ترجمة بتصرف عن عدة مقالات بالانجليزية للإجابة على سؤال مشابه.
تمهيد: محاولة قراءة نص الكتاب المقدس في لغته الاصلية ، عمل مبارك لمعرفة أوضح إلى ماذا أراد كاتب الوحي أن يقول وكيف يصوغ افكاره وماذا يقصد، مع الاخذ في الاعتبار ان لغة العهد القديم هي العبرية ولذلك فإن الترجمة العربية هي الأقرب على استضافة اللغة الأصلية، و لغة العهد الجديد هو اليونانية ولذلك فإن الترجمة الانجليزية هي الأقرب له، ولذلك في حالتنا ونحن ندرس فقرة من الإنجيل فأنا أنصح بمصاحبة الترجمة الانجليزية لمن يعرف اللغة فسوف تقدم له عونا كبيرا على الفهم .
ونعود فنقول إن اللغة اليونانية (مثل أي لغة أخرى) لها طرقها الخاصة في التعبير عن المعنى أو الفكرة في صياغة الجملة أو الكلمات ، قد تسبب سوء فهم او ارتباك اذا حاول قاريء اليونانية ان يطبق قوانين لغته الخاصة عليها (في مثالنا نحن هو مستخدم اللغة العربية) ، وأحسن مثال لتوضيح هذه القاعدة هو الشاهد (الآية) الافتتاحية الانجيل بحسب يوحنا، موضوع النقاش.
في | Ἐν | En | In |
البدء | ἀρχῇ | Arche | Beginning – original |
كان | ἦν | En | Was |
ال | ὁ | Ho | The |
كلمة | Λόγος | Logos | Saying – Word |
و | , καὶ | kai | And |
ال | ὁ | Ho | The |
كلمة | Λόγος | Logos | Saying – Word |
كان | ἦν | en | Was |
عند | πρὸς | pros | Toward |
τὸν | ton | The | |
الله | θεόν, | theon | God |
و | καὶ | Kai | And |
الله | θεὸς | theos | God |
كان | ἦν | en | Was |
الكلمة | ὁ | Ho | The |
λόγος. | logos | Saying – Word |
http://www.greece.org/gr-lessons/gr-english/noun.html
جدير بالذكر أن ( اسم الله ) في اللغة اليونانية تدخل عليه حالات الإعراب وليس مثل اللغة العربية .
وأيضا إن الكلمة (إله)، هي نفس الكلمة المستخدمة للإشارة إلى الله الحقيقي الحي أو الإله المزيف من صنع البشر (لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً، سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ، كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ.) (1 كورنثوس 8: 5) أو الشيطان إله هذا الدهر – (الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) (2 كورنثوس 4: 4)
هل الكلمة (الله) او (اله) .
كأن نقول: قلم (غير معرف) وعند التعريف : القلم ، قلم الاستاذ، قلم أحمد، هذا قلم ، قلمه (أو إلحاق أي ضمير آخر مفرد أو مثنى أو جمع)
جدير بالذكر أيضا أنه في حالة اللغة الانجليزية فإن غير المعرّف يسبقه حرف نكرة (a, or, an)، اما في اللغة اليونانية فانها تخلو من وجود حرف النكرة.
مثال لحذف أداة التعريف : في (يوحنا 1: 12)
مثال لاضافة اداة التعريف : في (يوحنا 1: 2)
مثال : (يوحنا 1: 6 )
بناء على قاعدة المعترض، ولخلو اسم (الله) من اداة التعريف، فان الجملة يجب ترجمتها على هذا النحو :
مثال آخر : ( يوحنا 1: 18)
بناء على قاعدة المعترض، (ولخلو إسم الله من أداة التعريف) فان الجملة يجب ترجمتها على هذا النحو :
ولكن المعنى بهذه الترجمة لا يقوله كاتب الوحي، فالوحي يشير إلى أن الله الواحد الحقيقي الذي لم يره أحد هو نفس الله (يهوه) في العهد القديم الذي اشار الى ان احدا لم يره، راجع ( خروج 33: 20 ) (لا تقدر أن ترى وجهي، لإن الإنسان لا يرى وجهي ويعيش) (تثنية 4: 12) (فكلمكم الرب من وسط النار وانتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتا).
في البدء (عدد 1 و 2) لا تسبقها اداة التعريف ( ال)
فيه كانت الحياة (عدد 4) لا تسبقها اداة التعريف (ال)
فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،
ثالثا : بناء الجملة وماذا يريد كاتب الوحي أن يقول .
في بناء الجملة التي كتبها الوحي في افتتاحية يوحنا، فهو يتكلم عن الله الواحد الحقيقي ، وأنه هو نفسه (الكلمة) الابن الأزلي، فيقول :
فإذا أراد كاتب الوحي أن يعفي القاريء من الإرتباك في القراءة وسوء الفهم ، لاستخدم أسلوبا آخر في بناء الجملة (بإضافة ضمير نكرة – غير معّرف) في اليونانية (tis) كما هو حادث في أمثلة اخرى ، منها (مرقس 14: 51) (الأصل اليوناني) و ( لوقا 1: 5) (الأصل اليوناني) و (لوقا 8: 27) (الاصل اليوناني) و (لوقا 11: 1) (الاصل اليوناني) ولكننا نجد أن (يوحنا 1: 1) تخلو من هذا البناء اللغوي.
(انصح بقراءة الترجمة الانجليزية مع العربية لفهم المقصود من ضمير النكرة حيث أنه واضح في الانجليزية a certain ) ذلك لأن اللغة الانجليزية أقرب إلى اللغة الأصلية اليونانية من اللغة العربية .
ولكن كاتب الوحي يشير بوضوح إلى أن يسوع المسيح، هو (الكلمة) الابن الأزلي الذي تجسد، ومع هذا فهو الكائن في حضن الآب، الذي له نفس طبيعة وجوهر الله ( وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.) (يوحنا 1: 14) (الاصل اليوناني)
http://www.scripture4all.org/OnlineInterlinear/NTpdf/joh1.pdf
http://www.ntresources.com/documents/colwell.pdf
في اللغة اليونانية قاعدة شهيرة معروفة باسم (كولويل) وهي تحكم الجملة عندما يكون فيها إسمان أحدهما مبتدأ والآخر مفعول به، فإذا تقدم المفعول به على المبتدأ فانه يكون معرفّا حتى لو لم يسبقه أداة التعريف (ال) ولكنه يحسب بانه معرّفا بحسب قواعد اللغة اليونانية .
في حالتنا ( يوحنا 1: 1) (وكان الكلمة الله) وهي ترجمة صحيحة بحسب المعنى، الإ أنها خالفت ترتيب المبتدأ و المفعول به بحسب الترجمة الحرفية وهي
هذا التركيز يعطيه كاتب الوحي بوضع الجملة في سياق او ترتيب للاسماء على خلاف ما يتوقعه القاريء، فقام بتقديم المفعول به على المبتدأ لاعطاء أهمية خاصة للجملة المطروحة (ولاسم المبتدأ المؤخر تحديدا) الذي هو (الكلمة).
وبحسب البناء اليوناني فان الجملة التي بدأت بإسم (الكلمة) كمبتدأ (في البدء كان الكلمة)، ثم إسترسلت وقالت (والكلمة كان عند الله) فعكست الاسماء عن الترتيب المعتاد في الجملة، لتحث القاريء على اليقظة والانتباه للاشارة بإن (الكلمة) الذي تكلمت عنه طوال بناء الجملة هو نفسه (الله) الحقيقي، فيظهر المعنى المنشود ان (الكلمة) من نفس جوهر وطبيعة (الله) الحقيقي الذي تتكلم عنه الجملة.
من المهم مراجعة ما يقوله يوحنا 1: 1 بمجمل الفكر الذي ينادي به الوحي المقدس في الإنجيل بحسب يوحنا .
فالوحي المقدس يؤكد عن من هو شخص السيد يسوع المسيح ، وما هي طبيعته وحقيقة جوهره ، انه يؤكد ما تم تأكيده بحسب قواعد اللغة اليونانية، فمثلا قارن بين (يوحنا 8: 56 – 59) وبين ( الخروج 3: 13 – 14)
او قارن بين:
أصلي إلى الله أن تكون هذه الإجابة المختصرة قد أفادت البعض ، وتساعد في الرد على من يطرحون نفس السؤال بصورة شبهة، وفي واقع الأمر أن الإجابة عن هذا الموضوع بالتفصيل يحتاج إلى مجهود وحيز أكبر من هذا .
ولكن من المهم أن يكون الانسان متواضعا أمام كلمة الله ، وله قلب يريد أن يفهم ويصغي إلى الحق المعلن من الله ليصدقه ويؤمن بإعلاناته الواضحة في الكتاب المقدس .
يقول الكتاب (العلم ينفخ ولكن المحبة تبني ، فان كان احد يظن انه يعرف شيئا فانه لم يعرف شيئا بعد كما يجب ان يعرف.) (1 كورنثوس 8: 1 - 2) وهذا صحيح لأن بدون دراية بالقواعد الأولية والهامة للغة اليونانية لايمكن أن تناقش النص اليوناني ، وهذا ما يفعله كثير من المسلمين على الانترنت، هذا يقوده إلى الخطأ في الفهم لا محالة، ولان أعمي لا يستطيع أن يقود أعمى، لأن كليهما سوف يقع في الحفرة، (متى 15: 14) فأنا أدعو الجميع إلى طلب وجه الله أولا واخيرا، وسؤاله عن الحقيقة فهو وحده القادر على أن يرشدنا جميعا الى الحق ، ثم البحث والدراسة عن الحقائق من مصادرها ، وباتضاع امام الله نقول :
( فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.) (1 كورنثوس 13: 12)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك