من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

شخصيات حول الصليب 4

شخصيات حول الصليب (4)
باراباس (البديل)

*******


(ولما قال هذا خرج (بيلاطس) ايضا الى اليهود وقال لهم انا لست اجد فيه علة واحدة. 39 ولكم عادة ان اطلق لكم واحدا في الفصح.افتريدون ان اطلق لكم ملك اليهود.40 فصرخوا ايضا جميعهم قائلين ليس هذا بل باراباس.وكان باراباس لصا





أن جوهر عمل المسيح على الصليب للفداء هو المبادلة، فهو خروف الفصح المذبوح لكي يحيا الابن البكر، وهو الذي يقول عنه الكتاب (بجلدته شفينا) (بطرس الاولى 2: 24)، وقد كان عمل المسيح تتميما للنبؤات في العهد القديم، ومن اوضح واظهر هذه النبؤات التي كتبها النبي اشعياء قبل المسيح بحوالي 700 سنة، فيقول في عمل المبادلة (لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا.5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا.) ( اشعياء 53: 4- 6)




لقد حمل المسيح على الصليب احزاننا لكي نفرح نحن، واوجاعنا وامراضنا واسقامنا لنبرأ نحن، كانت كل ضربة بالجلد تدميه هو لنشفي نحن، ويستكمل النبي اشعياء فيقول (اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها. 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين) ( اشعياء 53: 10 – 12) 


عمل المسيح ان يموت وهو البريء لكي يحي المذنبين الخطاة المستحقون حكم الموت بالقصاص العادل .

ان باراباس كان لصا، قاطع طريق وقاتل (وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة الذين في الفتنة فعلوا قتلا.) (مرقس 15: 7) وهو الذي بجرمه كان يستحق ان يكون على الصليب ليموت ويكون المسيح بريئا طليقا ليعيش، هذا بحسب العدل المنظور، أما وكون المسيح ارتضى ان يكون ذبيحة أثم فقد ارتضي ان يأخذ مكان الموت على الصليب وهو البريء لكي يطلق بارباس المجرم والقاتل ليصير مبررا وليس برئيا، اي برغم ذنبه المستحق الموت علانية الا انه يطلق امام الجميع ليحيا.


كان بارباس بدون ان يدري اول المستفيدين من عمل المبادلة على الصليب، وفي واقع الامر فأن كل منّا هو باراباس بصورة او اخرى، قد لا نكون قاتلين اجساد ولكن من مننا لم يكن قاتل معنويا او أدبيا ؟ قال الرب يسوع المسيح ( قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل.ومن قتل يكون مستوجب الحكم. 22 واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم.) (متى 5: 21- 22) نعم فالقتل المعنوى الادبي هو ايضا قد ينهي حياة انسان ومستقبله، والقتل الجسدي يبدأ بالفكر واذا استسلم الانسان لهذه الافكار فسوف تسيطر عليه تماما وتجعله واقعا تحت تأثيرها. 


كلنا هذا البارباس لان (كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا) فالمسيح على الصليب حمل خطية العالم كما قال عنه يوحنا المعمدان (هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم) (يوحنا 1: 29) ولان المسيح فصحنا فدمه الكريم كاف ليغفر خطية العالم (وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا) ( وحنا الاولى 2: 2)


عمل المبادلة هي ان يموت المسيح بدلا عني لكي اعيش أنا له وأكمل عمله الذي بدأه في الكرازة بملكوت السموات ( مع المسيح صُلِبْتُ فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فيّ فما احياه الآن في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي) (غلاطية 2: 20) وبهذا نحن جميعا المؤمنين به اعضاء جسده وهو الرأس الذي يقودنا.


*******

 شخصيات حول الصليب 

 اللص (سارق الملكوت) 



(وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدّف عليه قائلا ان كنت انت المسيح فخلص نفسك وايانا. 40 فاجاب الاخر وانتهره قائلا اولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه. 41 اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا.واما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله.42 ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. 43 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس )
(لوقا 23: 39 - 41)




دائما ما أطيل النظر والتأمل في شخصية اللص بأعجاب، هذا الذي أنتهز فرصة الخلاص في آخر لحظات حياته وقد اشتهر بين الوعّاظ بلقب (سارق الملكوت) وأظنه بحق يستحق اللقب، ولكن العجيب أنه ينادي الرب يسوع بلقبه ذو الجلال والاكرام (يارب) في توقيت يقول فيه النبي عن المسيح  (لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به) (اشعياء 53: 2) ، فكل ما يراه العابر او المجتاز هو مجموعة من المجرمين المذنبين المعلقين على الصلبان جزاءا عادلا لما اقترفته ايديهم من ذنب (نحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا.) (اشعياء 53: 4)، ولكن هذا اللص رأي بعض الحقائق خلف ما تراه العين، فقد كان يتأمل صامتا ما جعله يقول انه وزميله الآخر ينالون استحقاقا عادلا لما فعلاه أما عن يسوع فعرف فيه انه البريء المظلوم الصامت (ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه) (اشعياء 53: 7) 


بدأ اللص متذمرا مستهزأ بالمسيح مع زميله اللص الآخر (وبذلك ايضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه) (متى 27: 44) ، ولكن سرعان ما بدأ اللص في مراجعة موقفة والتأمل في المنظر كله وبالرغم من انه لم يرى معجزة من معجزات المسيح على الصليب، وربما كنا نعتقد انه ينتظر ان يجري المعجزة المنتظرة من الجميع والتي كان ينادي بها زميله اللص الآخر (خلص نفسك ونحن ايضا معك)، ولم يستمع الى عظة عن الخلاص والملكوت والحياة الأبدية، أو تعليم توراتي من الناموس أو النبؤات وكيف تتحقق في المسيح بميلاده وحياته وموته. 

كل ما رآه اللص هو وداعة المسيح في كل لحظة من لحظات الصليب، وتلك الكلمات السبع التي نطق بها المسيح على الصليب، وفي اولى اللحظات نطق اولها (ولما مضوا به الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والاخر عن يساره.34 فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون.)(لوقا 23: 33- 34)، ثم رآه وهو في شدة الالم يهتم بأمه ويوصي بها احد اتباعه، كل ما رآه في شخصية المسيح هو انسان يعيش ما كان يعلّم به عن المحبة والتسامح، لم يكن يشتم من يشتمه او يهدد وهو القادر ان يستحضر اثني عشر جيشا من الملائكة، وديع ومتواضع القلب، يسلم لمن يقضي بعدل. 

سامحني يارب انني قد يكون غضبي وانفعالي في بعض الاحيان لا يمجد اسمك في لحظات تستدعي الهدوء والكرازة بمحبة وتسامح، ارى نفسي الان مجردا من كل اسباب الاعتذار عن ان اشهد عن محبتك وعملك على الصليب، ساعدني لكي اشهد عنك حتى ولو لا نعرف التعليم ولا الدراسة ولا الوعظ ولا الكلام، ساعدني ان اكون محتملا للآلام في صبر وايمان بارادتك الصالحة الكاملة، وقتها ربما نستطيع ان نعطي الفرصة للروح القدس بحياتنا وسلوكنا فقط ان تجعل أعتى المجرمين والبعيدين يقول (اذكرني يارب اذا جئت في ملكوتك). 


 (لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. 22 الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. 24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم. 25 لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم واسقفها) 
(بطرس الاولى 2: 22 - 26)


*******

*******
موضوعات ذات صلة:
شخصيات حول الصليب (1)
شخصيات حول الصليب (2)

شخصيات حول الصليب 3


شخصيات حول الصليب (3)



حاملي الصليب خلفه
 
(20 وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه.  21
فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه.)
(مرقس 15: 20 - 21) 





كان السيد يسوع المسيح يتوجه نحو مكان الصليب بخطي متثاقلة بعد الجلد والاستهزاء، متعبا مكدودا وفي الطريق، تصادف ان رجلا اسمه سمعان (قيرواني) اي انه مهاجر حديثا من بلدة القيروان (ليبيا حاليا)، ربما استقر حديثا في ارض الموعد واشترى حقلا لكي يؤسس عائلة ويستقر ويكون ثروة، كان سمعان راجعا من الحقل، متعبا منهكا هو الآخر، وشتان بين اسباب تعب كل من الرجلين، لم يكن سمعان يهتم كثيرا او قليلا بالسياسة او بالصراعات الدينية الدائرة أو بما يحدث حوله من ضجة او احداث، لم يهتم كثيرا بما كان يدبره رؤوساء الكهنة للتخلص من رجل تبيّن لهم انه هو المسيح فعلا، او ان بريئا مصحوبا مع اثنين من المجرمين لتنفيذ حكم الاعدام صلبا فيهم !!!، واذ بالجند الروماني يسخرونه ليحمل الصليب ويسير خلف المسيح !!!. 


كيف ترى ردة فعل انسان، يجد نفسه مسخّرا لحمل صليب؟ فجأة وبغير سابق انذار وبغير تهيئة نفسيه او عضلية او فكرية، هل وضع الله عليك صليبا او حملا لتحمله لاحد ؟ هل تشعر انك في مكان تحمل فيه اثقالا او اعباء لآخرين وليست لك؟ البعض في هذه الاحوال قد يتذمر، وقد يزداد الجفاء بينه وبين السبب في جعله يحمل هذه الاحمال، وفي حالتنا ربما كان سمعان عليه ان يحقد او يرفض ان يتعاطف مع الشخص الذي كان سببا في حمل الصليب ؟

ولكن لم يكن هذا هو الحال مع سمعان القيرواني، فان الوحي المقدس عندما يذكر اسم انسان في البشارة، فهذا لتكريمه على مدى الاجيال، يذكر التقليد المسيحي، ان سمعان ذكر اسمه البشيرون، لانه آمن بالسيد المسيح مخلصا وربا، وقد اصبح مشهورا في الكنيسة الاولى، حتى ان يذكر اسمه، لان الناس تعرفه ، وليس هذا فقط ، فقد اسس عائلة مؤمنة ، فهو (أبو ألكسندرس وروفس) وهما شخصيتان ايضا كانتا معروفتين في الوسط المسيحي الاول، وكان لهما نشاطا كبيرا في الكرازة والتبشير .



فيذكر سفر الاعمال تواجد ألكسندرس (المشهور باسم اسكندر كما يذكر التقليد)، وكانت له خدمة مع الرسول بولس : (فاجتذبوا اسكندر من الجمع. وكان اليهود يدفعونه. فاشار اسكندر بيده يريد ان يحتج للشعب)
(اعمال الرسل 19: 33)   بل ان اخوه روفس ايضا كان له خدمة كبيرة مع الرسول بولس (سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي.) (روميه 16: 13)  ، ويذكر الرسول ان ام روفس هي امه، فحتى الام زوجة سمعان ايضا كان لها نشاط وخدمة لرجال الله القديسين.

والآن، هل هذا يجعلنا نتذمر اذا ما وجدنا أنفسنا نحمل الصليب ونسير خلف المسيح، هل يشير اليك الناس بأنك مسيحي وتسير خلف المسيح ، فتنظر اليهم بفخر ورضى ، هل تنظر الى الاحمال والاثقال في خدمة الآخرين بطريقة مختلفة ؟


العاطفيين

(27 وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كنّ يلطمن ايضا وينحن عليه.28 فالتفت اليهنّ يسوع وقال. يا بنات اورشليم لا تبكين عليّ بل ابكين على انفسكنّ وعلى اولادكنّ.)
(لوقا 23: 27 - 28)



 البعض قد يكون عاطفيا لدرجة ان يتأثر من أن المسيح يحمل الصليب ويسير في درب الآلام وطريق الصليب متألما وداميا، قد يشعر ان المنظر مؤلم، يستحق الشفقة ؟ او تجد ان دموعك تنهمر من عينيك غصبا عنك ؟  ولكن المسيح يقول لك، لا تبكي عليه، فهو ذاهب الى الصليب من اجلك، هو يعرف ان بعد الصليب والموت هناك القيامة المجيدة، ولكن المطلوب ان تنظر الى نفسك، فاذا لم تكن حتى الان متمتعا بالفداء وبعمل الصليب ، فابكي على نفسك وحالك،  فانت ذاهب الى طريق الحياة، وهو تماما عكس طريق الحياة الابدية مع المسيح. 

لا تبك على المسيح،لانه قائم من الاموات، ابك على نفسك وعلى خطاياك، اذا لم تكن مغفورة ومغسولة في دم المصلوب القائم من الاموات.

*******
موضوعات ذات صلة:
شخصيات حول الصليب (1)
شخصيات حول الصليب (2)
شخصيات حول الصليب (4)



شخصيات حول الصليب 2


شخصيات حول الصليب (2)


هيرودس

(8  واما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى آية تصنع منه.  9  وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء.  10  ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد.  11  فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس.)
(لوقا 23: 8 - 11)





لقد وضع هيرودس صورة معينة عن يسوع، انه صانع المعجزات والآيات، وكان ينتظر ان يتسلي بأن يرى (آية) أي معجزة او علامة منه !! 


ولكن يبدو ان هيرودس لم يفهم ان السيد يسوع المسيح لم يكن صانع المعجزات للتسالي او للابهار ، فهو صانع المعجزات للمحتاجين والطالبين الله بصدق واخلاص، لم يصنع يسوع المعجزات للتباهي او للتسليه،  او لان احدهم يطلب منه ان يصنع معجزة لاي سبب كان.  استجابة المسيح لاجراء المعجزة كانت بحسب الاحتياج وليس حسب الرغبة او الطلبة.


ولهذا فكان التحول العجيب والسريع بين فرحة هيرودس بلقاء يسوع ، ثم احتقاره له لانه وجد ان يسوع لا يوافق الصورة التي افترضها، او ربما لانه شعر بأن رفض المسيح اجراء معجزات التسالي احتقارا له ولمكانته الملكية.
وللاسف فان كثير من الناس اليوم هم هيردوس، يطلبون المعجزة لكي يؤمنوا، وكأن الانسان هو الذي يأمر الله باجراء المعجزة ، وعلى الله السمع والطاعة والتنفيذ. 

لا ياعزيزي ، السيد المسيح مستعد لاجراء المعجزة لكل من يؤمن ، ولكنه لا يصنع المعجزة اولا لكي تؤمن ، فالايمان هو الذي يصنع المعجزات ، ولكن المعجزات لا تصنع ايمانا !!!!!


المجتازون

 

هذا الموقف المتكرر للسيد يسوع المسيح نجده في اكثر من مشهد في الكتاب المقدس ، فعندما جاء الشيطان ليجربه قال له (ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا) ولم يستجب له المسيح باجراء هذه المعجزة المبهرة (بحسب فكر الشيطان)، فالمسيح لا يصنع المعجزات للابهار، وعندما كان المسيح على الصليب كان الجميع يسخرون منه قائلين ويسجل الانجيل : ( 39 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم40 قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلّص نفسك.ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب. 41 وكذلك رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا 42 خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها.ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به.). (متى 27 : 39 - 42)

عزيزي، حول الصليب، ظهرت شخصيات لا تفهم ارادة الله، وكانت طلباتهم تتحدى الله وتطلب ما لنفسها، بدون ان تفهم حقيقة عمل المسيح على الصليب، فالمسيح على الصليب لتتميم واستعلان عمل الفداء الذي اعده الله منذ تأسيس العالم ، ولن ينزل المسيح عن الصليب، حتى ولو كان التحدي (لكي نؤمن بك)، فعمل الله بالفداء هو الذي يجعل الايمان به وبخلاصه سبيلا للتطهير والتبرير من الخطية.

حول الصليب كان هناك المجتازون ، العابرون فقط ، الناظرون من بعيد الى ظواهر الامور ولم يهتموا بالسؤال عن جوهر الحقائق ، النبؤات التي نطقها الانبياء والتي اخبرت عن كل شيء قبل تحقيقها، فهل انت  مجتاز ، ام واقف تحت الصليب محققا ومدققا لكل الاخبار والاحداث ؟


المعجزة لا تصنع الايمان ، ولكن الايمان يصنع المعجزات. 


هذا ما قاله ابراهيم للغني عندما طلب منه ان يقوم لعازر من الاموات ويذهب لاخوته ويحذرهم من المصير الابدي في العذاب، فكان رد ابراهيم :
(ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ، ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون) 

(ومع انه كان قد صنع امامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به) 
 
 
(و أما يسوع فقال لهم : ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته ، ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم )
 
تعال الى المسيح واطلب منه بالايمان، لا بتحدي ولا بطلب البرهان، وقتها ستنال استجابة طلبتك، ان كانت توافق ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة .

(الحق اقول لكم ان كان لكم ايمان ولا تشكّون فلا تفعلون امر التينة فقط بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه)
 (متى 21 : 21 - 22)


شخصيات حول الصليب (3)
شخصيات حول الصليب (4) 

شخصيات حول الصليب 1


شخصيات حول الصليب (1)

بمناسبة  الاحتفال باسبوع الآلام والصلب ، فكرت ان اشارك معككم بعض التأملات عن شخصيات حول الصليب ، وتأمل معي هل انت في موقفك من الصليب والمصلوب تشابه احدا فيهم ؟؟



كان السيد المسيح حاملا الصليب، متوجها بخطوات بطيئة وثابتة نحو جبل الجلجثة (الذي يترجم الجمجمة) حيث المكان الذي اختاره الله ليتم عليه الفداء ، انه جبل (المريّا) نفس الجبل الذي شرع ابراهيم ان يقدم ابنه ذبيحة بشرية عليه، وكان وهما صاعدين ، اسحق يسأل ابيه : " هوذا النار والحطب واين الخروف للمحرقة؟"، وكانت اجابة ابراهيم "الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني"، (تكوين 22) وكانت استجابة الله في الوقت المعيّن، ان المسيح جاء ليكون "حمل الله الذي يرفع خطية العالم " (يوحنا 1: 29) .


الجموع الهاتفة 






( والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين أوصنا لابن داود.مبارك الآتي باسم الرب.أوصنا في الاعالي.10 ولما دخل اورشليم ارتجّت المدينة كلها قائلة من هذا)  (متى 21: 9 - 10) 

عندما دخل المسيح الى اورشليم الدخول الانتصاري، كان يحقق النبؤة الواردة في سفر زكريا (ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك يأتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان) (زكريا 9: 9)

وكانت الجموع تهتف له فرحة (أوصنا)، والكلمة من أصل آرامي ومعناها (خلصّنا)، فمن اي شيء كان يطلب الشعب الخلاص؟

يبدو ان الامور كانت مختلطة على الجموع ، فقد كانوا يطلبون الخلاص من الاحتلال الروماني، الذي اغتصب حريتهم، واخذهم أسري  وحدد ارادتهم، والسيد المسيح جاء ليخلصهم ويعطيهم حريتهم ، فهو القائل ( ان حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون احرارا) (يوحنا 8: 34 - 36)  ولكنه، كان يتكلم عن الحرية من عبودية ابليس والشيطان، ولم يكن لهذا طريق او وسيلة الا طريق الصليب.

نعم ففي الصليب، انتصر المسيح على مملكة الظلمة وعلى جميع رياساتهم وسلاطينهم  (.14 اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب.15 اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه )  (كولوسي 2: 14 - 15)   

 هذا ما لم تفهمه الجموع ، فنفس الاصوات التي صرخت له (أوصنا) وهتفت له كملك ، هي نفسها التي صرخت ضده (اصلبه، دمه علينا وعلى اولادنا)، عندما لم تفهم كيف  سيحررهم السيد يسوع المسيح وكيف سيجعلهم بالحقيقة أحرارا.

والان ، فلننظر الى انفسنا ، هل انت واحد من (الجموع الهاتفة) فاذا قالوا هو الملك ، قلت معهم ، واذا قالوا فلنصلبه ونتخلص منه ، صرخت ايضا معهم ؟  هل انت واحد من الجموع تتحرك بمن يحركك ، ام انت واحد من الذين كان لهم فكرا مختلفا ، وظل مع المسيح الملك واقفا تحت الصليب، مع امه العذراء ويوحنا الحبيب ؟





شخصيات حول الصليب 
نيقوديموس (المعلّم والتلميذ) 


(ثم ان يوسف الذي من الرامة وهو تلميذ يسوع ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود سال بيلاطس ان ياخذ جسد يسوع. فاذن بيلاطس فجاء واخذ جسد يسوع.39 وجاء ايضا نيقوديموس الذي أتى أولا الى يسوع ليلا وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. 40 فاخذا جسد يسوع ولفاه باكفان مع الاطياب كما لليهود عادة ان يكفنوا. 41 وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط. 42 فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود لان القبر كان قريبا)





نيقوديموس معلّم اليهود، دارس التوراة والنبؤات، دراساته في التوراة مثل باقي الفريسيين والكهنة والكتبة الذين رفضوا الاعتراف بيسوع أنه المسيح المخلّص المنتظر، ما يفرقه عن الباقين انه جاء الى المسيح ليلا ليدور بينهما نقاش حاول فيه نقيوديموس ان يجعله لاهوتيا توراتيا فبدأ في سؤال المسيح بوصفه (معلّم اليهود) ولكنه فوجيء بالمسيح يكلمه عن شيئا مختلفا تماما (راجع يوحنا 3: 1 - 21) أكتشف معه نيقوديموس ان العالم لا يحتاج الى مزيد من المعلّمين أو التشريعيين فقط ، فهناك الكثير من المصلحين والفلاسفة الذين كتبوا عن (كيفية وصول الانسان الى السعادة) أو (كيفية تحقيق الانسان لذاته) أو (كيف يمكن للانسان أن يرضي الله). 

كثير من الفلاسفة والديانات الوضعّية كتبت عن كيف يحاول الانسان ان يصل الى الله، ولكن واحدا فقط تكلم عن ان الله هو الذي يبحث عن الانسان، وهناك طريق واحد لكي نصل به الى الله وليس طرقا عديدة كما يزعم البعض، هذا هو الرب يسوع المسيح (الله الظاهر في الجسد) الذي أعلن الحقيقة الغائبة التي لم يفهمها الحكماء والفلاسفة، ان الانسان لا يمكن ان يصل الى الله بنفسه ومجهوده ومحاولاته مهما كانت، ولكن الله في محبته وعطفه ورحمته على الانسان هو الذي أخذ المبادرة لكي يصل الى الانسان. 


عرف نيقوديموس ان ما يحتاجه العالم ليس مزيد من التشريعات او القوانين لكي يصير الانسان في حال افضل أو ان يرضي الله، فلدينا الكثير من التشريعات والقوانين ولكننا اكتشفنا اننا لا نستطيع الخضوع لها وتتميمها، اكتشف نيقوديموس كمعلّم لليهود ما اكتشفه بولس ايضا عندما كان معلمّا لليهود (لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه. لان بالناموس معرفة الخطية) (رومية 3: 20)، نحن فقط نحتاج الى حياة جديدة او خليقة جديدة تولد فينا لكي وتعيش بنا القوانين التي لا نستطيع الخضوع اليها كبشر، ( اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. 6 المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح. 7 لا تتعجب اني قلت لك ينبغي ان تولدوا من فوق. ) (يوحنا 3: 5 - 7)



شكرا لله الذي اعطانا موهبة الروح القدس لكي يعيش فينا حياة الرب يسوع المسيح الوحيد الذي استطاع ان يتمم وصايا الله والناموس بدون تقصير او خطية واحدة، (فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله.9 واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له.) (رومية 8: 8 - 9)

*******
موضوعات ذات صلة:

شفاء الاعمى واللمسة الثانية




شفاء الاعمى واللمسة الثانية 
بعد انفتاح البصر والبصيرة

" وجاء(يسوع) الى بيت صيدا. فقدموا اليه اعمى وطلبوا اليه ان يلمسه. فاخذ بيد الاعمى واخرجه الى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله هل ابصر شيئا. فتطلع وقال ابصر الناس كاشجار يمشون. ثم وضع يديه ايضا على عينيه وجعله يتطلع فعاد صحيحا وابصر كل انسان جليّا."
(مرقس 8 : 22 – 25)









نعم يارب

أحتاج أنا ايضا الى هذه اللمسة الثانية

أعترف أنني لا أرى وجوه الناس الذين بجانبي

يمشون ، يقفون ، يجلسون ، يضحكون ويتكلمون

لم أرى فيهم الا أشجارا تمشي ..

لم أرى وجه أحدا فيهم ... لم أنظر الى عينيه ..

لم أفكر فيه كإنسان .. له كيان .. واحلام ..

وطموح .. ورغبات .. وارادة ..

لم أراه كما تراه أنت يا سيدي ..

إنسانا كاملا جليا ..

إنسانا .. تريده أن يعرفك .. ويعرف كم أحببته ..

وكم فعلت وتفعل من أجله ..

كيف بذلت نفسك على الصليب من أجله ..

نعم يا سيدي ..

خذ بيدي ، وخذني خارج قريتي ..

خارج أهتماماتي .. خارج دائرة نفسي ..

والمسني هذه اللمسة الثانية ..

تنفتح عيناي .. وقلبي وذهني

فأعود صحيحا .. وأرى كل إنسانا جليا ..





آمين 

**********
موضوعات ذات صلة:

شفاء اليد اليابسة !!



شفاء اليد اليابسة !!


" وفي سبت آخر دخل المجمع وصار يعلّم. وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة، وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية، اما هو فعلم افكارهم وقال للرجل الذي يده يابسة قم وقف في الوسط. فقام ووقف، ثم قال لهم يسوع اسألكم شيئا.هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر. تخليص نفس او اهلاكها. ثم نظر حوله الى جميعهم وقال للرجل مدّ يدك. ففعل هكذا. فعادت يده صحيحة كالاخرى."
(لوقا 6 : 6 – 10) واقرأ أيضا ( مرقس 3 : 1 –5 ) وأيضا (متى 12 : 10 – 13)




كنت أقرأ هذه الفقرة وأشعر بالشفقة على الرجل، معتقدا أنني أحسن حالا منه،  فكلتا يدي أحركهما بسهولة وليس عندي أي يد يابسة، ولكني أكتشفت أن يدي اليمني كانت يابسة تماما، عندما صادفت ذلك الشخص الذي لا أشعر نحوه باي استلطاف او استظراف من أي نوع، سواء في الكنيسة او في السوبر ماركت ولم أرغب في التوقف لحظة لأمد يدي اليه لأبدأ بمصافحته ؟؟ فكانت يدي يابسة تماما عن تلك الحركة ؟؟


وماذا عن تلك السيدة التي احتاجت يوما لمساعدة في تبديل أطار (عجلة) سيارتها الفارغة من الهواء، وقد وقفت هي في منتصف الطريق، الم تكن يدي يابسة في ذلك الوقت، فتركتها وحدها واسرعت بالاختفاء ؟؟

وماذا عن زميلي في العمل، الغاضب دائما، الذي يقضي معظم وقته وحيدا، مرفوضا من (شلة) الزملاء، فهو كثيرا ما يخطيء إلى الآخرين بالاقوال والاراء العشوائية التي تخرج منه فيتأفف منه الجميع، الم أشعر ان يدي نحوه ( بل مشاعري كلها ) تكون يابسة ؟؟

انني أعترف أليك ربي انني أحتاج أن أنال شفاء ليدي اليابسة ، أحتاج أن أفعل نفس ما فعله ذلك الأنسان الذي قرأنا قصته في الانجيل ، فكل ما عمله هو انه أستجاب لدعوة "يسوع" فوقف في الوسط، ثم أطاع أمر "يسوع" بأن يمد يده اليابسة .

قد يكون الأمر بالنسبة لنا غريبا، كيف يأمر "يسوع" أنسانا يقف أمامه ويده واضح للجميع انها يابسه تماما،   ليقول له :"مد يدك "؟؟    ولكن هذا هو "يسوع" أمس واليوم والى الآبد، انه يطلب مني ومنك، ان نمد أيدينا مهما شعرنا أنها يابسة ، لنصافح ذلك الرجل، ونساعد هذه السيدة،   ونقدم المحبة لمن هو اكثر احتياجا لها،  فالشخص الظريف خفيف الظل لا يجد صعوبة في أن يجد من يحبه، ولكن الشخص غير المحبوب هو الذي يطلب منّا "يسوع" أن نقدم له المحبة الفاعلة.


"أحبوا اعدائكم "، فالصديق محبوب، ولكن الذي يضعه الرب أمامك ليعلمك المحبة لن يكون الا ذلك الشخص الذي لا يستطيع احدا أن يحبه ، الا من يسمح لروح الله ان تنسكب في قلبه لتفيض بالحب للآخرين "لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (روميه 5 : 5)

لقد قام "يسوع" بالعمل كله، وما كان من هذا الرجل الا أن يطيع ، فنال الشفاء وعادت يده اليابسة صحيحة كالأخرى، والرب "يسوع" على استعداد ان يقوم بنفس الشيء معي ومعك، اذا سمعنا وأطعنا، وحركنا أيادينا ومشاعرنا اليابسة .


" يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق." ( 1 يوحنا 3 : 18)

**********
موضوعات ذات صلة:
أنا الرب في وقته أسرع به
شفاء الاعمى واللمسة الثانية 
لماذا يسمح الله بالألم 

طلبتك قد سُمعت



 طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ


13 فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.
14 وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ
15 لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
16 وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ.
17 وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً».

 
(لوقا 1: 13 - 17)






عندما كان زكريا الشيخ الكاهن المتقدم في السن يأخذ دوره في خدمة الهيكل ، ظهر له الملاك جبرائيل، واعطاه البشارة بولادة يوحنا المعمدان، الذي يتقدم امام العليّ المبارك (الله الظاهر في الجسد) الرب يسوع المسيح. 


قال الملاك ان يوحنا سيكون لاهله فرحا وابتهاجا، وسيكون ايضا لكثيرين، على امتداد العصور والاجيال، الذين يقرأون ويؤمنون ببشارة الخلاص والفداء التي اعدها الله لشعبه في صليب الرب يسوع المسيح. 

جاء الملاك ليعلن لزكيا (طلبتك قد سُمعت)، اي طلبة هذه؟  اليست بأن يرزقه الله هو وزوجته اليصابات طفلا صغيرا يملأ عليهما حياتهما وبيتهما؟،  متى تقدمت بهذه الطلبة يازكريا؟  هل بعد زواجكما بشهور بعد ان تأخرت علامات الحمل بالمولود؟، كم لك من السنين يا زكريا متزوجا من اليصابات؟  لقد اصبحت شيخا الآن، أليس كذلك؟  طاعن السن كبيرا، انت وزوجتك، حتى انه فاتها موعد الحمل بالبنين ووصلت الى سن متقدم هي الاخرى، ألم يكن ردك على الملاك هو : «كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» (لوقا 1: 18)


أخبرني يا زكريا، كم قضيت من السنين متوقفا عن الصلاة من اجل هذا الولد؟،  كم من السنين مضت وانت تعتقد ان اجابة الله لطلبتك هي (لا يازكريا) لن يكون لك او لاليصابات ولد ؟ 


والآن جاءك الملاك ليخبرك ان (طلبتك قد سُمعت) بعد ان نسيت ويئست وربما توقفت عن هذه الطلبة من زمن، بعد ان شعرت باستحالة الظروف لتحقيقها،  ولكن مارأيك في اخيتار الله للمواعيد ؟ هل كنت تفّضل يا زكريا ان يستجيب الله لطلبتك في وقتها فيعطيك المولود الذي طلبته ، ام تفضّل ان يؤجل الله استجابة الطلبة، حتى الموعد الذي اختاره الله وليس انت ، ليكون المولود هو يوحنا المعمدان، الذي يتقدم امام وجه العليّ ليعد الطريق امامه ، ليكون المولود ( أعظم مواليد النساء).


(اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ)
(متى 11: 11)


والان يا عزيزي، هل لديك طلبة رفعتها امام الله ولازلت تنتظر؟   كم لك من السنين لم تأخذ استجابة من الله؟،  وهل توقفت او يئست من استجابة الله؟ وهل تفضّل ان تختار انت المواعيد او تتركها لاختيار الله؟  تأكد ان ( طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ) والرب فقط ينتظر الوقت المناسب لاعلان الاستجابة،



"لان الرؤيا بعد الى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب.ان توانت فانتظرها لانها ستاتي اتيانا ولا تتأخر"
(حبقوق 2: 3)

في اي مرآة تنظر ؟

في أي مرآة تنظر




تستطيع ان ترى كل الوجوه في العالم الا وجه واحد فقط، وجهك انت،  تستطيع ان تراه في مرآة او في صورة، ولكنه ليس وجهك الحقيقي انه فقط انعكاس على المرآة او صورة على الورق، ولكن قبل مواجهة الناس لابد لنا من ان نقف امام المرآة كل يوم صباحا، لنعدل من هيئتنا وشكلنا وتسريحة شعورنا، بحسب ما نستحسن ان نرى انفسنا، هذه هي الطريقة الوحيدة التي نستطيع ان نستعملها لنرى انعكاسات وجوهنا باحسن تقدير كما سوف يراه الآخرين،  ولكن كان في القديم (وقت كتابة رسائل بولس في الكتاب المقدس) المرآة عبارة عن لوح زجاجي قاتم اللون، ولا توجد خلفه هذه الطبقة اللامعة الصاقلة للسطح، وكان الانسان يقف امام هذا اللوح الزجاجي ليعدل من هيئته، قبل مقابلة الناس.






(وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.)
(2 كورنثوس 3: 18)

(22 وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. 23 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، 24 فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ.) (يعقوب 1: 22 - 24)




والوحي يستخدم هذا كمثال لحياتنا الروحية، فيقول، انك عندما تقرأ كلمة الله في الكتاب المقدس،  فكأنك تنظر الى هذه المرآة (اللوح الزجاجي القاتم)،  اما انها تكشف نفسك في محضر الله القدوس، فترى ما يريدك الله ان تراه، اي كيف انت وكيف يمكن ان تصير الى شبيه بصورة المسيح، او انك ترى نفسك فقط ، فهذا محور اهتمامك وتركيزك،   فماذا ترى؟؟


اذا رأيت نفسك، فلن تستفيد شيئا، لانك ستكون مقياس نفسك، لن تتقدم لن تتغير لن تتقدم الى الامام، انت تعدل من نفسك قياسا على نفسك،   ولكن اذا تجاوزت رؤية نفسك فقط ، فسوف ترى المسيح الواقف خلف هذه المرآة،  فانك تعدل من هيئتك وقوامك وشكلك حسب ما تراه في المرآة، لتكون اكثر شبها بالمسيح.

(يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم.) (غلاطية 4: 19)

هل ترى نفسك فقط  وتجعل نفسك مركز حياتك واهتمامك، هل تقرأ الكلمة بهذه الطريقة خادعا نفسك، ام تقرأ الكلمة بفهم، وتصلي ان يستخدمها الله لتغييرك واعادة تشكيلك لتصير اكثر شبها بشخص الرب يسوع المسيح ؟؟


(إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ.) (افسس 4: 13)


تذّكر كلما تقف امام المرآة، انك في قراءتك لكلمة الله (الكتاب المقدس) تنظرالى مرآتان، في اي واحدة تنظر فيهما ؟؟؟

(وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.)

(22 وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. 23 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، 24 فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ.)  (يعقوب 1: 22 - 24)

انا هو الالف والياء البداية والنهاية


انا هو الالف والياء البداية والنهاية 
يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء
(رؤيا 1: 8) 
**************

هل تعرف ان الحروف العبرية التي نقرأ بها العهد القديم للكتاب المقدس
هي حروف آرامية؟

اتبع الرابط للصورة


هذا ما يقوله المتخصصون في اللغة العبرية القديمة ، فالحروف التي نرى بها الكلمات ونستخدمها لكتابة النصوص العبرية باعتبارها اللغة الاصلية للعهد القديم، هي في واقع الامر مرحلة من تطور كتابة اللغة العبرية، وقد جاءت هذه الحروف من اللغة الآرامية، والتي بدورها اتخذت من الحروف العبرية الاصلية مصدرا لها قبل تكوينها.


اتبع الرابط للصورة
 
اكتشف الباحثون في حفرياتهم قطعة من حجارة ترجع الى القرن العاشر قبل الميلاد (حوالي حقبة الملك داود)، وعليها نقوش تصوّر كتابة عبرية [1]، ومنها نستطيع ان نرى ان الحروف العبرية الآصلية مختلفة عن الحروف العبرية المستخدمة حالية ، والحروف العبرية الاصلية القديمة كانت تبدو بهذا الشكل : 



اتبع الرابط للصورة

ولمن له دراية باللغة العبرية، فانها تكتب مثل (العربية) من اليمين الى اليسار، اي ان اول حرف في اللغة العبرية هو (اقصى اليمين) على شكل (رأس ثور) وهو يرمز الى اول الحروف (الف)، والحرف على اقصى اليسار (خطين متقاطعين) هو آخر الحروف العبرية (تاف). ، وكثيرا من الكلمات في نطقها العبري او العربي تعطي نفس المعنى والقصد، كما سيتضح من الامثلة القادمة .


اتبع الرابط للصورة



هذا الشكل اللغوي لاختيار الحروف، يبدو طريقة متعارف عليها في القديم ، وقد عرفها يعرفها المصريون القدماء في شكل الحروف الهيروغليفية، او بلاد الرافدين في الحروف المسمارية، التي استخدموها في تكوين الكلمات والتعابير انطلاقا من وضع الاشكال والرموز بجوار بعضها البعض، وكان اختيار الكلمات (او صوت الاسم وحروفه) انما يتم بناء على فهم عميق لمعنى شكل او الصورة الرمزية للحرف التي تطلق على الشخص او الشيء الذي يراد تسميته.


ومن هذا المنطلق نستطيع ان نفهم بعض الاسماء والافعال التي اطلقها العبرانيون مستخدمين هذه الاشكال، خاصة اذا عرفنا ان ثقافة العبرانيين لايهتم بالشكل بل بالمضمون، ولذلك فقد وضع هذه الاشكال لتكوين وصف يعبر عن مضمون الاسم الذي ترسمه هذه الرسومات او الرموز،ومن ثم يأتي صوت حروف الاسم فيما بعد من تلقاء نفسه.[2]


وعلى سبيل المثال : 
 هذه صورة لكلمة عبرية من حرفين بالحروف القديمة، الحرف الاول (على اليمين) على شكل رأس ثور، هو اول الحروف العبرية، هو حرف (الف)، والمقابل لحرف الالف في العربية،  وهو يرمز الى القوة (كما الثور)، والحرف الثاني والذي على شكل مسقط رأسي ل(بيت او خيمة) حيث اعتاد العبرانيون القدماء ان يسكنوا، هو حرف (بيت) المقابل لحرف الباء في العربية، وهو يرمز الى البيت والعائلة، وبوضع الحرفين معا فانه يشكل كلمة من حرفين (اب) اجمالا فانه يرمز الى دعامة البيت او قوة البيت، وكأن العبري القديم يريد ان يقول ان قوة البيت او دعامة البيت هو هذا الرجل الذي نسميه (اب) ، فالتسمية لم تأتي من فراغ ، بل هي صوت لرموز تشكل حروف،  وهي قريبة الى نفس الكلمة في اللغة العربية (اب)، وبهذا المعنى فان العبراني يقصد رجل العائلة القوي، او دعامة البيت هو (صوت الرموز) الذي تصادف ان يكون (الاب).


مثال آخر: 

هذه الصورة لكلمة ايضا من حرفين ، الحرف الاول كما في المثال السابق حرف (الف) يرمز الى القوة ، والحرف الثاني هو حرف (الميم) ويرمز الى المياة المتحركة ، ومعا فان الكلمة ترمز الى (المياه القوية)، وكان العبرانيون يقومون بغلي الماء واضافة جلود الحيوانات اليها، لاستخراج مادة لاصقة قوية ، بعد غليان هذا المزيج لفترة ، تتحول الى المياه الى مادة لزجة ، كانت تستخدم في البناء واغراض اخرى (المياه القوية) هي رمز الحرفين (ام) ، وكأن العبري القديم يريد ان يقول ان الذي يربط البيت معا ويقرّب الجميع من بعضهم هو ذلك الشخص او المرأة التي نطلق عليها اسم (ام).

مثال آخر :
 كلمة اخرى من حرفين، الحرف الاول هو (الف) رمز القوة (كالثور) والحرف الثاني والذي على شكل سور الخيمة او البيت ، وهو حرف (الخاء)، وبوضع الحرفين بجوار بعضهما ، فانهما يرمزان الى حماية البيت او العائلة ، وبهذا فان اللغة العبرية تقصد ان تقول ان الحرفين يكونان كلمة (اخ) هذا هو مفهوم ما يكونه هذه الحرفين من معنى ، ان الشخص الذي يحمي البيت ويدافع عنه مع الساكنين فيه هو ما نطلق عليه صوت الحرفين ( اخ)، او كما نقول هذا الصوت الذي يشكله الحرفين في وقت الحاجة .

مثال آخر:
  كلمة اخرى من حرفين ، الحرف الاول على شكل البيت او الخيمة وهو حرف (بيت) والحرف الثاني (نون) وهو الذي على شكل البذرة التي يزرعها الفلاح ، وبوضع الرمزين معا ، فانه يقول ان امتداد العائلة ، او البذرة الجديدة التي تزرع من البيت لينمو في اتجاه آخر هو تجميع هذين الحرفين (بن) ، المعنى هو الذي يشكل حروف وصوت الاسم ، وهو الكلمة العبرية التي تعني في العربية (ابن). 


الامثلة تطول في هذا المجال ، وما وضعته كان امثلة فقط لاعطاء صورة لكيف يقوم العبراني القديم بوضع رموز الحروف لتشكيل الكلمات والاسماء، فهي لم تأت من فراغ او استحسان لغوي او صوت النطق ، فالعبري ابعد من ان يحكم على الامور باشكالها ، فهو يحكم على الشيء بمضمونه وفائدته. 


وهذا يقودني الى الكلمة الختامية لهذا المقال ، هل ترى اول حرف وآخر حرف في اللغة العبرية ؟؟ الى ماذا يرمز ؟؟


اتبع الرابط للصورة

الحرفان يكونان كلمة عبرية (ليس لها ترجمة حرفيّة في اللغات الاخرى)، الحرف الاول في اللغة العبرية (الف) ورمزه القوة او رأس الثور ، وهو ما كان يقدمه العبراني ذبيحة للخطية ، والحرف الاخير (تاف) ورمزه خطان متعارضان، وهو يشكّل ما نعرفه نحن المسيحيون بالصليب، الذي تم تقديم عليه، حمل الله الذي يرفع خطية العالم، يسوع المسيح (يوحنا 1: 29)، هل هذا يعطينا تفسيرا مقبولا لقول المسيح في سفر الرؤيا (انا هو الالف والياء ، البداية والنهاية)، هذه الكلمات هي التي أعلن بها السيد يسوع المسيح اكثر من مرة في كلامه مع يوحنا الرائي ؟؟ 
هذه الكلمات تترجم في اللغة الانجليزية الى (انا هو الفا و اوميجا) وهما اول حرف وآخر حرف في اللغة اليونانية الذي كتّب بها العهد الجديد .
ولكن ماذا اذا ترجمنا الكلمات الى اللغة العبرية التي يفهمها اليهود ، الذي جاء المسيح منهم حسب الجسد (روميه 9: 5)، ستكون الترجمة بهذا المعنى (انا هو الالف والتاف) او اول حرف وآخر حرف ، واذا وضعنا رمزين هذين الحرفين ، فاننا سنصل الى النتيجة البسيطة والاعلان الانجيلي الواضح ، السيد المسيح على الصليب هو تحقيق الذبيحة التي كان يقدمها اليهود في القديم .


ليس هناك طريقة لانهاء وتحقيق رموز الذبيحة الحيوانية التي كان يقدمها اليهود الا في صليب المسيح. فهو الالف والياء ، الفا و اوميجا ، الف وتاف.



**************
المراجع :
 [1]
http://www.physorg.com/news182101034.html?
[2]
http://www.ancient-hebrew.org/2_vocab.html

***************



الرد على شبهة : قومي احملي الغلام

عذرا عزيزي القاريء ، اذا وجدت ان الموضوع اتفه من ان تقرأه ، فبين  الحين والآخر يخرج علينا الاخوة المعترضون ، والمشككون في وحي الكتاب المقدس ، بشبهات وهمية وتافهمة ، وبالرغم من تجاهلها اكثر من مرة لسذاجتها ، الا انني اجد بعض الاخوة المسلمين ينقلونها بدون التفكير فيها ، ولهذا وجدت ان ارد باختصار على هذه الشبهة ، لعل المسلم الفاهم والمثقف يعرف كيف يفكر بعض اخوانه المسلمين في محاولاتهم المستميتة للنيل من قدسية الكتاب المقدس .

صورة لجبل سيناء


جاء في سفر التكوين، في قصة خروج هاجر هي وابنها من كنف ابراهيم الى الصحراء ، ما يلي :

(14  فبكر ابراهيم صباحا واخذ خبزا وقربة ماء واعطاهما لهاجر واضعا اياهما على كتفها والولد وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع.
15  ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت احدى الاشجار.
16  ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس.لانها قالت لا انظر موت الولد.فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت.
17  فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو.
18  قومي احملي الغلام وشدي يدك به.لاني ساجعله امة عظيمة.
19  وفتح الله عينيها فابصرت بئر ماء.فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام.)

(تكوين 21: 14 - 19)



اين المشكلة ؟

يعترض الاخوة المسلمين على هذا النص، لان اسماعيل في هذه المرحلة كان يبلغ من العمر 16 سنة ، وبحسب فهمهم القاصر ، فان النص يأمر هاجر بحمل ابنها ، فكيف لسيدة ضعيفة مثل هاجر ان تحمل غلاما في هذا العمر ؟؟
المشكلة كما ترى تكمن في عقل القاريء بهذه الطريقة وليس في النص نفسه.


حل الاشكالية

المشكلة سهلة لمن يستعمل عقله، فيعرف ان التعبير هنا هو مكتوب باسلوب بلاغي واضح فيه ما كانوا يعلموننا اياه في المدرسة ونحن اطفال (الكناية والبلاغة) ، وببساطة نقول في كلمتين :


الكلمة الاولى : 
النص الاول يقول ان ابراهيم اخذ خبزا وماء واضعا (اياهما) على كتفها ، ثم اعطاها الولد ، وصرفها . 
واعذروني اخواني لشرح ما لا يحتاج الى شرح ، فان الكلمة بسيطة وواضحة فالذي وضعه على كتف السيدة هاجر هو (سلة او حمل الخبز وبالطبع بعض الجبن الناشف او ما نسميه الغموس وقربة الماء)، والكلام بلغة المثنى ، في وضعهما على كتفها ، ثم الولد يأتي بعد ذلك، لانه اعطاه لها ليسيربجانبها ،  والكلام بهذه الصورة لا يعني ان الولد ذو الستة عشرا ربيعا لن يشارك امه في حمل الطعام والماء ، ولكن الكلام المذكور هو بصيغة ادبية مفهومة لمن يريد ان يفهم انه يتكلم عن الام بوصفها من يتحمل المسئولية !!


الكلمة الثانية :

عندما يخاطب الملاك السيدة هاجر : "قومي احملي الغلام وشدي يدك به" 
فالمقصود هنا هو واضح في لغة ادبية رائعة انها يحثها على (حمل مسئولية الغلام) وليس (حمل الغلام على كتفها)، بدليل انه يعقب كلامه (شدي يدك به)، اي قويّ عزيمتك بمصاحبته ومرافقته في رحلة الحياة المستقبلية التي ستواجهكما معا [1].

والكلام بهذه الصورة مكتوب في صورة بلاغية رشيقة وجميلة ومفهومة، وقد استعملها الكتاب المقدس في موضع آخر عندما كان يتكلم موسى عن مسئولية اطعام بني اسرائيل عند خروجهم من ارض مصر (وعددهم يقدر باكثر من مليون على اقل تقدير) ، يقول موسى مخاطبا الله: 

(من اين لي لحم حتى اعطي جميع هذا الشعب.لانهم يبكون عليّ قائلين اعطنا لحما لناكل.  لا اقدر انا وحدي ان احمل جميع هذا الشعب لانه ثقيل عليّ.)
(سفر العدد 11: 13 - 14)


طبعا بطريقة الاخوة المعترضين لو اخذوا الكلام بصورة حرفية ، سيفهمون ان موسى يرفض ان يحمل اكثر من مليون مواطن اسرائيلي في البرية على ظهره ويسير بهم في الصحراء لانه ثقيل عليه ؟؟ في حين ان الكلام بصورة بلاغية توضح ان موسى يعترض على (حمل مسئولية هذا الشعب) !!!

ولكن ماذا نفعل فيمن يحاول ان يتذاكي علينا ولا يقبل ان يستعمل عقله او ما تعلمه في المدرسة الابتدائية عن اسلوب الكلام البلاغي ؟ 


هذا الاسلوب الطفولي في محاولة تصيد الاخطاء بهذه الطريقة ، يضرب القرآن في مقتل لان القرآن نفسه يقول لمحمد :
(ألم نشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك ، الذي انقض ظهرك ) ؟؟
(سورة الشرح 1 -3)
فهل محمد نبي الاسلام كان يحمل على ظهره وزنا من الوزر يقدر بالكيلوجرامات رفعها عنه القرآن ، ام ان التصوير البلاغي باللغة واضح ؟؟

او كيف يفهم المعترضون قول القرآن لمحمدك :

(وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ)
(سورة التوبة 9)

فهل هنا القرآن يقول لمحمد نبي الاسلام، انه سوف يحمل هؤلاء الناس على اكتافه ام يحمل مسئولياتهم ؟؟؟

عيب عليكم يا مسلمين هذا الاسلوب ، فكروا واقرأوا وتعلموا اللغة والاسلوب الادبي في التعبير ، ولا تحاول ان تتصيد اخطاء من الكتاب المقدس ، فتصم نفسك بالجهل لانك لا تعرف ان الاسلوب الذي تنتقضه في التعبير والتصوير البلاغي قد استخدمه قرآنك ايضا، فكروا قبل ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين !!!


  ****************

الهوامش

النص العبري :
קוּמִי שְׂאִי אֶת־הַנַּעַר וְהַחֲזִיקִי אֶת־יָדֵךְ בֹּו כִּֽי־לְגֹוי גָּדֹול אֲשִׂימֶֽנּוּ׃


الكلمة العبرية من المصدر : נָשָׂא

وهي تقبل الترجمة الى :
يشجع ، يدعم ، يساعد ، يرفع
اشجعك على زيارة الرابط ، ودراسة اماكن اخرى وردت بها نفس الكلمة لترى استخداماتها المتعددة في اللغة والتصوير الادبي.




ترجمات مختلفة :
ترجمة الحياة :
(قومي واحملي الصبي، وتشبثي به لأنني سأجعله أمة عظيمة».)
ترجمة الاخبار السارة :
الترجمة اليسوعية :

New International Version 
Lift the boy up and take him by the hand, for I will make him into a great nation."
Genesis 21:18
American Standard Version 
Arise, lift up the lad, and hold him in thy hand. For I will make him a great nation.

Genesis 21:18
Bible in Basic English 
Come, take your child in your arms, for I will make of him a great nation.

Genesis 21:18
Complete Jewish Bible 
Get up, lift the boy up, and hold him tightly in your hand, because I am going to make him a great nation."

Genesis 21:18
Douay-Rheims 
Arise, take up the boy, and hold him by the hand, for I will make him a great nation.

Genesis 21:18
English Standard Version 
Up! Lift up the boy, and hold him fast with your hand, for I will make him into a great nation."

Genesis 21:18
Giovanni Diodati 1649 (Italian)
Levati, togli il fanciullo, e fortificati ad averne cura; perciocchè io lo farò divenire una gran nazione.

Genesis 21:18
God's Word Translation 
Come on, help the boy up! Take him by the hand, because I'm going to make him into a great nation."

Genesis 21:18
Good News Translation 
Get up, go and pick him up, and comfort him. I will make a great nation out of his descendants."

Genesis 21:18
Hebrew Names Version 
Get up, lift up the boy, and hold him in your hand. For I will make him a great nation."

Genesis 21:18
Holman Christian Standard 
Get up, help the boy up, and sustain him, for I will make him a great nation."

Genesis 21:18
King James Version 
Arise , lift up the lad, and hold him in thine hand; for I will make him a great nation.

  
Genesis 21:18
New American Standard 
"Arise, lift up the lad, and hold him by the hand, for I will make a great nation of him."

Genesis 21:18
New Century Version 
Help him up and take him by the hand. I will make his descendants into a great nation."

Genesis 21:18
New International Reader's Version 
Lift the boy up. Take him by the hand. I will make him into a great nation."

Genesis 21:18
New King James Version 
Arise, lift up the lad and hold him with your hand, for I will make him a great nation."

Genesis 21:18
New Living Translation 
Go to him and comfort him, for I will make a great nation from his descendants."

Genesis 21:18
New Revised Standard 
Come, lift up the boy and hold him fast with your hand, for I will make a great nation of him."

Genesis 21:18
Revised Standard Version 
Arise, lift up the lad, and hold him fast with your hand; for I will make him a great nation."

Genesis 21:18
The Darby Translation 
Arise, take the lad, and hold him in thy hand; for I will make of him a great nation.

Genesis 21:18
The Message 
Up now; go get the boy. Hold him tight. I'm going to make of him a great nation."

مقــالات ســابقــة