من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

واستراح الرب، هل معناها أن الرب يتعب؟

(وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. 
فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل.)

وصلني بالبريد الاليكتروني هذا السؤال: جاء في سفر التكوين الاصحاح الثاني، ان الله (الوهيم) بعدما خلق السموات والارض في ستة أيام، انه استراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل، فهل نفهم منها ان الله تعب من الخلق لكي يستريح؟
(2 وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. 3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه.لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا (تكوين 2: 2)
**********

الاجابة: 

اولا: يذكر الكتاب المقدس اجابة هذا السؤال بوضوح فيقول: (اما عرفت ام لم تسمع.اله الدهر الرب خالق اطراف الارض لا يكل ولا يعيا ليس عن فهمه فحص. ) (اشعياء 40: 28) ، وايضا ( 2 معونتي من عند الرب صانع السموات والارض.3 لا يدع رجلك تزل.لا ينعس حافظك. 4 انه لا ينعس ولا ينام حافظ اسرائيل.) (مزمور 121: 2-4) وكما قال السيد المسيح ان (الله روح) (يوحنا 4:24)، والروح لا تجوز عليه اعراض التعب  التي تجوز على البشر، وقد قال المسيح ايضا: (فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الآن وانا اعمل.) (يوحنا 5: 17)،  بهذا الرد القاطع،  فلا يمكن ان يقول احد ان الله يتعب او يعيا او ينعس او ينام او يحتاج الى الراحة. 
**********
ثانيا: القراءة البسيطة الفاهمة والواعية للنص في سياقه في لغته العبرية الاصلية يجد انه جاء في صورة شعرية من شطرين متكررين مترادفين يشرح احدهما الآخر ويؤكده ويفسره.
تستطيع ان تلمح هذه الصورة الشعرية في الترجمة العربية حسبما جاءت كما يلي :
"وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.
فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل."

וַיְכַל אֱלֹהִים בַּיֹּום הַשְּׁבִיעִי מְלַאכְתֹּו אֲשֶׁר עָשָׂה 
וַיִּשְׁבֹּת בַּיֹּום הַשְּׁבִיעִי מִכָּל־מְלַאכְתֹּו אֲשֶׁר עָשָֽׂה׃

ويكل الوهيم بيوم هاشبيعي ميلاكتو اشير عاساه 
ويسبت بيوم هاشبيعي مكل-ميلاكتو اشير عاساه

اذا واضح ان النص يشرح نفسه، فاستراح هنا بمعنى انه انتهى وفرغ من عمله، ولايمكن تفسيرها او قراءتها بمعنى انه تعب.
**********
ثالثا: القراءة لطريقة خلق الله للسموات والارض يجد ان الله كان يخلق بكلمة قدرته، فكان يقول للشيء كن فيكون، راجع سفر التكوين اصحاح 1 و 2 ، ستجد ان  في كل يوم يبدأ (وقال الله) وينتهي بقوله (فكان كذلك)، فهل يمكن لانسان ان يفهم ان الله يتعب  من الخلق بكلمة قدرته ؟
 **********
رابعا: جاءت الكلمة العبرية في اللغة الاصلية للعهد القديم (سفر التكوين 2: 2) 
(וַיְכַל אֱלֹהִים בַּיֹּום הַשְּׁבִיעִי מְלַאכְתֹּו אֲשֶׁר עָשָׂה וַיִּשְׁבֹּת בַּיֹּום הַשְּׁבִיעִי מִכָּל־מְלַאכְתֹּו אֲשֶׁר עָשָֽׂה׃)
(استراح  =  וַיִּשְׁבֹּת) 
وهي من الاصل (שָׁבַת) (س ب ت) 



وكما هو واضح من النطق العبري والترجمة العربية، انها تتوافق تماما مع كلمة (سبت) التي اصبحت اسم يوما من ايام الاسبوع، وهو يوم الراحة بحسب ناموس موسى كما سنعرف لاحقا، وتترجم الى المعاني التالية: 

يستريح بمعنى : كفّ عن القيام بعمل ما، توقف عن القيام بعمل ما

1) to cease, desist, rest
a) (Qal)
1) to cease
2) to rest, desist (from labour)

وردت الكلمة 71 مرة بالعهد القديم جاءت الترجمة بحسب ترجمة الملك جيمس كما يلي:


اذا فنفهم من الكلام في سياقه، (بحسب سفر التكوين الاصحاح الثاني) ان الله استراح بمعنى انه توقف عن العمل بعد الانتهاء منه في ستة أيام فلم يعمل شيئا جديدا او اضافيا في اليوم السابع، فلم يذكر الكتاب تلميحا ولا تصريحا ان الله (استراح) لانه (تعب).
**********
خامسا: امثلة لمجيء نفس الكلمة في اماكن اخرى للكتاب المقدس بنفس المعنى.
**********
المثال الاول:
تم ترجمة الكلمة بمعنى (استراح) حوالي 11 مرة، لم تأت أي منها بمعنى استراح من التعب، بل استراح بحسب وصية الله بمعنى لا يعمل شيئا في اليوم السابع، كما جاء في وصية الله للشعب بعد خروجهم من ارض مصر الى البرية، فكان الله يطعمهم المنّ والسلوى، فكان يأتي بنصيب كل يوم على حدة وفي اليوم السادس يأتي بنصيب يومين (السادس والسابع)، وكانت وصية الله ان في اليوم السابع (ان يستريحوا) اي لا يخرج احد لالتقاط المنّ لانه لا يوجد:


(26 ستة ايام تلتقطونه. واما اليوم السابع ففيه سبت. لا يوجد فيه 27 وحدث في اليوم السابع ان بعض الشعب خرجوا ليلتقطوا فلم يجدوا. 28 فقال الرب لموسى الى متى تابون ان تحفظوا وصاياي وشرائعي. 29 انظروا. ان الرب اعطاكم السبت لذلك هو يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين. اجلسوا كل واحد في مكانه. لا يخرج احد من مكانه في اليوم السابع. 30 فاستراح - וַיִּשְׁבְּתוּ- الشعب في اليوم السابع. ) (الخروج 16: 26-30)
**********
المثال الثاني
جاءت الكلمة حوالي 11 مرة بمعنى (توقف = Cease) ، ونذكر هنا مثالا واضحا كما جاء في سفر يشوع، عندما يسجل انتهاء رحلة الشعب في البرية، فتوقف نزول المنّ والسلوى :
(وانقطع المنّ - וַיִּשְׁבֹּת הַמָּן  - في الغد عند اكلهم من غلّة الارض ولم يكن بعد لبني اسرائيل منّ. فاكلوا من محصول ارض كنعان في تلك السنة) (يشوع5: 12)

وقد جاءت الكلمة العبرية (سبت) نفسها وترجمت (وانقطع المنّ) بمعنى توقف المنّ.
**********
المثال الثالث
جاءت الكلمة (استراحت الارض) بعد الحرب بمعنى توقف القتال، او كما نقول في ايامنا هذه (وقف اطلاق النار)(וְהָאָרֶץ שָׁקְטָה מִמִּלְחָמָֽה׃ )
(فاخذ يشوع كل الارض حسب كل ما كلم به الرب موسى واعطاها يشوع ملكا لاسرائيل حسب فرقهم واسباطهم. واستراحت الارض من الحرب) (يشوع 11: 23)
ترى هنا الكلمة (سبت) بمعنى (توقف وانتهى القتال).


**********
يمكنك متابعة امثلة اخرى عن كيف جاءت الكلمة العبرية في الكتاب المقدس وكيف انها لا تقول بأن الله (استراح) لانه تعب بل لانه (توقف) عن العمل وانتهى من الخلق للسموات والارض في ستة ايام، ولم يعمل شيئا في اليوم السابع.
اضغط هنا للمتابعة على الرابط 

**********
 سادسا: توجد في العبرية كلمة أخرى (راحة) وعندما تأتي مصحوبة بكلمة (تعب) نفهم منها انها الراحة من التعب، وفي هذه الحالة تأتي الكلمة مقرونة بكلمة تعب معها ولا تأتي بمفردها بمعنى راحة من التعب، ولا يفهم منها راحة من التعب الا اذا كانت واضحة ومقرونة بكلمة (التعب) .


נַחַת = نا خا ث 
Strong's Number H5183 
وهذه الكلمة وردت مثلا في سفر الجامعة في مقابل التعب:

4:6  טוֹב מְלֹא כַף נָחַת מִמְּלֹא חָפְנַיִם עָמָל וּרְעוּת רֽוּחַ׃

(حفنة راحة خير من حفنتي تعب وقبض الريح) (الجامعة 4: 6)

كذلك توجد كلمة اخرى في العبرية تعبر عن (الراحة) مقابل (التعب)
وهي كلمة (نوح) 

נוּחַ = ن و ح 
Strong's Number H5117 
وقد وردت في سفر أيوب مقرونة باستراحة المتعبين. 
(שָׁם רְשָׁעִים חָדְלוּ רֹגֶז וְשָׁם יָנוּחוּ יְגִיעֵי כֹֽחַ׃) 
(هناك يكف المنافقون عن الشغب وهناك يستريح المتعبون. ) (ايوب 3: 17)

وايضا وردت في مراثي ارميا مقرونة راحة من التعب 
(עַל צַוָּארֵנוּ נִרְדָּפְנוּ יָגַעְנוּ לא הֽוּנַֽח־לָֽנוּ׃)
(على اعناقنا نضطهد.نتعب ولا راحة لنا. ) (مراثي ارميا 5: 5)
 
جدير بالذكر ان هذه الكلمة هي المصدر الذي جاء منه اسم نوح النبي، عندما اطلق عليه ابوه هذا الاسم قال لكي "يعزينا او يريحنا من تعبنا في الارض":
(וַיִּקְרָא אֶת־שְׁמֹו נֹחַ לֵאמֹר זֶה יְנַחֲמֵנוּ מִֽמַּעֲשֵׂנוּ וּמֵעִצְּבֹון יָדֵינוּ מִן־הָאֲדָמָה אֲשֶׁר אֵֽרְרָהּ יְהוָֽה׃)
(ودعا اسمه نوحا. قائلا هذا يعزّينا عن عملنا وتعب ايدينا من قبل الارض التي لعنها الرب.) (تكوين 5: 29)


اجمالا فأن (السبت) هو يوم الاحتفال والفرح دائما لدى الشعب الاسرائيلي، وبموجب اوامر الرب نفسه، فانه بالاضافة الى ايام السبوت المعتادة فان اي عيد هو يوم (سبت) فمن الواضح الجليّ اذا ان الوحي المقدس لم يستخدم كلمة (الراحة) التي تأتي بعد (التعب) ولكن الراحة التي تأتي بالرضا والقبول من انتهاء العمل والفرح والاحتفال وعدم الحاجة الى مزيد من العمل. 

**********
موضوعات ذات صلة:

هناك 5 تعليقات:

  1. روددك دائما رائعة تيومان

    ردحذف
  2. (خلق الله السموات والارض في ستة ايام ثم استوي علي العرش ) .. هكذا جاءت في القرأن الكريم .. فلماذا اضاف اليهود كلمة ( ثم استراح في اليوم السابع ؟) اليس هذا تحريف ؟ .. فرد عليهم الله تبارك وتعالي في القرأن الكريم الناسخ لجميع الكتب السماويه التي قبله قائلاً : ولقد خلقنا السماوات والارض في ستة ايام وما مسنا من لغوب ) .. (لغوب أي تعب ) ..(يعني ما تعبنا حتي نستريح ) .. لأن الكلام علي ظاهره .. وها أنتم بدلاً من أن تردو علي اليهود تحريفهم .. تأتون لهم بما يؤيد كلامهم بالتبرير لهم .. مع العلم أن المُقابل للراحه التعب وليس انتهي أو توقف !! ثانياً ألم يُبشركم عيسي بن مريم عليه السلام بنبي يأتي من بعده اسمه احمد ومحمد ؟؟ إذاً فاقرءو القرأن الكريم حتي تجدو ما بشركم به عيسي عليه السلام .!

    ردحذف
  3. سيدي الفاضل ، ارجو ان تقرأ الموضوع قبل التعقيب ، فقد قلنا ان الراحة هنا هي راحة الرضى والقبول وليس استراحة التعب والاعياء ، لان الله لا يتعب ولا يعيا هذا اقرار الكتاب المقدس ، وبالعقل السليم كيف يتعب الله وقد خلق بكلمة قدرته ؟؟ ، اما عن القرآن فقد قال انه خلق (ثم استوى على العرش) فهل رجعت الى تفاسير القرآن لكي تفهم قرآنك واسلامك قبل ان تناقش ؟؟

    ردحذف

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة