من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

ماذا أعمل يارب؟

ماذا أعمل يارب ؟



 سؤال كثيرا ما نطرحه أمام الله في الصلاة، وكثيرا ايضا لا نجد الاجابة الواضحة عليه، فهي تسائلنا لماذا لا نأخذ الجواب على مثل هذا السؤال الهام؟ 

جاء الشاب الغني الى الرب يسوع وطرح عليه نفس السؤال الحائر: 
(ماذا أعمل يارب لكي ارث الحياة الابدية) (مرقس 10: 17) ويقول الكتاب المقدس ان الرب يسوع اعطاه الاجابة على سؤاله:


(19 انت تعرف الوصايا.لا تزن.لا تقتل.لا تسرق.لا تشهد بالزور.لا تسلب.اكرم اباك وامك. 20 فاجاب وقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. 21 فنظر اليه يسوع واحبه وقال له يعوزك شيء واحد.اذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب. 22 فاغتم على القول ومضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة)
(مرقس 10: 19 - 22)



ولكن لان الاجابة لم تكن كما يريدها الشاب، لقد كشف الرب يسوع امام الشاب ان قلبه لم يكن كاملا  في محبته لله ورغبته الكاملة في اطاعة الوصية حقا، كان عليه ان يفعل شيئا حاسما تجاه ثروته وامواله التي تملأ قلبه وعواطفه قبل ان تملأ خزائنه، ولهذا فيقول الكتاب ان هذا الشاب أخذ الاجابة على سؤاله ولكنه لم يمض فرحا مبتهجا بل (اغتم على القول ومضي حزينا)!!

 الا يعلمنا هذا درسا مهما، وهو انه قبل ان نأتي الى الله بمثل هذا السؤال (ماذا أعمل يارب) علينا ان نسأل انفسنا صادقين قبل ان نتقدم بهذا السؤال (هل أنا على استعداد ان افعل ما يطلبه الله مني؟ مهما كلفني الأمر، ومهما طلب مني الله أن افعل؟) 

لقد كانت اجابة السيدة العذراء على كلام الملاك الذي جاء اليها بالبشارة عن ميلاد الرب يسوع المسيح (هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك) (لوقا 1: 38)، فكان ان تحقق اعظم شيء في الوجود الانساني، جاء المخلّص مولودا من عذراء، فهل كان سيفعل الله نفس الشيء غصبا عن ارادة مريم العذراء ؟ هل كان الله سوف يفرض ارادته عليها اذا لم تكن هي اعلنت خضوعها الكامل لارادة الله ؟ 
والآن يارب، اعلن انني قبل ان اطلب مشيئتك واسأل (ماذا تريد مني أن افعل) اعلن يارب خضوعي الكامل لارادتك الصالحة المرضية الكاملة، أعلن انني سوف اطيع واخضع وانفذ كل ما تطلبه مني، سوف يكون ردي (هوذا انا عبدك. ليكن لي كقولك) لانني اثق واعلم انك آب محب، وكل ما سوف تطلبه مني هو ارادتك الصالحة المرضية الكاملة

(ولا تشاكلوا هذا الدهر.بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة.)
 يسمع صوت الله اولئك الذين على استعداد ان يطيعوا صوته

(16 هذا اليوم قد امرك الرب الهك ان تعمل بهذه الفرائض والاحكام فاحفظ واعمل بها من كل قلبك ومن كل نفسك.17 قد واعدت الرب اليوم ان يكون لك الها وان تسلك في طرقه وتحفظ فرائضه ووصاياه واحكامه وتسمع لصوته. 18 وواعدك الرب اليوم ان تكون له شعبا خاصا كما قال لك وتحفظ جميع وصاياه 19 وان يجعلك مستعليا على جميع القبائل التي عملها في الثناء والاسم والبهاء وان تكون شعبا مقدسا للرب الهك كما قال)
(التثنية 26: 16- 19)

وأنت متى رجعت ثبت أخوتك

وأنت متى رجعت ثبت أخوتك

(31 وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة.32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك.وانت متى رجعت ثبت اخوتك. 33 فقال له يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن والى الموت. 34 فقال اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني)




كثيرا ما كنت اتسائل: لماذا اختار الرب بطرس تحديدا دونا عن باقي التلاميذ لمهمة تثبيت الأخوة؟ ألم يكن يوحنا هو التلميذ الاكثر جدارة للقيام بهذه المهمة، خاصة وانه كان بالفعل التلميذ الاكثر ثباتا عند القبض على السيد المسيح، وكان ثابتا معه في المحاكمة في دار رئيس الكهنة "قيافا"، وكان متواجدا ايضا عند الصليب مع أمه العذراء مريم، حتى ان المسيح اوصى يوحنا برعاية أمه العذراء؟  كل هذه المؤهلات والخبرات لدى يوحنا تجعله (في نظري) الاجدر على مهمة تثبيت الاخوة.

ولكن يبدو ان سيدنا ومعلمنا وربنا يسوع المسيح له نظرة اخرى للامور والاشخاص،  وطريقة توزيع المهام ومن هو الانسب لاي مهمة، فقد اختار بطرس، برغم معرفته الكاملة بسبق العلم، ان بطرس (لن يثبت في هذه المحنة تحديدا) وسوف يخونه وينكره امام الجميع، ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات متتاليات بعناد واصرار!!

ماذا رأي ربنا ومعلمنا المسيح في شخص بطرس، حتى يطلب منه مهمة تثبيت اخوته؟ الامر الذي فشل فيه بطرس نفسه؟ هاهو بطرس ينكر المسيح ثلاث مرات، ويتذكر مع صياح الديك أنك حذرته مسبقا، وبعناده كان يكابر ويقول انه مستعد ان يمضي معك حتى الى السجن والى الموت!!

( فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات، فخرج الى خارج وبكي بكاء مرا) (متى 26: 75) 

وهنا، اسرعت الى الكتاب المقدس ابحث فيه عن اجابة سؤالي، لماذا بطرس بالذات؟  فبحثت كاملا في رسائل بطرس، كيف سيثبت اخوته ويثبتنا نحن معهم؟ ماذا ذكر بطرس بخصوص هذا الموقف، ماذا سيقول بخصوص انكاره لسيده؟ ولماذا اختاره السيد دونا عن باقي التلاميذ ؟

فماذا وجدت في رسائل بطرس؟ (لا شيء) !! نعم لا شيء، لم يذكر بطرس انكاره لسيده ولكن رأينا بطرس في سفر اعمال الرسل يلقي عظة واحدة فيؤمن اكثر من 4000 شخص بالسيد المسيح مخلصا وربا على حياتهم، ورأيناه كيف بالفعل كان ثابتا حتى الشيخوخة والممات ومتمسكا بتعليم الرب والكرازة باسمه لخلاص النفوس، ورأينا كيف انه كان أمينا وجاهزا لخلع مسكنه الارضي برضا وهدوء ، فكتب يقول:
(12 لذلك لا اهمل ان اذكركم دائما بهذه الامور وان كنتم عالمين ومثبتين في الحق الحاضر. 13 ولكني احسبه حقا ما دمت في هذا المسكن ان انهضكم بالتذكرة 14 عالما ان خلع مسكني قريب كما اعلن لي ربنا يسوع المسيح ايضا. 15 فاجتهد ايضا ان تكونوا بعد خروجي تتذكرون كل حين بهذه الامور) (بطرس الثانية 1: 12 - 15) ،  ليس هناك ما يذكره عن حادثة الانكار، سوى ما جاء في البشارة انه خرج الى خارج وبكي بكاء مرا !!

ويبدو ان هذا بالفعل هو الدرس الذي يريد بطرس ان يعلمنا اياه، ويثبتنا به، هذا هو الدرس الذي تعلمه هو بأن الخطية المعترف بها قد غفرت تماما، لا يعود الله يذكرها لنا مرة اخرى  (ان اعترفنا بخطاينا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطاينا ويطهرنا من كل اثم) ( يوحنا الاولى 1: 9)

(18 من هو اله مثلك غافر الاثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه.لا يحفظ الى الابد غضبه فانه يسر بالرافة.19 يعود يرحمنا يدوس اثامنا وتطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم.) (ميخا 7: 18 - 19) 

(16 هذا هو العهد الذي اعهده معهم بعد تلك الايام يقول الرب اجعل نواميسي في قلوبهم واكتبها في اذهانهم 17 ولن اذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد. 18 وانما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية) (عبرانيين 10: 16 - 18)




هذا هو الرب يسوع المسيح الذي احبنا ومات لاجلنا على الصليب، اله الفرصة الثانية، فهو القادر على اعطاء الفرصة الثانية لمن اخطأ ليكون له فائدة كبيرة ومفيدة من الغلطة نفسها ليتعلم منها ويفيد الآخرين بما تعلمه، هذه هي المهمة الخاصة والتي لا يستطيع ان يقوم بها الا من اجتاز نفس الطريق لكي يقوم بتثبيت اخوته، وليس هناك اجدر من بطرس للقيام بهذه المهمة، ولكن ليس قبل ان يذهب في هذا الطريق ويرجع عنه (وأنت متى رجعت ثبت اخوتك).

وكما في قصة الابن الضال، اختار الاب الصالح بحكمته وخبرته،ان يجعل  الابن الذي كان ضالا فوجد، وكان ميتا فعاش، هو المسئول الاول عن ادارة ممتلكاته، لكي يعطيه الحلة الاولى والخاتم والحذاء، فاعطاه الفرصة الثانية، بعدما رجع تائبا اليه،  راجع القصة كاملة  (لوقا 15: 11 - 32) 

(3  مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة واله كل تعزية 4 الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله. )

ياسيدي الحبيب ومخلصي الصالح ربنا يسوع المسيح، هل هناك مكانا لي انا ايضا في حضنك ؟ هل هناك فرصة ثانية لي، ان آتي واعمل في حقل خدمتك؟ هل تعطيني فرصة ثانية ؟

 

لا تقتنوا عصا ولا تحملوا غير عصا، هل هي تناقض ؟

 وقال لهم (لاتقتنوا عصا) 
واخبرهم (لاتحملوا غير العصا)
هل هو تناقض؟
***********

وصلتني رسالة من اخ مسلم يضع هذه الاقتباسات من الكتاب المقدس ويسأل هل بها تناقض،  وبالطبع اعتدنا قبل الرد ان نضع الاقتباسات في سياقها، ثم نشرحها لنرى هل هي تناقضات ام ان الاقتباسات المختلفة متناسقة وتكمل وتشرح بعضها البعض ؟ تعالوا لنرى .( اشجعك على الضغط على الروابط لمزيد من المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المقال).



بداية، نضع الاقتباسات بحسب البشير "لوقا" لنعرف ان السيد المسيح ارسل ارساليتين، الاولى هي التلاميذ الاثني عشر، والثانية هل الرسل السبعين (ومن ضمنهم بالطبع  الاثني عشر تلميذا).

(1 ودعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء امراض. 2 وارسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى.3 وقال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان. 4 واي بيت دخلتموه فهناك اقيموا ومن هناك اخرجوا. 5 وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار ايضا عن ارجلكم شهادة عليهم. 6 فلما خرجوا كانوا يجتازون في كل قرية يبشرون ويشفون في كل موضع)


(1 وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي. 2 فقال لهم ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون.فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده. 3 اذهبوا.ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب.4 لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا احذية ولا تسلموا على احد في الطريق. 5 واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت. 6 فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه والا فيرجع اليكم. 7 واقيموا في ذلك البيت اكلين وشاربين مما عندهم.لان الفاعل مستحق اجرته. لا تنتقلوا من بيت الى بيت.8 واية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم. 9 واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله. 10 واية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها وقولوا 11 حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم.ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله. 12 واقول لكم انه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة)

من بشارة "لوقا" عرفنا انهم ارساليتين، وكما قرأنا فأن احدى الارساليتين تكلم عن (العصا تحديدا) وفي الثانية لم يذكر موضوع (العصا) وان كان ذكر في كلا الارساليتين (الكيس الذي يحتفظ فيه بالنقود، والاحذية والمزود الذي يحتفظ فيه بالطعام) ولكن عند قراءة الاقتباسات الاخرى بحسب البشير "متى" والبشير "مرقس" فهي تتكلم عن ارسالية واحدة، فمن الممكن ان يكون قد تم دمج احداث الارساليتين معا او تم ذكر احداهما:

كما ينقل البشير "متى"
(5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا.الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. 6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة. 7 وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات. 8 اشفوا مرضى. طهروا برصا. اقيموا موتى. اخرجوا شياطين. مجانا اخذتم مجانا اعطوا. 9 لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. 10 ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا. لان الفاعل مستحق طعامه)



وكما ينقل البشير "مرقس"
( 7 ودعا الاثني عشر وأبتدا يرسلهم اثنين اثنين. واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة.8 واوصاهم ان لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط. لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة. 9 بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين. 10 وقال لهم حيثما دخلتم بيتا فاقيموا فيه حتى تخرجوا من هناك. 11 وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضوا التراب الذي تحت ارجلكم شهادة عليهم.الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة. 12 فخرجوا وصاروا يكرزون ان يتوبوا. 13 واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم)

واليكم هذه الملاحظات المبدئية عندما نقرأ الفقرات المختلفة عن رحلة الكرازة نلاحظ مايلي :

اولا: كما ذكرنا سابقا، ان المسيح قام بارسال ارساليتين، بحسب "لوقا" واحدة تكلم عن (العصا) تحديدا، والثانية لم يذكر فيها اي شيء بخصوص العصا، فمن الممكن ان يكون كل من ذكر ارسالية واحدة  ان يكون احدهما ذكر الارسالية الاولى، فيما ذكر الثاني الارسالية الثانية.

ثانيا: البشير "متى" ينقل كلمات المسيح مباشرة بصيغة المتكلم، في حين ان البشير "مرقس" ينقل كلام المسيح بصيغة ضمير الغائب، او كما هو معروف باللغة الانجليزية واليونانية طريقة الكلام المباشر وغير المباشر، اذا فمن الممكن ان الواحد ينقل ما قاله المسيح والآخر ينقل خلاصة الكلام ومضمون ما قاله المسيح.

ثالثا: في الفقرات التي جاءت تمنع حمل "العصا" مع (الثوبين والحذائين) جاءت "العصا" (Strong's Number G4464) في النسخ اليونانية  الاقدم بصيغة الجمع كما في (متى 10:  10) و (لوقا 9: 3) (وان كانت وردت في بعض الترجمات القديمة بالمفرد). ولكن يقول الدارسون (وانقل عنهم قول جون جيل: ان الجمع هي القراءة الصحيحة في حالة المنع ، حيث ان السيد يسوع المسيح سمح لهم بحمل عصا وحذاء وثوب (بصيغة المفرد) ولكنه منعهم من اخذ اكثر من شيء واحد في الرحلة (حذائين او ثوبين او اكثر من عصا) بصيغة الجمع. راجع تفاسير جون جيل في اسفل الصفحة  ( متى 10: 10) و (لوقا 9: 3)


رابعا: من قراءة النصين بعد فهم السياق، يتضح ان النصين لا يتناقضان، بل يكملان ويشرحان ويفسران بعضهما البعض، فالسيد يسوع المسيح يقول لتلاميذه انه يرسلهم في عمل الكرازة،  وعليهم الا يهتموا بالملابس والاكل والشرب، فكل هذه سوف يدبرها الله لهم بحكمته (لان العامل مستحق اجرته) فيمكنهم ان يأخذوا بالطبع الثوب الذي عليهم والحذاء (او النعل) الذي عليهم والعصا التي بيدهم اذا كانوا يمتلكون واحدة، ولكن لا يهتموا او يطلبوا المزيد (لاخبز ولا طعام، ولا حذائين ولا ثوبين ولا مزود -أي كيس طعام - ولا كيس نقود بأي مقدار ذهب او فضة او نحاس) ، باختصار لا يشتروا تموينات اضافي  للرحلة الكرازة، بل يذهبوا بما لديهم من امكانيات او تجهيزات.



