من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

قضيب اللوز والله الساهر ، والمعنى الذي ضاع بين الترجمات

شجرة اللوز ، المعنى الذي لم تستوعبه الترجمة


صحيح أن كثير من الكلمات العربية والعبرية لها أصل جذر متشابه لأن كلتاهما لغات سامية (أي تنتمي لنسل سام ابن نوح بعد بلبلة الألسنة بسبب برج بابل ) ، وقد إستخدم المترجم هذا التشابه في كثير من المواضع ، الا أن القليل المختلف قد يخلق صعوبة في الترجمة ، مثل هذا المثال : 

حينما ظهر الله (يهوه) أول مرة لإرميا ، حدث هذا الحوار الممتع (إرميا 1: 11 - 12) والذي لم تستوعبه الترجمة العربية من اللغة العبرية إليكم ما جاء في الترجمة :

11 ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قَائِلاً: «مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا إِرْمِيَا؟» فَقُلْتُ: «أَنَا رَاءٍ قَضِيبَ لَوْزٍ». 12 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ، لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا»

في النص العبري يقول : 

וַיְהִי דְבַר־יְהוָה אֵלַי לֵאמֹר מָה־אַתָּה רֹאֶה יִרְמְיָהוּ וָאֹמַר מַקֵּל שָׁקֵד אֲנִי רֹאֶֽה׃ וַיֹּאמֶר יְהוָה אֵלַי הֵיטַבְתָּ לִרְאוֹת כִּֽי־שֹׁקֵד אֲנִי עַל־דְּבָרִי לַעֲשֹׂתֽוֹ׃

 الآن ماذا حدث ، وما هي قصة قضيب ( أو غصن) شجرة اللوز وعلاقتها بالرد الذي قاله الله لإرميا ؟ الحقيقة أن الله أستخدم شيء في اللغة نستخدمه نحن في كلامنا أسمه (الجناس الكامل) أي كلمة لها هجاء حروف واحدة ومعنيين مختلفين وفي حالتنا هنا هي كلمة (שקד) (حروف: شين + قوف + داليت) والكلمة معناها (ساهر) وهي أيضا أسم شجرة اللوز في اللغة العبرية (ساهر)

فالله سأله: ماذا أنت راء يا إرميا ، فكان رد إرميا (מַקֵּל שָׁקֵד) (قضيب لوز) أو (غصن لوز) أو (غصن شجرة لوز) وتأتي في العبرية (שָׁקֵד) (تنطق: شَقيد)، فقال له الله أحسنت الرؤيا لأني (ساهر على كلمتي لأجريها) ، في العبرية كلمة (ساهر) جاءت ( שֹׁקֵד) (وتنطق : شُقيد) . أي أن النص يمكن ترجمته بطريقة أخرى وكأن شجرة اللوز إسمها (ساهر) ماذا أنت راء يا إرميا ، فقلت أنا راء قضيب شجرة (ساهر) ، فقال الرب لي : أحسنت الرؤيا لأني (ساهر) على كلمتي (أو قولي) لأصنعه أو أعمله. (هكذا جاءت في الأصل العبري לַעֲשֹׂתֽוֹ) التسمية لغصن اللوز والمعنى في إستخدام الجناس الكامل ضاعت في اللغة العربية المستضيفة للترجمة ، لأن المعنى الأعمق أن الله نظير أنه ساهر فهو يطلب الساهرين المتيقظين أيضا :

(طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِ)

أليس من الممتع أن يكون الله له هذه الطريقة في التعليم والحوار ؟

الأن إلى المعنى الأكثر عمقا في المشهد : فإن الله تكلم مع إرميا مرتين ، المرة الأولى أراه قضيب اللوز ، ويقول المفسرون أنه كان غصن جاف لشجرة لوز، بلا ثمر وبلا أوراق ، ولهذا كان سؤال الله لإرميا وإستحسانه له إذ رأي في جفاف الغصن لأي شجرة تنتمي ، حتى بدون أوراق أو ثمر ( راجع تفسير John Gill ) وما نقله عن (الترجوم) ، المرة الثانية ، أراه الله قدرا منفوخة ووجها (فتحتها) من جهة الشمال

ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ ثَانِيَةً قَائِلاً: «مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ؟» فَقُلْتُ: «إِنِّي رَاءٍ قِدْرًا مَنْفُوخَةً، وَوَجْهُهَا مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ». 14 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «مِنَ الشِّمَالِ يَنْفَتِحُ الشَّرُّ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ . (إرميا 1: 13- 14)

كانت رسالة الله لإرميا هي أن مملكة بابل سوف تأتي على مدينة أورشليم لتفيذ التأديب الإلهي عليهم لأنهم لم يعيشوا حسب وصايا الله ، وسوف يتم سبيهم لأرض بابل لمدة سبعين سنة بحساب سنة واحدة عن كل سبع سنوات لم يتركوا الأرض ترتاح (سبت) للرب ، بحسب الوصايا 

يقول المفسرون (اليهود) أن شجرة اللوز هي شجرة ربيعية يكون هناك 21 يوما بين حملها للأزهار ، التي تتحول إلى ثمار للقطف ، ويقولون أنها نفس المدة التي تمت بين دخول المدينة من قبل جيش بابل في 17 تموز وحتى إحتراق الهيكل في 9 آب

وبالرغم من طرافة التشبيه والحساب ، الا أن (John Gill) يقول في تفسيره أن حسابات (Pliny) تؤكد أن الزمن بين حمل الأزهار لحمل الثمار أكير من ذلك ، إذ أن شجرة اللوز تزهر في يناير وتثمر في مارس

ولكن على العموم ، ما يهمنا هنا أن الله فعلا بقى صادقا في كلمته ، وصار ساهرا على كلمته ليصنعها (أو يعملها ويجريها) ، فنرى نفس الكلمة تتكرر في سفر إرميا عدة مرات:

(مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَضْرِبُهُمُ الأَسَدُ مِنَ الْوَعْرِ. ذِئْبُ الْمَسَاءِ يُهْلِكُهُمْ. يَكْمُنُ النَّمِرُ حَوْلَ مُدُنِهِمْ. كُلُّ مَنْ خَرَجَ مِنْهَا يُفْتَرَسُ لأَنَّ ذُنُوبَهُمْ كَثُرَتْ. تَعَاظَمَتْ مَعَاصِيهِمْ)  (جاء في الأصل العبري يسهر النمر حول مدنهم ) 

(وَيَكُونُ كَمَا سَهِرْتُ عَلَيْهِمْ لِلاقْتِلاَعِ وَالْهَدْمِ وَالْقَرْضِ وَالإِهْلاَكِ وَالأَذَى، كَذلِكَ أَسْهَرُ عَلَيْهِمْ لِلْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ، يَقُولُ الرَّبُّ)

(هأَنَذَا أَسْهَرُ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ، فَيَفْنَى كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا الَّذِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ حَتَّى يَتَلاَشَوْا) 

قد يجد البعض أن هذه الكلمات صعبة وقد تكون كذلك إذا ما أخذت من سياقها الكامل ، ولذلك أدعوك للنقر على الروابط لقراءة النص كاملا ، أنا فقط وضعت الكلمة التي جاءت (ساهر أو يسهر) بها لأذكر أن الله (ساهر على كلمته ليعملها كما وعد إرميا النبي ، بإتمام قضائه على تأديب الشعب لعدم الطاعة ، ولكني دائما أقول أن ما تراه صعبا في الجرح ، هو لمصلحة المريض ، لأن الله دائما يفعل نفس طريقة الجرّاح في العلاج : 
( 17 هُوَذَا طُوبَى لِرَجُل يُؤَدِّبُهُ اللهُ. فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِيرِ. 18 لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ. )

نحن نقبل هذا العمل من الطبيب والجراح البشري، افلا نقبله من الطبيب الله الشافي  ، أو كما قاله الرسول في الرسالة للعبرانيين : (ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟)
(عبرانيين 12: 9) ، لاحظ أن نهاية تأديب الله هو حياة ، (لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّم) (مزمور 30: 5)

قد تقول أنني اخترعت كلمة (تأديب) لتهوين الأمر فلا نقول عقاب أو دينونة مثلا ، ولكني لم أختر أنا الكلمة بل الرب نفسه، اذ يقول لإرميا : 

ثمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلَةً:
13 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: اذْهَبْ وَقُلْ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ: أَمَا تَقْبَلُونَ تَأْدِيبًا لِتَسْمَعُوا كَلاَمِي، يَقُولُ الرَّبُّ؟ (إرميا 35: 13)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة