خدعة التبشير أم خدعة التفسير؟
الرد على شبهة : اطلاق لقب الرب على المسيح بمعنى المرّبي !!!
في برنامج تلفزيوني تم تسجيله ونشره على اليوتوب، خرج علينا الاخ المسلم (فاضل سليمان) محاولا تفسير الكتاب المقدس لنا وللمسلمين فيما يسميه كشف خدعة التبشير، ولكي يحقق هذه النتيجة لجأ الى شيء واضح للجميع وهو (خدعة التفسير)، فحاول ان يقوم بتفسير الكتاب المقدس بطريقة ملتوية عارية عن الصحة والحقيقة، واحد الامثلة هو زعمه ان القاء لقب (الرب) على السيد المسيح بمعنى المرّبي.
وبداية، فان اسم البرنامج هو كشف (خدعة التبشير)، ولكن الاخ المسلم لم يقدم لنا ما هي خدعة التبشير هنا، اذا كان المسيحيون يقدمون ما يؤمنون به بالحقيقة، وكل المسيحيون في كل العالم متفقون على ماجاء في الكتاب المقدس من اعلانات واضحة عن شخص السيد الرب يسوع المسيح، استطيع ان اتفهم ان كشف الخدعة يكون بان تكشف اننا نقول غير ما نبطن ، ونظهر غير ما نبطن، اما وان نعلن ايماننا فهذا ليس اسمه كشف (خدعة التبشير) فالخدعة هي ما تقدمه انت في تفسيرك الخاص للكتاب المقدس، بدون ان تشير الى اي كتاب او مرجع مسيحي يقول بالتفسير الذي تخترعه علينا، والسؤال للقاريء المسلم ، لماذا يقوم الاخ (فاضل سليمان) بتقديم (خدعة التفسير)، ولا يقدم التفسيرات المسيحية، كما يفعل المسيحيون في كشف الاسلام، فنحن لا نقدم الا ماجاء في الكتب الاسلامية والتفاسير المعتمدة لديكم، فلا نفسر لكم، ولكن نكشف لكم ما اخوه عنكم من تفسيرات متناقضة تفضح الاسلام وتوقعه في مأزق، يجعل الاخ المسلم وغيره يلجأون الى الحيل والخدع في محاولة الرد البائسة التي تنتج مثل هذا البرنامج الهزيل (خدعة التفسير).
وللرد على هذه الخدعة الواضحة في التفسير، نبدأ فقط بالسؤال يا اخي المسلم، افتح قرآنك يا عزيزي، واقرأ معنا، هل تم اطلاق لقب (الرب) بحصر اللفظ والتعريف، على احد غير (الرب الاله) مالك الملك ومالك السموات والارض؟!
عزيزي المسلم الباحث عن الحقيقة:
في اي لغة (وحتى العقيدة الاسلامية) فان (رب البيت) او (رب الجمال) او (رب العمل) تعني (سيد البيت والمتسلط فيه)، ولكن (الرب) فقط وبحصر اللفظ ، فانها لا تطلق على انسان ولكن على (الرب الاله) السيد والمتسلط المطلق على الكون والخليقة كلها، وتعال نناقش الحقائق بالدليل والبرهان.
اولا: المفهوم القرآني :
نستغرب من المسلم الذي لديه ثقافته الاسلامية والقرآنية، في تجاوز كل المفاهيم التي لديه، ويتجرد منها لكي يقوم بتفسير الكتاب المقدس بطريقة مخالفة لكل قواعد اللغة والاعراف والتقاليد والمعتقدات.
فمثلا يقول القرآن (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (الفاتحة 2)، في اشارة واضحة الى الله، وعندما يقول الحر، مالك العبيد مثل أبونا ابراهيم ( رب) بدون اضافة او تعريف، فهو يكلم سيده ومالكه ، ومن هو مالكه اذا كان ابراهيم نفسه حرا ومالك للعبيد، الا مالك الملك كله (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا)( البقرة 126)، وأخيرا لم يذكر القرآن مخاطبة احدا من البشر بلقب (رب) بدون اضافات او تعريف او (الرب) بالتعريف لغير الله رب العالمين، وما ورد بعد ذلك في ثقافة اللغة هو (رب البيت) بمعنى المتسلط في البيت، و(رب الجمال) بمعنى سيدها ومالكها، وهو لقب فقط للتمييز ولكنه لا ينادي به انسان ، فلا ينادي الابن اباه بلقب (رب البيت) أو (ربي) ، فلم ترد في الثقافة العربية اطلاقا انه تم اطلاق لقب (رب) باي اضافة كأسم ينادي به الشخص، الا لرب العالمين.
ثانيا: مفهوم الكتاب المقدس
والكتاب المقدس يذكر بكل وضوح لا لبس فيه، ان لفظة (الرب) بحصر اللفظ ، هي فقط للتعبير عن الله الخالق مالك الكون، فجاء في العهد القديم (أعلموا ان الرب هو الله) (مزمور 100: 3)
وجاء ايضا (ادوناي) في اللغة العبرية الاصلية (בִּשְׁנַת־מֹות הַמֶּלֶךְ עֻזִּיָּהוּ וָאֶרְאֶה אֶת־אֲדֹנָי יֹשֵׁב עַל־כִּסֵּא רָם וְנִשָּׂא וְשׁוּלָיו מְלֵאִים אֶת־הַהֵיכָֽל׃)
وترجمتها : ( في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع واذياله تملأ الهيكل.)(اشعياء 6: 1)
وكلا الكلمتين (يهوه ) و (ادوناي) التي كانتا تشير الى (الرب الاله) في العهد القديم في اللغة الاصلية العبرية ، جاءت مترجمة الى (كيريوس) في الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم ، وهي ايضا نفس الكلمة المستخدمة في العهد الجديد في لغته اليونانية الاصلية (κύριος)
جدير بالذكر للدراسة والتسجيل ان هذا اللقب، ورد في العهد الجديد 748 مرة ، جاء منها 667 مرة في الاشارة الى السيد الرب الاله !!!
