من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

اعلان محبة الله بين القرآن والكتاب المقدس

هل الله يحبك او لايحبك ؟
هل أعلن الله محبته في القرآن ؟
أم أعلن محبته للبشر في الكتاب المقدس ؟



أخي المسلم : هذه الرسالة ليس الغرض منها توجيه اهانة او اساءة لمعتقداتك، هي فقط لفتح المجال للتفكير في حياتك الابدية ومصيرك الابدي، لكي تتعرف على الاعلان الحقيقي عن الله والذي اعلنه الله بنفسه.

إن القرآن يعلن ان الله لا يحب مجموعة من البشر قمنا بحصر لهم ، ارجو ان تتابعها لترى هل تقع تحت اي بند من هذه البنود : 

( إِنَّ  اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (البقرة: 190)
(وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) (البقرة:276) 
( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) (آل عمران:32)
( وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
) (آل عمران:57)
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا
) (النساء:36)
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا
) (النساء:107)
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
) (المائدة:64)
( إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) (الانعام 141)
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
) (لأنفال:58)
(إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
) (النحل:23)
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
) (الحج:38)

اكثر شيء استغربت له ان الله لا يحب الفرحين 

(لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين )  (القصص:76) 


******************

ويقر القرآن بأنه يحب 8 فئات معينة من الناس فقط ، وبيانها كما يلي :


( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (البقرة 195)
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (البقرة 222)
(وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) (آل عمران 76)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة 42)
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) (آل عمران 146)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (آل عمران 159)

(وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) (آل عمران 76)
ومرة اخرى فانني استغرب كيف يحب الله فئة الذين يقاتلوا ؟؟؟
(إِإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف 4)

******************

ولا يكتفي الاعلان القرآني بأن الله يحب فئة ويكره فئة من الناس فقط، بل يزيد من الامر ان الفئة التي يكرهها الله لا يقوم بهدايتها ولا تقديم الهداية لهم، بل يزيدهم فيما هم فيه لكي ينالوا العقاب في الآخرة فيقول :

ومرة اخرى يظهر الاعلان القرآني بالنسبة لعدم محبة الله للخطاة فهو ينحاز نحو هداية بعض الناس دون الاخر :


اخي الكريم انظر الى تشكيل الآيات ففعل المشيئة هنا يعود على الله وليس على الانسان، فاذا كان الامر كذلك، بحسب الاعلان القرآني، وان الله يهدي او لايهدي من يشاء، فلماذا لا يحب الكافرين والفاسقين والكاذبين والخطاة لكي يهديهم ؟ 

الامر مثل الطبيب، الذي يرفض ان يعطي الدواء للمريض لانه مريض ويطلب منه ان يذهب اولا يستشفي بنفسه ويصبح صحيحا لكي يعطيه الدواء !!!


******************

ورغم هذا، فان القرآن يقول ان الله قد قضي على كل الفريقين الذين يحبهم والذين لا يحبهم حكما كان مقضيا بقسم شديد يقول فيه :


(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (سورة مريم 71 و 72)


بالرغم من ان القرآن يقول ان الله غفور رحيم، وانه يحث على التوبة، ولكن الوعد القرآني بدخول النار كما ترى هو وعد يشمل الجميع ، البر والفاجر ، المذنب والتائب، وحتى من يعتقد ان الله في الاسلام غفر له، ولكنه لن ينال العفو والمغفرة من (الورود) على النار ( وقد اتفق جميع المفسرين ان الورود هو الدخول، وهو للجميع المسلم والكافر البر والفاجر).  

يمكنك ان تقرأ تفاسير هذه الآيات على موقع الاسلام التابع لوزارة الاوقاف بالمملكة العربية السعودية على هذا الرابط :

التفاسير على موقع الاسلام


واسأل نفسك هذا السؤال الهام: هل انت ممن سيخرجون من النار، ام سيتركون فيها ؟ مع الاخذ في الاعتبار ان الحديث الصحيح يقول ان الاعمال الصالحة والحسنة لا تخرج احدا من الجنة، كما قال نبي الاسلام :



(لن ينجي أحدا منكم عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة ‏ ‏سددوا ‏ ‏وقاربوا ‏ ‏واغدوا ‏ ‏وروحوا ‏ ‏وشيء من ‏ ‏الدلجة ‏ ‏والقصد القصد تبلغوا)
صحيح البخاري # 5982  



والآن الى اعلان الكتاب المقدس



الله الذي نعرفه بحسب الكتاب المقدس يحب الانسان مهما كانت حالته ، فهو يجب الخاطيء ويكره الخطية ، يحب الانسان ويكره الافعال، فان الله جاء لكي يطلب الضعفاء والخطاة لكي يصلح من حالهم .

اقرأ ماذا يقول عن الرب يسوع المسيح ( له المجد ) ؟؟


((16 واما الكتبة والفريسيون فلما راوه ياكل مع العشارين والخطاة قالوا لتلاميذه ما باله ياكل ويشرب مع العشارين والخطاة.17 فلما سمع يسوع قال لهم. لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة.) (مرقس 2: 16 - 17)


لقد اعلن محبة الله لنا ونحن خطاة: 
" ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا."

(روميه 5 : 8)

وقد أعلن الكتاب المقدس ان الله يحبك ان تكون فرحا ومملوء بالفرح، فان من ثمر الروح القدس في حياتنا ( محبة فرح سلام ) (غلاطية 5 : 22)

قال يسوع :

" كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" (يوحنا 15 : 11)
 

والسيد المسيح يعلمنا في الكتاب المقدس انه اذا احببت فقط فئة معينة من الناس، وخاصة اذا كانت الفئة التي يسهل على الناس ان يحبونها (مثل الاصدقاء والاقارب والظرفاء والمحبوبين)، فانت في هذا تحب محبة بمقياس متدني جدا، وصفه الكتاب المقدس انه محبة الخطاة والعشارين (فأي فرقة من اللصوص والمجرمين يحبون بعضهم بعضا ولا يحبون الفئة الخارجة عن صنفهم، او من السهل ان تحب انسان محبوبا ولكن المقياس الحقيقي للمحبة هي ان تحب الانسان المحتاج للمحبة، او المحتاج ان يكون محبوبا، وهي محبة الله الحقيقية ، يقول السيد المسيح في الكتاب المقدس:

(43 سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك.44 واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.45 لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات.فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.46 لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم.اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك.47 وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون.اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا.48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل)
 
(متى 5: 43 - 48) ، وراجع ايضا (لوقا 6: 27 - 38)
 

هل تقبل اليه يا من تحتاج الى طبيب ؟؟؟  تعالوا اليه يا جميع الخطاة ، وستجدوا القداسة في محبته، تعالوا اليه يا جميع المحتاجين الى محبة من البشر ولم تجدوها، لانكم لستم لطفاء او ظرفاء اولانكم لم تجدوا المحبة بمقياس البشر، فان مقياس محبة الله الذي خلق الجميع تتسع لتقبل الجميع وتمنح الغفران والشفاء.

تعالي الى اعلان الله الذي يحبك كما أنت خاطيء، مريض وتحتاج الى الشفاء والتوبة ، وهو سيقوم بالعمل كله لتكون مرضيا وكاملا امامه ، لتنال الحياة الابدية في المسيح يسوع ،فهو القائل : 
(تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.) (متى 11: 28)


(
16 وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى.ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا. 17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه 18 روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19 واكرز بسنة الرب المقبولة.) (لوقا 4: 16 - 19)
اذا وجدت ان هذه الرسالة لمست قلبك، وتريد ان تعرف المزيد عن محبة الله في المسيح يسوع، ارجو مراسلتي على البريد الالكتروني، وسيتم الاحتفاظ بسرية وخصوصية الرسائل. 

نشأة الكواكب بين العلم والكتاب المقدس - كم عمر الأرض؟


ماذا يقول الكتاب المقدس عن بدء الخليقة ؟
هل يتعارض ما يقوله الكتاب المقدس مع العلم ؟
علم الفلك والكتاب المقدس 
********************

يعتقد البعض ان الكتاب المقدس كتاب يحتوي على علوم الفلك والطب والاعجاز العلمي، وبهذا اخرجوا الكتاب المقدس عن مضمونه الحقيقي، فهو اولا واخيرا رسالة الله للانسان بالمحبة والسلام، هو رسالة الله التي يرغب بها ان يقيم علاقة شخصية مع الانسان، وكل ما جاء فيه من تاريخ بشري يحكي هذه القصة، ويذكر فيها تعاملات الله مع الانسان منذ القديم حتى الان، وكيف كان يقدم الله يده بالمحبة والرغبة في التواصل مع الانسان و يذكر ايضا كيف كان رد البشر على هذه الرسالة على مر العصور، (لان كل ما سبق فكتٌِبَ كتٌِبَ لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء.) (روميه 15: 4)

ولذلك فالكتاب المقدس واضح ان الله اخبر البشر ما يهم خلاصهم وحياتهم واختص لنفس ببعض الاسرار لم يعلن عنها لعدم اهميتها للبشر، فالكتاب المقدس كتابا روحيا ينظم علاقة الله بالانسان وعلاقة الانسان بأخيه الانسان. (السرائر للرب الهنا والمعلنات لنا ولبنينا الى الابد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة) (التثنية 29: 29)



وعلى هذا فما جاء في بداية سفر التكوين يقول عنه الوحي المقدس انه (هذه مبادئ السموات والارض حين خلقت.  يوم عمل الرب الاله الارض والسموات) (تكوين 2: 4)، ولهذا يخطيء من يتعامل معها على انها تفاصيل او دراسات اومعلومات فلكية لعلماء الفلك، بل كما قلنا انها كلام الله لينتفع به متلقيه وقت الاستماع اليه، او في وقت من الازمنة اللاحقة، والانسان الذي تلقي هذا الكلام كانت هذه المعلومات بالنسبة له كافية كمدخل من الله للكلام عن جوهر الرسالة فيما بعد وهو قصة الانسان مع الله.

وهذا يقودنا الى قول المعترض غير المؤمن (ان الكتاب المقدس يتعارض مع العلم في حساب ازمنة الكواكب التي تقدر ببلايين السنين، في حين ان الكتاب المقدس يذكر ان خلق السموات والارض تم في ستة ايام واستراح الله في اليوم السابع).

وللاجابة والرد على هذا الكلام نقول بنعمة الله:
اولا: لم يذكر الكتاب المقدس معلومات علمية او فلكية حسابية لكي تتعارض مع العلم، لان الكتاب المقدس مكتوب بلغة أدبية وليس بلغة علمية، والفارق شاسع بين الاسلوبين، فالاسلوب الادبي يستخدم الكنايات والتشهبيات وبعض التعبيرات البسيطة لايصال المعلومة للانسان العادي، على خلاف لغة العلم التي تخاطب العلماء بلغة جافة تخلو من جمالايات اللغة الادبية.

ثانيا: لم يتطرق الكتاب المقدس لذكر توقيتات اوحسابات يتم حسابها لبدء خلق الكون (السموات والارض) بما فيه من مجرات واجسام فلكية، ولهذا فلا يمكن ان ننسب للكتاب المقدس خطأ حسابي، ونناقش هذا بالتفصيل فيما يلي:

(1 في البدء خلق الله السموات والارض.2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه.3 وقال الله ليكن نور فكان نور.4 وراى الله النور انه حسن.وفصل الله بين النور والظلمة.5 ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا) (تكوين 1: 1 -5)

وبغض النظر عن اختلاف التفسيرات المسيحية في حساب اليوم المذكور بين (24 ساعة فعلية) او (يوما مجازيا) للتعبير عن حقبة زمنية، فهذان التفسيران لن يؤثرا في اي شيء بالنسبة للفهم ان (في البدء خلق الله السموات والارض) ليس لها اي علاقة بحساب الزمن لما حدث في اليوم الاول. 

في البدء خلق الله السموات والارض: هذا يتكلم عن بدء الخلق، (السموات) تشتمل على  كل الاجسام والاجرام الفلكية بما فيها (الارض) وقد ذكر الاحد تحديدا بالاسم  لتمييزها عن باقي الاجسام السماوية حيث انها المعنية بالكلام فيما بعد،  وهناك فترة او حقبة  زمنية بين العدد الاول والثاني الذي يذكر فيه (وكانت الارض خربة وخالية) ، ثم يبدأ في ذكر ما حدث في اليوم الاول، ولهذا فخلق السموات والارض لم يتم في اليوم الاول، بل في حقبة زمنية مختلفة، والايام المذكورة تتكلم عن مافعله في الارض (التي كانت خربة وخالية) وبدأ في اعمال الاعمار بها، وان كان الجدل ينتهي عند هذه الجزئية الا اننا نستمر في الرد باجابة منطقية على اعتراضات المعترضين.

ثالثا: يعتمد المعترضون على حساب الازمنة ان الله خلق الاشياء بعمر يقدر يوما او ساعة، وهذا لا نفهمه من الكتاب المقدس، بل نفهم انه عندما خلق الله الحيوانات كلها والانسان خلقهم في طور النمو والنضج الكامل:
(27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم.28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض.) (تكوين 1: 27 - 28) 
هنا نرى ان الله خلق الانسان في طور النمو والنضج الكامل، حيث امرهما بالاثمار والاكثار وملء الارض، اي ان آدم كان في سن يتراوح بين (35 و 25) سنة على اي تقدير مجازي، وبالرغم من كون عمره الكوني او الخلقي او حساب زمانه في الوجود  ساعة واحدة ، الا اننا نجده بحسابات البشر يبلغ من العمر عدة اعوام، وقياسا الى عمر الانسان الذي يحياه فهو عمر كبير نسبيا، واذا اخذنا نفس القياس على اعمار الكواكب والمجرات، فلابد انه حدث نفس الشيء، الكوكب المخلوق الان وله حساب زمني ساعة واحدة لم يكن موجودا قبلها الا انه مخلوق في طور ناضج كامل، يمكن ان تحسبه بحساباتنا فيعطي ارقاما كبيرة بالسنوات تقدر بالبلايين !!!!
وبالرغم من الجدل قد ينتهي ايضا عند هذه النقطة الا اننا نستمر في تقديم الاجابات المنطقية التي ترد على المعترضين

رابعا: وان كان البعض يحسب اعمار البشر من زمن المسيح صعودا الى آدم، ويفترض انه بذلك يستطيع حساب عمر الكون، نقول له اخطأت القراءة والتقدير، فالكتاب المقدس يذكر عمر آدم الذي عاشه على الارض من بعد السقوط والطرد من الجنة (وهي الكلمة العبرية والعربية الاصل والتي تعني الحديقة)، وبالتالي فهناك فترة زمنية مفقودة في الحساب بين خلق آدم وبين سقوطه وطرده، فتسقط الحسابات الافتراضية بهذه الفترة غير المذكور حسابها،  فنقرأ :
(23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها.24 فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة)
(1 هذا كتاب مواليد آدم.يوم خلق الله الانسان على شبه الله عمله 2 ذكرا وانثى خلقه وباركه ودعا اسمه آدم يوم خلق.3 وعاش آدم مئة وثلاثين سنة وولد ولدا على شبهه كصورته ودعا اسمه شيثا. 4 وكانت ايام آدم بعدما ولد شيثا ثماني مئة سنة وولد بنين وبنات. 5 فكانت كل ايام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة ومات)
وكما قرأنا ان الكتاب يذكر عمر آدم الذي عاشه قبل ان ينجب اول اولاده، والعمر هنا محسوب من يوم الطرد والسقوط في الخطية التي عقابها الموت، (تكوين 2: 17) فآدم كان مخلوقا للخلود، ولم يدخل حساب عمر الحياة والموت الا بعد السقوط واستحقاق عقوبة الخطية التي هي موت ( لان اجرة الخطية هي موت) ( روميه 3: 23 ) ، (راجع سفر التكوين 2 ). وبوجود فترة زمنية مفقودة في الحساب فلا يمكن تخمينها او تقديرها لاي عملية حسابية لتقدير اعمار الكواكب والمخلوقات عند بدء الخليقة.

كيف بعد كل هذا يقارن المعترض بين حسابات العلم وحسابات الكتاب المقدس وينسب اليها تعارض ؟ 

هذه المقالة هي رد موجز للمعترضين على ما جاء في الكتب المقدس في سفر التكوين عن بدايات الخلق وعن ما يقوله العلم  عن اعمار الكواكب والاجرام السماوية، وينسبون  الاختلاف والتعارض بحسب تفسيرهم الخاص لاقوال الكتاب المقدس. وانا على استعداد تام لمناقشة ما جاء في هذا المقال مع اي معترض او شخص يرأي انني لم اقدم التحليل العادل والمحايد الذي يرى المعلومات والحقائق العلمية ويرى ايضا ما يقدمه الكتاب المقدس عن قصة الخلق ونشأة الحياة ولم اجد فيهما تعارض يؤثر على ايماني الصادق بما جاء في الكتاب المقدس كوحي الله برسالة المحبة الى الانسان.
**********
موضوعات ذات صلة:
فيقولون للّه ابعد عنا. وبمعرفة طرقك لا نسرّ.

الشيطان والصليب


الشيطان والصليب 

هل صليب السيد يسوع المسيح فكرة من الشيطان تم وضعها في عقول المؤمنين ، فتوهموا ان الصليب حقيقة واقعة ؟؟؟

ام ان العكس هو الصحيح، ان الصليب هو خطة الله للفداء ، والشيطان اراد ان ينزعها من ان تصل الى الناس لكي يؤمنوا فتكون لهم فداء ومغفرة وحياة .

هذا ما سوف نناقشه معا في هذا الموضوع : 



ماذا يريد الله او يقول لنا وماذا يريد الشيطان ان يقول لنا بخصوص الصليب ؟؟؟

منذ بداية خدمة سيدنا الرب يسوع المسيح ، والشيطان لا يهدأ ولا يكل عن ان يحبط اعمال الله ، هذا هو همه الاول وشغله الشاغل .

فجاء للرب في بداية خدمته وصومه ( نيابة عنا ) ليجربه :

( ثم اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. 6 وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دفع وانا اعطيه لمن اريد. 7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع. 8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد )
(لوقا 4: 5 - 8)

هذه كانت الخطوة الاولى ، يحاول ان يثني الرب عن طريق الآلام الذي كان عليه ان يسير فيه نيابة عنا ، لكي يسترد مجد الانسان المفقود ، فقال له الشيطان ، لا داعي للألم والصليب ، تعال واسجد لي واعطيك كل ممالك العالم فتصبح سيدا على العالم بطريق غير طريق الصليب .

ولما رأي الشيطان ان هذه الطريقة لا تفلح،  القى على لسان بطرس ان يراجع المسيح في اعلانه عن الفداء بالصليب :

(21  من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.22 فأخذه بطرس اليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب.لا يكون لك هذا.23 فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس)

( متى 16 : 21 - 23)

ولما رأي الشيطان ان الصليب هو ضرورة حتمية للسيد ، بدأ يهيج الناس للسخرية منه ومن الصليب ؟؟

(39 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم 40 قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلّص نفسك.ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب.41 وكذلك رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا 42 خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها.ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به.43 قد اتكل على الله فلينقذه الآن ان اراده.لانه قال انا ابن الله.44 وبذلك ايضا كان اللصّان اللذان صلبا معه يعيّرانه)

( متى 27 : 39 - 43)

هل اذا نزل المسيح عن الصليب سوف يثبت انه ابن الله ، ام اذا بقى على الصليب الذي وجه نظره اليه منذ بداية خدمته ؟؟؟ كلنا نعرف الاجابة ، ان المسيح جاء من اجل الصليب ومن اجل تتميم الفداء.

ولما تم الصليب والفداء، واصبح بالايمان به يكون غفران الخطايا والانفكاك من فخ ابليس.

بدأ ابليس يروج لطريقة اخرى ، ان يقول ان كلمة الصليب هي جهالة، ويسخر من المؤمنين به وبالمصلوب القائم من الاموات بانتصار وصاعد على السماء .

" فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلّصين فهي قوة الله."
( كورنثوس الاولى 1 : 18)

ولكن هيهات ثم هيهات ، فهذا فقط للجاهلين الهالكين ، غير العارفين لخطة الله ومشيئته منذ تأسيس العالم.

( عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء19 بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح20 معروفا سابقا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في الازمنة الاخيرة من اجلكم.21 انتم الذين به تؤمنون بالله الذي اقامه من الاموات واعطاه مجدا حتى ان ايمانكم ورجاءكم هما في الله.)

( بطرس الاولى 1 : 18 - 21)

والان ماذا تعتقد الخطوة التالية للشيطان بالنسبة لصليب المسيح بعد ان اصبح الصليب امرا واقعا بالنسبة له ، لا يمكن تغييره ؟؟؟

اليس ان يحاول ان يوهم البعض ان ما حدث لم يكن حقيقة ولكنه شبه لهم ؟؟؟

قال السيد الرب عن ابليس : " ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق.متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب "

الان يا عزيزي القاريء ، امامك الحقائق وامامك الاكاذيب ، والامر متروك لك لتبحث بنفسك وتتعرف على من احبك وجاء لخلاصك وحياتك الابدية، ومن يريد ان يكذب عليك بكل انواع الكذب والخداع لتنتهي حياتك الى الهلاك.

الرد على شبهة: القتل هو حد الردة في اليهودية و المسيحية للمرتد

الرد على شبهة: القتل هو حد الردة في اليهودية و المسيحية

كثيرا ما يثير بعض المسلمين (مقتدين بالملحدين) أن اليهودية والمسيحية تعلّم بقتل المرّتد وكأن لسان حالهم يقول، لماذا تهاجمون حد الرّدة في الاسلام، وانتم لديكم شيء مشابه؟ ولكن هل حقا اليهودية والمسيحية تقول بقتل المرّتد؟ وهل الملحدون أو المسلمون يقرأون النص كاملا، ويفهمون سياقه وطريقة تطبيقه، ام فقط يبترون اجزاء من سياق الكلام لتشويه المعنى؟ ودعنا نقول سؤالا افتراضيا على صحة اتهام المسلم  بأن هناك حد للمرتد، فهل يكون المرتد عن الاسلام ويعتنق العقيدة اليهودية او يؤمن باأن يسوع هو المسيح الذي اخبرت عنه كتب الانبياء اليهود لتحقيق الفداء والخلاص، فهل هذا يكون ارتداد عن عبادة الله الواحد ومساويا لمن يترك عبادة الاله الحقيقي الواحد بحسب اعلان انبياء اليهود  فيصير ملحدا اي غير مؤمن بالله وفي حالة عداوة مع الله الخالق؟

هذا ما سنناقشه، بعد قراءة النص في سياقه، وشرح توقيت قوله، لماذا قاله الله لموسى، وكيف فهم الجميع طريقة تطبيقه بطريقة تخالف تماما فهم الملحدين والمسلمين على السواء.

( 6 واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك 7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره بل قتلا تقتله.  يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا.  10 ترجمه بالحجارة حتى يموت. لانه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.  11  فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك)
(التثنية 13: 6 - 11)



بداية ً فأن النص لا يتكلم عن حد الردة (اي شخص يهودي ارتد عن الايمان)  ولكنه يتكلم عن (الغواية) اي شخص يصنع صنما من خشب او حجر ويحاول ان يقوم بغواية اخوانه (سرا وليس علانية) لانه يعرف انه يفعل شيئا غير صحيحا وسينكشف شره اذا ما تم عرضه على النور او قام بالمجاهرة لما يفعله امام العارفين والفاهمين  من الدارسين لكلمة الله،  النص جاء في سياق الكلام عن (النبي الكاذب) الذي يحاول  اغواء الشعب حتى بالخديعة أو بالمعجزات الشيطانية ليحول الشعب عن النظر الى الله الحقيقي،  فقد جاءت الفقرة السابقة مباشرة تقول:
(
1 اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما واعطاك اية او اعجوبة 2 ولو حدثت الاية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء الهة اخرى لم تعرفها ونعبدها 3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم. 4 وراء الرب الهكم تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون واياه تعبدون وبه تلتصقون. 5 وذلك النبي او الحالم ذلك الحلم يقتل لانه تكلم بالزيغ من وراء الرب الهكم الذي اخرجكم من ارض مصر وفداكم من بيت العبودية لكي يطوحكم عن الطريق التي امركم الرب الهكم ان تسلكوا فيها.فتنزعون الشر من بينكم) (التثنية 13: 1-5)

اذا فالنص لا يتكلم عن (المرتد) بل عن (المضّل)  الذي يحاول اقناع اليهودي بأنه ليس هناك اله حقيقي في السماء، بل يدعو الى عبادة اصنام منحوتة بصنع اليد البشرية، والمضّل هنا لا يدعو الى عبادة الله الخالق بطريقة اخرى، حيث ان العقيدة اليهودية هي اول العقائد التي كانت تنادي بعبادة الله الواحد خالق السماء والارض بواسطة انبياء ارسلهم الله ودعمهم بالمعجزات التي تؤكد صدق رسالتهم ، اذا من المهم ان نفهم توقيت مجيء هذه الوصية من الله لموسى ليخبر بها الشعب، مع ترتيب الاحداث التي سبقتها،  فتعال نرجع قليلا الى الوراء، لنرى اولا كيف أخرج الله هذا الشعب من العبودية في ارض مصر، وبعد قسوة قلب فرعون في الاستجابة الى طلب موسى بأن يترك الشعب يرحل عن مصر، فتدخل الله  باظهار قوته وقدرته بعشرة ضربات مقتدرة وقوية، اظهرت امام جميع المعاصرين لها والذين شاهدوها، ان الله هو المتسلط على الطبيعة وعلى الخليقة كلها، (راجع سفر الخروج الاصحاحات 7 الى 11).

وبعد ان خرج الشعب، تبعه فرعون وجيشه، فقام الرب بصنع اعجوبة اخرى امام الشعب كله، على يد موسى الذي شق البحر الاحمر ليعبر فيه الشعب مشيا على الارض، الامر الذي شرع فيه مطارديهم ارتد البحر مرة اخرى الى وضعه الطبيعي وغرق فرعون وجنوده (راجع سفر الخروج الاصحاح 14)

وتستمر عجائب  الله في تسديد احتياجات الشعب المتمرد، فبعد حوالي الشهر عند فراغ المؤنة والطعام، بدأوا في الاشتياق الى العبودية في مصر حيث الطعام، فقام الله بتسديد احتياجاتهم اليومية من الاكل بمعجزة اطعامهم (المنّ والسلوي) يوميا لمدة اربعين سنة كاملة هي مدة ارتحالهم وتيهانهم في البرية من ارض مصر الى ارض كنعان، (راجع سفر الخروج 16)

لم تتوقف عجائب الله عند هذا الحد، فقد شاهدوا بانفسهم معجزتين انقذتهم من الموت عطشا، واحدة لتحلية الماء المرّة السامة (الخروج 15)، والثانية بشق الصخرة عن ماء  نقي للشرب في ارض مجدبة بمنطقة رفيديم (الخروج 17).

الان وبعد ثلاث شهور، تكلم الله الى موسى، الذي نقل الكلام بدوره الى الشعب وجاء على هذا السياق (3 واما موسى فصعد الى الله. فناداه الرب من الجبل قائلا هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني اسرائيل. 4 انتم رأيتم ما صنعت بالمصريين. وانا حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم اليّ. 5 فالآن ان سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب.فان لي كل الارض. 6 وانتم تكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة. هذه هي الكلمات التي تكلّم بها بني اسرائيل 7 فجاء موسى ودعا شيوخ الشعب ووضع قدامهم كل هذه الكلمات التي اوصاه بها الرب. 8 فاجاب جميع الشعب معا وقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل. فرد موسى كلام الشعب الى الرب.) (الخروج 19: 3 - 8)

وأراد الله ان يستعلن نفسه الى جميع الشعب وليس الى موسى فقط، الامر الذي خاف منه الشعب جدا، وطلبوا ان يظل الحال علي ما هو عليه، ان يقابل موسى الله وينقل كلامه اليهم (راجع الاصحاحات 20 الى 23)، وصعد موسى وحده الى الجبل لمقابلة الله  لاخذ لوحي الشريعة التي كتب الله عليها الوصايا العشرة ( الخروج 24) 

ظل موسى لمدة اربعين يوما في الجبل، يتكلم مع الله، وشعر الشعب بغياب موسى واعتقدوا بموته فوق الجبل، فساد التمرد بين البعض، وبدأوا في صنع عجل من ذهب، وهتفوا حوله، (فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا.  فقالوا هذه آلهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر.)
(سفر الخروج 32: 4)


الان ربما تكون الصورة قد اتضحت قليلا، فهذا الشعب الذي شاهد كل هذه الاعاجيب والمعجزات شهادة العين، لا يعتقد احد ان يكون احدهم هو الذي يبدأ بالتشكيك في من هو الاله الحقيقي صانع المعجزات، وبالرغم من عظم هذه الخطية، وانتشارها في الشعب كله فان الله لم يعاقب الا القادة الذين اثاروا البلبلة والتشكيك لحماية البقية الباقية، الذين قادهم الله مرة اخرى في ارض البرية في اتجاه ارض الموعد (الخروج 32: 30 - 35).

ونعود مرة اخرى الى الفقرة الافتتاحية لهذا المقال (التثنية 13: 6 - 11)، فهذه هي احدى الوصايا التي اخذها موسى بعد لقاء الله في الجبل، ونزوله حيث رأي الشعب يعبد عجلا ذهبيا صنعة اليد، وهتافهم للعجل بأنه هو الله الذي اخرجهم من ارض مصر؟ (راجع التثنية 10)، ومن الواضح ان الوصية فعلا قاسية وعنيفة، ولكن يبدو انها قد أتت ثمارها  المرجوة منها، فلم يشهد الكتاب المقدس كله انه قد تم تطبيق هذه الشريعة على اي واحد من الشعب. 

وجدير بنا هنا ان نعطي بعض الملحوظات الهامة على النص : 

اولا: النص يشير الى ان الشخص يبدأ هذا الكلام سرا، ولكنه ينتهي بتطبيق العقوبة علانية.

ثانيا: النص يخاطب "موسى" بأن يكون هو الباديء بتنفيذ العقوبة، ثم يعقبه بقية الشعب، وهذا يشير الى اجراء محاكمة عادلة قبلها،  كما جاء في بقية الوصايا، ان لا تقبل مثل هذه الدعاوي كشكاية على شخص بالكذب، او بدون شهادة شخصين، او حتى بشهادة ظلم: 

(لا تقبل خبرا كاذبا. ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم.2   لا تتبع الكثيرين الى فعل الشر. ولا تجب في دعوى مائلا وراء الكثيرين للتحريف.3   ولا تحاب مع المسكين في دعواه.) (الخروج 23: 1 -3)
(6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد.7 ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك)

ثالثا: وهذا يقودنا الى طريقة تطبيق هذه الشريعة، ويشرحها التلمود اليهودي (البابلي) الصفحة 104  قائلا :
VII. 10a. "He who acts the part of a beguiler " 2 refers to one commoner who beguiles another commoner. If he have said, "There is a god in such a place who eats this, drinks that, benefits in this way, does harm in that way," then only in such cases among the capital charges laid down in the Law, is it proper to lie in wait for the criminal. If he have said this to two people they act as his witnesses, bring him to the court and stone him. If he have said it only to one, this one may reply, "I have some friends who would consent in this"; but if the idolater is crafty, and will not speak of it before them, witnesses may be concealed behind a wall. Thereupon the first witness

says, "Tell me between ourselves what you said to me before." He does so. Then the former replies: "How can we leave our God who is in Heaven and go and worship wood and stone?" If he retract what he said, good; but if he say, "It is our duty and good for us," they who are behind the wall bring him to the court and stone him.
He is guilty as a beguiler who says, "I will worship (other gods)," "I will go and worship," "Let us go and worship"; "I will sacrifice," "I will go and sacrifice," "Let us go and sacrifice"; "I will offer incense," "I will go and offer incense," "Let us go and offer incense;" "I will make libation," "I will go and make libation," "Let us go and make libation"; "I will bow myself down," "I will go and bow myself down," "Let us go and bow ourselves down."










T. X. 11. In the case of any one who is liable to death penalties enjoined in the Law, it is not proper to lie in wait for him except he be a beguiler. How do they lie in wait? Two disciples are stationed in an inner room, while the culprit is in an outer room. A candle is lit and so placed that they can see him as well as hear his voice And so they did to Ben Stada in Lud. 1 These same two disciples are



الفقرة تتحدث عن شرح الفقرة من سفر (التثنية 13: 6 - 11)  وكيفية تنفيذ القوانين التي يعمل بها في حال الاستماع الى شهادة شخص متهم بالتجديف او التحريض على عبادة اله آخر غير اله السماء  وهي العقوبة التي  تستحق القتل،   بان يستجوبه شخص في الغرفة الخارجية،  ويكون هناك اثنان في غرفة مجاورة داخلية،   ويوضع مصباح في الغرفة الخارجية ليستطيع ان يرى الشهود ويسمعون المتهم، وهو لا يراهم ولا يسمعهم، ثم يبدأ الشخص في الغرفة الخارجية في استجواب المتهم، ويقول لهم: اخبرني بيني وبينك ما اخبرتني به سابقا ؟؟ فاذا كرر هذا الشخص نفس دعوة الغواية لعبادة آلهة اخرى، فان المحقق يستمر:  كيف تدعوني الى ترك الله الحي في السماء واذهب واعبد حجرا او خشبا؟ فاذا تراجع عن اقواله، فحسنا يفعل، واذا استمر في الضلال، فقد اعترف على نفسه امام الشهود، وتستمر الفقرة في ذكر تحديدا ما هي العبارات التي اذا قالها تدينه بالتجديف على الله او الغواية بعبادة آلهة مزيفة من خشب وحجر.


رابعا: جدير بالذكر ان هذا القانون يطبق فقط على من يريد ان يضل الآخرين عن عبادة الله الواحد الى عبادة الاوثان وما يعقبها من ممارسات خاطئة (مثل تقديم ذبائح بشرية او ممارسة الدعارة لارضاء الالهة)، ولكن هذا القانون يطبق فقط على من يريد ان يضل الآخرين، واذا شاء اي انسان ان يترك عبادة الله وينصرف فهذا شأنه، ومكفول له فلا يمكن ان يقارن المسلمون بين هذا القانون وبين حد الرّدة، او ان يتخذه الملحدون حجة على حرية العبادة الشخصية.

فبعد استعلان الله لقوته امام الشعب في البرية بالعجائب التي ذكرناها، فلا يعقل ان ينكرها الا أعمى او جاحد، وكما قلنا سابقا نعيد لنختم ، ان قوة القانون كانت كافية لوقف اي محاولة من هذا النوع، فلم نسمع ان اليهود طبقوها على انسان واحد، الا يسوع المسيح، والذي شهد عنه التلمود في نفس الفقرة، ان هذه هي الحالة الوحيدة التي طبقوها على انسان، راجع المقال الذي يشرح هذا بالتفصيل على نفس المدونة على الرابط :
شهادة التلمود عن يسوع المسيح  الذي لقبوه (ابن استادا) (Ben Stada)، جدير بالذكر ان اليهود حاولوا مرارا وتكرارا قتل يسوع المسيح، ليس لانه يدعو الى عبادة آلهة أخرى، بل لانه اعلن عن نفسه انه الله الظاهر في الجسد في صورة انسان، الامر الذي لم يجد له اليهود شرعية لقتله بحسب الناموس الا هذه الفقرة، وهذا موضوع آخر.


اما عن العهد الجديد، فتعليم السيد المسيح واضح، فهو لم يجبر احدا على الايمان به ولم يشّرع حد الردة عن اتباعه والسير ورائه، فنجد هذا واضحا في اكثر من موقف، وعلى سبيل المثال، عندما لم يفهم بعض تلاميذه واتباعه كلامه وتركوه، فلم  يتهمهم بالرّدة ويطلب اقامة حد الرّدة عليهم: (66 من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء ولم يعودوا يمشون معه.67 فقال يسوع للاثني عشر ألعلكم انتم ايضا تريدون ان تمضوا.68 فاجابه سمعان بطرس يا رب الى من نذهب.كلام الحياة الابدية عندك.)
(يوحنا 6: 66 - 68)

وايضا عندما طلب بعض اهالي قرية الجرجسيين ان يتركهم ويمضي، فذهب وتركهم ولم يطبق لا حد الرّدة عليهم ولا غصبهم على اتباعه بالسيف والقوة الجبرية : (فطلب اليه كل جمهور كورة الجدريين ان يذهب عنهم.لانه اعتراهم خوف عظيم.فدخل السفينة ورجع.)

اذا فمن الواضح ان الكتاب المقدس لا يقول بقتل المّرتد، فهناك حالات كثيرة في الكتاب المقدس ارتد فيها الشعب اليهودي عن عبادة الله الحقيقي الواحد، واخطأوا بعبادة الاوثان ولكن كانت رسالة الله لهم بالانبياء بالمحبة والدعوة لتوبتهم ورجوعهم، وليس قتلهم، حيث يقول الله في الكتاب المقدس: 
( قل لهم. حي انا يقول السيد الرب اني لا اسر بموت الشرير بل بان يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة.فلماذا تموتون يا بيت اسرائيل.) (حزقيال 33: 11) (هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب.الا برجوعه عن طرقه فيحيا.) (حزقيال 18: 23) (31 اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها واعملوا لانفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة. فلماذا تموتون يا بيت اسرائيل.32 لاني لا اسر بموت من يموت يقول السيد الرب. فارجعوا واحيوا) (حزقيال 18: 31-32)
وهذا ما يقوله ايضا "بطرس" اليهودي الذي آمن بيسوع المسيح (لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة.) (بطرس الثانية 3: 9)

**********
ملحوظة اخيرة: جائتني رسالة من اخ مسلم بعد قراءته للمقال، يذكر فيها النص الذي ورد في (سفر الخروج 32)، ويشير اليه على تفسير منه انها حالة تم تنفيذ فيها حد الردة،  ولكن من يضغط على الرابط ويقرأ النص لن يجد انه تشريع بقتل المرتد، ولكنها كانت حالة خاصة حكم فيها موسى بنفسه بدون الرجوع الى الله لمعاجلة حدث خاص بهذه المجموعة فقط التي رأت عمل الله ومعجزاته في ارض مصر او في  تيهان البرية كما اوضحنا اعلاه، فبعد رؤية المعجزات كلها قام فريق منهم بصناعة العجل الذهبي وزعموا انه هو الاله القدير الذي اخرجهم من ارض مصر، وقد تم تنفيذ الحكم عليهم بأمر موسى، ولكن هذه الحادثة كما قلنا هي فقط تسجيل لما حدث ولكنه لا يرقى ان يكون تشريع، ولم يقل احدا من اليهود او المسيحيين ان هذا تشريع يجب العمل به فموسى لم يضع تشريعات من افعاله او اقواله الخاصة ولكنه كان يأخذ من الله وينقل الى الشعب، وتشريعات الناموس التي اخذها موسى من الله ليس بها الا الفقرة التي وضعناها في صدر المقال وناقشناه بايجاز. 

واشكر القراء الاعزاء الذين يعطون ارائهم سواء بالتعليقات او الرسائل البريدية لاثراء الحوار والدراسة.
**********
موضوعات ذات صلة:
الانبياء الكذبة 
عندما يقتل الاخ اخيه    

الرد على شبهة : كيف يأمر الله بقتل الرجل الحطّاب البسيط؟


الرد على شبهة: كيف يأمر الله بقتل حطّاب بسيط؟


( 32 ولما كان بنو اسرائيل في البرية وجدوا رجلا يحتطب حطبا في يوم السبت.33 فقدمه الذين وجدوه يحتطب حطبا الى موسى وهرون وكل الجماعة.34 فوضعوه في المحرس لانه لم يعلن ماذا يفعل به.35 فقال الرب لموسى قتلا يقتل الرجل.يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلّة.36 فاخرجه كل الجماعة الى خارج المحلّة ورجموه بحجارة فمات كما امر الرب موسى)
****************

**************** 

وقبل الرد على هذه الشبهة، فاننا نسأل سؤالا للتبسيط وشرح القصة كلها، اذا قالت الام التي تحب ابنها الصغير، لا تلعب بجوار الموقد لئلا تحترق من النار، فاذا خالف الابن الوصية ووضع يده في النار فاحترق، هل نلوم الام في هذه الحالة ام نلوم الطفل الذي قرر كسر الوصية وعصيان امر الام بالرغم من ادراكه انها المحب الاول والاخير ومحط الثقة الاول في حياته ؟؟
هذا بالفعل ما حدث لهذا الرجل وللرد على هذه الشبهة، وكما نفعل دائما، يجب ان نقرأ الفقرة في سياقها، فالفقرة تبدأ بتعليمات الرب للتكفير عن الخطايا المقصودة التي يصنعها الانسان بعند وقصد ضد الله، وبين خطايا السهو والنسيان، وانصح بقراءة الفقرة في سياقها من بداية الاصحاح الخامس عشر، وسوف اضع الفقرة التي تخصنا لاظهار التلخيص ، ثم اعقب بالشرح والتحليل:

(29 للوطني في بني اسرائيل وللغريب النازل بينهم تكون شريعة واحدة للعامل بسهو.30 واما النفس التي تعمل بيد رفيعة من الوطنيين او من الغرباء فهي تزدري بالرب فتقطع تلك النفس من بين شعبها31 لانها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته.قطعا تقطع تلك النفس.ذنبها عليها32 ولما كان بنو اسرائيل في البرية وجدوا رجلا يحتطب حطبا في يوم السبت.)
(سفر العدد 15: 16 - 36)


والان تعال لنفهم القصة من أولها: الله كلي الصفات لا يتغير، ولا تتغير وصاياه، فوصية الله للانسان منذ البداية واضحة في احدى الوصايا العشر (لا تقتل)، وبهذه الوصايا العشر تم اقامة عهد بين الله والشعب، وهذه الوصايا بمثابة القانون الذي يحكم العلاقة بينهما، وقد قرأ موسى الوصايا على الشعب، وقرأ عليهم البركات التي تصيبهم او اللعنات التي تحيقهم بموجب الطاعة او العصيان للوصايا : (19 أشهد عليكم اليوم السماء والارض. قد جعلت قدامك الحياة والموت. البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك.20 اذ تحب الرب الهك وتسمع لصوته وتلتصق به لانه هو حياتك والذي يطيل ايامك لكي تسكن على الارض التي حلف الرب لآبائك ابراهيم واسحق ويعقوب ان يعطيهم اياها)

اذا فنحن الان امام عهد وافق عليه طرفي العهد، الله بالحماية والرعاية والشعب بالطاعة والخضوع لوصايا الله وقيادته، فاذا خرق الانسان طرف المعادلة فانه يعرف مسبقا القانون الذي عليه ان يدفعه ثمنا للخرق، وهو انه لا يختار الله الذي هو الحياة، ويختار الانفصال عن الله والموت، هذه العقوبات لا يتم تنفيذها على الذي كسر القانون بالسهو او النسيان، او حتى باعلان التوبة والندم، فهل كان هذا الرجل احدى هذه الحالات ؟

تعال مرة اخرى نرجع قليلا الى الوراء لندرس الموقف باكمله، فهذه الوصايا كان الله يعطيها لموسى والشعب وهم في برية الارتحال من ارض العبودية في مصر الى ارض الموعد بكنعان، راجع معي الاصحاح السابق (سفر العدد 14 : 9) في كلام الله مع موسى ( ويقولون لسكان هذه الارض الذين قد سمعوا انك يا رب في وسط هذا الشعب الذين انت يا رب قد ظهرت لهم عينا لعين وسحابتك واقفة عليهم وانت سائر امامهم بعمود سحاب نهارا وبعمود نار ليلا.)،  وايضا نقرأ في سفر (الخروج 16: 35) (واكل بنو اسرائيل المنّ اربعين سنة حتى جاءوا الى ارض عامرة.اكلوا المنّ حتى جاءوا الى طرف ارض كنعان.).
دعنا اذا نتذكر معا ان الله كان يعطي الشعب طعامه اليومي من (المنّ والسلوى) يوما بيوم واليوم السابق للسبت كان الله يعطيهم حصة مضاعفة من الطعام تكفي يومين، وكان الله يقود الشعب بعمود سحاب نهارا (كان يقودهم ويقيهم حر الشمس) وعمود نار ليلا (كان يقودهم ويدفئهم من البرد ليلا).  اذا فما فعله الرجل لم يكن بغرض الحصول على بعض الحطب للتدفئة، او بيعه لشراء الطعام، او حتى للطبخ والاكل فالطعام موجود، معد وجاهز للاكل من اليوم السابق للسبت، هذا الرجل فعل العصيان والتمرد قاصدا، ويريد اعلانه امام باقي الشعب ليعلن ان العصيان وكسر الوصية ستمر بدون عقاب. 

واخيرا، من اللافت للنظر انه بالرغم من وجود الشريعة والقانون، فاننا نقرأ ان موسى لم يحكم عليه ولكنه وضعه في المحبس، حتى يصعد الجبل ويتقابل مع الله ويطلب الامر والقرار النهائي من الله، والذي كان بتنفيذ القانون تماما كما اتفق عليه الله والشعب، كما ان القاضي الذي ينفذ القانون بالحكم على الجاني بالعقوبة التي قد تصل الى (الاعدام) لانسميه (قاتلا)، بل نسميه (محقق العدالة)، هكذا فان الله كانت وصيته الاولى والمبدئية (لاتقتل) ولكن وبحسب القانون ايضا فان الله اعطى الانسان طريقين امامه : ام الطاعة  والبقاء مع الله مصدر الحياة للحياة او العصيان والانفصال عن الله مصدر الحياة و(هذا معناه اختيار) الموت. 

بقيت اضافة اخيرة صغيرة لهذه الجزئية، وهو ان هذه الحادثة هي الاولى والاخيرة التي قرأنها فيها ان انسانا يهوديا (او من شعب الله) كسر قانون السبت، وهذا معناه ان الوصية واختبار الرجل بكسرها عامدا متعمدا، وتنفيذ العقوبة عليه على مرأي ومسع من الجميع قد أتى ثماره المرجوة منه.

( لا تضلوا.الله لا يشمخ عليه.فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.) 
(غلاطية 6: 7)


(26 فانه ان اخطأنا باختيارنا بعد ما اخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا 27 بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة ان تأكل المضادين.28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رأفة 29  فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدّس به دنسا وازدرى بروح النعمة.30 فاننا نعرف الذي قال لي الانتقام انا اجازي يقول الرب.وايضا الرب يدين شعبه.31 مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي)
(عبرانيين 10: 26 - 31)


هل جاء المسيح لليهود فقط ؟

هل جاء المسيح لليهود فقط ؟
ام ان المسيح جاء للعالم أجمع


هذا ما سنناقشه هنا، ردا على مزاعم بعض الاخوة (المسلمين خاصة وغير المسيحيين  على وجه العموم) ان رسالة المسيح لم تكن الى العالم، وهي مزاعم انسان لم يقرأ الانجيل، ولا نبؤات العهد القديم عن المسيح.


وللاجابة باختصار ومباشرة على السؤال، فان كلام السيد المسيح مع نيقوديموس، المعلم اليهودي، تقول باختصار لمن جاء المسيح، قال السيد يسوع المسيح انه جاء الى العالم ليخلص العالم، وهذا الخلاص لكل من يؤمن به: 
(16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم.) (يوحنا 3: 16-17)  

هذا ما تقوله كلمة الله الصادقة :
(11 لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى.12 لانه لا فرق بين اليهودي واليوناني لان ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به.13 لان كل من يدعو باسم الرب يخلص.) (رومية 10: 11 - 13)



جاء من اليهود الى العالم كله وليس الى اليهود فقط




وفي حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية (السامريين في حالة عداء مع اليهود منذ العودة من السبي) قال لها (ان الخلاص هو من اليهود) (يوحنا 4: 22) وبالطبع تستطيع ان تميز الفرق بين الخلاص من اليهود ، وبين الخلاص هو لليهود، ولكي نفهم الفرق تعال نعود بالقصة قليلا الى الوراء، الى ميلاد المسيح، حيث استبقله سمعان الشيخ عندما دخل به ابواه الى الهيكل، فقال بالروح القدس: (29 الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام.30 لان عينيّ قد ابصرتا خلاصك31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب.32 نور اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل.) (لوقا 2: 29 - 32) ، والكلام واضح ويشرح نفسه، فالمسيح لجميع الشعوب، للامم كما لشعب اسرائيل، وهذا نفس ما جاء في النبؤات القديمة للانبياء قبل ميلاد المسيح، وهو ما كتبه البشير (متى) الذي كتب موجها بشارته لليهود، ان خدمة المسيح العملية انطلقت من كفرناحوم، جليل الامم والبلاد المحيطة بها، ليحقق النبؤات التي تقول بأن الامم سيسمعون رسالة الخلاص:

( 12 ولما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل.13 وترك الناصرة واتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم.14 لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل.15 ارض زبولون وارض نفتاليم طريق البحر عبر الاردن جليل الامم.16 الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما.والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور.17 من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات)
(متى 4: 12 - 17)، في اشارة الى نبؤات (اشعياء 9: 1 - 2)

ولكن قد يبادرالمعترض، باقتباس كتابي مبتور من سياقه فيقول، لماذا اذا قال المسيح لتلاميذه أو للمرأة الكنعانية: (لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة)،  وبالطبع ينسى المعترض ان يقرأ قول المسيح الذي يكمل ويشرح هذا الكلام، فهو ايضا القائل: (ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان آتي بتلك ايضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد.) (يوحنا 10: 16) ، اذا لكي نفهم المقولة الاولى، يجب ان نضعها في سياقها، اقرأ الفقرة بالكامل  (متى 15: 21- 28) فالسيد المسيح قال هذا الكلام للمرأة الكنعانية في وسط كلامه بامتحان ايمانها،  في نقل ما يقوله اليهود عن الامم، الامر الذي انتهى بتطويب المرأة وامتداح ايمانها والاستجابة الى طلبها، راجع المقالة بالتفصيل على المدنة على (هذا الرابط للجزء الاول)  (وهذا الرابط للجزء الثاني) 



وجاءت ايضا هذه المقولة للسيد المسيح، في ارساليته الاولى للتلاميذ، حيث قال لهم :


(5 إلى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا.6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة.) (متى 10: 5 - 10) ، ومرة اخرى، يجب قراءة هذه المقولة في سياقها، فالكتاب المقدس يتنبأ عن رفض اليهود للمسيح، وهو الذي جاء من اليهود، ليعطي الخلاص للعالم اجمع ولكن اليهود انفسهم رفضوه، فيقول الكتاب : (إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله، (11 الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله.12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه.13 الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله) (يوحنا 1: 11 - 13) 

ولكي تتحقق النبؤات، برفض اليهود للمسيح، كانت الارسالية الاولى للتلاميذ الاثني عشر الى المدن اليهودية (لوقا 9: 1 - 6) ثم كانت الارسالية الثانية للسبعين رسولا الى مدن اليهودية والامم على حد السواء (لوقا 10: 1 - 11)، واذا رجعت وقرأت الروابط للقراءات السابقة، ستجد ان الارسالية الثانية والتي ارسل فيها المسيح رسله الى المدن التي ينوي الذهاب اليها للكرازة والبشارة بملكوت السموات،  ذكر فيها المسيح اسماء المدن التي صنع بها اكثر معجزاته والتي يقطنها غالبية من الامم ، بل ان المسيح كان يجري المعجزات في اراضي الامم وللشعب الاممي غير اليهودي، اكثر مما صنع في المدن اليهودية او حتى المدينة اليهودية التي نشأ فيها، ولهذا قال لهم المسيح ان المعجزات والافتقاد الالهي كان اغلبه للامم وليس لليهود :


( 23 فقال لهم. على كل حال تقولون لي هذا المثل ايها الطبيب اشفي نفسك.كم سمعنا انه جرى في كفر ناحوم فافعل ذلك هنا ايضا في وطنك.24 وقال الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه.25 وبالحق اقول لكم ان ارامل كثيرة كنّ في اسرائيل في ايام ايليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة اشهر لما كان جوع عظيم في الارض كلها.26 ولم يرسل ايليا الى واحدة منها الا الى امرأة ارملة الى صرفة صيدا.27 وبرص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمان اليشع النبي ولم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني.28 فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا.29 فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل.30 اما هو فجاز في وسطهم ومضى) 



وبنظرة سريعة الى خدمة السيد المسيح الشخصية ومعجزاته، سنجد انه لم يتجاهل الامم، بل كان لهم نصيبا مميزا، وهذه بعض الامثلة:

الاولى: افتقاد المسيح للمرأة السامرية، وقريتها السامرية كلها (يوحنا 4: 39 - 42) 
الثانية: في قرية الجرجسيين شفي المجنون الذي كانت تسكنه الارواح وانتقلت الى الخنازير، وهي دليل على ان غالبية السكان لهذه القرية هم من الامم (مرقس 5: 1 - 20)
وبعدها اراد الرجل ان يصاحب المسيح، فطلب منه ان يذهب الى اهله وعشيرته فمضى الى المدن العشر.

الثالثة: شفاء المسيح لغلام قائد المئة الروماني وهو من الامم، وتطويب ايمانه، في قرية كفرناحوم والتي غالبية سكانها من الامم (متى 8: 5 - 13)
الرابعة: شفاء المسيح لابنة المرأة الكنعانية، وتطويب ايمانها (متى 15: 21- 28)  

الخامسة:شفاء المسيح لعشرة من البرص، اثناء اجتياز المسيح للسامرة،  واحد منهم سامري، الوحيد الذي رجع لاعطاء المجد والشكر والسجود للمسيح (لوقا 17: 11 - 19)
السادسة: شفاء الاعقد الاصم، من مدينة صيدا وهي مدينة امم وليس يهود (مرقس 7: 31- 39)
السابعة: كان الناس يأتون الى المسيح من جميع سورية وكان يشفي مرضاهم بدون تمييز بين اليهود والامم (متى 4: 23- 25)
الثامنة: عندما اراد السيد المسيح تعليم اليهود عن من هو القريب لهم، ضرب لهم مثل السامري الصالح، الذي صنع معروفا لليهودي، وكثير من التفسيرات تقول ان السامري الصالح هو اشارة الى المسيح نفسه (لوقا 10: 25 - 37) 
التاسعة: قبل الصليب، جاء بعض اليونانيين وطلبوا مقابلة المسيح، فتحدث اليهم عن الخلاص المزمع ان يصنعه بموته على الصليب،فاذا لم يكن الامم معنيين ببهذا الخلاص  ايضا، فلماذا يناقش معهم هدف الموت والفداء  (يوحنا 12: 20-25)
العاشرة: كان السيد المسيح دائما يلوم الفريسيين والكتبة، على فهمهم الخاطيء بانهم شعب الله المختار، فقد اختارهم الله كشعب للكرازة وتوصيل رسالة الله الى باقي الامم، الامر الذي اساء فهمه اليهود، واعتبروا ان الامم من الكلاب، ولذلك كان المسيح يلومهم بأن معهم مفاتيح المعرفة، فلم يدخلوا ولم يتركوا الداخلين يدخلوا، ولامهم على اسلوبهم لتهويد الامم بصورة تدين ظاهري فقط  (متى 23: 13 - 15)



هذه كانت بعض الامور فقط لاعطاء الامثلة وليس للحصر، عن نوعية خدمة المسيح وتعاليمه ومعجزاته بين الامم.   وكما بدأنا كلامنا بقول المسيح ان محبة الله وارساله للفداء كانت للعالم اجمع، نختم ايضا بوصية السيد المسيح الاخيرة الى تلاميذه بالذهاب الى العالم اجمع والخليقة كلها بدون تمييز: 
(15 وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. 16 من آمن واعتمد خلص.ومن لم يؤمن يدن.) (مرقس 16: 15 - 16)، وطلب السيد المسيح منهم ان تكون كرازتهم الى اقصى الارض، مبتدئين من دائرة اهلهم وتتسع الدائرة الى اقصى الارض : ( لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض) (اعمال الرسل 1: 8)، وهذا هو ما فهمه التلاميذ والرسل في بشارتهم ، فكانت لاتميز بين اليهودي والاممي وقصة الرؤيا التي ارسلت بطرس لكرنيليوس الاممي ليست الوحيدة (راجع اعمال الرسل الاصحاح 10)، وقد اقرباقي التلاميذ هذه الخدمة وقالوا (اذا اعطى الله الامم ايضا التوبة للحياة) (اعمال الرسل 11: 1 - 17)، وايضا خدمة الرسل للامم (لان هكذا اوصانا الرب. قد اقمتك نورا للامم لتكون انت خلاصا الى اقصى الارض.48  فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب. وآمن جميع الذين كانوا معيّنين للحياة الابدية) (اعمال الرسل 13: 47- 48) ، في اشارة الى نبؤة (اشعياء 49: 1 - 6)  حينما كان الرب يدعو جميع الامم قائلا (اسمعي لي ايتها الجزائر واصغوا ايها الامم من بعيد.... فقد جعلتك نورا للامم لتكون خلاصي الى اقصى الارض).


عزيزي القاريء، ان رسالة المسيح هي للعالم اجمع، لا فرق بين يهودي ومسيحي ومسلم وبوذي واي دين، انت مدعو الى الايمان بالمسيح المخلص، فهل تفتح قلبك وتقبله بالايمان :

( 8 لكن ماذا يقول. الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك اي كلمة الايمان التي نكرز بها. 9 لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت. 10 لان القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص. 11 لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى.12 لانه لا فرق بين اليهودي واليوناني لان ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. 13 لان كل من يدعو باسم الرب يخلص.)

مقــالات ســابقــة