**************

خامسا: نقل البشير "متى" قول المسيح (لا تقتنوا) اي لا تشتروا اشياء اضافية غير التي معكم بالفعل ولذلك جائت الاشياء مذكورة بالجمع (لا ثوبين ولا احذية ولا عصا ) في حين نقل البشير "مرقس" المعنى نفسه (لا تحملوا الا ..) ثم ذكر الاشياء المسموح بحملها وهي عصا فقط، ويشدوا ارجلهم بنعال (لا يحملوا احذية اضافية غير التي بارجلهم) ولا يأخذوا ثوبين. راجع الاقتباسات المكتوبة مرة اخرى وقارن بينها بعد قراءتك لهذا المفهوم.
وهذا ما سنناقشة الان بالتفصيل: 



مناقشة الكلمات في اللغة اليونانية الاصلية.

حل الاشكالية (الظاهرة) ليس في كلمة (عصا) او (لا عصا)، وان كان بالفعل يمكن فهمها على اختلاف الارساليتين كما رأينا ، ولكن فهم النص يجعلنا ننظر فيما يقوله "متى" : (لا تقتنوا )

في حين يقول "مرقس" ( واوصاهم ان لا يحملوا شيئا للطريق غير .....)


 Μὴ κτήσησθε χρυσὸν μηδὲ ἄργυρον μηδὲ χαλκὸν εἰς τὰς ζώνας ὑμῶν

والكلمة في الاصل اليوناني بحسب البشير "متى" (لا تقتنوا)، وجاءت في الترجمة الانجليزية Provide:

Provide neither gold, nor silver, nor brass in your purses,
 وباليونانية
وتنطق ktaomai
Strong's G2932

وقد جاءت حوالي 7 مرات في اليونانية وترجمت بحسب ترجمة الملك جيمس الى:

المصدر على هذا الرابط : Blue Letter Bible


بمعنى يقتني او يشتري، واليك بعض الامثلة التي جاءت لاستخدام نفس الكلمة اليونانية:
***
في صلاة الرجل العشّار، قال:

(اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه) (لوقا 18: 12)
وبالطبع فان العشور يدفعها الرجل عن ما يشتريه او يقتنيه كاضافة الى ممتلكاته وليس على ما يملكه بالفعل. 
***
يقول القديس بطرس عن يهوذا الاسخريوطي، بعدما سلّم المسيح الى اليهود واخذ الثمن ثلاثون من الفضة، انه اشترى بها حقلا.
( فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها.) (اعمال الرسل 1: 18)

***
عندما رأي "سيمون" موهبة التلاميذ الرسل في وضع الايدي لنوال موهبة الروح القدس، طلب ان يعطيهم نقودا ليشتري منهم هذه الموهبة ، فكان رد القديس بطرس:
(فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم.)
(اعمال الرسل 8: 20)
***
في مقابلة قائد المئة الروماني لبولس، كان يقول له انه اشترى الجنسية الرومانية بنقود كثيرة، فكان رد بولس انه لم يشتريها او يقتنيها وانما اخذها بالميلاد في مقاطعة رومانية.
(فاجاب الامير اما انا فبمبلغ كبير اقتنيت هذه الرعوية.فقال بولس اما انا فقد ولدت فيها.) 
(اعمال الرسل 22: 28)
***
من الواضح اذا ان الكلمة اليونانية جاءت في كل الاحوال عن الاقتناء، بمعنى الشراء، او الحصول على شيء جديد لا يمتلكه الانسان.




**************
اما الكلمة بحسب البشير "مرقس" فهي (لاتحملوا )، وجاءت في الترجمة الانجليزية : take


And commanded them that they should take nothing for [their] journey, save a staff only; no scrip, no bread, no money in [their] purse:
وباليونانية
وتنطق  airō
Strong's G142
وجاءت حوالي 102 مرة، وترجمت بالانجليزية الى مايلي:
take up 32, take away 25, take 25, away with 5, lift up 4, bear 3, misc

 المصدر على هذا الرابط : Blue Letter Bible

ومن الامثلة للتوضيح، ما يلي:
***
 قول السيد المسيح لتلاميذه :
(احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لاني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم.)
(متى 11: 29)

فهنا من الواضح ان السيد المسيح يقول انه يحمل النير بالفعل، ويقول لتلاميذه من يريد ان يتبعني فيحمله معي .
***
وعندما تم اعدام يوحنا المعمدان بفصل رأسه عن جسده، جاء تلاميذه واخذوا (او حملوا) الجسد .
(تقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه.ثم أتوا واخبروا يسوع) (متى 14: 12)
***
وايضا قول السيد المسيح للمفلوج الذي شفاه:
(ايما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك.ام ان يقال قم واحمل سريرك وامش. 10 ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا.قال للمفلوج 11 لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك. 12 فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما راينا مثل هذا قط.)

في هذه المرات الثلاثة، جاءت الكلمة اليونانية ذاتها، تشير الى ان الانسان يأخذ او يحمل ما لديه وما يقتنيه بالفعل.
***
وايضا ما جاء في بشارة "مرقس" عن يوحنا المعمدان:

 ( ولما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر) (مرقس 6: 29)
( ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة ومن السمك.) (مرقس 6: 43)
الكلمة اليونانية نفسها هي التي استخدمت للتعبير عن رفع جسد يوحنا المعمدان، ورفع بواقي الطعام من معجزة اشباع الجموع للسيد المسيح، فهي تتحدث عن رفع او اخذ اشياء موجودة بالفعل وليس شراءها او اقتنائها من جديد كما هو الحال في الاقتباس الاخر.
***
والامثلة للشرح تطول، ولكني اكتفي بهذا القدر، واترك الروابط لمن يريد الاستزادة في الدراسة او الفحص.

**************
للمزيد من التفاسيرباللغة العربية:


تفسير وليم ماكدونالد - باللغة العربية ( مرقس 6)
تفسير وليم ماكدونالد -  باللغة العربية ( لوقا 9) 
تفسير وليم ماكدونالد - باللغة العربية ( لوقا 10)
تفسير وليم ماكدونالد- باللغة العربية  ( متى 10) 
تفسير القمص تادرس يقعوب ملطي ( متى 10)
تفسير القمص تادرس يقعوب ملطي ( لوقا 9)
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي ( لوقا 10) 
تفسير القس انطونيوس فكري ( متى 10) 
تفسير القس انطونيوس فكري ( لوقا 10) 

تفسيرات باللغة الانجليزية:

 تفسير جون جيل  ( متى 10: 10)
تفسير جون جيل  (لوقا 9: 3)
تفسير جون جيل (لوقا 10: 4)
تفسير جون جيل (مرقس 6: 8) 
تفسير جون جيل (مرقس 6: 9)
**********
موضوعات ذات صلة:
الرد على شبهة: ماجئت لالقي سلاما بل سيفا

ما معنى قول المسيح لبطرس: "اذهب عني يا شيطان"

سر النجاح حيث يفشل الآخرون

سر النجاح حيث يفشل الآخرون

"كالب بن يفنة" أسم سجل نجاحا في الكتاب المقدس حيث فشل الآخرون، هل تعرف من هو "كالب بن يفنة"، إنه رفيق "يشوع بن نون" وأحد الذين اشتركوا في بعثة الأستطلاع المكونة من 12 شخص الذين أرسلهم موسى لأستطلاع ورؤية أرض الموعد قبل دخولها لتشجيع الشعب وتقوية عزيمتهم.  (سفر العدد 14: 6).



فشل الجميع في تحقيق هذا الوعد من الله فيما عدا "كالب ويشوع"، لماذا ؟
مات الجيل كله في ارض الغربة ولم يدخل أرض الموعد من هذا الجيل  الا اثنان "يشوع وكالب" ، فكيف نجحا فيما فشل فيه الآخرون، بماذا أمتاز كالب عن غيره ؟
الأجابة على لسان "كالب" نفسه، الذي أحتفظ بعزيمة وقوة وارادة الشباب من سن الأربعين الى الخامسة والثمانين، فيقول: 

"7 كنت ابن اربعين سنة حين ارسلني موسى عبد الرب من قادش برنيع لاتجسس الارض.فرجعت اليه بكلام عما في قلبي. 8 واما اخوتي الذين صعدوا معي فاذابوا قلب الشعب.واما انا فاتبعت تماما الرب الهي. 9 فحلف موسى في ذلك اليوم قائلا ان الارض التي وطئتها رجلك لك تكون نصيبا ولاولادك الى الابد لانك اتبعت الرب الهي تماما. 10 والان فها قد استحياني الرب كما تكلم هذه الخمس والاربعين سنة من حين كلم الرب موسى بهذا الكلام حين سار اسرائيل في القفر.والان فها انا اليوم ابن خمس وثمانين سنة. 11 فلم ازل اليوم متشددا كما في يوم ارسلني موسى.كما كانت قوتي حينئذ هكذا قوتي الان للحرب وللخروج وللدخول. 12 فالان اعطني هذا الجبل الذي تكلم عنه الرب في ذلك اليوم.لانك انت سمعت في ذلك اليوم ان العناقيين هناك والمدن عظيمة محصنة.لعل الرب معي فاطردهم كما تكلم الرب."

لقد امتاز كالب بأربعة صفات: 

الصفة الاولى : رجعت بكلام عما في قلبي.
مهما كان رأيه مختلفا عن الباقين، فقد تكلم عن ايمانه وقناعته غير الشائعة، ان الايمان ليس شيئا تصنعه او تستجلبه وانما هو نتيجة الطاعة الكاملة للرب وكلمته وحفظها في القلب كما يقول المرنم (خبأت كلامك في قلبي لكي لا اخطيء اليك) (مزمور 119: 11)، وعندما تؤمن بكلمة الرب، وتصير في داخلك وداخل قلبك، تكلم بها بكل شجاعة وقوة، وشجّع بها الآخرين المحبطين الخائفين، الذين اهتز ايمانهم في وعود الله الصادقة.

الصفة الثانية : وأما أنا فاتبعت تماما الرب الهي.
(اتبعت) تعني الطاعة الكاملة لله العلّي، لم يكن رجل سياسة يبحث عن ارضاء من حوله على حساب كلمة الله، كما انه لم يتأثربرأي الاغلبية، او ما يفعله الآخرون، وهذا ما يجب ان يفعله اتباع المسيح، (ولا تشاكلوا هذا الدهر.بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة.) (روميه 12: 2) غير طالبين اي مكافأة أو تقدير سوى اتمام امتياز دعوة المسيح لهم.

الصفة الثالثة: الرب الهي
في حين كان الآخرون لم يتجاوزوا مرحلة (إلهنا) ، كان هو يتكلم عن (إلهي) وكل منّا له هذا الأمتياز ، أن يكون له علاقة شخصية بالرب ، وكما قال المرنم في القديم :
(قلت اطلبوا وجهي ، وجهك يارب اطلب )(مزمور 27: 8)

الصفة الرابعة: كما تكلم الرب
كان إيمانه مؤسسا على كلمة الرب، لذلك استطاع أن يجاهر بايمانه، فمن يثبّت قلبه على الرب ويثق بكلمته لا يخاف من ان يتكلم ويتقدم الى الامام لتنفيذ مشيئة الرب.


*******

هل نواجه صعوبات عملاقة ( مثل العمالقة العناقيين والكنعانيين) الذين كان يواجههم "كالب"؟، كم لنا من رصيد من كلمة الله ومن روحه الساكن فينا، ؟ هل نتمتع بهذه العلاقة الشخصية الحميمة مع المخلص (مخلصي) ؟

" فلنخف انه مع بقاء وعد بالدخول، يرى احدا منكم انه قد خاب منه، لاننا نحن ايضا قد بُشرنا كما اولئك. لكن لم تنفع كلمة الخبر اولئك اذ لم تكن ممتزجة بالايمان في الذين  سمعوا" ( عبرانيين 4: 1 - 2)




الفرصة لازالت أمامنا لكي نوطد علاقتنا الشخصية بالرب المخلص، ونلقي مرساة حياتنا على كلمة قدرته الصادقة، ونبدأ في مزج كلمة الله بالايمان الذي يصدّق ويفعل.


***

اصدقاء متعْبون ... سبب البركة

اصدقاء متعْبون ... سبب البركة


" 7 وكان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لاليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك وعلى كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب. 8 والان فخذوا لانفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا الى عبدي ايوب واصعدوا محرقة لاجل انفسكم وعبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب. 9 فذهب اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وفعلوا كما قال الرب لهم ورفع الرب وجه ايوب. 10 ورد الرب سبي ايوب لما صلى لاجل اصحابه وزاد الرب على كل ما كان لايوب ضعفا."
(ايوب 42: 7 - 10)




برغم محنة أيوب الكبيرة، ومعاناته مع المرض وفقدان الثروة، وبرغم معاناته  من الظروف والناس حوله وقت التجربة، فقد بدأ الله يعلّم ايوب كيف يسترد ما كان له تباعا،  بعد انتهاء فترة التجربة، وتعلم ايوب الدرس وفهم قصد الله من التجربة التي جعلته اكثر حكمة وقوة مما كان قبل اجتياز التجربة، وكانت الخطوة الاولى في حياة ايوب لاسترداد ما كان له هو انه لم يصلي من أجل نفسه، او من اجل استرداد ما كان له قبل التجربة، لكن مفتاح البركة الحقيقية واسترداد كل البركات مع أضعاف هي صلاته لأجل اصحابه واصدقائه، اولئك الذين قال عنهم قبلا : " معزّون متعبون كلكم" (ايوب 16: 2)، هؤلاء الذين شعر بقسوتهم عليه في الكلام وطلب منهم الرأفة والرحمة: " تراءفوا تراءفوا عليّ يا اصحابي، لان يد الله قد مستني." (ايوب 19: 31).

هل لديك في حياتك، سواء في العمل او في المحيط العائلي او الاصدقاء، جماعة تشعر بأنهم متعبون، منتقدون دائما، لايرون الا الاخطاء التي تفعلها فقط؟ هل حولك معزون متعبون؟ يعتقدون انهم يقدمون لك المساعدة والنصيحة والتعزية وفي واقع الامر هم يسببون لك الايلام والضيق والتعب؟

فهل نتعلم من صلاة أيوب مشيئة الله في الصلاة من اجلهم التي نطلب فيها البركة؟ هل لك طلبات واحتياجات تشعر انها كانت من حقك وأن احدهم قد أخذ ما كنت تستحقه انت؟ هل لديك طلبات تشعر ان الله يؤجل استجابتها لك ؟

نعم أحبائي، نحتاج ان نرفع كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث في قلوبنا تجاه بعض الاصحاب والاصدقاء من حولنا، نحتاج أن نكون لطفاء بعضنا نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحنا الله ايضا في المسيح يسوع (افسس 4: 31 - 32)، نحتاج ان نصلي ليس من اجل طلباتنا واحتياجاتنا لان الله " ابونا السماوي" يعلم اننا نحتاج هذه جميعها ، قبل ان نطلبها.  إنما نحتاج ان نصلي اولا من اجل انتشار ملكوت الله وبره (وهذه كلها تزاد اضعاف) (متى 6: 33)،  نحتاج ان نصلي أن يكون الله ملكا وربا والها على حياة اصدقائنا وبالاخص المتعْبين منهم الاكثر ايلاما لنا.

ارفع نظرك من على هؤلاء الى الرب الذي يسمح لك بهذه التجربة، لكي ينتج فيك ثمر الروح (واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف) (غلاطية 5: 22 - 23)، فاذا اراد الرب ان ينتج فيك ثمر الصبر، سيسمح لك بالتواجد في مواقف تحتاج الى صبر، واذا اراد ان ينتج فيك ثمر المحبة، فلا بد وان يسمح لك بالتواجد في اماكن ومواقف مع اشخاص يحتاجون الى المحبة ويفتقرون اليها.

 اليوم: اطلب منك يا الله، ان تعلمني أن اصلي من اجل اصحابي ، من اجل اتعابهم ومضايقتهم، علمني يارب أن اتشفع لهم واضعهم امامك، أن أصلي من أجل اصحابي حتى وان كانوا متعبين، غير رؤوفين، حتى وان سمعت منهم مذمة ، وان استهزؤا بي، علمني يارب أن أكون صبورا عليهم ، لطيفا، كما كنت انت يا سيدي، محبا لنا على الصليب: " يا أبتاه أغفر لهم، لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23: 34)، الى ان ينتج فيّ ثمر الروح فاكون بحسب مشيئتك وقصدك اكثر شبها بسيدي ومخلصي المسيح.





" مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين"
(افسس 6: 18) 

"ها نحن نطوّب الصابرين. قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب. لان الرب كثير الحرمة ورأوف"
(يعقوب 5: 11)

مقــالات ســابقــة