باقي المرات وردت في الاشارة الى (السيد) مالك العبيد، فقد كان العبد ينادي سيده بهذا اللقب، وكما ورد بالموقع المشار اليه ، جاءت الترجمة كما يلي :
1) he to whom a person or thing belongs, about which he has power of deciding; master, lord
a) the possessor and disposer of a thing
1) the owner; one who has control of the person, the master
2) in the state: the sovereign, prince, chief, the Roman emperor
b) is a title of honour expressive of respect and reverence, with which servants greet their master
c) this title is given to: God, the Messiah
وكما هو واضح من الترجمة، ان اللقب كان يطلق على السيد المالك والمتسلط على العبيد، او الامير اوالحاكم الروماني ، او الرئيس الروماني ، او اللقب الذي ينادي به العبد سيده، واخيرا فهو اللقب الذي يعطيه البشر في التوجه الى الله او المسيح بنفس المقام.
وحيث ان السيد (يسوع) لم يكن لا حاكما ولا مالكا للعبيد، فلقب السيد (κύριος)، كان يطلقه البشيرون عليه لانه هو (المسيح) اي الله الظاهر في الجسد، ويبدو ان صاحب البرنامج الذي يمارس (خدعة التفسير) قد ألتبس عليه او فعلها قاصدا وهو الخلط بين (الرب) و(رباي) بمعنى المعلم ، وهما كلمتان مختلفتان تماما في اللغة اليونانية، وقد تم التمييز بينهما بوضوح في الترجمة العربية، كما جاء في :
(التفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان.فقالا ربي الذي تفسيره يا معلّم اين تمكث.) (يوحنا 1: 38) στραφεὶς δὲ ὁ Ἰησοῦς καὶ θεασάμενος αὐτοὺς ἀκολουθοῦντας λέγει αὐτοῖς Τί ζητεῖτε οἱ δὲ εἶπον αὐτῷ Ῥαββί ὃ λέγεται ἑρμηνευόμενον, Διδάσκαλε ποῦ μένεις
(قال لها يسوع يا مريم.فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم.) (يوحنا 20: 16)
λέγει αὐτῇ ὃ Ἰησοῦς Μαρία στραφεῖσα ἐκείνη λέγει αὐτῷ Ῥαββουνι ὁ λέγεται Διδάσκαλε
عيب عليك يا اخي المسلم (فاضل سليمان)، ان تمارس لعبة (خدعة التفسير) في محاولة خداع اخوك المسلم الذي وضع ثقتك فيك، فاذا كنت لا تعرف الكتاب المقدس وكيف جاءت كلمة (الرب) في الاشارة الى الله (رب العالمين)، ولا هي الكلمات المختلفة في اللغات العبرية واليونانية الاصلية للكتاب المقدس والتي تم ترجمة الكتاب المقدس منها، فكان عليك ان تسأل ونحن نجيبك ، او على الاقل ان تبحث في التفاسير المسيحية، لا ان تصنع تفسيرات خاصة بك وحدك، تضرب بها حتى عقيدتك الاسلامية !!!!
نعم يا عزيزي ، السيد يسوع المسيح هو الرب الاله الظاهر في الجسد ، ليس فقط بنسبة هذا اللقب له ، بل بنسبة كل تصرفات وافعال واقوال (يهوه) الاله القديم الايام، الذي اعلن عن نفسه (رب الارباب) وحده، فلا بد وانك ستوافق ان هذا اللقب لا يميز الا الله وحده ، فهو رب الارباب ، فلماذا يشير الوحي المقدس الى السيد يسوع المسيح بانه (رب الارباب) الا اذا كان هو الله الظاهر في الجسد ؟؟
( ثم رأيت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب.12 وعيناه كلهيب نار وعلى راسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو.13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله.14 والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا15 ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء.16 وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الارباب) (رؤيا 19: 11- 16)
فكما ترى يا عزيزي، كلمة الله الذي هو السيد يسوع المسيح ، هو ملك الملوك ورب الارباب ، صاحب برنامج (خدعة التفسير) قام بتضليل الاخوة المسلمين، بمقارنة كلمة عبرية في منطوقها العبري (راباي) وبين كلمة عبرية (أدوناي) او يونانية (كيريوس) في ترجمتها العربية (رب أو سيد) لمحاولة تضليل المستمع ان المعنى (الرب يسوع المسيح ) بمعنى (المسيح المربّي او المعلم) !!! ويالها من خدعة تفسير.
اضغط على الروابط في الشواهد والآيات لمزيد من التفاصيل والمراجع.
اضغط على الروابط في الشواهد والآيات لمزيد من التفاصيل والمراجع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك