هل اسرائيل هو شعب الله المختار ؟
المقالة الثانية
تكلمنا في مقالة تمهيدية ومقالة اولى سابقة عن تميهدات للاجابة عن السؤال الرئيسي ، ولازلنا نستكمل التميهدات مرة أخرى ، فيرجى الرجوع إلى المقالات السابقة اذا شعرت بحاجة لذلك :
من أين جائت كلمة ( المختار) ؟ ، هناك نصوص كثيرة ولكن اضع بعضها كمثال وليس الحصر : بعد خروج شعب اسرائيل من ارض مصر بقيادة موسى النبي ، تكلم الله مع الشعب وقال لهم سبب اختيارهم :
لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، لَيْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، الْتَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ، لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ. بَلْ مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ، وَحِفْظِهِ الْقَسَمَ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ مِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ،
( التثنية 7: 6 - 9)
هنا كما نرى الله يتكلم عن اختيار الشعب ليس لاي سبب سوى انه احبهم ، ولكي يحفظ القسم الذي اقسم للآباء ( وسوف نتكلم عن هذا القسم أو الميثاق او العهد كيف تم ومتى حدث )
يتكرر نفس الفكر ونفس الكلام في موضع آخر من سفر التثنية :
وَلكِنَّ الرَّبَّ إِنَّمَا الْتَصَقَ بِآبَائِكَ لِيُحِبَّهُمْ، فَاخْتَارَ مِنْ بَعْدِهِمْ نَسْلَهُمُ الَّذِي هُوَ أَنْتُمْ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. ( التثنية 10 : 15)
ومرة أخرى :
( لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.) ( التثنية 14: 2 )
ولكي لا نطيل ، دعنا مرة اخرى نعود إلى السؤال : ما هي قصة العهد والميثاق الذي قطعه الله مع آباء شعب اسرائيل ؟ متى حدث هذا ؟
اول هذه الامور نقرأ عنها في سفر التكوين ( الاصحاح 15) مع ابراهيم (أبو الآباء ) ، حينما تكلم الله مع ابراهيم عن انه سوف يباركه فتسائل ابراهيم ماذا سوف يفعل بهذه البركات وهو ليس له ابن او نسل يرثه ، فأخبره الله ان نسله سوف يصير مثل نجوم السماء في الكثرة ، ( ارجوك ان ترجع لتقرأ الاصحاح كاملا بنفسك ) ولكن اضع هنا كيف حصل الميثاق والعهد ؟
۹ فَقَالَ لَهُ: «خُذْ لِي عِجْلَةً ثُلاَثِيَّةً، وَعَنْزَةً ثُلاَثِيَّةً، وَكَبْشًا ثُلاَثِيًّا، وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً». فَأَخَذَ هذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّهَا مِنَ الْوَسَطِ، وَجَعَلَ شِقَّ كُلِّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ صَاحِبِهِ. وَأَمَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشُقَّهُ. فَنَزَلَتِ الْجَوَارِحُ عَلَى الْجُثَثِ، وَكَانَ أَبْرَامُ يَزْجُرُهَا.لا وَلَمَّا صَارَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ، وَقَعَ عَلَى أَبْرَامَ سُبَاتٌ، وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ.
...........
۱۷ ثُمَّ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَتِ الْعَتَمَةُ، وَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.
(التكوين 15: 9 - 12 و 17 و 18)
ما معنى هذا الميثاق ؟ ، لكي نفهمه يجب ان نفهم ان هذه هي طريقة عقد المواثيق بين الملوك في ذلك الوقت ، يقول وليم مكدونالند في تفسيره
( وليؤكِّد الله وعده بالنسل (ع 1-6) ووعده بالأرض (ع 7، 8، 18-21)، فقد تصرَّف الله تصرفًا غريبًا له مدلوله الرمزي (ع 9-21). يشرح دافيد بارون David Baron قائلاً: طبقا لما جرت عليه العادة عند قطع عهد بين الشرقيين القدماء، يجتاز طرفا العهد بين قطع حيوانات مذبوحة، وهو عمل له مدلوله الرمزي أن طرفي العهد على استعداد للموت في سبيل الحفاظ على العهد الذي أُبرم (انظر إر 34: 18، 19). والآن في تكوين 15، فإن الله وحده، ممثَّلاً في تنور دخان ومصباح نار، يجتاز بين القطع، بينما ظل أبرام ببساطة ناظرًا هذا الاستعراض العجيب لنعمة الله المجانية. وهذا دليل على أن هذا العهد غير مشروط، يعتمد في إتمامه على الله وحده.)
ويقول ديفيد كوزيك :
(١. ثُمَّ غَابَتِ ٱلشَّمْسُ فَصَارَتِ ٱلْعَتَمَةُ: لقد كان أبرام إمَّا نائمًا أو ربَّما لا يزال مُترنِّحًا من النوم العميق عندما رأى الله يفعل شيئًا عجيبًا. رأى أبرام الله يمرُّ من خلال أجزاء الحيوانات كلِّها مُنفرِدًا، بينما كان أبرام يتفرَّج مُهمَّشًا. ٢. وَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ ٱلْقِطَعِ: في سيره بين الحيوانات المذبوحة خلال مراسيم العهد، عبَّر الله عن نفسه بشارَتَين – تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ. · يُذكِّرنا تَنُّورُ دُخَانٍ بأوقاتٍ عديدة كان الدخان أو السحاب إشارةً إلى حضور الله )
ويستكمل (فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ قَطَعَ ٱلرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ: مشى الله، مُمثَّلًا بتَنُّور دُخَانٍ وَمِصْبَاح نَارٍ، بين أجزاء الحيوانات بنفسه؛ بينما كان أبرام يُراقِب، أشار الله إلى أنَّ هذا العهد هو أُحاديّ. لم يُوقِّع أبرام العهد أبدًا، لأنَّه كان مُتفرِّجًا بينما كان الله يوقِّعه بالنيابة عن كليهما في هذه الطقوس. · لذلك، فإنَّ حتميَّة العهد الَّذي قطعه الله مع أبرام مبنيٌّةٌ على مَن هو الله، ليس على مَن هو أبرام أو ماذا سيفعل أبرام. لا يمكن لهذا العهد أن يفشل، لأنَّ الله لا يمكن أن يفشل. · بمعنى آخَر، جاز الآبُ في وسط جسم ابنه يسوع المكسور والملطَّخ بالدِّماء كي يُقيم عهده معنا، ووقَّعه الله نيابةً عن كلينا. نحن فقط ندخل في العهد بالإيمان؛ نحن لا نقطع العهد مع الله. ٤. قَطَعَ ٱلرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا: بدخوله في هذا العقد، هناك إحساسٌ بأنَّ الله يقول: ‘إذا لم أحفظ كلمتي، دعوني أُقطَّعُ إربًا’ وضع الله ألوهيَّته على المحك كتأكيدٍ لقسمه لأبرام. · وقَّع الله وحده على هذا العهد؛ لم يُساوِم أبرام مع الله على الشروط. أسَّس الله وأبرام قَبِلَ. لم يستطِع أبرام أن يكسر عهدًا لم يوقِّعه أبدًا! · “إنَّ العهد الإلهيّ ليس اتِّفاقًا مُتبادَلًا على شروطٍ مُتساوية بين الفريقين، ولكنَّه وعدٌ إلهيٌّ مضمون.” ماكلارين (Maclaren)
ونكتفي بهذا القدر اليوم لنستكمل في المقالة التالية ، ان شاء الرب وعشنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك