن الذي كان يخاطب طائفة غير قويمة الايمان على انها جموع المسيحيين.


-------------------

خادم الرب
ميلاد عبد المسيح

ردا على هامش مقالة المسيحية والنصرانية واليهودية

ردا على هامش مقالة المسيحية والنصرانية واليهودية 2/2
تتمة
يهوة كما وصفته التوراة
المقال
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/6/239936.htm
الرد
لا نتجنى على الكاتب سعد الله خليل اذا قلنا انه لم يقرأ- الكتاب المقدس - مادة البحث الذي قدمه في مقالين بعنوان ( المسيحية والنصرانية واليهودية ) عن بدء المسيحية بحسب ماجاء بالانجيل وعرضنا في الرد السابق انه اخطأ في تقدير زمن خدمة المسيح لانه لم يقرأ الانجيل ، وهذه المرة ايضا نبين خطأ يثبت لكم انه لم يقرأ - على الاقل- الشواهد الكتابية التي وضعها في فقرة خاصة كهامش واختار لها اسما (يهوه كما وصفته التوراة) صاغها بشكل جملة ينتقد بها الله ( يهوه) في العهد القديم ثم يضع شاهدا على اقتباسه ، وذلك بمقال سيادته الثاني والمنشور بجريدة ايلاف الالكترونية بتاريخ الاربعاء 13 يونيو 2007


-----------


فجاء اقتباسا منهم يقول ( يقتل دون سبب " 14700" رجلا من شعبه ( سفر العدد 17: 9 – 14) والطريف ان هذا الاصحاح ينتهي بالعدد رقم 13 والفقرة لا تشير من قريب ولا من بعيد الى ماكتبه ، فالاقتباس الصحيح يقول ( 9 فاخرج موسى جميع العصي من امام الرب الى جميع بني اسرائيل فنظروا واخذ كل واحد عصاه. 10 وقال الرب لموسى ردّ عصا هرون الى امام الشهادة لاجل الحفظ علامة لبني التمرّد فتكف تذمراتهم عني لكي لا يموتوا. 11 ففعل موسى كما امره الرب كذلك فعل 12 فكلم بنو اسرائيل موسى قائلين اننا فنينا وهلكنا.قد هلكنا جميعا. 13 كل من اقترب الى مسكن الرب يموت.أما فنينا تماما ) (سفر العدد 17 : من 9 الى آخر الاصحاح ) و لا ذكر لموت احد بدون سبب وليس هناك اي ذكر للرقم الذي كتبه عن عدد القتلى .



-----------


وسوف يتضح لكم ان الباحث لم يقرأ الفقرات المشار اليها في التوراة ، انما نقل عن مقالة او كتاب يتهجم على الكتاب المقدس ، فهذا الافتراض انا افضله عن ان افترض انه كذب على الكتاب المقدس عامدا متعمدا ، وسوف نضع الرد بصورة حوار بين معترض ومسيحي للرد على كل الاقتباسات التي اختار ان يضمنها في هامشه .

--------

المعترض : هل تسمح لي بأن اذكر لك بعض الاعتراضات عن يهوه كما وصفته التوراة.
المسيحي : ان ( يهوه) هو احد اسماء الله في العهد القديم ، ولان الله أزلي ابدي سرمدي فصفاته وطبيعته لا تتغير في العهد القديم ولا العهد الجديد ، هو كامل صفات الألوهية فهو كلي القداسة ، كلي العدالة، كلي الرحمة ، كلي المحبة ، ولا تتناقض هذه الصفات بينها وبين بعضها ، فرحمته وعدله التقيا في الفداء ، فتم تنفيذ القضاء ودينونة الخطية في الفادي ، وظهرت محبة الله ورحمته لنا.




وكما قدم ( يهوه ) نفسه الها عادلا و قدوسا يكره الخطية ولكنه يحب الخاطيء ويطلب توبته وعودته اليه ، ولم يكن منحازا ابدا لشعب دون آخر ، فكما اخطأت الشعوب الاخرى ونالت جزائها العادل ، كذلك نال شعب اليهود جزاءه العادل عندما يخطيء ( لان ليس عند الله محاباة) (روميه 2: 11) و ( افسس 6: 9) و (كولوسي 3: 25) و (1 بطرس 1: 17) و(2 اخبار الايام 19: 7) و (امثال 24: 23) و ( امثال 28: 21) و (امثال 17: 15) ( مبريء المذنب ومذّنب البريء كلاهما مكرهة الرب ) بقى ان اقول ان الله اعلن عن نفسه تدريجيا على مدى تطور البشرية ، وهذا واضح في تدرج الاعلان في الكتاب المقدس ، الذي كتبه اكثر من 40 نبي على مدار حوالي 1500 سنة سجل فيها أحداث حوالي 6000 سنة من الحياة البشرية منذ نشأتها مرورا بمراحل تطور الحضارة البشرية ، فما كان مقبولا وجائزا بشريا في مقياس الانسان القديم قد يختلف اليوم .

--------

المعترض: يهوه كما وصفته التوراة : يأمر بقتل الناس كي يستولي شعبه الخاص على أرزاقهم ونسائهم وأراضيهم. (والآن فاقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة ضاجعت رجلا، واستبقوا لأنفسكم العذراوات من النساء والأطفال- سفر العدد 31/17-18) يأمر بشنقهم زعماء شعبه ويقتل من عامتهم "24000" من الشباب والرجال (سفر العدد25/4-9).


المسيحي : تعال نقرأ الفقرة في سياقها (15 وقال لهم موسى هل ابقيتم كل انثى حيّة. 16 ان هؤلاء كنّ لبني اسرائيل حسب كلام بلعام سبب خيانة للرب في امر فغور فكان الوبأ في جماعة الرب. 17 فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. 18 لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات.) (سفر العدد 31: 15 – 18) ان لهذه الفقرة قصة مذكورة في سفر العدد الاصحاحات (22 و23 و24) ، وتفسر ما هو كلام بلعام النبي الذي اشتهر في العهد القديم والجديد وصار مثلا لكل من يحب اجرة الاثم ويعرف طريق الله وينصح بغيره (ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة )( 2 بطرس 2: 19 – 16)


والقصة باختصار ان ملك موآب لما رأي ان الله يقود شعبه بانتصارات ويؤيده ضد اعدائه ، استدعى النبي (بلعام بن بعور) وطلب منه ان يلعن الشعب ، (فالآن تعال والعن لي هذا الشعب.لانه اعظم مني. لعله يمكننا ان نكسره فاطرده من الارض. لاني عرفت ان الذي تباركه مبارك والذي تلعنه ملعون) ( 22: 6) ولكن الله قال له لا تلعن هذا الشعب لانه مبارك (22: 12) ، فاشار بلعام علي ملك موآب بنصيحة اخرى ( العدد 22: 14) تجعل الشعب يخطيء الى الله فيقع تحت الدينونة العادلة ان يجعلهم يزنوا مع بنات موآب ويقدموا ذبائح لآلهتم (ان عندك هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلّم بالاق ان يلقي معثرة امام بني اسرائيل ان يأكلوا ما ذبح للاوثان ويزنوا.)(رؤيا 2: 14)


الشعب اليهودي نال المجازاة العادلة على هذه الخطية (واقام اسرائيل في شطّيم وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب. 2 فدعون الشعب الى ذبائح آلهتهنّ فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهنّ. 3 وتعلّق اسرائيل ببعل فغور.فحمي غضب الرب على اسرائيل.) (سفر العدد 25: 1- 3) وما كتبته كان جزاء الله العادل على موآب وبناته اللواتي لعبن دور الزانيات .

------------

المعترض : يهوه كما وصفته التوراة : يطرد قوما من أراضيهم ويسلبهم إياها ليعطيها لشعبه الخاص. (فقال يهوه: إني قد رأيت مذلة شعبي.. فنزلت لأنقذه وأصعده إلى أرض طيبة واسعة، إلى أرض تدر لبنا حليبا وعسلا، إلى مكان الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين- سفر الخروج 3/7-9).

المسيحي : غير صحيح ان الله ينحاز لشعب دون آخر بدون سبب ، اعتقد اننا قلنا ان الله عادل وليس لديه محاباة لشعب مقابل شعب آخر ولكن ، ( للرب الارض وملؤها المسكونة وكل الساكنين فيها )(مزمور 24: 1) ، وكما اعطى الله الارض للشعب الذي آمن به وطرد الشعوب التي رفضته وعبدت الاوثان فكان بقاء الشعب في الارض مشروطا بطاعة الله وعبادته دون غيره والا فسيلقون نفس المصير (فتحفظون جميع فرائضي وجميع احكامي وتعملونها لكي لا تقذفكم الارض التي انا آت بكم اليها لتسكنوا فيها) ( لاويين 20 : 22) وقد تم أن طرد الله الشعب اليهودي من الارض مرتين ، مرة عندما عبدوا آلهة اخرى فتم سبيهم الى آشور وبابل ، و مرة اخرى عندما رفض المسيح ، ألم اقل لك ان الله عادل وليس عنده محاباة ؟؟

------------

المعترض : يهوه كما وصفته التوراة : يثأر وينتقم من الآباء في أبنائهم وأحفادهم (لأني أنا "يهوه" إلهك أعاقب إثم الآباء في البنين إلى الجيل الثالث والرابع- سفر الخروج 20/5).

المسيحي : تعال نقرأ الفقرة في سياقها (لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الارض من تحت وما في الماء من تحت الارض. 5 لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ.لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. 6 واصنع احسانا الى الوف من محبيّ وحافظي وصاياي.)(خروج 20 : 4 – 5) ان الله هنا يتكلم عن من يرفضه ويعبد الاوثان ، والنص يقول ( الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ) اي اذا استمر الرفض في هذه الاجيال ،اما اذا جاء احد الابناء وكسر هذه السلسلة فالله يقول بعدها انه (يصنع احسانا الى الوف من محبيّ) الله عادل ذكر جزاء الرفض له ومكافأة القبول به ، ويؤكد هذا الفهم فكر الله المعلن في الكتاب كله كقوله (ها كل النفوس هي لي. نفس الاب كنفس الابن.كلاهما لي.النفس التي تخطئ هي تموت. 5 والانسان الذي كان بارا وفعل حقا وعدلا ... 9 وسلك في فرائضي وحفظ احكامي ليعمل بالحق فهو بار.حياة يحيا يقول السيد الرب )(حزقيال 18: 4- 9)





------------


المعترض : يهوه كما وصفته التوراة : يأمر بقتل حطاب فقير يبحث عن لقمة عيشه، رجما بالحجارة حتى الموت، لأنه كان يحطب في الغابة يوم السبت (سفر العدد 15/32-36).

المسيحي : تعال نقرأ النص معا (واما النفس التي تعمل بيد رفيعة من الوطنيين او من الغرباء فهي تزدري بالرب فتقطع تلك النفس من بين شعبها 31 لانها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته. قطعا تقطع تلك النفس.ذنبها عليها 32 ولما كان بنو اسرائيل في البرية وجدوا رجلا يحتطب حطبا في يوم السبت. 33 فقدمه الذين وجدوه يحتطب حطبا الى موسى وهرون وكل الجماعة. 34 فوضعوه في المحرس لانه لم يعلن ماذا يفعل به. 35 فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل. يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلّة.)(سفر العدد 15: 32 – 35) كانت هذه الحادثة مباشرة بعد قراءة الناموس وموافقة الشعب كله عليها علانية ، وهي اول اعلان عصيان علني على الناموس ، والحادثة لم تقل انه كان حطابا ( بل انت) هو رجلا كان يحتطب ، ولم يكن (فقيرا يبحث عن لقمة عيشة) ، فهذه الحادثة كانت في البرية وقت ان كان الله يعول شعبه بالمن والسلوي يوميا ولمدة اربعين عاما ، ولم يكن يحتاج الحطب للاستدفاء به ، فقد كان الله يقودهم ويرشدهم طوال الطريق بعمود السحاب نهارا ( يظللهم من قيظ الشمس ) وعمود نار ليلا ( للانارة والاستدفاء ) ( راجع صلاة الشعب واعترافاته – نحميا 9: 19 – 21) اذا فقد كان الرجل يعلن العصيان العلني لله وناموسه ، ولانها كانت الحالة الاولى ، فلم ينفذ موسى الوصية بل طلب من الله المشورة .

------------


المعترض : يهوه كما وصفته التوراة : يسلم- مقابل عجل أو كبش- الكنعانيين لبني إسرائيل كي يذبحوهم ويستولوا على أراضيهم (سفر العدد 21/1-3).
المسيحي : الفقرة في سياقها (ولما سمع الكنعاني ملك عراد الساكن في الجنوب ان اسرائيل جاء في طريق اتاريم حارب اسرائيل وسبى منهم سبيا.2 فنذر اسرائيل نذرا للرب وقال ان دفعت هؤلاء القوم الى يدي احرّم مدنهم. 3 فسمع الرب لقول اسرائيل ودفع الكنعانيين فحرموهم ومدنهم.فدعي اسم المكان حرمة)( العدد 21: 1 – 3) واضح ان الشعب يذلل نفسه الى الله وينذر نذرا وليس كما صورها الكاتب في تعليقه ، والنذر لم يكن تقديم عجل أو كبش ، وانما تحريم المدن ، واترك للباحث ان يبحث عن المعنى ( معذرة فمساحة الرد غير كافية لشرح الاجابة على كل اعتراض )

------------

المعترض : يهوه كما وصفته التوراة : يأمر أبناء شعبه أن يقتل الأخ أخاه وصاحبه وقريبه. فقُتل منهم ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل (سفر الخروج 32/28-29).
المسيحي : هل لي ان اسأل هل التوقف عند هذا العدد مقصودا ام غير مقصود ؟؟ كان عليك يا صديقي ان تكلم الفقرة لتذكر السبب ، فهذه الحادثة بعد ان رجع موسى من مقابلة ربه فوجد الشعب ترك عبادة الله الذي اخرجه من ارض مصر بيد مقتدرة ومعجزات لا ينكرها احد ، فكان العقاب بقدر الخطأ ( 30 وكان في الغد ان موسى قال للشعب انتم قد اخطأتم خطية عظيمة.فاصعد الآن الى الرب لعلي اكفّر خطيتكم. 31 فرجع موسى الى الرب.وقال آه قد اخطأ هذا الشعب خطية عظيمة وصنعوا لانفسهم آلهة من ذهب. 32 والآن ان غفرت خطيتهم.والا فامحني من كتابك الذي كتبت. 33 فقال الرب لموسى من اخطأ اليّ امحوه من كتابي. 34 والآن اذهب اهد الشعب الى حيث كلمتك.هوذا ملاكي يسير امامك.ولكن في يوم افتقادي افتقد فيهم خطيتهم. 35 فضرب الرب الشعب.لانهم صنعوا العجل الذي صنعه هرون)(الخروج 32: 30 -35) والغريب انني لا اعرف سبب اعتراضك وقد ذكر القرآن نفس الحادثة ونفس العقاب (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ) ( البقرة 2) وارجو الرجوع لقراءة التفاسير .

------------

المعترض : يهوه كما وصفته التوراة : يقتل شعبه ويرمي جثثهم في البرية، بها يفنون وبها يموتون (سفر العدد 14/32-35)
المسيحي : مرة اخرى تأتي دائما اقتباساتك قبل او بعد مفتاح الموضوع ، هل هذا بقصد ام لانك تنقل عن مقال وهذا ليس بحثك ؟؟ ليس الموضوع كما تصوره فقد قال الله انه ينفذ في الشعب الحكم الذي حكموا به على انفهسم ( قل لهم حيّ انا يقول الرب لأفعلنّ بكم كما تكلمتم في اذنيّ.29 في هذا القفر تسقط جثثكم جميع المعدودين منكم حسب عددكم من ابن عشرين سنة فصاعدا الذين تذمروا عليّ.30 لن تدخلوا الارض التي رفعت يدي لأسكننّكم فيها ما عدا كالب بن يفنّة ويشوع بن نون. 31 واما اطفالكم الذين قلتم يكونون غنيمة فاني سادخلهم فيعرفون الارض التي احتقرتموها.)(سفر العدد 14: 28 – 31) واذا كنت قرأت حقا النص في الكتاب المقدس لاغنتك عن الاجابة التي اقولها لك وللقراء ، فالحادثة باختصار ان موسى ارسل 12 رجلا لاستكشاف ارض كنعان قبل دخولها فرجعوا بنتيجة عشرة مقابل اثنين ( كالب ويشوع) الجماعة الاكبر قالت ان الشعب الذي يسكن الارض اقوياء وسوف يقتلونا ونموت اذا تقدمنا نحوهم ، واثنان آمنا في الله ووعده بغض النظر عن امكانياتهم البشرية ، فقال الله مقولته ان من قال انه سوف يموت سيموت ومن قال ان الله قادر سوف يحيا ( وحسب ايمانك ليكن لك ) ، ولذلك تأخر دخولهم الى ارض الموعد اربعين سنة حتى مات كل الجيل الذي اختار بنفسه ( عشرين سنه فصاعدا) اما الجيل الاصغر فكبر ودخل ارض الموعد مع ( كالب ويشوع) الذي اطال الله في اعمارهما ليتم وعده الصادق لهما .

------------

المعترض : يقتل دون سبب "14700"رجلا من شعبه (سفر العدد 17/9-14). يحرق شعبه بالنار (سفر العدد 16 /35). تأديبا لهم، لأنهم قاموا بحرق البخور وتعدوا على اختصاص الكهنة (سفر العدد17/5). : يقتل شعبه كي يقدس مجامر البخور المصنوعة من الصفيح (سفر العدد16/31-33وعدد 17/1-3).
المسيحي : الاقتباس الاول قمنا بالرد عليه في بداية المقال ، والاقتباسات الاخرى تحكي قصة تذمر بعض الشعب على اختيار الله لموسى وهارون في القيادة (واخذ قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي وداثان وابيرام ابنا اليآب واون بن فالت بنو رأوبين 2 يقاومون موسى مع اناس من بني اسرائيل مئتين وخمسين رؤساء الجماعة مدعوّين للاجتماع ذوي اسم. 3 فاجتمعوا على موسى وهرون وقالوا لهما كفاكما.ان كل الجماعة باسرها مقدسة وفي وسطها الرب.فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب)(سفر العدد 16: 1 – 3) فقال الله لموسى ان يقف هو وهارون في جهة والمعترضين في جهة ، وكل منهم يمسك مجمرته وبها البخور وسوف يظهر اختيار الله الحقيقي (فقال موسى بهذا تعلمون ان الرب قد ارسلني لاعمل كل هذه الاعمال وانها ليست من نفسي. 29 ان مات هؤلاء كموت كل انسان واصابتهم مصيبة كل انسان فليس الرب قد ارسلني. 30 ولكن ان ابتدع الرب بدعة وفتحت الارض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا احياء الى الهاوية تعلمون ان هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب)(سفر العدد 16: 18 – 30) وقد حدث تماما كما قال الله ، اما موضوع المجمرة فهي من ذهب وقد تقدست بالنار فقال الله (مجامر هؤلاء المخطئين ضد نفوسهم فليعملوها صفائح مطروقة غشاء للمذبح لانهم قد قدّموها امام الرب فتقدّست.فتكون علامة لبني اسرائيل. ) ( اعمال 16: 38) اي يصنعوا منها الواح لتكسية المذبح .



------------

المعترض : يهوه كما وصفته التوراة : يلدغ شعبه بالأفاعي المجنحة فيقتل منهم خلقا كثيرا (عدد 21/5-7). يأمر بشنقهم زعماء شعبه ويقتل من عامتهم "24000" من الشباب والرجال (سفر العدد25/4-9).
المسيحي : تعال نقرأ الفقرة في سياقها (وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا اصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لانه لا خبز ولا ماء وقد كرهت انفسنا الطعام السخيف. 6 فارسل الرب على الشعب الحيّات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل. 7 فاتى الشعب الى موسى وقالوا قد اخطأنا اذ تكلمنا على الرب وعليك فصل الى الرب ليرفع عنا الحيّات.فصلى موسى لاجل الشعب. 8 فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر اليها يحيا. 9 فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا ونظر الى حية النحاس يحيا)(سفر العدد 21 : 5-9) اذا فقد كان هناك تذمر من الشعب على المن والسلوي النازل من السماء وقالوا عنه ( الطعام السخيف ) ولكن الله اعطى الحل ، فلم يترك كل الشعب يموت ، وادخله مرة اخرى امتحان الايمان ، فمن يلدغه الثعبان يؤمن وينظر الى الحية النحاسية سوف يحيا ، ومن يرفض النظر اليها يموت ، وهي نبؤة عن صليب المسيح فقد قال عن نفسه انه المن النازل من السماء (آباؤكم اكلوا المنّ في البرية وماتوا. 50 هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الانسان ولا يموت. 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء.ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد.والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم) (يوحنا 6: 49 – 51) فمن ينظر المسيح ابن الله بالايمان سيحيا ومن يرفض النظر اليه سيموت (وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. )(يوحنا 3: 14 و 15)


واخيرا اختم بقولي اخي الحبيب المسيحي أو غير المسيحي اقرأ الكتاب المقدس (التوراة والانجيل) لا تقرأ عنه بل اقرأه هو ، واقرأ كتابك وتفاسيره ، وسوف تكتشف اين الحقيقة ، فليس لدينا ما نخشاه ، كما قال السيد المسيح ( فتشوا الكتب فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية.وهي التي تشهد لي.)( يوحنا 5: 39) ، وسوف يقودك روح الله الحي، الى الحق ، فهذا اسمه روح الحق ( وتعرفون الحق والحق يحرركم )( يوحنا 8 : 32)

ميلاد عبد المسيح
Melad_abdelmaseh@yahoo.com


ردا على مقالة المسيحية والنصرانية واليهودية 2/2




لا فرق بين اليهودي واليوناني لان ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. 13 لان كل من يدعو باسم الرب يخلص..... 16 لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا. 17 اذا الايمان بالخبر والخبر بكلمة الله )(روميه2: 12 - 17) هكذا بدأت المسيحية، يهودي ويوناني بلا فرق، لم يكن هناك فريقان ، ولم يكن هناك ابدا تناحر وحروب ولا اغتيالات بين القادة، بل محبة اخوية، او اختلاف بود (اعمال 15) وحتى لا نطيل في المقدمة، فسأدخل مباشرة الى الرد على المقال الثاني للاستاذ سعد الله خليل المنشور بجريدة ايلاف الالكترونية بعنوان ( المسيحية والنصرانية واليهودية 2/2) بتاريخ الاربعا 13 يونيو 2007
-----------------
احب أن اوضح ان هذا المقال ليس للدفاع عن اليهود – كما اشاع البعض – بل هي توضيح لايماننا المسيحي المبني على الكتاب المقدس ( التوراة والانجيل ).
مدة خدمة المسيح:جاء في المقال ( لم يطق اليهود صبرا على المسيح، فلم يسمحوا له بالتبشير سوى أشهر جدا قليلة، وربما لا تتعدى الشهرين أو الثلاثة أشهر. لأنهم كانوا يعرفون عاقبة تبشيره عليهم. بضعة أشهر فقط، هل كل المدة التي بشر بها السيد المسيح- خلافا للشائع لدى الناس- فقد بدأ المسيح بنشر تعاليمه وهو في سن الثلاثين تقريبا، وصلبه اليهود وأسلم الروح وهو في الثلاثين من العمر.. ). ويقول الدكتور أسد رستم مؤرخ الكرسي الإنطاكي في كتابه- 3 مجلدات- كنيسة مدينة الله إنطاكية العظمى: (وأسلم السيد الروح معلقا على الصليب يوم الجمعة في ما يعادل في حسابنا السابع من نيسان من السنة 30 بعد الميلاد).
---------------
وهنا لا بد من وقفة لصالح التاريخ والحقيقة، ولنبين للقاريء كيف ان الكاتب لم يقم باي بحث ولكنه نقل بدون دراسة ولا تمحيص وخلص الى استنتاجات غير دقيقة، فالسيد المسيح بدأ خدمته في سن الثلاثين ( حسب شريعة الناموس لبدء الخدمة لليهودي - راجع سفر العدد الاصحاح الرابع) ولكنه خدم مايقارب ثلاثة سنوات ونصف السنة، واذا كان الكاتب قرأ الانجيل ( ولا اقول عمل دراسة او بحث تاريخي) لاكتشف ببساطة ان المسيح قطع الرحلة الى اورشليم لحضور عيد الفصح 3 مرات (غني عن التعريف انه عيد يأتي مرة واحدة في السنة) : الاولى (يوحنا 2: 13-25) والثانية ( يوحنا 5: 1- 47) والثالثة (يوحنا 12: 12-19) وهي التي تم القبض عليه فيها وتقديمه للصلب والمحاكمة، ولنبين كيف وصل الكاتب الى استنتاجه من قراءة ان المسيح صلب سنة 30 ميلادية فقام بحسبة سريعة مفترضا ان المسيح مولود سنة 1 ميلادية، (بحساب التاريخ 4 ق.م)، كيف نفهم هذا؟ نضع ايضا هذه الدراسة التاريخية المختصرة، لعلنا نكون قدمنا ردا وافيا على هذه النقطة :
-----------------
جاء في الموسوعة العربية ما يلي (التقويم الميلادي: اقترح الراهب ديونيس إكسيجيوس عام 1285 رومانية (أي بعد 532 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام) أن يكون ميلاد السيد المسيح مبدأ للتاريخ. ولما كان هذا الميلاد، كما يرى ديونيس، عام 754 رومانية، عدّ أول يناير عام 754 مبدأ للتاريخ الميلادي، وكان ذلك يوم السبت. ينتج عن ذلك أن التاريخ الروماني يزيد على التاريخ الميلادي 753 سنة.) ولكننا نضيف ما ذكره المؤرخ اليهودي يوسيفوس يظهر بوضوح أن هيردوس الكبير مات قبل العام 754 رومانية، فيكون على الارجح انه مات قبل هذا التاريخ باربعة أعوام، (اي 4 ق.م ) واذا اضفنا ماجاء في الانجيل من ان هيرودس بعد ولادة المسيح بوقت قصير ( متى 2: 19 – 22) ويكون مولد المسيح قبل ذلك اما في اواخر سنة 5 ق.م او اوائل سنة 4 ق.م وفي بعض الاراء 7 ق.م
ولهذا فعمر المسيح وقت الموت على الصليب يكون 30 عاما مضافا اليها حوالى اربعة اعوام، وهو ما يطابق رواية الانجيل ومدة خدمة المسيح باكثر من ثلاث سنوات، هذه النقطة قصدت الاستفاضة فيها لكي ابين للقاريء ان الكاتب لم يبذل جهدا في تقصي الحقائق التي نقلها في مقاله.
--------------------
السبب الحقيقي في رغبة اليهود في قتل المسيح:




جاء في المقال (ما أن لامست هذه الأقوال أسماع زعماء اليهود وكهنتهم وشيوخهم، حتى استشعروا بالخطر المحدق بهم، وبسلطتهم وديانتهم، فاضطربت عقولهم، وطار صوابهم، وعصف الشر بقلوبهم. فتحالفوا ضده، وتآمروا عليه، وقرروا قتله) يريد الكاتب ان يقول أن رؤساء الكهنة ارادوا قتل المسيح لتعاليمه السامية التي تهدم تعاليمهم، ولكن في الانجيل السبب الحقيقي شيء آخر معلنا بوضوح، فقد حاول اليهود اكثر من مرة قتل المسيح رجما بالحجارة ( بتهمة التجديف لانه يعادل نفسه بالله ) وهي نفس التهمة التي حاكموه من اجلها ومات المسيح على الصليب متهما بها، واليكم بعض هذه المحولات بالنص من الانجيل (ولهذا كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون ان يقتلوه لانه عمل هذا في سبت. 17 فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الآن وانا اعمل. 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه.لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله)(يوحنا 5: 16- 18)
---------------


اذا فالتهمة واضحة وهي ان المسيح نسب الى نفسه اللاهوت، وقد فهم هذا اليهود - بحسب معرفتهم لاسماء الله وصفاته في التوراة والتي نسبها المسيح لنفسه - وقد استمرت محاولاتهم في كل مرة يقول فيها المسيح اشارة الى لاهوته، فقد حدث هذا عندما اعلن ازليته (قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن. 59 فرفعوا حجارة ليرجموه.اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا)(يوحنا 8 : 58 – 59) ومرة اخرى عندما قال المسيح ان المؤمنين محفوظين في يد الآب، ثم اضاف انه محفوظين في يده وختم بالقول انه والآب واحد (خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني. 28 وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها احد من يدي. 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. 30 انا والآب واحد 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه. ) (يوحنا 10 : 27 – 31)


المرة الاخيرة كانت في المحاكمة التي انتهت بحكم الصلب (فاجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله. 64 قال له يسوع انت قلت.وايضا اقول لكم من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء. 65 فمزّق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدّف.ما حاجتنا بعد الى شهود.ها قد سمعتم تجديفه. 66 ماذا ترون.فاجابوا وقالوا انه مستوجب الموت.)( متى 26: 63 – 66)
-------------------


من الجدير بالتنويه هنا ان السيد المسيح اعلن عن لاهوته (كونه المسيح ابن الله ) لتلاميذه في اكثر من مناسبة ولكنه كان دائما يوصيهم الا يقولوا لاحد الا بعد القيامة (واوصاهم كثيرا ان لا يظهروه) (مرقس 3: 12) (متى 12: 16 ) (16 فاجاب سمعان بطرس وقال انت هو المسيح ابن الله الحي. - 20 حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح)(متى 16: 16 – 20) وايضا (وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول انت المسيح ابن الله.فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لانهم عرفوه انه المسيح )(لوقا 4: 41) وكان هذا ايضا تحقيقا للنبؤات ( متى 12: 16 – 20) (لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد.)(1 كورنثوس 2: 8)
---------------


فان المسيح قد جاء من اجل الفداء وكان يعّلم بالصليب ويخبر به قبل حدوثه، فلم يكن موت المسيح نتيجة لتعاليمه السامية ولم يكن موته مصادفة او عرضا ولم يكن موته مخافة اليهود على شرائع موسى فالمسيح اعلن منذ بداية خدمته (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل. 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. )(متى 5: 17 – 18) لم تكن هذه النقطة سبب خوفا من اليهود مطلقا، ولكن كان موت المسيح هو لتتميم خطة الله للفداء المعروفة قبل تأسيس العالم ( أفسس 1: 4) و ( 1 بطرس 1: 20)
----------------


لم يكن اليهودي يرفض ان المسيح المنتظر والآتي الى العالم هو ابن الله ( يهوه الظاهر في الجسد ) وكان هذا هو السؤال المطروح من رئيس الكهنة في المحاكمة، وذلك لانه يعرف جيدا من النبؤات ان يهوه قادم الى هيكله (هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به هوذا يأتي قال رب الجنود)(ملاخي 3: 1) وايضا تعبير ابن الانسان الذي طالما استخدمه المسيح كان بالنسبة لليهودي اعلان الهي (كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. 14 فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبّد له كل الشعوب والامم والألسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض) ( دانيال 7: 13 – 14) ولكن استغرابهم ان المعلمين كانوا يقولون ان المسيح ابن الله سوف يظهر فجأة على جناح الهيكل، وهم كانوا يتسائلون دائما (أليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه. 26 وها هو يتكلم جهارا ولا يقولون له شيئا.ألعل الرؤساء عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا. 27 ولكن هذا نعلم من اين هو.واما المسيح فمتى جاء لا يعرف احد من اين هو)(يوحنا 7: 25 – 27)


اما موت الصليب فلم يكن اختيارا يهوديا، فان كل الشرائع اليهودية بالقتل رجما، اما الصليب فكان العقوبة الرومانية للقتل، وكان اليهود في ذلك الوقت محتلين من الرومان ولهم صلاحيات حكم ذاتي في ادارة شئونهم الدينية والحياتية ولكن في امور الدولة والعقوبات كان يطبق القانون الروماني، ولهذا جاءت عقوبة الصلب، لتحقيق النبؤة ان يعلق على خشبة ليصير المسيح لعنة من اجلنا لينقذنا من لعنة الناموس ( غلاطية 3: 13)
--------------------


ما هي تعاليم المسيح وهل كانت تخالف الناموس:


اعتقد اننا قدمنا في الرد السابق توضيحات لبعض النقاط التي اثارها الكاتب بالنسبة لموقف المسيح من المرأة الزانية ( فلا داعي للتكرار ) ولكن نناقش هنا مثلا تعاليم المسيح بالنسبة ليوم السبت، فالمسيح - كما قلنا - كان يعود بالتعاليم الى نقائها بحسب الشريعة ويخلصها مما شابها من تعليم الكتبة والفريسيين بما اسماه ( التقليد ) واليك على سبيل المثال هذا الحوار الذي حدث مع السيد يسوع المسيح في تصحيح موقف عادات الفريسيين مقابل تعليم الناموس (2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ.فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا.3 فاجاب وقال لهم وانتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم. 4 فان الله اوصى قائلا اكرم اباك وامك.ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا. 5 واما انتم فتقولون من قال لابيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني.فلا يكرم اباه او امه. 6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم. 7 يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم اشعياء قائلا. 8 يقترب اليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا. 9 وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس 10 ثم دعا الجمع وقال لهم اسمعوا وافهموا. 11 ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان.بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان. ) ( متى 15: 2 – 11)
-----------


ان السيد المسيح كان ينادي بوحدة قلب وجوهر الانسان مع مظهره، فهو يرفض مظاهر التدين على حساب الصدق الداخلي، ونقاء اليد والمظهر بدون نقاء القلب وطهارته (ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافا ودعارة. 26 ايها الفريسي الاعمى نقّ اولا داخل الكاس والصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا. 27 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. 28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما. )( متى 23 : 25 – 28)


ان السيد المسيح لم يكن ينقض الناموس، بل على العكس كان يعود به الى نقائه الاول باخلائه من شوائب العادات والتقاليد المظهرية الفارغة، هذا ينطبق على راجة السبت ايضا، (ففي الفترة الواقعة بين عزرا والمسيح زاد اليهود عددا من القوانين التقليدية التي يجب حفظها في يوم السبت، تاركين الرحمة والحق التي هي الامور الرئيسية الواجبة فيه، وعندما جاء المسيح كان موضوع حفظ السبت هو مادة النزاع الاولى بين المسيح وشيوخ اليهود، فقد ارادوا حفظ اليوم حرفيا كعبيد للسبت، بينما المسيح كان يعلم ان السبت انما جعل لاجل الانسان ( مرقس 2: 27 - عن قاموس الكتاب المقدس) ولكن قيامة المسيح فجر الاحد جعلت المسيحيين يحتفلون به عيدا اسبوعيا بديلا عن السبت التقليدي ، فالمسيحي لا يلتزم بحرفية الكلمة بل بروحها (الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد.لا الحرف بل الروح.لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي)(2 كورنثوس 3: 6).


مثال آخر هو قول المسيح (سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. 39 واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر.بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا.)(متى 5: 38 – 39) لم يكن هذا نقضا للناموس، فالمسيح كان يشير الى الناموس بكلمة ( مكتوب ) اما (سمعتم انه قيل )، فهي اشارة الى تعاليم الكتبة والفريسيين الدخيلة، المسيح هنا كان يتكلم مع جموع الناس، ويطالبهم بعدم الاخذ بالثأر بأنفسهم بل الارتقاء الى مستوى اعلى من التعامل وهو المحبة والتسامح، اما عن وصية الناموس فهي لا تعطي الحق للانسان ان يأخذ حقه بنفسه ( عين بعين وسن بسن )، وقد اخذ الناس هذه الفقرة من سياقها واستعملوها في الانتقام الشخصي، وهي ليست كذلك في الاصل، فقد كانت الوصية معطاة للكهنة والقضاة لتنفيذها في محاكمة لها شروط خاصة (اذا قام شاهد زور على انسان ليشهد عليه بزيغ 17 يقف الرجلان اللذان بينهما الخصومة امام الرب امام الكهنة والقضاة الذين يكونون في تلك الايام. 18 فان فحص القضاة جيدا واذا الشاهد شاهد كاذب قد شهد بالكذب على اخيه 19 فافعلوا به كما نوى ان يفعل باخيه.فتنزعون الشر من وسطكم. 20 ويسمع الباقون فيخافون ولا يعودون يفعلون مثل ذلك الامر الخبيث في وسطك. 21 لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل ) ( تثنية 19 : 16 – 21)، وهكذا عاد المسيح مرة اخرى من ( سمعتم انه قيل ) الى تعليم راقي جديد ( اما انا فاقول لكم )
وتقترب المساحة المتاحة للرد سريعا الى نهايتها، فاختصر الرد على بعض النقاط بسرعة :عمم الكاتب اتهام المسيح لكل اليهود، والحقيقة ان الانجيل يوضح ان المسيح كان وديعا ومتواضعا مع الجميع، ولكنه كان يوجه كلامه القاسي للمرائين من الكتبة والفريسيين وليس لجموع اليهود (ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون)(متى 23 : 29)
-------------
ولكي نفهم الفرق بين عامة اليهود والفريسيين انقل عن قاموس الكتاب المقدس ( الفريسي كلمة من الآرامية ومعناها " المنعزل" وهو احدى فئات اليهود الرئيسية الثلاث التي كانت تناهض الفئتين الاخريين – الصدوقيين والاسينيين – وكانت اضيقها رأيا وتعليما ( اعمال 26: 5) من ناحية العقيدة كانوا يقولون بالقدر ويجمعون بينه وبين ارادة الانسان الحرة، وكانوا يؤمنون بخلود النفس وقيامة الجسد ووجود الأوراح ومكافأة الانسان ومعاقبته في الآخرة بحسب صلاح حياته الارضية او فسادها، غير انهم حصروا الصلاح في طاعة الناموس فجاءت ديانتهم ظاهرية وليست قلبية داخلية، وقالوا بوجود تقليد سماعي عن موسى تناقله الخلف عن السلف، وزعموا انه معادل لشريعته المكتوبة سلطة او أهم منها، فجاء تصريح المسيح بان الانسان ليس ملتزما بهذا التقليد ( متى 15: 2-6) والفريسيون كان لهم يدا بارزة في المؤامرة على حياة المسيح.)
-------------


اما عن الكتبة (فهو كاتب الناموس والاجزاء الاخرى من العهد القديم، وقد ظهر منهم فئة الكتبة المتأخرين الذين كان عملهم تفسير الناموس، وقد دعاهم العهد الجديد بالكلمة المترجمة " ناموسيين" او " معلمي الشريعة " وقد خصصوا انفسهم لدرس الناموس وتفسيره وشرحه، كما هو معروف عنه مدنيا ودينيا، وكانوا يحاولون تطبيقه على تفاصيل الحياة اليومية، وقد اصبحت قرارات عظماء الكتبة شريعة شفاهية تدعى التقاليد وقد بلغ اوج نفوذهم على الشعب في ايام المسيح، واشتركوا ايضا في التآمر على قتل المسيح ).
-------------


ويختم الاستاذ سعد مقاله بقوله (لقد انبثقت المسيحية من قلب اليهودية واستندت إلى نبوءاتها، لكنها ما لبثت أن امتدت وانتشرت، فتجاوزتها بمراحل كثيرة، ولا أظنها بعد بحاجة إلى كتبها، فقد أصبحت مرجعية بذاتها. لا بل إن سذاجة تلك القصص، وأوامر القتل والذبح والطرد أصبحت عبئا ثقيلا عليها، وعلى إنسانيتها وتسامحها وتميزها. ) ونرد فنقول لا ننكر ان (الخلاص هو من اليهود) (يوحنا 4: 22) هذا قول المسيح نفسه، وذلك لان الله اختار منذ فجر التاريخ خطا واضحا لمجيء المسيح، منذ قوله للحية القديمة (واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه)( تكوين 3: 15) ويستمر الخط واضحا في التوارة من ابراهيم نزولا الى اسحق ويعقوب و يهوذا وداود الى ان ينتهي بالمسيح سواء بالولادة الجسدية من العذراء ( سلسلة النسب بحسب لوقا ) او بالابوة القانونية من يوسف النجار رجل مريم امام اليهود ( سلسلة النسب بحسب متى) ونجمع كمسيحيين كتاب التوراة مع الانجيل في كتاب واحد باسم الكتاب المقدس، هذا هو ايماننا النبؤة والتحقيق، اما الرد على الجزء الخاص بالاتهامات الموجهة الى الله ( يهوه ) فسوف افرد لها ردا خاصا. ان شاء الرب وعشنا.
------------------------
خادم الرب :
ميلاد عبد المسيح

ردا على مقالة المسيحية والنصرانية واليهودية 1/2

المقال
الــــــرد
كتب ميلاد عبد المسيح :
(لاني اشهد لهم ان لهم غيرة الله ولكن ليس حسب المعرفة. لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله.)(الرسالة الى رومية 10: 2- 3) تذكرت هذه الكلمات وانا اقرأ مقالات الاخ سعد الله خليل، فجل اهتمام هذا الكاتب اثبات وقوع التحريف في الكتاب المقدس بشقيه (التوراة والانجيل) وهو لا يكل ولا يمل في طرح المقالات غير المدروسة في نقد كل ما هو توراتي او انجيلي، ولكن هل نجح في ذلك ؟؟
--------

وهذا ما سوف نحاول استجلائه في هذه العجالة مما كتبه الاخ الفاضل في جريدة ايلاف بعنوان (المسيحية والنصرانية واليهودية) بتاريخ الخميس 7 يونيو 2007، حاول فيها الكاتب ان يقدم نفسه بصورة الباحث والدارس، ولكن لا يخفي علينا ان الباحث الجاد يجب ان يقف موقف المحايد فيعرض الموضوع ثم يتناول ما يقوله المؤيدون والمعارضون ثم يخلص الى استنتاج يطرحه امام القاريء، ولكن الكاتب استعجل النتائج واختصرها، فوضع خلاصة اقواله التي يريد توصيلها للقاريء، فجاء نقله مبتورا من طرف واحد معروف غرضه مسبقا، فخرجت المقالة خليطا عجيبا من نقد العقيدة وتشويه التاريخ، وهاذان موضوعان مختلفان في الدراسة والتناول ولا يجوز الخلط بينهما.
-------
فالتاريخ مصدره كتب التاريخ الموثقة والمؤكدة المصادر فهي متنوعة ومختلفة التوجهات ويجب دراستها بتمحيص وروية وعناية، والعقيدة مصدرها الكتب المقدسة يجب النقل منها بالنص ولا يجوز النقل منها (بتحريف) واضح كما فعل الكاتب، فنحن نتفق معه على ان الايمان الصحيح دائما ما يحارب بايمان زائف (هرطقة)، والقول بتزييف العملة الصحيحة لقيمتها وقوتها نتفق عليه ولكن هل يعقل ان يخلص الكاتب الى القول بان الزائف هو الصحيح والصحيح هو الزائف ؟؟؟ الحقيقة انني وقفت امام المقالة محتارا من اين ابدأ فكمية المعلومات المغلوطة والمطروحة بالمقالة (الجزء الاول حتى كتابة الرد) كبيرة الى حد لا نستطيع ان نذكرها كلها، ولذلك سوف اكتفي بما يكشف للقاريء عدم الحيادية أو الدراسة الكافية في طرح موضوع بهذه القيمة والاهمية، وسوف اكتفي بالرد على الافتراءات على العقيدة، فالقاريء الباحث عن الحقيقة يستطيع ان يكتشف ان الكاتب لم يكن محايدا بالنسبة للتاريخ وهي كتب متوفرة لمن يريد الرجوع اليها.
------------
عن افتراءات الكاتب على العقيدة فمثلا كتب يقول ان هناك فريقان ( الوثني بقيادة بطرس، ويوحنا، وبرنابا، وتيموثاوس، وآخرين، وبولس ) وهذا ما عرفه بالفريق المسيحي، ولم يذكر لنا من وقف في الفريق الآخر ( بافتراض انه اليهودي ) والذي اسماه بالنصارى ؟؟؟ فالكاتب استطاع ان يستدل على تسمية المسيحيين من الكتاب المقدس، ولكنه لم يستدل على تسمية النصارى ولم يسمي قادة فكرهم، والحقيقة انه لم يستطع لسبب بسيط، انه ليس هناك فريقا في الكتاب بهذه التسمية وان كل الرسل والتلاميذ والمسيحيين كانوا فريقا واحدا ( فريق المؤمنين )
----------

حتى نكون على بينة من التسميات وكيف بدأت المسيحية فنقول في عجالة ان المؤمنين بالمسيح كان اليهود يسمونهم ( اهل الطريق ) (اعمال 9: 2) باعتبارهم طائفة يهودية جديدة و نسبة لقول المسيح عن نفسه (انا هو الطريق والحق والحياة)(يوحنا 14: 6)، ولكن المسيحيون انفسهم كانوا يطلقون على انفسهم اولا تسمية (التلاميذ) (متى 28: 19) وبعدها تم اطلاق تسمية المسيحيين (اعمال 11: 26) انطلاقا من انطاكية اي المؤمنون بالمسيح على اختلاف اصولهم وجذورهم، وقد استشهد الملك اغريباس بهذا اللقب ( في محاكمته لبولس ن راجع اعمال الرسل 26: 28) وقد كان مؤسسي الكنيسة في انطاكية من هؤلاء اليهود المؤمنين (اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية وقبرس وانطاكية وهم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط. 20 ولكن كان منهم قوم وهم رجال قبرسيون وقيروانيون الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع. 21 وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب) (اعمال 11: 19 – 21) ولكن الكنيسة في انطاكية ضمت كلا من اليهود واليونانيين بقيادة مجموعة متنوعة الاصول والجذور (وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون برنابا وسمعان الذي يدعى نيجر ولوكيوس القيرواني ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع وشاول- اي بولس) (اعمال 13: 1) لم يكن بطرس منهم لانه كان محبوسا في ذلك الوقت في سجن اورشليم (اعمال 12: 5)
---------
وقبل أن ندخل الى الخلاف الذي ذكره الكاتب نقول نحن ايضا ان الاناجيل والرسائل التي قبلتها الكنيسة منذ بدايتها كان لها شرطا واضحا ان يكون كاتبها رسول من رسل المسيح ( مثل متى ومرقس و يوحنا وبطرس ويعقوب ويهوذا اخو يعقوب وبولس ) او من احد المعاصرين لزمن المسيح و الذين كتبوا عن اقوال رسول او العذراء ام المسيح (مثل لوقا) فيما عدا ذلك كانت ترفضه الكنيسة من بدايتها، وان الانجيل بصورته الحالية اضطلع عليه القديس يوحنا ( آخر من مات من الرسل) ووافق عليه، فالانجيل الذي بين ايدينا كل كتابه هم من معاصرين المسيح من الجيل الاول الذي عاينوا وعاصروا منذ بدء خدمته الى يوم صلبه وموته وقيامته وصعوده ( اعمال 1: 21 و 22)، اما الاناجيل المنحولة والمشبوهة فهي كثيرة ولكن لم يثبت ان كاتبها رسول موحى له بالروح القدس (2 بطرس 1: 21)، ولم تقبلها الكنيسة يوما حتى يتم رفضها بعد ذلك. فالاناجيل التي بين ايدينا تم تداولها وتناقلها وثبت عن الآباء انهم نقلوا واقتبسوا عنها ولم يقتبسوا من غيرها. اما قول الكاتب انه صدر قرار بجمع الاناجيل وحرقها فهو قول مرسل ليس له دليل من التاريخ، بل ان حقائق التاريخ تنكره ولا تزكي هذا المعتقد، ربما الكاتب خلط بين الاعتراف بجمع القرآن وحرقه ايام عثمان بن عفان وهو مثبت في كتب المسلمين تاريخيا، ولكن مع اختلاف المسيحية الى طوائف لم يتهم احدهم الآخر بأنه حرق او طمس او اخفي انجيلا حتى لو كان مزيفا، فالاناجيل المزيفة متوافرة ومتاحة في المعارض ولم يقم احد بحرقها.
-----------

نأتي الى موضوع الخلاف على التهود او حفظ عادات وتقاليد اليهود ( وهو مذكور بسفر الاعمال 15)، فقد كان بعض المؤمنين من اصل يهودي يلزمون الامم ان (يختتنوا) اولا حسب عادة اليهود، وقد تم حسم هذا الخلاف في بداياته من قبل جميع الرسل وليس فقط بطرس وبولس ( راجع سفر الاعمال 15، واسماء الرسل المجتمعين ) ان ( الختان) ليس من الناموس كقول المسيح (لهذا اعطاكم موسى الختان.ليس انه من موسى بل من الآباء )(يوحنا 7: 22) بل من ايام ابراهيم ابو اسحق واسماعيل المختونين ( واليهود هم احفاد الاسباط ( ابناء يعقوب ابن اسحق) فيكون الختان ليس الا علامة في الجسد موجودة في اليهودي او غيره ( من ابناء اسماعيل) وان ابراهيم نال الوعد الالهي والاستحسان على ايمانه قبل الختان(طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية. 9 أفهذا التطويب هو على الختان فقط ام على الغرلة ايضا.لاننا نقول انه حسب لابراهيم الايمان برا. 10 فكيف حسب.أوهو في الختان ام في الغرلة.ليس في الختان بل في الغرلة. 11 واخذ علامة الختان ختما لبر الايمان الذي كان في الغرلة ليكون ابا لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة كي يحسب لهم ايضا البر. 12 وابا للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل ايضا يسلكون في خطوات ايمان ابينا ابراهيم الذي كان وهو في الغرلة. 13 فانه ليس بالناموس كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان. ) (روميه 4: 8 – 13 )، اي ان الموضوع عاد به الرسل الى الايمان المعطى لابراهيم ابو المؤمنين على اختلافهم، اما باقي الشرائع اليهودية فتم حسمها بالفصل بين ما هو موسوي وبين ما هو طقسي دخيل من ممارسات اليهود وذلك رجوعا الى تعاليم المسيح نفسه في الموعظة الشهية على الجبل ( متى 5 ) ويظل يكرر نفس المعنى في اماكن اخرى كثيرة ( لوقا 6) وتناول فيها موضوعات مثل الطلاق وتعدد الزوجات والسبت وتطبيق حدود الشريعة، وفيها يصحح السيد المسيح مفاهيم اليهود، وكان يبدأ بقوله (سمعتم انه قيل) في توضيح كامل انه ممارسات طقسية خاطئة دخيلة على الناموس من تعاليم الكتبة والفريسيين،فالمسيح كان يشير دائما الى الناموس والانبياء بقوله ( مكتوب)( متى 4: 10)
---------------

واجمالا نقول ان شريعة موسى تنقسم الى قسمين ( ناموس الاخلاق وناموس الوصايا) اما ناموس الاخلاق : وهي العلاقة بين الله و الانسان وتنظمها الوصايا العشرة (خروج 20) وما تبعها من وصايا اخلاقية تتعلق بعلاقة الانسان باخيه الانسان (سفر اللاويين) والناموس الاخلاقي: باق بقاء الانسان علي وجه الارض، اما القسم الثاني فهو ناموس الفرائض: والخاص بعلاقة الانسان بالله، في موضوع تقديم الذبائح وتنظيمها بانواعها الخمسة من ذبيحة المحرقة (لاويين 1) وذبيحة الخطية (لاويين 4) وذبيحة الاثم (لاويين 5) وذبيحة السلام (لاويين 3) وتقدمة الدقيق (لاويين 2) و بالنسبة لناموس الفرائض، كانت كل الذبائح التي يقدمها الشعب قديماً ترمز الى الذبيحة السمائية التي تنبأ عنها كل الانبياء. كانت هذه الذبائح ترمز الى الرب يسوع المسيح حمل الله النازل من السماء (يوحنا 1 : 36) فقد تمت وأبطلت وأنتهي مفعولها بتقديم الذبيحة الحقيقي، فلما جاء المرموز اليه بطل الرمز وسقط من تلقاء نفسه - كمثال بسيط نقول: انه اذا كان لديك شيكا بمبلغ من المال مكتوبا لبنك معين، فان هذا الشيك يعني انك اذا تقدمت الى البنك فانك سوف تسحب فورا ًالقيمة المكتوبة على الشيك، وبعدها يتم ابطال مفعول الشيك لانه قد تم صرفه وتحقيقه.
------------

قال الرب يسوع المسيح ( لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمّل. 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.) (متى 5: 17 – 18)، وهو نفس ما قاله بولس في الرسائل و يتكلم فيها عن يسوع المسيح بوصفه مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض (ولم يقل منقضا ًالناموس):
(12 انكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح اجنبيين عن رعوية اسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا اله في العالم. 13 ولكن الآن في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. 14 لانه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط 15 اي العداوة. مبطلاًبجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه انساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً 16 فجاء وبشركم بسلام انتم البعيدين والقريبين. 18 لان به لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الآب. 19 فلستم اذا بعد غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين واهل بيت الله 20 مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية )( افسس 2: 12 – 15) لاحظ ان بولس في هذا السياق يتكلم عن الله الذي جمع الاثنين واحدا يقصد به اليهودي وغير اليهودي ( يرجى الرجوع الى المصدر وقراءة السياق كاملا ).

وقد كان الاعلان الالهي بان ناموس الفرائض انتهي ليس كلام بطرس أو بولس بل اعلان الله الواضح. وقت تقديم المسيح كذبيحة على الصليب ( واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل.) (متى 27 : 51) لاحظ ان الشق من فوق الى اسفل ـ انه عمل الهي لا بشري، والاعلان الثاني كان بتدمير الهيكل بسماح من الله في سنة 70 ميلادية على يد تيطس القائد الروماني ليختم الله على انتهاء تقديم الذبائح الرمزية بتقديم الذبيحة المرموز اليها.
------------

أما عن موضوع نقض المسيح لشريعة الزنا، فواضح ان الكاتب يجهل شريعة رجم الزاني والزانية،بحسب ما جاء في التوراة فهي متعددة الحالات في حالة الزنا رجل بامرأة متزوجة يرجم الاثنان (اذا وجد رجل مضطجعا مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان)(تثنية 22: 22) وفي حالة كونها عذراء غير مخطوبة يجبر الرجل على تزوجها وعدم تطليقها ( تثنية 22: 28) واذا كانت عذراء مخطوبة وتم اغتصابها والاعتداء عليها وصرخت ولم ينقذها احد يقتل الرجل فقط (تثنية 22: 25و26) واذا كانت الحالة رجل وعذراء و زنا برضا الطرفين فيتم رجمهما معا (تثنية 22: 23و24)، ما رأيناه في حادثة الانجيل كان محاولة للايقاع بالمسيح في خطأ ناموسي ( وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا.ولما اقاموها في الوسط 4 قالوا له يا معلّم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. 5 وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم.فماذا تقول انت. 6 قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه.) (يوحنا 8 3 - 6) فالمسيح هنا طبق الشريعة تماما ولم ينقضها، ولكن اليهود جاءوا بالمرأة فقط دون الرجل مع انهم قالوا انها امسكت في ذات الفعل، والمسيح كحكم عدل لم يرضى باقامة الحد على المرأة فقط دون الرجل، ثم اعطى مقولته التاريخية ان من يقيم الناموس ليس الخطاة بل الذي بلا خطية (فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المرأة قال لها يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك.أما دانك احد. 11 فقالت لا احد يا سيد.فقال لها يسوع ولا انا ادينك.اذهبي ولا تخطئي ايضا )(يوحنا 8: 10 و 11) فالمسيح هو الديان الذي بلا خطية وهو الله الظاهر في الجسد (لان الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن. )(يوحنا 5: 22)، وفي مجيئه الاول جاء مخلصا وليس ديانا(لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم.)(يوحنا 3: 17) اما المجيء الثاني فسوف يجيء كديان عادل (لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات)(اعمال 17: 31)
-------------

اما باقي اقوال الكاتب على ان المسيح نقض الناموس، فيحتاج الى مراجعة ما هو من الناموس الحقيقي وما هو دخيل من عادات وتقاليد الكتبة والفريسيين وقد اشرنا في عجالة اعلاه الى ان المسيح كان يصحح هذه التعاليم وينقي ما دخلها من شوائب مثل حفظ السبت بطريقة غير المقصودة في الناموس بتخصيص يوم للرب للعبادة والصلاة والاهتمام بالنظافة والطهارة الخارجية بالمظهر دون الجوهر (13 لكن ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون......23 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. 24 ايها القادة العميان الذين يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافا ودعارة. 26 ايها الفريسي الاعمى نقّ اولا داخل الكاس والصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا. 27 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. 28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما)(متى 23: 13 – 28) ارجو الرجوع لقراءة الاصحاح كاملا من الانجيل المقدس
-------------

وكما رأيتم اعزائي القراء ان الموضوع يطول اذا اردنا ان نعطي كل فرية حقها من الدراسة، ولكن اجمالا نقول ان الكاتب لم يخرج عن اسلوبه الواضح في نسبة التحريف الى الكتاب المقدس، فكل ما كتبه من استشهاد باناجيل منحولة مردود عليه، فقد قلب الآية وجعل المزيف صحيحا والصحيح مزيفا، في حين ان اكتشاف الحقيقة ليس بالصعوبة، فاليهود لديهم كتابهم (التوراة)، والمسيحيون لديهم كتابهم ( الانجيل ) ومع ذلك فالكتاب المقدس بدفتيه العهد القديم والجديد ( التوراة و الانجيل ) هو ايمان المسيحيين لانه يحتوى على النبؤات والتحقيق، ومن السهل تبيان النبؤات التي تتحدث عن الله (يهوه ) ووعده بالمجيء الى العالم من العهد القديم وتحقيقها في العهد الجديد في شخص الرب يسوع المسيح ( الله الظاهر في الجسد )(1 تيموثاوس 3: 16) وما اتهام الكتاب المقدس بالتحريف الا وسيلة سهلة لرفض هذا الاعلان الواضح، الذي آمن به المسيحيون على اتساع البقاع التي يعيشون عليها منذ نشأة المسيحية الى اليوم الذي سوف يجيء فيه المسيح ثانية.
-----------
ميلاد عبد المسيح
القاهرة


يمكنك قراءة الجزء الثاني على هذا الرابط 

http://newman-in-christ.blogspot.com/2007/06/22.html

مقــالات ســابقــة