من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

ربنا عرفوه بالعقل


خدعوك فقالوا 
ربنا عرفوه بالعقل ؟؟
هل نفهم الله بالعقل، ام نعرف الله بالروح؟


جاء اعلانا بالصحف عن مسابقة لتوظيف عامل لبرقيات اللاسلكي،  فتقدم  احد الشباب الى الامتحان، ووجد بالصالة عدد آخر من الشباب الذي كان ينتظر موعد المقابلة لاختيار الموظف المناسب للوظيفة، وما ان استقر الشاب على الكرسي حتى سمع اعلان بالاذاعة الداخلية يرحب بالقادمين ويطلب منهم الانتظار بسكون وهدوء حتى يتم استدعاءهم الى داخل الغرفة لاجراء المقابلة مع المختص، بعد قليل سمع الشباب قرعا  ونقرات خفيفة تصدر من الاذاعة الداخلية، بعدها قام احد الشباب ودخل الى الغرفة، وبعدها خرج المدير وقال للحاضرين، شكرا يا شباب لقد تم اختيار الشاب المناسب للوظيفة، فما سمعتموه للتو في الاذاعة واعتبره البعض نقرات، ما هي الا اشارة بلغة البرقيات اللاسلكية تقول (من يستطيع ان يفهم هذه الرسالة، عليه التقدم الى داخل الغرفة للحصول على الوظيفة).



عزيزي (عزيزتي) القاريء هل سمعت قبلا ان ربنا عرفوه بالعقل؟ وهل استخدمت عقلك في فحص هذه المقولة هل هي صادقة ام مخادعة ؟؟  اذا كان ربنا عرفوه بالعقل، كما يقولون، فلماذا نجد أناسا لهم قدرات عقلية عالية ومتميزة ولكنهم يلحدون وينكرون وجود الله، ولا يخجلون من اعلان هذا الامر علانية؟ أنا لا اقلل من قدرات العقل البشري،  ولكني احاول ان اضع الامور في منظورها وحجمها الطبيعي، فاذا وضعت كل شيء في مكانه الصحيح، سوف تظهر الصورة كاملة أمامك بدون اي اهتزاز او تشويش.




رسالة مفتوحة الى صديقي الملحد: 

قبل بضع سنوات، عندما كنت أرى احدهم يمشي في الشارع يكلم نفسه، كنا نتهامس عنه انه (مجنون)، والآن وبعد ظهور اجهزة الاتصالات الحديثة، ومع التطور التكنولوجي الذي يجعلك تستطيع ان تضع جهاز الاتصال في جيبك، وتعلق أداة صغيرة الحجم في أذنك، فانت تتم الاتصال او المحادثة كاملة، سواء كنت تسير او تقود سيارتك، الان سوف اصبح انا (المجنونه) اذا استطعت ان احكم بثقة زائفة، عن من اره وقد يبدو انه (يكلم نفسه) ؟؟ ولا ادري مع تطور التكنولوجيا اكثر، وتصغير هذه الاجهزة او حتى زراعتها بالكامل تحت الجلد، هل يكون (مجنونا) من يمشي يكلم الطرف الآخر في المحادثة ويبدو لك وكأنه يكلم نفسه ؟

عزيزي ، ما جعلني ابدأ بهذا المدخل، انك قد تتهم غيرك  بانه (جاهل او مجنون)  او انك اكثر منه حكمة وعقلا، لمجرد قوله انه بالفعل لا يكلم نفسه بل يتواصل مع (الله  خالق الكون)،  يقول الرسول بالوحي المقدس في الكتاب المقدس : (وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة) (كورنثوس الاولى 2: 4)، فالكرازة، او الكلام عن الله، لاتصل الى الناس بالحكمة الانسانية فالعقل البشري (الانساني) على  الرغم من قدر تطوره ونضجه، لكنه لا يستوعب اي شيء بدون ان يحتويه، او بمعنى آخر، تحويل اي شيء الى معلومات وبيانات يتم ادخالها الى العقل، الذي يقوم بتحليلها والوصول الى نتيجة بشأنها، هذا قد يكون صحيحا بالنسبة للموجودات المحيطة حولنا، وان كان هناك بعض القصور العقلي في استيعاب كل اسرار الكون التي حولنا، فهناك امورا علمية (مختبرية) او معلوماتية (فلكية مثلا لم نصل اليها حتى الان)، لم يستطع العقل البشري احتوائها بالكامل، اما لعدم المام كاف بالمعطيات لما يراه ، او جهل  بما لم يصلى الى اكتشافه او رؤيته سواء لصغر حجمه، او لبعده عن  مدخلات الانسان الى العقل ( مثل الدراسة بالحواس او بالادوات المختبرية ).

ببساطة وبدون تعقيد، هناك مجرات في الكون لا يعرف عنها الانسان شيئا، لانه لم يراها او لم يصل اليها، ومع ذلك فهي موجودة (سواء شئنا ام ابينا)، وهناك اجسام او جسيمات حولنا صغيرة الحجم (ما وصل اليه العلم من اجهزة مجهرية جعلتنا نرى بعضها، ولكن لا يمكن الجزم بأننا رأينا جميعها)، وابسط مثال على قبول الانسان لبعض الحقائق بدون فهمها، هو مزيج الاشعة المغناطيسية مع الكهربائية والتي تكون اشعة (كهرومغناطيسية) لا يعرف الانسان كنهها ولذلك فاصطلح بتسميتها (اشعة X)، ولكن هذا لم يمنع الانسان من ان يتعامل معها ويأخذ نتائجها الايجابية ويتجنب السلبية منها. 





الخلاصة ان العقل البشري، مهما اعطيناه من حجم وقدرات، فهو لازال قاصرا في امور كثيرة، العقل البشري لا يستطيع ان يعرف انسان ما لم يتواصل معه على المستوى الانساني، قد تستطيع تحليل بعض المعلومات عن انسان لم تلتق به، ولكن لن تصل الى معرفة تامة وكاملة به بدون رؤيته والاستماع الى صوته و تزداد معرفة الشخص اكثر دخوله اكثر الى مجال المحسوسات البشرية (اللمس والشم) وهذا ما يميز العلاقات الزوجية (أو الجنسية) عن غيرها من العلاقات الاخرى.

فاذا عدنا الى اصل حديثنا وهو الكلام عن الله، فهو ليس مادة ولا موجات حسية لكي نخضعها للعقل البشري ليدخل بها المختبر، ولكن الكتاب المقدس يعلن أن ( الله روح) (يوحنا 4: 24) وايضا (أبو الارواح) (عبرانيين 12: 9)، وهو بذلك لايمكن اخضاعه للعقل البشري للفحص.

وانا اكتب هذه السطور، انظر من خلال النافذة الى الخارج، فلا أرى ما يسمونه (الهواء) ولكني ارى تأثيراته في تحريك اوراق الشجر، ولا ارى في الهواء اي موجات لاسلكية ولا اسمع منه اي اصوات لاغاني او موسيقى او نشرة اخبار الا اذا فتحت (جهاز الراديو) وقمت (بتظبيط) مؤشرات استقبال موجاته على درجات معينة، فاسمع معها صوت اغنية، واذا اعدت (التظبيط) استمع الى نشرة الاخبار، وهكذا.

ما أريد ان اقوله ببساطة ان (الله روح) ولكي ما استطيع ان اتواصل معه فانني لابد من ان (اظبط) شيئا ما داخلي لالتقاط الاشارات المرسلة من الله الى البشر واستقبالها وتحليلها وفهمها، هذا الجهاز الداخلي هو (روح الانسان)، او كما يقول الكتاب المقدس، عن الامور الروحية المتعلقة بالله :
(10 فاعلنه الله لنا نحن بروحه.لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله. 11  لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه. هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله. 12  ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله 13  التي نتكلم بها ايضا لا باقوال تعلّمها حكمة انسانية بل بما يعلّمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات. 14  ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة. ولا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا. 15  واما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد. 16  لانه من عرف فكر الرب فيعلمه.  واما نحن فلنا فكر المسيح)

الكلام بصيغة اخرى، نحن لا نفهم الله بالعقل، لانه خارج نطاق العقل للفهم، ما يتعلق بالعقل هو ادراك تأثيرات الله على الكون من حولنا، ولكن الله اعطانا جهاز استقبال داخلنا اسمه (الروح الانسانية) يتعامل الله معنا بواسطة (اعلانات) اي ان الله هو الذي يأخذ المبادرة في التواصل مع البشر، وما لم يأخذ الله المبادرة الاولى، فالانسان لا يستطيع بنفسه ان يصل الى الله (عرفوه بالعقل) ولكن نحن (نعرفه باعلانه عن نفسه)، ولذلك فقد ميزت الفقرة الكتابية السابقة عن انواع من البشر (الطبيعي) الذي  اغلق او لا يستخدم (الجهاز الروحي) داخله ليتواصل مع الله ، ثم الانسان (الروحي) الذي قام (بتظبيط ) الموجات لاستقبال (ارسال واعلان الله)، هذا الانسان يستطيع الان ان يكون له (فكر المسيح).

لقد اتهم قديما البعض تلاميذ ورسل المسيح سابقا بنفس بالغباء والجنون  لانهم  كرسّوا حياتهم حتى الممات لخدمة الله الحيّ غير المنظور ، فكان رد الرسول : (9 فاني ارى ان الله ابرزنا نحن الرسل آخرين كاننا محكوم علينا بالموت. لاننا صرنا منظرا للعالم للملائكة والناس. 10  نحن جهّال من اجل المسيح واما انتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء واما انتم فاقوياء.انتم مكرمون واما نحن فبلا كرامة. 11  الى هذه الساعة نجوع ونعطش ونعرى ونلكم وليس لنا اقامة. 12  ونتعب عاملين بايدينا. نشتم فنبارك. نضطهد فنحتمل. 13  يفترى علينا فنعظ. صرنا كاقذار العالم ووسخ كل شيء الى الآن.)  (كورنثوس الاولى 4: 9 - 13)


ملاحظة صغيرة ولكنها هامة على هامش الموضوع، كل ما حدث في التاريخ لتغيير مسار الحضارة والبشرية كان (اكتشافات) ولم يكن (اختراعات)،  راجع التاريخ العلمي والانساني جيدا، ستجد ان كل ما كان مؤثرا في حياة الانسان كان (اكتشافات) وبالصدفة وبدون تخطيط لاكتشافها (قوانين الجاذبية والمغناطيسية ، الطاقة بانواعها من رياح وكهرباء وزيوت، قدارت الهواء على حمل الموجات الكهربائية والمغناطيسية) اي شيء يمكن ان تراجعه ستجد ان (الاختراع) كان انسانيا لاستخدام ما تم (اكتشافه) فهو موجود بالفعل (او مخلوق) وما فعله الانسان هو مجرد كشف الحجاب عنه، وفي الغالب كان بالهام الهي بمحض الصدفة !!!!!


صديقي الملحد: انا توقفت عن اتهام الناس بانهم (مجانين) لانهم يبدون لي وكأنهم يكلمون انفسهم، بعد ان عرفت ان هناك وسائل اتصالات ملتصقة بهم، وتم تظبيطها لكي يستمعون هم فقط لاصوات (من يعرفونهم) على الطرف الآخر، ولكني أراك لا زلت تتهمني بالجنون او خفة العقل لان لدي جهاز اتصال روحي بروح الله ، هذا الجهاز مزروع داخلي وانت لا تراه، اذا طبقنا الدرس والمغزى المستفاد من القصة التي بدأت بها المقال هي عن شاب حواسه مدّربة على استقبال اشارات الله، فهو الوحيد وسط الباقين القادر على استقبال هذه الاشارات وفهمها، اما الباقون فسوف يعتبرونها مجرد نقرات لا معنى لها !!!!

(وأما الطعام القوي فللبالغين، الذين بسبب التمرّن قد صارت لهم الحواس مدّربة على التمييز بين الخير والشر ) (عبرانيين 5: 14)



هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا لهذا المقال القيم ولكن عندي سؤال :
    كيف نفرق بين معرفة الله بالروح أي استعدادنا روحياً لمعرفته وبين تأثير الإيحاء ؟؟
    تحياتي

    ردحذف
  2. شكرا عزيزي على متابعتك لقراءة المقال والسؤال :
    الاجابة باختصار شديد ، ان الله كائن روحي، وعندما يخاطب روح الانسان فالذي يستطيع تمييز الفرق هو روح الانسان الذي يتلقى معرفة الله ، اما تأثير الايحاء فيخاطب المشاعر الانسانية ، وهذه يسهل اختبارها وتمييزها ، يعلمنا الكتاب المقدس ان ( القلب اخدع من كل شيء)(ارميا 17:) ويطلب ( امتحنوا الارواح) ( 1 يوحنا 4: 1)
    اذا اردت المزيد من الحوار ، يسعدني استقبال رسائل على البريد الالكتروني
    saynewman@yahoo.com

    ردحذف
  3. نعم أخي شكراً لك

    تحياتي

    ردحذف

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة