الله (إلوهيم) يتكلم بصيغة الجمع بالثالوث أم للتفخيم والتعظيم ؟
الرد على بعض المواقع الاسلامية واليهودية
الرد على بعض المواقع الاسلامية واليهودية
**********
اولا: الرد على بعض المواقع الاسلامية:
يميل الاخوة المسلمون الى الاقتباسات المبتورة ومحاولة الوصول بها الى نتائج بعيدة عن الحقائق لمجرد، فمثلا يقتبسون من مواقع شهود يهوه او غير المسيحيين، ويخدعون القاريء بالقول انهم يقتبسون من مواقع مسيحية، او انهم يقتبسون الجزء الذي يذكره الموقع المسيحي للرد وتفنيد المزاعم المضادة للعقيدة المسيحية، فهم كمن ينقل من القرآن جملة تقول:" يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ " (الحجر 6)، او جملة تقول: "قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ" (الشعراء 27)، وهي طريقة اقتباس معروفة اسلاميا ويعترض عليها المسلمون بالقول لا يجوز الاقتباس بطريقة " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة .. " (النساء 43)، وهنا نذّكر الاخوة المسلمين ببيت الشعر الذي يقول: (لا تنه عن فعل وتأتي بمثله، عار عليك ان فعلت عظيم).
وفي هذا المجال فقد رأيت بعض الاخوة المسلمين ينقلون عن موقع ينشر كتاب منشور بالانجليزية لقواعد اللغة العبرية، الكتاب بعنوان:
Gesenius' Hebrew Grammar (1910 Kautzsch-Cowley edition)
ويقتبسون من الصفحة رقم 423 ويترجمون جزء من المقال فقط، ليحاولوا الوصول الى نتيجة مبتورة، ويقوم احد الاخوة بترجمة مبتورة للاقتباس، على احد المواقع الاسلامية نضع لكم الاقتباس الانجليزي الذي وضعه بالموقع ثم نضع لكم ما ترجمه مبتورا من سياقه:
النص الانجليزي كما هو بالموقع:
(بداية الاقتباس)
الترجمة بتصرف القول بأن إلوهيم فى صيغة الجمع هى من بقايا الوثنية و الاعتقاد بتعدد الآلهة هو قول بعيد جدا و لن يفسر استخدام صيغ الجمع المتشابهة القول بأن اللغة ترفض تماما الجمع العددى فى كلمة إلوهيم يثبته مجئ أفعال و صفات بصيغة المفرد مع كلمة إلوهيمالنص الانجليزي كما هو بالموقع:
So especially
אֱלֹהִים Godhead, God (to be distinguished from the numerical plural gods, Ex 1212, &c.). The supposition that אֱלֹהִים is to be regarded as merely a remnant of earlier polytheistic views (i.e. as originally only a numerical plural) is at least highly improbable, and, moreover, would not explain the analogous plurals (see below). That the language has entirely rejected the idea of numerical plurality in אֱלֹהִים (whenever it denotes one God), is proved especially by its being almost invariably joined with a singular attribute (cf. §132h), e.g. אֱלֹהִים צַדִּיק ψ 710, &c. Hence אֱלֹהִים may have been used originally not only as a numerical but also as an abstract plural (corresponding to the Latin numen, and our Godhead), and, like other abstracts of the same kind, have been transferred to a concrete single god (even of the heathen).
(بداية الاقتباس)
و أظن ما سبق يكفى لحسم تلك النقطة
ها نحن قد قدمنا للنصارى ما تقوله مراجع اللغة العبرية
و الحمد لله رب العالمين
(انتهى الاقتباس)
وهنا اضع الحقيقة امام القاريء المتابع، وخاصة القاريء المسلم، واطلب من الاخوة المسلمين انفسهم ان يحكموا على طريقة الاقتباس، اذا كانت بالفعل تمجد الله وتحمده وتشكر فضله وتظهر الحقيقة كما يزعم الاخ المسلم، ام ان الاخ المسلم يخدع نفسه ويخدع قارئيه؟
اولا: الترجمة الحقيقية للفقرة لا تتنافي مع الايمان المسيحي بأن الله واحد مثلث الاقانيم، بل على العكس فهي تؤكده وتوثقه، فالفقرة تقول كاملة:
(بداية الترجمة بتصرف)
وعلى هذا، فبالاخص الالوهية في اسم (إلوهيم) بصيغة الجمع، يجب التفريق فيها عن صيغة الجمع (إلوهيم) في الاشارة الى الاله الوثنية الاخرى (كما في سفر الخروج 12: 12)، والافتراض بأن الجمع هنا هو من بقايا تعدد الالهة في الوثنية (بافتراض الجمع عدديا فقط) هو افتراض بعيد الاحتمال، ولا يمكن تفسيره على انه صورة مشابهة للتعدد الوثني، حيث ان النص في لغته ينفي تماما تعدد الالهة في (إلوهيم) حيثما يشير الى اله واحد مثبت خاصة وانه تقريبا في كل الحالات يأخذ صيغة المفرد في الافعال الملحقة به، (مثل المزامير 7: 10)، وعلى هذا فان (إلوهيم) استخدمت في الاصل ليس فقط للتعدد، وانما ايضا على انه جمع، (للتعبير عن التعدد في الآله الوثنية وايضا الالوهية لله الحقيقي)، وكما هو في حالات اخرى فانها تعبر بقوة وارضية صلبة عن اله واحد.
(نهاية الترجمة)
كما رأينا فأن الفقرة مفادها انها تنفي عن فهم الجمع في (إلوهيم) على انه تعدد الهة كما في تعدد الآلهة بالنسبة للوثنيين، والخلاصة ان اسم (إلوهيم) جاء في الكتاب المقدس للتعبير عن الاله الحقيقي كاله واحد، وعن الالهة الوثنية كالهة متعددة.
ولكن فكر الكاتب الاساسي اعلنه في الصفحة السابقة لهذا الاقتباس مباشرة، يكتب الكاتب خلاصته التي يناقشها في الصفحة التالية والتي اقتبس منها المسلم الجزئية المبتورة، الكاتب يناقش اقوال البعض ليفندها ويقوم بالرد عليها.
واقتبس من الموقع نفسه الذي ينشر الكتاب عن قواعد النحو العبرية من صفحة 422
(بداية الاقتباس)
The Jewish grammarians call such plurals
רִבּוּי הַכֹּחוֹת plur. virium or virtutum; later grammarians call them plur. excellentiae, magnitudinis, or plur. maiestaticus. This last name may have been suggested by the we used by kings when speaking of themselves (cf. already 1 Macc. 1019, 1131); and the plural used by God in Gn 126, 117, Is 68 has been incorrectly explained in this way. It is, however, either communicative (including the attendant angels; so at all events in Is 68, cf. also Gn 322), or according to others, an indication of the fullness of power and might implied in אֱלֹהִים (see Dillmann on Gn 126); but it is best explained as a plural of self-deliberation. The use of the plural as a form of respectful address is quite foreign to Hebrew.
(بداية الترجمة بتصرف)
النحويين اليهود (حديثا) يطلقون على هذا النوع من الجمع، جمع التفخيم والتعظيم، عندما يتكلم الملوك عن انفسهم بصيغة (نحن) راجع سفر المكابيين، والجمع المستخدم في كلام الله (إلوهيم) في سفر (التكوين 1: 26) و (التكوين 11: 7) ، و(اشعياء 6: 8)، تم تفسيره بصورة خاطئة في هذا الاتجاه، فهو على كل حال أما ان الله (الوهيم) يتكلم بصيغة الجمع لانه يتكلم وسط الملائكة ويتضمنهم، كما في (اشعياء 6: 8)و (التكوين 3: 22)، او كما يقول البعض انه اشارة الى (إلوهيم)، ولكن احسن ما يمكن تفسيره هو انه صيغة منتهى القوة والجلال (الكلام بصيغة الجمع). حيث ان الكلام بصيغة الجمع للتعظيم والاحترام في الكلام هو صيغة غريبة عن بناء اللغة العبرية.
(انتهت الترجمة)
وهنا اضع هذا التساؤل امام القاريء المتابع المسلم، هل هذه الطريقة في الاقتباس والترجمة هي طريقة اظهار الحق، ام اخفاءه وتضليل البسطاء؟ جدير بالذكر ان هذا هو كلام الكتاب النحوي العبري، وفي تفسيره الوحيد المنطقي ان الله يتكلم بصيغة الجمع لا للتعظيم والتفخيم لان اللغة العبرية لا تحوي هذا الاسلوب، ولكن لان الله يتكلم بصيغة الجمع وسط الملائكة ومضمنا لهم في كلامه، قد تم الرد عليه في الجزء الاول من هذه الدراسة، ارجو الرجوع عليها مرة اخري، فلا داعي للتكرار والاطالة:
وهنا اضع هذا التساؤل امام القاريء المتابع المسلم، هل هذه الطريقة في الاقتباس والترجمة هي طريقة اظهار الحق، ام اخفاءه وتضليل البسطاء؟ جدير بالذكر ان هذا هو كلام الكتاب النحوي العبري، وفي تفسيره الوحيد المنطقي ان الله يتكلم بصيغة الجمع لا للتعظيم والتفخيم لان اللغة العبرية لا تحوي هذا الاسلوب، ولكن لان الله يتكلم بصيغة الجمع وسط الملائكة ومضمنا لهم في كلامه، قد تم الرد عليه في الجزء الاول من هذه الدراسة، ارجو الرجوع عليها مرة اخري، فلا داعي للتكرار والاطالة:
اما نقل الاخوة المسلمين من مواقع غير مسيحية (ديانات شهود يهوه والموحدين وغيرهم) والتي تهاجم العقيدة المسيحية ومحاولة ايهام القاريء بانها مواقع مسيحية، فهذا لن نقوم بالرد عليه، فيسهل على القاريء المتابع الباحث عن الحق ان يدرك بنفسه ان هذه المواقع غير مسيحية، اما من يريد ان يصدق الضلال والخداع فهذا غير باحث عن الحق، نطلب له بالصلاة الهداية وان يشرق نور الحق في قلبه.
**********
يقيم هؤلاء المسيحيون الأدلة على أن كلمة إلوهيم لا تدل على تعدد الأقانيم
نقتبس من كلامهم
الترجمة
فى قضاة 16:23 عند الحديث عن الإله الزائف داجون يستخدم اللقب إلوهيم و يأتى معها الفعل فى صيغة المفرد مما يدل على أن الحديث عن إله واحد
النص المقصود In Judges 16:23 when reference is made to the false god Dagon, a form of the title ‘elohim’ is used; the accompanying verb is singular, showing that reference is to just the one god 23 وَاجْتَمَعَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَحْتَفِلُوا بِتَقْدِيمِ ذَبِيحَةٍ عَظِيمَةٍ لإِلَهِهِمْ دَاجُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّ إِلَهَنَا قَدْ أَظْفَرَنَا بِشَمْشُونَ عَدُوِّنَا».
**********
في نفس الموقع الاسلامي، يضع اقتباسات من موقع يهاجم العقيدة المسيحية ويحاول خداع القراء ان هذا الموقع مسيحي !!، وفي الرابط هناك اقتباسان، احدهما عن كلام الله لموسى (انا جعلتك الوهيم لفرعون) وقد قمنا بالرد عليه بالتفصيل في حلقة سابقة يمكنك قراءتها، اما الاقتباس الثاني فيقول :
(بداية الاقتباس)
يقيم هؤلاء المسيحيون الأدلة على أن كلمة إلوهيم لا تدل على تعدد الأقانيم
نقتبس من كلامهم
الترجمة
فى قضاة 16:23 عند الحديث عن الإله الزائف داجون يستخدم اللقب إلوهيم و يأتى معها الفعل فى صيغة المفرد مما يدل على أن الحديث عن إله واحد
النص المقصود In Judges 16:23 when reference is made to the false god Dagon, a form of the title ‘elohim’ is used; the accompanying verb is singular, showing that reference is to just the one god 23 وَاجْتَمَعَ أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَحْتَفِلُوا بِتَقْدِيمِ ذَبِيحَةٍ عَظِيمَةٍ لإِلَهِهِمْ دَاجُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّ إِلَهَنَا قَدْ أَظْفَرَنَا بِشَمْشُونَ عَدُوِّنَا».
(نهاية الاقتباس)
وللرد نقول بنعمة الله:
عندما نقرأ نصا في الكتاب المقدس يجب ان نعرف ان (الوحي الالهي) يتضمن في كلامه بالاضافة الى كلام الله نفسه، كلام البشر المؤمنين وغير المؤمنين بل والشياطين، فلا يجب ان نأخذ اي نص من سياقه وننسبه الى انه كلام الله، بل يجب ان ننظر الى السياق والى من القائل ولمن قيل، ولان المسلم يقتبس كلاما مبتورا من سياقه ويحاسب على النص فقط وليس على الفكر الكامل للسياق، نسي ان الكلام هنا من الفلسطينيين هو في سياق السخرية والاستهزاء باله شمشمون، حيث يعتقدون ان الهتهم (إلوهيم) (القضاة 10: 6) (راجع تفسير جون جيل) ورئيسهم المتمثل في شكل الصنم او التمثال (داجون) وهو اله من آلهة البحر عندهم نصفه العلوي على شكل انسان ونصفه السفلي على شكل سمكة (1 صموئيل 5: 4)، هنا هم ينسبون انتصارهم الذي حققوه بواسطة خديعة (دليلة) الى آلهتهم وينسبون الانتصار الى زعيم الالهة (داجون) فيقولون انه انتصر على الاله الحقيقي (إلوهيم) الذي اعطى انتصارات سابقة لشمشون بل واعطاه ايضا انتصارات لاحقة بعد هذا المشهد.
(23 واما اقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الههم ويفرحوا وقالوا قد دفع الهنا ليدنا شمشون عدونا. 24 ولما راه الشعب مجدوا الههم لانهم قالوا قد دفع الهنا ليدنا عدونا الذي خرب ارضنا وكثر قتلانا. 25 وكان لما طابت قلوبهم انهم قالوا ادعوا شمشون ليلعب لنا.فدعوا شمشون من بيت السجن فلعب امامهم واوقفوه بين الاعمدة)
(القضاة 16: 23 - 25)
(23 واما اقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الههم ويفرحوا وقالوا قد دفع الهنا ليدنا شمشون عدونا. 24 ولما راه الشعب مجدوا الههم لانهم قالوا قد دفع الهنا ليدنا عدونا الذي خرب ارضنا وكثر قتلانا. 25 وكان لما طابت قلوبهم انهم قالوا ادعوا شمشون ليلعب لنا.فدعوا شمشون من بيت السجن فلعب امامهم واوقفوه بين الاعمدة)
(القضاة 16: 23 - 25)
وكما اتفقنا سابقا على ان كلمة (إلوهيم = الالهة) هي صيغة الجمع لكلمة (إيلوه = إله)، وكلاهما جاء للتعبير عن الله الحقيقي الواحد او الالهة المزيفة بصيغة الجمع (او الاله المزيف بصيغة المفرد)، وعلى هذا فالاسم نفسه لا يشير الى حقيقة معينة الا في سياق الكلام، وسياق الكلام السابق هو سخرية الفلسطينيين والكلام على لسانهم بعد صراع طويل ومرير بين شمشون والهه الحقيقي وبين الفلسطينيين والهتهم المزيفة، هنا كانت صرختهم ان (إلوهيم) خاصتهم انتصر على (إلوهيم) شمشون، وحيث ان اله شمشمون الحقيقي يتكلم او يشار اليه بصيغة المفرد، فاستخدم الفلسطينيون نفس الاسلوب زيادة في السخرية والتهكم. ( راجع تفسير جون جيل ) وايضا ( Commentary Critical and Explanatory) وايضا (تفسير ماثيو هنري)
وهنا نسوق مثالا واضحا من القرآن (حيث انه الكتاب الذي يؤمن به المسلم) وغالبا يتجاهل المواقف المشابهة في القرآن (وربما يجهلها) عندما يقتبس ممن يهاجمون الكتاب المقدس بدون دراسة او فهم. وقد جاء في القرآن موقفا مشابها في كلام فرعون عندما كان يتكلم مع موسى، فزعم الفرعون انه الله وليس غيره فراح يقول:
(فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (النازعات 24)، فهل نستطيع ان نأخذ الاقتباس مبتورا ونخرج منه بخلاصة تقول ان فرعون هو الله ولقبه (ربكم الاعلى) ؟ هنا فرعون ينسب لنفسه الالوهية بهذا اللقب حيث ان القرآن يقول (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف 54) ، وايضا (يونس 3)، هذا اللقب (ربكم الاعلى) تم فهمه على انه اعلان واضح للالوهية، الامر الذي اثار غضبة القرآن فراح يفند هذا الزعم ويرد عليه بالتساؤل من الذي خلق السموات والارض؟
فهل يصلح ان نأخذ هذا النص من سياقه وبدون فهم ونقول ان القرآن يقر بأن الله هو ربكم الذي خلق السموات والارض، وعندما يقول فرعون (انا ربكم الأعى) فالقرآن يقرّ ان فرعون هو الله ؟ اترك الاجابة لضمير القاريء المحايد الذي يبحث عن الحق.
ثانيا:الرد على موقع دائرة المعارف اليهودية:
في شرح اسم الله (إلوهيم) بالجمع
Read more: http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=150&letter=T&search=elohim%20plural#ixzz0xpvlQZUx
وكما هو واضح فان الموقع يقول ان اسم (إلوهيم) جاء بالجمع للتعبير عن اسم الله في صيغة الجمع للتعظيم قياسا على كلمة (ترافيم) والتي تعني (اصنام او تماثيل) واعطى مثالا على ان كلمة (اصنام = ترافيم) جاءت في صيغة الجمع للتعبير عن (صنم واحد بالمفرد)، في سفر (صموئيل الاول 19: 13) وفي (سفر التكوين31 : 19) ، أما عن ماجاء في سفر التكوين فقد جاءت الافعال فيه بالجمع اشارة الى انها عدد من الترافيم:
**********
( 30 والان انت ذهبت لانك قد اشتقت الى بيت ابيك. ولكن لماذا سرقت الهتي (אֶת־אֱלֹהָֽי) 31 فاجاب يعقوب وقال للابان اني خفت لاني قلت لعلك تغتصب ابنتيك مني. 32 الذي تجد الهتك (אֶת־אֱלֹהֶיךָ) معه لا يعيش. قدام اخوتنا انظر ماذا معي وخذه لنفسك. ولم يكن يعقوب يعلم ان راحيل سرقتها (גְּנָבָֽתַם النص العبري جاء بالجمع سرقتهم) 33 فدخل لابان خباء يعقوب وخباء ليئة وخباء الجاريتين ولم يجد.وخرج من خباء ليئة ودخل خباء راحيل. 34 وكانت راحيل قد اخذت الاصنام (אֶת־הַתְּרָפִים) ووضعتها (וַתְּשִׂמֵם - النص العبري جاء بصيغة الجمع - وضعتهم) في حداجة الجمل وجلست عليها (עֲלֵיהֶם - النص العبري جاء بصيغة الجمع - عليهم) . فجس لابان كل الخباء ولم يجد.)
اذا واضح ان (الاصنام) جاءت بالجمع للتعبير عن عدد الاصنام، ولم يكن صنما واحد تم ذكرهم بصيغة الجمع للتفخيم !!
**********
اما النص في (سفر صموئيل الاول 19 : 13) فنرد على التفسير اليهودي بالقول:
كلمة (إلوهيم) هي صيغة الجمع لكلمة اخرى تشير الى نفس المعنى وهي (إيلوه) وكلاهما تم الاشارة به الى الله الحي، فالكلمة في صيغة الجمع والافراد تم استخدامها للاشارة لنفس الاله، اما كلمة (ترافيم) ومعناها (مسعدات) وتترجم الى (تماثيل او اجسام مصنوعة للعبادة) هي صيغة الجمع لكلمة اخرى لا تشير الى نفس المعنى، وهي كلمة (رافا) ومعناها شفاء، ولهذا فكلمة (ترافيم) وردت بصيغة الجمع في كل الحالات لان ليس لها كلمة بالمفرد، ولكن هذا ليس نفس الحال بالنسبة لكلمة (إلوهيم) التي وردت بالجمع والافراد في الاشارة الى (الاله الحقيقي)، والمقارنة بين الكلمتين ليس له اي علاقة، وهذا هو ما سنتناوله الان بالرد بالتفصيل وبالمراجع اللغوية.
اولا: مراجعة كلمة (إلوهيم) وكلمة (ترافيم) في المعاجم
إلوهيم = אֱלֹהִים
وهي صيغة الجمع، والتي يتم ترجمتها كما يلي:
حكّام، قضاة a) rulers, judges
المقدسين b) divine ones
الملائكة c) angels
الالهة d) gods
إلوهيم = אֱלֹהִים
كلمة من مقطعين = إلوه (אֱלֹהִ) + اداة الجمع للمذكر حرفي اليود والميم (ים)
إلوه = אֱלֹהִ
الصيغة المفرد يتم ترجمتها الى:
1) God الله او الاله
2) false god الاله المزيف
أما كلمة ترافيم = תְּרָפִים
وهي ايضا في صيغة الجمع، ويتم ترجمتها (في الانجليزية) الى: التماثيل او الاوثان او الاصنام او الصوراو تكتب كما هي باستخدام نفس الحروف (ترافيم)
idolatry, idols, image(s), teraphim, family idol
a) a kind of idol used in household shrine or worship
وجاء في قاموس الكتاب المقدس ما يلي:
تَرافَيم
كلمة عبرية معناها (( مسعدات )) وقد وردت بدون ترجمة ( قض 17: 5 و 1 صم 15: 23 و 19: 16 ) وقد تترجم أصناماً ( تك 31: 19 و 34 و 35 ) وهي أصنام أو آلهة رب البيت وتكون صغيرة جداً لسهولة حملها في الهروب بسرعة ويمكن إخفاؤها تحت حداجة الجمل ( ثك 31: 19 و 30 و 34 ) وأكبر ما الترافيم يكون على هيئة الادميين ( 1 صم 19: 13 ) وفي الحفريات الأثرية التي أجريت لم يكتشف أية ترافيم كبيرة،
(المصدر)
وجاء في قاموس المحيط الجامع مايلي:
ترافيم
أغراض عبادة تُستخدم في شكل خاصّ للحصول على قول إلهيّ (حز 21 : 21؛ زك 10 : 2). وهي ترتبط مرارًا بالأفود (قض 17 : 5؛ 18 : 14-20؛ هو 3 : 4). نجدها في بعض المعابد المحلّية (قض 17 : 5؛ 18 : 14-20)، في شعائر العبادة الوطنيّة (هو 3 : 4)، وفي البيوت الخاصّة (تك 31 : 19؛ 1صم 19 : 13). سمّاها لابان "آلهته" (تك 31 : 30، 32)، وجعلتها ميكال على سرير في صورة مقنّعة لداود (1صم 19 : 13-16). نستنتج أنها كانت أصنام أو أقنعة بشكل بشر. والتفصيل الوارد في تك 31 : 34 يدلّ على أنّ الترافيم كانت أغراضًا صغيرة يستطيع الإنسان أن يخفيها جالسًا فوقها. ولكن خبر 1صم 19 : 13-16 لا يُفهم إلاّ إذا كان الغرض كبيرًا كبر الإنسان. نحن نجهل الوسيلة التي بها كان الترافيم يقولون "قول" الآلهة. وما هو المعنى المحدّد للفظة ترافيم؟ هذا ما نجهله رغم الاشتقاقات المختلفة التي عُرضت فلم تُقنع العلماء.
(المصدر)
وقد اختارت الترجمة العربية (سميث و فاندايك) في بعض الاحيان الى كتابة الكلمة نفسها بحروف عربية (ترافيم).، كما تم ترجمتها الى (اصنام)
وقد جاءت في ترجمة الملك جيمس الشهيرة، الى هذه الكلمات مع عدد ورودها في النص:
الفعل (תְּרָפִ) بمعنى تشفي او تسعد، من المصدر: رفا (רָפָא) + اداة الجمع للمذكر، حرفي اليود والميم (ים)
والكلمة تترجم الى: يشفي او يجعل صحيحا.
to heal, make healthful
وتم ترجمتها بحسب ترجمة الملك جيمس الشهيرة، الى هذه الكلمات مع عدد ورودها في الكتاب:
الخلاصة:
اذا واضح ان الكلمة (إلوهيم) في صيغة الجمع والمفرد تشير الى نفس المعنى (الله او الالهة)، واذا جاءت (إلوهيم) بالجمع في الاشارة الى القضاة فلم يرد مفردها للاشارة الى (قاض) ولكن الى (اله)، اما الكلمة (ترافيم) في صيغة الجمع لها معنى التماثيل والاصنام ولكن في صيغة المفرد لها معنى مختلف تماما، ولذلك فالكلمة في صيغة الجمع لا يمكن استخدامها في صيغة المفرد للاشارة الى (تمثال او صنم واحد) !!
ولكي يصدق تحليل دائرة المعارف اليهودية كان ينبغي ان تأتي الاشارات الى (إلوهيم) و (ترافيم) على العكس تماما مما جاء بالتحليل، اي انه اذا كان الاسم (إلوهيم) هو جمع التفخيم والتعظيم، كان ينبغي ان يأتي دائما الاشارة الى الاله الحقيقي في صيغة (إلوهيم) ولا يأتي مطلقا في صيغة المفرد (إيلوه) وأن يأتي الاشارة الى الاصنام (ترافيم) بصيغة الجمع والافراد لانها لا تستحق التعظيم والتفخيم الا على لسان صانعوها وعابدوها وليس على لسان الله نفسه، فهو (يهوه) القدير الذي لا يعطي مجده لآخر، فكيف يصفها بالجمع لتفخيمها وتعظيمها وتمجيدها ؟
بقي ان نقول ان كلمة (الترافيم) هي كلمة لا تأتي الا في صيغة الجمع وليس لها صيغة الافراد لكي يتم استعمالها، تماما كما ان كلمة (مياه) في اللغة العبرية تأتي دائما في صيغة الجمع (מַיִם) Strong's Number H4325، وليس لها مقابل في المفرد، ولم يزعم احد ان هذا تعبير للتفخيم والتعظيم !! على عكس كلمة (إلوهيم) التي تأتي في الجمع والمفرد وكلاهما يستخدم للتعبير عن الله الحي او الالهة المزيفة، فاذا كانت الاشارة الى الله الحي بالمفرد مرة وبالجمع مرة ، فهي يتم تعظيم وتفخيم الله مرة وعدم تعظيمه وتفخميه مرة اخرى ؟
بقي ان نقول ان كلمة (الترافيم) هي كلمة لا تأتي الا في صيغة الجمع وليس لها صيغة الافراد لكي يتم استعمالها، تماما كما ان كلمة (مياه) في اللغة العبرية تأتي دائما في صيغة الجمع (מַיִם) Strong's Number H4325، وليس لها مقابل في المفرد، ولم يزعم احد ان هذا تعبير للتفخيم والتعظيم !! على عكس كلمة (إلوهيم) التي تأتي في الجمع والمفرد وكلاهما يستخدم للتعبير عن الله الحي او الالهة المزيفة، فاذا كانت الاشارة الى الله الحي بالمفرد مرة وبالجمع مرة ، فهي يتم تعظيم وتفخيم الله مرة وعدم تعظيمه وتفخميه مرة اخرى ؟
**********
واذا كان بالفعل كما يقول قاموس الكتاب المقدس ان (ترافيم) تشير الى التماثيل الصغيرة وليس الكبيرة منها، فلا يعقل ان تستطيع (ميكال) زوجة داود ان تحمل تمثالا بحجم رجل مثل داود بمفردها لتضعه في الفراش، فكما استطاعت (راحيل) ان تحمل (ترافيم) ابيها وهي صغيرة الجحم وكثيرة العدد وتسافر بها، فمن المنطقي ان يكون حدث نفس الشيء مع (ميكال) فوضعت اكثر من تمثال لتشكيل (داود النائم على الفراش) ويكون الكلام بصيغة المفرد هنا هو عن (الشكل الذي يمثل داود) او عن (التمثال) الاول الذي يشكل النصف العلوي او الرأس والذي وضعت تحته الوسادة.
**********
اعتذر مرة اخرى عن الاطالة، فمهما حاولت الاختصار اجد ان المقال يأتي مطولا، فالموضوع بالفعل لا يمكن اختصاره الى اكثر من هذا.
واصّلي ان يعطينا الله جميعا انفتاح عيون الاذهان للفهم والحكمة لمعرفة الحق الذي في المسيح يسوع.
****************
وقال الرب لموسى جعلتك الها (إلوهيم) لفرعون
الله واحد مثلث الاقانيم، باقلام يهود آمنوا بيسوع المسيح
مجهود اكثر من رائع يا اخي العزيز وردود علمية ومنطقية بالأدلة في الرد علي هذة المواقع التي لا هدف لها إلا تضليل المسلم عن معرفة الحقيقة
ردحذفوبالفعل هذا هو الإسلوب الإسلامي المعروف .. قص ولصق النصوص وإخراجها من سياق المعني
ربنا يبارك حياتك علي هذا العمل الرائع جدا :)
رااااااااااااااااائع .. احسنتم ربنا يعوض تعبكم .. استمروا
ردحذف