من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

الرد على شبهة: هل من العدل ان يرسل الله ابنه ليموت ؟


هل من العدل ان يرسل الله ابنه ليموت ؟


وصلني هذا السؤال في رسالة بالبريد الالكتروني من شخص مسلم :

الله إله عادل رحيم ،  فهل من العدل أن يرسل ابنه الوحيد ليصلب ويهان ويضرب وتدق في قدميه ويديه المسامير؟

الذي يرتكب إثماً ثم يتوب منه يتوب الله عليه، فلماذا لم يتب على آدم لما تاب وبقيت الخطيئة عليه؟ وما ذنب أبنائه أن تنتقل اليهم خطيئة لم يعملوها؟ إذا سرق أبوك مثلا هل نعاقبك انت ؟؟

 
والحقيقة انه سؤال يدل على ان طارحه لم يعرف فكر العقيدة المسيحية في هذا الصدد، فان فداء المسيح بالموت على الصليب، هو قمة عدالة الله، ولكي يكون الله كلي الصفات كما اعلن عن ذاته، فلابد ان تتحقق عدالته بالجمع بين قداسته ومحبته للانسان في عمل الصليب.  واليك القصة من بدايتها .


خلق الله الإنسان الأول على أحسن صورة وأحسن تقويم، كان آدم إنساناً كاملاً حسب صنعة الله، روحياً ونفسياً وجسدياً، يعيش في جنة الله، يتمتع بكل نعم الله واحساناته، وكان متوافقا روحياً ونفسياً وجسديا، مخلوقا في القداسة يعرف الخير فقط ولا يعرف الشرولا الخطية التي هي عصيان وكسر وصية الله.
(26 وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض.27 فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم.28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض) (تكوين 1: 26 - 28) 
الان الانسان مخلوق على صورة الله في القداسة والارادة والخلود ، الانسان مبتكر وخالق ومبدع ومتسلط على كل ما خلقه الله لخدمته (ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا) (تكوين 1: 31)


كان الانسان يعيش منعما مترفا يتمتع بمعية خالقه والقدرة على التواصل معه، وكان الشرط  والوصية الوحيدة هي عدم الأكل من تلك الشجرة المحرمة، شجرة معرفة الخير والشر،  ويوم يأكل منها آدم موتا يموت. 

كان الله يطلب من الانسان محبة وعلاقة شخصية معه بكامل ارادة الانسان الحرة،  وكانت العلامة هي الطاعة، له ان يأكل من كل شجر الجنة  والمطلوب ان  لايأكل من شجرة واحدة فقط،  شجرة معرفة الخير والشر،  فاذا اراد الانسان ان يفصم هذه العلاقة ما عليه الا ان يكسر الوصية الوحيدة،  ويأكل من شجرة هي التي سوف تظهر الخير والشر في آدم،  اما الطاعة والبقاء في محضر الله او العصيان،  والطرد من محضر الله القدوس مصدر كل حياة، واذا اكل الانسان من الشجرة، موتا يموت، اذا اختار الانفصال عن الله مصدر الحياة.

ولكن في لحظة من التسيب والإهمال، يتدخل الشيطان الذي حسد الإنسان على هذه الحياة الرائعة، وسوس في قلب آدم وزوجته بالكذب والتدليس، ليزين له أن يأكل من الشجرة بإيجاد الأعذار والأوهام بشرعية هذا العمل،   مدعيا كذبا على الله انه أخفى حقيقة الشجرة عن آدم وزوجته، او ان الله كذب عليهما في ماهية هذه الشجرة ونتائج الاكل منها.

وسقط آدم في المعصية، ونال العقاب والجزاء، الطرد من الجنة، الطرد من التواجد في محضر الله الذي لا يطيعه ولا يقدسه ولا يحترم وصاياه وقوانينه .

ندم الإنسان وتاب، وهذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، أن يعلن ندمه بعد اكتشاف خطأه، ويعلن توبته بأنه لن يكرر هذا الفعل مرة أخرى. وسوف يطيع الله في كل وصاياه.


لا يكفي عمل الإنسان بالتوبة، لتحقيق غفران الخطية،  فالتوبة هي فقط اعتراف بالخطية والعصيان، اعتراف باستحقاق العقوبة وتنفيذ الشرط الجزائي في كسر الوصية وانفصام العلاقة، اما الغفران فيتطلب تحقيق عدالة الله بتنفيذ حكم الموت، اولا على المخطيء، وليس هناك طريقة لتحقيق تنفيذ العدالة والمحبة بدون تعارض الا بالفداء، ان  يأتي فادي  بريء غير مذنب ليموت عوضا عن المخطيء، واي غفران بدون تحقيق العدالة سيحقق المحبة فقط ولكنه يتجاهل القداسة، ولا يمكن ان تتعارض صفات الله.

راح آدم وزوجته يخيطان ملابس ورداء من أوراق الشجر، ولكن ما أن طلعت عليها الشمس وهبت الرياح حتى يبس الورق ووقع، هذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، رداء من عمل يديه من ورق الشجر يختفي ورائه لحظات وتظهر الحقيقة.

ولكن محبة الله ظهرت رغم كل شيء، لازال آدم خاطئا ومطروداً، ولكن محبوبا ، فها هو الله يعمل لهما رداء من جلد الحيوانات البريئة التي تم ذبحها بسبب خطية آدم،  انه عمل الله وليس عمل الانسان.

قال أحد رجال الله في القديم يصف موقفه كخاطيء بينه وبين الله خصومة وينتظر المصالحة : (لانه ليس هو انسانا مثلي فاجاوبه فنأتي جميعا الى المحاكمة.  ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا.). (ايوب 9: 32 - 33)
وها هو الله يستجيب لصلاة الانسان، فالمصالحة تتم بواسطة الله وليس بواسطة الانسان،  من ذا الذي يستطيع ان يقف مصالحا بين الله والانسان وان يضع يده على كليهما للمصالحة ؟ فها هو الانسان خاطيء، بخطية آدم دخلت الخطية الى العالم ، واصبح كل انسان مخطئا بنفس خطيئة آدم ، لم نرث خطيئة آدم ، بل اخطئنا كلنا نفس الخطية ، اعلان التمرد والعصيان على الله بكسر الوصية:  (من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع.)
(روميه 5: 12)

لايحاسبنا الله القدوس العادل على خطيئة آدم ، فنحن لم نرث الخطيئة ، ولكننا ورثنا الطبيعة التي فسدت وتلوثت بالخطية، الطبيعة الفاسدة التي تقول (كل ممنوع مرغوب) الطبيعة التي تتمرد على الله ولا تعطيه الملك والخضوع اللائق به ،  فكل انسان يحمل ذنب نفسه كما يقول الكتاب : (ها كل النفوس هي لي.نفس الاب كنفس الابن.كلاهما لي.النفس التي تخطئ هي تموت.) (حزقيال 18: 4) وايضا : (النفس التي تخطئ هي تموت.الابن لا يحمل من اثم الاب والاب لا يحمل من اثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون.) (حزقيال 18: 20)، وايضا (لان كل واحد سيحمل حمل نفسه) (غلاطية 6: 5)
(الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد) (رومية 3: 12)
(كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا.) (اشعياء 53: 6)



وهكذا فكل انسان  اخطأ هذه الخطيئة الاولى، التي  كسر فيها وصية الله  وتجاهل محبة الله، واعلن التمرد والعصيان،  ولكن محبة الله ظهرت ايضا فقد جاء الله في صورة الانسان الكامل (ابن الله) الذي بلا خطية، جاء المسيح بملء ارادته،  مولود المرأة من العذراء، واعلن خضوعة التام بارادته، فيقول عنه الكتاب المقدس :

(4 لانه لا يمكن ان دم ثيران وتيوس يرفع خطايا.5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة وقربانا لم ترد ولكن هيأت لي جسدا.6 بمحرقات وذبائح للخطية لم تسرّ.7 ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله.8 اذ يقول آنفا انك ذبيحة وقربانا ومحرقات وذبائح للخطية لم ترد ولا سررت بها. التي تقدّم حسب الناموس.9 ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله. ينزع الاول لكي يثبت الثاني.10 فبهذه المشيئة نحن مقدّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة)
(عبرانيين 10: 4 - 10)

في اشارة الى النبؤة التي وردت في المزامير (6 بذبيحة وتقدمة لم تسر. اذنيّ فتحت. محرقة وذبيحة خطية لم تطلب 7 حينئذ قلت هانذا جئت. بدرج الكتاب مكتوب عني ان افعل مشيئتك يا الهي سررت. وشريعتك في وسط احشائي) (مزمور 40: 6- 8)، وهي تشير الى ان المسيح جاء متجسدا لتحقيق النبؤة برغبته ومشيئته الكاملة، ليحقق مسرة الله الآب، فهو لم يأتي مُكرها او مدفوعا كما يزعم صاحب الشبهة.

في صليب المسيح، تتحقق عدالة الله، بما لا تتعارض صفاته الكاملة، القداسة والمحبة والغفران والرحمة،  كلها تتحقق في الصليب، واي غفران بدون صليب المسيح وفدائه وموته وقيامته، فانما وان كان يظهر صفة المحبة والرحمة الا انه يتجاهل صفة القداسة والعدالة في الله، ولا يمكن ان تتعارض او تتناقض صفات الله. 


نعم، فالكلمة الصادقة تقول :

(10 الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما.11 الحق من الارض ينبت والبر من السماء يطلع.)(مزمور 85: 10 - 11)

في المسيح ظهر الله القدوس في صورة الانسان المطيع الكامل الخاضع لمشيئة الله، الذي استطاع وحده، ان يضع يديه على الله والانسان لتتم فيه وبه المصالحة والغفران من الله للانسان، فهل تقبل وتصدق الله، ام تصدق خدعة الشيطان الذي دخل الى الانسان بالكذب قائلا ( أحقا قال الله ) ؟

وهنا اقدم الفرصة لكل انسان، يشعر انه قد احزن الله القدوس بالخطية والعصيان وكسر الوصية، الطريق مفتوح امامك للمصالحة مع الله الآب المحب.  
(17 اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة. الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا. 18  ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة 19 اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة.20 اذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله. 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه)

هناك تعليقان (2):

  1. وفسر الماء بعد الجهد بالماء

    ردحذف
  2. الاخ الفاضل
    hasin

    سلام ونعمة من الله
    شكرا لمرورك وقرائتك للمقال وتعليقك
    وان كنت لم افهم من تعليقك ، هل فهمت ان عدل الله الكامل يتحقق في الصليب ، ام انك قرأت المقال ولم تفهم منه شيئا ؟؟

    عموما ، سوف اعتبر مقولة ( تفسير الماء بعد جهد بالماء) انها تشرح عقيدة الفداء في المسيحية انها تحقق عدل الله بالكامل ، وبالتالي فان المقال بالنسبة لكل فاهم لما يقوله الكتاب المقدس يشعر فعليا ان المقال تشرح وتفسر ما هو مشورح ومفسر بالكتاب فعلا ، فالمقال في هذا الاتجاه هو تفسير للماء بعد جهد انه ماء ، اي تفسير ان في صليب المسيح تتحقق عدالة الله وهو اثبات وتحقيق ما هو ثابت بالفعل .

    شكرا لمرورك وتعقيبك

    ردحذف

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة