من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

ماذا يحدث في مصر؟

ماذا يحدث الان لشعب المسيح في مصر؟
هل تحققت نبؤة اشعياء عن مصر في زمن سابق ام ان هذا هو زمان تحقيقها؟
(ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم)
(اشعياء 19: 22)





(هوذا الاوليات قد اتت والحديثات انا مخبر بها. قبل ان تنبت اعلمكم بها.) (اشعياء 42: 9)


(مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلا رأيي يقوم وافعل كل مسرتي.) (اشعياء 46: 10)

( من ذا الذي يقول فيكون والرب لم يامر.) (مراثي ارميا 3: 37)


(15 ها انهم يجتمعون اجتماعا ليس من عندي. من اجتمع عليك فاليك يسقط. 16 هانذا قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله وانا خلقت المهلك ليخرب 17  كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه. هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب) (اشعياء 45: 115-17)


**********
ماذا يحدث الان في مصر، هياج مصريين مسلمين على مصريين مسيحيين، مشاكل الغلاء في مصر في جميع السلع الغذائية الاساسية، مشاكل الوباء مثل التهاب الكبدئي الوبائي، وانفلوانزا الطيور والخنازير وغيرها، الصراع على مياه النيل بين دول المنبع ودول المصّب، اضطهاد المسيحيين في العراق (بلاد الآشوريين قديما) والربط بينهم وبين مسيحي مصر في تهديدات منظمات القاعدة الاسلامية، اتهامات بأن هناك مؤامرات وتنظيمات خارجية من امريكا واسرائيل لاثارة الفتنة الطائفية في مصر ومحاولة الربط بينهم.
عندما اقرأ كلمة الله الصادقة، ارى ان نبؤة اشعياء التي تتكلم عن كل هذه الامور، تتحقق اليوم، وهذا يعزينا نحن المسيحيون ان الامور لازالت في يد الرب وهو الذي يحقق مشورته وارادته (ن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر.لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما.) (سفر الجامعة 5: 8)، ولهذا نقول بكل ثقة ( فماذا نقول لهذا.ان كان الله معنا فمن علينا) (روميه 8: 31)، افرحوا يا شعب المسيح وتهللوا، لان الرب صادق في وعده (لانه قال لا اهملك ولا اتركك6 حتى اننا نقول واثقين الرب معين لي فلا اخاف.ماذا يصنع بي انسان) (عبرانيين 13: 5-6)، وان كان الرب يسمح بكل هذا فذلك لانه يقصد الخير لشعب المسيح، الرب يفعل هذا ضاربا فشافيا، واقرأ معي بكل التعزية نبؤة اشعياء عن شعب مصر، واخبرني هل تشعر انها تتكلم عن مقدمات ما يحدث الآن، اذا كان هذا صحيحا فان النهاية القريبة هي لخير شعب المسيح.





1 وحي من جهة مصر.هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها. 2 واهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد اخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة. 3 وتهراق روح مصر داخلها وافني مشورتها فيسالون الاوثان والعازفين واصحاب التوابع والعرافين. 4 واغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود 5 وتنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس. 6 وتنتن الانهار وتضعف وتجف سواقي مصر ويتلف القصب والاسل. 7 والرياض على النيل على حافة النيل وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون. 8 والصيادون يئنون وكل الذين يلقون شصا في النيل ينوحون.والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون 9 ويخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحيكون الانسجة البيضاء. 10 وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالاجرة مكتئبي النفس 11 ان رؤساء صوعن اغبياء.حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية.كيف تقولون لفرعون انا ابن حكماء ابن ملوك قدماء. 12 فاين هم حكماؤك فليخبروك ليعرفوا ماذا قضى به رب الجنود على مصر. 13 رؤساء صوعن صاروا اغبياء.رؤساء نوف انخدعوا.واضل مصر وجوه اسباطها. 14 مزج الرب في وسطها روح غي فاضلوا مصر في كل عملها كترنح السكران في قيئه. 15 فلا يكون لمصر عمل يعمله راس او ذنب نخلة او اسلة. 16 في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود التي يهزها عليها 17 وتكون ارض يهوذا رعبا لمصر.كل من تذكرها يرتعب من امام قضاء رب الجنود الذي يقضي به عليها 18 في ذلك اليوم يكون في ارض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان وتحلف لرب الجنود يقال لاحداها مدينة الشمس. 19 في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر وعمود للرب عند تخمها. 20 فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر.لانهم يصرخون الى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم. 21 فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به. 22 ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم 23 في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى اشور فيجيء الاشوريون الى مصر والمصريون الى اشور ويعبد المصريون مع الاشوريين. 24 في ذلك اليوم يكون اسرائيل ثلثا لمصر ولاشور بركة في الارض 25 بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي اشور وميراثي اسرائيل.

ما معنى قول المسيح لبطرس: "اذهب عني يا شيطان"

لماذا قال السيد المسيح لبطرس 
اذهب عني يا شيطان؟
هل هذا اتهام ام مسبة؟
ما معنى "شيطان" في اصل اللغة العبرية؟

كلمة "شيطان" ليست عربية الاصل، هي كلمة منقولة من الاصول العبرية  للكتاب المدقس في العهد القديم أي كتاب اليهود، والذي تم كتابته بلغته الاصلية وهي العبرية، والالتباس الحادث عند قراءة هذه الفقرة يرجع فقط الى عدم معرفة كاملة لمعنى "الشيطان" في اللغة العبرية الاصلية، فالشيطان ليس اسم الملاك الساقط، ولكنه لقب او صفة معناها في قاموس اللغة "المعترض" أو "المقاوم" و هي صفة يمكن ان يوصف بها الانسان المعترض او الملاك الساقط (ابليس المعترض).


بالرغم من ان السيد المسيح تكلم مع "ابليس" وقت التجربة في البرية بعد الصوم اربعين يوما (ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس.) (متى 4: 1) وخاطبه بقوله "اذهب عني يا شيطان" (حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان. لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.) (متى 4: 10)، والمعنى هنا ان السيد المسيح يخاطب "ابليس" لكونه معترضا ومقاوما له فيقول له اذهب عني "يا شيطان".

في نفس السياق والمفهوم نجد ان السيد المسيح كان يتكلم عن حتمية ذهابه الى الصليب وموته وقيامته، الا ان "بطرس" لم يفهم هذا الكلام ولم يستطع ان يقبله "فاعترض" على كلام السيد المسيح وحاول ان "ينتهره" اي يثنيه عن هذا الفكر وهذا الكلام، وكونه "معترضا ومقاوما" للمسيح فقال له "اذهب عني يا شيطان".



(21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب.لا يكون لك هذا.23 فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس)

( 31 وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل. وبعد ثلاثة ايام يقوم. 32 وقال القول علانية. فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره.33 فالتفت وابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان. لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس)

والآن تعالوا نرى الكلمة الاصلية "شيطان" كيف جاءت في النصوص الاصلية العبرية، وكيف ان معناها جاء "المعترض" او "المقاوم" في سياق النص العبري أو حتى في الترجمة العربية.

الكلمة هي :
שָׂטָן
وقد جاءت في عدة مواضع بمفهوم كصفة لبشر عاديين وليس فقط لابليس، تصفهم  "المعترض والمقاوم"، واليك عزيزي القاريء بعض الامثلة للتوضيح وليس للحصر، وكما سترى فان الكلمة الاصلية في النص العبري هي "شيطان" وتعني "عدو في الحرب" او "معترض" او "مقاوم"، وقد جاءت في العهد القديم للاشارة الى انسان معترض او ابليس في موقف المعترض (كما في سفر ايوب 1: 6) (وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان (הַשָּׂטָן)ايضا في وسطهم.)، فقد جاءت الكلمة العبرية نفسها الكلمة موضوع البحث.

المثال الاول:  الكلام عن "داود" عندما كان يعيش وسط الفلسطينيين، وقد رفض رؤسائهم ان يكون معهم هذا "الرجل" في الحرب لعدم ضمان انتمائه لهم، فقد يكون ولائه لبني جلدته من اليهود فيكون لهم "عدو-شيطان- في الحرب" (وسخط عليه رؤساء الفلسطينيين وقال له رؤساء الفلسطينيين ارجع الرجل فيرجع الى موضعه الذي عيّنت له ولا ينزل معنا الى الحرب ولا يكون لنا (לְשָׂטָן בַּמִּלְחָמָה = شيطان بملحمة) عدوا في الحرب. فبماذا يرضي هذا سيده. أليس برؤوس اولئك الرجال.)
(صموئيل الاول 4: 29)


المثال الثاني: "داود" هنا يكلم "بني صروية" وكما نرى فهم بشر عاديون ويسألهم قائلا لماذا تكونوا مقاومين؟ والكلمة في الاصل العبري هنا جائت شيطان (قال داود ما لي ولكم يا بني صروية حتى تكونوا لي اليوم (לְשָׂטָן= شيطان) مقاومين. آليوم يقتل احد في اسرائيل.أفما علمت اني اليوم ملك على اسرائيل.) 


المثال الثالث: كان "سليمان" يتكلم مع "حيرام" ملك صور، ويقول له ان بعد ان استلم الملك بعد ابيه "داود" فان الله قد اراحه ولم تقم حروب مع اي دولة اخرى في عهده، وليس هناك "خصم = جاءت في الاصل العبري= شيطان" واضح ان سليمان يتكلم عن خصومه اي اعدائه من الممالك الاخرى. (والان فقد اراحني الرب الهي من كل الجهات فلا يوجد (שָׂטָן = شيطان) خصم  ولا حادثة شر.) (ملوك الاول 5: 4)

المثال الرابع: عندما بدأ سليمان يعمل الشر في عيني الرب ولم يسر امامه مثل داود ابيه، يقول الكتاب ان الله اقام له "خصما = وجاءت في النص الاصلي= شيطانا" وهو انسان بشر واسمه "هدد الادومي" (واقام الرب خصما (שָׂטָן = شيطان) لسليمان هدد الادومي. كان من نسل الملك في ادوم. ) (ملوك الاول 11: 14)، وايضا خصما آخر اسمه "رزون بن اليداع" (واقام الله له خصما (שָׂטָן = شيطان) آخر رزون بن اليداع الذي هرب من عند سيده هدد عزر ملك صوبة.) (ملوك الاول 11: 23)
المثال الخامس: في رؤيا النبي "زكريا" شاهد "الشيطان" يقف عن يمين يهوع الكاهن العظيم "معترضا"، والنص في اصله العبري واضحا لانه يستخدم نفس الكلمة (شيطان) مرتين "الشيطان ومقاوما" (וַיַּרְאֵנִי אֶת־יְהֹושֻׁעַ הַכֹּהֵן הַגָּדֹול עֹמֵד לִפְנֵי מַלְאַךְ יְהוָה וְהַשָּׂטָן עֹמֵד עַל־יְמִינֹו לְשִׂטְנֹֽו׃) (وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب والشيطان  قائم عن يمينه ليقاومه.) (زكريا 3: 1)  

المثال السادس: وهو مثال حاسم، فهو يتكلم عن "ملاك الرب" الذي ظهر للنبي "بلعام" وهو ذاهب بنية ان يلعن بني اسرائيل، فوقف امامه ملاك الرب "مقاوما" له، وقد جاءت الكلمة الاصلية نفسها "شيطان"، وبالطبع لا يمكن لعاقل ان يقول ان الوحي هنا يتهم "ملاك الرب" بانه "شيطان بمعنى ابليس" ولكن استخدام الكلمة العبرية جاء في محلها تماما، لان "ملاك الرب" هنا يقف "مقاوما" للنبي "بلعام" الذي يريد ان يصنع ما يخالف ارادة الله، فوقف الله "معارضا ومقاوما" لما يريد ان يفعله.
( فحمي غضب الله لانه منطلق ووقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه  (לְשָׂטָן = شيطان) وهو راكب على اتانه وغلاماه معه.) (سفر العدد 22: 22)
(וַיִּֽחַר־אַף אֱלֹהִים כִּֽי־הֹולֵךְ הוּא וַיִּתְיַצֵּב מַלְאַךְ יְהוָה בַּדֶּרֶךְ לְשָׂטָן לֹו וְהוּא רֹכֵב עַל־אֲתֹנֹו וּשְׁנֵי נְעָרָיו עִמֹּֽו׃)(سفر العدد 22: 22)

للمزيد من الامثلة، يمكنك مراجعة هذا الرابط في آخر الصفحة من الاسفل : الكلمة وردت 27 مرة في النص العبري


الخلاصة: في اللغة العبرية الاصل الذي جاء به الكتاب المقدس في العهد القديم، جاءت كلمة "שָׂטָן = شيطان" بمعنى المعترض او المقاوم، وهي كلمة او صفة تقال للانسان او الكائنات الروحية ايضا (ومنها ابليس)، فكل من يقاوم خطة الله او تدبيراته فهو في اللغة "شيطان" وقد كان "ابليس" مقاوما لله -بقصد ووعي كامل- في خطة الخلاص بالفداء الذي يقوم به السيد يسوع المسيح بذهابه الى الصليب، وقد كان "بطرس" ايضا مقاوما لله في ذهاب المسيح الى الصليب بحسب فكره البشري او استحسانه لما يجب ان يفعله او لا يفعله المسيح، وفي هذا قد قام المسيح بتصحيح مفهوم "بطرس" البشري كمعترض على خطة الله للفداء بالصليب.
**********
موضوعات ذات صلة:
وانت متى رجعت، ثبّت أخوتك

يا دعاة الهداية للمسيحيين: أيهما أنفع ؟

عن جريدة العرب القطرية 

http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=152661&issueNo=1025&secId=15

بقلم :شريف عبد الغني 
7- 10- 2010





يا دعاة "هداية المسيحيين": أيهما أنفع "جوزيه" أم "الحضري"؟!

المؤكد أن أحدا سيسألني بعد قراءة العنوان، هل تقصد بالاسم الأول مانويل جوزيه المدرب البرتغالي الشهير، المدير الفني الحالي لفريق اتحاد جدة السعودي، وهل الاسم الثاني هو عصام الحضري حارس مرمى المنتخب المصري لكرة القدم؟ وإجابتي: «نعم إنهما بالفعل». سيعود نفس القارئ ويسألني بعدما ازداد حيرة: وما علاقة جوزيه والحضري بموضوع هداية المسيحيين. وسأجيبه أن العلاقة وطيدة. وقبل أن تقرأ المقال أوضح أن الهدف منه في النهاية -وحتى لا تقوّلني كلاماً لم أقله أو معنى لا أقصده- هو أن مبادئ الأديان كلها واحدة، وهدفها الارتقاء بالسلوك الإنساني، لكن الخطأ يكون في الأشخاص.

خلال المظاهرات الأخيرة في مصر للمسلمين المطالبين بما أسموه إفراج الكنيسة عن زوجة كاهن قيل إنها أسلمت، صرح عدد من الشباب المشاركين فيها أنهم مهتمون «بهداية المسيحيين»، ويطبعون أسطوانات مدمجة عليها مناظرات أحد الدعاة وعدد من القساوسة، ويوزعونها على الزبائن الأقباط الذين يترددون على مقر عملهم. وأغلب الظن أن «دعاة الهداية» لم يفكروا أولاً في هداية أنفسهم وإتقان عملهم، كما لم يخطر ببالهم توزيع أسطوانات تتضمن أعمالا رائعة قام بها مسيحيون للتعلم منهم، وأخرى بها أعمال مخزية قام بها مسلمون حتى نتجنبها.

وقبل فترة ظهر عصام الحضري على شاشة إحدى الفضائيات، وتحدث عن علاقته المتوترة بمانويل جوزيه حينما كان يدربه في النادي الأهلي المصري، وقال: إنه كان يتوعد الرجل البرتغالي إذا التقاه في أي مكان، وأنه استعد لذلك حينما علم أن جوزيه سيحضر إحدى الحفلات «لكنه لم يحضر، وربنا بيحبه إنه غاب عن الحفل» بحسب تعبير الحارس الدولي في إشارة إلى أن جوزيه أفلت مما كان سيلقاه على يديه، ثم استطرد: «لكن أكيد ربنا لا يحبه لأنه مش من ديننا»!!

هكذا مرة واحدة أعلنها فضيلة الشيخ الحضري أن الله لا يحب سوى المسلمين. ولنتخيل أن مشاهدا قبطيا يستمع إلى هذا الكلام السفيه ماذا سيكون رد فعله، خاصة أنه كثيراً ما يمر تحت مسجد مصادفة ويستمع بأذنيه إلى الخطيب وهو يكفّر المسيحيين.
وهنا سأسرد بعضاً من سلوكيات جوزيه لندرك إذا ما كان يستحق محبة الله أم لا. لن أتكلم عن موهبته في الكرة، فلست ناقدا رياضيا، لكن المؤكد أن احتكاره للبطولات المحلية والإفريقية خلال فترة عمله في مصر ووصوله بالأهلي إلى نهائيات كأس العالم للأندية ثلاث مرات وفوزه بالميدالية البرونزية في إحداها، دليل على إتقانه عمله وتفانيه فيه، وهو ما يحث عليه الإسلام وجميع الأديان.

أما جوزيه الإنسان فخذ عندك: أثناء زيارة له لمستشفى سرطان الأطفال بالقاهرة، سأل المدير عما يحتاجونه في المستشفى، فأجابه عن اسم جهاز ضروري يساهم في شفاء المرضى لكنه غالي الثمن. قال المدير الكلمة دون أن ينتظر شيئا، فكثيرون يزورون المستشفى ثم لا يعودون. لكن الرجل فوجئ أن جوزيه رجع من إجازة في بلده البرتغال ومعه الجهاز الذي يبلغ ثمنه 68 ألف يورو. وأصر على عدم إعلان المستشفى عن هذا التبرع، لكن المدير من فرط دهشته وإعجابه بالرجل أشاع الخبر. وكرر جوزيه الأمر نفسه وتبرع بالكثير في برنامج تلفزيوني للإعلامي الشهير محمود سعد. 

وفي هذه النقطة قال عنه محمد أبوتريكة نجم الفريق: إن جوزيه هو من حببه في مساعدة المحتاجين، موضحا أن ثلاثة أرباع راتب الرجل يصرفه على أقاربه، وأن إحدى عماته تعاني الشيخوخة فخصص لها مرافقين لخدمتها. واعتبر أبوتريكة أن ما يفعله جوزيه من إتقان العمل ومساعدة المحتاج يوضح أن أخلاقه إسلامية، فأثارت الكلمة بعض المسيحيين وسألوا النجم الشهير: «ولماذا لا تقول إن جوزيه يعبر عن أخلاق المسيحيين، وهل فعل الخير يقتصر على المسلمين وحدهم». ولأن أبوتريكة ليس أحمق التفكير فقد أيقن خطأه حتى وإن كان غير مقصود، واعتذر عن كلمته، بل وزار الكنيسة وقضى وقتا مع القساوسة والأطفال.

موقف آخر ذكره أبوتريكة عن جوزيه، بقوله: «هذا الإنسان الطيب أكبر ألف مرة من جوزيه المدرب الأسطوري، ومواقفه الخيرية كثيرة ورائعة بل ومفاجئة لنا. وذات مرة كنت معه أنا ومحمد بركات، وخلال وقوفنا في إشارة المرور لاحظ وجود سيدة فقيرة في ركن الشارع وحولها عدد من الأطفال الصغار الذين يرتدون ملابس بالية.. وإذا به يفتح باب السيارة ويتجه إليها ويمنحها مبلغا كبيرا جدا من المال ولعله الأكبر في تاريخها.. وانهالت عليه الدعوات الصادقة من تلك المرأة.. وتعرضنا للعنات الكثيرين من ركاب السيارات الواقفة والمحجوزة خلفنا في إشارة المرور حتى عاد جوزيه من رحلته الخيرية القصيرة.. ونظرت إلى بركات قائلاً: عرفت ليه يا بركات.. ربنا بيكسّب هذا الرجل».

وبعد وفاة ثابت البطل، حارس مرمى مصر السابق ومدير الكرة بالأهلي، أقامت إدارة النادي مباراة يخصص دخلها لأسرة البطل، وقتها تبرع جوزيه للمباراة بعشرة آلاف دولار، وهو ما لم يفعله أحد من النجوم زملاء الراحل لسنوات طويلة. وعندما توفي محمد عبدالوهاب لاعب الفريق كان جوزيه في البرتغال، ولما عاد عبر عن حزنه الشديد وذهب فوراً إلى أسرة اللاعب في الفيوم البعيدة عن القاهرة لتعزيتهم، في لمحة رائعة تؤكد احترامه لمشاعر وتقاليد المصريين، رغم ما يقال عن جمود الأوروبيين وعقلانيتهم الشديدة تجاه الموت، لكن ما فعله الرجل على الهواء في التلفزيون بعد مرور نحو عامين على وفاة عبدالوهاب يفوق الخيال، كان ضيفا على أحد البرامج، وتلقى اتصالا من خال اللاعب يشكره فيه على سؤاله عن أسرة الفقيد، فبكى جوزيه وقال لمقدم البرنامج وعيناه تذرف الدموع: إنه عندما أخبره مترجمه بخبر وفاة عبدالوهاب، كان يتمنى (الموت) بدلاً من اللاعب الشاب، وأضاف أيضاً: «لديّ صورة كبيرة له في منزلي بالتحديد في غرفتي وهو يحمل كأس دوري أبطال إفريقيا 2005، وعندما أرى صورته وقت أي مباراة داخل الاستاد لا أحتمل وأتأثر كثيراً، وأتمنى أن يتذكره الجميع بالخير». وأمام هذه المشاعر الجياشة قال خال اللاعب الراحل: «إنني حقاً أشعر أن جوزيه دافئ أكثر من الشعب الشرقي بأكمله».

في المقابل فإن الحضري الذي لا يستحق «أسطوانات الهداية» باعتباره ليس من فسطاط المسيحيين، ترك النادي الأهلي الذي يرتبط معه بعقد رسمي يحصل بمقتضاه على ملايين الجنيهات، وراح يشكو النادي في «الفيفا» -بناء على نصيحة وقتها من نادي سيون السويسري- بزعم اضطهاده تحقيقا لمصلحته الشخصية.

أليس ما فعله الحارس الشهير خيانة للعهود التي تحثنا كل الأديان والمبادئ الإنسانية على احترامها. أوَليس ظهوره في حفل يتمايل مع إحدى الراقصات يستحق أن ندعو له بالهداية، أوَليس «تحزيم» نفسه بعلم مصر ورقصه به أثناء تكريم المنتخب المصري في دبي أمراً خارجاً عن كل عُرف وإحساس بقيمة علم بلده؟

ويا أيها السادة دعاة الفتنة والهداية، أكرر السؤال: أيهما أنفع «جوزيه» أم «الحضري»؟!



**********
المصدر:

لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود


 لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود


انتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس

قال السيد يسوع المسيح عن نفسه (انا هو نور العالم) (يوحنا 8: 12)، (مادمت في العالم فانا نور العالم) (يوحنا 9: 5)

قال ايضا:
(14 انتم نور العالم. لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. 15 ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السموات) (متى 5: 14-16)


يقول "ف.ب. ماير" في تفسير سفر زكريا، وتعريب القمص "مرقس داود":
(نعم أيها الحبيب، قد لا نكون سوى فتائل، ليست فينا أية قوة، قد ندخن ونتفحم ونحترق، لا يحس بنا أحد وسط شعلة النار التي نحملها، لاننا اجرا ولا شكورا، قد نكون مشاقة خشنة لكن لنتشبع بالزيت من ملء يسوع المسيح، لنثبت فيه لنتعمق في بئر مصادره، وهكذا تنطبع على حياتنا صورته المجيدة فتضيء للآخرين.)


ثم راح يتأمل  في حوار خيالي بينه وبين المصباح الذي كان يقرأه بجانبه فراح يقول:
(دفعتني هذه التأملات الى مناجاة فتيلة مصباحي يوما ما، لقد خدمت مصالحي زمنا طويلا،  ظلت تخدمني في صمت وانا اقرأ بجانبها، وقد أحسست بالخجل لانني لم احس بخدمتها الوديعة، فقلت لها :

الكاتب - انني اقدم لك الشكر من اجل الخدمة الطويلة.
الفتيلة - وماذا قدمت لك ؟
الكاتب - لقد قدمت أنت الىّ النور لأقرأ.
الفتيلة - هذا غير صحيح فليس لدي نور لاقدمه، والدليل على هذا انك ان انتزعتني من خزان الزيت ترى كيف انطفيء بسرعة.  وللحال تتباعد عني كما عن مشاقة مدخنة، لست انا الذي اشتعل بل الزيت الذي اتشبع به، هذا هو الذي يضيء لك، اما انا فكل مهمتي ان اتوسط بين الزيت في الخزان وبين النار المشتعلة في طرفي، تأمل في هذا الطرف الاسود، انه يفني ببطء لكن النور يضيء بصفة مستمرة.

الكاتب - الا تخشين من ان تتلاشيء، انه لم يبق الا بوصات قليلة هل تستطيعن ان تضيء الى ان تحترق وتفني كل بوصة؟

الفتيلة - انا لا اخاف طالما كان الزيت باقيا، وطالما كانت هناك يد رحيمة تزيل عني من وقت لآخر الطرف الذي قد تفحم وتشذبني وتهيء للنار طرفا جديدا، هذه هي حاجتي المزدوجة: الزيت والتشذيب، ان وفرت لي هذين فانني مستعدة أن اضيء الى النهاية.

الكاتب - فقلت اذ تنحيت عنها، اشكرك ايها المعلم الكريم، لقد بعثت فيّ روح الشجاعة والاقدام، سوف اتعلم المثابرة انا ايضا طالما كنت ثابتا في ذاك الذي ادخر فيه الله كل مصادر الروح التي لا تنضب، وطالما كانت اليد الالهية الرحيمة تستخدم مقص الفتائل الذهبي برقة لتنقيتي، فأثمر مخترقة الى مفاصل النفس ولاروح لكي ادخل راحته (عبرانيين 4: 12).

(يظن البعض أنهم يستطيعون ان يختزنوا كمية وفيرة من النعمة في عشية وضحاها، ولكن هذا لا يتفق مع درس الفتيلة، فانها لا تختزن شيئا، وليس لها مخازن، انها مفلسة بصفة مستمرة، لكنها تستمد  الزيت من المخزن بصفة مستمرة ايضا، وهكذا ينبغي نحن ان نعيش، فنقدم كل ما عندنا في كل لحظة دون ان نشك في مصادر النعمة في المستقبل، تحمل الألم في هذه اللحطة واثقا أن هنالك في يسوع صبرا كافيا للحظة القادمة.  تمم خدمتك المسيحية بنشاط كامل كأن كل خدمة هي خدمتك الأخيرة.  ان مصادر الله لا تنضب، وعملك لا يتوقف على قدرتك او قوتك بل على روحه) (زكريا 4: 6) 

(اني  كلما فكرت في العلاقة بين الفتيلة ومصادر الزيتونة التي لا تنضب وجدت في ذلك رمزا نفيسا للعلاقة التي بيني وبين ربي، في كل ساعة يتصاعد الزيت فوق الفتيلة الى اللهب، وهكذا تجتاز نعمة الرب المقام - دون ان نشعر بها - عن طريق ايماننا الى الحياة الجميلة المنيرة المشتعلة بالنار مع الله، آه يا نار الله، انك سوف تشتعلين فينا بصفة مستمرة، وسوف تكون نفوسنا شموعا لك، لاننا قد تعلمنا ان نتأيد بالقوة بروحه في الانسان الباطن ليحل المسيح بالايمان في قلوبنا (افسس 3: 16- 17)

يجب ان نتوقع ان يستخدم المسيح مقصه الذهبي فعلينا ان لا نحجم عنه، عندما يبدو انه يضحي بجزء جوهري من طبيعتنا فانه انما يقص الجزء الذي قد تخرب واسود وتفحم، ثق فيه، ان ذلك الجزء الذي قصه كان يدخن ويتلف شهادة باقي الاجزاء، كان خيرا له ان يقص، ولنتيقن انه لا يستعمل الا المقص الذهبي، الا نثق في اليد الممسكة به؟ انها تكمل آثار مسامير الجلجثة. 

واحذر ايضا من ان تسد انابيب الطاعة الذهبية، الطالة له كملك والثقة فيه ككاهن، لئلا يتوقف مرور الزيت الذهبي، انها قد تسد سريعا بسبب الاهمال او عدم الالتفات او عدم الاستعمال. 

(لا تقلق بسبب بطء تقدمك في حياتك نحو الكمال المسيحي، هذا هو يوم الامور الصغيرة، يوم وضع حجر الاساس لا وضع حجر القمة، يوم اختبار خيط البناء لا يوم هتاف اكتمال البناء، لكن تشجع فان سبع اعين الله على العالم وعلى العمل، انها تجول في الارض كلها، لكنها تستقر مستريحة في تقدم عمله، انه سوف يكمل ما تهتم انت به ولن يترك عمل يديه.)


تعليق كاتب هذه السطور بالمدونة، عندما قرأت هذا التأمل تذكرت قول الرب يسوع:

(1 انا الكرمة الحقيقية وابي الكرام.2 كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه. وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر. 3 انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. 4 اثبتوا في وانا فيكم. كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في. 5 انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير. لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.) (يوحنا 15: 1-5)

**********
موضوعات ذات صلة :
لماذا يسمح الله بالألم

ما لابد أن يكون عن قريب

ما لابد ان يكون عن قريب(1)

**********
(1 هوذا يوم للرب ياتي فيقسم سلبك في وسطك. 2 واجمع كل الامم على اورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج نصف المدينة الى السبي وبقية الشعب لا تقطع من المدينة 3 فيخرج الرب ويحارب تلك الامم كما في يوم حربه يوم القتال. 4 وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام اورشليم من الشرق فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب واديا عظيما جدا وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب 5 وتهربون في جواء جبالي لان جواء الجبال يصل الى اصل وتهربون كما هربتم من الزلزلة في ايام عزيا ملك يهوذا وياتي الرب الهي وجميع القديسين معك 6 ويكون في ذلك اليوم انه لا يكون نور.الدراري تنقبض. 7 ويكون يوم واحد معروف للرب.لا نهار ولا ليل بل يحدث انه في وقت المساء يكون نور. 8 ويكون في ذلك اليوم ان مياها حية تخرج من اورشليم نصفها الى البحر الشرقي ونصفها الى البحر الغربي.في الصيف وفي الخريف تكون. 9 ويكون الرب ملكا على كل الارض.في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده.) (زكريا 14: 1- 9)

من المستحيل ان نعتقد بأن هذه النبؤة السامية العجيبة قد تمت فعلا. فانه لا يوحد في رواية المكابيين ولا في سقوط اروشليم عيى يد تيطس ما يدل على اتمامها.  ففي أي عصر اجتمعت الامم على اورشليم للمحاربة (عدد 2)؟ ومتى انشق جبل الزيتون من وسطه ليهرب المحاصرون (عدد 4 و 5)؟ وأي يوم انبثق من المشرق وتمم الوصف الوارد في (عدد 6 و 7) ؟ وفي أي عصر من تاريخ اليهود جمعوا غنيمة أعدائهم في الحرب ظهبا وفضة وملابس كثيرة جدا (عدد 14)؟ طبيعي انه من الممكن تفسير كل هذه الحوادث تفسيرا رمزيا روحيا لكن الاتجاه نحو هذه الناحية من التفسير معناه الانتقاض من قوة وقيمة النبوة في الكتاب المقدس، فان كانت النبؤات المتعلقة بمجيء ربنا في اتضاعه قد تمت حرفيا فلماذا نفترض أن النبؤات المتعلقة بمجيئه الثاني بمجد عظيم تعتبر رموزا واستعارات؟ يقينا أن اتمام النبؤات التي لا تزال منتظرة اتمامها عندما تبني أورشليم الجديدة فان كل خط رسمه المهندس الاعظم في خريطتها سوف يتم كما أعلن لهذا النبي.

ونحن اذ نتتبع دقائق الصور التي رسمها النبي ندرك أنه سوف يأتي وقت تجتمع فيه أمم العالم - ويمكن تفسيرها بمجموعة الدول الأوربية - على أورشليم في الحرب، تلك المدينة التي سوف يمتلكها اليهود في عدم ايمان، ونحن لا نشك في أن زكريا يتنبأ عن الحوادث التي وصفها حزقيال ( في السنين الاخيرة تأتي الى الارض المستردة من السيف المجموعة من شعوب كثيرة على جبال اسرائيل ... لسلب السلب ولعنم الغنيمة ) ( حزقيال 38 و 39

سوف ينجح العزو في بداية الامر نجاحا تاما (وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ.) (عدد 2)، تفتح أبواب جهنم ولا يمكن كبح جماح الجنود المفترسين، وبعد ذلك يظهر الرب لشعبه كما ظهر لذلك اليهودي الاصيل في الطريق الى دمشق. (فيخرج الرب ويحارب تلك الامم كما في يوم حربه يوم القتال) (عدد 3)، يقول يوحنا مشيرا الى نفس الحدث (هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الارض) (رؤيا 1: 7) ، وقال حزقيال مصورا نفس الحدث تصويرا واضحا رائعا ( ويكون في ذلك اليوم يوم مجيء جوج على أرض اسرائيل يقول السيد الرب أن غضبي يصعد في أنفي ... واعاقبه بالوباء وبالدم وأمطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه مطرا جارفا وحجارة برد عظيمة ونارا وكبريتا. فاتعظم وأتقدس واعرف في عيون أمم كثيرة ) (حزقيال 38: 18-23)
  
ولا مجال للشك قطعا في انه في ذلك الوقت سيظهر عيانا ذلك المخلص الذي رفضوه، سوق تقف قدماه في تلك الاماكن التي وقفتا فيه اذ كان هنا بالجسد (وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق. ويأتي الرب الهي وجميع القديسين معك) (زكريا 14: 4- 5)، وبتعبير آخر سوف يتم حرفيا وبكيفية مجيدة ذلك التأكيد الذي أكده الرجلان اللذان وقفا بجانب الرسل على جبل الزيتون وكانا لابسين لباسا ابيض (ايها الرجال الجليليون مابالكم واقفين تنظرون الىا السماء. ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء) (اعمال 1: 11)،   (ويقال في ذلك اليوم هوذا هذا الهنا انتظرناه فخلصنا. هذا هو الرب انتظرناه . نبتهج ونفرح بخلاصه. لان يد الرب تستقر على هذا الجبل ويداس موآب في مكانه كما يداس التبن في ماء المزبلة) (اشعياء 25: 9-10).

لما كان أخوة يوسف في اشج حالات الضيق عرّفهم بنفسه، وعندما يصبح اليهود في اشد حالات الضيق يصرخون لطلب المعونة والخلاص من ذاك الذي رفضوه، وذلك المنظر الرائع مثل في أرض الاهرامات سوف يعاد تمثيله بكل اشجانه عندما يقول ذلك الاخ  الذي طال رفضه لاخوته حسب الجسد : أنا يسوع اخوكم الذي بعتموه الى بيلاطس، والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لانكم سلمتموني للصلب، لانه لاستبقاء بقية في الارض أرسلني الله قدامكم ولاصنع لكم خلاصا عظيما (تكوين 45: 1-15).

عندما تتم هذه المصالحة النهائية، وعندما تمحي زكريات الماضي الآليم لدى التحيات المتبادلة والعناق المتبادل،  عندما يتحقق الشعب المختار من شخصية مخلصهم العظيم، فانه يتعهد بخلاصهم وربما يتحققون من شخصيته في عملية الانقاذ، وينشق الجبل ليفسح الطريق للنجاة كما انشق البحر قديما (عدد 4 و5)، وفي ذلك اليوم الخالد (يوم معروف للرب . لانهار ، ولا ليل) عندما يختلط البرد والصقيع بويلات الزلزلة (عدد 5 - 7)، عندما  تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم ، عندما تقترن الازمة بالتقلصات الجوية الكونية التي تعطي علامة على اشتداد الضيق كمخاض الولادة بمناسبة ولادة عصر جديد، فان الله يفني النقاب الذي على وجه كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الامم، ويبلغ الموت الى الابد ، ويمسح الرب الدموع عن كل الوجوه، ويزيل عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم (اشعياء 25: 7-8)، يالروعة كلمات النبي (يحدث أنه في وقت المساء يكون نور) (عدد 7)، كانت أيام اسرائيل في تاريخهم الماضي طويلة وعاصفة، كانت السحب القاتمة جاثمة فوق سماء حياتهم كأمة تقذف من جبل الى جبل  رعودا وأمطارا وطوفانات،  لكن هناك فعلا شعاعة صغيرة من النور، وهه سوف تزداد يوما فيوما حتى تزيل الظلمة الجاثمة، سوف تشرق الشمس فتغطي كل الآرض بالدفء والنور ، وفي وقت المساء يكون نور. 

لانستطيع الجزم ان كنا سنعيش حتى نرى ذلك المساء، لكننا نرى في هذه السنوات الاخيرة علامات كثيرة تدل على أننا نقترب من تلك اللحظات في تاريخ الجنس البشري التي يصح تسميتها محور الازمنة،  فان اليأس الخانق الجاثم على بعض النفوس النبيلة، والتمادي في الملذات، وانحدار الامبراطورية من ذهب حكم الفرد الى حديد وخزف حكم الشعوب، وتحطيم قيود الاسرة المعيب وانحلال الربط العائيلة، والكراهية المرة للشعب اليهودي الظاهرة في كراهية الجنس السامي التي اجتاحت معظم الشعوب الاوربية، والنهضة القائمة بين اليهود أنفسهم المعروفة بالصهيونية التي يحاولون بها احتلال ارض ابائهم، كل هذه تعلن قرب اتمام هذه الكلمات، ويبدو  عندما ندرس اليهود التاريخ المقارن اننا على الارجح جدا نترقب المناظر الاولى للرواية التي تنتهي بمصالحة اليهود مع مسيحهم.

وتدل احصائيات اكبر علماء النبؤات ايضا على أننا نقترب من الوقت الذي فيه تنتهي أزمنة الامم، والذي فيه يعود الشعب المختار لامتيازه السابق الذي كان يقف فيه كممثل الله امام العالم، (فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب. 33 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. ... اسهروا اذا لانكم لا تعلم في اية ساعة يأتي ربكم) (متى 24: 32- 42).

واضح أن ارض اليهود مقدر لها ان تجوز تغييرات جوهرية تبدأ من وقت تدّخل الرب من اجلهم ، فخروج المياة الحية شرقا وغربا (عدد 8) وانخفاض المملكة المحيطة بها الى مستوى العربة من جبع شاول في الشمال الى مون في الجنوب وارتفاع أورشليم كأنها قد ارتفعت الى مستوى هضبة من الهضاب (عدد 10) وزوال اللعنة (عدد 11) هذه يصح بطبيعة الحال تطبيقها رمزيا، ولكن لعل تأثيرا بركانيا (وهو الذي أشير اليه في الآية الخامسة) سيحدث تغييرات جوهرية في وجه الارض الحالية.

وقد أكد الكتاب جدا بأن اليهود سيتم لهم النصر الكامل في ذلك النضال الأخير، فمن رؤية حزقيال عن نفس الحادث نتعلم أن سكان مدن اسرائيل يحرقون اسلحة اعدائهم فلا يحتاجون الى حطب من الوعور للوقود، وانه سيفرز بعض الاضخاص لعلمية دفن الموتى الكثيرين (حزقيال 39: 8-16)، وقيل هنا ايضا انه عندما تحارب يهوذا في اورشليم (زكريا 14: 14)، فان الرب سيضرب جنود العدو بوبأ شديد يفنون بسببه، وانه ستكون هنالك غنائم كثيرة، ذهب وفضة وملابس كثيرة جدا.

وهذا بلا شك هو المنظر الذي وصفه الرسول الحبيب بعبارته الرائعة وبلاغته القوية:
(11 ثم رايت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب. 12 وعيناه كلهيب نار وعلى راسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو. 13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله. 14 والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا 15 ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء. 16 وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الارباب   17 ورايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم 18 لكي تاكلي لحوم ملوك ولحوم قواد ولحوم اقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها ولحوم الكل حرا وعبدا صغيرا وكبيرا)

وهكذا سيخلص جميع اسرائيل، (فيزول حسد افرايم ، افرايم لا يحسد يهوذا ويهوذا لا يضايق افرايم) (اشعياء 11: 13)، (وجبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال وتجري اليه كل الامم) (اشعياء 2: 2) (وتقوم المدينة المقدسة وتستنير لان نورها قد جاء ومجد الرب أشرق عليها (اشعياء 60: 1-2) وتتم بكيفية مجيدة كل كلمات اشعياء الرائعة الواردة في الاصحاح الستين
هوذا قد نادي الرب الى اقصاء الارض على يد انبياء كثيرين سيما على يد عبده زكريا (قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك آت) (اشعياء 62: 11)

*************
(1) 
هذا هو نفس عنوان الباب الرابع عشر من كتاب (نبي الرجاء) من تأليف "ف.ب. ماير" وتعريب القمص "مرقس داود"، ويتحدث عن النبؤة التي وردت في سفر زكريا الاصحاح الرابع عشر، انقل اليكم ماجاء في الكتاب بدون اضافة او  نقصان، جدير بالذكر ان المؤلف الاصلي سجل كتابه في اوائل القرن العشرين، قبل قيام دولة اسرائيل، وفي وقت كانت فيه كل الدول الاوربية تمتليء بالكراهية والاضطهاد ضد الشعب اليهودي، وجاء تحليل الكاتب وتفسيره لكل نبؤات سفر زكريا مطابقا لما حدث بعد ذلك بحوالي خمسين عاما، من قيام دولة اسرائيل ورجوع الشعب اليهودي الى ارض اورشليم، ولذلك فكرت ان اكتب اشارككم في قراءة ما لابد ان يكون عن قريب ايضا في تتميم نبؤة الكتاب المقدس الصادقة والتي يبدو لكل مراقب للاحداث انها على وشك التحقيق قريبا.
اقرأ ايضا سفر يوئيل الاصحاح الثاني

الانبياء الكذبة

كيف نعرف الانبياء الكذبة؟
هل هناك علامة او صفة مميزة لهم؟
اجابة هذا السؤال بسيطة ومباشرة في الكتاب المقدس بتعليم السيد المسيح نفسه وتلاميذه، ولا تحتاج الى اي جهد  لاستنباط او اكتشاف هوية الانبياء الكذبة.
واليك الخطوات التي تكشف بها الانبياء الكذبة وتتعرف عليهم.

**********

الخطوة الاولى : التحذير من حقيقة قيام انبياء كذبة، قال السيد المسيح محذرنا من علامات نهاية الايام، وقبل مجيئه الثاني: 
(ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين.) (متى 24: 11)
(لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا.)(متى 24: 24)
واضح ان الانبياء الكذبة كثيرون، وسيضلون كثيرون حتى انهم يحاولون تضليل وخداع المؤمنين المختارين ايضا، وحتى وان قام الانبياء بمعجزات وعلامات وآيات، فهذا ايضا قد اخبرنا به المسيح مسبقا لكي نكون مستعدين، وكما اخبرنا الوحي الصادق  على لسان تلاميذ ورسل المسيح ( 8 ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما. 9 كما سبقنا فقلنا اقول الان ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما.(غلاطية 1: 8-9)، وكما اخبرنا الوحي فان هذا يفسر لنا بالطبع مزاعم بعض الانبياء  انه جائهم كائن روحاني او ملاك من السماء ليملي عليهم رسالة تختلف وتتناقض مع كلام كل تلاميذ ورسل المسيح.

**********
الخطوة الثانية: تحذير من اسلوبهم في الدعوة ويجب المقارنة بين اقوالهم وافعالهم.
(15 احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.16 من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. 17 هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة.واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية. 18 لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. 19 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. 20 فاذا من ثمارهم تعرفونهم) (متى 7: 15 - 20)
**********

الخطوة الثالثة: لم يرسل الله انبياء وامرهم بالقتل، هؤلاء انبياء الشيطان.
(43 لماذا لا تفهمون كلامي. لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي.44 انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب. 45 واما انا فلاني اقول الحق لستم تؤمنون بي. 46 من منكم يبكتني على خطية. فان كنت اقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي. 47 الذي من الله يسمع كلام الله لذلك انتم لستم تسمعون لانكم لستم من الله) (يوحنا 8: 43 - 47)

**********

الخطوة الرابعة: كل نبي لا يعترف ان المسيح هو الازلي الذي جاء في الجسد فهو نبي كاذب.
(1 ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم. 2 بهذا تعرفون روح الله. كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله. 3 وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه ياتي والان هو في العالم.) (يوحنا الاولى 4: 1 - 3)

(18 ايها الاولاد هي الساعة الاخيرة. وكما سمعتم ان ضد المسيح ياتي قد صار الان اضداد للمسيح كثيرون.من هنا نعلم انها الساعة الاخيرة 19 منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا لانهم لو كانوا منا لبقوا معنا لكن ليظهروا انهم ليسوا جميعهم منا. 20 واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء. 21 لم اكتب اليكم لانكم لستم تعلمون الحق بل لانكم تعلمونه وان كل كذب ليس من الحق.22  من هو الكذاب الا الذي ينكر ان يسوع هو المسيح. هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الاب والابن. 23 كل من ينكر الابن ليس له الاب ايضا ومن يعترف بالابن فله الاب ايضا) (يوحنا الاولى 2: 18-23)


توضيح: لا مجال لاساءة فهم المعنى الواضح الذي يقوله الرسول يوحنا بالقول (ان المسيح جاء في الجسد) فالمعنى واضح من كلام الرسول يوحنا نفسه، ومن بداية كلامه في بشارته اذ يقول عن الله الازلي الذي جاء في الجسد:

(في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. ...  والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا.) (يوحنا 1: 1 و 14)
هذا هو الخط الواضح والمتصل بين ماجاء في بشارته وفي رسالته ايضا ، اذ يكتب في افتتاحية رسالته قائلا:
(
1 الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة. 2 فان الحياة اظهرت وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا.3 الذي رايناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم ايضا شركة معنا.واما شركتنا نحن فهي مع الاب ومع ابنه يسوع المسيح. 4 ونكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا)



مصير النبي الكذاب، يذكره سفر الرؤيا بأنه سيلقى في بحيرة النار واتباعه سوف يتم الانتهاء منهم بواسطة سيف الكلمة الخارج من فم الجالس على الفرس:
(9 ورايت الوحش وملوك الارض واجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس ومع جنده.20 فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت. 21 والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم) (الرؤيا 19: 19-21)

وسوف يكون عذابه الى ابد الابدين جنبا الى جنب مع ابليس:
(وابليس الذي كان يضلّهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين) (الرؤيا 20: 10)


**********
والآن، اترك الحقائق امام ذكاء القاريء لاستنباط كيفية الكشف على الانبياء الكذبة، وكيف انهم بالفعل انتشروا واشاعوا اكاذيبهم في انكار الله الاب والابن الازلي الذي جاء الى العالم في الجسد، يسوع المسيح؟  فهل تريد ان تتبع نبيا كاذبا؟ ام تريد ان تتبع الحق ولا شيء سوى الحق؟ 
**********
 على الهامش:
كان ليّ صديق مسلم دائما ما يقول لي: "انت مسيحي، اليس كذلك؟ فلماذا لا تعتنق الاسلام وتصبح مسلما؟" كان صديقي يرى ان التدرج الطبيعي هو ان اليهودي  الملتزم والذي يصدق التوراة، يجب ان يكون مسيحيا، وبالتبعية فأن المسيحي الملتزم والذي يصدق الانجيل ينبغي ان يكون مسلما.


هذه المعادلة غير سليمة وفي الواقع الامر هي سقيمة من عدة اوجه، الخصها فيما يلي:

اولا: اليهودي والمسيحي لديهم نفس الكتاب المقدس بنفس الاسفار وبنفس الكلام  بلا زيادة او نقصان (العهد القديم بالنسبة للمسيحيين هو نفس الكتاب اليهودي)، فالمسيحي اذا يعترف بكتاب اليهود بانه كتاب سليم تماما لم تناله يد التحريف، واليهودي في المقابل يعترف للمسيحي ان كتاب العهد القديم هو نفسه متطابق تماما مع ما بين يديه.

بينما المسلم لا يعترف بالكتب السابقة له الموجودة بين ايدي اليهود او المسيحيين، ويتهمم بالتحريف والتبديل، المسلم يعتقد فقط (نظريا) الايمان بالكتب السابقة له، ولكن عند التطبيق الحقيقي فهو لا يقرّ بهذا الاعتراف ويتهم الكتب بانها مغايرة للحقيقة بدون دليل او برهان، ولذلك فهو يمسك بكتاب القرآن منفردا لا يضع فيه  العهد  القديم (الكتب الذي مع اليهودي) او العهد الجديد (الكتاب المسيحي) كما يفعل المسيحي بالكتاب الذي مع اليهودي.


ثانيا: اليهودي يؤمن بكتاب يحتوي على نبؤات تختص بالمسيح المنتظر، المسيحي يؤمن بنفس الكتاب ونفس النبؤات، الاختلاف الوحيد ان المسيحي يؤمن ان يسوع هو المسيح واليهودي لا زال ينتظر مسيحا بحسب فهمه وتفسيره للنبؤات، وهذا جدال داخلي بين اليهود والمسيحيين في تفسير النبؤات، فالنبؤات تتكلم عن المسيح المنتظر والمسيح المتألم، وفسروها على ان هناك مسيحان او ان المسيح الآتي سوف يكون المسيح المنتصر وسوف يتألم في الحرب الاخيرة على اليهود ويموت ثم يقوم ثانية، المسيحي يؤمن ان النبؤات تختص بمسيح واحد هو المتألم والمنتصر، وان يسوع هو المسيح المتألم في مجيئه الاول والمنتصر في مجيئه الثاني. وعلى هذا فكل من اليهود والمسيحيين موضوع ايمانهم واحد وهو المسيح المحقق للنبؤات، والذي يحذر تماما من اي مزاعم للنبؤة بعد تحقيق المسيح للنبؤات، فهؤلاء هم الانبياء الكذبة او ضد المسيح بحسب التعبير الكتابي.

اما المسلم في الناحية الاخرى، فيعتقد ان المسيح تنبأ عن نبيا يأتي من بعده اسمه احمد، ويعتقد ان هذه النبؤات تم حذفها من الانجيل بواسطة المسيحيين !! وهي مزاعم تجافي الحقائق الروحية بالدلائل ثابتة القطع من النص الداخلي للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وتجافي ايضا الحقائق التاريخية التي لم يتهم فيها اليهود او الوثنيين المراقبين بعين الصقر لذلك الكيان المسيحي الذي يتنامي ويكبر عبر العصور وينتظرون لهم غلطة واحدة لكي يهدموا بها هذا الكيان المسيحي الشامخ والمنتصر بمسيحه.


ثالثا: اليهودي عندما يصبح مسيحيا (اي يؤمن بان يسوع هو المسيح) فهو لا يغير مذهبه او عقيدته بل على العكس هو يكملها ويستمر فيها، حيث ان السيد يسوع المسيح كان يهوديا (جاء من سبط يهوذا اليهودي) وعاش معلمّا يهوديا واثبت بالاقوال والافعال انه المسيح الذي يحقق النبؤات، اذا فاليهودي يعيش ايمانه الصحيح ويستمر في الاحتفاظ بكتابه (العهد القديم) ويضيف اليه بفخر واعتزاز كتاب (العهد الجديد) الذي بيد اتباع يسوع المسيح سواء كانوا من خلفيات يهودية او امميه (اي من غير اليهود). 

على الجانب الاخر المسيحي لكي يصبح مسلما، فهو يترك الخط الواضح والطريق الى الله بحسب اعلان الكتاب المقدس، وعليه ان يجحد ويترك الكتب السابقة ويتهمها بالتحريف لكي يؤمن بالقرآن الذي لم يستطع ان يجد له شرعية حقيقية من الكتب السابقة له، وهذا كان هو السبب الرئيس والاول بل الوحيد في اتهام المسيحين واليهود معا بتحريف او تغيير الكتابين!؟


فقط ادعوك كمسلم اوقاريء محايد عاقل ان تفكر في هذا الاتهام وتتدبر صحته ومعقوليته، هل يتفق (كل) اليهود و (كل) المسيحيين على تحريف وتغيير كتابهم الذي يصدقون انه من عند الله ليضمن لهم الخلاص والنجاة والحياة الابدية السعيدة مع الله؟ وما هوالمكسب من وراء هذا التغيير والتدبيل؟ هل هناك مكسب ديني او دنيوي في الدنيا او في الآخرة من هذا الفعل الاحمق؟ ألم يكن هناك فئة ولو قليلة احتفظت بايمانها القويم والسليم ورفضت الاشتراك في هذا العمل سواء من الفريق اليهودي ليفضح ما فعله المسيحيون او من الفريق المسيحي ليفضح ما فعله اليهود وكلا منهما ينظر الى الآخر ويراقب افعاله بخصوص تطبيق ايمانه بالمكتوب الذي لديه؟

ان الشواهد والحقائق تؤكد ان كل انحراف او انفصال عن الخط الذي اتفقت عليه جماعة اليهود او جماعة المسيحيين لم يكن من بينها اتهام بتغيير المكتوب، قد يختلف التفسير او التأويل، فحتى بعض المنشقين عن الايمان المسيحي راحوا يفسرون الكتاب بأن السيد المسيح له طبيعة بشرية فقط بدون الطبيعة الالهية فينسبون له كونه نبيا فقط، ولكنهم رغم هذا الانحراف لم يقولوا ان هناك نبؤات عن نبيا يأتي بعد المسيح، حتى وان كانوا يؤمنون بالفعل بانبيائهم الخاصين لهم (مثل اتباع شهود يهوه او اتباع المورمون)، فحتى انفصالهم عن المسيحية والمسيحيين بهذا القدر وبهذه الصورة الا انها لم ترقى الى اتهام التغيير او الاعتراف بوجود نبؤات عن "احمد" (اسم نبي الاسلام) او اسم (نبي شهود يهوه)، او اسم (نبي المورمون).

رابعا: بحسب وجهة نظر صديقي، فأن اليهودي الملتزم والمؤمن بكتابه  يجب ان يكون مسيحيا، وفي الحقيقة فأن هناك كثيرين من اليهود الذين آمنوا بأن يسوع هو المسيح المنتظر محققا النبؤات، وشبكة الانترنت مليئة بمواقعهم، فهو يمارسون ايمانهم ويتحدثون عنه بكل امن واطمئنان الى حياتهم، فليس هناك اي تهديد لحياتهم،  كما اننا نعترف بأن هناك من الذين يتسمون باسماء مسيحية يعلنون اسلامهم لتحقيق اهداف دنيونية مثل تعداد الزواجات او الحصول على مكاسب مادية وعينيه، وهم ايضا يعيشون في امان على حياتهم فالمسيحيون ليس لديهم حد القتل لمن يغير دينه، ولكننا في المقابل لم نسمع عن مسيحيا ارتد ليكون يهوديا، ولكننا نرى الكثيرين من المسلمين الذين ارتدوا عن الاسلام ليصيروا مسيحيين، فلماذا يفرض على هؤلاء مواجهة الموت عملا بالاقوال الاسلامية "من بدّل دينه فاقتلوه"؟  لماذا يحمي الاسلام نفسه بعقوبة القتل والارهاب والتهديد؟ 
 

فكر اخي المسلم دقائق لحياتك الابدية، وستجد في المقارنات المنطقية والعقلانية الكثير مما يدعو الانسان للتفكير في الاسلوب الاسلامي لحماية العقيدة الاسلامية  والتي يقف فيها منفردا بتعليم لم يرد في التعليم اليهودي او التعليم المسيحي،  وهنا يجب ان انبهك الى مراجعة كل ما تقرأه على المواقع الاسلامية للرد على هذا السؤال،  فيجب الرجوع الى التفسيرات اليهودية في شأن ماجاء من نصوص يستخدمها المسلمون ويفسرونها بطريقتهم الخاصة ويأولونها على غير تأويلها الصحيح، انصحك بالرجوع الى التفسيرات اليهودية للعهد القديم والتفسيرات المسيحية للعهد الجديد،  والتفسيرات الاسلامية للقرآن،  وسوف تصل حتما الى الحقيقة بمعونة الله الحقيقي الوحيد مخلصنا الحيّ في كل حين والقادر على ان يقودك في مسيرة البحث عن الحقيقة. 

انها دعوة صادقة للتفكير واستعمال العقل (النعمة التي تشكرون الله عليها بدون استخدامها) كثير من القراء يصدّقون الاخبار بالتمني، فالخبر الذي يريد ان يصدقه يفعل والذي لا يريد تصديقه سيقوم بتكذيبه وانكاره، وانا اقول لك صراحة، لا تكذّبني ولا تصدقني، فقط راجع الحقائق بنفسك، فستقف بنفسك امام عرش الله لتقدم حسابا عن حياتك.

**********
موضوعات ذات صلة:
دماء على ستار الهيكل المقدس
اولاد ابليس - عندما يقتل الاخ اخية

ارشح لك عزيزي اعادة قراءة هذا الرابط، والتفكير فيما يحدث الان في العراق من قتل وذبح المصليّن الوادعين في كنيسة سيدة النجاة، وتهديدات القاعدة الاسلامية لمسيحي واقباط مصر. فكر عزيزي، هل يمكن ان يأمر الله احدا ان يقاتل ويقتل الناس حتى يقولوا الشهادتين (كما قال نبي الاسلام عن نفسه) او ان الله جعل رزقه تحت رمح سيفه؟


مقــالات ســابقــة