من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

هل يسوع غافر الذنوب ؟ 2 - من - 2

هل يسوع غافر الذنوب
سؤال من مسلم والرد عليه - الحلقة الثانية

يمكنك متابعة الحلقة الاولى على الرابط هنا







ثانيا :
اعتراض الاخ المسلم ان قول المسيح جاء في صيغة المبني للمجهول (مغفورة لك خطاياك) تنفي كون السيد المسيح هو (غافر الذنوب ) ليس له اي مدلول ولا دليل لغوي على صحته، فان الله قد يتكلم بصيغة المبني للمجهول ولكنه يكون هو ايضا الفاعل، بل استطيع القول بأنه اذا طبقنا نفس القاعدة على القرآن فسينتفي عن الله انه الفاعل لكثير من الامور، والادلة كثيرة سواء من الكتاب المقدس او القرآن.

المثال الاول من القرآن : الله يقول في القرآن ( سورة الغاشية ، ابتداء من الآية 17 وما بعدها ) (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) مبني للمجهول، وبهذا فان الله ليس هو خالق الابل، (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) هذه ايضا مبني للمجهول فلا يكون الله المتكلم هو رافع السماء؟ (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) نفس القاعدة، الله ليس هو ناصب الجبال، (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) نفس القاعدة، فان الله ليس هو باسط الارض ـ اعتقد ان القاعدة التي تقول ان المسيح عندما يتكلم بصيغة المبني للمجهول فهذا ينفي انه هو (غافر الذنب) هذا المقياس غير صحيح، والا كيف يفسر كلام الله المبنى للمجهول في حين انه كان يستطيع ان يقول نفس هذه التقارير وينسبها الى نفسه بصيغة الفاعل بدلا من كتابتها بصيغة المبني للمجهول فيقع القرآن في المحظور ويسقط تحت اختبار القاعدة التي اخترعها الاخ المسلم !!

المثال الثاني من الكتاب المقدس : الله في العهد القديم يتكلم بصيغة المبني للمجهول (لاني انا الرب الهك قدوس اسرائيل مخلّصك.جعلت مصر فديتك كوش وسبا عوضك.4 اذ صرت عزيزا في عينيّ مكرما) (اشعياء 43: 3 – 4) وهنا الله يقول لاسرائيل ( صرت مكرما) فهل هذا ينفي ان الله هو الفاعل في عملية التكريم ، اما انها تؤكد ان التكريم حاصل تحصيل من الله الذي فعل الامور المذكورة في الآية ؟؟

*******

ثالثا:

يقول كاتب المقال:
اقتباس (لذلك تصيَّدَ له اليهود هذه الجملة وقالوا فى أنفسهم («لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟») فلو إنهم أقاموا عليه دليلاً واحداً أنه جدَّف ، لكانوا رجموه أو قتلوه دون الرجوع إلى الحاكم الرومانى والمسرحية التى تعرفونها.) انتهى الاقتباس

وللرد نقول: ابشر يا اخي المسلم، فبالفعل اراد اليهود ان يرجموا السيد المسيح اكثر من مرة، ولنفس التهمة - اي انه يعادل نفسه بالله - الاولى حينما قال السيد المسيح (30 انا والآب واحد 31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه. 32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي.بسبب اي عمل منها ترجمونني. 33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف.فانك وانت انسان تجعل نفسك الها. ) ( يوحنا 10: 30 – 33) الثانية (7 ثم بعد ذلك قال لتلاميذه لنذهب الى اليهودية ايضا.8 قال له التلاميذ يا معلّم الآن كان اليهود يطلبون ان يرجموك وتذهب ايضا الى هناك) (يوحنا 11: 7 - 8)
بل ان التهمة الرئيسية التي تم تقديم السيد المسيح للمحاكمة بسببها هي انه قال عن نفسه انه (ابن الله ) معادلا نفسه بالله (فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه.لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله ) (يوحنا 5: 18) 

اما لماذا لم يستطع اليهود ان يرجموه، فهذا لانهم كانوا تحت الاحتلال الروماني، فكان لهم ان يقيموا شعائرهم اليهودية، اما الجرائم التي تحتم عقوبة القتل، فكان يقوم بها الرومان صلبا، وهذا هو السبب الرئيسي الذي انتهى بالسيد المسيح بتلقي عقوبة الاعدام بالصليب، بعد فشل محاولاتهم المتكررة لقتله، بعد محاكمة اليهود وتقديمه للرومان لتنفيذ الحكم، راجع قصة المحاكمة والصليب في الانجيل.
*******

واخيرا، نشكر كاتب المقال اذ اورد الكثير من الآيات التي تثبت ان المسيح هو الله، فاذا كان الله هو غافر الذنب، والمسيح هو غافر الذنب، فلا بد وان يكون المسيح هو الله نفسه الظاهر في الجسد

يقول كاتب المقال : اقتباس ( أمَّا الجديد هو الذى أدخله كاتب إنجيل مرقس (10وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا) مرقس 2: 10 ، وهى بلا أدنى شك من تأليف كاتب أو ناسخ الإنجيل) انتهى الاقتباس

وللرد نقول :

النقطة الاولى: لم يقم اي كاتب بوضع اي اضافات من عندياته، لاننا نؤمن ان الكتاب المقدس كله موحى به من الله (2 يتموثاوس 3: 16) فقد كان الرسل كلهم يكتبون الانجيل بوحي كامل من الروح القدس (لانه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس) (بطرس الثانية 1: 21)

النقطة الثانية: نفس المقولة كتبها ايضا البشير لوقا (
24 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك. 25 ففي الحال قام امامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى الى بيته وهو يمجد الله) (لوقا 5: 24 – 25) وكتبها ايضا البشير متى (ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.حينئذ قال للمفلوج.قم احمل فراشك واذهب الى بيتك) (متى 9: 6)

النقطة الثالثة: ان الفهم بأن السيد يسوع المسيح غافر الخطايا لم يكن من خيال المسيحيين بل هو وحي الروح القدس الذي يشهد بأن الايمان باسمه هو الضمان لغفران الخطايا (له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا) (اعمال 10: 43) وهو القائل عن نفسه في رؤيا ظهوره لبولس (حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين ) (اعمال26: 18) وايضا يقول الوحي المقدس (محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى.كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا) (كولوسي 3: 13) (له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا)(اعمال 10: 43) (اكتب اليكم ايها الاولاد لانه قد غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه- اي المسيح ) (1 يوحنا 2: 12)

**********

يقول كاتب المقال : اقتباس (إذن فمن يغفر الذنوب؟ فهو الله وليس عيسى عليه السلام (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. 29وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً».) مرقس 3: 28-29) انتهى الاقتباس
 
وللرد نقول :

النقطة الاولى : ليس في الآية اي معنى يستطيع الكاتب ان يستشهد به انه نفي عن السيد المسيح سلطان غفران الخطايا ، ولكنها تحدد ما هي الخطايا التي يغفرها والتي لا يغفرها الله . النقطة الثانية : ان السيد المسيح هو الله الظاهر في الجسد (1 تيموثاوس 3: 16) (يوحنا 1: 1 و 14) اذا فهو اله كامل وانسان كامل، وحينما يتكلم ينبغي ان نصغي ونعرف هل يتكلم باللاهوت او بالناسوت، فاذا قال ان الله هو الذي يغفر الذنوب فهذا لا ينفي عن نفسه انه هو ايضا (غافر الذنوب) بسلطان اللاهوت، اما كونه (ابن الانسان) حال تجسده، فهو يعطي بعض المعذرة في ان تدرك وتؤمن بهذا الامر ولهذا فانه يعلن غفران هذه الخطية، الامر الذي لم يعطه لمن يجدف على (الروح القدس) اي رفض عمل الروح القدس في الانسان للتبرير والتقديس وغفران الخطايا (لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي.) (يوحنا 16: 7- 8)

المعنى اذا واضح ،من يجدف على (ابن الانسان) سوف ينال الغفران اذا طلبه، اما من يجدف على الروح القدس (الذي يبكت الانسان ويلومه على الخطية ويحفزه لطلب الغفران) فهذا معناه رفض وعدم طلب الغفران، فكيف ينال غفران الخطايا من لا يطلب المغفرة بل نذهب الى القول بأن عمل الروح القدس ايضا هو ان يشهد للسيد المسيح (ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي) ( يوحنا 15: 26) اذا فالمسيح هو (الفاعل) مرسل الروح القدس، روح الحق، الذي من عمله ان يشهد لصدق المسيح .

النقطة الثالثة : اقر السيد يسوع المسيح انه هو الذي سيقوم بالدينونة بنفسه، أي حساب الخطايا سواء بالغفران والعفو او بالتقرير والعقاب، (21 لانه كما ان الآب يقيم الاموات ويحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء. 22 لان الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن. ) ( يوحنا 5: 21 – 22) وايضا (26 لانه كما ان الآب له حياة في ذاته كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته. 27 واعطاه سلطانا ان يدين ايضا لانه ابن الانسان. 28 لا تتعجبوا من هذا.فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت الى قيامة الدينونة. ) (يوحنا 5: 26-29) وايضا (21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات.بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات. 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. 23 فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم) (متى 7: 21- 23)

من هذا كله نفهم ان السيد المسيح يقرر بأنه سوف يكون هو الديان في ذلك اليوم، اي يوم القيامة الدينونة، حيث سيكون صوته هو الذي يقيم الاموات، واعتقد ان الاخوة المسلمون لا يختلفون في ان السيد المسيح هو الذي سوف يأتي في يوم الدينونة ديانا حكما مقسطا للناس ، ونعم نعم السيد المسيح هو الذي يغفر الذنوب.

ألم اقل لكم ان ايماننا المسيحي لا يعتمد على آية واحدة او موقف واحد ؟؟ انه فكر كامل معلن في الكتاب المقدس .
 
الرب ينير بصائر ويطلق الاسرى احرارا لنوال غفران الخطايا باسم الرب يسوع المسيح.

**********
موضوعات ذات صلة:

هل يسوع غافر الذنوب ؟ 1 - من - 2  
هل يسوع غافر الذنوب ؟ 2 - من - 2

هل يسوع غافر الذنوب ؟ 1 - من - 2

هل يسوع غافر الذنوب
سؤال من مسلم والرد عليه - الحلقة الاولى



هل سمعت عن ذلك العالم الجهبذ الذي راح يجري بحثه على ضفدعة فيخبط بيده على المنضدة ويأمرها بالقفز وبالفعل فأن الضفدعة تقفز، ثم يقوم ببتر اطرافها واحدا تلو الآخر وفي كل مرة يعيد الامر بالقفز، وهكذا وحتى ينتهي من اطرافها الاربعة، ويأمرها بالقفز فتبقى الضفدعة مكانها بلا حركة ، فيخلص بهذا البحث الى استنتاجه "العلمي " ان الضفدعة بعد قطع جميع اطرافها "تفقد حاسة السمع" ؟؟!!

تذكرت هذه "النكتة"، بعد أن قرأت مقالا على الانترنت عنوانه (هل يسوع غافر الذنوب) ويحاول فيه كاتبه ان ينفي عن السيد المسيح (له كل المجد) سلطان غفران الخطايا، واستدل ببحثه على قصة الشاب المفلوج (مرقس 2: 1-12) و (لوقا 5: 17-26)، ولكنه اقتبسها مبتورة عن نهايتها، لكي يصل الى استنتاجه البحثي، فتذكرت القصة الطريفة "النكتة"، لان كاتب المقال فعل شيئا مشابها، فهناك من يضع الاستدلال تلو الآخر ويكون الاستنتاج واضحا وضوح الشمس، فاذا به يخرج بنتيجة غريبة غير منطقية، توافق هواه الشخصي ولا توافق الحقائق، فالسيد المسيح في الموقف المذكور، قال للمفلوج مغفورة لك خطاياك، فلما سمع الجمع تعجبوا وقالوا: من يغفر الذنوب الا الله وحده، فما كان من السيد المسيح الا ان اكد اقواله بافعاله وقام بشفاء المفلوج، فكان استنتاج الناس (وصديقنا المسلم) كالتالي :
 
هذا الرجل (المسيح) يقول انه يفغر الخطايا، ولا يغفر الخطايا الا الله وحده، الاستنتاج ان هذا الرجل (المسيح) كاذب، بالرغم من ان الاستناج المنطقي هو الاعتراف بانه بالفعل هو الله، ليس لانه غفر الخطايا بالقول فقط ، بل لانه شفي المفلوج، الامر الذي ما كان ليحدث لو كان يجدف على الله، بل على العكس، كان المتوقع ان نرى معاقبة الله له اذا كان كاذبا.

وسنقوم هنا بالرد على ما اورد الاخ المسلم في مقاله والذي يمكن ان نخلصه في النقاط الآتية:

اولا: اعتراضه على فهمنا المسيحي واتهامنا اننا القائلين بغير دليل ان (يسوع غافر الذنوب)

ثانيا: قول المسيح (مغفورة لك خطاياك) بصيغة المبني للمجهول معناها انه ليس هو (الغافر).

ثالثا: ان اليهود اذا كانوا فعلا فهموا قول المسيح انه هو (غافر الذنوب) لكانت ردة فعلهم هي محاولة قتله او رجمه.

وقبل ان اقوم بالرد على اورده الاخ في المقال، ساضع الاقتباس كاملا من الكتاب المقدس، لكي يقرأه هو وكل مسلم ممن يتبعون طريقة النقل المبتور، لكي نضع الاستدلال الذي يقود الى النتيجة المنطقية، واحب ان اوضح ان الرد ليس طويلا، ولكن الاقتباسات وضعتها من الكتاب المقدس للفقرات كاملة، ولكني اشجعك على الاستمرار في القراءة، واعدك انك لن تندم.

(4 واذ لم يقدروا ان يقتربوا اليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلّوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه.5 فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بنيّ مغفورة لك خطاياك. 6 وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم 7 لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده. 8 فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. 9 أيّما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك.أم ان يقال قم واحمل سريرك وامش. 10 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.قال للمفلوج 11 لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك. 12 فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجّدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط.)
(مرقس 2: 4 – 12) وايضا (متى 9: 2- 8) وايضا (لوقا 5: 17– 26)

يقول الاخ المسلم في بحثه :

اقتباس (يأخذ هذه الجملة أناس غير مستقيمى التفكير ويأوِّلونها على أنها دليل على ألوهية نبى الله عيسى عليه السلام، غير ملاحظين أنه تكلَّمَ فيها بصيغة المبنى للمجهول. أى إنه حذف الفاعل لكونه معلوم.لاحظ أيضاً أنه كان يكلم جماعة من المؤمنين، فلم تكن له حاجة أن يثبت لهم أن غفَّار الذنوب هو الله ، كما قال هو فى مواضع أخرى.) انتهى الاقتباس

**********
ونرد قائلين

النقطة الاولى: كمسيحيين لا نعتمد في ايماننا (ان السيد المسيح هو الله الظاهر في الجسد) على آية او اثنتين، او على موقف او ثلاثة، وانما على فكر كامل يعلنه الكتاب المقدس بحياة السيد المسيح واقواله وافعاله، مضافا اليها نبؤات انبياء العهد القديم، ثم تفسير الوحي المقدس في العهد الجديد الذي يمتد الى رؤيا يوحنا اللاهوتي، هذه الاعلانات الواضحة عن السيد المسيح وعن لاهوته وناسوته كونه الله الظاهر في الجسد بصورة واضحة، لا يمكن تجاوزها او انكارها.


النقطة الثانية: ان الاستنتاج بان السيد المسيح بهذه المقولة ينسب الى نفسه الالوهية ليس من نتاج اناس غير مستقيمي التفكير كما يفترض، فانه في الفقرة الكتابية نفسها تقول ان اليهود الحاضرين للمشهد ايضا خلصوا الى هذا الاستنتاج بناء على ماقاله السيد المسيح، ونحن لن نتجرأ لكي نقول اننا كقارئين نفهم الموقف والطريقة التي قال بها المسيح هذا الكلام اكثر من شهود العيّان اليهود انفسهم، خاصة انهم (وكما تقول الفقرة) من الكتبة اي من اعلى طبقة متعلمة دينية، الطبقة التي تكتب نسخ الاسفار لتداولها، ولكننا نستطيع ان نقول ان السيد المسيح كان بالفعل يتكلم ويعلم دائما (كمن له سلطان وليس كالكتبة) (متى 7: 29) و(مرقس 1: 22)


النقطة الثالثة: اذا افترضنا ان اليهود فهموا كلامه خطأ واعتقدوا زعمه انه (غافر الذنوب) فلماذا لم يصحح هذا المفهوم لهم ويقول ما قاله الاخ المسلم (انتم تعلمون ان غفار الذنوب هو الله، فلا داعي ان تفهموني خطأ ، فانا لست الله) الامر الذي لم يفعله السيد المسيح، بل على العكس، فان كلامه يؤكد هذا المفهوم قال الرب يسوع: (ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.حينئذ قال للمفلوج.قم احمل فراشك واذهب الى بيتك. فقام ومضى الى بيته) ( متى 9 : 6- 7) ، بل ويستغرب من افكارهم التي تستنكر (والتي عرفها بسلطانه الذاتي بقراءة القلوب) وكيف لا وهو (الفاحص القلوب وكاشف الكلي) (رؤيا 2: 23) وهي من صفات الله وحده (فان فاحص القلوب والكلى الله البار) (مزمور 7: 9)، نقول لم يصحح السيد المسيح مفهومهم لا في موضوع (غافر الذنوب) ولا في اي موضوع آخر كان ينسب فيه اللاهوت الى نفسه (من قبول السجود والاعتراف صراحة امامه باللاهوت كما فعل توما حينما سجد له وقال (ربي والهي) (يوحنا 20: 28)، وهذا ما يسمونه المسلمون (الموافقة بالاقرار) اي انه رأي الفعل او سمع القول ولم يصححه او يرفضه.

النقطة الرابعة: لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي قال فيها السيد المسيح (مغفور لك خطاياك) فينزعج الحاضرون والمستمعون لانهم يعرفون ان (غافر الذنوب هو الله وحده) فيكون موقف السيد المسيح هو السكوت والموافقة على هذا الفهم فلا يصححه ولا يعدله، وكمثال، الموقف الثاني كان في بيت سمعان الفريسي مع المرأة التي غسلت رجلي المسيح بقارورة الطيب، وكان كلامه مع مضيفه سمعان يؤكد انه هو المسامح لخطاياها من اجل ابدائها ندمها على خطاياها.

القصة كاملة هي كما يلي، وارجو ان تقرأها بعناية ملتفتا الى اقوال المسيح في الاشارة الى انه هو الذي يمنحها الغفران ثم استغراب الحاضرين لانه يغفر الذنوب:

(37 واذا امرأة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب 38 ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. 39 فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي.انها خاطئة. 40 فاجاب يسوع وقال له يا سمعان عندي شيء اقوله لك.فقال قل يا معلّم. 41 كان لمداين مديونان.على الواحد خمس مئة دينار وعلى الآخر خمسون. 42 واذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا.فقل.ايهما يكون اكثر حبا له. 43 فاجاب سمعان وقال اظن الذي سامحه بالاكثر.فقال له بالصواب حكمت. 44 ثم التفت الى المرأة وقال لسمعان أتنظر هذه المرأة.اني دخلت بيتك وماء لاجل رجلي لم تعط.واما هي فقد غسلت رجليّ بالدموع ومسحتهما بشعر راسها. 45 قبلة لم تقبّلني.واما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجليّ. 46 بزيت لم تدهن راسي.واما هي فقد دهنت بالطيب رجليّ. 47 من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا.والذي يغفر له قليل يحب قليلا. 48 ثم قال لها مغفورة لك خطاياك. 49 فابتدأ المتكئون معه يقولون في انفسهم من هذا الذي يغفر خطايا ايضا.50 فقال للمرأة ايمانك قد خلّصك.اذهبي بسلام )
( لوقا 7: 48 – 50)


هذا الموقف الثاني كما قلنا واضح فيه ان السيد المسيح يتكلم عن غفران الخطايا لهذه المرأة، ولا يدع اي مجال للشك في ان اليهود فهموا فهما صحيحا ان السيد المسيح لا يعلن فقط غفران الآب في السماء ولكنه يعطي الغفران بنفسه، فبحسب كلامه ان (الغافر او المسامح) هو متلقي الفعل هنا، اذا فالموقف اكبر واخطر من ان نتجاوزه بكلمتين في ان الموضوع هو سوء فهم.

هناك مواقف اخرى كثيرة ولكني اختصر الرد، يمكنك ايضا مراجعة (يوحنا 5: 13 و 14) واضح فيها ان الشفاء تم بغفران الخطايا.

وللحديث بقية ....
**********
موضوعات ذات صلة:
هل يسوع غافر الذنوب ؟ 1 - من - 2  
هل يسوع غافر الذنوب ؟ 2 - من - 2

الرد على نبؤة عمانوئيل الملفقة

الرد على شبهة : نبؤة عمانوئيل الملفقة
ولادة المسيح من عذراء - اشعياء 7: 14
شبهة والرد عليها



قرأت على الانترنت بحث قام به اخ مسلم يريد به ان يقول ان نبؤة اشعياء 7: 14 والتي تتنبأ عن ولادة السيد المسيح من عذراء غير صحيحة ولا يمكن نسبتها الى ميلاد المسيح العذراوي ، والعجيب ان الاخ كتب بحثه وجعل الملحدون وغير المؤمنين اولياء له فنقل عنهم غير مدركا انه انما يضرب ايمانه الاسلامي بالقرآن في الصميم حيث يقر القرآن ان ولادة السيد المسيح كانت من عذراء بغير ذرع بشر ، فاذا لم يكن السيد يسوع المسيح هو تحقيق النبؤة في القديم فتراه من يكون بحسب فهمه وخلفيته الاسلامية ؟؟ هل هناك انسان آخر يمكن ان نقول انه جاء من عذراء؟؟

والان نقوم بالرد على ما جاء في بحثه، كما نقدم ايضا الرد الى اليهود الذين يرفضون الاعتراف بأن يسوع هو المسيح الذي اخبرت عنه جميع نبؤات العهد القديم، حيث نقدم الرد في ثلاث محاور:

اولا : الكلمة الواردة في العبرية (علماه) لا تعني عذراء ولكنها تعني (الشابة حديثة الزواج او المرأة الشابة وليست العذراء) كما جاء في مقاله.
ثانيا : يزعم الكاتب بتفسيره للاية ان النبؤة تم تحقيقها في زمن اشعياء والمقصود بالنبؤة هو ابن اشعياء نفسه.
ثالثا : يقول ان ما جاء في العهد الجديد عن هذا الموضوع هو من كتابة (متى) وتحليله الشخصي.
رابعا: القرآن نفسه يشهد لولادة المسيح من عذراء 


************

وللرد بنعمة الله نقول، دعنا نقرأ النبؤة في سياقها قبل البدء في الرد لكي نفهم ملابسات النبؤة بالكامل:


1 وحدث في ايام آحاز بن يوثام بن عزيا ملك يهوذا ان رصين ملك ارام صعد مع فقح بن رمليا ملك اسرائيل الى اورشليم لمحاربتها فلم يقدر ان يحاربها. 2 وأخبر بيت داود وقيل له قد حلت ارام في افرايم.فرجف قلبه وقلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح. 3 فقال الرب لاشعياء اخرج لملاقاة آحاز انت وشآرياشوب ابنك الى طرف قناة البركة العليا الى سكة حقل القصّار 4 وقل له.احترز واهدأ.لا تخف ولا يضعف قلبك من اجل ذنبي هاتين الشعلتين المدخنتين بحمو غضب رصين وارام وابن رمليا.

نفهم من الفقرة ان الملك آحاز كان يخشى من تحالف ملك آرام مع ملك اسرائيل ضده، فقال الله لاشعياء اخرج لملاقاة آحاز ومعك ابنك شآر ياشوب. (سوف نستخدم هذا لاحقا في دحض زعم الاخ المسلم بان النبؤة تحقيقها يكون ابن النبي اشعياء فها نحن نقرأ ان له ابنا من زوجته، فهي ليست عذراء، وليست حديثة الزواج) نستكمل القراءة:

ثم عاد الرب فكلم آحاز قائلا :
11 اطلب لنفسك آية من الرب الهك.عمق طلبك او رفّعه الى فوق. 12 فقال آحاز لا اطلب ولا اجرب الرب. 13 فقال اسمعوا يا بيت داود هل هو قليل عليكم ان تضجروا الناس حتى تضجروا الهي ايضا. 14 ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل. 15 زبدا وعسلا ياكل متى عرف ان يرفض الشر ويختار الخير. 16 لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر ويختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها

في هذه الفقرة نقرأ كلام الله على لسان النبي اشعياء، فيقول لآحاز اطلب لنفسك آية (معجزة او علامة) و لا تتردد في ان تكون الآية صعبة (عمق طلبك او رفعّه الى فوق) فيرفض آحاز (نظرا لشكه وعدم ايمانه) وهنا نقرأ ان كلام النبؤة ليس موجها لآحاز ولكن الى (بيت داود) ويقول ان الله سوف يعطي بنفسه (الآية) ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل .


جدير بالذكر ان الفقرة (تحبل وتلد ابنا) جاءت في اللغة العبرية في صيغة المضارع، أو بمعنى أدق وأصح في حالة الوصف (حُبلى وتلد ابنا)، ولكنها تتكلم عن نفس المولود،  فقام المترجم بترجمتها على أنها تعني المستقبل ( تحبل وتلد ابنا)، كما جاء في سفر القضاة الاصحاح 13 عندما تكلم ملاك الرب مع زوجة منوح ليخبرها بأنها سوف تحبل وتلد ابنا هو شمشون، ولكن وقت كلامه معها  لم يكن الحمل قد حدث لانها كانت عاقرا (فتراءى ملاك الرب للمرأة وقال لها. ها انت عاقر لم تلدي. ولكنك تحبلين وتلدين ابنا.) (القضاة 13: 3)

تحبل وتلد ابنا  (הָרָה) וְיֹלֶדֶת בֵּן  

تحبلين وتلدين ابنا (וְהָרִית) וְיָלַדְתְּ בֵּֽן


فها انك تحبلين وتلدين ابنا כִּי הִנָּךְ (הָרָה) וְיֹלַדְתְּ בֵּן
القضاة 13: 5


 ها انت تحبلين وتلدين ابنا הִנָּךְ הָרָה וְיֹלַדְתְּ
القضاة 13: 7

ولكن الأصح أنها مشابهة بل ومتطابقة لما قاله الملاك حينما كان يتكلم مع هاجر بعد خروجها هاربة من وجه مولاتها "ساراي"  وهي حامل فعل بالجنين إسماعيل ، وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ (التكوين 16: 11)

هأنت حُبلى وتلدين إبنا הִנָּךְ (הָרָה) וְיֹלַדְתְּ בֵּן



وهنا يجب ان نتوقف للتأمل والفهم وادراك المعنى الحقيقي للنبؤة، فاذا كان تفسيرها و المقصود منها ان الله تنازل وتطوع بان يعطي علامة وآية ومعجزة لانسان رفض ان يضع اقصى مقياسا للعلامات والمعجزات، فيكون (بحسب فهم الاخ المسلم للسياق) ان الله يقول ان معجزته معناها ان (علماه) شابة متزوجة حديثا او امرأة شابة  عذراء سوف تتزوج وتلد ابنا؟؟ ما هي العلامة او الاعجوبة في هذا الامر؟؟ فاي فتاة عذراء يمكنها ان تتزوج وتحبل وتلد ابنا، هل هذه هي معجزة الله التي تنازل وتطوع بنفسه لكي يعطيها لبيت داود ؟؟

********************

والان تعال نرد على النقطة الاولى ندرس معا كلمة (علماه= הָעַלְמָה)


اولا كلمة (ها علماه= הָעַלְמָה) Strong Number H5959 : كما وردت في القواميس معناها (العذراء) أو (غلامة) أو (فتاة حديثة الزواج لم تعرف رجلا بالمعاشرة الجنسية) بمعنى انها فتاة او شابة وصلت الى سن الزواج ولكنها غير متزوجة  او مرتبطة برجل، او انها مقترنة به بحسب العرف والتقاليد، ولكن لم تعرف رجلا او تعاشره معاشرة الازواج. 



**********
بعض الامثلة التي جاءت للكلمة العبرية
وردت الكلمة 7 مرات بالعهد القديم  
تم ترجمتها الى ما يلي بالانجليزية virgin 4, maid 2, damsels 1

**********
يصلي خادم ابراهيم لكي يرشده الله الى فتاة صغيرة عذارء غير متزوجة  لكي يتزوجها اسحق، فيرى رفقة ويصفها الكتاب  (وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا وعذراء لم يعرفها رجل. (בְּתוּלָה וְאִישׁ לֹא יְדָעָהּ) فنزلت الى العين وملأت جرتها وطلعت.) (تكوين 24 : 16) وجاءت الكلمة هنا (عذراء = بتول) ثم يعود فيصف نفس الفتاة رفقة مرة اخرى بأنها عذراء = علماه) (فها انا واقف على عين الماء وليكن ان الفتاة  (הָֽעַלְמָה) التي تخرج لتستقي واقول لها اسقيني قليل ماء من جرتك) (تكوين 24: 43)


وايضا اطلقتها امرأة فرعون على الصبية الصغيرة العذراء اخت موسى حينما كان طفلا رضيعا التقط حديثا من النهر ( خروج 2: 8) وايضا في المقارنة بين الفتاة العذراء العفيفة والمرأة الشريرة (امثال 30: 19) وقد وردت ايضا في (المزامير 68: 25) في وصف الفتيات العذراوات الطاهرات المشتركات في فريق التسبيح ، وجاء في سفر نشيد الانشاد كلام العروس لعريسها انه مطمح كل الفتيات العذراوات الراغبات في الزواج (نشيد الانشاد 1: 3) وايضا ورد في (نشيد الانشاد 6: 8) هذا النص يشير إلى ثلاثة فئات من النساء في قصر الملك: الملكة، السريات، والفتيات العذراوات (علْما). وقال احدهم مفسرا ( الملكات بالطبع متزوجات، والسرايا طبقاً للقانون العام مشابهات لزوجات زماننا هذا. أما (الفتيات) فمن الواضح أنهن مختلفات عن المجموعتين من الزوجات، ومماثلات للنساء غير المتزوجات. وهنَّ كنَّ في خدمة الملكة، وسوف يكون مصيرهن أن يتم اختيار بعضهن بعد ذلك كزوجات للملك. لذلك فمن الطبيعي أن يكنَّ عذارى.) 

للتفاصيل والمراجع ، ارجو مراجعة هذا الرابط 

http://newman-in-christ.blogspot.com/2010/03/3-4.html



من هذه الاقتباسات كلها نفهم ان (علماه) معناها جاء دائما باستخدام (فتاة صغيرة وصلت الى سن الزواج ولكنها غير متزوجة ولم تعاشر رجلا من قبل) ومن فهم سياق المعنى لكلام الله انه يعطي الآية بنفسه ، فلا يمكن ان يكون فهمها ان معناها (الشابة حديثة الزواج او المرأة الشابة) فان ذلك ينفي عنها اي شكل اعجازي او كونها علامة او آية او اعجوبة.


***************
ثانيا: زمن تحقيق النبؤة

النقطة الاولى : قلنا ان الكلام موجها الى (بيت داود) وبيت داود يمتد تاريخيا منذ انشاء وتأسيس مملكة داود الى زمن مجيء السيد المسيح مولودا من عذراء ، فالنبؤة ليست موجهة (لاحاز الملك) فتنتهي صلاحيتها بانتهاء حياته .

النقطة الثانية : ان العلامة معطاة كضمان وتأمين لبقاء وعدم زوال (بيت داود) الى حين تنفيذ وتحقيق النبؤة ، اذا فالابطاء من ظهور العلامة هو الضمان الأكيد لعدم زوال (بيت داود) ، اكثر من الاسراع بتنفيذها وتحقيقها ، فتحقيق النبؤة معناه انتهاء الضمان والحماية ل (بيت داود) الامر الذي تحقق بالفعل بعد ميلاد السيد المسيح من العذراء القديسة مريم ، فزال الملك الارضي لمملكة داود وتم تدمير وهدم المملكة وتشريد الشعب في سنة 70 ميلادية بواسطة الرومان.

النقطة الثالثة: لايمكن ان نفهم ان زمن تحقيق النبؤة كان في فترة آحاز الملك او اشعياء النبي (كما يفسر بعض اليهود ان اشعياء يتكلم عن زوجته)، فكما قلنا لم نسمع ان عذراء حبلت وولدت ابنا الا بولادة السيد المسيح من العذراء، خاصة ان النبؤة جاءت في لغتها الاصلية في زمن المضارع لكي نفهم ان العذراء (تحبل) وهي عذراء (وتلد ابنا) وهي عذراء (اي تظل على نفس حالة -علماه- مع ولادتها)، وهذه هي المعجزة والعلامة الحقيقة التي يستطيع الله وحده ان يعطيها بنفسه كعلامة وضمان (لبيت داود) اما الفهم الاخر بانها فتاة عذراء سوف تتزوج لتنجب فهو لا يحمل في طياته اي علامة او اية معجزة فهذا شأن ومصير كل الفتيات، اين الاعجاز والتميز في هذا لكي يعطيه الله متطوعا بنفسه كعلامة وآية ؟؟

النقطة الرابعة: لم نقرأ ان الملك آحاز تزوج بعذراء (علماه) بعد اعطاء الله هذه العلامة، فلا يمكن ان يكون تحقيقها في زوجته (التي لم يتزوجها) او ابنه (الذي لم يأتي).

النقطة الخامسة: لا يمكن ان يكون النبي اشعياء هو والد الطفل المتنبأ عنه لاسباب عديدة، الاول: لم نقرأ انه تزوج من فتاة عذراء (علماه) لكي يزعم ان تحقيق النبؤة له، الثاني: انه كان متزوجا وله ابنا اسمه شآر ياشوب (اشعياء  7: 3) اذا لايمكن ان تكون امرأته ولها ابنا هي العذراء المقصودة (حتى بتفسير اليهود ليست هي الفتاة المتزوجة حديثا)، الثالث: انه عندما ولدت زوجته ابنا قال الله بنفسه لاشعياء اطلق عليه اسم شهير شلال حاش باز (فاقتربت الى النبية فحبلت وولدت ابنا. فقال لي الرب ادعو اسمه مهير شلال حاش بز.) (اشعياء 8: 3) 

اذا فهو ليس المقصود في النبؤة لان النبؤة تقول ان اسمه سوف يكون (عمانوئيل).

النقطة السادسة: لا يمكن ان يكون المقصود بهذه النبؤة ابن اشعياء النبي، حيث ان الله استمر في اعطاء نبؤات اخرى بعد ولادة ابن اشعياء، تضاف الى نفس الرصيد (ولادة عمانوئيل من عذراء) فيقول في (اشعياء 9: 6) (6 لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. 7 لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن الى الابد.غيرة رب الجنود تصنع هذا)، من هذا نفهم ان (عمانوئيل الذي معناه الله معنا) ليس هو ابن اشعياء (مهير شلال حاش بز)، وليس هو ابن الملك آحاز (كما يفسر اليهود)، حيث ان النبؤات تقول عن مولود سيكون اسمه ( عجيبا، مشيرا، الها قديرا، ابا ابديا، رئيس السلام)  ولم تكن هذه اسماء او صفات ابن اشعياء او ابن آحاز، بل الاجدر والاقرب لتفسير معنى (عمانوئيل = الله معنا) حيث ان صفاته واسمائه لا يمكن ان تكون لانسان عادي، بل هي اسماء وصفات المسيح نفسه، ولم يزعم اشعياء ان ابنه هو المسيح المنتظر، ولا ابن الملك آحاز.
قد يقول معترض: "ان اليهود ترجموا الافعال من العبرية الى الانجليزية على انها جاءت بصيغة الماضي"
כִּי־יֶלֶד יֻלַּד־לָנוּ בֵּן נִתַּן־לָנוּ (اشعياء 9: 6)، 
نرد ونقول انه قد ترد الافعال في صيغة الماضي وهي تقصد ما سيحدث في المستقبل، كما جاء في سفر التكوين في كلام الله مع آدم، اذ جاءت الافعال بصيغة الماضي والمقصود بها المستقبل، حيث ان الانسان لم يكن له ماضي يكون اخذ فيه ما اعطاه له الله لتوه  (وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا.لكم يكون طعاما.) (تكوين 1: 29)، נָתַתִּי לָכֶם (تكوين 1: 29)

النقطة السابعة: ربما من المفيد ان نقول ان اشعياء جاء الى الملك آحاز بنبؤتين، اولهما ضمان عدم زوال مملكة داود الى ان تحبل وتلد العذراء (راجع نبؤة يعقوب: لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب (تكوين 49: 10) والنبؤة الثانية وهي التي استلزمت اصطحاب ابنه معه بأمر الله (فقال الرب لاشعياء اخرج لملاقاة آحاز انت وشآرياشوب ابنك) (اشعياء 7: 1) فبعد اعطاء النبؤة الاولى (ولادة العذراء لعمانوئيل)، اعطاه النبؤة الثانية (فك الحصار المضروب حول المملكة) فاشار اشعياء الى ابنه ناطقا (لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر ويختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها (اشعياء 7: 16) وهي المدة التي كررها الله مرة اخرى في كلامه مع اشعياء بعد ولادته ابنه (مهير شلال حاش بز) فقال (لانه قبل ان يعرف الصبي ان يدعو يا ابي ويا امي تحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك اشور) (اشعياء 8: 4) هذه الفترة التي تتراوح بين العامين ،

تلاحظون هنا انه يتكلم على الصبي الاول (قبل ان يعرف الخير من الشر) والصبي الثاني (قبل ان يدعو يا ابي ويا امي) فهل يعرف الصبي الخير من الشر في نفس الفترة التي ينطق فيها اول كلماته (ابي وامي)؟ واضح انهما نبؤتان مختلفتان تماما في الاولى كان يشير الى ابنه الذي يسير معه، والثانية يشير فيها الى ابنه المولود، وكلاهما لا يمتان بصلة الى (المولود من عذراء).

النقطة الثامنة: الكتاب المقدس كتابا واحدا يفسر نفسه بنفسه، فلا يمكن تجاهل نبؤة اخرى جاءت من نبي آخر كان معاصرا لاشعياء وهو النبي ميخا فيقول (اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل. 3 لذلك يسلّمهم الى حينما تكون قد ولدت والدة ثم ترجع بقية اخوته الى بني اسرائيل.) (ميخا 5: 2 – 3) وهذه النبؤة واضحة انها تتكلم عن ميلاد الذي (مخارجه منذ القديم منذ ازل الايام) الذي يولد في بيت لحم افراته (حينما تكون ولدت والدة) وهو هنا يقصد العذراء القديسة مريم.

فاذا اضفنا الى هذا ان النبي اشعياء والنبي ميخا كان كليهما يتكلم عن نبؤات يكون زمانها (ويكون في آخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب) (اشعياء 2: 2) و (ميخا 4 :1) فهنا يصبح الربط وفهم زمان تحقيق النبؤة واضحا انه في آخر الايام والمقصود بها ايام تجسد الرب يسوع المسيح ، التي يسميها كاتب الرسالة الى العبرانيين الايام الاخيرة:

(1 الله بعد ما كلم الآباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين 3 الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي) (عبرانيين 1: 1 – 3)

النقطة التاسعة: والتي تقودنا الى الرد على ثالثا، وهو تفسير الكتاب المقدس نفسه بوحي الله ان زمان تحقيق النبؤة والمقصود بها هو الرب يسوع المسيح نفسه مولودا من عذراء.
************************


ثالثا: هل جاء البشير متىّ بتفسيره الشخصي ؟

وهنا بالطبع لا نستطيع الا ان نجيب بوضوح تام ان متىّ البشير لم يضع تحليله الشخصي بل نقل قول الملاك ليوسف النجار خطيب العذراء القديسة مريم ، (20 ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك.لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. 21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم. 22 وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل. 23 هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا) (متى 1: 20- 23)

اضف الى هذا ان الكتاب المقدس يفسر نفسه بنفسه ، ولم تأت تفسير اي نبؤة باجتهاد بشري انساني او برأي شخصي لانسان عادي ، كما يقول الرسول بطرس كل نبؤة الكتاب ليست من تفسير خاس بل بوحي الروح القدس (19 وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم 20 عالمين هذا اولا ان كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. 21 لانه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس) (بطرس الثانية 1: 19 – 21)

نعم يا اخواني الاحباء ، ان الكتاب المقدس فكرا واحدا يربطه خيطا واحدا مفاده ان (شهادة يسوع هي روح النبؤة) (رؤيا 19: 10) فاذا تكلم في العهد القديم ان الله سوف يأتي في الجسد مولودا من عذراء ومن بيت يهوذا في بيت لحم اليهودية ، فأن تحقيق النبؤة كان بتفسير ملائكة الله الذين ظهروا وتكلموا وفسروا هذه النبؤات (30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. 31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. 33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية 34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. 35 فاجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.) (لوقا 1: 30 – 35)

وهكذا رأينا ان نبؤة اشعياء عن عمانوئيل (الذي تفسيره الله معنا) ليست بشرح انسان ولا تفسير بشر بل هو كلمة الله الحية الصادقة والمستحقة كل قبول واكرام وتبجيل من الآن والى ابد الآبدين . 

**************
رابعا: القرآن نفسه يشهد لولادة المسيح من عذراء واسمها مريم.

وهنا اتوجه الى الاخوة المسلمين الذي يروجون لهذا الشبهات من الملحدين والذين ينكرون كلمة الله الموحى بها، واقول لاعزائي المسلمين اذا كان القرآن نفسه يشهد لولادة المسيح من عذراء واسمها مريم، فما هي وجهة النظر الاسلامية في الاعتراض على هذه النبؤة، ولماذا يتخذ الملحدين وغير المؤمنين اولياء له وبهذه الطريقة فهو يهدم اولا قرآنه وعقيدته قبل ان يقترب ويحاول المساس بالكتاب المقدس ؟

هل أكل حزقيال النبي فطيرة بالخراء ؟ حزقيال 4: 12

هل أمر الله النبي حزقيال أن يأكل فطيرة بالخراء
شبهة من المسلمين والرد عليها
********
هل سمعت مرة جدتك تقول عن موضع انه مثل (اللت والعجن)؟؟ وهل سمعتها مرة تقول عن (العجين والخبيز) اذا فهذه هي شبهة موجهة ضد الكتاب المقدس من نوعيات (اللت والعجن) لانها لم تستطع التمييز والتفريق بين (العجين و الخبيز) وتعال نستفهم الموضوع، ولكن قبل ان نشرح الموضوع تعالوا نقرأ الفقرة موضوع الشبهة من الكتاب المقدس نفسه ، فهذه هي 
اقصر الطرق للرد على هذه الشبهة هو قراءة النص من الكتاب المقدس 
*********
وانت يا ابن آدم فخذ لنفسك لبنة وضعها امامك وارسم عليها مدينة اورشليم. واجعل عليها حصار وابن عليها برجا واقم عليها مترسة واجعل عليها جيوشا واقم عليها مجانق حولها.
وخذ انت لنفسك صاجا من حديد وانصبه سورا من حديد بينك وبين المدينة وثبت وجهك عليها فتكون في حصار وتحاصرها.
تلك آية لبيت اسرائيل
واتكئ انت على جنبك اليسار وضع عليه اثم بيت اسرائيل.على عدد الايام التي فيها تتكئ عليه تحمل اثمهم.
وانا قد جعلت لك سني اثمهم حسب عدد الايام ثلاث مئة يوم وتسعين يوما.فتحمل اثم بيت اسرائيل.
فاذا اتممتها فاتكئ على جنبك اليمين ايضا فتحمل اثم بيت يهوذا اربعين يوما.فقد جعلت لك كل يوم عوضا عن سنة.
فثبّت وجهك على حصار اورشليم وذراعك مكشوفة وتنبّا عليها.
وهأنذا اجعل عليك ربطا فلا تقلب من جنب الى جنب حتى تتمم ايام حصارك
وخذ انت لنفسك قمحا وشعيرا وفولا وعدسا ودخنا وكرسنة وضعها في وعاء واحد واصنعها لنفسك خبزا كعدد الايام التي تتكئ فيها على جنبك.ثلاث مئة يوم وتسعين يوما تاكله. وطعامك الذي تأكله يكون بالوزن. كل يوم عشرين شاقلا.من وقت الى وقت تاكله. وتشرب الماء بالكيل. سدس الهين. من وقت الى وقت تشربه.
وتأكل كعكا من الشعير.على الخرء الذي يخرج من الانسان
تخبزه امام عيونهم.
وقال الرب.هكذا ياكل بنو اسرائيل خبزهم النجس بين الامم الذين اطردهم اليهم.
فقلت آه يا سيد الرب ها نفسي لم تتنجس ومن صباي الى الآن لم آكل ميتة او فريسة ولا دخل فمي لحم نجس.
فقال لي انظر.قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الانسان
فتصنع خبزك عليه.
وقال لي يا ابن آدم هانذا اكسر قوام الخبز في اورشليم فياكلون الخبز بالوزن وبالغم ويشربون الماء بالكيل وبالحيرة، لكي يعوزهم الخبز والماء ويتحيروا الرجل واخوه ويفنوا باثمهم)
*************


التعقيب : واضح من النص ان الله يأمر النبي بتليغ رسالة بطريقة مميزة للشعب ، في موقف اخذ فيه النبي يترجم رسالة الله في صورة رمزية يعييشها امام الشعب الذي فهم الرسالة التي قالها النبي حزقيال تماما، فاخذ لبنة (قالب من الطوب النيء) ورسم عليها مدينة اورشليم ويجعل عليها حصارا، ويرى الشعب ذلك ويفهم قصده، بانه سوف يتم حصارهم وسيأكلون ويشربون خبزهم بمقادير قليلة وبطريقة صعبة وقت الحصار الذي سيفرضه الاعداء عليهم، ومن المصاعب انهم لن يجدوا الخشب كوقود بل سوف يستخدمون (الفضلات البشرية) كوقود (يخبزون عليه خبزهم) اي ينضجون عليه الخبز، وذلك لصعوبة خروجهم الى الغابات وقت حصار الاعداء لهم والزامهم بالبقاء داخل اسوار المدينة لمدة تصل الى 390 يوما، اي حوالي اكثر من عاما كاملا،  ولكن النبي يطلب التخفيف من الله ان يستخدم فضلات الانسان كوقود، فيسمح له الله باستخدام (الفضلات الحيوانية) كوقود ليخبز عليه، الامر الذي لا زال يستخدمه بعض الناس في ارياف مصر، او في ارياف الهند،  بتجفيف (خثي البقر) في الشمس بعض اضافة بعض التبن له واستخدامه كوقود للافران بما يعرف باسم (قرص الجلة)، اذا لم يطلب الله من النبي ان يستخدم (الفضلات البشرية او الحيوانية) كمادة تضاف الى العجن ، ولكنها كوقود للخبيز.



اذا فالفرق اللغوي واضح بين (العجين) و (الخبيز) وهو ما يلجأ الى استخدامه البعض باستخدام جهل استخدام اللغة بين المعنيين .

الترجمات الانجليزية توضح وتؤكده المعنى ايضا وتشرحه:

وَتَأْكُلُ كَعْكًا مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ».
And thou shalt eat it as barley cakes, and thou shalt bake it with dung that cometh out of man, in their sight.

(حزقيال 4: 12) 









مزيد من التوضيح عن (خثي البقر كوقود) اضغط هنا 
**********

المسيح : بكر كل خليقة ؟


المسيح بكر كل خليقة

هل هو مخلوق ؟



يتردد السؤال ( ورد في الانجيل ان المسيح بكر كل خليقة ) فهل هذا معناه ان المسيح مخلوق وانه اول المخلوقات ؟؟


والاجابة موجودة في الفقرة الكتابية عند قراءتها كاملة ، والفقرة تتكلم عن السيد يسوع المسيح فتقول انه :


(الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين.الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل وهو راس الجسد الكنيسة.الذي هو البداءة بكر من الاموات لكي يكون هو متقدما في كل شيء.)
(كولوسي 1: 15 - 18)


فكما نقرأ ان المسيح بكر كل خليقة وايضا انه بكر القائمين من الاموات ليكون متقدما في كل شيء ، فمعنى البكورية هنا ليس الاول ترتيبا زمنيا ولكنه الاول مقاما ، فالمسيح لم يكن اول القائمين من الاموات ( سجل الكتاب معجزات قيامة الاموات في العهد القديم والجديد ايضا قبل قيامة المسيح ) ولكن كلهم ماتوا مرة اخرى ، والسيد المسيح هو اول القائمين بغير موت بعد القيامة ، هذا خلاف انهم قاموا بمعجزات فعلها آخرون خلاف المسيح القائم من الاموات بذاته بسلطانه الشخصي.


ويشير الكتاب الى يعقوب بوصفه ( اسرائيل ابني البكر ) (خروج 4: 22) في حين ان البكر ولادة هو عيسو ، اذا فالبكورية هنا هي المقام وليس الترتيب الزمني ، وايضا ( لان يهوذا اعتزّ على اخوته ومنه الرئيس واما البكورية فليوسف) (1 اخبار 5: 2)، والمعروف ان يوسف لم يكن الابن البكر ليعقوب ، بل كان الابن الحادي عشر في الترتيب ( الأصغر والاخير كان شقيقه بنيامين ) ، فالبكورية المقصودة هنا ليست انه اول المولودين ليعقوب زمنيا ، ولكنه الاول مقاما.


***************

وايضا في ( ارميا 31: 9)  يقول (لاني صرت لاسرائيل ابا وافرايم هو بكري)
ولكن بالرجوع الى (سفر التكوين 49 : : 17 - 20) ، حيث نجد قصة مباركة يعقوب لابناء يوسف فانه وضع يده اليمني على رأس افرايم وليس على منسى ( الابن البكر ) وحينما اراد يوسف لفت انتباه ابوه يعقوب ،اجابه انه يعلم ترتيب بكورية الولادة ولكنه في هذه البركة اعطى (البكورية ) لافرايم ، وكما يقول الكتاب : (فقدم افرايم على منسى) ، لان الاخ الاصغر يكون اكبر منه (مقاما) ، ونفهم من هذا النص ان البكورية هنا هي ترتيب المقام وليس ترتيب الولادة.

***********

ويقول ايضا يعقوب الرسول في رسالته : ( شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه) ( يعقوب 1: 18) 


ومن هذه الفقرة يتضح اننا نكون باكورة - اي بكرا - من خلائقة ، بالولادة الثانية ،فهل هذا معناه ان ترتيب ولادتنا يتغير ام معناه اننا نصبح في مقام البكورية ؟؟ حيث يقول ايضا عن المؤمنين بالمسيح انهم ( كنيسة ابكار) (عبرانيين 12: 23) اي ان كل منّا يصبح في مقام الابن البكر لدى الله ، وهذا يؤكد فهمنا ان البكورية هنا هي للمقام وليس لترتيب الولادة او الخلق.



اذا الخلاصة ان ( البكورية ) لها معنيان ويجب التمييز من سياق الكلام اي معنى هو المقصود ، والنتيجة ان المسيح بكر كل خليقة كما انه في نفس السياق هو بكر القائمين من الاموات ، هذه بكورية او اولوية المقام : لكي يكون هو متقدما في كل شيء ، الكتاب المقدس يعلن بوضوح ان السيد المسيح هو (الله الظاهر في الجسد) ( 1 تيموثاوس 3: 16) ، وكما يقول الرسول بولس في رسالته الى اهل روميه ( الكائن على الكل الها مباركا الى الآبد )( روميه 9: 4) ، ويقول الرب يسوع عن نفسه في سفر الرؤيا ( بداءة خليقة الله ) (رؤيا 3: 14) بمعنى انه (كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيئا مما كان ) ( يوحنا 1: 3 ) فكل شيء تكّون بالمسيح - كلمة الله (لان منه وبه وله كل الاشياء . له المجد الى الابد. آمين)( روميه 11: 36) 

ارجو الرجوع الى المقالات السابقة الخاصة باعلان السيد يسوع المسيح عن لاهوته





الرب يبارك في حياتكم وايامكم بكل الخير

مقــالات ســابقــة