من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

الاعجاز الرقمي أو العددي في التوراة سفر التكوين 1 : 1


الاعجاز الرقمي أو العددي 
في التوراة
سفر التكوين 1: 1 

بداية أحب أن أعترف أن محتوى الموضوع ليس من نتاج بحثي الخاص ولكني وجدته منشورا على موقع اليوتيوب لأحد دارسي اللغة العبرية ، ما قمت به هو الترجمة واضافة بعض الملاحظات ،  لذا وجب التنوية !!





طالما كان يتشدق المسلمين بالقول بالاعجاز الرقمي او العددي في القرآن ، وقد وجدت مقطع فيديو بالانجليزية يتكلم عن شفرة سرية في سفر التكوين 1: 1، ورغم أنني شخصيا (حتى الان على الاقل ) لست من هواة هذا النوع من العجائب والمعجزات لأنني اثق ان رسالة التوراة أو الانجيل بالكتاب المقدس لا يحوي شفرات سرية او عددية ، ولأنه رسالة الله الواضحة والمقروءة والبسيطة للخلاص  بالايمان بفداء الرب يسوع المسيح ونوال الحياة الأبدية ، الا انني فكرت في مشاركة هذا الموضوع فقط من باب سد الذرائع وإسكات المسلمين عن فكرة الأعجاز الرقمي لأقول لهم انه يمكن استنباط المثل اذا اراد أحدهم ان يفعل هذا في الكتاب المقدس، وبعد هذه البداية دعنا ندخل في الموضوع. 

كان اليهود قديما يستخدمون الحروف لكتابة الأرقام ، ولم تظهر الارقام بصورتها الحالية الا في القرن الرابع تقريبا بعد ميلاد المسيح. وقد كان اليهود يعطون كل حرف قوة عددية معينة لكتاب الأرقام كما هو موضح بالصورة الأولى، تبدأ الحروف بالتصاعد عدديا واحدا في كل مرة، حرف الالف א = 1 ، حرف البيت ב = 2 ، حرف الجميل ג = 3 ، وهكذا حتى حرف اليود י = 10، ثم تبدأ الارقام في التصاعد عشريا ، الكوف כ = 20 وهكذا حتى الحرف قوف ק = 100 ثم التصاعد مئوي، حرف الريش ר = 200 ، حرف السين ש = 300 واخيرا حرف التاف ת = 400 ، ويبدأوا بعدها في دمج الحروف معا حرفين لتكوين مجموع اكبر مثل حرفي القوف والتيت لتكوين رقم 500 ק ת ، وهكذا


هذه الطريقة يسمونها حساب (الجمّل) او حساب القوة العددية لكل حرف

ما يهمنا في هذا الموضوع هو أرقام الاعداد الأبجدية ، كما هو موضح بالصورة الأولى



وكما ترون فإن هناك الحروف التي قد يتغير شكلها في آخر الكلمة وهي (כ كوف ך) و (מ ميم ם) و (נ نون ן) و (פ بيه ף) و (צ تسادي ץ) ولكنها لا تتغير قوتها العددية ، ولكن سنحتاج إلى الرجوع إليها في آخر البحث.

وهنا نبدأ في تطبيق هذه الأرقام على العدد الاول في سفر التكوين ، كما جاء في الأصل العبري (راجع الصورة التالية)

 בְּרֵאשִׁית בָּרָא אֱלֹהִים אֵת הַשָּׁמַיִם וְאֵת הָאָֽרֶץ׃

وترجمته بالعربية : فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.


وبجسب الجدول التالي الذي يوضح الأرقام الأصلية أو الأولية هي كما في الجدول ، ولكن الأرقام التي تتكون من رقم واحد فقط منها هي الاربعة الأولى  2 و 3 و5 و 7 فيما بعد ذلك تتكون من أعداد 11 اي رقمين معا.   
الأرقام والأعداد الأصلية أو الأولية هي الأرقام أو الأعداد التي تقبل القسمة على واحد وعلى نفسها فقط 


الجملة التي نتكلم عنها من سفر التكوين العدد الاول تتكون من سبع كلمات ، حيث يتكلم سفر التكوين عن أيام الخلق الأولى وهي ستة أيام الخلق ويوم الراحة الأخير وهي تكون أيام الأسبوع ، ولكن نلاحظ أن الكلمة المتوسطة رقم 4 تتكون من حرفين هما الألف والتاف وهما الحرفين الأول والأخير في اللغة العبرية  את ، وهما حرفان ليس لهما ترجمة هنا ولكن لهما وظيفة نحوية لكي تشير أن الكلمة التي تأتي بعدها هي مفعول به

בְּרֵאשִׁית בָּרָא אֱלֹהִים אֵת הַשָּׁמַיִם וְאֵת הָאָֽרֶץ׃


الكلمة المتوسطة من (2) حرف ، والرقم  (2) هو الرقم الأول في الجدول وأيضا هو رقم مميز جدا لأنه الرقم الوحيد الذي يدل على رقم مزوج وليس فردي 


هناك ثلاث كلمات على طرفي الكلمة المتوسطة ، الرقم 3 هو الثاني في الارقام الأصلية ، والجملة في النهاية تتكون من سبعة أرقام ( رقم 7) هو آخر الارقام الأصلية 


الكلمة التي تسبق الكلمة المتوسطة مباشرة والتي تليها هي كلمة من خمسة حروف ( 5 هو رقم أصلي أيضا) 


اذا جمعنا الكلمة المتوسطة مع سابقتها سوف نحصل على 7 حروف ( 7 هو رقم أصلي) 


واذا جمعنا الكلمة المتوسطة مع الكلمة التالية لها سوف نحصل أيضا على 7 حروف ( 7 هو رقم أصلي) 


هناك الكلمة الثانية من البداية تتكون من ثلاث حروف ، وكذلك الكلمة الثانية من النهاية تتكون من ثلاث حروف ( 3 هو رقم أصلي) 

 والآن نبدأ في حساب الجمّل والصور التالية توضح حساب قوة كل كلمة ، أتركك للتأكد من كل كلمة وأتقابل معك عند الصورة في نهاية هذا الحساب .








كما ترى فإن اجمالي الجملة الاولى هو 2701 بحسب قوة كل حروف كما سبق وأوضحنا 

العدد 2701 هو ناتج حاصل ضرب 73 * 37 وكما ترى فإن الارقام في ترتيبها يبدو وكأنها مصممة بشكل مقصود وفريد ومرتبا بصورة عكسية ( 3 7 7 3 )  كما هو موضح بالصورة التالية 


العدد 73 الأول يتكون من عدد حروف الكلمة الثانية (3) בָּרָא وعدد حروف الكلمتين المتوسطة والسابقة لها وعدد حروف الكلمة المتوسطة (7)  אֱלֹהִים אֵת

العدد 37 الثاني يتكون من عدد حروف الكلمة المتوسطة (7) אֵת הַשָּׁמַיִם والكلمة الثانية من النهاية (3) וְאֵת كما هو موضح بالصورة التالية  


العدد 73 يأتي في الترتيب 21 في جدول الأرقام الأصلية ، والعدد 37 يأتي في الترتيب 12 في جدول الأرقام الأصلية، وهي أيضا ارقام مرتبة ترتيبا نموذجيا عكسيا مقصودا بتصميم (3 7 7 3 ) = (1 2 2 1) راجع الصورتين التاليتين 




اذا وضعنا الأرقام التي حصلنا عليها (73 37) سيكون لدينا رقم هو حاصل ضر 77 * 7 * 7 هل يمكن أن تقول أن هذه مصادفة ؟ 


الأن إذا أخذنا الكلمة الأولى والثالثة ونجمع قوة كل حرف في الكلمة سنجد المجموع هو 999 وهو رقم جذاب كما ترى  كما هو واضح بالصورة التالية .
الرقم 999 هو حاصل ضرب 3 * 3 * 3 * 37 هل هذه مجرد مصادفة ؟


نأخذ الكلمة الثانية (3) حروف والكلمة المتوسطة (7)  (برشيت = في البدء * الوهيم = الله) والتي تليها والتي كونت فيما سبق شكل الرقم 73 ، فنحصل على المجموع 999 ، مفاجأة ؟ أليس كذلك ؟ هل هذه مصادفة ؟


الكلمة الثالثة (3) والخامسة (5) والأخيرة السابعة (7) وهي الكلمات الأساسية في سفر التكوين العدد الأول
( الوهيم = الله * هشمايم = السموات  * هآرتس =  الأرض)  سنحصل على مجموع 777 ، رقم مميز وجذاب أيضا ، ولكنه ليس فقط كذلك ، فهو أيضا حاصل ضرب 3 * 7 * 37 ، ها نحن نحصل على مرة أخرى على شكل الرقم ( 3 7 7 3) 



الآن إذا اخذنا الكلمة الثالثة (3) والخامسة (5) والسادسة (6) سيكون مجموع القوة العددية لهم هو 888 هو أيضا عدد يقبل القسمة على  37 


كما رأينا فإن مجموعة من الكلمات كونت لنا العدد 777 
ومجموعة أخرى كونت العدد 888 ومجموعتين كونت العدد 999
كل هذا كما ترى تصميم رائع في سبع كلمات مفتاحية لسفر التكوين العدد الاول القوي في معناه وها أنت ترى قوته في الأعجاز العددي اذا جاز التعبير 


ونختم بهذه الفكرة ، كلمة إلى الابد في العبرية هي עד עולם ( وتنطق : عد عولم)
يأتي حساب الارقام في قوة حروفها 2 *37 و 73 * 2 كما هو واضح بالصورة التالية


واذا رجعنا إلى الجدول الأول لحروف اللغة العبرية فنجده يتكون من (22)  شكلا من الحروف، اذا اضفنا إليهم الحروف التي تأتي في نهاية الكلمة ( 5) يصير المجموع 27 شكلا من اشكال الحروف 



اذا اخذنا الحروف الاول والاخير والمتوسط فنجد لدينا كلمة من (3) ثلاث حروف هي الف ميم تاف  אמת  كما هو موضح بالصورة التالية ، اجمالي قوة الحروف لهذه الكلمة 411 وهي حاصل ضرب 3 * 7 * 7 * 3 ، هل هذه تأتي مصادفة أيضا ؟ ، ولكن مهلا ، هذا ليس كل شيء 








قال الرب يسوع المسيح في يوحنا 14 : 6 

أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.

الكلمة العبرية    אמת  معناها الحق 



ولا يستطيع أحد أن يأتي إلى الله الآب الا من خلال الرب يسوع المسيح 








ملحوظة هامة: أنا لست من مؤيدي هذه النظريات ولا من مروجيها ، ولكني فقط أضع هذا الموضوع للرد على الأخوة المسلمين المتشدقين بالإعجاز العددي والرقمي للقرآن ، لأبيّن لهم أنه يمكن أن يظهر أحدهم ليقول ويدلل على نفس الشيء من الكتاب المقدس ، الموضوع ليس فيه إعجاز بالنسبة لي ، لأن رسالة الكتاب المقدس واضحة هي رسالة الخلاص لكل من يؤمن باسم وعمل السيد يسوع المسيح بالفداء على الصليب. 


المصدر : ويمكنك متابعة المزيد من الفيديوهات لشرح الكود او المعجزات الرقيمة في الكتاب المقدس :




موضوعات ذات صلة :

شهادتي ليست حقا ، شهادتي حق ، هل هذا تناقض ؟

 شهادتي ليست حقا ، شهادتي حق ، هل هذا تناقض ؟



الإجابة المباشرة والمختصرة والقاطعة هي لا ، ليس هناك تناقض مطلقا ، الاقتباس المبتور بهذه الطريقة قد يظهر أن هناك تناقض لكن القراءة المتأنية للكلام في سياقه، يتضح أنهما غير متناقضين بل يكملان بعضهما الآخر ، لاحظ أننا نتكلم عن بشارة يوحنا في جزئين مختلفين أحدهما يسبق الآخر، في مقطع منهما يتكلم عن شيء سنذكره فيما بعد ، وفي المقطع الآخر وكأنه يقول لن أكرر ما ذكرته سابقا ولكن سأستكمل عليه من زاوية أخرى.    بداية نحن نؤمن أن السيد يسوع المسيح هو الله الظاهر في الجسد (راجع الهامش - يوحنا ١: ١ و ١٤ ) وأيضا (راجع الهامش - الرسالة إلى فيلبي ٢: ٦ - ١١)، أي بمعنى أنه إنسان كامل الناسوت وإله كامل اللاهوت بلا انفصال ولا امتزاج ولا تغيير أي من صفات الناسوت واللاهوت , فقد أجاب في يوحنا ٥ بصفة الناسوت ثم في يوحنا ٨ بصفة اللاهوت، القولان ليسا متعارضان بل يكمل أحدهما الآخر، وتعال الآن إلى الرد بالتفصيل، ولكن أولا سأضع المقطع كاملا في سياقه لكل حادثة ، ثم أبدأ بالتعقيب والشرح . 


31 «إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا.

32 الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.

33 أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ.

34 وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ.

35 كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً.

36 وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.

37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ،

38  وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةً فِيكُمْ، لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ.

39 فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.

40 وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.

(يوحنا ٥: ٣١- ٤٠)


***

الرد بالتفصيل:


في يوحنا ٥ ، يتكلم بصفة الناسوت كإنسان عادي مثلنا في كل شيء (ما عدا الخطية) ، فهو كمن يقول لليهود ما معناه ، أنا أوافق معكم  أنه بحسب ما جاء في  الناموس (سفر التثنية)  لا يمكن قبول شهادة إنسان واحد بل يجب أن تتم الشهادة على فم شاهدين او ثلاثة ( عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلَى فَمِ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَقُومُ الأَمْرُ.) (التثنية ١٩ :١٥) ، ويكمل الرب يسوع ، انه حسب هذا المنظور فهناك من يشهد له وهو يوحنا المعمدان الذي قام اليهود بإرسال الوفود إليه ليسألوه فشهد لهم عن من هو يسوع المسيح ،  (راجع الهامش - يوحنا ١: ٢٩ - ٣٤)  ثم يضيف السيد يسوع المسيح فيقول أنه حتى وإن أغمضنا العين عن شهادة يوحنا المعمدان ، فهناك الأعمال والآيات والمعجزات التي صنعها المسيح بنفسه أمام اليهود جميعهم وشهادتهم لا يمكن إنكارها، (إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ.)(لوقا ٧ : ٢٢)  فهذه الأعمال أيضا تشهد له أن الله الآب أرسله،  وليس آخرها المعجزة التي بسببها دار هذا الحديث وهو شفاء مريض بيت حسدا بعد أن كان مقعدا وعاجزا على حافة البركة لمدة ٣٨ سنة في يوم السبت مما أثار اليهود،  فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». (يوحنا ٥: ١٧) وتكلم مسبها عن علاقة بالله الآب وما أعطاه له من مزايا من سلطان الدينونة وسلطان القيامة والحياة في ذاته ، فكل هذه الأعمال تشهد له ويذهب السيد يسوع المسيح إلى أبعد من ذلك فيقول أن الله الآب أيضا شهد له،  في إشارة إلى المعمودية حيث انفتحت السماء أمام يوحنا المعمدان والحضور وسمعوا صوت الله الآب يشهد له بحضور الروح القدس :  شهادة الآب يوم المعمودية  أمام يوحنا المعمداني والجميع 


 فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، ١٧  وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».

(متى ٣: ١٦ - ١٧)



وأيضا حين تجلى مجد المسيح على جبل التجلي أمام التلاميذ وشهدوا بأنفسهم شهادة الله الآب له ( راجع الهامش - متى : ١ - ٦)


***

تتمة الرد على الجزء الثاني من  يوحنا ٨

***

12  ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً:«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».

13 فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا».

14 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ.

15 أَنْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ تَدِينُونَ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَدًا.

16 وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ، لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.

17 وَأَيْضًا فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ:

18 أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».

19 فَقَالُوا لَهُ:«أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا».

20 هذَا الْكَلاَمُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الْخِزَانَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ. وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.

(يوحنا ٨: ١٢ - ٢٠)



***


أما في يوحنا ٨ ، فكلام المسيح لا يناقض ما قاله في يوحنا ٥ ، بل يكمله ومن زاوية أخرى، حيث أنه أولا أظهر لهم بحسب الناموس الذي يطلب (شاهدين او ثلاثة) فقد قدم لهم اكثر من شاهدين ذكرناهم في الرد أعلاه وموجزه (يوحنا المعمدان ، الأعمال والآيات التي أعطاها له الآب، ثم أخيرا شهادة الآب نفسه بصوته الذي تكلم به في المعمودية) ولكنه هنا في يوحنا ٨ يتكلم بصفة اللاهوت فيقول لليهود الذين يكلمونه بأنه كما يرونه بالظاهر إنسان عادي، أنتم تحكمون بحسب الجسد (اي الناسوت) ولكن هنا يتكلم المسيح  بصفته اللاهوتية ، (ابن الله )، بعد إعلان نفسه أنه نور العالم  الذي يضيء لمن يتبعه بنور الحياة الأبدية،فقد أعلن عن لاهوته بصورة واضحة لليهود (راجع الهامش - إشعياء ٦٠ : ١٩ و ٢٠) والمسيح هنا بوصفه ابن الله نور العالم الذي يعلم من أين أتى وإلى أين يمضي، ( فليس كل إنسان - يهودي من الواقفين أمامه أو غير يهودي - يعلم من أين أتى ولا إلى أين يمضي)، وحيث أنه قدم الإثباتات الكافية في يوحنا ٥ وما بعدها من أعمال ومعجزات تشهد له أن الآب أرسله وشهادته  لهم بهذا المنظور هي ليست شهادة إنسان عادي يحكمون عليه بحسب الجسد، لكي يسألونه من هو أبوك؟ منتظرين إجابته أنه ابن يوسف وقد جاء من الناصرة من الجليل، وفي هذا هم مخطئون الفهم لأنه يتكلم عن أبيه السماوي ، وشهادته وحده كافية كابن الله كما أن شهادة الله وحده هي كافية بذاتها. 

وهنا يجب التنبيه على أمرين 


أولا: إذا كان يتكلم بصفته اللاهوتية (ابن الله) ، فهو يكفي أن يقدم شهادة مقبولة، بل إذا أضفنا أيضا شهادة الآب معه (وهنا يكتمل النصاب حسب الناموس الذي يطلب شهادة اثنين أو ثلاثة، ويشهد لنفسه بصفته ابن الله والآب يشهد له  وبهذا يكتمل النصاب للشهادة . 


ثانيا: أكرر مرة أخرى أن هذا الرد كان إضافة إلى رده عليهم في يوحنا ٥، بمعنى أنهم سألوه نفس السؤال سابقا وقد قدم الشهادات الكافية بحسب الناموس والتي تتجاوز شاهدين او ثلاثة، ولهذا فشهادته وحدها كافية الأن، لأن الشهود الآخرين قدمهم فيما سبق، كما يقول (وليم إدي ) (اقتباس- لأنه لا يلزم أن الذي يُطلب مرة من الشهادة يُطلب دائماً، فالمرسَل الذي أثبت صحة إرساليته مرة لا يحتاج لأن يثبتها كلما تكلم عنها. فقوله السابق كان قبل أن أثبت دعواه بشهود، ثم أثبت دعوى أنه رسول الله بشهادة المعمدان وشهادة الآب له بالآيات التي صنعها على يده، وبالنبوات التي تمت فيه. فحقَّ له أن يطلب تصديق دعواه بمجرد قوله.) يقصد الكلام عن قوله في المرة الثانية. ويضيف وليم مارش (وهذا جواب لقولهم السابق - وَلكِنَّ هذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ».- يوحنا ٧: ٢٧، فكأنه قال: معرفتكم بي قاصرة على حياتي الجسدية الأرضية، وهي جزئية ناقصة. وأما حياتي الروحية فلا تستطيعون معرفتها إلا بشهادتي، وسلطاني الذي أخذته من الآب، والأوامر التي أوصاني بها. - انتهى الاقتباس)


إنتهى الرد بنعمة الرب



الهوامش :  

***

1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.

14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.

(يوحنا ١ : ١ و ١٤)

***

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. 

7 لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.

8 وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.

9 لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ

10 لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ،

11 وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.

(فيلبي ٢: ٦- ١١)

***

29 وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ:«هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!

30 هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي.

31 وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ».

32 وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائلاً:«إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ.

33 وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.

34 وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ».

(يوحنا ١: ٢٩ - ٣٤)

***

1 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ.

2 وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.

3 وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.

4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ».

5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا».

6 وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا.

( متى ١٧: ١ - ٦)

***

لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُورًا فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئًا، بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا وَإِلهُكِ زِينَتَكِ.

لاَ تَغِيبُ بَعْدُ شَمْسُكِ، وَقَمَرُكِ لاَ يَنْقُصُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا، وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ.

(إشعياء ٦٠ : ١٩ و ٢٠)

(الرب جاءت في الأصل العبري أسم الله يهوه القديم الأيام)

***

اقتباس وليم إدي كاملا في شرحه لتفسير (يوحنا ٨: ١٢ - ٢٠)

لا تناقض في ما قاله هنا مع قوله في يوحنا 5: 31 لأنه لا يلزم أن الذي يُطلب مرة من الشهادة يُطلب دائماً، فالمرسَل الذي أثبت صحة إرساليته مرة لا يحتاج لأن يثبتها كلما تكلم عنها. فقوله السابق كان قبل أن أثبت دعواه بشهود، ثم أثبت دعوى أنه رسول الله بشهادة المعمدان وشهادة الآب له بالآيات التي صنعها على يده، والنبوات التي تمت فيه. فحقَّ له أن يطلب تصديق دعواه بمجرد قوله. ووضع نفسه أولاً موضع سائر الناس بالنظر إلى الشرع في الأمور الأرضية تنازلاً وتواضعاً. ولكن هنا كانت مقتضيات الحال غير ما كانت سابقاً، لأن دعواه هنا ليست مما يقبل شهادة الغير لأنها مما يقيِّم هو نفسه به. فقوله «أنا هو نور العالم» متوقف على شعور نفسه بنفسه، فلا يستطيع أحد غيره أن يشعر به ليعرفه ويشهد به، ولذلك يُستثنى من قوله «إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً» ويبدله بقوله «إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق». ومع ذلك كله رضي أن يضع نفسه تحت ذلك القانون (ع 17، 18) بعد توبيخه إياهم على طلبهم أن يثبت دعواه.

لأنِّي أَعْلَمُ تطلب الشريعة شاهدين لأن واحداً بمفرده قد يخطئ أو يكذب لغرض من الأغراض. فشهادة المسيح ثابتة لأنها ليست شهادة إنسانية بل شهادة إلهية باعتباره الله، فهو لا يخطئ ولا يتكلم بالهوى.

مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ أي من عند الآب (يوحنا 16: 28) وأتيت إلى هذا العالم لكي أتجسد فيه.

وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ أي السماء بواسطة الموت (يوحنا 7: 33) وهذا جواب لقولهم السابق «ولكن هذا نعلم من هو، وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو». فكأنه قال: معرفتكم بي قاصرة على حياتي الجسدية الأرضية، وهي جزئية ناقصة. وأما حياتي الروحية فلا تستطيعون معرفتها إلا بشهادتي، وسلطاني الذي أخذته من الآب، والأوامر التي أوصاني بها. ( انتهى الاقتباس) 


(وليم إدي -  السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان) 

***



مقــالات ســابقــة