من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي

وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.
كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.

بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض
(يوحنا 13: 34-35)
**********




هل يمكن أن تتحقق وحدة الكنيسة؟

قبل ان تطالب الكنيسة في مصر الحكومة او الشعب المصري ان ينظر الينا في اطار المواطنة المصرية الواحدة، اعتقد انه من واجب الكنيسة ان تلم شتاتها على اختلاف طوائفها وتعلن اتحادها في اسم المسيح، كما اراد لها الله.

هل من الممكن ان تكون الكنيسة الموحدة في مصر شاهد ودليل على ارسالية السيد المسيح الى العالم؟ ألم يقل يسوع في صلاته الشفاعية الاخيرة (20 ولست اسال من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. 21 ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحد كما اننا نحن واحد.23 انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني) (يوحنا 17: 20-23) ، فهل فعلا تستطيع الكنيسة ان تشهد للعالم ان الله قد ارسل مسيحه الرب يسوع المسيح لخلاص العالم، هل تشهد الكنيسة بوحدتها ؟


اسمحوا لي ان اطرح رؤيتي الخاصة لهذا الموضوع، بعد قراءة الكتاب المقدس استطيع ان اقول بحسب فهمي ان وحدة الكنيسة ممكنة اذا تحققت بعض الشروط البسيطة والسهلة، ولهذا سوف اضع اجابتي بحسب ما قرأته في الكتاب المقدس في شكل نقاط سريعة.

اولا: حتمية الوحدة.
قال الرب يسوع المسيح، انه يبني كنيسته اي انها كنيسة المسيح وليست كنيسة طائفة ولا مجموعة، ولا يزعم احد ان كنيسته او طائفته هي التي قصدها المسيح في كلامه، فالكنيسة بهذا المعنى اشمل واعم وتضم الكنيسة على اتساع الجغرافيا والتاريخ، اي انها كنيسة الله في اي مكان بالعالم، وتضم الكنيسة المجاهدة والمنتصرة، اي الاحياء الذين لا زالوا يجاهدون في العالم والاموات اي الذين اتموا جهادهم وانتقلوا الى العالم الآخر.

(وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها.) (متى 16: 18)
 
قال رئيس الكهنة قبل صلب المسيح في نبؤة واضحة عن عمل المسيح في  الفداء بموت الصليب:  (ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة.52 وليس عن الامة فقط بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد) (يوحنا 11: 51-52)

وهذا نفس المفهوم الذي اخبر به الرسل والتلاميذ في خدمته الكرازية:
(احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها 26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب.) (افسس 5: 26-27)

وقد كانت صلاة المسيح الاخيرة والشفاعية يطلب فيها من الآب وحدة المؤمنين به، و كذلك وحدتهم فيما بينهم وبين بعضهم البعض:
(ولست انا بعد في العالم واما هؤلاء فهم في العالم وانا اتي اليك. ايها الاب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن.)
(يوحنا 17: 11)
(
20 ولست اسال من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. 21 ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحد كما اننا نحن واحد. 23 انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني) (يوحنا 17: 20-23)

هذه الوحدة التي كان يطلبها السيد المسيح لا تعني تطابق الخدمة او طريقة العبادة، بل تعني قبول التنوع في الجسد المسيحي الواحد. 
(4 جسد واحد وروح واحد كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد.5 رب واحد ايمان واحد معمودية واحدة 6 اله واب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم. 7 ولكن لكل واحد منا اعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح.) (افسس 4: 4-7)


لقد كانت بداية ونشأة الكنيسة في عصر الرسل بحسب تسجيل سفر الاعمال، تشهد هذه الوحدة مع التنوع والاختلاف، فقد كانت كنيسة واحدة تجمع اليهود والامم، مع اختلاف خلفياتهم وثقافاتهم وتعليمهم الديني السابق، ومع هذا فقد حافظت على خصوصية اليهود كما حافظت على خصوصية الامم، وقد اقر الرسل والتلاميذ بموافقة وارشاد الروح القدس على ان الامم من حقهم ان ينضموا الى جسد المسيح الواحد بدون ان يصبحوا يهودا اولا فيختتنوا ويحفظوا بعض عادات الناموس الموسوي، وهذا نقرأه بالتفصيل في  (اعمال الرسل 12: 22- 29)

( اذ قد سمعنا ان اناسا خارجين من عندنا ازعجوكم باقوال مقلبين انفسكم وقائلين ان تختتنوا وتحفظوا الناموس الذين نحن لم نامرهم.**** لانه قد راى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة 29 ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون.كونوا معافين)، وفي رسائل بولس الرسول كان يكتب الى الكنيسة الواحدة التي تضم كلا من اليهود والامم انهم اصبحوا جسدا واحدا، بالرغم من اختلافهم سواء في الشكل او في ممارسة بعض شعائر العبادة، فكتب يقول: 

( ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء.12 لانه كما ان الجسد هو واحد وله اعضاء كثيرة وكل اعضاء الجسد الواحد اذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح ايضا. 13 لاننا جميعنا بروح واحد ايضا اعتمدنا الى جسد واحد يهودا كنا ام يونانيين عبيدا ام احرارا وجميعنا سقينا روحا واحدا. 14 فان الجسد ايضا ليس عضوا واحدا بل اعضاء كثيرة. 15 ان قالت الرجل لاني لست يدا لست من الجسد.افلم تكن لذلكمن الجسد. 16 وان قالت الاذن لاني لست عينا لست من الجسد.افلم تكن لذلك من الجسد. 17 لو كان كل الجسد عينا فاين السمع.لو كان الكل سمعا فاين الشم. 18 واما الان فقد وضع الله الاعضاء كل واحد منها في الجسد كما اراد. 19 ولكن لو كان جميعها عضوا واحدا اين الجسد. 20 فالان اعضاء كثيرة ولكن جسد واحد. 21 لا تقدر العين ان تقول لليد لا حاجة لي اليك.او الراس ايضا للرجلين لا حاجة لي اليكما. 22 بل بالاولى اعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية. 23 واعضاء الجسد التي نحسب انها بلا كرامة نعطيها كرامة افضل.والاعضاء القبيحة فينا لها جمال افضل. 24 واما الجميلة فينا فليس لها احتياج.لكن الله مزج الجسد معطيا الناقص كرامة افضل 25 لكي لا يكون انشقاق في الجسد بل تهتم الاعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض. 26 فان كان عضو واحد يتالم فجميع الاعضاء تتالم معه.وان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معه. 27 واما انتم فجسد المسيح واعضاؤه افرادا.)


والان قد يتبادر الى الذهن السؤال التالي: اذا كانت وحدة الكنيسة هي حتمية كما قال المسيح، وقد مارستها بالفعل الكنيسة الاولى في عصر الرسل وفي بعض العصور اللاحقة، فما الذي حدث وجعل الكنيسة الان على الحال الذي نراه من طوائف؟ وهذا ينقلنا الى الجزء الثاني، فكما ان الوحدة هي حتمية، فان معوقات الوحدة التي يقودها عدو الخير هو ايضا شيئا حقيقيا ولا يجب ان نغفل عنه ولا ان نتجاهله.

ثانيا: عراقيل الوحدة

حذرنا السيد المسيح في امثاله ان عدو الخير لن يقف صامتا، ولكنه سيحاول ان يتدخل للفرقة والتشتيت:
(
24 قدم لهم مثلا اخر قائلا.يشبه ملكوت السموات انسانا زرع زرعا جيدا في حقله. 25 وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانا في وسط الحنطة ومضى. 26 فلما طلع النبات وصنع ثمرا حينئذ ظهر الزوان ايضا. 27 فجاء عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد اليس زرعا جيدا زرعت في حقلك.فمن اين له زوان. 28 فقال لهم.انسان عدو فعل هذا.فقال له العبيد اتريد ان نذهب ونجمعه.29 فقال لا.لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وانتم تجمعونه. 30 دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد.وفي وقت الحصاد اقول للحصادين اجمعوا اولا الزوان واحزموه حزما ليحرق.واما الحنطة فاجمعوها الى مخزني) (متى13 : 24-30)

وهذا ما فهمه وعلّمه ايضا تلاميذ ورسل المسيح، بل وقاوموه بشده في العصر الرسولي والكنيسة الاولى، فكتب الرسول بولس يحذر من ان ينادي احدا بأن ايمانه استلمه او اتخذه من "اسم" حتى ولو كان "اسما رسوليا":
(10 ولكنني اطلب اليكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد وراي واحد. 11 لاني اخبرت عنكم يا اخوتي من اهل خلوي ان بينكم خصومات.12 فانا اعني هذا ان كل واحد منكم يقول انا لبولس وانا لابلوس وانا لصفا وانا للمسيح. 13 هل انقسم المسيح.العل بولس صلب لاجلكم.ام باسم بولس اعتمدتم. ) (كورنثوس الاولى 1: 10-13)

وقد استدعى الرسول بولس القساوسة الذين اختارهم بنفسه بعد تدقيق وتمحيص وحذرهم فيما يشبه الوصية الوداعية قائلا:
(17 ومن ميليتس ارسل -بولس- الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. 18 فلما جاءوا اليه قال لهم .. ******  29 لاني اعلم هذا انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. 30 ومنكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بامور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم.) (اعمال الرسل 20: 17-30)

اذا رأينا ان الوحدة هي طلبة وهدف المسيح لكنيسته، ورأينا ايضا عمل الشيطان في محاولة افساد هذا العمل، فما هو الطريق الى تحقيق الوحدة اذا؟

ثالثا: الطريق الى الوحدة
مما سبق يتضح ما هي عوائق ومصاعب الوحدة، ومنها ايضا يتضح الطريق الى الوحدة، وهو في انكار الذات للخدام والمسئولين عن الكنيسة، وعدم الانتساب الى "رسول معين" دون "رسول آخر"، او "قديس" دون آخر او "معلم دون آخر"  فيجب ان ننتسب كلنا الى المسيح، وخدمة الرسل كلهم كانت تقود الى بناء "كنيسة المسيح" التي وعد بها، فاذا رأينا ان التقسيم الى الايمان المستلم من "رسول معين" يختلف عن الايمان السمتلم من "رسول آخر" فلا بد ان يكون هناك خطأ اما في الاستلام او التسليم او طريقة النقل عبر العصور،  ايضا يجب عدم جذب التلاميذ والمؤمنين خلفهم بصورة شخصية مهما كانت اختلافات الرؤية والتفسير لبعض المفاهيم الكتابية، فهي في الغالب اختلافات على تفصيلات وجزئيات غير هامة في الخلاص المسيحي.

استطيع ان اقول بضمير صالح ومطمئن، ان الانقسامات التي حدثت بين الطوائف المسيحية هي بناء على "تفسيرات" خاصة للبعض، ولكن ليس لاختلاف "النص المستلم" او "تعليم الرسل"، فكل الاختلافات هي لاهوتية عقائدية في امور تحاول الغوص والدخول الى قدس اقداس الله ومحاولة الوصول الى اسرار قد اختصها الله لذاته ولم يعلنها لنا في الكتاب المقدس، وفي محاولة البعض الى الوصول الى هذه المنطقة فانه يقوم بتفسير او اجتهاد وتحليل خاص به، يحاول ان يلزم به الاطراف الاخرى، وان اختلفت معه اتهمها بالهرطقة او بالتعليم الفاسد!! 

يجب ان نعترف ان هناك هرطقات وتعاليم خاطئة، ولكن يجب ان نضع التعريفات الصحيحة لما هو هرطقة ويختلف عن تعليم الكتاب المقدس الواضح، اما اختلاف الاراء فليس هرطقة، ولا يمكن ان نتهم من يختلف في رؤيتي انه مهرطق،  اختلافنا كطوائف ليس هرطقة بل على العكس ان كلمة "طوائف" مشتقة من "طائفة -او- طيف" وكلنا نعلم ان نور الشمس الذي ينير عالمنا للرؤية والبهجة يتكون من "7 الوان الطيف" هذه الالوان او الطوائف تعمل معا منسجمة لكي تعطينا النور للرؤية والادراك الصحيح، كما قال المسيح  (انتم نور العالم) (متى 5: 14) ولهذا فان الكتاب المقدس يصور المؤمنين في اختلاف وظائفهم واطيافهم لعمل واحد مثل الجسد الذي يختلف في اعضائه ولكنه يكون الجسد الواحد الذي له رأس واحد هو الرب يسوع المسيح، ( لانه كما ان الجسد هو واحد وله اعضاء كثيرة وكل اعضاء الجسد الواحد اذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح ايضا. ) (كورنثوس الاولي 12: 12) ويصور ايضا الكنيسة كالبناء والمؤمنين هم قطع البناء وله اساس واحد هو الرب يسوع المسيح (20 مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية 21 الذي فيه كل البناء مركبا معا ينمو هيكلا مقدسا في الرب. 22 الذي فيه انتم ايضا مبنيون معا مسكنا لله في الروح) (افسس 2: 20-22)
اصلي ان يفتح الرب عيوننا على وحدة الكنيسة ونرى اننا كطوائف ومسيحيين مختلفين ومتميزين وبهذا نمتاز ونكون جسد المسيح الواحد، بناء كنيسة الله، ونكون باطيافنا نور للعالم كما اراد لنا ربنا ومخلصنا الصالح يسوع المسيح، وان يكون نظرنا دائما على الرأس الذي هوالمسيح، ودعوتنا الى المخلص والفادي وليس الى طائفة او مجموعة.
**********
موضوعات ذات صلة:
ماذا يحدث في مصر الان 
ما لابد ان يكون عن قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة