من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

المقالة الثالثة للرد على الأخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الأسود ) 3 من 3

 




المقالة الثالثة للرد على ما قالته الأخت ناهد متولي


فقط اريد ان اضع اضافة صغيرة للمقالة السابقة في جزئية الزانيات في نسب الرب يسوع المسيح بالجسد ، حيث أن المساحة للرد كانت صغيرة ، فأردت ان  اكرر القول ان الله الذي لنا ونعبده يحبنا ويدعونا إلى التوبة لنوال الحياة الابدية ، كما يقول المسيح نفسه  (46 أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. 47 وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.) ( يوحنا 12 : 46 - 47) وكما يعلن الكتاب المقدس بالوحي الإلهي ( الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.) (تيموثاوس الأولى 2 : 4) ، ولهذا عندما جاءوا بالمرأة الزانية الى الرب يسوع المسيح ليحكم عليها بالناموس ، استطاع ان يعطيها الغفران بعد توبتها والوعد بأن لا تعود مرة أخرى إلى الخطية ، أمام كل الحضور من اليهود ولم يعترض احد بالرغم انهم كانوا يريدون أن يصطادوا عليه خطأ واحدا (يوحنا ٨ ) ، طبعا غيره لم يستطيع أن يمنح الغفران بل اقام حد الرجم على الزانية بكل قسوة برغم توبتها واعترافها ، لم يستطع أن يعلن لها ان الله الذي يعبده هو يستطيع ان يغفر ، لا يا اخت ناهد لا يستطيع من ذهبت اليه الان ان يغفر وهذا ليس كلامي بل إعلان موثق ومسجل في المصادر . 


والآن ننتقل إلى النقطة الأخيرة في كلام الاخت ناهد ، أن السيد المسيح قال ( 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. 18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. ) (متى 5: 17- 18)


كان اعتراض الاخت ناهد على هذه المقولة هما احتجاجان : 

الاول : ان السيد المسيح صنع كل معجزاته للشفاء في يوم السبت ، وهذا صحيح وحقيقي ، وكان احتجاج اليهود القساة القلوب أيضا ، ولكن ، يا من درست الكتاب المقدس لمدة ثماني سنوات ، ألم تقرأي رد الرب يسوع عليهم ؟


(23 وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24 فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25 فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 26 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا». 27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28 إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».)

(مرقس 2: 23 - 28)


وأيضا :

(1 فِي ذلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. 2 فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: «هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!» 3 فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 4 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ. 5  أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ فِي السَّبْتِ فِي الْهَيْكَلِ يُدَنِّسُونَ السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟ 6 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ههُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7 فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ! 8 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا»

(متى 12: 1-8 )


ثم كررها مرة أخرى ( فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».)(متى ٩: ١٣)



ونقرأ أيضا :

( 10 وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ الْمَجَامِعِ فِي السَّبْتِ، 11 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ. 12 فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ!». 13 وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ. 14 فَأَجابَ رَئِيسُ الْمَجْمَعِ، وَهُوَ مُغْتَاظٌ لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي السَّبْتِ، وَقَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا الْعَمَلُ، فَفِي هذِهِ ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ!» 15 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ 16 وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 17 وَإِذْ قَالَ هذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ، وَفَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ.)

( لوقا 13: 10 - 17 )



وقال أيضا بصورة واضحة :

(9 ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ، 10 وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ، فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 11 فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ 12 فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!» 13 ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. ) (متى 12: 9 - 13)



واذا اردت الاسترسال في هذه الجزئية سيطول بنا الرد اكثر واكثر ، ولكن نقول مرة أخرى ، انت تقولين ان الرب يسوع المسيح كان بهذا ينقض الناموس ؟ عجيب ، لم يقولها اليهود القساة لا الفريسيين ولا الكتبّة ولا الصدوقيين ولا أي طائفة من طوائف اليهود المتعصبة ، فهل تعلمين الناموس وأحكامه أكثر من اليهود أنفسهم ؟ 


ننتقل الآن إلى الاحتجاج الثاني للاخت ناهد متولي وهو ( المعلق على خشبة ملعون) ، فهي تستشهد من العهد القديم (22 «وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23 فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.) ( التثنية 21: 23)  وأيضا من اقوال الرسول بولس :  (10 لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11 وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12 وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13 اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) ( غلاطية 3: 10-13) 


حسنا ، تعال نتكلم في النص في حكم الناموس ماذا يقول ؟  ( اذا كان على انسان خطية حقها الموت ) فهل كان على الرب يسوع خطية حقها الموت ؟  ، الكتاب نفسه يشهد له أنه  بلا خطية  (عبرانيين 4: 15)  ، لم يعرف خطية  (كورنثوس الثانية 5: 21) ، ولم يفعل خطية ( بطرس الاولى 2: 22 ) 


لقد وقف المسيح أمام اليهود وقال لهم (مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟) ( يوحنا ٨: ٤٦) ولم يستطع الذين كانوا يتصيدون السقطة أو الهفوة له أن يبكّته أحدهم على خطية ، هؤلاء اليهود الذين تستشهدين بأنهم رفضوه ، وهم حقا رفضوه ، ولكن لم يستطع أحدا منهم ان يقول انه عليه خطية تستحق الموت . 


لقد شهد له أحد المجرمين الذين كانا مصلوبان معه أنه كان بريء وغير مذنب   (39 وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!» 40 فَأجَابَ الآخَرُ وَانْتَهَرَهُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ 41 أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». 42 ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». 43 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ»)

(لوقا 23: 39 - 43 )


( لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.)  ( كورنثوس الثانية ٥: ٢١ ) وفي هذا النص نرى ونفهم معنى المبادلة التي عملها الرب يسوع المسيح من أجلنا ، لقد اخذ ذنبنا لكي يجعلنا نحن بلا ذنب ، فهو الوحيد القادر على ان يجتاز الموت ويخرج منه حيا ، 


انه نحن من اخطأنا خطية تستحق الموت ،  وكان الصليب مكاننا نحن ، فما كان من البار إلا أن أخذ مكاننا كما يقول الوحي المقدس : 

(4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً  5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7 ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.

10 أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.) ( إشعياء 53 ) ولولا ضيق الوقت لوضعت الأصحاح كله ، وأنصح بقراءته كاملا .



هذه هي المبادلة الكريمة التي عملها الرب يسوع بإرادته الكاملة ، هذا هو الفداء الذي جاء من أجله لكي يرسلنا نحن أحرار فلا نموت بل نحيا ، وهنا دعيني اسألك من له الكلمة الاخيرة في تطبيق الناموس ؟ انت قلت فيما قلت انه عندما أمسكوا رجلا يحتطب سارعوا ورجموه ، لا يا اخت ناهد ، اقرأ سفر العدد جيدا : 

( 32 وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَبًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33 فَقَدَّمَهُ الَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَبًا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ. 34 فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لأَنَّهُ لَمْ يُعْلَنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الْجَمَاعَةِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ». 36 فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ، فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.)

(سفر العدد ١٥: ٣٢ - ٣٦) 


إن موسى مستلم الشريعة والقاضي بها وهو من هو (غني عن التعريف) ، لم يستطع او يجسر ان يحكم عليه بل سأل الرب ماذا يفعل ، فأمره الرب ان يرجم ، هل أشفقت عليه ؟ رجل مسكين خرج ليحتطب ، هكذا تقولون ،  بل هو عاصي  مع سبق الإصرار والترصد ، لم يكن هناك حاجة لهم ان يحتطبون لا ليطبخوا اكلهم فقد كان طعامهم المن والسلوى ، ولم يكن يحتطب لان الجو بارد لان كان الرب يحوطهم بعمود نار ليلا من البرد ويظللهم بسحابة نهارا من الحر ،(وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً.)(الخروح 13: 21)  لقد فعلها لكي يجرب الرب ، وقد حكم عليه الديان العادل الفاحص القلوب ومختبر الكلى ، فمن نحن لنحاكم القاضي العادل ؟  لقد ذكرت هذه القصة لكي ارد على كلامك الاول فيها ، ولكي أبين مرة اخرى ان الله هو القاضي بالناموس ، فالمسيح (الذي هو الله الظاهر في الجسد ) حينما أتوا إليه بامرأة زانية ، غفر لها لأنه لم يكن يستطيع اي احد ان يحكم عليها بحسب كلام المسيح إلا الذي بلا خطية ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ) ( يوحنا 8: 7) 


والآن من الذي يحكم على الرب يسوع انه ملعون أو غير ملعون بتعليقه على الخشبة ؟ ، قلنا انه فعلنا بدلا عنّا نحن ، ولهذا كان حكم الله ، أنه قام من بين الأموات في اليوم الثالث ، لأنه بريء وبار لأن الموت لم يكن قادرا ان يمسكه لأنه بلا خطية وغير ملعون لذاته او لخطية تستحق الموت فعلها المبارك حاشاه  


وها هو القديس بطرس ( الذي تستغربين ان معه مفاتيح الملكوت كما باقي الرسل والتلاميذ ) يقول موجها كلامه لليهود ولك ايضا : 


(22 أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. 23 هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. 24 اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. 25 لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. 26 لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. 27 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. 28 عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ. 29 أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. 30 فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، 31 سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. 32 فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ.) (أعمال 2: 22 - 23) 


لقد كانت القيامة هي أكبر دليل على أن الفداء الذي فعله المسيح مقبولا من الله ،  وهو أكبر رد على من يقول إن اللعنة التي حملها نيابة عننا لصقت به او جعلته تحت القبر حتى الان بلا قيامة ، او ان يقول له الله ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ )(الزمر 30)  ، لا بل مسيحنا قال ( إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.) (يوحنا 14: 19)  هذا هو الذي نتبعه ونؤمن به . 


ومرة أخرى حتى لا اطيل لأن الكلام لا ينتهي في هذه الجزئية ، فهي قلب الانجيل و جوهر البشارة ، ولكني أختم فقط بالرد على سؤالك لماذا اعطى المسيح مفاتيح الملكوت للرسل الأطهار ، ولماذا سوف يدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر ؟ 

اولا ، لانهم قبلوه وانت اعترفتي بنفسك ان الاسباط رفضوه ، نعم  (إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.) ( يوحنا ١: ١١- ١٢) 



نعم قال الرب يسوع المسيح لبطرس ( وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ) ( متى ١٦ : ١٩) 


إن مفاتيح الملكوت ببساطة هي الكرازة بعمل المسيح من أجل الخطاة ، هي فتح أعين الجهال وإطلاق أسرى الظلام و مملكة إبليس أحرار ، إنها مسئولية وليس رئاسة ،  السيد المسيح علمهم قائلا (فَجَلَسَ وَنَادَى الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ».) (مرقس 9 :35 ) ولا ننسى أن بطرس فعلا كان أول من فتح الباب الخلاص لليهود ( أعمال الرسل 2: 38 -41 ) وفتح باب الخلاص للأمم وكان أول الداخلين كرنيليوس ( أعمال 10: 48 و 14: 27 و 15: 7) وهو الذي حكم على حنانيا وسفيرة  بسلطان الروح القدس ( أعمال 5: 3- 5 و 9)  وكشف نفاق سيمون الساحر ( اعمال 8: 21) ولا زالت ابواب الكنيسة مدخل ملكوت السموات مفتوحة لكل المؤمنين من اليهود والأمم والمسلمين وللجميع . 


أما سلطان الربط والحل ، فهو إعلان ما كان مربوطا في السماء وما كان محلولا في السماء، لقد أعطى المسيح لرسله سلطان إعلان الخلاص لكل من يقبل المسيح ، وإعلان الدينونة على كل من يرفض أسم المسيح  (اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.) (متى 18: 18) 

واقتبس من كلام وليم إدي (فهم البعض من هذه العبارة المجازية معنى المفاتيح المذكورة من جهة إدخال بعض الناس إلى الكنيسة وإخراج البعض منها. ولكن الأرجح أن المسيح استعملها بالمعنى المتعارف عليه عند اليهود يومئذٍ، وهو الأمر والنهي. وهذا السلطان مُنح لسائر الرسل كما منح لبطرس بدليل قوله «الحق الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء الخ» (متّى 18: 18). وبهذا المعنى أعطى المسيح الرسل السلطان على أن يعينوا المربوط على المسيحيين من الشريعة الموسوية والمحلول عنهم منها. فلم يرد أن بقي تلاميذه تحت أثقال تفاسير الفريسيين لتلك الشريعة، ولا تحت حِمل طقوس الشريعة بعد تمام الغاية المقصودة منها، فلذلك وَكَل إلى تلاميذه وضع شرائع الكنيسة المسيحية بإرشاده وإرشاد الروح القدس. ومارسوا ذلك السلطان في مجمع أورشليم (أعمال 15: 10، 20، 28، 29) وكذا مارسوه في الوعظ والتعليم. ومما حكموا به جواز مخالطة اليهود للأمم، وإلغاء التمييز بين الحلال والحرام في الأطعمة، وإبطال الختان. ومن أمثلة معنى الربط ما ذكر في (1كورنثوس 7: 27.)

فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أي ما توافق عليه السماء. إذن فهو ليس شيئاً أرضياً عالمياً، ولا نظاماً كهنوتياً فحسب، بل هو المعمودية بالروح القدس والنار النازلة من السماء. ونفهم من ذلك أن المسيح أعطى رسله سلطاناً غير عادي ليُعصَموا من الغلط في أحكامهم الدينية التي التزمت الكنيسة بها، فإنهم كانوا ملهَمين بالروح القدس بدليل قوله «وأما متّى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يوحنا 16: 13) وبذلك أُهِّلوا أن يكونوا معلمي دينه وفق ما علمهم شفاهاً بقوله «عَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ» (متّى 28: 20) وصرَّح لهم بأن ما يحكمون به على الأرض يُحكم به في السماء لأن الإرشاد الإلهي يعصمهم في كل أحكامهم من الغلط. فكما أن الملك يسلم بكل ما يحكم به سفيره بناءً على تعليمات ذلك الملك،)


وحتى لا اطيل انتقل إلى النقطة الاخيرة وهي كلمة الرب يسوع (فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ)(متى 18: 28)

ليس المقصود منها دينونة اليوم الأخير ، فهذا فقط من حق الرب يسوع المسيح (لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ) (يوحنا 5: 22) ، ولكن الدينونة المقصودة هنا ، انهم قبلوا الرب يسوع في زمن الإخلاء والاتضاع ورفضه أسباط اليهود ، فهم بذلك يحكمون عليهم بالدينونة وما هي الدينونة ؟ (18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.

19 وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.) (يوحنا 3: 18- 19)  


ويحضرني الآن مثالا يجعل الصورة واضحة ، إذا كان هناك سيارتان تقتربان من إشارة المرور وهي خضراء ، ثم قبل أن تصير حمراء تتحول إلى اللون الاصفر برهة من الوقت ، هذا الوقت كما قال لي مدرب السياقة في بدء حياتي معناها ، تمهل وابطيء لكي تتوقف وليس اسرع وزود السرعة لكي تعبر ، فاذا استطاع أحدهما الامتثال إلى الأمر وتوقف قبل الاشارة وقطعها الآخر ، فإن المتوقف والذي أطاع القانون يحكم بالدينونة والخطأ على الذي قطع الاشارة ، يحكم عليه بأنه مخطيء ويستحق الغرامة لأنه كما فعل هو كان بالإمكان  الوقوف ولكنه لم يفعل ، هكذا الحال بالنسبة للتلاميذ الذين قبلوا المسيح في احتمال العار والتواضع وقت أن أخلى نفسه في صورة عبد ، في مقابل اليهود الذين رفضوه  . 


واقتبس عن وليم إدي (أنْتُمُ ٱلَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي أي في احتمال العار والتواضع. فِي ٱلتَّجْدِيد أي عند زوال اتضاع ابن الإنسان وعند نواله مجده. وهذا مثل قوله «متّى جاء ابن الإنسان في مجده» (متّى 25: 31). ومثل قول بطرس «الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ» (أعمال 3: 21) وخلاصة قول المسيح في شأن إثابة رسله ثلاث قضايا: (1) أن ليس لهم شيء من الثواب في هذه الدنيا. وذلك خلاف ما توقعوا. فما كان أمامهم بدل الوظائف والرتب العالية والمجد سوى الإهانة والخسارة والآلام والموت. و(2) إن الإثابة كلها تكون في المستقبل عندما يجدد ابن الإنسان كل شيء. و(3) أن التجديد يتضمن تمجيد ابن الإنسان ومشاركة شعبه في مجده. )


وقبل أن أختم بقى أن أقول شيئين هامين : 

أولا : هل يضير الشمس أن تشرق وتسقط أشعتها على أنواع الأراضي المختلفة ؟  الصالحة والجيدة و الفاسدة والرديئة والنجسة ، هل تتأذى الشمس أو تتنجس إذا سقطت أشعتها على الأرض الدنسة ؟ فكم وكم الرب القدوس ؟ هل تعرف معنى القدوس ؟ أي انه يجعل البشر الخطاة  مقدسين وطاهرين ومكملين   (لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً) (العبرانيين 2: 11) ولذلك نرى الرسول بولس  (وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.) (أعمال الرسل 20: 32)  وايضا (إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ) (كورنثوس الأولى 1: 2) 


ثانيا : نحن قد تربينا في مجتمع يحاول أن يزين ويجمل الاشياء وكما فعل العشار وقف في الهيكل وقال ( أشكرك يارب أنني لست مثل هذا الخاطيء ) ولا نعرف إن المقياس أمام الله هو ( الجميع أخطأوا ) ليس المهم أسم الخطية ( زنى أو كذب أو قتل ) حيث يقول الكتاب (10 لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ.11 لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ»، قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ.) ( يعقوب 2: 10 - 11)  ولهذا اختم بالقول : 

(5 وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ  6 إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7 وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. 8 إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. 9 إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. 10 إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا.) (يوحنا الاولى 1: 5 - 10)


ومرة أخرى أتوقف لعدم الاطالة ، وأنهى هنا الرد ، ومن أراد الاستزادة زدنا له ،  ولكن أعتقد أنني قد غطيت كل النقاط المثارة في كلام الاخت ناهد متولي ،فإذا كنت نسيت أن أرد على أي جزئية في الفيديو ارجو اخطاري وتذكيري بها ،  نصلي ان ينير لها الله بصيرتها قبل فوات الاوان . والمجد لله (الآب والابن والروح القدس) دائما ابديا .



*****
موضوعات ذات صلة :


المقالة الاولى للرد على الاخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الاسود)

المقالة الثانية للرد على الأخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الأسود ) 2 من 3

 



المقالة الثانية للرد على ما قالته الاخت ناهد متولي 


نستكمل الان الجزء الثاني من الرد على ما قالته الاخت ناهد متولي

نلخص ما سبق :

1) تكلمت عن يهوذا ووصفته بالزاني ، وقلنا ان ما فعله يهوذا كان قبل نزول الشريعة ، فلم يكن زنى ، وبدون الدخول في التفاصيل الدقيقة للموضوع ، نقول للاخت ناهد متولي ان هذه النقطة التي ساقتها في كلامها باعتبار ان هذا من الاسباب التي جعلت اليهود يرفضون السيد يسوع المسيح ، فاليهود انفسهم يردون على الاخت ناهد متولي ويقولون : لا لم يكن هذا سببا على الاطلاق ، فنحن قبلنا ما فعله يهوذا مع ثامار ، ودخل نسلها في جماعة الرب وجاء منه  داود الملك (قبل الرب يسوع ) ولم يعترض اليهود على قوامة داود ليكون ملكا من هذا النسب

2) تكلمت عن راعوث وقالت انها موابية لا يدخل نسلها في جماعة الرب ، واجبنا من كلام اليهود مرة أخرى ، ان الشريعة تتكلم عن الرجل العموني ، اما المرأة العمونية فهي صالحة وابنها وابنتها يهود صالحين يدخلون في جماعة الرب مباشرة من الجيل الاول بل ان الشريعة تبيح للفتاة المولودة لأب يهودي وأم عمونية او موآبية ان تتزوج من كاهن او رئيس الكهنة ( المولود ذكر أو انثى لمثل هذا الزواج يتبع الاب اليهودي بحسب الشريعة اليهودية)



الان نأتي إلى ثالثا :

راحاب الزانية ، وهي تكرر اللفظ راحاب الزانية كما لو كانت تخبرنا شيئا لا نعرفه ، في الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو العهد الجديد يذكر اسمها (راحاب الزانية) مع كل الاحترام والتبجيل فيقول العهد الجديد في رسالة العبرانيين : (بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.) (عبرانيين 11: 31) وأيضا (كَذلِكَ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ أَيْضًا، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيق آخَرَ؟) (يعقوب 2: 25) وفي بشارة متى ، يؤكد الوحي المقدس على أسم راحاب في سلسلة نسب السيد يسوع المسيح بدون خجل ولا مواربة (وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى.) (متى 1: 5) على الرغم من ان الوحي كان قادرا على ان يكتب ( وسلمون ولد بوعز .. وهكذا ) ولكن هذا دليل كبير على عدم تحريف الكتاب المقدس ،

فما الذي حدث مع راحاب ؟ يقول الوحي في سفر يشوع هذا الحوار بين راحاب وبين الرجلين الجاسوسين :

 

( 9 وَقَالَتْ لِلرَّجُلَيْنِ: «عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ، وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا، وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ، 10 لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَ الرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَمَا عَمِلْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ: سِيحُونَ وَعُوجَ، اللَّذَيْنِ حَرَّمْتُمُوهُمَا. 11 سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ. 12 فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ. لأَنِّي قَدْ عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفًا. بِأَنْ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضًا مَعَ بَيْتِ أَبِي مَعْرُوفًا. 13 وَتَسْتَحْيِيَا أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي وَكُلَّ مَا لَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ». 14 فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَنِ: «نَفْسُنَا عِوَضُكُمْ لِلْمَوْتِ إِنْ لَمْ تُفْشُوا أَمْرَنَا هذَا. وَيَكُونُ إِذَا أَعْطَانَا الرَّبُّ الأَرْضَ أَنَّنَا نَعْمَلُ مَعَكِ مَعْرُوفًا وَأَمَانَةً».)

( يشوع 2: 9 - 14) 

 

هل لاحظت الإيمان العميق والشديد عندما قالت راحاب (علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض ، بسبب أننا سمعنا كل ما فعله الرب معكم و ذابت قلوبنا بسببكم لأن الرب إلهكم هو الله الحقيقي ، ) مقارنة بقول الجاسوسين ( اذا اعطانا الرب الأرض ) ؟ بسبب هذا الإيمان الذي كان في قلب راحاب و إتضاعها وتوبتها الحقيقة قد قبلها الله واعطاها نعمة في عين سلمون ليتزوجها ، هذا هو إلهنا ، غافر الذنب وقابل التوب هل لديكم إله آخر ؟ ولن أدخل في مقارنات طويلة بين من الذي كرّم المرأة بحق و غفر لها وأكرمها ، أصبحت مولودة ثانية ، لأن الإيمان المسيحي يجّب ما قبله فيرجع المرء كيوم ولدته أمه ، هذه حقيقة وليس كلام كما البعض يتشدق به بغير دليل ولا برهان . 

ومرة أخرى ، إذا كان هذا السبب هو الذي جعل اليهود يرفضون الرب يسوع المسيح ، لكانوا رفضوا قبله داود الملك ، أليس كذلك ؟

من احدى روائع الكتاب المقدس التي تتكلم عن إلهنا المحب يقول المرنم :

( 8 الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9 لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. 10 لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. 11 لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. 12 كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. 13 كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. 14 لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ.)

(المزامير 103: 8 – 14)

إلهنا يغفر ولا يعود يذكر لنا خطايانا ، ( أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا».) (اشعياء 43: 25) 

اذا اليهود مرة أخرى يقولون إلى ناهد متولي ، أنت مخطئة ، ليس هذا سبب رفضنا ليسوع المسيح .



 

رابعا: قضية بثشبع وداود ؟

تقول ناهد متولي ( كيف تكتب يا متى وتقول من التي لأوريا الحثي ؟ وكيف تقول الملك داود ولد سليمان من التي لأوريا الحثي ، وهنا أسأل إذا قال لأوريا الحثي إذا فقد أنجب سليمان دون أن يتزوجها وكانت لازالت لأوريا الحثي )

وسوف اقوم بالرد على هذه الجزئية باعتبار حسن النية من ناهد متولي ، وأنها لا تدلس ولا تكذب على النص ، بالرغم من انها تقول انها درست الكتاب المقدس لمدة ثماني سنوات ؟


بعد صنيع داود مع أوريا الحثي ، أخبرته بثشبع انها حامل ، فقام داود بحركته الثانية بوضع أوريا الحثي في موقع مشتعل من ارض المعركة ليقتل ، بعدها تزوج  الملك داود من بثشبع ( 26 فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا، نَدَبَتْ بَعْلَهَا. 27 وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) 

(صموئيل الثاني 11 : 26 – 27)

وقد أرسل الله ناثان النبي يؤنب داود على فعلته ، فندم داود وقدم توبة حقيقية صادقة سجلها في عدة مزامير أهمها المزمور 51

( 1 اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. 2 اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي  3 لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا. 4 إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ، لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ.)

(مزمور 51 : 1 – 4)

 

ومرة أخرى نقول إن الأنبياء بحسب إعلان الكتاب المقدس هم بشر يخطئون في حياتهم و معصومون في تبليغ الوحي فقط ، لم يخلق الله أنبياء معصومون لا يخطئون ولا يحاسبون مثلنا ، ثم يخلقنا رب الآخرين نخطيء ونحاسب ، فإذا كان لدى هذا الاله طريقة لخلق أناس معصومين هم طينة الأنبياء ، فلماذا لم يخلقنا كلنا من هذه الطينة العجيبة ، وقدرته كانت كافية بخلق بكلمة (كن فيكون) ، أليس كذلك ؟

لا يا أخت ناهد ، الهنا عادل ، يخلق الأنبياء مثلنا في كل شيء ،  ويحاسبون مثلا ، وهذا شيء مشجع جدا لنا ، حيث يقول الكتاب

(كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ) ( يعقوب 5: 17) ، ويقول عن البشر جميعا ومنهم الانبياء ايضا : (إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،) (رومية 3: 23)  وايضا  (لأَنَّ اللهَ أَغْلَقَ عَلَى الْجَمِيعِ مَعًا فِي الْعِصْيَانِ، لِكَيْ يَرْحَمَ الْجَمِيعَ.) (رومية 11: 32)   وايضا (كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11 لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ.  12 الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.).

(رومية 3: 10 – 12)

 

اخطأ داود مثل اي انسان ، وندم وتاب ، وغفر الله له ، نحن إلهنا يغفر وينسى ، ماذا يفعل بكم إلهكم ؟ يتوعدكم ( إن منها إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )(مريم 71) ؟


2) قلنا أن داود أخذ بثشبع امرأة له وهي حامل ، ولكن هذا الولد مات (صموئيل الثاني 12: 16 – 23) ثم انجب منها سليمان ، ونقول مرة أخرى ، أن اليهود لم يكن لديهم أي مشكلة شرعية أو ناموسية في هذا الامر ، فكما قبلوا الملك داود ، قبلوا الملك سليمان ، ( قبل المسيح بمئات السنين ) هذا هو رد اليهود على الاخت ناهد التي تزعم أن هذه هي الأسباب التي بسببها رفضوا الرب يسوع المسيح ؟

ولكني هنا لا استطيع ان امنع نفسي من ان اسأل الاخت ناهد متولي ، إذا كان هذا سبب رفضك للكتاب المقدس ، وذهبت إلى القرآن ، ألم يخبرك أحدهم أن القصة نفسها مذكورة في القرآن ؟ ألم يأتيك نبأ داود مع بثشبع من القرآن


( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)

(سورة ص  21 – 24 )

يقول الطبري في تفسيره للآية 23 :

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ

وهذا مثل ضربه الخصم المتسوّرون على داود محرابه له, وذلك أن داود كانت له فيما قيل: تسع وتسعون امرأة, وكانت للرجل الذي أغزاه حتى قُتل امرأة واحدة; فلما قتل نكح فيما ذكر داود امرأته, فقال له أحدهما: ( إِنَّ هَذَا أَخِي ) يقول: أخي على ديني.


ويقول القرطبي في تفسيره

قوله تعالى : إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة أي قال الملك الذي تكلم عن أوريا إن هذا أخي أي : على ديني ، وأشار إلى المدعى عليه . وقيل : أخي أي : صاحبي . له تسع وتسعون نعجة وقرأ الحسن : " تسع وتسعون نعجة " بفتح التاء فيهما ، وهي لغة شاذة ، وهي الصحيحة من قراءة الحسن ، قال النحاس . والعرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة ، لما هي عليه من السكون والمعجزة وضعف الجانب . وقد يكنى عنها بالبقرة والحجرة والناقة ; لأن الكل مركوب .


ويقول فخر الدين الرازي في تفسير نفس الآية

واعلم أن الذين قالوا إن هذين الخصمين كانا من الملائكة زعموا أن المقصود من ذكر النعاج التمثيل ، لأن داود كان تحته تسع وتسعون امرأة ولم يكن لأوريا إلا امرأة واحدة ، فذكرت الملائكة تلك الواقعة على سبيل الرمز والتمثيل .

 

هكذا قال اكبر ثلاثة من المفسرين المسلمين الأئمة ، أما الباقون فأكتفوا بالقول ان الكلام عن اثنين من الرجال اختصموا لدى داود أحدهما كان متزوج من تسعة وتسعين وأراد أن يأخذ امرأة وحيدة للرجل الآخر ، فكما يقول المفسرين ( العرب يكنون عن المرأة بالنعجة فالكل مركوب ) اسف هذا ليس كلامي بل كلام المفسرين  يا أخت ناهد ، اما ابن كثير ، فقال(قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ) ولكنه أخفى عن قراءه ان هناك حديث لابن عباس … 

 

وستجد على موقع الدرر السنية حديث لابن عباس (حبر الأمة ترجمان القرآن ) جاء فيه

عن ابنِ عباسٍ أنَّ داودَ عليه السلامُ حدَّث نفسَه إنِ ابْتُليَ أن يعتصمَ. فقيل له : إنك ستُبْتَلى وتعلمُ اليومَ الذي تُبتلى فيه فخذْ حذرَك. فأخذ الزبورَ ودخل المحرابَ ، ومنع من الدخولِ عليه ، فبينا هو يقرأُ الزبورَ إذ جاء طائرٌ كأحسنِ ما يكونُ من الطيرِ ، فجعل يدرجُ بين يدَيْه. فهمَّ أنْ يتناولَه بيدِه ، فاسْتُدْرِج حتى وقعَ في كوَّةِ المحرابِ ، فدنا منه لِيأخذَه فطَارَ ، فاطَّلَعَ لِيُبصِرَه فأشرفَ على امرأةٍ تغتسلُ ، فلمَّا رأتْه غطَّتْ جسدَها بشعرِها. قال السدِّيُّ : فوقعتْ في قلبِه. قال ابنُ عباسٍ : وكان زوجُها غازيًا في سبيلِ اللهِ وهو أَوَرِيًّا بْنُ حَنَانَ ، فكتب داودُ إلى أميرِ الغزاةِ أن يجعلَ زوجَها في حملةِ التابوتِ ، وكان حملةُ التابوتِ إمَّا أنْ يفتحَ اللهُ عليهم أو يُقتلوا ، فقدَّمَه فيهم فقُتِلَ ، فلمَّا انْقَضَتْ عدَّتَها خطبها داودُ ، واشْتَرَطَتْ عليه إنْ ولَدَتْ غُلامًا أنْ يكونَ الخليفةَ بعدَه ، وكتبتْ عليه بذلِك كتابًا ، وأَشْهدتْ عليه خمسينَ رجلًا من بني إسرائيلَ ، فلم تستقرَّ نفسُه حتى ولدتْ سليمانَ وشبَّ ، وتسوَّرَ الملكانِ وكان من شأنِهما ما قصَّ اللهُ في كتابِه

الراوي : - | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : تفسير القرطبي

الصفحة أو الرقم : 18/155 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح

 

ونلاحظ أن السند صحيح ، ولكن لأن المتن أي  الرواية لم توافق هواهم يحاولون إنكارها فقالوا ( لا يصح ) ، أو ان يغمض ابن كثير عينه عليها تماما ، ولكنه أورد قصة أخرى قال فيها (وقال أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر " ص " فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ، فقال : " إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم " . فنزل وسجد وسجدوا . تفرد به أبو داود وإسناده على شرط الصحيح.)  توبة نبي يا اخت ناهد ، أهكذا يا اخت ناهد تدفنون رؤوسكم في الرمال كالنعام ؟ 

 

 

ومرة أخرى  أجد نفسي قد أطلت فعلا ، فأتوقف حتى لا أطيل أكثر ، على أمل ان نلتقي في المقال الثالث ، ان شاء الرب وعشنا  


*****
موضوعات ذات صلة :

المقالة الأولى للرد على الأخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الأسود ) 1 من 3

رابط الفيديو للأخت ناهد متولي بعنوان ( الصندوق الاسود) 

 https://www.youtube.com/watch?v=7cQ3Y72mzmE


شاهدت الفيديو الذي سجلته الأخت ناهد متولي (وضعت الرابط للفيديو) ، بعنوان : ناهد متولي تفتح الصندوق الأسود ، وقد أدهشني كمية المغالطات والافتراءات التي أدلت بها في الفيديو ، على الرغم من أنها قولها إنها تقدم هذا الطرح بعد ان قضت ثماني سنوات في دراسة الكتاب المقدس،  كان هذا الفيديو هو الجزء الاول من كلامها حيث وعدتنا بتكملة مهمة سوف تثبت فيها أن يسوع المسيح (الذي يختلف عن عيسى بن مريم في القرآن) هو الشيطان نفسه. 


وأنا لست رجل دين ، ولا أزعم أنني باحث متخصص كغيري من الزاعمين ، ولكني فقط إنسان يحب الرب يسوع المسيح  واتخذه ربا ومسيحا ومخلصا وملكا على حياتي ، ويحب الكتاب المقدس واقرأه على الدوام ، ولذلك أجدني مدفوعا للرد على ما قالته في الفيديو ، لا للهجوم عليها شخصيا ، فليس بيني وبين غيرها ممن يهاجمون الكتاب المقدس الا الصلاة من أجلهم في اتضاع وخشوع  كما يقول الكتاب المقدس (أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا.) ( غلاطية ٦: ١) صلاتي أن ينير الله بصيرتهم لمعرفة الحقيقة ، التي لا أزعم أنني وحدي الذي يمتلكها، ولكني حتى الآن لم أجدها واضحة جلية إلا في الكتاب المقدس ،   وأصلي ان يحفظني القدير بيده المقتدرة في روح الوداعة ويحفظني من التجربة ، وحتى لا أطيل ، سيكون ردي في سلسلة مقالات حتى أجد المتسع للرد بلا تطويل يصبه الملل ولا تلخيص يصيبه الخلل ، ادخل في الموضوع مباشرة 


النقطة الأولى : ( واقبتس من كلامها)  تقول أنه جاء في الكتاب المقدس  بشارة يوحنا  ( إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.) ( يوحنا ١: ١١) ، وتسأل لماذا لم يقبله اليهود ؟ ثم تبدأ هي في الاجابة كما يلي : 

النقطة الأولى : اهتمام اليهود جدا بالأنساب ونجد هذا واضحا جليا في العهد القديم ، واذا رجعنا الى نسب يسوع المسيح في الإنجيل كما جاء في بشارة متى (   وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ.) ( متى ١: ٣ ) ، وهنا وقفة ، من هي ثامار ؟ (انتهى الاقتباس من كلامها ) 

ثم تستمر الاخت ناهد متولي في سرد قصة يهوذا ابن يعقوب وكيف انجب من ثامار (فارص) ، وتنتهي إلى ان هذا النسب كان سببا في رفض اليهود ليسوع ؟! 

 (واترك لك الرجوع إلى الفيديو أو إلى الكتاب المقدس لقراءة القصة كاملة حتى لا أطيل) 


الرد على النقطة الاولي بنعمة الله :  

اولا : لم يحتج اليهود مطلقا على يسوع بنسبه من جهة (فارص) الذي جاء من (يهوذا وثامار) لعدة اسباب ، اهمها أن هذا الاعلان عن نسب يسوع لم يتم الافصاح عنه الا بعد موت يسوع المسيح وقيامته وصعوده وبدء الكرازة بإنجيل المسيح ، أما يسوع عندما بدأ الخدمة في سن الثلاثين وأنقل عن الكتاب المقدس : (وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ،) ( لوقا ٣: ٢٣) ولم يعترض اليهود على نسبه مطلقا من هذه الجهة (فارص إبن  يهوذا وثامار) بل على العكس ، كان اليهود يعتبرون هذا النسب طاهرا و صحيحا وسليما حسب ناموس موسى ، ذلك أن يهوذا انجب من ثامار قبل أن يأتي موسى بتشريعه ، فاذا وحسب القاعدة البسيطة لا خطية أو مخالفة بدون قانون (لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.) (رومية ٣: ٢٠) ، وايضا (  7 فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ: «لاَ تَشْتَهِ». 8 وَلكِنَّ الْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ أَنْشَأَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ. لأَنْ بِدُونِ النَّامُوسِ الْخَطِيَّةُ مَيِّتَةٌ. 9 أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ بِدُونِ النَّامُوسِ عَائِشًا قَبْلاً. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ عَاشَتِ الْخَطِيَّةُ، فَمُتُّ أَنَا )( رومية ٧: ٧ - ٩) 

اذا كلنا يعرف ان يهوذا من أبناء يعقوب الذي نزل معه وإخوته إلى مصر حيث ولد موسى بعد مئات السنين ويأخذ الناموس من الله ، فكيف نحاسب يهوذا بناموس جاء من بعده بمئات السنين ؟ 

هذا ليس كلامي بل كلام اليهود أنفسهم ، و قبل أن نربط نسب يسوع ب (يهوذا وثامار) فهناك قبله الملك داود (ابن يسى ابن عوبيد ابن بوعز بن سلمون إبن نحشون ابن عميناداب إبن رام إبن حصرون ابن فارص إبن يهوذا من ثامار )

كما جاء في ختام سفر راعوث الاصحاح السادس : ( 18 وَهذِهِ مَوَالِيدُ فَارَصَ: فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُونَ، 19 وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامَ، وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، 20 وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ، وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ، 21 وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ، وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، 22 وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ ) 


وقبل أن أترك هذه النقطة وانتقل إلى النقطة الثانية ، يهمني أن انقل ما قاله الشيوخ والشهود على زواج بوعز من راعوث الموآبية : 


(فَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْبَابِ وَالشُّيُوخُ: «نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ كَرَاحِيلَ وَكَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. فَاصْنَعْ بِبَأْسٍ فِي أَفْرَاتَةَ وَكُنْ ذَا اسْمٍ فِي بَيْتِ لَحْم. 12 وَلْيَكُنْ بَيْتُكَ كَبَيْتِ فَارَصَ الَّذِي وَلَدَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا، مِنَ النَّسْلِ الَّذِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ مِنْ هذِهِ الْفَتَاةِ». 13 فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهَا الرَّبُّ حَبَلاً فَوَلَدَتِ ابْنًا. ) 


هذا الاحتفال وان دل على شيء فهو يدل على افتخار اليهود (قبل يسوع بزمان) بنسبهم من يهوذا وثامار ، ويرجعون به إلى راحيل وليئة  فليس هناك ما يشين أو يعيب في هذا الزواج لانه كما قلنا انه تم قبل الناموس ، فهم يباركون للعروسين ويتمنون لهم أن يكون بيتهم مثل بيت فارص الذي ولدته ثامار ليهوذا ، هل ترى في هذا النشيد أي مشاعر بالخزي أو العار من هذا النسب ؟  هذا الزواج الذي تم في بيت لحم ، حيث يشير إلى مكان ميلاد الرب يسوع المسيح فيما بعد ؟ ما أدق الوحي المقدس وما أروع اشارات الله . 

