من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الاولى

قد صلبوا يسوع (يوحنا 19: 23)
الحلقة الاولى



في تعليقات الاخوة القراء المسلمين على سلسلة مقالات (وماقتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي)، حاول الاخوة القراء المسلمين التعرض لقضية الصليب من وجهة نظر الانجيل – وهو ما لم اناقشه في البحث السابق – وبالرغم من ان الكتّاب البشيرون الاربعة كتبوا من أماكن متفرقة وازمنة مختلفة ، فقد جاء تأكيدهم واتفاقهم على شخصية المصلوب أنه هو السيد المسيح ، لتتميم النبؤات والخلاص للانسان . ولان أخوتنا المسلمين لم يستطيعوا ان ينقضوا هذا الاتفاق ، فلجأوا الى التشكيك في مدة بقاء السيد المسيح في القبر. 
**************
ويهمني هنا تصحيح المفاهيم بالنسبة للبعض، فقد تمت النبؤة تماما كما قالها السيد يسوع المسيح، ( 39 فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40 لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال) ( متى 12 : 39 – 40) وايضا (لوقا 11: 30)


**************
وبسبب اختلاف التوقيت اليهودي - العبري (الذي سجل به الانجيل احداثه) عن التوقيت الروماني الذي نتبعه الآن، فيجب على الدارس ان يفهم الفارق بينهما لكي يتم ترجمة الحساب بطريقة صحيحة ، فسنحاول في هذه الدراسة الاجابة على هذه الاسئلة :

(1) توقيتات اليهود في حساب بداية اليوم ونهايته ، وكيف يحسب اليهود ثلاثة أيام وثلاث ليال.
(2) تعريف ما هو المقصود بــ (السبت) في العرف اليهودي كيوم او كعيد (لتحديد اليوم التالي للصلب) حيث قيل انه كان سبتا عظيما.
(3) أسم اليوم الذي تم فيه الصلب (وسنستخدم الحسابات الفلكية) .
(4) كيف سارت الاحداث في الاسبوع الأخير الذي تم فيه الصلب متزامنة مع عيد الفصح.

**************
اولا: توقيتات اليهود في حساب بداية اليوم ونهايته.


(1) بالنسبة لبدايات ونهايات الايام تحسب كالاتي: اليهود يتبعون التقويم القمري ، ولكن بالنسبة لتحديد بداية اليوم فهو يبدأ من غروب الشمس ، اي ان يوم السبت يبدأ من غروب الجمعة وينتهي بغروب السبت حيث يسمي بداية يوم الاحد وهكذا ، وذلك لانه جاء في التوراة (.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا) (تكوين 1: 5) فاعتبروا بداية اليوم هو المساء . (راجع ايضا دائرة المعارف اليهودية)[1]

http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=44&letter=C&search=day%20and%20night


وايضا هذا الرابط :

http://webexhibits.org/calendars/calendar-jewish.html#SECTION00410000000000000000

(2) بالنسبة لساعات النهار وترقيمها:

بالطبع فان ساعات النهار تختلف ايضا ، بناء على اختلاف بداية اليوم ، فكانوا يقسمون النهار الى اثنتي عشر (جزء) أو ساعة ، بداية من شروق الشمس ( السادسة صباحا)
فالساعة الثالثة من النهار عندهم تعادل التاسعة صباحا عندنا، والتاسعة مثلا عندهم تعادل الثالثة مساءاً بتوقيتنا الحالي (وللتسهيل يوجد 6 ساعات فرق عن نظامنا الحالي)، وذلك للتوضيح أن تسجيل الساعات وقت الصلب في الانجيل تم بالحساب اليهودي .


(3) السبت عند اليهود: وهنا ارجو الاهتمام والتركيز لانه يحدث خلطا كبيرا ، فالسبت لدي اليهود ليس فقط Saturday ، (ليس بالضرورة اليوم الواقع بين الجمعة والاحد) ، السبت يطلق على يوم الراحة الاسبوعي ، وايضا أيام الاعياد الدينية ( وتسمى ايضا محفلا مقدسا) ، بل يطلق ايضا على الاسابيع والسنين فتسمى (سبتا) ، ولا يسمح لهم بالعمل خلال راحة السبت (Sabbath) ، لذلك لا يجب ان نخلط بين يوم السبت في لغتنا العربية ( وهي قريبة النطق من اللغة العبرية اليهودية ) وبين السبت اليهودي (Sabbath) ، ربما الترجمة الانجليزية تفيد في هذا الشأن لانها لا تترجم ( السبت ) الى (Saturday) حتى لايتم الخلط مع توقيتاتنا الحالية ، وسنناقش هذه الجزئية بتفصيل اكثر لاحقا .

(4) مفهوم اليهود لمقولة ثلاثة أيام وثلاث ليال :

 وهذه نقطة هامة يجب الالتفات اليها لكي نفهم قصد السيد المسيح من قوله ( ثلاثة ايام وثلاث ليال ) وكيف فهمها اليهود ، فقد جرى العرف عند اليهود على اطلاق تسمية اليوم على اليوم الكامل او على الجزء منه، (راجع ايضا دائرة المعارف اليهودية ، تعريف اليوم والليلة) [2]
http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=167&letter=D

وهذه بعض الامثلة من الكتاب المقدس لتوضيح المعنى .

المثال الاول : في حوار قادة الشعب مع الملك يربعام ، قال لهم الملك (فقال لهم ارجعوا اليّ بعد ثلاثة ايام. فذهب الشعب) (2 أخبار 10: 5) ثم يقول الكتاب انهم رجعوا في اليوم الثالث وقابلهم الملك ولم يعترض على مدة الايام المحسوبة (فجاء يربعام وجميع الشعب الى رحبعام في اليوم الثالث كما تكلم الملك قائلا ارجعوا اليّ في اليوم الثالث)(2 أخبار 10 : 12)

**************
المثال الثاني : غلاما كان مريض منذ ثلاثة ايام ، ولما قابله داود قيل انه لم يأكل خبزا ولا شرب ماء لمدة ثلاثة ايام وثلاث ليال ، بالرغم من انه تناول طعامه في اليوم الثالث ، وبدون الليلة الثالثة ؟؟


(11 فصادفوا رجلا مصريا في الحقل فاخذوه الى داود واعطوه خبزا فاكل وسقوه ماء 12 واعطوه قرصا من التين وعنقودين من الزبيب فاكل ورجعت روحه اليه لانه لم ياكل خبزا ولا شرب ماء في ثلاثة ايام وثلاث ليال. 13 فقال له داود لمن انت ومن اين انت.فقال انا غلام مصري عبد لرجل عماليقي وقد تركني سيدي لاني مرضت منذ ثلاثة ايام. )(1 صموئيل 30 : 11- 13)

**************
المثال الثالث : عندما جاء اخوة يوسف لمقابلته بدون ان يعرفوا شخصيته ، امر بحبسهم ثلاثة أيام ولكنه اطلقهم في اليوم الثالث ، معتبرا جزءا من اليوم الثالث هو يوما كاملا (17 فجمعهم الى حبس ثلاثة ايام 18 ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث افعلوا هذا واحيوا.انا خائف الله.)( تكوين 42: 17 – 18)

**************
المثال الرابع : استير طلبت من عمها مردخاي ان يصوم الشعب ثلاثة ايام وثلاث ليال قبل دخولها الى الملك لعرض طلبها ، ولكنها دخلت في اليوم الثالث وبدون الليلة الثالثة؟؟؟

(15 فقالت استير ان يجاوب مردخاي 16 اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن وصوموا من جهتي و لا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة ايام ليلا ونهارا. وانا ايضا وجواريّ نصوم كذلك وهكذا ادخل الى الملك خلاف السنّة.فاذا هلكت هلكت. 17 فانصرف مردخاي وعمل حسب كل ما اوصته به استير) (استير 4: 16) (1 وفي اليوم الثالث لبست استير ثيابا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت)(استير 5: 1)
**************
مما سبق يتضح ان اليهود كانوا لا يحسبون ثلاثة ايام وثلاثة ليال بمعنى 72 ساعة ، ولكن بدون ليلة كاملة تكون المقولة صحيحة ، وبجزء من اليوم تكون ايضا المقولة صحيحة .


**************
ثانيا : تعريف ماهو "السبت Sabbath "حسب الفكر اليهودي.


كان اليهود يطلقون تسمية السبت ( Sabbath) على ثلاثة حالات :
(1) كيوم من ايام الاسابيع (وهو الذي يسبقه جمعه ويليه أحد)
(2) كيوم عيد متميز يحدده يوم الشهر ولا يشترط فيه ان يكون سبتا (يسبقه الجمعة ويليه الأحد) ، ولكن يطلق عليه سبتا (أو محفلا) لانها تعني ايضا عيدا في العرف اليهودي.
(3) يطلق على السنة السابعة سبتا ، وكذلك تكرار سبعة من هذه الاحتفاليات (وهو العيد الذهبي في السنة الخمسين)
للمزيد من التفاصيل حول (السبوعات الخاصة لليهود) اضغط على الرابط لتقرأ ما كتبه اليهود بانفسهم 
**********
واليكم بعض الامثلة للتوضيح والشرح :

المثال الاول : هذا يوم لا يشترط ان يأتي سبتا يسبقه جمعه ويلين أحد ولكنه يسمى سبتا، بالمناسبة هذا هو اليوم الذي يعيده المسلمون باسم عاشوراء تقليدا لليهود ,( 29 وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ. 30 لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ.31 سَبْتُ عُطْلَةٍ هُوَ لَكُمْ، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً)(لاويين 16 : 29- 31) 
وايضا (27«أَمَّا الْعَاشِرُ مِنْ هذَا الشَّهْرِ السَّابعِ، فَهُوَ يَوْمُ الْكَفَّارَةِ. مَحْفَلاً مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ....  32 إِنَّهُ سَبْتُ عُطْلَةٍ لَكُمْ، فَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الْمَسَاءِ تَسْبِتُونَ سَبْتَكُمْ».) ( لاويين 23: 27 و 32)

المثال الثاني : السنة السابعة من سنين زراعة الارض يطلق عليها سبتا

(3 سِتَّ سِنِينَ تَزْرَعُ حَقْلَكَ، وَسِتَّ سِنِينَ تَقْضِبُ كَرْمَكَ وَتَجْمَعُ غَلَّتَهُمَا.  4 وَأَمَّا السَّنَةُ السَّابِعَةُ فَفِيهَا يَكُونُ لِلأَرْضِ سَبْتُ عُطْلَةٍ، سَبْتًا لِلرَّبِّ.)
(لاويين 25 : 3 – 4)

المثال الثالث : سنة اليوبيل تسمى سبتا ( السنة الخمسون )

(وَتَعُدُّ لَكَ سَبْعَةَ سُبُوتِ سِنِينَ. سَبْعَ سِنِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فَتَكُونُ لَكَ أَيَّامُ السَّبْعَةِ السُّبُوتِ السَّنَوِيَّةِ تِسْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً) (لاويين 25: 8 )

**************
ثالثا : اسم اليوم الذي مات فيه المسيح

وهذا هو سبب الخلط الرئيسي ، فالبشائر الاربعة تحدد ذلك اليوم بانه كان استعداد لسبت عظيم (وهو عيد الفصح مهما كان وقوعه في الاسبوع وليس سبت الراحة الاسبوعي) فهذا الاسبوع كان به سبتان، وسنناقش ذلك بالتفصيل لاحقا، ولكن نقرأ الآن من الانجيل:


**************
(59 فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، 60 وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَاب الْقَبْرِ وَمَضَى. 61 وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ. 62 وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63 قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64 فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!».) (متى 26 : 59 - 64)
وايضا (54 وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ. 55 وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ. 56 فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ.)( لوقا 23: 54 – 56 )
وايضا (42 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ، 43 جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.) (مرقس 15: 42- 43)
وايضا( 31 ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا )(يوحنا 19 : 31)

**************
و نلاحظ هنا كلمة ان ذلك السبت كان (عظيما) او كان استعدادا للسبت، اي انه ليس سبتا مثل اي سبت عادي، بل هو سبت عظيم- بمعنى انه– من سبوت الاعياد وليس يوما عاديا Saturday وحسب هذا التفسير فان المسيح قد صلب قبل هذا الــ Sabbath الهام والعظيم وغير العادي بالنسبة لليهود، فهل كان هذا اليوم هو (الجمعة)، هذا ماسوف نناقشه بالتفصيل لاحقا ، ولكن من الواضح ان هذا السبت العظيم هو عيد الفصح الذي يحتفل به اليهود لمدة سبعة أيام كاملة (ويسمى بداية الاحتفال سبتا او محفلا) مهما كان اسم اليوم الاسبوعي.
يمكنك مراجعة هذا المصدر لمعرفة الفكر اليهودي عن (السبت العظيم= شبت هاجاده) المقصود في عيد الفصح.

**************
جدير بالذكر ان كلام السيد المسيح لليهود عن موته ودفنه وقيامته في اليوم الثالث والربط بينه كنبؤة مستقبلية وبين ما حدث ليونان عندما ابتلعته السمكة الكبيرة (بحسب النص العبري) او (الحوت) بحسب الترجمات والتفاسير اليهودية، يعود الى ان بعض التفاسير اليهودية تقول ان يونان قد مات واسلم الروح ثم عادت اليه روحه في اليوم الثالث قبل ان يلفظه الحوت على الشاطيء مرة اخرى، يمكن مراجعة المصدر اليهودي (دائرة المعارف اليهودية) في الاشارة الى تعاليم الحاخامات اليهود، او (تفسير جون جيل) الذي اشار الى المصادر اليهودية ايضا.
بقي أن نوضح النقطة الاخيرة: كيف سارت الاحداث في الاسبوع الأخير الذي تم فيه الصلب متزامنة مع عيد الفصح، وهذا سوف نستكمله في الجزء الثاني من المقال – ان شاء الرب وعشنا.


يمكنك قراءة الحلقة الثانية ، على هذا الرابط :

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الثانية

**********
الهوامش
[1]
جاء تعريف كلمة "يوم" بموقع دائرة المعارف اليهودية:
الترجمة بتصّرف: كلمة "اليوم" (ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا) (تكوين 1: 5) هي مدة النهار، ويستمر من الفجر الى ظهور النجم، تعبير "اليوم" يجيء للتعبير عن فترة تغطي 24 ساعة (ولكن ان بقي يوما او يومين لا ينتقم منه لانه ماله) (خروج 21: 21)، ويحسب اليوم من المساء الى المساء التالي، اي ليلة ويوم أو نهار، فيما عدا حالة واحدة وهي تقديم الذبيحة  فيحسب يوم الذبيحة والليل التالي له يوما كاما (ولحم ذبيحة شكر سلامته يؤكل يوم قربانه. لا يبقي منه شيئا الى الصباح.) (لاويين 7: 15)، اليهودي يعتبر جزء من اليوم على انه "يوما كاملا"، واعطى مثالا بالختان الذي يتم في اليوم الثامن، فلو تمت الولادة قبل غروب الشمس بقليل فيتم حساب الوقت المتبقى من اليوم بأنه يوما كاملا من الايام الثمانية. راجع ايضا كلمة "يوما youma" و "سبت sabbath"
[2]

جاء تعريف كلمة "يوم وليلة" بموقع دائرة المعارف اليهودية:
الترجمة بتصّرف: يوم وليلة، هو نظام لترتيب الايام، يحسب اليوم من المساء الى المساء، كما جاء بحسب الترتيب المذكور في سفر التكوين 1: 5 (وكان مساء وكان صباح يوما واحدا)، هذا الترتيب تم ملاحظته في اسفار التوراة الخمسة لموسى عدة مرات منها: ( في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تاكلون فطيرا الى اليوم الحادي والعشرين من الشهر مساء.) (الخروج 12: 18)، (انه سبت عطلة لكم فتذللون نفوسكم.في تاسع الشهر عند المساء من المساء الى المساء تسبتون سبتكم) (لاويين 23: 32)، مع حلول غروب شمس اليوم او النهار تنتهي مدة 24 ساعة، ويبدأ حساب اليوم التالي، اليوم بهذا المفهوم يحتوي على جزئين هما النور والظلام، الاول يدعى اليوم والتالي يدعى الليل، ولهذا مصطلح "اليوم" يستخدم في غرضين، حقبة من الوقت تغطي 24 ساعة، او حقبة من الوقت تغطي وقت النهار، ويمكن تمييز ايهما يقصد الكتاب من سياق النص. 


جاء بموقع المجلس اليهودي الامريكي (المكتوب باللغة العربية ):
في تعريف يوم السبت، اقتباس" 
إن السبت يبدأ في مساء كل يوم جمعة مع غروب الشمس وفي ذلك الوقت نفسه يُصبح اليوم مُقدسًا.  وهو الحال مع كل أعيادِ اليهود، وعندما يبدأ السبت يُقالُ باللغة العبرية بلهجة الحاخامين «قِدِّشْ هيّوم» يعني قُدِّسَ اليوم. (كتاب التوسفتا  "باركات" ٥: ٢)   ومن قدّسه؟  لقد قدسه الخالق تعالى ولقد أمر الله تعالى بني إسرائيل في الوصايا العشرة حفظ يوم السبت والتوقف من العمل: (الخروج ٢٠: ٨-١١ ترجمة كتاب الحياة) 
﴿اذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ، سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَقُومُ بِجَمِيعِ مَشَاغِلِكَ،   أَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَتَجْعَلُهُ سَبْتاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، فَلاَ تَقُمْ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ أَنْتَ أَوِ ابْنُكَ أَوْ ابْنَتُكَ أَوِ عَبْدُكَ أَوْ أَمَتُكَ أَوْ بَهِيمَتُكَ أَوِ النَّزِيلُ الْمُقِيمُ دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَراحَ فِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ. لِهَذَا بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَعَلَهُ مُقَدَّساً﴾  
 يتكرر وقوع يوم السبت أكثر من خمسين مرة في كل سنة وهو مقدس جدا لدى اليهود ويعتبر أكثر قداسة من كل الأعياد. (المِشنا "سبت" ١٦: ٣ وأيضاً من أقوال الحاخام اسمه رابا في التلمود البابلي "يوم طوب" ١٨ب) تهيأ وجبات الطعام ليوم السبت مسبقًا ويغتسل كل واحد ويلبس أفخر ثيابه الجميلة (من أقوال الحاخام حانينا في التلمود الأورشليمي "فيئا" ٢١أ). ولكن لا يحتاج الفقير أن يُنفِق من اجل السبت إلا حسب قدرته، كما قال حاخام عاقيبا: اَعْمَلْ سبتك كمثل أيام الأسبوع كي لا تحتاج لأي إنسان. (التلمود البابلي "سبت" ١١٨أ)
" انتهى الاقتباس



جاء بموقع المجلس اليهودي الامريكي (المكتوب باللغة العربية):
في تعريف التقويم اليهودي، اقتباس " 
بدأ الأيام في التقويم اليهودي عند غروب الشمس. وفقا لحكماء التلمود (البابلي "باركات" ٢أ) كان ذلك بناء على الكلمات التي وردت في سرد التوراة لقصة التكوين (تكوين ١: ٥ ترجمة كتاب الحياة):  ﴿وَهَكَذَا جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ، فَكَانَ الْيَوْمَ الأَوَّلَ﴾.   
التقويم اليهودي مبني على دورة القمر كما قيل في التوراة ﴿يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الشَّهْرُ رَأْسَ الشُّهُورِ وَأَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ﴾ (الخروج ١٢: ١ ترجمة كتاب الحياة) واستنادا إلى فهم مشترك في التلمود الأورشليمي ("رأس السنة" ٥٨ج) وفي التلمود البابلي ("رأس السنة" ٢٠أ) بأن «الشَّهْرُ» المذكور في التوراة هو شهر قمري. يتألف كل شهر من تسعة وعشرين يوما أو من ثلاثين يوما.  يبدأ الشهر بظهور الهلال الجديد ويوجد في السنة القمرية ٣٥٤ يوما تقريبا، أي ألسنة في التقويم اليهودي أقل من السنة الشمسية بحوالي أحد عشر يوما. ومن أجل ضبط السنة القمرية مع التقويم الشمسي لضمان وقوع الأعياد اليهودية في نفس الموسم، يلزم إضافة شهر ثلاثين يوما سبع مرّات كل تسع عشرة سنة. 
في اليوم الثلاثين من كل شهر كان القضاة ينتظرون حضور أشخاص (شخصين على الأقل) يشهدون بأنهم شاهدوا هلال الشهر الجديد. وعندما يصل هؤلاء الأشخاص كان القضاة يفحصونهم للتأكد من صحة رؤيتهم.  منذ ذلك يعلن ثلاث قضاة من هذه المحكمة بأنه اليوم الأول من الشهر الجديد («كتاب توسفتا» "سنهدرين" ٢: ١).  بعد ذلك ترسل المحكمة العليا رسلا إلى كل التجمعات اليهودية في أرض إسرائيل لإعلان بداية الشهر الجديد. وهم يعرفون جيدا متى سوف تكون الأعياد في هذا الشهر.  وإذا لم يحضر الأشخاص للشهادة حتى غروب شمس اليوم الثلاثين، فيكون اليوم التالي بداية للشهر الجديد بصورة تلقائية (مِشنا "رأس السنة" ٢: ٧). 
 " انتهى الاقتباس


**********
موضوعات ذات صلة:

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الاولى

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الثانية


الله الواحد مثلث الاقانيم، بشرح يهود آمنوا بيسوع المسيح

مقــالات ســابقــة