شخصيات حول المذود
لانه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب
في ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، ظهرت بعض الشخصيات حول المذود نستعرض هنا بعضا منها، لعلك تجد في احداها انعكاسا لشخصيتك وموقفك من المخلـّص المولود والذي جاء الى العالم خصيصا لخلاصك وفدائك.
اولا: الرعاة والناس البسطاء
(8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. 9 واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. 10 فقال لهم الملاك لا تخافوا.فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. 12 وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. 13 وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين 14 المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.
ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب. 16 فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. 17 فلما راوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. 18 وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. 19 واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. 20 ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وراوه كما قيل لهم)
يالمحبة الله العظيمة والجميلة، حتى أنه يهتم ببعض الرعاة الجائلين لكي يرسل لهم جوقة من الملائكة (فريق من المرنمين) ليعلنوا لهؤلاء البسطاء الفقراء ميلاد المخلّص المسيح الرب، الذي اخبرت عنه النبؤات على لسان كل الانبياء على مدار 1500 سنة، هتفت الملائكة التسبحة الجميلة، والتي اصبحت شهيرة فيما بعد، المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسّرة، (اي ان الله مسرور بالناس بعد ان حل فيهم وفي وسطهم وفي صورة الناس المسيح المخلص).
ولكن الاجدر بالملاحظة هنا هو موقف الرعاة، الذين قالوا: (لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب)، ولم يتهاونوا او يؤجلوا تنفيذ هذا القرار ليوم او بعض يوم، بل يسجل الوحي انهم (جاءوا مسرعين) ليتأكدوا من صدق الله في كل ما أخبر عنه، ولهذا رجعوا وحالهم متغير، فهم الان يمجدون الله ويسبحونه، لقد اصبحت حياتهم ملؤها التمجيد والتسبيح والشكر لله على خلاصه، وكيف لا وقد أخذ الله المبادرة بالمصالحة مع البشر، واخذ الله كل تدابير الخلاص لنفسه وبنفسه، افلا يستحق الله ان نشكره ونسجد له يوميا على خلاصه وعلى مسيحه؟
ثانيا: رؤساء الكهنة ورجال المعرفة
(1 ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم 2 قائلين: «اين هو المولود ملك اليهود؟ فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له». 3 فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. 4 فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسالهم: «اين يولد المسيح؟». 5 فقالوا له في بيت لحم اليهودية.لانه هكذا مكتوب بالنبي: 6 «وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل».)
ما أبعد الفارق بين موقف الرعاة البسطاء غير المتعلمين، من موقف رؤساء الكهنة والكتبة، فبالرغم من معرفة الكتاب والمكتوب، وجميع النبؤات التي تخبر عن المسيح ومكان وزمان ميلاده، وكما أخبروا هيرودس عن النبؤة التي يعرفونها من (سفر ميخا 2: 4)، ولم يتأخروا في الاجابة، ولكننا لم نراهم حول المذود؟ ، فبالرغم من ان السؤال كان مطروحا من المجوس الذي جاءوا قاطعين مسافات وأميال عديدة لكي يقدموا السجود للمولود ، وقد سمعنا معهم الاجابة التي تم تقديمها من رؤساء الكهنة والكتبة للملك والمجوس معا، الا اننا لم نرى حول المزود احدا من هؤلاء سوى المجوس؟
حقا لقد كان المسيح صادقا في كلامه مع الناموسيين اي حفظة التوراة وناموس موسى والانبياء، فيما بعد اذ قال لهم : (ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة.ما دخلتم انتم والداخلون منعتموهم) (لوقا 11: 52)
فكثيرون دائما لديهم المعرفة ولكنهم لا يأخذون خطوة او قرار بشأن الحقائق التي وصلت اليهم، والخلاص لا يتم بالمعرفة فقط، بل يجب ان يكون الخبر مقترنا بالايمان العامل والذي يظهر بالافعال كما رأينا في موقف الرعاة الذين اخذوا الخطوة الايجابية، فهل تأخذ موقفا ايجابيا اليوم من المولود بعد ان وصلك الخبر؟ ان تحذير الكتاب المقدس واضح بشأن التهاون في اتخاذ الموقف الايجابي من الخبر المسموع، وهذا هو الفارق بين الايمان وعدم الايمان:
(1 فلنخف انه مع بقاء وعد بالدخول الى راحته يرى احد منكم انه قد خاب منه.2 لاننا نحن ايضا قد بشرنا كما اولئك لكن لم تنفع كلمة الخبر اولئك اذ لم تكن ممتزجة بالايمان في الذين سمعوا.) (عبرانيين 4: 1 - 2)
ثالثا: المجوس
(7 حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. 8 ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي.ومتى وجدتموه فاخبروني لكي اتي انا ايضا واسجد له. 9 فلما سمعوا من الملك ذهبوا واذا النجم الذي راوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي. 10 فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا.11 واتوا الى البيت وراوا الصبي مع مريم امه.فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا. 12 ثم اذ اوحي اليهم في حلم ان لا يرجعوا الى هيرودس انصرفوا في طريق اخرى الى كورتهم.)
لقد فرح المجوس بالخبر وبالعلامات السمائية والفلكية، وذهبوا سريعا الى المذود لتقديم السجود للمولود، ويالدقة الوحي التي ميزت بين رؤية المجوس للمولود مع مريم امه ولكنه يقول انهم (سجدوا له) وحده، فهو الذي يستحق السجود، ثم قدموا له الهدايا النبوية، الذهب واللبان والمر، الذهب في اشارة الى كونه ملك اليهود، واللبان في اشارة الى كهنوته ونبؤة الى دخوله الى قدس الاقداس بذبيحة نفسه، والمرّ اشارة الى آلامه وعذاباته وهو مخلص العالم الذي جاء ليتألم وترفضه خاصته ويموت على الصليب كذبيحة خطية، وهو المولد في مذود البقر في اشارة نبوية واضحة الى كونه (حمل الله الذي يغفر خطايا العالم) (يوحنا 1: 29)
فهل نقدم له الهدايا من عطايانا ومقتنياتنا الغالية والنفيسة؟ معترفين ومقرّين باستحقاقه ان يكون ملكا بما صنعه بميلاده وموته، ليكون ملكا على حياتنا وسيدا على مواقفنا وسلوكنا في العالم؟
رابعا: الملك ورجال السلطة والقوة
( 16 حينئذ لما راى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا.فارسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. 17 حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل.18 صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير.راحيل تبكي على اولادها ولا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين.)
رأينا موقف الملك من المولود، خائفا مضطربا، محاولا خداع المجوس لكي يخبروا عن مكان المولود بحجة ان يأتي ليقدم له السجود مثلهم، وهو في نيته انه يرفض هذا الملك، حتى انه حاول ان يقتله ويتخلص منه، لولا ان ميلاد المسيح ومجيئه الى العالم هو بالتدبير الالهي الذي لايمكن لبشر ان ينقضه او يعارضه، لقد كان هيرودس الملك يخشى ان يسلم قيادة حياته ومملكته الى المسيح المولود ملكا ازليا وابديا، فهو به وله تم تكوين العالم اجمع، والكثيرون لازالوا يعيشون هذا الخوف من ان يعطوا الملك لمن يستحقه، فيعترضون ويحاولون التملص وخداع الآخرين وهم لا يخدعون الا انفسهم، فهل نأتي للمسيح مقرّين له باستحقاقه ان يكون ملكا على حياتنا، ام نستمر في حياة الهزيمة والخديعة بأننا نملك ما لا نستحقه ولا نقدر على امتلاكه ؟
وها هي الحقيقة يعلنها السيد المسيح مرة اخرى، من اراد ان يكون ملكا ويخلص نفسه عليه ان يتخلص من كل ما له سلطان على نفسه وحياته وكأنه يميت نفسه بنفسه من اجل المسيح: (34 ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني.35 فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الانجيل فهو يخلصها. 36 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. 37 او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه. 38 لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين)
(مرقس 8: 34- 38)
(25 وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان.وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. 26 وكان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب. 27 فاتى بالروح الى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس 28 اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال 29 الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. 30 لان عيني قد ابصرتا خلاصك 31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. 32 نور اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل. 33 وكان يوسف وامه يتعجبان مما قيل فيه. 34 وباركهما سمعان وقال لمريم امه ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم. 35 وانت ايضا يجوز في نفسك سيف.لتعلن افكار من قلوب كثيرة)
(لوقا 2: 25-35)
يقول الكتاب المقدس (جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب.) (مراثي ارميا 3: 26)، وفي هذا يخبرنا الوحي المقدس عن الشيخ سمعان الذي كان يعيش منتظرا ان يرى تحقيق وعد الرب بالخلاص لشعبه، وقد قاده الروح القدس الى الهيكل بشوق وصبر وسكوت في الوقت المناسب، فكان هناك وقت دخول الطفل يسوع وابويه الى الهيكل، كان سمعان شيخا من اتقياء اليهود البقية الامينة التي تنتظر تحقيق وعود الله الصادقة، وقد اخبره الروح القدس انه لن يعاين الموت قبل ان يرى مسيح الرب، ويبدو ان الروح القدس اخبره عن مجيء المسيح المتألم الى العالم، وفي هذا امتاز سمعان الشيخ عن بقية اليهود الذين كانوا يحتارون في تفسير النبؤات عن المسيح كونه المتألم (كما في اشعياء 53)، وكونه الملك ابن داود الجالس على يمين عرش الله (كما في المزامير)، فهو يخبر العذراء انه سوف (يجوز في نفسك سيف)، وان المسيح في حياته سيكون خلاصا للامم واليهود على السواء وانه سيكون لقيام وسقوط كثيرين.
ويقول (بنيامين بكترين) في تفسيره عن موقف الشيخ سمعان: (ونرى قوة إيمان سمعان البار التقي بحيث لما أخذ الصبي يسوع على ذراعيهِ عرف يقينًا أنهُ قد امتلك خلاص الله فنُزعتْ عنهُ شوكة الموت حالاً وطلب الانطلاق بسلام حسب قول الرب. وهذا اليقين نفسهُ لنا أيضًا فإننَّا مَتَى امتلكنا المسيح بالإيمان ننظر إلى الموت مَلِك الأهوال كلا شيء قائلين: «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتُكِ يا هاوية؟ أما شوكة الموت فهي الخطية، وقوة الخطية هي الناموس. ولكن شكرًا لله الذي يُعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح» (كورنثوس الأولى 55:15-58).
**********
والآن ما هو موقفك انت من مولود بيت لحم؟ اي من هذه الشخصيات تمثل حالتك الخاصة؟ وما هو رد فعلك وقرارك بشأن هذا المولود؟
ربما كان مولود بيت لحم قد جاء مولودا بالجسد الى العالم منذ حوالي 2000 سنة، وقتها كان يبحث عن مكان يولد فيه فلم يجد سوى مذود، ولكن الان هل يجد في قلبك مكانا لكي يولد فيه المسيح لتصير عضوا من اعضاء جسد المسيح الحي في كل اوان ؟
( الستم تعلمون ان اجسادكم هي اعضاء المسيح.)(كورنثوس الاولى 6: 15)، ( الاله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا اذ هو رب السماء والارض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي.) (اعمال الرسل 17: 24)، بل يسكن في هيكل صنعه الله بنفسه (انكم انتم هيكل الله الحي كما قال الله اني سأسكن فيهم واسير بينهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا.) (كورنثوس الثانية 6: 16)، فهل تهيء للمولود مكانا في قلبك ليولد فيه المسيح بالايمان ؟ ويكون المجد لله في الكنيسة التي هي جسد المسيح ( بسبب هذا احني ركبتي لدى ابي ربنا يسوع المسيح 15 الذي منه تسمى كل عشيرة في السموات وعلى الارض. 16 لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتايدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن 17 ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم 18 وانتم متاصلون ومتاسسون في المحبة حتى تستطيعوا ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو 19 وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله. 20 والقادر ان يفعل فوق كل شيء اكثر جدا مما نطلب او نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا 21 له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع الى جميع اجيال دهر الدهور.امين) (افسس 3: 14-21)
( يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم.) (غلاطية 4: 19)
خامسا: المنتظرون خلاص الرب
(25 وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان.وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. 26 وكان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرى مسيح الرب. 27 فاتى بالروح الى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس 28 اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال 29 الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. 30 لان عيني قد ابصرتا خلاصك 31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. 32 نور اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل. 33 وكان يوسف وامه يتعجبان مما قيل فيه. 34 وباركهما سمعان وقال لمريم امه ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم. 35 وانت ايضا يجوز في نفسك سيف.لتعلن افكار من قلوب كثيرة)
(لوقا 2: 25-35)
يقول الكتاب المقدس (جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب.) (مراثي ارميا 3: 26)، وفي هذا يخبرنا الوحي المقدس عن الشيخ سمعان الذي كان يعيش منتظرا ان يرى تحقيق وعد الرب بالخلاص لشعبه، وقد قاده الروح القدس الى الهيكل بشوق وصبر وسكوت في الوقت المناسب، فكان هناك وقت دخول الطفل يسوع وابويه الى الهيكل، كان سمعان شيخا من اتقياء اليهود البقية الامينة التي تنتظر تحقيق وعود الله الصادقة، وقد اخبره الروح القدس انه لن يعاين الموت قبل ان يرى مسيح الرب، ويبدو ان الروح القدس اخبره عن مجيء المسيح المتألم الى العالم، وفي هذا امتاز سمعان الشيخ عن بقية اليهود الذين كانوا يحتارون في تفسير النبؤات عن المسيح كونه المتألم (كما في اشعياء 53)، وكونه الملك ابن داود الجالس على يمين عرش الله (كما في المزامير)، فهو يخبر العذراء انه سوف (يجوز في نفسك سيف)، وان المسيح في حياته سيكون خلاصا للامم واليهود على السواء وانه سيكون لقيام وسقوط كثيرين.
ويقول (بنيامين بكترين) في تفسيره عن موقف الشيخ سمعان: (ونرى قوة إيمان سمعان البار التقي بحيث لما أخذ الصبي يسوع على ذراعيهِ عرف يقينًا أنهُ قد امتلك خلاص الله فنُزعتْ عنهُ شوكة الموت حالاً وطلب الانطلاق بسلام حسب قول الرب. وهذا اليقين نفسهُ لنا أيضًا فإننَّا مَتَى امتلكنا المسيح بالإيمان ننظر إلى الموت مَلِك الأهوال كلا شيء قائلين: «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتُكِ يا هاوية؟ أما شوكة الموت فهي الخطية، وقوة الخطية هي الناموس. ولكن شكرًا لله الذي يُعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح» (كورنثوس الأولى 55:15-58).
**********
والآن ما هو موقفك انت من مولود بيت لحم؟ اي من هذه الشخصيات تمثل حالتك الخاصة؟ وما هو رد فعلك وقرارك بشأن هذا المولود؟
ربما كان مولود بيت لحم قد جاء مولودا بالجسد الى العالم منذ حوالي 2000 سنة، وقتها كان يبحث عن مكان يولد فيه فلم يجد سوى مذود، ولكن الان هل يجد في قلبك مكانا لكي يولد فيه المسيح لتصير عضوا من اعضاء جسد المسيح الحي في كل اوان ؟
( الستم تعلمون ان اجسادكم هي اعضاء المسيح.)(كورنثوس الاولى 6: 15)، ( الاله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا اذ هو رب السماء والارض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي.) (اعمال الرسل 17: 24)، بل يسكن في هيكل صنعه الله بنفسه (انكم انتم هيكل الله الحي كما قال الله اني سأسكن فيهم واسير بينهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا.) (كورنثوس الثانية 6: 16)، فهل تهيء للمولود مكانا في قلبك ليولد فيه المسيح بالايمان ؟ ويكون المجد لله في الكنيسة التي هي جسد المسيح ( بسبب هذا احني ركبتي لدى ابي ربنا يسوع المسيح 15 الذي منه تسمى كل عشيرة في السموات وعلى الارض. 16 لكي يعطيكم بحسب غنى مجده ان تتايدوا بالقوة بروحه في الانسان الباطن 17 ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم 18 وانتم متاصلون ومتاسسون في المحبة حتى تستطيعوا ان تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو 19 وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله. 20 والقادر ان يفعل فوق كل شيء اكثر جدا مما نطلب او نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا 21 له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع الى جميع اجيال دهر الدهور.امين) (افسس 3: 14-21)
**********
عندما جاء الملاك للعذراء القديسة مريم، واخبرها انها ستكون ام المخلّص، وفي الحال عندما اعلنت خضوعها الكامل لارادة الله بقولها (هوذا انا أمة الرب. ليكن لي كقولك) (لوقا 1: 38)، فمضي من عندها الملاك، وبدأ الجنين يتكون ويتصور في احشائها، وبنفس الايمان فعندما نعلن خضوعنا الى الله اننا عبيده وليفعل بنا وفينا حسب قوله، فان المسيح يبدأ في ان يحل في قلوبنا بالايمان، ويبدأ في تشكيل حياتنا ليتصور المسيح فينا، لكي نكون مشابهين صورة المسيح ابن الله، اخونا البكر.
(28 ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده. 29 لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين.) (روميه 8: 28-29)
هذه هي صلاتي القصيرة في عيد الميلاد
(هوذا انا -عبد- أو - أمة - الرب. ليكن لي كقولك)
وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:
ردحذف14 «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».
مولود المزود هو بشارة الفرح لأنة هو خلاصنا وهو عمانوئيل الذى تفسيرة الله معنا
ردحذف