من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

هل تنبأ اشعياء عن النبي الأمي ؟

هل تنبأ الكتاب المقدس عن النبي محمد
هل تنبأ اشعياء عن النبي الأميّ





هذا هو المقطع الكتابي من اشعياء ( 29 : 9 - 13) ، والذي يرتكن اليه المسلمون في ادعائهم وزعمهم

(9 توانوا وابهتوا تلذذوا واعموا.قد سكروا وليس من الخمر ترنحوا وليس من المسكر.
10 لان الرب قد سكب عليكم روح سبات واغمض عيونكم.الانبياء ورؤساؤكم الناظرون غطّاهم.
11 وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرأ هذا فيقول لا استطيع لانه مختوم.
12 او يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا اعرف الكتابة
13 فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب اليّ بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة
14 لذلك هانذا اعود اصنع بهذا الشعب عجبا وعجيبا فتبيد حكمة حكمائه ويختفي فهم فهمائه.)
(اشعياء  29 : 9 - 13)


عزيزي المسلم ، اذا كنت ممن قرأوا هذا الزعم وصدقوه ، فانت واهم مخدوع، لان الذي اخبرك بهذا ، كتب لك نصف الحقيقة ، وهي النبؤة في سفر اشعياء. ولكنه لم يخبرك بباقي الحقيقة الكاملة ، ان السيد يسوع المسيح (له المجد) قد فسر لنا هذه النبؤة بفمه الطاهر المبارك


لقد اخبرنا ان هذه النبؤة هي ليست تشريف لنبي أميّ،  بل توبيخ للامة اليهودية وقت مجيء المسيح،  وقت ان يظهر المسيح المنتظر بينهم ، ويكون كلامه واعماله مثل كتاب ظاهر للجميع ، ولكنهم يتعامون عن قرائته.

واليك ما قاله السيد المسيح بنفسه:

(1 حينئذ جاء الى يسوع كتبة وفريسيون الذين من اورشليم قائلين.
2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ.فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا.
3 فاجاب وقال لهم وانتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم.
4 فان الله اوصى قائلا اكرم اباك وامك.ومن يشتم ابا او اما فليمت موتا.
5 واما انتم فتقولون من قال لابيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني.فلا يكرم اباه او امه.
6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم.
7 يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم اشعياء قائلا.
8 يقترب اليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا.
9 وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
10 ثم دعا الجمع وقال لهم اسمعوا وافهموا.
(متى 15: 1 - 10)

الآن هل انتبهت الى قول المسيح في العدد 7،  انه يوبخهم على ريائهم ويقولحسنا تنبأ عنكم اشعياء النبي ، ثم يذكر الكلمات الختامية للنبؤة التي تصف حالهم.

الان يا عزيزي المسلم، هل ادركت الان انك مخدوع موهوم ؟؟
تستطيع الان ان تجيب بنفسك على السؤال بصدق وامانة

هل تنبأ اشعياء عن النبي الاميّ ؟؟


سلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وافكاركم ، ويحررها لمعرفة مجد الله في يسوع المسيح

لماذا يسمح الله بالألم ؟

لماذا يسمح الله بالألم




أليس الله هو الآب المحب ، لماذا يسمح بالألم في حياتنا ؟؟ الاجابة ببساطة هي : لكي يعطينا القدرة على الانتصار والغلبة !!

هل تبدو هذه الاجابة جعلت الأمر اكثر تعقيدا ؟؟ دعني اضع السؤال في صيغة اخرى : هل يستطيع الانسان الرياضي الذي يستعد لخوض الماراثون او المسابقات الاولمبية ان يشتكي من طريقة المدرب في تحسين اداءه وقوة عضلاته وحركاته ؟ الا يعي هذا الرياضي ان هذا الالم الذي يشعر به بعد التدريب المضني كان لازما وضروريا لكي يهنأ بلحظة الفوز في نهاية المطاف ، ربما الاجابة بدأت تتضح قليلا ، ولكن كيف يمكن تطبيق هذا الامر في علاقتنا مع الله ؟؟

حسنا ، دعني اشاركك ما علّمنى الله في هذا الشأن ، هل تذكر كيف كان حال شعب الله وقت الخروج من ارض مصر ؟؟ كيف قضي ايامه الاولى في البرية ، يتساءل من اين يأتيه الطعام ، أو من اين سيأتي بالمياه الصالحة للشرب ، وكيف سينام ، وكيف سيلبس ، الواقع ان شعب الله كان يسأل موسى : "هل لانه ليست قبور في مصر اخذتنا لنموت في البرية. ماذا صنعت بنا حتى اخرجتنا من مصر" ( الخروج 14: 11) وكانوا يتمردون على موسى وهرون : " ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع. فانكما اخرجتمانا الى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع" ( الخروج 16: 13) .

كلنا نعرف كيف كان حال الشعب مع موسى ، وكيف كان الوضع مرهقا ومؤلما للجميع ، ويمكنك ان ترجع تقرأ القصة بكل ما فيها من معاناة بنفسك ، ما يهمني هنا ان اذكر لكم ماذا كان يقول الله لهم في هذا الوقت بالتحديد ؟؟

لقد اعطاهم الله مفاتيح الانتصار والغلبة على الشيطان وعلى التجارب ، ولكنهم لم يفطنوا اليها ، كما لا نفطن نحن ايضا الى هذه المفاتيح احيانا ، مما يستلزم ان نقضي وقتا اطول في مدرسة البرية لنتعلم الدرس .

انظر معي الى الرب يسوع المسيح ( المذخّر فيه كل كنوز الحكمة ) حينما انتصر على تجارب الشيطان الثلاث ، كان يرد عليه دائما ( مكتوب ... ) ، هل لاحظت ان المرات الثلاث التي اقتبسها الرب يسوع في انتصاره على الشيطان ، كانت من كلمات الله لشعبه في البرية عند خروجهم من ارض مصر ؟؟؟ (راجع سفر التثنية الاصحاحات 5 – 8)

الانتصار الاول (مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله) (متى 4: 4) وهي مقتبسة من كلمات الله لشعبه في البرية (جميع الوصايا التي انا اوصيكم بها اليوم تحفظون لتعملوها لكي تحيوا وتكثروا وتدخلوا وتمتلكوا الارض التي اقسم الرب لآبائكم. 2 وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلّك ويجربك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه ام لا. 3 فاذلّك واجاعك واطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آبائك لكي يعلّمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان. 4 ثيابك لم تبلى عليك ورجلك لم تتورّم هذه الاربعين سنة. 5 فاعلم في قلبك انه كما يؤدب الانسان ابنه قد ادبك الرب الهك. 6 واحفظ وصايا الرب الهك لتسلك في طرقه وتتّقيه.)
(التثنية 8 : 1 – 6)

الانتصار الثاني ( مكتوب لا تجرب الرب الهك ) ( متى 4: 7) وهي نفس الكلمات التي جاءت في سفر التثنية 6: 16 (لا تجربوا الرب الهكم كما جربتموه في مسّة)



الانتصار الثالث ( مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد ) ( متى 4: 10) هي نفس كلمات الرب في سفر التثنية ( انا هو الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. 7 لا يكن لك آلهة اخرى امامي. 8 لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من اسفل وما في الماء من تحت الارض. 9 لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ لاني انا الرب الهك اله غيور) ( التثنية 5: 6 – 9)


اخوتي الاحباء ، نعم ربما تستصعب كلمات مثل ان الله ( يذّلك ويجربك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه ام لا ، فاذّلك واجاعك ... ) ولكن شكرا للرب ان الكلمات لا تتوقف عن هذا الحد بل يسترسل ( واطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آبائك ، لكي يعلّمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان).


قد يغيب عن عيوننا مفاتيح الانتصار ، ولكن شكرا للرب يسوع الذي انار عيوننا ، لقد انتصر على الشيطان بثلاث كلمات ، كانت في نفس الدرس الذي علمه الرب لشعبه وقت خروجه من البرية ، ربما يغيب عنّا هذا الدرس ولكن الرب يسوع علمّنا كيف نستطيع ان نستثمرالألم و نفس هذه الكلمات في الانتصار على الشيطان والتجارب لنحيا الحياة الابدية .

 
نحن نقبل من مدربينا الارضيين ان يفرضوا علينا قوانين الطعام والشراب وكيف ننام وكيف نستيقظ او بمعنى آخر ( يذّلونا ويجوعونا ) ولكن هذا لانتصار ارضي وقتي ، فما بالك بالانتصار الابدي ؟؟ او كما يقول الكتاب (ثم قد كان لنا آباء اجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا نخضع بالأولى جدا لأبي الارواح فنحيا. 10 لان اولئك أدبونا اياما قليلة حسب استحسانهم. واما هذا فلاجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. 11 ولكن كل تأديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن.واما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.) ( عبرانيين 12: 9 – 11)


الرب يبارك حياتكم



لماذا لم يقسّم المسيح الميراث للشاب السائل؟

الرب يسوع المسيح
بين القاضي والطبيب

ذات مرة جاء شاب الى السيد يسوع المسيح وقال له : قل لأخي ان يقاسمني الميرات ، فكان رد السيد يسوع واضحا ومختصرا : يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسّما ؟؟ (لوقا 12: 13 – 21) . ولكن في مكان آخر نجد الرب يسوع قال عن نفسه " لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى ، لم آت لأدعو ابرارا بل خطاة الى التوبة ( لوقا 5: 31) .

يحتج البعض على الرب يسوع المسيح ان ينصّب نفسه قاضيا لقسمة الميرات بين الاخوين ، زاعمين بهذا ان الشريعة المسيحية ليست شريعة كاملة ، تتضمن تقسيمات الميراث ( كما تفعل بعض الشرائع الدينية الاخرى ) .

ولكن اذا نظرنا الى كلام الرب يسوع ( له المجد ) وكيف انه لم ينصّب نفسه قاضيا ولكن طبيبا ، سوف نجد ان هذا التعليم ارقى واسمى واكثر نجاحا وتأثيرا في حل قضية الميراث . وكيف يكون هذا ؟؟ تعال نناقش الامر بروية وهدوء ونحاول الاجابة على السؤال البسيط :

كيف تحل قضايا صراعات البشرية ، هل بوضع المزيد من القوانين والتشريعات ؟؟ هل الانسان في مواجهة المشاكل والتحديات في الحياة ، يحتاج الى قاضي ام الى طبيب ؟؟

ان وظيفة القاضي هي تحقيق او تطبيق القانون على الانسان بما يفعله ، ولكن الطبيب ينظر الى الدوافع والاسباب التي تجعل الانسان يفعل ما فعله ، ثم تحاول الوصول الى السبب ومعالجته ، او ازالته ، حتى يتحرر الانسان من التأثيرات الخاطئة والمريضة التي تجعله يفعله ما يفعله.

واذا نظرنا الى تاريخ الحياة البشرية ، سوف نجد انه كلما تقدمت البشرية وتعقدت سبل الحياة ، ازدادت معها القوانين والتشريعات ، ولكنها ابدا لم تحل وتخفف من الخطية او طريقة الانسان في كسر القانون ، بل على العكس ، كل هذه القوانين الاضافية ، لم تعط حلا للمشاكل ، بل وجدت عقلا بشريا يحاول ايجاد الثغرات في القانون لايجاد الطريقة التي تجعل الانسان يكسر القانون ويأمن العقاب.

ان الانسان لا يحتاج الى مزيد من القوانين والتشريعات، بل يحتاج الى طبيب واع وماهر،  يعرف كيف يصل الى اغوار النفس البشرية المريضة ، ويحدد المرض واسباب التصرفات المريضة ، ليعطي الدواء والشفاء الناجح .

وهذا هو ما فعله السيد المسيح، فانه لم يضع فقط قوانين او تعاليم سامية، ثم طلب من الانسان ان يحققها، ولكنه وضع المقياس الصحيح للانسان البار والسليم، ثم وعدنا بان يعيش فينا هذه الحياة ليصل بها الى المقياس المطلوب، اذا فقط سمحنا له ان يسكن في ارواحنا وحياتنا، ليقودنا بحياته، فنجد تحقيق هذه التعاليم مستطاعا وسهلا .

قال الرب يسوع المسيح : " غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله " ( لوقا 18 : 27)، وبهذا استطاع القديس بولس ان يقول " استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني " ( قيليبي 4: 13)، نعم استطاع ان يري نفسه ليس فقط متبعا لتعاليم او قوانين ، ولكنه رأي المسيح يحيا في حياته (مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيّ.فما احياه الآن في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي) (غلاطية 2: 20)

لم يكن الشاب يحتاج الى قاضي ليحل مشكلة الميراث ، بل كان يحتاج الى طبيب ليحل مشكلته في محبة اخيه الناقصة والقاصرة. يمكنك ان تنظر الى الموضوع بهذه الصورة : افترض أن (فلان ) كان يقود سيارته ، ونظرا لمخالفة المرور وكسر الاشارة الحمراء ، حصل تصادم مع سيارة اخرى واصيب في الحادث ، ماذا يحتاج (فلان ) في هذه اللحظة ؟؟ هو مخالف للقانون ، ومصاب في آن واحد !!!
من يحتاج : طبيب ام قاضي ؟؟


اظنك سوف توافقني انه يحتاج الى طبيب ، حتى يتعافي ليستطيع ان يقف بعدها امام القاضي . 

لا يحتاج الناس الى مزيد من القوانين والتشريعات او التعاليم ، بل يحتاجون الى روح الله ليحيا فينا حياة السيد يسوع المسيح نفسها ، وهذا وعده الذي يحقق كل يوم منذ اليوم الذي صلب فيه ومات وقام وصعد الى السموات وارسل روح الله القدوس يحيا فينا .

وهذا ما كان بالفعل يحياه السيد المسيح في حياته اثناء خدمته الارضية ، فقط كان يجول يصنع خيرا كطبيب شاف ، وراعي للخراف ، ولكنه رفض ان يكون قاضيا او ديّانا ، وقد قال قبل ان يتوجه الى الصليب مباشرة : " لاني لم آت لادين العالم بل لاخلّص العالم. "
( يوحنا 12 : 47)

قال الرب يسوع المسيح ( له المجد ) : " انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت فيّ وانا فيه هذا يأتي بثمر كثير. لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا. " ( يوحنا 15: 5)، فهل تأتي لتتقابل معه وهو لازال يفتح باب النعمة والرحمة ليقبل الناس كالمخلص والطبيب الشافي، قبل ان يأتي في مجيئه الثاني كديّان وقاض للبشرية ، حينها سوف يكون الوقت قد انتهى .

الرب يبارك حياتكم .

العنف والقتال في العهد القديم

السؤال : لماذا نجد كثير من العنف والقتل في العهد القديم ؟
ولماذا نجد تعليم المسيح في العهد الجديد يقدم المحبة والتسامح ؟؟
هل تغير الله من العهد القديم الى العهد الجديد ؟؟؟
وهل يتساوى العنف في العهد القديم مع العنف في القرآن والاسلام ؟؟

الاجابة :

اولا: يجب ان نعرف ان الكتاب المقدس (وهو كلمة الله الموحى بها الى الانبياء) كان يسجل في العهد القديم احداث يمر بها الجنس البشري على مدار تطور البشرية منذ آدم الى قبل ميلاد المسيح بحوالي اربعة قرون، وقد سجل هذه الاحداث كلها خيرها وشرها، وكان يسجل ايضا وصايا الله التي كان ينقلها الى الناس عن طريق انبيائه، وعلى هذا فيجب التمييز عند قراءة الكتاب بين ما هو موحى به من الله كأخبار عن احداث، وبين ما هو موحى به من الله كوصايا او تشريع.  ويجب ان نعرف ان السيد المسيح جاء في ملء الزمان ليكمل شريعة الناموس ويشرحها ويرتقى بها (مكملا وليس ناقضا او ناسخا) الى محبة الاعداء والصلاة من اجلهم والسعي حثيثا الى توصيل كلمة الله بالمحبة والفداء لخلاصهم.


ثانيا: وصية الله المبدئية والواضحة هي (لاتقتل) (الخروج 20: 13)، من الممكن ان تقرأ احداث عنف وقتل كان السبب فيها مخالفة الناس لوصايا الله، فلا يمكن بالطبع نسبة هذا الى انه اوامر من الله بالقتل والعنف، فلا يقال على القاضي العادل بانه قاتل  لانه يحكم بالاعدام على المذنب بجريمة قتل انسان آخر، فكذلك كان الله يقوم بتنفيذ قضاءه العادل على بعض الشعوب بعد اعطائها الفرصة تلو الفرصة للتوبة لمدة قد تصل الى مئات السنين ولكن لاصرار الشعوب على مخالفة ناموس الله وتقديم الذبائح البشرية من الاطفال الابرياء والهجوم على شعوب اخرى لقتلها وتدميرها واجبارها على العبادات الوثنية، فكان الله يتدخل بنفسه بنار من السماء كما في سدوم وعمورة او الطوفان  كما في ايام نوح، ثم بعد ذلك كان قضاء الله يتم بواسطة شعب معين ضد شعب آخر.


ثالثا: يجب التمييز بين كلام الله عن العنف والقتل كنبؤة يخبر بها قبل حدوثها، وفي هذا الشأن، لا يمكن نسبة الاحداث الى انها اوامر من الله، فعند الله سبق العلم بالامور كلها، فاذا اخبر احد الانبياء عن ان يلقي نبؤة بالاحداث، فهذا لان الله يعرف ما سيفعله الانسان شرا او خيرا، والتمييز بين قضاء الله العادل على الشعوب التي اعطاها الفرصة تلو الفرصة للتوبة (الشعوب السبعة المذكورة في سفر التثنية اعطاها الله فرصة اكثر من 4500 سنة للتوبة ورفضت)، وكما لا نسمي القاضي العادل الذي يحكم بالاعدام انه قاتل، ولا من يقوم بتحقيق القضاء نفسه انه قاتل، بل انه محقق العدالة، فلا يمكن ان يقول احدا ان الله قاتل او ان الشعب الذي يقيم قضاء الله هو قاتل، ولذلك يجب دراسة الموقف جيدا قبل الحكم على الامور.


رابعا: من الواضح والجلي بدراسة احداث الكتاب المقدس انه لم يكن هناك حربا  خاضها بني اسرائيل بأمر الله لنشر الدين او العقيدة عنوة، بل على العكس، كانت جميع المعارك في الكتاب المقدس كانت للدفاع عن النفس من قبائل وشعوب بدأت بالهجوم،  وقد كانت ضد شعوب اشتهرت بالقهر والظلم الواقع على الشعوب الاخرى المسالمة، وعلى هذا فانالغرض الاساسي منها هو اعطاء مساحة كافية من الحرية لاختيار العقيدة بدون فرض او اجبار.


ولنأخذ مثالا تطبيقا من الكتاب المقدس لتأكيد كلامنا .


اخبر الله ابراهيم عن نبؤة سوف تحدث بعد اكثر من اربعة قرون، ان نسل ابراهيم سوف يكون مستعبدا في ارضا غريبة (وهي مصر) ثم يرجع مرة اخرى الى هذه البقعة من الارض (وهي ارض كنعان) ونقرأ عن هذا في ( تكوين 15 : 13 -21).

(13 فقال لابرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم ويستعبدون لهم. فيذلونهم اربع مئة سنة. 14 ثم الامة التي يستعبدون لها انا ادينها.وبعد ذلك يخرجون باملاك جزيلة. 15 واما انت فتمضي الى آبائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة. 16 وفي الجيل الرابع يرجعون الى ههنا. لان ذنب الاموريين ليس الى الآن كاملا. 17 ثم غابت الشمس فصارت العتمة. واذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا. لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات. 19 القينيين والقنزّيين والقدمونيين 20 والحثّيين والفرزّيين والرفائيين 21 والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين).

وبالطبع نحن نعرف ان يعقوب وابنائه نزلوا الى ارض مصر ، حيث كان يوسف ثاني رجلا متسلطا بعد فرعون ، ولكن بعد عدة اجيال لم يعرف حاكم مصر نسل يعقوب فتم تسخيرهم واستعبادهم ، الى ان افتقد الله بني اسرائيل على يد موسى ، و نقرأ عن تحقيق هذه النبؤة في زمن موسى فنقرا في ( الخروج 3 : 16 – 17)  كلام الله الى موسى :
(16 اذهب واجمع شيوخ اسرائيل وقل لهم الرب اله آبائكم اله ابراهيم واسحق ويعقوب ظهر لي قائلا اني قد افتقدتكم وما صنع بكم في مصر. 17 فقلت اصعدكم من مذلّة مصر الى ارض الكنعانيين والحثّيين والاموريين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين الى ارض تفيض لبنا وعسلا).

والآن اذا تابعنا دراسة الكتاب وتتابع الاحداث فيه ، نستطيع ان نعرف كيف تم تحقيق هذه النبؤة على ارض الواقع ، هل كان هذا امرا من الله الى بني اسرائيل بقتل وطرد هذه الشعوب الستة لكي تتحقق النبؤة ، ام كيف تمت هذه الاحداث؟؟؟

واليكم ما يقوله الوحي المقدس :

نقرأ اولا في ( الخروج 23: 20 – 24 ) وعد الله بالتكفل بطرد الشعوب المعادية وطلب من شعبه ابادة الالهة الوثنية.

(20 ها انا مرسل ملاكا امام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك الى المكان الذي اعددته. 21 احترز منه واسمع لصوته ولا تتمرد عليه.لانه لا يصفح عن ذنوبكم لان اسمي فيه. 22 ولكن ان سمعت لصوته وفعلت كل ما اتكلم به اعادي اعداءك واضايق مضايقيك. 23 فان ملاكي يسير امامك ويجيء بك الى الاموريين والحثّيين والفرزّيين والكنعانيين والحوّيين واليبوسيين.فابيدهم. 24 لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها ولا تعمل كاعمالهم. بل تبيدهم وتكسر انصابهم.)

نقرأ نفس الكلام مرة اخرى في ( الخروج 34: 11 – 14)

(11 احفظ ما انا موصيك اليوم.ها انا طارد من قدامك الاموريين والكنعانيين والحثّيين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين. 12 احترز من ان تقطع عهدا مع سكان الارض التي انت آت اليها لئلا يصيروا فخا في وسطك. 13 بل تهدمون مذابحهم وتكسّرون انصابهم وتقطعون سواريهم. 14 فانك لا تسجد لاله آخر لان الرب اسمه غيور.اله غيور هو.)

نقرا عن شعب العماليق هو الذي بدأ الهجوم على شعب الله، ولكن نقرأ ايضا عن معجزة انتصار الله بهذا الشعب المنهك والقليل امام شعب من العماليق ومتمرس في القتال :

(8 وأتى عماليق وحارب اسرائيل في رفيديم. 9 فقال موسى ليشوع انتخب لنا رجالا واخرج حارب عماليق.وغدا اقف انا على راس التلّة وعصا الله في يدي. 10 ففعل يشوع كما قال له موسى ليحارب عماليق.واما موسى وهرون وحور فصعدوا على راس التلّة. 11 وكان اذا رفع موسى يده ان اسرائيل يغلب واذا خفض يده ان عماليق يغلب. 12 فلما صارت يدا موسى ثقيلتين اخذا حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه.ودعم هرون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك.فكانت يداه ثابتتين الى غروب الشمس. 13 فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف)
(الخروج 17: 8 – 13)


لم تكن مسيرة شعب الله من ارض مصر الى ارض الموعد كلها مليئة بالحروب والقتال والتهجم على كل الشعوب الموجودة في طريقة ، بل على العكس نقرأ امر الله بعدم القتال او الهجوم على الشعوب التي يمرون بارضها مثل الموآبيين ( التثنية 2: 9 ) و العمونيين (التثنية 2: 19) ، بل امرهم بشراء الاكل والشرب منهم بالفضة ، وعندما وصل الشعب الى حدود (حشبون) نقرأ ان (سيحون) ملكها رفض مرور الشعب بسلام وبدأ هو بشن الحرب على شعب الله:

(26 فارسلت رسلا من برية قديموت الى سيحون ملك حشبون بكلام سلام قائلا. 27 امرّ في ارضك.اسلك الطريق الطريق.لا اميل يمينا ولا شمالا. 28 طعاما بالفضة تبيعني لآكل وماء تعطيني بالفضة لاشرب.امرّ برجليّ فقط. 29 كما فعل بي بني عيسو الساكنون في سعير والموآبيون الساكنون في عار.الى ان اعبر الاردن الى الارض التي اعطانا الرب الهنا. 30 لكن لم يشأ سيحون ملك حشبون ان يدعنا نمر به.لان الرب الهك قسّى روحه وقوّى قلبه لكي يدفعه الى يدك كما في هذا اليوم. 31 وقال الرب لي.انظر.قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وارضه.ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه. 32 فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب الى ياهص. 33 فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه.)
(التثنية 2: 26 – 33)

نفس الامر حدث مع ملك باشان ( التثنية 3: 1 – 4)

هذه هي الاحداث في حياة موسى، اما في حياة يشوع، فكانت اول الاحداث جميعا هو دخول الشعب الانتصاري بمعونة الهية الى مدينة اريحا، وكلنا يعرف كيف سقطت اسوار مدينة اريحا، فقط بدوران الشعب حولها مرة واحدة في اليوم لمدة ستة ايام، ثم سبع مرات كاملة في اليوم السابع، فسقطت الاسوار من تلقاء نفسها بمعجزة الهية، اي ان الله اشترك مع الشعب في تنفيذ القضاء الالهي بنفسه. ( يشوع 6).

ثم نقرأ في ( يشوع 7) عن خيانة (عخان بن زارح) وعقاب الله له، اذا فمن الواضح ان الله لديه قانون واحد لا يميز فيه بين شعبا وآخر.

ثم نقرأ شيئا غريبا يحدث في ( يشوع 9 : 1) ان الشعوب الستة المذكورة اسمائهم سابقا اجتمعوا معا لمحاربة اسرائيل كرجل واحد:

(ولما سمع جميع الملوك الذين في عبر الاردن في الجبل وفي السهل وفي كل ساحل البحر الكبير الى جهة لبنان الحثّيون والاموريون والكنعانيون والفرزّيون والحوّيون واليبوسيون)، فيما انفصل (الجبعونيون) عن هذا الاجماع وفضلوا ان يلجأوا الى الحصول على معاهدة سلام مع (يشوع) ولكننا نقرأ عن اسلوب الخديعة التي التجأوا اليها في الحصول على هذه المعاهدة ، وبالرغم من هذا الا ان الله أمر يشوع ان يحترم هذه المعاهدة (يشوع 9: 18)، بل ونقرأ ان الله وجه اللوم لداود عندما اراد خرق هذه المعاهدة:

(1 وكان جوع في ايام داود ثلاث سنين سنة بعد سنة فطلب داود وجه الرب.فقال الرب هو لاجل شاول ولاجل بيت الدماء لانه قتل الجبعونيين. 2 فدعا الملك الجبعونيين وقال لهم.والجبعونيون ليسوا من بني اسرائيل بل من بقايا الاموريين وقد حلف لهم بنو اسرائيل وطلب شاول ان يقتلهم لاجل غيرته على بني اسرائيل ويهوذا. 3 قال داود للجبعونيين ماذا افعل لكم وبماذا اكفّر فتباركوا نصيب الرب.)
(2 صموئيل 21: 1- 3)

وهذا يثبت مرة اخرى، ان الله عنده قانون واحد فقط للتعامل بين كل الشعوب (بني اسرائيل او غيرهم).

اما عن معاهدة الصلح بين (يشوع) و(الجبعونيون) وتبعاتها فنقرأ عنها في (يشوع 10) انه عندما علم ملوك الآموريين الخمسة جيران (جبعون) بشأن المعاهدة فاجتمع ملوك الاموريين الخمسة ملك اورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لخيش وملك عجلون وصعدوا هم وكل جيوشهم ونزلوا على جبعون وحاربوها (فاجتمع ملوك الاموريين الخمسة ملك اورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لخيش وملك عجلون وصعدوا هم وكل جيوشهم ونزلوا على جبعون وحاربوها) فاستغاث الشعب الاخير ببني اسرائيل لانقاذهم ، وبالفعل تم هذا بمعونة ومعجزة الهية نقرأ عنها في ( يشوع 10: 8- 43)

وكانت هذه الانتصارات كلها لازالت تثير حفيظة الملوك المجاورين ، فاجتمع ملوك اربعة مع الملوك الستة ليكونوا جيشا من عشرة ممالك لمحاربة شعب واحد (يشوع 11 : 1- 5) ولكن الله وعد يشوع ان النصر سوف يكون حليفهم ، وبالطبع لا يمكن ان نتصور ان شعبا واحدا مجهدا ومتعبا ينتصر على عشرة شعوب مرة واحدة الا اذا كان الله يحارب عنهم.

مما سبق يتضح ان وصية الله هي (لاتقتل) اما ماحدث من عنف فهو ليس تشريع وليس وصية يعمل بها مؤمنو الكتاب المقدس، بل يمكن تقسيمه كما رأينا الى احدى الحالات : أما نبؤة لما كان سوف يحدث، أو كانت حروب ومعارك سياسية للحصول على حق الارض، ولكنه ليس امرا بالقتل ولا تشريع لنشر الدين او العقيدة، كما نجده في بعض الديانات الاخرى، او الحروب القديمة التي كان يأتي فيها دائما الملك او الامبراطور المنتصر بفرض العقيدة عنوة وقتل المخالفين (راجع افعال ملوك آشور وبابل بقراءة سفر دانيال، ومافعله مع الفتية الثلاثة – شدرخ وميشخ وعبدنغو – (دانيال 1)، او ما فعله مع دانيال نفسه ( اصحاح 6) .

وماجاء في الكتاب المقدس، يجب التمييز فيه بين ما جاء على انه اخبار الله عن احداث التاريخ، او اخبار عن نبؤة مستقبلية للاحداث، وعدم الخلط بينه وبين القول بأن هذه الاحداث الدامية هي من اوامر الله، بل على العكس، فان الكثير منها حصل لان الشعب كان يعصي وصايا الله.

مقــالات ســابقــة