 


وهذا يقودنا إلى النقطة الثانية : تقول أن بوعز ولد عوبيد من راعوث الموابية ، وتقتبس من الكتاب المقدس من سفر التثنية («لاَ يَدْخُلْ مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.  2 لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3 لاَ يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلاَ مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ،) (التثنية ٢٣: ١ - ٣) 


وهي تقول انه لا يجوز ان يدخل اي من نسب راعوث الموابية إلى جماعة الرب ؟ (انتهى كلام الاخت ناهد متولى)


وهنا لنا وقفة ونقرأ ما يقوله وليم ماكدونلد  في تفسير سلسلة النسب حسب ختام سفر راعوث  (وفيما بعد، أصبح عوبيد أبًا ليسى، الذي هو أبو داود. وهكذا يختتم السفر بسلسلة نسب داود (محبوب) القصيرة هذه، والتي بدورها أصبحت جزءًا من سلسلة نسب أعظم؛ تلك التي لابن داود العظيم، الرب يسوع المسيح (متى1). ولم يُقصد لسلسلة النسب هذه أن تُستكمَل. فسلمون عاش حتى بداية حكم القضاة، وداود لم يُولد حتى بداية حكم الملوك، وبين هذا وذاك حوالي 400 سنة. والأسماء عادةً ما تُغفل عن عمد في سلاسل النسب الملكية. وبسلسلة النسب القصيرة هذه، والتي تنتهي بداود، يتهيأ القارئ لفترة حكم الملوك والأسفار التي تليها في الترتيب الكتابي هى صموئيل الأول والثاني.) 



ولكن ما هو موضوع ( لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر ، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد ) ؟ 

هذا السؤال ليس أجدر من اليهود أنفسهم للجواب عليه ، فاليهود الذين رفضوا يسوع المسيح ، يقولون للاخت ناهد متولي ، ان تحليلك خاطئ ، لم يكن هذا النسب مطلقا سببا في رفض يسوع المسيح ، وإلا كان بالأولى سبب لرفض داود بن يسى لا أن يجعلوه ملكا عليهم ؟ 

يقول الراباي راشي ( القرن ١١ الميلادي ) احد اكبر علماء اليهود ، واقتبس من تفسير لهذا العدد من سفر التثنية 

المصدر عن موقع sefaria اليهودي :


https://www.sefaria.org/Deuteronomy.23.4?lang=bi&with=Rashi&lang2=en


(Rashi

4

לא יבא עמוני AN AMONITE [OR MOABITE] SHALL NOT COME [INTO THE ASSEMBLY OF THE LORD] — i.e. he shall not marry an Israelite woman (Yevamot 77b). ) 


الترجمة باختصار : (اي العموني أو الموابي الرجل لا يتزوج من امرأة اسرائيلية ) ، ونحن ما رأيناه هو زواج رجل يهودي من امرأة موابية ، وهذا لم يمنعه الناموس ولا الشريعة ، وجدير بالذكر أن في الشريعة اليهودية الولد لأبيه وليس لأمه ، اي ان عوبيد ابن بوعز اليهودي وراعوث الموآبية هو يهودي صحيح النسب ، ويستطيع أن يدخل في جماعة الرب فورا ، ولا ينطبق عليه التحريم في دخول جماعة الرب لا إلى الجيل العاشر ولا إلى الابد ؟ 


جدير بالذكر ان الراباي راشي يشير إلى (يفاموت ٧٧ ب ) حيث يسجل حديث الراباي في الجوميرا حول نفس الموضوع ، والخلاصة فيه :  انه قد علم الحاخام زكاي الباريتا التالية أمام الحاخام يوحنان: ما ورد فيما يتعلق برئيس الكهنة: "ولكن عذراء من شعبه يتخذ زوجة" (لاويين 21: 14)، يأتي ليشمل المتحولة الراسخة "المتحولة منذ الولادة" أي التي ولدت لأب وأم تحولا بعد زواجهما ولكن قبل ولادتها، وهذا يدل على أهليتها للزواج الكهنوتي (اي من كاهن او رئيس الكهنة) . 

وبدون تطويل اختصر الحوار في الخلاصة : أن المرأة العمونية صالحة، واذا تحولت قبل ان تلد فاولادها صالحين وابنتها صالحة للزواج من كاهن 


وبالطبع وبلا شك ،  راعوث تحولت قبل الزواج من بوعز اذ قالت لنعومي في طريق عودتها إلى بيت لحم ( 16 فَقَالَتْ رَاعُوثُ: «لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي. 17 حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَهُنَاكَ أَنْدَفِنُ. هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِي وَهكَذَا يَزِيدُ. إِنَّمَا الْمَوْتُ يَفْصِلُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ» )( راعوث ١: ١٦ - ١٧)


وأتوقف هنا حتى لا أطيل عليكم ، واستكمل في مقالة أخرى ، فقط أذكركم أن الاخت ناهد متولي قالت انها جاءت بهذه الدراسة المستفيضة بعد قضاء ثماني سنوات كاملة في الدرس والفحص والمحص للكتاب المقدس ؟ فلا استطيع الا ان اقول لها بلغة ربما تفهمها او يفهمها من يحرضونها ( الله المستعان) . 

وإلى المقالة التالية ان شاء الرب وعشنا . 


********

موضوعات ذات صلة :

المقالة الاولى للرد على الاخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الاسود)

مقــالات ســابقــة