كان زميلي مستعدا وفي جعبته المزيد مما يعتقد أنه الأدلة التي لن يستطيع أحد من المسيحيين لها صداً ولا رداً ، فزادت من حدة صوته إنفعالا بعد أن وجد أن دليله الأول قد فشل ، فراح يستعد بالدليل الثاني ، وقال لي :
حسنا ، أنتم تقولون عن الميلاد الثاني أليس كذلك ؟ ما رأيك حينما حضر نيقوديموس للحوار مع يسوع المسيح ، فقال له يسوع " ينبغي أن تولد ثانية " فقال له نيقوديموس ، هذا معناه أن أدخل بطن أمي ثانية وأولد مرة أخرى ؟ ، أليس هذا الآن كلام من يسوع نفسه ؟ ينبغي أن تولد ثانية ، اي تدخل بطن أمك وتولد ثانية ، إن لم يكن هذا هو تناسخ الأرواح الذي نفهمه ونقول به ، فماذا يكون ؟
مرة أخرى أجبته ، هذا إجتزاء للنص من سياقه ، فلم يقل المسيح أنه ينبغي تولد ثانية ولم يقل أن يدخل بطن امه ثانية لكي يولد الميلاد الثاني ، هذا كان سؤال من نيقوديموس ، لفهم ما قاله المسيح عن الميلاد الثاني ، فهل وافقه المسيح على ذلك الفهم ؟ تعالى نقرأ النص مرة أخرى من الكتاب المقدس (وكأني أقول في داخلي ، ليتك كنت فتحت الكتاب المقدس لتراجع النص بنفسه في سياقه ، بدلا من الحرج الذي تضع نفسك فيه وأنت متكل كل الاعتماد على الكتاب الذي قرأته )
كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ.2 هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ».3 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ».4 قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟»5 أَجَابَ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.6 اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.7 لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. (يوحنا 3 : 1 - 7)أنت ترى في الحوار ، أن كلام المسيح كان عن (ميلاد من فوق) وحين سأله نيقوديموس عن فهمه بأنه ميلاد مرة أخرى (الميلاد ثانية) قال له ، ألعله وهو شيخ يرجع إلى بطن أمه ويولد ثانية ؟ ، إذا توقف الكلام عند هذا الحد ووافقه المسيح لربما كان هناك شك أن الكلام عن تناسخ الأرواح ، ولكن كلام المسيح كان واضحا ، أنه يتكلم عن (ميلاد من فوق ) ميلاد من الماء والروح ليس من جسد ، هذا رد حاسم إذا لا يقول مطلقا بتناسخ الأرواح . وهنا قلت له دعني أختصر المسافات عليك ، فأقول لك ، حتى وأن أتيت بفهمك أن يوحنا المعمدان كان تناسخ أرواح لأيليا النبي ، وحتى بقول المسيح إن إيليا جاء ولم يعرفوه في إشاره إلى يوحنا المعمدان ، فالنبؤة تقول أن الله سوف يرسل يوحنا المعمدان قبل المسيح بروح إيليا وقوته ، ولا يمكن فهمها على أنها تناسخ أرواح على أي حال من الأحوال، فاليهود والمسيحيين يفهمون مغزى الإشارة ، أما بالنسبة لكم معتنقي تناسخ الأرواح فإن إيليا لم يمت لكي تتقمص روحه جسد آخر ، إذ صعد إيليا في العاصفة حياً إلى السماء جسدا وروحا ، وهذا ما لم يقول به مؤمني تناسخ الأرواح مطلقا، إذ يجب أن يموت جسد حامل الروح لكي تتقمص جسدا آخر ، أما إيليا فقط صعد بالجسد والروح . وختاما ، فإن الكتاب المقدس نفسه يؤكد بما لا يدع مجال لأي شك ، أن الانسان يحيا مرة واحدة فقط على الأرض إذ يقول :
وكما ترى هنا ، فالكتاب حاسم ، ( يموتوا مرة ) وبعدها الدينونة ، لأن كل واحد سيحمل حمل نفسه أمام الديان ، كما أن المسيح سيظهر ثانية في المجيء الثاني هو نفسه لمن ينتظره يسوع المسيح وليس أحدا آخر ، فهو ليس تناسخ لروح أحد قبله ولا بعده . ألم أقل أن المشكلة في هؤلاء ، أنهم لا يقراون الكتاب المقدس ولكنهم يقرأون عنه ؟ ربما تنقذ نفسك عزيزي القاريء إذا أعطيت نفسك الفرصة ولم تكن قرأت الكتاب المقدس ، لتفتحه وتقرأه بنفسك ولا تدع احدا يخدعك باقتباسات مبتورة لكي يوهمك بشيء آخر ليس في الإنجيل أو الكتاب أو رساله الله الحقيقية لك ! وإلى لقاء في حوار آخر مع شهود يهوه . --------
|
مشكلتهم أنهم لا يردون ان يعرفوا و ان يعترفوا باخطائهم في فهم الكتاب المقدس أنهم يقومون بصنع اله يتماشى مع اهوائهم شكراً جزيلاً على هذه المقالة الشيقة و المفيدة 💜
ردحذف