من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

هل الغضب خطية؟


هل الغضب خطية ؟
وهل يمكن ان اسيطر على الغضب؟

أجد انه قد اسيء فهم معنى الغضب، ولذلك نجد البعض يشير الى الغضب على انه خطية او شيء خاطيء، ولكن بدراسة متأنية ومتفهمة للكتاب المقدس نجد ان الغضب في حد ذاته ليس خطأ وانما الخطأ هو ما ينتج عن الغضب، دعني اوضح قصدي.

لا نستطيع ان نلوم مؤشر الحرارة في السيارة اذا ما ارتفع الى درجات الخطر الحمراء عندما لا يكون في السيارة مواد التبريد الكافية للمحرك الساخن، بل على العكس، فان هذا المؤشر هو ايجابي لانه يشير الى ان هناك خلل او شيء خاطيء في الموتور او في جهاز التبريد للسيارة، وهنا نستطيع تدارك الخلل قبل ان يستفحل ليؤذي الموتور او السيارة بالكامل.

الغضب أيضا مثل مؤشر ارتفاع الحرارة في السيارة، هو مؤشر طبيعي خلقه الله في الانسان، يستشعر ويقيس به بعض الأمور غير الصحيحة، فمثلا اذا شاهدت انسان كبير وضخم يمسك طفلا صغيرا ويضربه بعنف لدرجة تؤذي الطفل جسديا ولم تثور فيك مشاعر الغضب فانت انسان غير طبيعي، اذا شاهدت موقفا لحاكم يظلم فيه بعضا من البشر الضعفاء (يفترض انهم رعيته ليرعاهم) ولم تشعر باي مشاعر بالغضب فيجب ان تراجع موقفك كانسان.

الغضب في حد ذاته ليس خطية، فالكتاب المقدس يتحدث عن غضب الله ( لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم.) (روميه 1: 18)، ويذكر ايضا غضب الله على اسرائيل في القديم عندما اغاظوه بعبادة الاوثان في اوقات مظلمة وحالكة من تاريخهم (21 لذلك سمع الرب فغضب واشتعلت نار في يعقوب وسخط ايضا صعد على اسرائيل. 22 لانهم لم يؤمنوا بالله ولم يتكلوا على خلاصه) (مزمور 78: 21-22) ( 58 اغاظوه بمرتفعاتهم واغاروه بتماثيلهم.59 سمع الله فغضب ورذل اسرائيل جدا) (مزمور 78: 58-59)، وايضا (الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله) (يوحنا 3: 36)

وكذلك يخبرنا الكتاب المقدس عن أمور خاطئة جعلت المسيح يغضب عندما رأي قساوة قلب اليهود عن اجراء المعجزات للمحتاجين في يوم السبت ثم قام السيد المسيح باجراء المعجزة للشفاء  ( ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر.تخليص نفس او قتل.فسكتوا. 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل مد يدك.فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى. (مرقس 3: 1 - 6)

وقد غضب السيد المسيح أيضا على الباعة الذين انتهكوا حرمة وقدسية الهيكل (متى 21: 12- 17) و (يوحنا 2: 12- 17) بالطبع لا يمكن لاحد ان يقول ان الله  او المسيح عندما يغضب انه يرتكب خطية الغضب؟؟  بل أن الكتاب المقدس ينصح المؤمنين ان يغضبوا لانه كما قلنا (او فهمنا حتى الان) ان الغضب في حد ذاته مؤشر صحي وطبيعي للتمييز بين الحق والباطل، ما ينصح به الكتاب المقدس مباشرة بعد الامر بالغضب هو تجنب نتائج الغضب بفعل امرا خاطئا (اغضبوا ولا تخطئوا) (افسس 4: 26)


اذا نستطيع ان نقول باطئمنان ان الغضب نفسه لا يمكن وصفه بالخطية، فهو مؤشر يقود الانسان لاتخاذ قرارات نتيجة لرؤية ما يثير الغضب، الفعل الناتج عن الموقف الغاضب هو الذي يكون خطية او لا خطية.

ولهذا فيجب ان يكون الانسان منقادا بروح الله دائما حتى لا يتخذ قرارات انسانية او بشرية نتيجة الانفعال الخاطيء (19 اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب.20 لان غضب الانسان لا يصنع بر الله. ) (رسالة يعقوب 1: 19-20)، وهنا كما نرى الرسول يعقوب ينصح الانسان بأن يسرع في الاستماع ويبطيء في التكلم، في اشارة واضحة الى التروي والتفكير جيدا في رد الفعل الذي يتخذه الانسان بناء على المعطيات التي تصله أو حقائق الامور سواء بالاستماع او الرؤية، لان الاسراع في اتخاذ موقف مبني على الغضب فقط بدون حكمة الله واستشارة الله في ماذا نفعل هو الذي يقود للافعال الخاطئة، فغضب الانسان لايصنع بر الله.


وكما قلنا واشرنا سابقا، فان الكتاب المقدس يشجع على استخدام المؤشر الطبيعي الذي وضعه الله فينا بالغضب ولكن ينصحنا بالتروي قبل اتخاذ موقف مبني على الغضب فقط، (25 لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه.لاننا بعضنا اعضاء البعض.26 اغضبوا ولا تخطئوا.لا تغرب الشمس على غيظكم 27 ولا تعطوا ابليس مكانا.) (افسس 4: 26)، وهنا مرة اخرى فان كلمة الله واضحة، فالغضب وهو موشر طبيعي يثور في الانسان عندما يرى ما ينافي الحق الذي يعرفه، ولكن يجب ان يعطي الانسان نفسه فرصة للتروي والهدوء (لا تغرب الشمس على غيظكم)،  كما تنصح الانسان ان يراجع نفسه وربما يراجع الاخرين لاستكشاف واستنباط ما فعلوه واثار فيه مشاعر الغضب، فربما تكون رؤيتك قاصرة في الكشف الكامل عن الحقيقة، مما يستدعي ان (نتكلم بالصدق بعضنا مع بعض) عندما نتكاشف او نتصارح بسبب بعض الامور التي جعلتنا نغضب، وبهذا فاننا نكشف فورا اذا ما كان الغضب بحسب قداسة الله او بسبب حسد ابليس لاثارة الفتنة والخلاف (ولا تعطوا ابليس مكانا). 

الغضب في حد ذاته هو مؤشر وما ينتج عنه هو الشيء الخاطيء او الصائب، لقد غضب السيد المسيح ولكنه ابدا لم يغضب لامور تختص به، فقد تحمل السيد المسيح اهانات شخصية وقت المحاكمة قبل الصلب، وخلال تجواله ليصنع المعجزات والخيرات اذ اتهمون بانه يستعين بالشياطين او ببعلزبول (احد آلهة الوثنيين) (متى 12: 24)، ولكن الكتاب المقدس يقول عنه انه لم يغضب لهذه الاسباب ولم ينتقم لنفسه (21 لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. 22 الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر 23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.) (بطرس الاولى 2: 21- 23) لقد كان غضب السيد المسيح من اجل ظلم الآخرين من المساكين والفقراء والمحتاجين، هذا هو الغضب المقدس الذي مصدره الله اشياء تحمد الله وتمجده (لان غضب الانسان يحمدك. بقية الغضب تتمنطق بها) (مزمور 76: 10)


اذا لا ينبغي لنا ان نسرع في الحكم على الغضب او على الانسان الغاضب، بل يجب علينا التروي والهدوء والتفكير في ضوء كلمة الله وارشاد روح الله القدوس لكي نميز بين ردود الفعل للغضب لكي يكون متوافقا مع كلمة وارادة الله في حياتنا،  فنمجد الله دائما،  واخيرا لا تنزعج من مشاعر الغضب اذا ما ثارت في نفسك،  بل ناقشها بهدوء ربما هناك ما يخالف الحق قد اغضبك، ورجوعا الى المثل الافتتاحي ، اذا رأيت رجلا كبير الحجم يضرب طفلا صغيرا، اجعل غضبك يقودك الى انقاذ الطفل الصغير وليس ايذاء الرجل الكبير، ولكن لا تهمل فتور المشاعر فهذا هو الشيء الذي يجب ان تراجعه حقا.


شجرة الحياة مقابل شجرة القيامة والحياة


شجرة الحياة مقابل شجرة القيامة والحياة



( وأنبت الربّ الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل ، وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر. .... وأوصى الربّ الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا ، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت ) (تكوين 2: 9 و 16 و 17)

(فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر) (تكوين 3: 4 -5 )

هكذا كانت التجربة الأولي ، وهكذا سقط الانسان في الخطية الأولى، أخذ آدم الوصية ولم يحفظها ، فأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، واستحق حكم الموت.  كان كل ما يطلبه آدم موجودا في شجرة الحياة، وليس في شجرة معرفة الخير والشر، ولكن بأكله من الشجرة الممنوعة استحق حكما عادلا ، وانفصل آدم عن الله ، فماتت روحه في الحال، قبل ان يموت جسده بالفساد الذي دخل اليه بالخطية، في محبة الله له التي تفوق كل ادراك، منع آدم من الأكل من شجرة الحياة وطرد الله آدم من الجنة.

(وقال الربّ الإله هوذا الانسان قد صار كواحد منّا عارفا للخير والشر، والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا الى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخُذ منها) (تكوين 3: 22 - 23) .

ولكن قبل ان يأكل آدم الآمن من شجرة الحيا فيحيا الى الابد بجسد فاسد وروح ميتة منفصلة عن الله ، كان لابد لآدم ان يقوم من موته الذي ماته اولا ، ولكن كيف ؟؟

كان لابد من وجود شجرة أخرى ليأكل منها آدم ، شجرة تقيمه اولا من موته ، ثم تعطيه الحياة ، وها هو الله يرسل الينا شجرة (القيامة والحياة) ، الكرمة الحقيقية، مجدا للرب.

أعلن يسوع عن نفسه أنه هو القيامة والحياة ( قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة . من آمن بي ولو مات فسيحيا) ( يوحنا 11: 25)

(انا الكرمة الحقيقية وأبي الكرّام، اثبتوا فيّ وأنا فيكم . كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يأتي بثمر كثير ، أنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا ، إن كان أحد لا يثبت فيّ يطرح خارجا كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق.) (يوحنا 15: 1 -6)

يسوع المسيح هو الكرمة الحقيقية ، وهو شجرة القيامة والحياة، هل أتيت الآن لتكون غصنا في هذه الكرمة الحقيقية، لاننا بدونه لا نقدر أن نفعل شيئا ، وبدون نحن أموات بالخطايا والذنوب (افسس 2: 1) ، تعالى الى يسوع الذي قال عن نفسه (أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي الى الآب الا بيّ ) (يوحنا 14: 6) 


***

مقــالات ســابقــة