شخصيات حول الصليب (3)
حاملي الصليب خلفه
(20 وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. 21
فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه.)(مرقس 15: 20 - 21)
كان السيد يسوع المسيح يتوجه نحو مكان الصليب بخطي متثاقلة بعد الجلد والاستهزاء، متعبا مكدودا وفي الطريق، تصادف ان رجلا اسمه سمعان (قيرواني) اي انه مهاجر حديثا من بلدة القيروان (ليبيا حاليا)، ربما استقر حديثا في ارض الموعد واشترى حقلا لكي يؤسس عائلة ويستقر ويكون ثروة، كان سمعان راجعا من الحقل، متعبا منهكا هو الآخر، وشتان بين اسباب تعب كل من الرجلين، لم يكن سمعان يهتم كثيرا او قليلا بالسياسة او بالصراعات الدينية الدائرة أو بما يحدث حوله من ضجة او احداث، لم يهتم كثيرا بما كان يدبره رؤوساء الكهنة للتخلص من رجل تبيّن لهم انه هو المسيح فعلا، او ان بريئا مصحوبا مع اثنين من المجرمين لتنفيذ حكم الاعدام صلبا فيهم !!!، واذ بالجند الروماني يسخرونه ليحمل الصليب ويسير خلف المسيح !!!.
كيف ترى ردة فعل انسان، يجد نفسه مسخّرا لحمل صليب؟ فجأة وبغير سابق انذار وبغير تهيئة نفسيه او عضلية او فكرية، هل وضع الله عليك صليبا او حملا لتحمله لاحد ؟ هل تشعر انك في مكان تحمل فيه اثقالا او اعباء لآخرين وليست لك؟ البعض في هذه الاحوال قد يتذمر، وقد يزداد الجفاء بينه وبين السبب في جعله يحمل هذه الاحمال، وفي حالتنا ربما كان سمعان عليه ان يحقد او يرفض ان يتعاطف مع الشخص الذي كان سببا في حمل الصليب ؟
ولكن لم يكن هذا هو الحال مع سمعان القيرواني، فان الوحي المقدس عندما يذكر اسم انسان في البشارة، فهذا لتكريمه على مدى الاجيال، يذكر التقليد المسيحي، ان سمعان ذكر اسمه البشيرون، لانه آمن بالسيد المسيح مخلصا وربا، وقد اصبح مشهورا في الكنيسة الاولى، حتى ان يذكر اسمه، لان الناس تعرفه ، وليس هذا فقط ، فقد اسس عائلة مؤمنة ، فهو (أبو ألكسندرس وروفس) وهما شخصيتان ايضا كانتا معروفتين في الوسط المسيحي الاول، وكان لهما نشاطا كبيرا في الكرازة والتبشير .
فيذكر سفر الاعمال تواجد ألكسندرس (المشهور باسم اسكندر كما يذكر التقليد)، وكانت له خدمة مع الرسول بولس : (فاجتذبوا اسكندر من الجمع. وكان اليهود يدفعونه. فاشار اسكندر بيده يريد ان يحتج للشعب)(اعمال الرسل 19: 33) بل ان اخوه روفس ايضا كان له خدمة كبيرة مع الرسول بولس (سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي.) (روميه 16: 13) ، ويذكر الرسول ان ام روفس هي امه، فحتى الام زوجة سمعان ايضا كان لها نشاط وخدمة لرجال الله القديسين.
والآن، هل هذا يجعلنا نتذمر اذا ما وجدنا أنفسنا نحمل الصليب ونسير خلف المسيح، هل يشير اليك الناس بأنك مسيحي وتسير خلف المسيح ، فتنظر اليهم بفخر ورضى ، هل تنظر الى الاحمال والاثقال في خدمة الآخرين بطريقة مختلفة ؟
العاطفيين
(27 وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كنّ يلطمن ايضا وينحن عليه.28 فالتفت اليهنّ يسوع وقال. يا بنات اورشليم لا تبكين عليّ بل ابكين على انفسكنّ وعلى اولادكنّ.)
(لوقا 23: 27 - 28)
البعض قد يكون عاطفيا لدرجة ان يتأثر من أن المسيح يحمل الصليب ويسير في درب الآلام وطريق الصليب متألما وداميا، قد يشعر ان المنظر مؤلم، يستحق الشفقة ؟ او تجد ان دموعك تنهمر من عينيك غصبا عنك ؟ ولكن المسيح يقول لك، لا تبكي عليه، فهو ذاهب الى الصليب من اجلك، هو يعرف ان بعد الصليب والموت هناك القيامة المجيدة، ولكن المطلوب ان تنظر الى نفسك، فاذا لم تكن حتى الان متمتعا بالفداء وبعمل الصليب ، فابكي على نفسك وحالك، فانت ذاهب الى طريق الحياة، وهو تماما عكس طريق الحياة الابدية مع المسيح.
لا تبك على المسيح،لانه قائم من الاموات، ابك على نفسك وعلى خطاياك، اذا لم تكن مغفورة ومغسولة في دم المصلوب القائم من الاموات.
*******
موضوعات ذات صلة:
شخصيات حول الصليب (1)
شخصيات حول الصليب (2)
شخصيات حول الصليب (4)
*******
موضوعات ذات صلة:
شخصيات حول الصليب (1)
شخصيات حول الصليب (2)
شخصيات حول الصليب (4)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك