من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

الصورة الفائزة


قصة قصيرة 

الصورة الفائزة 
**********

وقف مدير البنك وهو ممسكا بالصورة الفوتغرافية وهتف في الحاضرين " اخيرا .. هذه هي الصورة التي اريدها .. انها فعلا الصورة الفائزة " ابتسم الحاضرون ابتسامة الارتياح وهم يشاهدون اخيرا نظرة الرضا والسعادة على وجه المدير الحازم ، الذي استطرد وهو لازال ممسكا بالصورة قائلا " انظر الى الطفلة التي تجري نحو أمها وترتمي في احضانها في أمان وطمأنينة، ونظرة الام وهي مرتاحة البال تستقبل ابنتها بمحبة ومرح وجهها يشع بالسلام"، ثم ربّت المدير على كتفي مبتهجا  "احسنت يا عزيز .. انها فعلا لقطة موفقة وتعبر عن سياسة البنك التي يريد ان يعلنها للجمهور في المرحلة القادمة ".

وابتسمتُ .. او هكذا حاولتُ ان تبدو ملامح وجهي وانا اتذكر يوم أعلن المدير عن رغبته في اطلاق هذه المسابقة بين موظفين البنك، فهو يريد صورة ليضعها في الاعلان الجديد الذي سوف يصاحب اصدار بطاقة الائتمان الجديدة التي سوف توفر المال الكافي للسعادة وراحة البال وعدم الخوف من المستقبل لكل من يقتنيها، يومها اخذت كاميرتي على كتفي وخرجت باحثا عن غنيمتي، وقلت في خاطري انني لابد وان افوز بجائزة هذه المسابقة، فالمبلغ المالي المصاحب لها كاف لتسديد بعض الديون وتأمين متطلبات بعض الايام القادمة حتى اعيش هانئا، راضيا ومطمئنا على مستقبل الايام القادمة، اين يمكنني ان اجد مثل هذه الملامح السعيدة على الوجوه الهانئة الا في احدى الاحياء الراقية والتي يسكنها اغنياء البلدة ؟؟

وما ان وصلت الى احدى هذه الاحياء ووقفت اتأمل سكانها فوجدت ضالتي في شخص تبدو عليه علامات الغنى في ملابسه وهيئته، واقتربت منه لكي التقط له الصورة المرجوة،   ولكن .. ما ان اقتربت منه حتى وجدته يرد على هاتفه المحمول، منزعجا .. ويردد كلمات تنم عن قلقه عن تذبذب الاسعار في سوق الاوراق المالية، بالطبع لم يكن في ملامح وجهه ماينم عن اي ارتياح او رضا يمكنني ان التقط له صورة اشارك بها في المسابقة.

ثم لمحت رجلا آخر معه زوجته الشابة الجميلة، وطفلتهما المدللة، يتجهون جميعا نحو سيارة فارهة وفخمة، وقلت في نفسي، نعم انها الصورة المطلوبة، فاقتربت منهم، لاستمع مصادفة الى شكوى الرجل الى زوجته من شريكة في التجارة، الذي يختلس الاموال والارباح لنفسه، وقلقه من الايام القادمة وما يخبئه له المستقبل من خسائر فادحة نتيجة هذه السرقات.         هل انا في حاجة لاقول ان ملامح وجههما لم يكن لها اي اغراء لالتقاط صورة لهما بعد ذلك ؟؟؟

ياله من يوم مرهق قضيته في التنقل بين الاحياء الغنية محاولة مني ان اجد شخصا او اسرة تصلح لكي التقط لها الصورة المثال، التي تغري الجميع بمحاولة الحصول على المزيد من المال الذي يوفر السعادة والرضا بالحصول على البطاقة الائتمانية التي يصدرها البنك الذي اعمل به، الا ان جميع من قابلتهم كانت تشع من وجوههم نظرات القلق على اسعار الاوراق المالية، او قلق على الصفقة الجديدة لتحقيق احسن الارباح، او قلق على مقتنيات الشقة او على السيارة الجديدة الفاخرة . 

وتذكرتُ انني في نهاية هذا اليوم وانا عائد من هذه الجولة في نهاية النهار، رأيت السيدة "أم رضا"  وهي تداعب ابنتها الصغيرة في الحديقة التي صنعتها بيديها في ذلك الركن الذي اختصته لنفسها بين المباني الشعبية التي نقطنها، وقامت بزراعته بيديها باجمل الازهار والورود، بالاضافة الى الياسمين الابيض ذو الرائحة الجميلة المميزة، آه لو عرف مدير البنك أن الصورة التي انتزعت اعجابه بين كل الصور التي رآها، لم تكن لاحد الاغنياء الذي يرتاح بالهم بالركون الى ارصدتهم في البنك، وانما هي السعادة التي اختبرتها "أم رضا" عن الأطمئنان والركون بثقة واتكال على من قال انه يقوت طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن، الثقة بمن وعد ان يُـلبس زهور الحقل بمجد يفوق ما لأي ملك أرضي في اي زمان ومكان .

وأفقت من شرودي على تهنئة الحاضرين لي بحصولي على الجائزة الأولى، وانا اسأل نفسي، ترى من هو الفائز الحقيقي ؟؟؟ أنا أو "أم رضا" ؟؟؟


24 لا يقدر احد ان يخدم سيدين.لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر او يلازم الواحد ويحتقر الاخر.لا تقدرون ان تخدموا الله والمال. 25 لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون.ولا لاجسادكم بما تلبسون.اليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. 26 انظروا الى طيور السماء.انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن.وابوكم السماوي يقوتها.الستم انتم بالحري افضل منها. 27 ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة.28 ولماذا تهتمون باللباس.تاملوا زنابق الحقل كيف تنمو.لا تتعب ولا تغزل. 29 ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. 30 فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا افليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الايمان. 31 فلا تهتموا قائلين ماذا ناكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس.32 فان هذه كلها تطلبها الامم.لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها. 33 لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. 34 فلا تهتموا للغد.لان الغد يهتم بما لنفسه.يكفي اليوم شره.


وابواب الجحيم لن تقوى عليها

قال الرب يسوع (ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها) 


وكنت اعتقد مثل كثيرين ان هذا معناه هجوم ابليس عليها او تشجيعه للاخرين بالهجوم عليها لن يأتي بنتيجة تضر الكنيسة . وهو معنى جميل ومريح. حتى تعلمت في حوار من احد الاصدقاء المعنى الحقيقي واريد ان اشارككم به



الكنيسة في اللغة اليونانية هي (ἐκκλησία = اكليسيا) ومعناها (جماعة من المواطنين تخرج من بيوتها وتجتمع في مكان معين ) ، والصورة التي يعطيها الرب يسوع في كلامه عن الكنيسة وابواب الجحيم ، ان جماعة المؤمنين تجتمع في مكان خارج اسوار بيوتهم ومدينتهم للتخطيط للهجوم على الجحيم وهي مدينة الشيطان لتخليص المأسورين هناك، وفي هجومهم لن تقوى علي هذه الجماعة (اكليسيا = الكنيسة) ابواب مدينة الجحيم، فستنهار امامهم كما انهارت اسوار مدينة اريحا امام يشوع وجنوده.

ان الصورة التي تعيشها الكنيسة الان ونعتقد انها المكان المحاط باسوار او حوائط ونطلق عليها اسم الكنيسة لا تتسق مع الصورة التي تكلم عنها الرب يسوع ، فالكنيسة هي الجماعة التي تخرج عن حدود بيوتها ومدينتها، هي كنيسة مهاجمة لحصون الشيطان واسوار مدينة الجحيم وليس العكس كما نجعلها نحن كنيسة تدافع عن نفسها فقط.

قال الرب يسوع المسيح للكنيسة (جماعة المؤمنين) اذهبوا الى العالم اجمع، ونحن جعلنا الكنيسة (جماعة المؤمنين) تجلس في مكان محاط باسوار وتقول للعالم تعالوا الينا ان شئتم. 

متى تفهم الكنيسة مكانتها كمهاجمة لحصون مدينة الجحيم لتخليص الاسرى هناك والمقيدين بفخ ابليس ؟ كنيسة كارزة مبشرة ، وفي هذا سيكون المسيح معها ويتحقق وعده الصادق ان ابواب الجحيم لن تقوى عليها ؟؟؟

اذا استوعب شعب المسيح هذا الفكر في مصر ، فستكون فعلا مصر للمسيح في غضون اعوام قليلة.

المصدر :


ἐκκλησία
 a gathering of citizens called out from their homes into some public 
place, an assembly


احبوا اعدائكم

واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.
باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم.
وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.

عندما قال الرب يسوع ( احبوا اعدائكم ) هل كان يعطي امرا يستحيل تنفيذه ؟؟





عندما تكلم الرب يسوع عن هذا الحب فانه كان يقصد الحب الذي ينتج عن الارادة وليس العاطفة، فهو لم يطلب ان ننظم الشعر العاطفي في الاعداء، ولكن نترجم هذه المحبة بالاعمال، فكما اظهر المسيح محبته لنا بالاعمال وليس بالاقوال ( ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا.) (رومية 5: 8)، لقد كنا خطاة في عداوة مع الله، ولكن الرب يسوع قدم الخطوة الاولى بصورة عملية ( وانتم الذين كنتم قبلا اجنبيين واعداء في الفكر في الاعمال الشريرة قد صالحكم الان 22 في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى امامه)(كولوسي 1: 21-22) فهو ايضا يطلب مننا ان نعمل بنفس هذا الحب لاعدائنا (يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.) (يوحنا الاولى 3: 18) افتح قلبك لسكيب الروح القدس القادر ان يعيش فيك هذه الوصية ( لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا.) (رومية 5: 5) وابدأ بالخطوة الاولى ( فان جاع عدوك فاطعمه.وان عطش فاسقه.لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه. 21 لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير) (رومية 12: 20- 21)، وتذكر ان المحبة في هذه الوصية تخاطب الارادة وليس المشاعر، تطلب الاعمال وليس الاقوال ( لكن عندي عليك انك تركت محبتك الاولى. 5 فاذكر من اين سقطت وتب واعمل الاعمال الاولى)(رؤيا 2: 4 - 5)

ان فعل المحبة (الاجابي) الالهية غير المشروطة، المحبة التي تستطيع ان تحب الاعداء وغير المحبوبين، هي ثمرة من سكنى الروح القدس في حياة المؤمنين بالرب يسوع المسيح مخلّصا ورباّ، ( واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان 23 وداعة تعفف ) (غلاطية 5: 22)،  ولكي تنمو الثمرة لابد من زراعتها اولا والاهتمام بها ورعايتها حتى تنمو وتزدهر قبل ان تكون جاهزة للحصاد، لذلك يسمح الله بتدريب المؤمن لكي تظهر ثمرة المحبة عن طريق وضع المؤمن في ظروف يسمح باظهار المحبة، وهل هناك ظرفا اقدر واجدر لاظهار المحبة من ان يضعني الله وسط اناس لا يحبهم احد؟ اناس ليس بهم اي صفات طبيعية تؤلهم لان يكونوا جذابين او محبوبين، بل على العكس فهم غالبا ما يكونوا منفريّن وعدائيين (لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم. اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. 47 وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون.اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. 48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل) (متى 5: 46- 48)

انظر معي الى الموضوع من هذه الزاوية، اذا ارادت الام ان تربي ابنتها الصغيرة وتدربها على تنظيف وتنظيم غرفتها، فهل تضعها في غرفة منظمة ومرتبة ام غرفة غير مرتبة وتحتاج الى ترتيب؟ او كيف تظهر ثمرة الصبر الا في حالة او موقف يحتاج الى الصبر؟ اذا فعندما يريد الله ان يظهر فيك ثمر الروح فما عليه الا ان يضعك في موقف يحتاج الى ظهور هذه الثمرة، المحبة للاشخاص الذين يحتاجون الى المحبة حقا وليس الاشخاص الذين يسهل محبتهم، المواقف التي تحتاج الى صبر فعلا وليس المواقف التي لا تحتاج الى صبر.


وهكذا " 32 ان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم. 33 واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا. 34 وان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم. فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل." (لوقا 6: 32- 34)، الخطاة والاشرار يعرفون ان يحبون الذين يحبونهم، ومن الطبيعي ان يحب الانسان الظرفاء واللطفاء والمحبوبين، ولكن ماذا عن غير المحبوبين ؟ والذين يحتاجون الى المحبة اكثر من غيرهم ؟ هنا تظهر ثمرة المحبة التي تنتج عن عمل الروح القدس في حياة المؤمن.


نعم يارب احتاج ان تعمل بروحك القدوس في حياتي لتظهر ثمرة المحبة التي انت مصدرها ، المحبة التي لا تنتج عن رد الفعل تجاه من يحبنا فقط، بل التي تصنع فعلا مبدئيا، فتحب الاخرين الذين صنعتهم وخلقتهم على صورتك ومثالك، حتى وان تشوهوا بفعل الخطية والابتعاد عنك ورفض الحياة معك، ليروا في هذه المحبة التي تعطيها لنا وتسكبها في قلوبنا بالروح القدس عملك في حياتنا ومحبتك لنا ولهم.


( وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا.) (لوقا 6: 31) 



مقــالات ســابقــة