من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

قصة الخلق والسقوط القرآني - الحلقة الثالثة



ثالثا : هل غفر الله لآدم بحسب رواية القرآن ؟

(1) يقول القرآن عن الله (
غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ) (غافر : 3) ومن الواضح ان هذه ليست ثلاث مراحل فكيف يكون غافر الذنب مرحلة يليها قبول التوب مرحلة ثانية ثم شديد العقاب مرحلة ثالثة ؟؟ من الواضح انهم ثلاث مواقف مختلفة ليس لها علاقة بعضها البعض ، ونفهم منها ان القرآن يفهم الفرق بين ( الغفران والتوبة والعقوبة).

(2) هناك فرق بين التوبة والغفران التوبة : هي توقف العاصي او الخاطيء عن فعل الخطية ، والبدء في عمل الصالحات واطاعة الوصية ، بمعنى انه انسان كان يسير في اتجاه خاطيء ، ثم توقف واستدار وتحول الى السير في الاتجاه الصحيح والمضاد لما كان يسير فيه .الغفران : هو سقوط العقوبة ، والغاء الجزاء الواقع على الخاطيء او العاصي او المجرم .مثال :نفترض معا مدير يعمل في شركة ما ، ثم اكتشفوا انه مختلس ولص وسارق هناك عدة حالات لاستكمال القصة :

الاول: قبل اكتشاف السرقات ( التوبة ) : وهي ان يفيق ضميره ويصحو من تلقاء نفسه ، وقبل اكتشاف الجيرمة ، فيعلن توقفه عن السرقة ، ثم يعلن انه سوف يقوم برد ما سرقه ، ثم يعترف للجهات المعنية بانه كان يسرق .الثاني : ان يتم اكتشاف السرقات قبل توقفه عن الفعل (اعفاءه من منصبه او تتويبه ) : وهي انه يتم اكتشاف اختلاساته وسرقاته ، فيعلن توبته لافتضاح امره ، فتقوم الشركة باعفاءه من مناصبه ، والغاء كل الصلاحيات التي كانت له في الوصول الى الاموال ، ( ويمكن ان نسمي هذه الحالة ان الحكومة تابت عليه غصبا عنه ) ثم يتم تقديمه للمحاكمة .) الثالث : الغفران : وهو الحق المدني لاصحاب المال في التنازل عن القضية وعدم توجيه تهمة اليه ، او المطالبة بتوقيع العقوبة عليه بالحبس والغرامة ورد المسروقات أو التغاضي عنها بحسب ما يراه مالك المال .******* اظن ان هذا مثال واضح جدا ، تعال نطبقه على حالة آدم ونرى
(1) كان آدم في الجنة ومعه تحذيرا صريحا من الله ان لا يأمن للشيطان فهو عدو ، الا يأكل من الشجرة فيصبح من الظالمين ،
(2) لم يتوب آدم من نفسه وذهب الى الله معترفا بانه عصى الامر بالاكل من الشجرة ، الله هو الذي قام بمواجهة آدم بعصيانه لاوامره ، وبذلك استحق العقوبة .
(3) العقوبة هنا هي تجريد آدم من صلاحياته ( خليفة الله على الارض ) طرده من الجنه لكي يعيش في الارض يأكل من غرق جبينه بالتعب والكدح ، ( بعد ان كان متنعما بكل انواع المأكولات من الجنة )
(4) طلب آدم من الله ان يغفر له اي اسقاط العقوبة ( قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )
(5) من الواضح ان الله ( تاب عليه ( اي انه جعل آدم لا يستطيع ان يكرر الخطأ مرة أخرى ، فطرده من الجنة ( حيث الشجرة المحرمة (.
(6) تم تنفيذ العقوبة على آدم بالطرد من الجنة ( فكان من الخاسرين ( ولا اظن ان هناك خسارة تقاس بخسارة آدم لما كان عليه في الجنة من مكانة وتنعم ورفاهية .
(7) عقوبة الطرد التي اخذها آدم ( وحواء ) هي متساوية تماما مع عقوبة الطرد الذي اخذها (الشيطان ) ، ومساواة العقوبة هنا لا يمكن تفسيرها بان الحاكم غير عادل او انه ظالم لان الحاكم في هذه الحالة هو الله ( سبحانه وحاشاه ان يكون غير عادل او ظالم .)
(8) عقوبة الطرد ليست فقط متساوية بل هي عقوبة واحدة غير منفصلة او متجزئة الى عقوبتين واحدة خاصة بآدم والاخرى خاصة بالشيطان ، العقوبة واحدة ( قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )( الاعراف ) وايضا ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا )(البقرة( .
(9) الآية القرآنية تقول ( تلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ( ما هي الكلمات ؟؟ هل هي كلمات غفران ، أم هي كلمات تأنيب ؟ أم هي كلمات انتظار حدث ما لكي يتم الغفران والكفارة ،؟ ليس هناك اي توضيح قرآني ، ولكن تبقى الآية القرآنية المبهمة ليس فيها نص صريح عن الغفران أو اسقاط العقوبة ، كل ما نقرأه فقط هو عن التوبة .
(10) البعض يحاول التهوين من شأن معصية آدم فيقولون انه أكل ناسيا ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)(طه : 115)
ولكن القرآن لا يجد ان النسيان عذرا ، بل خطية يعاقب عليها فيقول والنسيان خطية كبيرة ايضا اذا لم تكن تعرف ، يقول عنها القرآن ( " نَسُوا اللَّه فَنَسِيَهُمْ " .) ( التَّوْبَة 67 ( ويقول المفسرون في هذا ، الجلالين :
http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ra=20&nAya=115"ولقد عهدنا إلى آدم" وصيناه أن لا يأكل من الشجرة "من قبل" أي قبل أكله منها "فنسي" ترك عهدنا "ولم نجد له عزما" حزما وصبرا عما نهيناه عنه
والطبري :
http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ra=20&nAya=115القول في تأويل قوله تعالى : { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي } . يقول تعالى ذكره : وإن يضيع يا محمد هؤلاء الذين نصرف لهم في هذا القرآن من الوعيد عهدي , ويخالفوا أمري , ويتركوا طاعتي , ويتبعوا أمر عدوهم إبليس , ويطيعوه في خلاف أمري , فقديما ما فعل ذلك أبوهم آدم { ولقد عهدنا إليه } يقول : ولقد وصينا آدم وقلنا له : { إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة } 20 117 فوسوس إليه الشيطان فأطاعه , وخالف أمري , فحل به من عقوبتي ما حل . وعني جل ثناؤه بقوله : { من قبل } هؤلاء الذين أخبر أنه صرف لهم الوعيد في هذا القرآن ; وقوله : { فنسي } يقول : فترك عهدي ثم يتابع قوله ، عن ابن وهب .....فنسي ما عهد إليه في ذلك , قال : وهذا عهد الله إليه , قال : ولو كان له عزم ما أطاع عدوه الذي حسده , وأبي أن يسجد له مع من سجد له إبليس , وعصى الله الذي كرمه وشرفه , وأمر ملائكته فسجدوا له ويقول القرطبي في تفسيره http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ra=20&nAya=115وإما أن يجعل تعلقه أنه لما عهد إلى محمد صلى الله عليه وسلم ألا يعجل بالقرآن , مثل له بنبي قبله عهد إليه فنسي فعوقب ; ليكون أشد في التحذير , وأبلغ في العهد إلى محمد صلى الله عليه وسلم ; والعهد هاهنا في معنى الوصية ; " ونسي " معناه ترك ; ونسيان الذهول لا يمكن هنا ; لأنه لا يتعلق بالناسي عقاب . والعزم المضي على المعتقد في أي شيء كان ; وآدم عليه السلام قد كان يعتقد ألا يأكل من الشجرة لكن لما وسوس إليه إبليس لم يعزم على معتقده . والشيء الذي عهد إلى آدم هو ألا يأكل من الشجرة , وأعلم مع ذلك أن إبليس عدو له .

خلاصة التفاسير : آدم اخطأ بعد ان اخذ تحذيرا من الله ان لا يطيع الشيطان ، فعصى ربه واطاع الشيطان ، والنسيان هنا ليس نسيان الذهول ، لان ( نسيان الذهول لا يتعلق به عقوبة ) ولكن من الواضح ان الله عاقب آدم بالطرد من الجنة .
العقوبة بالطرد من الجنة كانت لآدم وحواء والشيطان ، وهذا معناه ان الخطية متساوية عند الله لان العقوبة متساوية ، والا فانت تقول عن الله انه ظالم ولا يحسن تقدير العقوبة بقدر الخطأ !!!كان آدم مخلوقا ليكون خليفة الله في الارض ( هذا قبل العصيان والطرد (وبالتالي فقد آدم مكانته كخليفة ، وقد رأينا صورة العداوة بين نسل آدم بعضهم البعض ، والعداوة بين الانسان وباقي المخلوقات ، ( تنفيذا لعقوبة الله : اهبطوا بعضكم لبعض عدو ) ، فبدأت الحيوانات تحاول افتراسه واكله ، فهي لم تميز فيه ( خليفة الله على الارض ) ، وقول آدم وحواء (قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ، لهو اكبر دليل واثبات ان الله لم يغفر لآدم ، حيث ان آدم بالفعل اصبح من الخاسرين لمقامه ومكانته في الجنة ، وتم طرده مع الشيطان ، واذا لم يكن آدم بالفعل خسر الجنة ، وخسر المكانة التي كان بها ، فهل هناك خسارة بعد تلك الخسارة ؟؟

(11) ما قرأناه وفهمناه من قصة القرآن ان آدم اخطأ وعصي الله مثلما اخطأ الشيطان وعصا الله ، والاثنان اخذا عقوبة بالطرد ، بل هي نفس العقوبة في مقولة واحدة ( اهبطوا منها جميعا ) ، بل على العكس ، عندما طلب الشيطان المسامحة من الله وان يمهله في الجنة وافق عليها الله اولا ، وبنصح صريح قال له ( انك لمن المنظرين ) وبفعل صريح استبق الشيطان في الجنة ، فاذا كان الله غفر لآدم كما تقولون ، اين النص الواضح والصريح الذي يقول ان الله غفر له ؟؟ ، فنحن لا نستطيع ان نفهم لا نصا ولا فعلا أن الله غفر لآدم ، لانه لو كان فعل لاعاده الى الجنة مرة اخرى ، وقد اتفقنا انها على الارض وليست في السماء ، فلماذا اخرجه وطرده منها ، وتم تجريده من صلاحياته كخليفة الله على الارض ، الا اذا كان هذا عقوبة لم يتم غفرانها وفي انتظار ان يحدث شيئا ما لكي يتم الغفران وعودته الى الجنة مرة اخرى ؟


(12) اذا كان الله العادل القدوس الرحمن يغفر بكلمة ، بدون ذبيحة كفارة ، فقد تناقضت صفات الله ، وجعلتنا نتسائل ، لماذا لم يغفر لآدم ويعود به الى الجنة ؟؟
لماذا يضع تشريعا يطلب من الانسان ان يقدم كفارة لتحلة القسم الانساني ، فكيف يناقض هو نفسه (حاشاه تعالى عن هذا ) بكسر قسمه بدون كفارة وتحلة قسم ؟؟ اذا كان الله يستطيع ان ينقذ من حكم الموت بكلمة ، فلماذا لم يطلق ابن ابراهيم بكلمة بل اعطى ذبيحة فداء من السماء لكي تموت عوضا عن المحكوم عليه بالموت ؟؟ولماذا لم يطلب الله من ابراهيم ان يقدم ذبيحة من ممتلكاته ، واعطاه ذبيحة من السماء ؟؟
كل هذه التساؤلات لا نجد لها اجابة واضحة في قصة الخلق والسقوط بحسب القرآن ، ولكن نجد لها كل الاجابات الواضحة والشافية في قصة الخلق والسقوط بحسب الكتاب المقدس ، وهذا موضوع آخر .

مقــالات ســابقــة