ما معنى شعب الله المختار؟
هل يحابي الله شعبا وينحاز له دون شعوبا أخرى؟
**********
***************
هل يحابي الله شعبا وينحاز له دون شعوبا أخرى؟
**********
يقول البعض ممن يهاجمون الكتاب المقدس، ان الله كان دائما مع الشعب الاسرائيلي ضد اي شعب آخر وسنحاول في هذه العجالة ان نقدم اجابة بحسب ما نراه و نفهمه من اعلان الكتاب المقدس عن الله، باختصار مرة اخرى سوف نقدم امثلة ان الله كان مع الشعب الآخر ضد الشعب الاسرائيلي، فعدالة الله ونزاهته وحياديته تجعله امينا نحو صفاته الالهية القداسة والعدل سواء مع الشعب الاسرائيلي او اي شعب آخر.
مرة أخرى نعطي الاجابة السريعة والمباشرة ثم نناقش التفاصيل، فالاجابة هي بالطبع لا ليس عند الله محاباة لشعب دون آخر، وكما يعلن الكتاب المقدس عن مجازاة و دينونة الله العادلة بدون محاباة (6 الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله.7 اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء فبالحياة الابدية.8 واما الذين هم من اهل التحزب ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للاثم فسخط وغضب 9 شدة وضيق على كل نفس انسان يفعل الشر اليهودي اولا ثم اليوناني.10 ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح اليهودي اولا ثم اليوناني.11 لان ليس عند الله محاباة) (روميه 2: 6 - 11)، اذا في ضوء هذا المفهوم ما معنى ان يقال عن شعب اسرائيل (شعب الله المختار)؟ ما هي مقومات واسباب اختيار الشعب الاسرائيلي ؟
مرة أخرى نعطي الاجابة السريعة والمباشرة ثم نناقش التفاصيل، فالاجابة هي بالطبع لا ليس عند الله محاباة لشعب دون آخر، وكما يعلن الكتاب المقدس عن مجازاة و دينونة الله العادلة بدون محاباة (6 الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله.7 اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء فبالحياة الابدية.8 واما الذين هم من اهل التحزب ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للاثم فسخط وغضب 9 شدة وضيق على كل نفس انسان يفعل الشر اليهودي اولا ثم اليوناني.10 ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح اليهودي اولا ثم اليوناني.11 لان ليس عند الله محاباة) (روميه 2: 6 - 11)، اذا في ضوء هذا المفهوم ما معنى ان يقال عن شعب اسرائيل (شعب الله المختار)؟ ما هي مقومات واسباب اختيار الشعب الاسرائيلي ؟
***************
تكلمنا في موضوع سابق كيف بدأ شعب اسرائيل من نسل ابراهيم، كمكفأة لابراهيم على طاعته وحياته بالخضوع الكامل لله، (واما المواعيد فقيلت في ابراهيم وفي نسله.لا يقول وفي الانسال كانه عن كثيرين بل كانه عن واحد وفي نسلك الذي هو المسيح.) (غلاطية 3: 16) ، كتب الوحي هذا الكلام بالاشارة الى ماحدث في سفر التكوين الاصحاح 22 عندما اطاع ابراهيم أمتحان الله عندما امره بتقديم اسحق ابنه ذبيحة ( 15 ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء 16 وقال بذاتي اقسمت يقول الرب.اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك17 اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر.ويرث نسلك باب اعدائه. 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض.من اجل انك سمعت لقولي) (تكوين 22: 15 - 18)، راجع ايضا تجديد العهد والقسم لاسحق ابن ابراهيم (تكوين 26: 1 - 5)، وايضا (تكوين 26: 24)
وقد اعطى الله لموسى (اول من سجل اقوال الله في كتاب) الشريعة (او الناموس) والذي يعتبر هو بنود العهد او الاتفاق بين الله وبين الشعب الاسرائيلي (نسل ابراهيم واسحق ويعقوب الذي اصبح اسمه اسرائيل) (تكوين 32: 28)، وقد اتفق الشعب على قبول الدخول في عهد مع الله يلتزم فيه بالطاعة الكاملة للوصايا مع وجود عقوبات على العصاة وقد صنعوا العهد كعادة الشعوب في اجراء المعاهدات تلك الايام بذبيحة ودم (6 فاخذ موسى نصف الدم ووضعه في الطسوس. ونصف الدم رشه على المذبح.7 واخذ كتاب العهد وقرا في مسامع الشعب. فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له. 8 واخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الاقوال) (سفر الخروج 24 :6-8) .
وقد اظهر الكتاب المقدس ان الله كان امينا وان صفاته الالهية لا تتعارض ولا تتغير،
(26 انظر. انا واضع امامكم اليوم بركة ولعنة.27 البركة اذا سمعتم لوصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها اليوم. 28 واللعنة اذا لم تسمعوا لوصايا الرب الهكم وزغتم عن الطريق التي انا اوصيكم بها اليوم لتذهبوا وراء الهة اخرى لم تعرفوها.) (التثنية 11: 26-28)
فكما كان يعاقب الشعوب الاخرى في حالة العصيان والتمرد، فقط كان يعاقب ايضا شعب اسرائيل بنفس الطريقة، راجع (التثنية 11) وايضا (التثنية 30) ، وكما كان يحب الخاطيء التائب من شعب اسرائيل، فكان يفعل ذلك ايضا مع الشعوب الاخرى بدون محاباة، ولا يسعنا هنا لضيق الوقت الا تذكيركم ببعض الشواهد على هذا، مثل ارسال النبي يونان الى اهل نينوى وافتقادهم بالتوبة ، وبدخول أناس من غير اليهود الى الشعب اليهودي، مثل المصريين الذين خرطوا مع الشعب الاسرائيلي وكان يطلق عليهم (اللفيف) بل والى سلسلة نسب المسيح مثل راحاب من أريحا، وراعوث الموآبية.
وقد اظهر الكتاب المقدس ان الله كان امينا وان صفاته الالهية لا تتعارض ولا تتغير،
(26 انظر. انا واضع امامكم اليوم بركة ولعنة.27 البركة اذا سمعتم لوصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها اليوم. 28 واللعنة اذا لم تسمعوا لوصايا الرب الهكم وزغتم عن الطريق التي انا اوصيكم بها اليوم لتذهبوا وراء الهة اخرى لم تعرفوها.) (التثنية 11: 26-28)
فكما كان يعاقب الشعوب الاخرى في حالة العصيان والتمرد، فقط كان يعاقب ايضا شعب اسرائيل بنفس الطريقة، راجع (التثنية 11) وايضا (التثنية 30) ، وكما كان يحب الخاطيء التائب من شعب اسرائيل، فكان يفعل ذلك ايضا مع الشعوب الاخرى بدون محاباة، ولا يسعنا هنا لضيق الوقت الا تذكيركم ببعض الشواهد على هذا، مثل ارسال النبي يونان الى اهل نينوى وافتقادهم بالتوبة ، وبدخول أناس من غير اليهود الى الشعب اليهودي، مثل المصريين الذين خرطوا مع الشعب الاسرائيلي وكان يطلق عليهم (اللفيف) بل والى سلسلة نسب المسيح مثل راحاب من أريحا، وراعوث الموآبية.
