من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

أهولة وأهوليبة - اختان زانيتان

أهولة وأهوليبة

لماذا نجد في الكتاب المقدس في سفرحزقيال الاصحاح 23
كلام عن (أهولة وأهوليبة) يصفهما في افعالهما بالزنا ؟؟
يقول الكتاب المقدس : (هلك شعبي من عدم المعرفة ) (هوشع 4: 6)
وايضا (لذلك سبي شعبي لعدم المعرفة ) ( اشعياء 5: 13)


المعرفة تتطلب منك فهم ما تقرأه ، ودراسته والكلام واضح من بداية الاصحاح نفسه ، ان الرب يتكلم عن (اورشليم والسامرة) فيصورها لشعب في صورة امرأتان زانيتان ، اسماهما الكبيرة اورشليم واسمها في المثل (أهوليبة) ومعناه (خيمتي فيها) والصغرى هي السامرة واسمها (أهولة) ومعناه (خيمتها) .
(1 وكان الي كلام الرب قائلا. 2 يا ابن ادم كان امراتان ابنتا ام واحدة. 3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما.4 واسمها اهولة الكبيرة واهوليبة اختها وكانتا لي وولدتا بنين وبنات. واسماهما السامرة اهولة واورشليم اهوليبة.)
(حزقيال 23: 1-4)

العدد الرابع جاء في النص العبري (النص الاصلي الذي تم كتابة العهد القديم به) كما يلي:
וּשְׁמֹותָן אָהֳלָה הַגְּדֹולָה וְאָהֳלִיבָה אֲחֹותָהּ וַתִּֽהְיֶינָה לִי וַתֵּלַדְנָה בָּנִים וּבָנֹות וּשְׁמֹותָן שֹׁמְרֹון אָהֳלָה וִירוּשָׁלִַם אָהֳלִיבָֽה׃
(حزقيال 23: 4)

اهولة في اللغة العبرية: 
אָהֳלָה = her own tent = خيمتها
Strong's Number H170

واهوليبة في اللغة العبرية:
אָהֳלִיבָה = "woman of the tent" or "the tent is in her" = خيمتي فيها
Strong's Number H172 


لماذا اختار الرب التعبير بهذه الصورة ؟

في الكتاب المقدس اختار الرب تصوير علاقته مع الشعب الذي ينتمي له دائما بصورة  العريس والعروس في صورة لنوع العلاقة والمحبة التي تربط بين الله والشعب، في العهد القديم مثلا يقول :
(هكذا قال الرب اين كتاب طلاق امكم التي طلقتها)(اشعياء 50: 1) وايضا (اذهب وناد في اذني اورشليم قائلا.هكذا قال الرب.قد ذكرت لك غيرة صباك محبة خطبتك ذهابك ورائي في البرية في ارض غير مزروعة.)(ارميا 2: 2) وايضا (فرايت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا) (ارميا 3: 8).
وبدون الدخول في تفاصيل الشرح فهو يصور علاقة الشعب بالله بعلاقة الزوج والزوجة، اذا فهذه هي الصورة المميزة والمفضلة التي يتكلم بها الرب في علاقته عن الشعب (وهذه الصورة واضحة مثلا في كل سفر نشيد الانشاد).


وفي العهد الجديد (الروح والعروس يقولان تعال) (رؤيا 22: 17)،وايضا (1 ام تجهلون ايها الاخوة. لاني اكلم العارفين بالناموس.ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيّا. 2 فان المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي. ولكن ان مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل. 3 فاذا ما دام الرجل حيّا تدعى زانية ان صارت لرجل آخر. ولكن ان مات الرجل فهي حرة من الناموس حتى انها ليست زانية ان صارت لرجل آخر. 4 اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي قد أقيم من الاموات لنثمر للّه.) (روميه 7: 1- 4)

**********
في نفس الصورة يتكلم الرب في سفر حزقيال (وغيره) ان الشعب اذا ترك محبة الله وذهب وراء عبادة الالهة الاخرى يسميها الله (الزنا الروحي) ويصورها ايضا في صورة المرأة التي تركت محبة زوجها وذهبت لتزني وراء آخر.


كانت كلمة الله الى حزقيال (وهو من انبياء السبي) وكان يكتب للشعب المنهزم والمسبي في مملكة بابل، ان يصور للشعب ان سبب ما هم فيه الان هو شناعة شرهم وقبح خطيتهم وحالتهم كما يراها الله ويريد تصويرها للبشر بصورة مفهومة لهم، فصّور لهم الامة في نشأتها كطفلة طرحها اهلها في الطريق بدون عناية:

(
1 وكانت الي كلمة الرب قائلة. 2 يا ابن ادم عرف اورشليم برجاساتها 3 وقل.هكذا قال السيد الرب لاورشليم.مخرجك ومولدك من ارض كنعان.ابوك اموري وامك حثية. 4 اما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظف ولم تملحي تمليحا ولم تقمطي تقميطا. 5 لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك.بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت. 6 فمررت بك ورايتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشي.قلت لك بدمك عيشي. 7 جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. 8 فمررت بك ورايتك واذ زمنك زمن الحب.فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. 9 فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت. 10 والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وازرتك بالكتان وكسوتك بزا. 11 وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك. 12 ووضعت خزامة في انفك واقراطا في اذنيك وتاج جمال على راسك. 13 فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز.واكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة.)


كانت الصورة التي رسمها النبي حزقيال حقيقية وصادقة التعبير بحيث فهمها وصدقها كل اسرائيلي، وكان المسبيون الذين يستمعون الى الرسالة يدور امامهم مثل شريط سينمائي مصور، فيشاهدوا الامة المضطهدة في مصر والله يمد اليهم يده ويخرجهم من العبودية بيد مقتدرة وقوية ويصحبهم في البرية ويتذكروا كل العجائب والعظائم التي صنعها معهم الله، ويتذكروا ايضا كيف كانوا مثل طفلة مطروحة ومهملة وعناية الله وحفظه لهم اصبحوا مملكة قوية ومنظمة وقديرة كفتاة صبية في غاية الجمال والبهاء.
(15 فاتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له. 16 واخذت من ثيابك وصنعت لنفسك مرتفعات موشاة وزنيت عليها.امر لم يات ولم يكن. 17 واخذت امتعة زينتك من ذهبي ومن فضتي التي اعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها. 18 واخذت ثيابك المطرزة وغطيتها بها ووضعت امامها زيتي وبخوري. 19 وخبزي الذي اعطيتك السميذ والزيت والعسل الذي اطعمتك وضعتها امامها رائحة سرور وهكذا كان يقول السيد الرب 20 اخذت بنيك وبناتك الذين ولدتهم لي وذبحتهم لها طعاما.اهو قليل من زناك 21 انك ذبحت بني وجعلتهم يجوزون في النار لها. 22 وفي كل رجاساتك وزناك لم تذكري ايام صباك اذ كنت عريانة وعارية وكنت مدوسة بدمك.) (حزقيال 16: 15 - 22)

وبينما هم يتأملون هذه الصورة تكلم حزقيال معهم بالحقيقة المرة التي يعرفونها انهم كفتاة اتكلت على جمالها وتركت يد الله واتجهت الى الهة الامم الاخرى، فكانت رسالة حزقيال اكثر من كلام بل اكثر من صورة تعبيرية فقد كانت تمثل لهم الحقيقة التي لايريد احدا منهم مواجهتها والاعتراف بها.


هذه الصورة للخطية الشنيعة التي عاشها الشعب اليهودي والتي بسببها استحق  تأديب السبي، وهو ترك عبادة الله الواحد الحقيقي والتساهل في عبادة الآلهة الوثنية ، الامر الذي صورة الله بأنه صورة بشعة للخيانة الزوجية التي تترك فيها الزوجة رجلها وتعطي جسدها لكي عابر للمتعة، ولهذا مثلا يقول في سفر هوشع (اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب.)(هوشع 1: 2)


اذا بعد ان شرحنا الصورة التي يفضلها الله في تمثيل علاقته بالشعب، وهي علاقة الزواج التي هي في الاساس علاقة مقدسة جدا ، خلق الله آدم وحواء في جنة عدن ، وقال لهما (وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض ) (تكوين 1: 28) كان هذا قبل الخطية وقبل السقوط والطرد من جنة عدن ، اذا فليس في الامر خطية او دنس او نجاسة.


والله له كل الحرية والحق في ان يضرب المثل بهذه العلاقة المقدسة ، سواء في نقائها وقداستها ، او في استعمالها الخاطيء بالخطية والزنا . ويرجع الامر اخيرا الى نقاء ذهن المتلقي ، هل هو في حالة القداسة او في حالة الزنا الروحي ؟؟؟


عزيزي :

دعني اختم بكلمة اخيرة عن ما جاء في سفر حزقيال:
لقد تكلم الله على لسان حزقيال الى شعب وصل في الخطية الى ابعد مدى ، وفي هذه الحالة لا تستطيع ان تكلم الشعب عن حالة القداسة المطلوبة ، فهو لن يفهمها ، ولكن النبي تكلم بالوحي المقدس عن حالة القذارة والدناسة التي وصلها لها الشعب .


ماذا حدث لك عن قراءة هذه الفقرة ؟؟؟
هل خجلت ، هل شعرت بالعار ، هل شعرت بالتأذي والقذارة ؟؟؟هذا هو المطلوب من الكلام،  اذا شعر كل انسان عند قراءة هذه الفقرة بما شعرت به ، فهذه هي الخطوة الاولى للرجوع الى الرب .

في قصة الابن الضال، احتاج الامر منه ان يذهب يعيش مع الخنازير (النجسة في شريعة اليهود) ويأكل اكلها، ويشعر بمرارة ونجاسة وقذارة الحياة في البعد عن ابيه، ففكر ونظر الى نفسه وحاله ، وقارن بين هذه الحالة وحالة الابن المبارك، فقرر العودة الى حالة القداسة.

اتمنى ان تقرأ الكتاب المقدس بفهم ، ودراسة ، ففيه كل البركة والنعمة والقداسة الكاملة.

مقــالات ســابقــة