(19 اشهد عليكم اليوم السماء والارض. قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. 20 اذ تحب الرب الهك وتسمع لصوته وتلتصق به لانه هو حياتك والذي يطيل ايامك لكي تسكن على الارض التي حلف الرب لابائك ابراهيم واسحق ويعقوب ان يعطيهم اياها) (التثنية 30: 19-20)
ان الله يحامي عن الشعب الذي اختار الدخول في معاهدة معه بموجب شروط وبنود المعاهدة المعقودة بينه وبين الشعب، وهذه الحماية قد تكون لحماية شعبه من شعب آخر يغزوه او يهجم عليه، فاذا ظهرت محبة الله لشعبه واحترامه لبنود العهد بالدفاع عنه، فلماذا ترى فقط نصف الحقيقة وتقول ان الله قاس، هل نحكم على الشعوب التي تلتزم بمعاهدات الدفاع بانها شعوب ظالمة او قاسية، في حين اننا نرى ايضا في الكتاب المقدس انه اذا كان الوضع معكوسا، اي ان الشعب الاسرائيلي هو المخطيء في حق الله والمعاهدة المعقودة معه (وهو الحاصل في ظروف اخرى كثيرة) فان الله كان يعاقب الشعب الاسرائيلي ويأخذ جانب شعبا آخر ليقيمه مؤدبا ومعاقبا لهم، مثلما حدث في حماية الله للملك (كورش البابلي)، والذي اسماه ( مسيح الرب) اي المكلف باداء مهمة معينة بتكليف من الله (هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي امسكت بيمينه لادوس امامه امما واحقاء ملوك احل لافتح امامه المصراعين والابواب لا تغلق.) (اشعياء 45: 1)
ولكثرة الادلة التي يمكن الاستدلال بها على ان الله كان محايدا وغير منحازا لشعب دون آخر فسنكتفي بذكر بعض الامثلة على سبيل المثال لا الحصر:
**********
القصة الاولى:
كانت هناك حربا دائرة بين شعب اسرائيل وبين سبعة من اقوى شعوب الارض، وكانت الانتصارات حليف شعب اسرائيل، ولكن "الجبعونيين" احدى قبائل هذه الشعوب فكروا انهم لن يقدروا على مواجهة شعب اسرائيل فقاموا بحيلة للحصول على معاهدة سلام، فخدعوا "يشوع" وقادة الشعب في ذلك الوقت بانهم لا ينتمون الى الشعوب المحاربة بل هم يسكنون في منطقة بعيدة ويريدون عقد معاهدة سلام وعدم اعتداء، (اقرأ القصة كاملة في سفر يشوع الاصحاح 9) وبعد تحقيق المعاهدة عرف الاسرائيليون ان هؤلاء ما هم الا قبيلة من الشعوب المحاربة فلم ينقضوا المعاهدة لاجل الحلف باسم الرب الذي تم فيها وحفظوا لهم سلامتهم، ولكن في زمن "شاول" الملك الاول على الشعب الاسرائيلي قام بقتل كثير منهم، فاحزن ذلك الله وعاقب الاسرائيليين بمجاعة، شعر معها في العام الثالث "داود " الملك الثاني على المملكة، ان هذه اشارة من الله على خطأ ما، ( 1 وكان جوع في ايام داود ثلاث سنين سنة بعد سنة فطلب داود وجه الرب.فقال الرب هو لاجل شاول ولاجل بيت الدماء لانه قتل الجبعونيين. 2 فدعا الملك الجبعونيين وقال لهم.والجبعونيون ليسوا من بني اسرائيل بل من بقايا الاموريين وقد حلف لهم بنو اسرائيل وطلب شاول ان يقتلهم لاجل غيرته على بني اسرائيل ويهوذا. 3 قال داود للجبعونيين ماذا افعل لكم وبماذا اكفر فتباركوا نصيب الرب. 4 فقال له الجبعونيون ليس لنا فضة ولا ذهب عند شاول ولا عند بيته وليس لنا ان نميت احدا في اسرائيل.فقال مهما قلتم افعله لكم.) (صموئيل الثاني 21: 1 -4)، بدراسة القصة نجد ان الله لم يكن منحازا لشعب اسرائيل بل الى الشعب الآخر خصمهم.
ولكثرة الادلة التي يمكن الاستدلال بها على ان الله كان محايدا وغير منحازا لشعب دون آخر فسنكتفي بذكر بعض الامثلة على سبيل المثال لا الحصر:
**********
القصة الاولى:
كانت هناك حربا دائرة بين شعب اسرائيل وبين سبعة من اقوى شعوب الارض، وكانت الانتصارات حليف شعب اسرائيل، ولكن "الجبعونيين" احدى قبائل هذه الشعوب فكروا انهم لن يقدروا على مواجهة شعب اسرائيل فقاموا بحيلة للحصول على معاهدة سلام، فخدعوا "يشوع" وقادة الشعب في ذلك الوقت بانهم لا ينتمون الى الشعوب المحاربة بل هم يسكنون في منطقة بعيدة ويريدون عقد معاهدة سلام وعدم اعتداء، (اقرأ القصة كاملة في سفر يشوع الاصحاح 9) وبعد تحقيق المعاهدة عرف الاسرائيليون ان هؤلاء ما هم الا قبيلة من الشعوب المحاربة فلم ينقضوا المعاهدة لاجل الحلف باسم الرب الذي تم فيها وحفظوا لهم سلامتهم، ولكن في زمن "شاول" الملك الاول على الشعب الاسرائيلي قام بقتل كثير منهم، فاحزن ذلك الله وعاقب الاسرائيليين بمجاعة، شعر معها في العام الثالث "داود " الملك الثاني على المملكة، ان هذه اشارة من الله على خطأ ما، ( 1 وكان جوع في ايام داود ثلاث سنين سنة بعد سنة فطلب داود وجه الرب.فقال الرب هو لاجل شاول ولاجل بيت الدماء لانه قتل الجبعونيين. 2 فدعا الملك الجبعونيين وقال لهم.والجبعونيون ليسوا من بني اسرائيل بل من بقايا الاموريين وقد حلف لهم بنو اسرائيل وطلب شاول ان يقتلهم لاجل غيرته على بني اسرائيل ويهوذا. 3 قال داود للجبعونيين ماذا افعل لكم وبماذا اكفر فتباركوا نصيب الرب. 4 فقال له الجبعونيون ليس لنا فضة ولا ذهب عند شاول ولا عند بيته وليس لنا ان نميت احدا في اسرائيل.فقال مهما قلتم افعله لكم.) (صموئيل الثاني 21: 1 -4)، بدراسة القصة نجد ان الله لم يكن منحازا لشعب اسرائيل بل الى الشعب الآخر خصمهم.
القصة الثانية:
منذ تأسيس المملكة التي ضمت الاسباط الاثني عشر وملك عليها "شاول" كانت مملكة موحدة حتى زمن الملك "داود" ومن بعده ابنه "سليمان" الذي انقسمت من بعده المملكة الى مملكتين، الشمالية باسم "اسرائيل" وعاصمتها السامرة، والجنوبية باسم "اليهودية" وعاصمتها اورشليم.
وعندما اخطأ شعب اسرائيل وعصى الله مخالفا بنود المعاهدة (شريعة الناموس)، صبر الله عليهم طويلا للتوبة والرجوع (حوالي سبعة قرون من أخذ الشريعة واربعة قرون من تأسيس المملكة ) ولكنهم لم يستفيقوا، فاستحق الشعب تأديب الرب، فكان سبي مملكة اسرائيل الى آشور: (1 في السنة الثانية عشرة لاحاز ملك يهوذا ملك هوشع بن ايلة في السامرة على اسرائيل تسع سنين. 2 وعمل الشر في عيني الرب ولكن ليس كملوك اسرائيل الذين كانوا قبله.3 وصعد عليه شلمناسر ملك اشور فصار له هوشع عبدا ودفع له جزية. 4 ووجد ملك اشور في هوشع خيانة.لانه ارسل رسلا الى سوا ملك مصر ولم يؤد جزية الى ملك اشور حسب كل سنة فقبض عليه ملك اشور واوثقه في السجن. 5 وصعد ملك اشور على كل الارض وصعد الى السامرة وحاصرها ثلاث سنين. 6 في السنة التاسعة لهوشع اخذ ملك اشور السامرة وسبى اسرائيل الى اشور) (الملوك الثاني 17: 1 - 6)
وبعد هذا بحوالي 136 سنة تم سبي المملكة اليهودية الى بابل: ( وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل الى اورشليم. 9 واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت اورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار. 10 وجميع اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط. 11 وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين هربوا الى ملك بابل وبقية الجمهور سباهم نبوزرادان رئيس الشرط.) (الملوك الثاني 25 :8 - 11)
وقد كانت وصية الله للشعب اليهودي في ذلك الوقت ان لا تقاوموا الشعب البابلي الآتي من الشمال فهو ينفذون تأديب الرب على شعب اسرائيل (راجع ارميا الاصحاح 27)
واكتفي بهذا القدر على سبيل المثال لا الحصر، وقد تبين منها ان الله لم يكن ابدا منحازا الى شعب دون آخر، بل الذي يطيعه ويسمع لوصاياه هو الذي يتمتع بالاستقرار والهدوء والرخاء في بلاده كقول الرب (اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة) (مزمور 37: 11)، فأن الارض وملؤها وكل مافيها للرب (للرب الارض وملؤها.المسكونة وكل الساكنين فيها) (مزمور 24: 1)
منذ بداية العهد الذي قطعه الله مع شعب اسرائيل على فم ويد النبي موسى، قال لهم الله سبب اختيارهم كشعب، ليكونوا وسطاء وكارزين باسم الله لجميع الشعوب التي لا تعرفه: ( 5 فالان ان سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب.فان لي كل الارض.6 وانتم تكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة.هذه هي الكلمات التي تكلم بها بني اسرائيل) (الخروج 19: 5 - 6)، الامر الذي اساء فهمه معلمو اليهود واعتقدوا ان اختيارهم لانهم افضل من الشعوب الاخرى، بالرغم من تأكيد الله ان سبب الاختيار ليس لانهم كذلك، بل لامانة الله وحفظه العهد والوعد الذي اقسمه لابراهم واسحق ويعقوب (7 ليس من كونكم اكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم واختاركم لانكم اقل من سائر الشعوب. 8 بل من محبة الرب اياكم وحفظه القسم الذي اقسم لابائكم اخرجكم الرب بيد شديدة وفداكم من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر. ) (التثنية 7: 7 -8)، وقد واجه السيد المسيح معلمي اليهود في زمانه بهذه الحقيقة (ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة.ما دخلتم انتم والداخلون منعتموهم) (لوقا 11: 52)، وكما حذرهم الله في القديم على فم موسى بانهم اذا لم يدركوا لهذه الحقيقة فان الله سيغير الامة الاسرائيلية باخرى (التثنية 32: 21)، فان الرسول بولس يخبرنا ان هذا التهديد قد تم تنفيذه بالفعل (رومية 10: 19) ، وقد اصبح الامم الذي هم من غير اليهود شعبا مختارا لنفس الغرض وهو الكرازة وتعريف الناس بمحبة الله ودعوته لهم ، فها هو بطرس الرسول يكتب الي من كانوا ليس شعبا مختارا في القديم قد اصبحوا الان شعبا مختارا وامة مقدسة اي مفروزة ومكرّسة لغرض محدد يختص بالله القدوس (9 واما انتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب. 10 الذين قبلا لم تكونوا شعبا واما الان فانتم شعب الله.الذين كنتم غير مرحومين واما الان فمرحومون) (بطرس الاولى 2: 9 - 10)
هذا هو مفهوم تسمية الشعب المختار، فهو ليس امتياز للتعالى بل تكليف وتشريف للتواضع والمحبة والخدمة والكرازة والتعريف باسم الله بين الامم التي لا تعرفه، ويقابله مسئولية كبيرة للشعب المختار امام الله، فالحساب لهم بحسب معرفتهم لله القدوس وقوانينه وكلمته المقدسة فان حسابهم يكون بقدر اعلى من اولئك الذين لم يتم تكليفهم بمسئولية بحفظ كلمة الله وتوصيلها لباقي الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك