من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

شبهة ورد - هل بولس يحرض على الكذب ؟

************* الشبهة ***************
قال بولس ( فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ ) (روميه 3: 7) ومن هذا يقول المعترضون ان بولس يشجع على الكذب ، خاصة اذا كان الموضوع في الكلام مع غير المسيحيين و اذا كان الهدف هو زيادة مجد الله .

***********الرد بنعمة الله ****************



كاتب هذه الشبهة لم يقرأ الفقرة في سياقها ، فاذا كنت دارسا لرسالة رومية ، واسلوب الرسول بولس في كتابتها ، ووضعت الفقرة كاملة في سياقها بدون اجتزاء وبتر مخلّ ، لاكتشفت ان بولس لا يقولها متكلما عن نفسه أو معبرا عن ارائه .

الفقرة مقتبسة من رسالة الرسول بولس الى اهل رومية ، ويقول وليم باركلي في تفسير الرسالة : " لا يخفى أن اصعب ما يمكن فهمه هو الرسائل ، ويقتبس ديمتريوس قولا لأرتيمون الذي حرر رسائل أرسطو، جاء فيه ان الرسالة يجب ان تكتب في قالب حوار، لانه اعتبر ان الرسالة جانب واحد من الحوار.  وبتعبير عصري نقول ان قراءة رسالة تشبة الاستماع لحديث تليفوني من جانب احد، وعلى هذا فاننا حين نقرأ رسائل بولس تواجهنا صعوبة، فنحن لا نملك الرسالة التي يجيب عليها، ولا نعرف بالضبط كل الظروف التي كان يعالجها،  كل ما هناك اننا نستنتج الظروف التي دفعت على الكتابة." <1>

في هذه الفقرة من الرسالة الى رومية، يكتب الرسول بولس بصورة حوار بينه وبين شخص (افتراضي) يهودي ، فبولس يحاول اقناع اليهودي انه لا فضل بينه (كيهودي بالولادة) وبين غير اليهودي ، فكتب هذه الفقرة في صيغة حوار ، وكانت هذه الكلمات من ضمن الاقوال التي قالها المعترض على بولس .

النص في سياقه يقول:
(1 اذا ما هو فضل اليهودي او ما هو نفع الختان. 2 كثير على كل وجه.اما اولا فلانهم استؤمنوا على اقوال الله. 3 فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء. افلعل عدم امانتهم يبطل امانة الله. 4 حاشا.بل ليكن الله صادقا وكل انسان كاذبا.كما هو مكتوب لكي تتبرر في كلامك وتغلب متى حوكمت. 5 ولكن ان كان اثمنا يبين بر الله فماذا نقول العل الله الذي يجلب الغضب ظالم. اتكلم بحسب الانسان. 6 حاشا. فكيف يدين الله العالم اذ ذاك.7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ. 8 اما كما يفترى علينا وكما يزعم قوم اننا نقول لنفعل السيات لكي تاتي الخيرات. الذين دينونتهم عادلة فماذا اذا.انحن افضل.كلا البتة.لاننا قد شكونا ان اليهود واليونانيين اجمعين تحت الخطية 10 كما هو مكتوب انه ليس بار ولا واحد. 11 ليس من يفهم. ليس من يطلب الله. 12 الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.)

والان تعال لنفهم ونحلل هذا النص، واليكم النص مع وضع باللون الاحمر اسم (بولس) للدلالة على ما هي اقوال بولس في الفقرة ، واسم ( المعترض ) للدلالة على اقوال المعترض على اقوال بولس .من الرسالة


1( المعترض ) اذا ما هو فضل اليهودي او ما هو نفع الختان. (او بصيغة اخرى يقول المعترض لبولس، من كلامك في الاصحاح السابق نفهم انه لا فرق بين اليهودي والوثني لان كليهما يقف في نفس الموقف، فما هو الفرق بين اليهودي والوثني ؟)

2(بولس) كثير على كل وجه. اما اولا فلانهم استؤمنوا على أقوال الله. (او بمعنى آخر يملك اليهود ما لم يملكه الوثنيون ، فعندهم اقوال الله)

3(المعترض) فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء. أفلعل عدم امانتهم يبطل امانة الله. (او بصيغة اخرى يقول المعترض ماذا يحدث لو ان بعض اليهود عصوا اقوال الله ولم يكونوا امناء له ، فحقت عليهم دينونة الله ؟ اذا كان لليهود مكانة خاصة ووعدا خاصا ، ولكنك تمضي لتقول ان بعض اليهود على الاقل تحت دينونة الله ، هل معنى هذا ان الله نقض وعده فاظهر انه ظالم لا يعتمد عليه ؟ )

4(بولس) حاشا. بل ليكن الله صادقا وكل انسان كاذبا. كما هو مكتوب لكي تتبرر في كلامك وتغلب متى حوكمت ( او بصيغة اخرى ، حاشا ، ان هذا يظهر أن الله لا يحابي احدا ، وانه يعاقب الخطيةأينما وجدت، ان عقاب الله لليهودي الكاذب هو افضل برهان على عدالته المطلقة، ذلك انه لم يتغاض عن خطايا شعبه ، وهذا خير دليل على عدالته المطلقة، وعلى حقه في ادانة كل الارض.


5(المعترض) ولكن ان كان اثمنا يبيّن بر الله فماذا نقول ألعل الله الذي يجلب الغضب ظالم.( او بصيغة اخرى يقول المعترض لقد واجهتنا بمشكلة جديدة، لقد اظهرت ان عصياني اعطى الله فرصة ليبرهن بها على بره وعدالته ، ان اثمي بين بر الله


6(بولس) اتكلم بحسب الانسان. (اضافة استدراك من بولس لكي لا يساء فهمه)  حاشا. فكيف يدين الله العالم اذ ذاك.

7(المعترض) فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (او بصيغة اخرى فكيف تدعوني خاطئا اذن، ان خطيتي رائعة لانها اعطت الله الفرصة ليبرهن بها على عدالته وصلاحه ، صحيح انني اخطأت ، ولكن نتائج صالحة ترتب على هذا الخطأ ، ولن تقدر ان تدين انسانا وهب الله فرصة ليظهر عدالته .)

8(بولس) أما كما يفترى علينا وكما يزعم قوم اننا نقول لنفعل السيآت لكي تأتي الخيرات. الذين دينونتهم عادلة (او بصيغة اخرى هذا منطق معكوس وغير معقول ان ينادي به احدا يعرف الله، فهذا القول يجعل الناس غير المؤمنين يفترون على المؤمنين الحقيقين بانهم جميعا يقولون بنفس المنطق، نخطيء لكي يظهر صلاح الله ؟ هذا كلام خاطيء لان كل من ينادي بهذا الفكر يضع نفسه ايضا تحت دينونة الله على الخطية.

9(المعترض ) فماذا اذا. أنحن افضل. ( او بصيغة اخرى، اليس هذا وضعنا كيهود افضل من الآخرين ولن تقع علينا دينونة الله لاننا يهود) ؟

9- 12(بولس) كلا البتة. لاننا قد شكونا ان اليهود واليونانيين اجمعين تحت الخطية كما هو مكتوب انه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم.ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معا.ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد. (او بصيغة اخرى، عدنا الى النقطة الاولى ان اليهود وغيرهم تحت الخطية لان ليس احدا صالح سواء من اليهود او من غير اليهود لكنا خطاة ولم نفعل البر او الصلاح الكافي لكي ننجو من دينونة الخطية، فلكنا فعلنا الخطية ولم يكن فينا من يفعل الصلاح ليس ولا واحد.)


*********

ارجو من الأخوة المسلمين ان يبحثوا ويقرأوا في الكتاب المقدس ولا ينقلوا او يكرروا بغير فهم عن بعض المغرضين المدلسين .الكلمة ليست من اقوال بولس ، بل من اقوال معترض افتراضي يتكلم معه بولس في الفقرة ،فهو يكتب باسلوب شيق وكأن هناك حوارا بينه وبين شخص يهودي معترضا على كلامه .الاسلوب يتبعه الرسول بولس في فقرات اخرى كثيرة من رسالته الى روميه ، ادرس الرسالة وسوف تكتشف المزيد من الفقرات التي كتبها بولس بنفس الاسلوب .

مع تحياتي ومحبتي

************
<1> المراجع المستعان بها ( تفسير رسالة رومية ، وليم باركلي، تعريب القس منيس عبد النور)

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الثانية



بدأنا نناقش في الحقلة السابقة، كيفية حساب الايام الثلاثة والليالي الثلاثة التي قضاها السيد المسيح في القبر بحسب النبؤة التي نطق بها على فمه المبارك (لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.)  ( متى 12 : 39 – 40) وايضا (لوقا 11: 30)

يمكنك قراءة الحلقة الاولى ، على هذا الرابط :

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الاولى


**************

وقد شرحنا معنى يوم (السبت) في الفكر اليهودي، وقلنا ان اليوم اليهودي يبدأ بغروب الشمس ويمتد حتى بداية الغروب التالي (وهذا يسبب ارتباكا لمن يريد ان يحسب باسماء الايام الرومانية أو العربية لان اليوم اليهودي يقع فيه يومين بحسابنا، والعكس صحيح)، واخيرا فاليهودي يفهم مقولة ( ثلاثة ايام وثلاث ليال) ليس على انها 72 ساعة ولكنه تعبير يطلق فيه اسم اليوم على اليوم كله او جزء من اليوم. (راجع دائرة المعارف اليهودية )

http://www.jewishencyclopedia.com/





**************

والآن نستكمل النقطة الاخيرة في الموضوع
رابعا: كيف سارت الاحداث التاريخية لصلب المسيح
وقيامته حسب الكتاب المقدس


**************


ولكي نفهم احداث الاسبوع الذي أنتهى بالصلب، يجب أن نفهم كيف كان يحتفل اليهود بعيد الفصح، الذي يبدأ باليوم الذي أكل فيه المسيح الفصح مع التلاميذ وتم الصلب فيه أيضا.
جاء في (سفر اللاويين 23: 5 - 8 ) ما يلي: ( 5 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا.  7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. 8 وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا)
**************

ولمن لا يعرف نقول ان الفصح هو العيد اليهودي الذي يحتفل فيه الشعب من خروجهم من العبودية الى الحرية، ففي خروجهم من ارض مصر طلب منهم الرب ان يذبحوا خروفا (له مواصفات خاصة تشير إلى السيد المسيح) وطلب الرب منهم رش دم الخروف على الابواب (القائمتين والعتبة العليا) لكي يحمي هذا الدم بكر البيت الذي فيه من بطش الملائكة المهلكة (سفر الخروج 12) و (مزمور 78: 49 - 51)، ويتميز بعلامة الدم بيت المؤمن من غير المؤمن، فكان البيت غير المحمي بدم الخروف المسفوك يموت فيه الابن البكر، بينما ينجو الابن البكر الذي يحتمي بعلامة الدم إذ أن الرب نفسه يغطيه بحمايته وهذا هو تعبير كلمة (فصح)، ونلاحظ في الشاهد تطابق المطلوب في اليوم التالي للفصح (اليوم الاول لعيد الفطير الذي يبدأ في الخامس عشر) مع ماهو مطلوب في يوم السبت (عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا) وأطلق علي اليوم (محفل مقدس) وهو ما يطلقه الكتاب ايضا على (سبت العيد) راجع تعريف يوم السبت مرة أخرى. وكان خروف الفصح يجب ان يحفظ أربعة أيام تحت الحفظ للفحص من العاشر الى الرابع عشر:


(وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: 2 «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. 3 كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ. 4 وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. 5 تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. 6 وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ.)(خروج 12: 1- 6 )

**************


والآن لنطابق أحداث الاحتفال بالفصح اليهودي مع احداث أسبوع الصلب وقد حصلت كالآتي:

لم تكن ولادة السيد المسيح في مذود للبقر من قبيل الصدفة بل هو ترتيب الهي (فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.)(لوقا 2: 7) فقد اشار اليه يوحنا المعمدان بأنه (حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!) ( يوحنا 1: 29 و 36) وقال عنه الوحي المقدس (لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.)(1 كورنثوس 5: 7)



**************
وهذا هو الايمان المسيحي. فإننا نحتمي بالدم الكريم الذي سفكه السيد المسيح على الصليب من الدينونة الالهية الرهيبة في يوم الدين. كم أعلن الوحي المقدس في كلمة الله، (مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، 25 الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. 26 لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ.... فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!)(روميه 3: 24 - 26 ) و(روميه 5: 9).


**************

دخل السيد المسيح إلى بيت عنيا ستة أيام قبل الفصح (ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 2 فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ) (يوحنا 12: 1 و 2) وفي اليوم التالي دخل إلى أورشليم ودخل الهيكل وبدأ العد التنازلي لأربعة أيام خروف الفصح تحت الحفظ، ثم عاد فذكرهم بالصليب مرة أخرى قبل يومين من الفصح (تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ)  (متى 26: 2) ثم جاء يوم الفصح فأكله السيد المسيح مع تلاميذه.(وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ، قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ:«أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟».) (مرقس 14: 12) و (متى 26: 17) و (لوقا 22: 7) و (يوحنا 12: 1)


**************


الآن في زمن التكنولوجيا والانترنت والحاسبات الآلية، أصبح من اليسير أن نعرف أن عيد الفصح في سنة صلب السيد يسوع المسيح (30 ميلادية) يوافق أي يوم، فكما قلنا أن عيد الفصح كان يتم الاحتفال به في الرابع عشر من الشهر اليهودي (القمري) بمعنى أن القمر كان كاملا (بدرا) في هذه الليلة، فما علينا إلا أن نعرف اسم اليوم الذي كان فيه القمر كاملا في سنة الصلب يمكنك الضغط على هذا الرابط، فقد قمت بإعداده لعرض متى يكون القمر كاملا ( بدرا) في سنة 30 ميلادية لشهر ابريل ( نيسان)، (اتفق معظم الباحثون على أن السيد المسيح ولد سنة 4 قبل الميلاد وصلب سنة 30 ميلادية).
اسم اليوم الذي تم فيه الفصح سنة 30 للميلاد
http://www.obliquity.com/cgi-bin/easter.cgi?year=30


ستجد في أسفل الصفحة أن القمر كان كاملا (بدرا) يوم الأربعاء، الرابع من ابريل في سنة (30 ميلادية).

ولكن مهلا، هذا ليس يوم الفصح في ذلك العام، لقد اعتقدت مثلك انه اليوم الموافق 14 من الشهر الاول اليهودي الذي يؤكل فيه الفصح، ولكن عند دراسة موعد مولد هذا قمر هذا الشهر وبحسب نفس الموقع اضغط على هذا الرابط
مواسم واشكال القمر لشهر مارس سنة 30 ميلادية

http://www.obliquity.com/cgi-bin/lunar.cgi?Year=30&Month=3


أن مولد القمر لهذا الشهر في هذه السنة كان في يوم 22 مارس وفي تمام الساعة 5 و 49 دقيقة مساء بتوقيت جرينتش، أي 7 و 49 دقيقة بتوقيت أورشليم، وكان في زمن المسيح يتم حساب الشهر برؤية القمر بالعين المجردة، فلم يكن ممكنا أن يشاهد القمر قبل غروب الشمس ( بداية اليوم اليهودي) بحسب طريقة اليهود في حساب بداية اليوم كما اتفقنا، ولهذا فالحساب الفلكي على الموقع يتم تعديله بترحيل يوما كاملا، فيكون يوم الفصح الفعلي لذلك العام هو الخميس الموافق الخامس من ابريل في سنة (30 ميلادية).

**************
فيكون ما حدث هو الآتي:


اتفقنا أن اليوم اليهودي يبدأ بغروب الشمس، ويستمر اليوم اليهودي من غروب الشمس إلى اللحظة قبل بداية غروب الشمس التالي، (لازلت أؤكد على هذه النقطة مرارا وتكرارا، لان هذا قد يسبب خلطا لفهمنا، لان اليوم اليهودي ينقسم إلى جزئيين بالنوم ليلا، ويقع اليوم الواحد بين تسمية يومين بحسابنا) ولذلك تسهيلا للحساب وحتى لا يتوه منّا القارئ سوف نحسب الأيام بالأرقام اليهودية، مع الأخذ في الاعتبار أن الحساب سوف يكون كما يلي:


14 من الشهر اليهودي (نيسان)،: يوم الفصح اليهودي (من غروب الخميس إلى غروب الجمعة)
15 من الشهر اليهودي (نيسان)،: أول أيام الفطير (محفل مقدس أو سبت مقدس) (من غروب الجمعة إلى غروب السبت)
16 من الشهر اليهودي (نيسان)، (من غروب السبت إلى غروب الأحد)



اضغط على الصورة للتكبير
**************
انظر إلى الأحداث كما ينظر إليها الشخص اليهودي:


غربت الشمس لتعلن بداية اليوم الرابع عشر (حسب التقويم اليهودي) مساءا بتناول عشاء الفصح فأكل السيد المسيح الفصح مع تلاميذه بين العشاءين كما سبق ذكره في (سفر اللاوين 23: 5) راجع (متى 26: 17) و (مرقس 14: 12) و (لوقا 22: 7 - 8) و(يوحنا 13)، وبعد العشاء خرج السيد المسيح إلى البستان للصلاة حيث تم القبض عليه، ومحاكمته أمام السنهدريم، ثم في الصباح (لازال اليوم اليهودي الرابع عشر مستمرا) تمت محاكمته أمام هيرودس وبيلاطس وتم الحكم عليه بالصلب، وصلب بالفعل ومات قبل غروب الشمس بساعتين ونيف لتعلن انتهاء اليوم الرابع عشر وفيه و الاستعداد لاستقبال اليوم الخامس عشر في الشهر اليهودي، (الذي سيكون يوم محفلا أو سبتا عظيما) استمرار لعيد الفصح نفسه لسبعة أيام يأكلون الفطير، واستعدادا لهذا (السبت العظيم) تم إنزال جسد المسيح من على الصليب، (راجع اللاويين 23: 7) ودفن في قبر يوسف الرامي، ثم استراحت النساء يوم السبت المحفل، ثم ذهبن إلى القبر فجر الأحد.


**************
كم يوم وكم ليلة قضاها في القبر؟؟


صلب المسيح ومات يوم 14 من الشهر الساعة التاسعة بالتوقيت اليهودي، ( إي الساعة الثالثة ظهرا بتوقيتنا في لحظة تقديم الذبيحة الأخيرة للفصح في الهيكل ) ( مرقس 15: 34 - 37) و ( متى 27: 46 - 50) و (لوقا 23: 44 - 46) ودفن قبل غروب شمس هذا اليوم وهو الجمعة اليهودي، هذا هو اليوم الأول ( والذي يصادف من غروب الخميس إلى غروب الجمعة).اليوم الثاني (والذي يصادف من غروب الجمعة إلى غروب السبت)،وهو السبت اليهودي 15 من الشهر جسد السيد المسيح في القبر. اليوم الثالث (والذي يصادف من غروب السبت إلى غروب الأحد) وهو الأحد اليهودي 16 من الشهر جسد السيد المسيح في القبر، والقيامة في فجر يوم الأحد إي في نفس اليوم الثالث كما تنبأ أيضا،


(وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!»)(متى 27: 62 – 64) و (متى 16: 21) و (متى 17: 23) و (متى 20: 19) و ( مرقس 9: 31) و(مرقس 10:34) و (لوقا 9:22) و(لوقا 18:33) و (لوقا 24:7) و (لوقا 24:21).
**************

أما بالنسبة لحساب الليالي، فواضح أنهم ثلاث ليال، من الغروب إلى الشروق والقيامة كانت في الفجر بعد الليلة الثالثة.

أين يقع المعترضون في خطأ حساب الأيام والليالي الثلاثة:



لا يمكن فصل نبؤه السيد المسيح عن الصلب والموت والقيامة بعضها عن بعض، هذا اسمه (محاولة تصيد أخطاء) فالسيد المسيح الذي تنبأ عن بقائه في بطن الأرض كما كان يونان في بطن الحوت (ثلاثة أيام وثلاث ليال) هو أيضا الذي تنبأ عن قيامته في اليوم الثالث، وإذا كانت هذه النبوات تتعارض أو تتناقض لكان اليهود هم أول من هبوا واتهموا المسيحيين بعدم تحقيق نبؤه المسيح الذي آمنوا به، وحيث أن اليهود هم الذين تلقوا النبوات، وهم المعنيين بفهمها وتفسيرها، فنجد أنهم قبلوا القول (ثلاثة أيام وثلاث ليال) على ان تحقيقها يتم في اليوم الثالث، راجع قول رؤساء الكهنة والفريسيين إلى بيلاطس، حيث طلبوا ضبط القبر (إلى اليوم الثالث) وليس إلى اليوم الرابع على سبيل المثال (متى 27: 64)، وعلى هذا يجب حساب الأيام بطريقة اليهود، فيومهم يبدأ بغروب الشمس ويستمر إلى غروب الشمس، تسمية ساعات النهار لديهم تختلف عن تسمياتنا، إذا قال أحدا منهم قابلني بعد (ثلاثة أيام وثلاث ليال)، وذهبت لمقابلته في اليوم الثالث لن يعترض، فهكذا هو يفهم ويتعامل على أن اليوم تسمية تطلق على اليوم كله أو على جزء منه.


**************

السيد المسيح القائم من الأموات ظهر للتلاميذ وشرح لهم مرة أخرى (حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.)( لوقا 24: 45 – 47)،     نعم السيد المسيح قال انه سوف يعطي آية يونان للشعب (لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.) (متى 12: 40)،     وقد خرج السيد المسيح من القبر حيا، و هو أيضا القائل قبل الصليب، انه في اليوم الثالث سيقوم  ( متى 16: 21) و (متى 17: 23) و (متى 20: 19) و (مرقس 10: 34) و( لوقا 9: 22) و(لوقا 18: 33) - ولا يمكن أن ينقض المكتوب(يوحنا 10: 35)


(وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، ) (1 كورنثوس 15: 1- 4) 

 خريطة توضح الاعياد اليهودية ، يهمنا منها شهر نيسان (ابيب) اول شهور السنة اليهودية والتي يأتي فيها عيد الفصح، تلاحظ ان عيد الفصح يطلق على يوم ذبح الخروف ويستمر طوال اسبوع الفطير، كل هذا الاسبوع اسمه اسبوع الفصح (اعمال 12: 3-4)
(اضغط على الصورة للتكبير) .

للمزيد : تفسير جون جيل عن (متى 12: 40) 

**********

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الاولى

قد صلبوا يسوع (يوحنا 19: 23)
الحلقة الاولى



في تعليقات الاخوة القراء المسلمين على سلسلة مقالات (وماقتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي)، حاول الاخوة القراء المسلمين التعرض لقضية الصليب من وجهة نظر الانجيل – وهو ما لم اناقشه في البحث السابق – وبالرغم من ان الكتّاب البشيرون الاربعة كتبوا من أماكن متفرقة وازمنة مختلفة ، فقد جاء تأكيدهم واتفاقهم على شخصية المصلوب أنه هو السيد المسيح ، لتتميم النبؤات والخلاص للانسان . ولان أخوتنا المسلمين لم يستطيعوا ان ينقضوا هذا الاتفاق ، فلجأوا الى التشكيك في مدة بقاء السيد المسيح في القبر. 
**************
ويهمني هنا تصحيح المفاهيم بالنسبة للبعض، فقد تمت النبؤة تماما كما قالها السيد يسوع المسيح، ( 39 فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40 لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال) ( متى 12 : 39 – 40) وايضا (لوقا 11: 30)


**************
وبسبب اختلاف التوقيت اليهودي - العبري (الذي سجل به الانجيل احداثه) عن التوقيت الروماني الذي نتبعه الآن، فيجب على الدارس ان يفهم الفارق بينهما لكي يتم ترجمة الحساب بطريقة صحيحة ، فسنحاول في هذه الدراسة الاجابة على هذه الاسئلة :

(1) توقيتات اليهود في حساب بداية اليوم ونهايته ، وكيف يحسب اليهود ثلاثة أيام وثلاث ليال.
(2) تعريف ما هو المقصود بــ (السبت) في العرف اليهودي كيوم او كعيد (لتحديد اليوم التالي للصلب) حيث قيل انه كان سبتا عظيما.
(3) أسم اليوم الذي تم فيه الصلب (وسنستخدم الحسابات الفلكية) .
(4) كيف سارت الاحداث في الاسبوع الأخير الذي تم فيه الصلب متزامنة مع عيد الفصح.

**************
اولا: توقيتات اليهود في حساب بداية اليوم ونهايته.


(1) بالنسبة لبدايات ونهايات الايام تحسب كالاتي: اليهود يتبعون التقويم القمري ، ولكن بالنسبة لتحديد بداية اليوم فهو يبدأ من غروب الشمس ، اي ان يوم السبت يبدأ من غروب الجمعة وينتهي بغروب السبت حيث يسمي بداية يوم الاحد وهكذا ، وذلك لانه جاء في التوراة (.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا) (تكوين 1: 5) فاعتبروا بداية اليوم هو المساء . (راجع ايضا دائرة المعارف اليهودية)[1]

http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=44&letter=C&search=day%20and%20night


وايضا هذا الرابط :

http://webexhibits.org/calendars/calendar-jewish.html#SECTION00410000000000000000

(2) بالنسبة لساعات النهار وترقيمها:

بالطبع فان ساعات النهار تختلف ايضا ، بناء على اختلاف بداية اليوم ، فكانوا يقسمون النهار الى اثنتي عشر (جزء) أو ساعة ، بداية من شروق الشمس ( السادسة صباحا)
فالساعة الثالثة من النهار عندهم تعادل التاسعة صباحا عندنا، والتاسعة مثلا عندهم تعادل الثالثة مساءاً بتوقيتنا الحالي (وللتسهيل يوجد 6 ساعات فرق عن نظامنا الحالي)، وذلك للتوضيح أن تسجيل الساعات وقت الصلب في الانجيل تم بالحساب اليهودي .


(3) السبت عند اليهود: وهنا ارجو الاهتمام والتركيز لانه يحدث خلطا كبيرا ، فالسبت لدي اليهود ليس فقط Saturday ، (ليس بالضرورة اليوم الواقع بين الجمعة والاحد) ، السبت يطلق على يوم الراحة الاسبوعي ، وايضا أيام الاعياد الدينية ( وتسمى ايضا محفلا مقدسا) ، بل يطلق ايضا على الاسابيع والسنين فتسمى (سبتا) ، ولا يسمح لهم بالعمل خلال راحة السبت (Sabbath) ، لذلك لا يجب ان نخلط بين يوم السبت في لغتنا العربية ( وهي قريبة النطق من اللغة العبرية اليهودية ) وبين السبت اليهودي (Sabbath) ، ربما الترجمة الانجليزية تفيد في هذا الشأن لانها لا تترجم ( السبت ) الى (Saturday) حتى لايتم الخلط مع توقيتاتنا الحالية ، وسنناقش هذه الجزئية بتفصيل اكثر لاحقا .

(4) مفهوم اليهود لمقولة ثلاثة أيام وثلاث ليال :

 وهذه نقطة هامة يجب الالتفات اليها لكي نفهم قصد السيد المسيح من قوله ( ثلاثة ايام وثلاث ليال ) وكيف فهمها اليهود ، فقد جرى العرف عند اليهود على اطلاق تسمية اليوم على اليوم الكامل او على الجزء منه، (راجع ايضا دائرة المعارف اليهودية ، تعريف اليوم والليلة) [2]
http://jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=167&letter=D

وهذه بعض الامثلة من الكتاب المقدس لتوضيح المعنى .

المثال الاول : في حوار قادة الشعب مع الملك يربعام ، قال لهم الملك (فقال لهم ارجعوا اليّ بعد ثلاثة ايام. فذهب الشعب) (2 أخبار 10: 5) ثم يقول الكتاب انهم رجعوا في اليوم الثالث وقابلهم الملك ولم يعترض على مدة الايام المحسوبة (فجاء يربعام وجميع الشعب الى رحبعام في اليوم الثالث كما تكلم الملك قائلا ارجعوا اليّ في اليوم الثالث)(2 أخبار 10 : 12)

**************
المثال الثاني : غلاما كان مريض منذ ثلاثة ايام ، ولما قابله داود قيل انه لم يأكل خبزا ولا شرب ماء لمدة ثلاثة ايام وثلاث ليال ، بالرغم من انه تناول طعامه في اليوم الثالث ، وبدون الليلة الثالثة ؟؟


(11 فصادفوا رجلا مصريا في الحقل فاخذوه الى داود واعطوه خبزا فاكل وسقوه ماء 12 واعطوه قرصا من التين وعنقودين من الزبيب فاكل ورجعت روحه اليه لانه لم ياكل خبزا ولا شرب ماء في ثلاثة ايام وثلاث ليال. 13 فقال له داود لمن انت ومن اين انت.فقال انا غلام مصري عبد لرجل عماليقي وقد تركني سيدي لاني مرضت منذ ثلاثة ايام. )(1 صموئيل 30 : 11- 13)

**************
المثال الثالث : عندما جاء اخوة يوسف لمقابلته بدون ان يعرفوا شخصيته ، امر بحبسهم ثلاثة أيام ولكنه اطلقهم في اليوم الثالث ، معتبرا جزءا من اليوم الثالث هو يوما كاملا (17 فجمعهم الى حبس ثلاثة ايام 18 ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث افعلوا هذا واحيوا.انا خائف الله.)( تكوين 42: 17 – 18)

**************
المثال الرابع : استير طلبت من عمها مردخاي ان يصوم الشعب ثلاثة ايام وثلاث ليال قبل دخولها الى الملك لعرض طلبها ، ولكنها دخلت في اليوم الثالث وبدون الليلة الثالثة؟؟؟

(15 فقالت استير ان يجاوب مردخاي 16 اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن وصوموا من جهتي و لا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة ايام ليلا ونهارا. وانا ايضا وجواريّ نصوم كذلك وهكذا ادخل الى الملك خلاف السنّة.فاذا هلكت هلكت. 17 فانصرف مردخاي وعمل حسب كل ما اوصته به استير) (استير 4: 16) (1 وفي اليوم الثالث لبست استير ثيابا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت)(استير 5: 1)
**************
مما سبق يتضح ان اليهود كانوا لا يحسبون ثلاثة ايام وثلاثة ليال بمعنى 72 ساعة ، ولكن بدون ليلة كاملة تكون المقولة صحيحة ، وبجزء من اليوم تكون ايضا المقولة صحيحة .


**************
ثانيا : تعريف ماهو "السبت Sabbath "حسب الفكر اليهودي.


كان اليهود يطلقون تسمية السبت ( Sabbath) على ثلاثة حالات :
(1) كيوم من ايام الاسابيع (وهو الذي يسبقه جمعه ويليه أحد)
(2) كيوم عيد متميز يحدده يوم الشهر ولا يشترط فيه ان يكون سبتا (يسبقه الجمعة ويليه الأحد) ، ولكن يطلق عليه سبتا (أو محفلا) لانها تعني ايضا عيدا في العرف اليهودي.
(3) يطلق على السنة السابعة سبتا ، وكذلك تكرار سبعة من هذه الاحتفاليات (وهو العيد الذهبي في السنة الخمسين)
للمزيد من التفاصيل حول (السبوعات الخاصة لليهود) اضغط على الرابط لتقرأ ما كتبه اليهود بانفسهم 
**********
واليكم بعض الامثلة للتوضيح والشرح :

المثال الاول : هذا يوم لا يشترط ان يأتي سبتا يسبقه جمعه ويلين أحد ولكنه يسمى سبتا، بالمناسبة هذا هو اليوم الذي يعيده المسلمون باسم عاشوراء تقليدا لليهود ,( 29 وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ. 30 لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ.31 سَبْتُ عُطْلَةٍ هُوَ لَكُمْ، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً)(لاويين 16 : 29- 31) 
وايضا (27«أَمَّا الْعَاشِرُ مِنْ هذَا الشَّهْرِ السَّابعِ، فَهُوَ يَوْمُ الْكَفَّارَةِ. مَحْفَلاً مُقَدَّسًا يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ....  32 إِنَّهُ سَبْتُ عُطْلَةٍ لَكُمْ، فَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الْمَسَاءِ تَسْبِتُونَ سَبْتَكُمْ».) ( لاويين 23: 27 و 32)

المثال الثاني : السنة السابعة من سنين زراعة الارض يطلق عليها سبتا

(3 سِتَّ سِنِينَ تَزْرَعُ حَقْلَكَ، وَسِتَّ سِنِينَ تَقْضِبُ كَرْمَكَ وَتَجْمَعُ غَلَّتَهُمَا.  4 وَأَمَّا السَّنَةُ السَّابِعَةُ فَفِيهَا يَكُونُ لِلأَرْضِ سَبْتُ عُطْلَةٍ، سَبْتًا لِلرَّبِّ.)
(لاويين 25 : 3 – 4)

المثال الثالث : سنة اليوبيل تسمى سبتا ( السنة الخمسون )

(وَتَعُدُّ لَكَ سَبْعَةَ سُبُوتِ سِنِينَ. سَبْعَ سِنِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فَتَكُونُ لَكَ أَيَّامُ السَّبْعَةِ السُّبُوتِ السَّنَوِيَّةِ تِسْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً) (لاويين 25: 8 )

**************
ثالثا : اسم اليوم الذي مات فيه المسيح

وهذا هو سبب الخلط الرئيسي ، فالبشائر الاربعة تحدد ذلك اليوم بانه كان استعداد لسبت عظيم (وهو عيد الفصح مهما كان وقوعه في الاسبوع وليس سبت الراحة الاسبوعي) فهذا الاسبوع كان به سبتان، وسنناقش ذلك بالتفصيل لاحقا، ولكن نقرأ الآن من الانجيل:


**************
(59 فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، 60 وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَاب الْقَبْرِ وَمَضَى. 61 وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ. 62 وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63 قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64 فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!».) (متى 26 : 59 - 64)
وايضا (54 وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ. 55 وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ. 56 فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ.)( لوقا 23: 54 – 56 )
وايضا (42 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ، 43 جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ.) (مرقس 15: 42- 43)
وايضا( 31 ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا )(يوحنا 19 : 31)

**************
و نلاحظ هنا كلمة ان ذلك السبت كان (عظيما) او كان استعدادا للسبت، اي انه ليس سبتا مثل اي سبت عادي، بل هو سبت عظيم- بمعنى انه– من سبوت الاعياد وليس يوما عاديا Saturday وحسب هذا التفسير فان المسيح قد صلب قبل هذا الــ Sabbath الهام والعظيم وغير العادي بالنسبة لليهود، فهل كان هذا اليوم هو (الجمعة)، هذا ماسوف نناقشه بالتفصيل لاحقا ، ولكن من الواضح ان هذا السبت العظيم هو عيد الفصح الذي يحتفل به اليهود لمدة سبعة أيام كاملة (ويسمى بداية الاحتفال سبتا او محفلا) مهما كان اسم اليوم الاسبوعي.
يمكنك مراجعة هذا المصدر لمعرفة الفكر اليهودي عن (السبت العظيم= شبت هاجاده) المقصود في عيد الفصح.

**************
جدير بالذكر ان كلام السيد المسيح لليهود عن موته ودفنه وقيامته في اليوم الثالث والربط بينه كنبؤة مستقبلية وبين ما حدث ليونان عندما ابتلعته السمكة الكبيرة (بحسب النص العبري) او (الحوت) بحسب الترجمات والتفاسير اليهودية، يعود الى ان بعض التفاسير اليهودية تقول ان يونان قد مات واسلم الروح ثم عادت اليه روحه في اليوم الثالث قبل ان يلفظه الحوت على الشاطيء مرة اخرى، يمكن مراجعة المصدر اليهودي (دائرة المعارف اليهودية) في الاشارة الى تعاليم الحاخامات اليهود، او (تفسير جون جيل) الذي اشار الى المصادر اليهودية ايضا.
بقي أن نوضح النقطة الاخيرة: كيف سارت الاحداث في الاسبوع الأخير الذي تم فيه الصلب متزامنة مع عيد الفصح، وهذا سوف نستكمله في الجزء الثاني من المقال – ان شاء الرب وعشنا.


يمكنك قراءة الحلقة الثانية ، على هذا الرابط :

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الثانية

**********
الهوامش
[1]
جاء تعريف كلمة "يوم" بموقع دائرة المعارف اليهودية:
الترجمة بتصّرف: كلمة "اليوم" (ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا) (تكوين 1: 5) هي مدة النهار، ويستمر من الفجر الى ظهور النجم، تعبير "اليوم" يجيء للتعبير عن فترة تغطي 24 ساعة (ولكن ان بقي يوما او يومين لا ينتقم منه لانه ماله) (خروج 21: 21)، ويحسب اليوم من المساء الى المساء التالي، اي ليلة ويوم أو نهار، فيما عدا حالة واحدة وهي تقديم الذبيحة  فيحسب يوم الذبيحة والليل التالي له يوما كاما (ولحم ذبيحة شكر سلامته يؤكل يوم قربانه. لا يبقي منه شيئا الى الصباح.) (لاويين 7: 15)، اليهودي يعتبر جزء من اليوم على انه "يوما كاملا"، واعطى مثالا بالختان الذي يتم في اليوم الثامن، فلو تمت الولادة قبل غروب الشمس بقليل فيتم حساب الوقت المتبقى من اليوم بأنه يوما كاملا من الايام الثمانية. راجع ايضا كلمة "يوما youma" و "سبت sabbath"
[2]

جاء تعريف كلمة "يوم وليلة" بموقع دائرة المعارف اليهودية:
الترجمة بتصّرف: يوم وليلة، هو نظام لترتيب الايام، يحسب اليوم من المساء الى المساء، كما جاء بحسب الترتيب المذكور في سفر التكوين 1: 5 (وكان مساء وكان صباح يوما واحدا)، هذا الترتيب تم ملاحظته في اسفار التوراة الخمسة لموسى عدة مرات منها: ( في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء تاكلون فطيرا الى اليوم الحادي والعشرين من الشهر مساء.) (الخروج 12: 18)، (انه سبت عطلة لكم فتذللون نفوسكم.في تاسع الشهر عند المساء من المساء الى المساء تسبتون سبتكم) (لاويين 23: 32)، مع حلول غروب شمس اليوم او النهار تنتهي مدة 24 ساعة، ويبدأ حساب اليوم التالي، اليوم بهذا المفهوم يحتوي على جزئين هما النور والظلام، الاول يدعى اليوم والتالي يدعى الليل، ولهذا مصطلح "اليوم" يستخدم في غرضين، حقبة من الوقت تغطي 24 ساعة، او حقبة من الوقت تغطي وقت النهار، ويمكن تمييز ايهما يقصد الكتاب من سياق النص. 


جاء بموقع المجلس اليهودي الامريكي (المكتوب باللغة العربية ):
في تعريف يوم السبت، اقتباس" 
إن السبت يبدأ في مساء كل يوم جمعة مع غروب الشمس وفي ذلك الوقت نفسه يُصبح اليوم مُقدسًا.  وهو الحال مع كل أعيادِ اليهود، وعندما يبدأ السبت يُقالُ باللغة العبرية بلهجة الحاخامين «قِدِّشْ هيّوم» يعني قُدِّسَ اليوم. (كتاب التوسفتا  "باركات" ٥: ٢)   ومن قدّسه؟  لقد قدسه الخالق تعالى ولقد أمر الله تعالى بني إسرائيل في الوصايا العشرة حفظ يوم السبت والتوقف من العمل: (الخروج ٢٠: ٨-١١ ترجمة كتاب الحياة) 
﴿اذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ، سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَقُومُ بِجَمِيعِ مَشَاغِلِكَ،   أَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَتَجْعَلُهُ سَبْتاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ، فَلاَ تَقُمْ فِيهِ بِأَيِّ عَمَلٍ أَنْتَ أَوِ ابْنُكَ أَوْ ابْنَتُكَ أَوِ عَبْدُكَ أَوْ أَمَتُكَ أَوْ بَهِيمَتُكَ أَوِ النَّزِيلُ الْمُقِيمُ دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَراحَ فِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ. لِهَذَا بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَعَلَهُ مُقَدَّساً﴾  
 يتكرر وقوع يوم السبت أكثر من خمسين مرة في كل سنة وهو مقدس جدا لدى اليهود ويعتبر أكثر قداسة من كل الأعياد. (المِشنا "سبت" ١٦: ٣ وأيضاً من أقوال الحاخام اسمه رابا في التلمود البابلي "يوم طوب" ١٨ب) تهيأ وجبات الطعام ليوم السبت مسبقًا ويغتسل كل واحد ويلبس أفخر ثيابه الجميلة (من أقوال الحاخام حانينا في التلمود الأورشليمي "فيئا" ٢١أ). ولكن لا يحتاج الفقير أن يُنفِق من اجل السبت إلا حسب قدرته، كما قال حاخام عاقيبا: اَعْمَلْ سبتك كمثل أيام الأسبوع كي لا تحتاج لأي إنسان. (التلمود البابلي "سبت" ١١٨أ)
" انتهى الاقتباس



جاء بموقع المجلس اليهودي الامريكي (المكتوب باللغة العربية):
في تعريف التقويم اليهودي، اقتباس " 
بدأ الأيام في التقويم اليهودي عند غروب الشمس. وفقا لحكماء التلمود (البابلي "باركات" ٢أ) كان ذلك بناء على الكلمات التي وردت في سرد التوراة لقصة التكوين (تكوين ١: ٥ ترجمة كتاب الحياة):  ﴿وَهَكَذَا جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ، فَكَانَ الْيَوْمَ الأَوَّلَ﴾.   
التقويم اليهودي مبني على دورة القمر كما قيل في التوراة ﴿يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الشَّهْرُ رَأْسَ الشُّهُورِ وَأَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ﴾ (الخروج ١٢: ١ ترجمة كتاب الحياة) واستنادا إلى فهم مشترك في التلمود الأورشليمي ("رأس السنة" ٥٨ج) وفي التلمود البابلي ("رأس السنة" ٢٠أ) بأن «الشَّهْرُ» المذكور في التوراة هو شهر قمري. يتألف كل شهر من تسعة وعشرين يوما أو من ثلاثين يوما.  يبدأ الشهر بظهور الهلال الجديد ويوجد في السنة القمرية ٣٥٤ يوما تقريبا، أي ألسنة في التقويم اليهودي أقل من السنة الشمسية بحوالي أحد عشر يوما. ومن أجل ضبط السنة القمرية مع التقويم الشمسي لضمان وقوع الأعياد اليهودية في نفس الموسم، يلزم إضافة شهر ثلاثين يوما سبع مرّات كل تسع عشرة سنة. 
في اليوم الثلاثين من كل شهر كان القضاة ينتظرون حضور أشخاص (شخصين على الأقل) يشهدون بأنهم شاهدوا هلال الشهر الجديد. وعندما يصل هؤلاء الأشخاص كان القضاة يفحصونهم للتأكد من صحة رؤيتهم.  منذ ذلك يعلن ثلاث قضاة من هذه المحكمة بأنه اليوم الأول من الشهر الجديد («كتاب توسفتا» "سنهدرين" ٢: ١).  بعد ذلك ترسل المحكمة العليا رسلا إلى كل التجمعات اليهودية في أرض إسرائيل لإعلان بداية الشهر الجديد. وهم يعرفون جيدا متى سوف تكون الأعياد في هذا الشهر.  وإذا لم يحضر الأشخاص للشهادة حتى غروب شمس اليوم الثلاثين، فيكون اليوم التالي بداية للشهر الجديد بصورة تلقائية (مِشنا "رأس السنة" ٢: ٧). 
 " انتهى الاقتباس


**********
موضوعات ذات صلة:

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الاولى

كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال - الحلقة الثانية


الله الواحد مثلث الاقانيم، بشرح يهود آمنوا بيسوع المسيح

وما قتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي 3من3

وما قتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي (3 من 3)
الحلقة الثالثة
--------


الاخوة القراء الاحباء ، تكلمنا في الجزئين السابقين للمقال عن عدة اسئلة طرحناها على القرآن متعلقة بآية :

( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْوَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)
-----
ناقشنا فيهما لماذا أحجم القرآن عن ذكر اسما لشخص آخر كان على الصليب ، وقلنا ان هذا راجع لكون الشبهة لم تقع على الشخص وانما على عملية الصليب ، وتطرقنا الى اقرار القرآن بأن المسيح يولد ويموت ويبعث حيا ، وذكرنا اختلاف اقوال المفسرين حول نظرية الشبيه ، وخلًصنا الى أن نظرية الشبيه لا تحل سؤالين ، الاول : اذا كان الله نجح في انقاذ عيسى من القتل على يد اليهود برفعه حيا الى السماء ، ما هي الضرورة الحتمية التي جعلت الله يقدم انسانا بريئا ليقتله اليهود بديلا عن المسيح ؟؟ واذا كان من مات على الصليب هو الشبيه ، فكيف نحل لغز القبر الفارغ الذي يشهد بقيامة الذي مات على الصليب وصعوده الى السماء ؟؟
--------
والان نتابع اقوال بعض المفسرين الذين رفضوا تفسير الآية بنظرية الشبيه :

خامسا : مفسرين رفضوا التفسير بنظرية الشبيه .

وقد اورد الامام الرازي في تفسيره ما يسمي اشكاليات الرازي ، وهي تناقش جواز القاء الشبهة على شخص آخر غير المسيح ليموت على الصليب بديلا عنه ؟؟؟
هو محمد بن عمر بن الحسين بن علي القرشي التيمي البكري الطبرستاني، ابن خطيب الري المشهور بفخر الدين الرازي ، ولد في شهر رمضان من عام (544 هـ)(2) في مدينة الري واليها نسبته بالرازي ، كتب يقول :
------------
من مباحث هذه الآية موضع مشكل أنَّ نص القرآن دل على أنه تعالى حين رفع عيسى ألقى شبهه على غيره, وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ سورة النساء 4 :157 , فالأخبار واردة بذلك إلا أن الروايات اختلفت, فتارة يُروى أنَّ الله تعالى ألقى شبهه على بعض الأعداء الذين دلوا اليهود على مكانه ، حتى قتلوه وصلبوه, وتارة يُروى أنه رغَّب بعض خواص أصحابه في أن يلقي شبهه عليه حتى يقتل مكانه, وبالجملة فكيفما كان في إلقاء شبهه على الغير إشكالات :
------------
الإشكال الأول :إننا لو جوَّزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر ، لزم السفسطة, فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانياً فحينئذ أجوّز أن يكون هذا الذي رأيته ثانيا ليس بولدي بل هو إنسان أُلقي شبهه عليه ، وحينئذ يرتفع الإحساس عن المحسوسات, وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمد يأمرهم وينهاهم ، وجب أن لا يعرفوا أنه محمد ، لاحتمال أنه أُلقي شبهه على غيره, وذلك يفضي على سقوط الشرائع, وأيضاً فحذار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أُخبر عن المحسوس, فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى, وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية,
------------
الإشكال الثاني : وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه في أكثر الأحوال, هكذا قال معظم المفسرين في تفسير قوله : إذ أيدتك بروح القدس , ثم أنَّ طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر ، فكيف لم يكف في منع أولئك اليهود عنه؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى أسقامهم وإلقاء الزمانة والفلج عليهم ، حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له؟
------------
الإشكال الثالث : إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء ، فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره, وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟
------------
الإشكال الرابع : إنه إذا أُلقي شبهه على غيره ثم أنه رُفع بعد ذلك إلى السماء فالقوم اعتقدوا فيه أنه هو عيسى ، مع أنه ما كان عيسى, فهذا إلقاء لهم في الجهل والتلبيس ، وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى,
------------
الإشكال الخامس : إن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام وغلوهم في أمره ، أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً, فلو أنكرنا ذلك كان طعناً في ما ثبت بالتواتر, والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد ونبوة عيسى بل في وجودهما ووجود سائر الأنبياء ، وكل ذلك باطل,
------------
الإشكال السادس : ثبت بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً, فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع وقال : إني لست بعيسى ، بل إنما أنا غيره, ولبالغ في تعريف هذا المعنى, ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى, فلمالم يوجد شيء من هذا ، علمنا أن الأمر على غير ما ذكرتم التفسير الكبير.
------------
وقد كان للامام الحافظ ابو محمد بن حزم الاندلسي ، كلاما مخالفا جاء في تفسيره :معنى قوله تعالى ولكن شبه لهم إنما عنى تعالى أن أولئك الفساق الذين دبروا هذا الباطل وتواطؤا عليه هم شبهوا على من قلدهم فأخبروهم أنهم صلبوه وقتلوه وهم كاذبون في ذلك عالمون أنهم كذبة ولو أمكن أن يشبه ذلك على ذي حاسة سليمة لبطلت النبوات كلها إذ لعلها شبهت على الحواس السليمة ولو أمكن ذلك لبطلت الحقائق كلها ولأمكن أن يكون كل واحد منا يشبه عليه فيما يأكل ويلبس وفيمن يجالس وفي حيث هو فعله نائم أو مشبه على حواسه وفي هذا خروج إلى السخف وقول السوفسطائية والحماقة ثم قال رحمه الله :وقوله تعالى وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم إنما هو إخبار عن الذين يقولون تقليداً لأسلافهم من النصارى واليهود أنه عليه السلام قتل وصلب فهؤلاء شبه لهم القول أي أدخلوا في شبهة منه وكان المشبهون لهم شيوخ السوء في ذلك الوقت وشرطهم المدعون أنهم قتلوه وصلبوه وهم يعلمون أنه لم يكن ذلك وإنما أخذوا من أمكنهم فقتلوه وصلبوه في استتار ومنع من حضور الناس ثم أنزلوه ودفنوه تمويهاً على العامة التي شبه الخبر لها.
------------
سادسا: الظن ام الايمان في موضوع صليب المسيح ؟؟
قال لي احد اصدقائي المسلمين عن الايمان :" لا يمكن ان تبني عقيدة خطيرة على احتمال، والمعروف انه مع الاحتمال يبطل الاستدلال .والمفروض ان تكون العقيدة واضحة وضوح الشمس، وان يفهمها ابسط الناس، لا ان تكون معقدة وتحتاج الى تحليل واستنباط ووضع احتمالات هذه عددها ونقد بعضها لتبقى واحدة لنأخذ بها، وانت تعلم ان عامة الناس لا تملك العلم الذي يملكه الخاصة، فعندئذ لا يمكن ان يكون هذا الإيمان الا لأهل العلم والفلاسفة وليس لعامة الناس الذين يصعب عليهم الاهتداء الى تلك التنائج المعقدة "والحقيقة انه اصاب كبد الحقيقة ، فان ما اتيت به من استنتاجات الآية القرآنية كله تساؤلات وظنون ولا ترتفع الى درجة اليقين الذي ننشده، ما نطلبه من القرآن  -اذا اراد نفي واقعة الصلب - هو عبارة واضحة وصريحة تدلنا ان المسيح لم يصلب فتقول لنا اسم من هو الشبيه الذي علق على الصليب بدلا منه، فلا يمكن للعقائد ان تبنى على احتمالات وظنون، يفكر فيها المفسرون وكأن القرآن عاجز أو غير قادر على استجلاء الحقائق كلها مرة واحدة وبصورة واضحة. 

لا نزعم ان القرآن يؤكد حادثة الصلب، ولكن لا يمكن لاحد ان يجزم بأنها نفيا قاطعا بأن المسيح لم يصلب ولم يموت على الصليب ، بل ربما نذهب الى القول ان من قرأ رواية الانجيل يعتبر انها لا تتعارض مع اقوال القرآن في خلاصة الفهم الصحيح لهذه الآية ، فقصة الصليب في الانجيل لا تنتهي بموت المسيح ودفنه ، بل تنتهي بالقيامة المجيدة والمنتصرة من بين الاموات في اليوم الثالث كما جاءت في النبؤات القديمة تماما ، وعلى هذا فالمسيحيون لا يجدون أي غضاضة في ان يقول احدهم ان القرآن يقول عن قصة الصليب: حقا لقد اعتقد اليهود وظنوا انهم بقتل المسيح على الصليب انهم تخلصوا منه ومن رسالته على الارض ، ولكنهم ما قتلوه وماصلبوه لانه بقيامته في اليوم الثالث ، كأنه شبه لهم الموت والصليب .
------------
سابعا : الحديث الصحيح يقول بأن المسيح كان هو المصلوب .
بقيت نقطة واحدة نختم بها هذا البحث :
المفسرون اختلفوا في تفسير الشبهة ، فافترقوا الى عشرة روايات ولم يتفقوا ، ولم يكن تفسير اي منهم قائم على حديث لنبي الاسلام .ولكن ماذا لو قلنا لكم ان نبي الاسلام تكلم عن السيد المسيح اثناء الصليب ، اثناء ضربة المسمار في يديه ، فهل يستطيع بعد ذلك ان يقول احدا ان تفسير القاء الشبهة على غير المسيح امرا مقبولا ؟؟؟ها هو نبي الاسلام يروي حديثا يقول فيه انه رأي هذا النبي يضربه قومه وهو يغفر لهم في احلك اوقات الشدة والالم .تقول الأحاديث عن المجيء الثاني للمسيح ( وهذا نؤمن به ولا ننكره وان اختلفنا فيما سيفعله بعد المجيء ) ولكنها لا تذكر شيئا عن انه سوف يموت ( وذلك ردا على من يقول بأن الآية – متوفيك ورافعك – بها تقديم وتأخير ) ، مما يؤكد ان الوفاة والموت قد وقعا بالفعل بالصليب كما بيّنا سابقا ، فحديث صحيح البخاري (رقم 3192) يذكر المجيء الثاني بغير ان يذكر اي شيء عن موته وبدايته (‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والذي نفسي بيده ‏ ‏ليوشكن أن ينزل فيكم ‏ ‏ابن مريم ‏ ‏حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع ‏ ‏الجزية ‏ ‏ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏واقرءوا إن شئتم ‏ - وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)


وايضا صحيح البخاري ( رقم 2070) وايضا ( رقم 2296)
وايضا صحيح مسلم ( رقم 220) و ايضا ( رقم 221)

ملاحظة جديرة بالاهتمام ، كل الاحاديث السابقة رواها أبو هريرة ، ولكن الصيغة تختلف في كل مرة، وقد آثرت ان اكتب الحديث المذكور اعلاه دون غيره للتعقيب على جزئية هامة فيه ، اعرف مسبقا انها قد تكون مثار اعتراض المعترض .

ونوضح ان الحديث على لسان النبي ينتهي عند قوله ( خيرا من الدنيا ومافيها ) اما باقي الحديث فهو من كلام ابو هريرة ، وقد جاء في شرح البخاري للحديث لهذه الجملة : (‏قوله : ( ثم يقول أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ) الآية ) ‏‏هو موصول بالإسناد المذكور , قال ابن الجوزي : إنما تلا أبو هريرة هذه الآية للإشارة إلى مناسبتها لقوله : " حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها " فإنه يشير بذلك إلى صلاح الناس وشدة إيمانهم وإقبالهم على الخير , فهم لذلك يؤثرون الركعة الواحدة على جميع الدنيا . والسجدة تطلق ويراد بها الركعة , قال القرطبي : معنى الحديث أن الصلاة حينئذ تكون أفضل من الصدقة لكثرة المال إذ ذاك وعدم الانتفاع به حتى لا يقبله أحد .)(انتهى الاقتباس)

وقد جاء في تفسير القرطبي للآية : وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ( النساء : 159)

(قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة : المعنى ليؤمنن بالمسيح " قبل موته " أي الكتابي ; فالهاء الأولى عائدة على عيسى , والثانية على الكتابي ; وذلك أنه ليس أحد من أهل الكتاب اليهود والنصارى إلا ويؤمن بعيسى عليه السلام إذا عاين الملك , ولكنه إيمان لا ينفع ; لأنه إيمان عند اليأس وحين التلبس بحالة الموت ; فاليهودي يقر في ذلك الوقت بأنه رسول الله , والنصراني يقر بأنه كان رسول الله ) انتهى الاقتباس ، وقد وافق على هذا التفسير الجلالين وذكر الطبري اختلاف المفسرين في هذه الجزئية ولكن وضعنا لكم تفسير ابن عباس المعروف بلقب (ترجمان القرآن).
------------
اذا فالحديث السابق كما ذكرنا من كلام النبي ينتهي بدون ذكر الآية ، و يتكلم عن مجيء المسيح ولا يذكر اي شيء عن موته المتأخر الذي يقول به المفسرين ، ولكني وجدت حديثا لنبي الاسلام يؤكد حادثة الصليب ، وان المصلوب كان هو السيد يسوع المسيح وليس غيره ، فاليك ما قاله هذا الحديث ، وقد رواه البخاري في صحيحه .(‏ ‏قال ‏ ‏عبد الله ‏ : ‏ كأني أنظر إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ‏ ‏اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
(صحيح البخاري رقم 3218) وايضا رقم (6417)

المصدر
(‏‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال ‏ : ‏كأني أنظر إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ‏ ‏رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ‏‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏ومحمد بن بشر ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏بهذا الإسناد غير أنه قال ‏ ‏فهو ‏ ‏ينضح ‏ ‏الدم عن جبينه
(‏ صحيح مسلم 3347)

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3347&doc=1&IMAGE=%DA%D1%D6+%C7%E1%CD%CF%ED%CB

(قال ‏ ‏عبد الله ‏ : ‏كأني أنظر إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو ‏ ‏يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فهو ‏ ‏ينضح ‏ ‏الدم ‏ ‏قال ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏يمسح الدم عن جبينه ‏ ‏ويقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
مسند احمد –حديث رقم (3898) ورقم (3986) ورقم (3429)
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3898&doc=6&IMAGE=%DA%D1%D6+%C7%E1%CD%CF%ED%CB


فاذا كان نبي الاسلام لم يعطي حديثا يؤخذ به التفسير بنظرية شخصا آخر على الصليب وهو الشبيه ، ولكنه يتكلم عن (( نبيا )) ضربه قومه حتى أدموه فما كان منه الا ان يسمح الدم عن وجهه ويقول : اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، الا يذكرك هذا بالسيد يسوع المسيح الذي كان يلبس اكليل الشوك على رأسه فكان الدم المتساقط على وجهه ، وهو الذي ضربوه وجلدوه ؟ وليس لدينا نبيا غيره ممن قالوا اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، قالها وهم يسمرون يديه بالمسامير على عود الصليب ، فهل يقول هذه الكلامات شبيه آخر غير الرب يسوع المسيح نفسه ؟؟

(ولما مضوا به - اي يسوع- الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والآخر عن يساره. 34 فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون.)(لوقا 23: 33 -34 )

------------
الخلاصة :

يذكر القرآن وقت ميلاد المسيح انه سوف يموت ويبعث حيا ، وقال الله له ( اني متوفيك ورافعك ) واجاب المسيح ( لما توفيتني ) اي ان الوفاة حدثت في الزمن الماضي ، والمسيح الآن غير موجود بيننا وليس له قبر فالرفع ( الصعود ) لم ينكره أحد من المسلمين او المسيحيين ، فلا بد اذا ان تكون الوفاة حدثت ثم البعث ثم الرفع حيا ، ولكن القرآن لم يذكر اي حادثة لموت المسيح سوى الآية ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) فالمفهوم هنا ان الشبهة في وقوع القتل على المسيح نفسه ، فقيامته في اليوم الثالث ( بعثه حيا ) تجعل الموت كأنه لم يكن ، او كأنه شبه لهم ، لان لو الشبهة كانت وقعت على شخص المصلوب ، لاخبر باسمه القرآن صراحة دون تلميح ولا توريه ، فهذه الحقيقة الجلية يجب ذكرها بدون لبس ولا تأويل ، اذ ان الحقائق التي يذكرها الله يجب ان تكون حازمة وجازمة ولا تترك مجالا لتفسيرات البشرية المختلفة ، ولكن كما رأيتم فأن القبر الفارغ يخبر عن ان الذي مات على الصليب ودفن على أيدي اصدقائه واتباعه المخلصون وامه العذراء ، قد قام من تلقاء ذاته في اليوم الثالث ، وهذا ما لا يستطيعه الشبيه ، فقصة الصليب لم تنتهي بالموت ، ولكن بالقيامة المجيدة ، و هذا ما خلصت اليه شخصيا ان الآية لم تؤثر مطلقا في ايماني بقصة الانجيل لانها لم تنفيه ، واترك لكم البحث لتفكروا به ، لا اقول خذوه كما هو ، بل هو فرصة لاثراء العقل للتفكير والتدبر. اقرأوا القرآن واقرأوا الانجيل والله من وراء القصد .
------------
(ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما.) (غلاطية 1: 8)

**********
موضوعات ذات صلة :
وما قتلوه وما صلبوه - قراءة مسيحي 1 من 3
وما قتلوه وما صلبوه - قراءة مسيحي 2 من 3

وماقتلوه وما صلبوه - قراءة مسيحي 2من3



وما قتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي (2 من 3)
الحلقة الثانية


وقد ختمنا الحلقة السابقة عند مناقشة مفهوم (الوفاة) التي تكلم عنها القرآن في ختام حياة السيد المسيح على الأرض، وقلنا: وللاختلاف الشديد بين المفسرين في تفسير ( الوفاة) هل هي وفاة الموت أم وفاة النوم، ننتقل الى نقطة اخرى لنرى هل (توفيتني) التي قالها المسيح هي ( وفاة النوم ام الموت)؟؟

********
 
ثالثا: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) (الزمر:42)
الاصل في اللغة الوفاة بمعني الموت ـ تقول القواميس اللغوية ان الوفاة هي الموت
المحيط:الوَفَاة [وفي]: الموتُ؛ ج وَفَيَاتٌ.أتعَبَني بَعْدَك البقاءُ وفي وَفاتي لكَ الوفاءُ http://lexicons.ajeeb.com/html/1095134.html

الوسيط:(تَوَفَّى) الله فلاناً: قَبَضَ روحَه. و- فلانٌ حقَّه: أَخَذَه وافيًا. ويقال: تَوَفَّيْتُ منه مالي: لم يبق عليه منه شيءٌ. و- المُدَّةَ: بَلَغَهَا واستكملها. و- عدَدَ القوم: عَدَّهم كلَّهم.(الوَفَاةُ): الموتُ. (ج) وَفَيَاتٌ.
وَفَاةٌ - ج: وَفَيَاتٌ. [و ف ي]. "وَفَاةُ الرَّجُلِ": مَوْتُهُ. "كَثُرَ عَدَدُ الوَفَيَاتِ" "بَلَغَ مُعَدَّلُ الوَفَيَاتِ فِي البِلاَدِ كَذَا".

وردت كلمة (الوفاة) في القرآن في 25 مرة جاءت كلها بمعنى (الموت) ولكن في آيتين جاءت الوفاة بمعنى (النوم) وهما: الآية الاولى:(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42) 

الاية الاولى تتكلم عن الوفاة هي الموت، وتقرر هذا صراحة بدون مواربة (الله يتوفى الانفس حين موتها) هذا تقرير لا يختلف عليه اثنان، نفهم منه صراحة وتلميحا ان الوفاة هي الموت، ثم تتكلم الآية ببساطة وتقول الانسان عندما ينام اما يستقيظ او يظل نائما الى الابد، وعلى هذا فقال المفسرون هنا ان النوم معناه الوفاة الصغرى او ما يسمونه في التفاسير الموت الاصغر، ففيه الروح تصعد الى الله (هكذا يقول المفسرون - اي ان الانسان عندما يكون نائما تكون روحه عند الله وليس فيه)، اما بعد ذلك فالروح أما ان ترجع الى صاحبها النائم فيستيقظ (فنعرف انه كان نائما)، واما ان يمسك الله الروح، فيظل النائم نائما الى الابد، ولكن بدون تنفس ولا حرارة الجسد ولا وظائف بيولوجيه، فيكون صاحبها ميتا في هذه الحالة. هذا ما تقوله الآية ببساطة وبدون تعقيد.هل نفهم من هذه الآية ان وفاة عيسى كانت وفاة النوم او الموت؟؟؟ هل نام المسيح ثم استيقظ بعدها وصعد الى السماء، فأين موته الذي ورد في (سورة مريم: 33) واين قوله (لما توفيتني) اجابة الى قول القرآن ( اني متوفيك ورافعك اليّ)؟؟ 

الآية الثانية هي: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأنعام:60)
وهي تتكلم عن وفاة الليل (الموت الاصغر) وسياق الاية واضح كل الوضوح ان المقصود هنا هو النوم، بل ذهب تفسير الجلالين ليقول ان الوفاة هنا هي قبض الروح صراحة:
( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ" يَقْبِض أَرْوَاحكُمْ عِنْد النَّوْم "وَيَعْلَم مَا جَرَحْتُمْ" كَسَبْتُمْ "بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثكُمْ فِيهِ" أَيْ النَّهَار بِرَدِّ أَرْوَاحكُمْ "لِيُقْضَى أَجَل مُسَمًّى" هُوَ أَجَل الْحَيَاة "ثُمَّ إلَيْهِ مَرْجِعكُمْ" بِالْبَعْثِ)
 
هل تصدقون ان النوم هو حالة وفاة يقبض فيها الله الروح ثم يعود يبعثها مرة اخرى قبل الاستيقاظ؟ هذا ما يقوله القرآن، ولن نناقش فيه، ولكن دعنا نقول انها اذا حالة تصيب كل البشر، بحسب قول القرآن، فليس فيها الان اي اختصاص معجزي وليس فيها اي اشارة الى عيسى في وفاته لا من قريب ولا من بعيد، بل هي تقول ان وفاة عيسى (قبضت روحه ثم عادت اليه ورفع حيا) انه الموت اذا وليس شيئا غير الموت.
 
ولذلك فالخلاصة: نؤكد بان المفسرين اختلفوا في الاتفاق هل الوفاة هنا هي النوم ام الموت، اختلفوا الى اكثر من اتجاه، ولذلك فلن نلتفت الى هذه الآية، لانها لا تتكلم عن حالتنا، وان كانت تخدمنا بشدة في قوله (الله يتوفى الانفس حين موتها)
إن القرآن استخدم كلمة الوفاة بمعنى الموت 25 مرة، وبمعنى مجازي عن النوم مرتين فقط (لم يستخلص منها معنى النوم الا من سياق الحديث) الان يريد المسلمون ان نضرب صفحا ونسيانا عن 25 مرة (الوفاة هي الموت) ونحتكم الى مرتين استثنائيتين، احداهما تقرر (الله يتوفى الانفس حين موتها)،
 
وقد قال ابن كثير في تفسيره ( لآية آل عمران: 55)
اختلف المفسرون في قوله تعالى " إني متوفيك ورافعك إلي " فقال قتادة وغيره: هذا من المقدم والمؤخر تقديره إني رافعك إلي ومتوفيك يعني بعد ذلك وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: إني متوفيك أي مميتك. وقال محمد بن إسحق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه قال: توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه إليه قال ابن إسحق: والنصارى يزعمون أن الله توفاه سبع ساعات ثم أحياه قال إسحق بن بشر عن إدريس عن وهب: أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ثم رفعها قال مطر الوراق: إني متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت وكذا قال ابن جرير توفيه هو رفعه.
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=3&nAya=55


(بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:158)
يقول القرطبي في تفسيره:
بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ: ابتداء كلام مستأنف ; أي إلى السماء، والله تعالى متعال عن المكان ; وقد تقدم كيفية رفعه في " آل عمران ".وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا: أي قويا بالنقمة من اليهود فسلط عليهم بطرس بن أستيسانوس الرومي فقتل منهم مقتلة عظيمة.حَكِيمًا: حكم عليهم باللعنة والغضب.
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=4&nAya=158

وهنا نحن نتسائل: اذا كان الله انقذ السيد المسيح بالرفع، فلماذا ينتقم من اليهود في قتله او صلبه بتسليط من يقتل منهم مقتلة عظيمة. اذا لم يكونوا فعلوه هل الله (عزيزا حكيما) فيعاقب على شيء لم يفعله اليهود؟؟؟

**********
رابعا: اختلاف المفسرين في اسم الشبيه
 
اختلف المسلمون في تفسيرهم لجزئية (ولكن شبه لهم) فقد اختلفوا الى اكثر من عشرة روايات متفرقة، (جدير بالذكر ان البشيريون الذي سجلوا احداث الصليب على رغم اختلاف زمان كتاباتهم واماكن كتاباتهم وثقافة وجنسية المكتوب اليهم الا انهم اتفقوا في رواية واحدة واسم واحد للمصلوب.
وأدعو القاريء لقراءة التفاسير المتباينة وملاحظة شيئين في منتهى الأهمية، الاولى: اختلاف المفسرين بين قتل من قالوا انه الشبيه على باب البيت الذي أجتمع فيه المسيح مع تلاميذه، الثانية: اذا كان الله أنقذ عيسى من القتل على يد اليهود بالرفع، فما هي الضرورة الحتمية التي جعلت الله يلقي الشبهة على آخر بريء ليقتله اليهود؟؟
وسوف اكتفي هنا على سبيل المثال لا الحصر، بقراءة الاختلافات المتباينة في تفسير واحد فقط، نورد تفسير الطبري هنا كمثال
http://quran.al-islam.com/Tafseer/D...BARY&tashkeel=1

وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي صِفَة التَّشْبِيه الَّذِي شُبِّهَ لِلْيَهُودِ فِي أَمْر عِيسَى،
-----------
الرواية الاولى: (كل التلاميذ اصبحوا شبيها بيسوع المسيح، والقصة تنتهي بالقتل) واختلف أهل التأويل في صفة التشبيه الذي شبه لليهود في أمر عيسى، فقال بعضهم: لما أحاطت اليهود به وبأصحابه، أحاطوا بهم، وهم لا يثبتون معرفة عيسى بعينه، وذلك أنهم جميعا حولوا في صورة عيسى، فأشكل على الذين كانوا يريدون قتل عيسى، عيسى من غيره منهم، وخرج إليهم بعض من كان في البيت مع عيسى، فقتلوه وهم يحسبونه عيسى. ذكر من قال ذلك
---------
الرواية الثانية: (وهب ابن منبه يقول الحواريين 17، كلهم اصبحوا الشبيه، وتطوع احدهم فمات مصلوبا – جدير بالذكر ان الحواريين عددهم 12، وايضا وهب له اكثر من قصة مختلفة!!!!) عن وهب ابن منبه، قال: أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت، وأحاطوا بهم، فلما دخلوا عليهم صورهم الله كلهم على صورة عيسى، فقالوا لهم: سحرتمونا! لتبرزن لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا! فقال عيسى لأصحابه: من يشتري نفسه منكم اليوم بالجنة؟ فقال رجل منهم: أنا فخرج إليهم فقال: أنا عيسى! وقد صوره الله على صورة عيسى، فأخذوه فقتلوه وصلبوه. فمن ثم شبه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى، وظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى، ورفع الله عيسى من يومه ذلك. وقد روي عن وهب بن منبه غير هذا القول
----------
الرواية الثالثة: ( يحكيها ايضا وهب ابن منبه، ويقول ان شمعون (بطرس )انكر المسيح ويهوذا اسمله والقيت الشبهة على مجهول، ولطولها سوف نختصرها، ويمكن الرجوع الى المصدر لقراءتها كاملة )
سمع وهبا يقول: إن عيسى ابن مريم لما أعلمه الله أنه خارج من الدنيا جزع من الموت وشق عليه، فدعا الحواريين وصنع لهم طعاما، فقال: احضروني الليلة، فإن لي إليكم حاجة! فلما اجتمعوا إليه من الليل عشاهم، وقام يخدمهم، فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويوضئهم بيده ويمسح أيديهم بثيابه،...... ثم قال: الحق ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات، وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة، وليأكلن ثمني! فخرجوا وتفرقوا. وكانت اليهود تطلبه، فأخذوا شمعون أحد الحواريين، فقالوا: هذا من أصحابه، فجحد، وقال: ما أنا بصاحبه، فتركوه. ثم أخذه آخرون، فجحد كذلك، ثم سمع صوت ديك، فبكى وأحزنه. فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود، فقال: ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين درهما، فأخذها ودلهم عليه، وكان شبه عليهم قبل ذلك، فأخذوه فاستوثقوا منه وربطوه بالحبل، فجعلوا يقودونه ويقولون له: أنت كنت تحيي الموتى وتنتهر الشيطان وتبرئ المجنون؟ أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل؟ ويبصقون عليه، ويلقون عليه الشوك، حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها، فرفعه الله إليه، وصلبوا ما شبه لهم، فمكث سبعا. ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها عيسى فأبرأها الله من الجنون جاءتا تبكيان حيث كان المصلوب، فجاءهما عيسى، فقال: علام تبكيان؟ قالتا عليك، فقال: إني قد رفعني الله إليه، ولم يصبني إلا خير، وإن هذا شيء شبه لهم، فأمرا الحواريين أن يلقوني إلى مكان كذا وكذا! فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر، وفقد الذي كان باعه ودل عليه اليهود، فسأل عنه أصحابه، فقالوا: إنه ندم على ما صنع، فاختنق وقتل نفسه. فقال: لو تاب لتاب الله عليه! ثم سألهم عن غلام يتبعهم يقال له: يحنا، فقال: هو معكم فانطلقوا فإنه سيصبح كل إنسان منكم يحدث بلغة قوم، فلينذرهم وليدعهم.
--------------
الرواية الرابعة: ( الشبهة القيت على احد الحواريين، اسمه مجهول) وقال آخرون: بل سأل عيسى من كان معه في البيت أن يلقى على بعضهم شبهه، فانتدب لذلك رجل، فألقي عليه شبهه، فقتل ذلك الرجل ورفع عيسى ابن مريم عليه السلام. ذكر من قال ذلك
---------------------
الرواية الخامسة: ( قتاده يقول ان الشبهة القيت على احد الحواريين تطوع للموت بدلا عن المسيح، والاسم مجهول) عن قتادة، قوله: { إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه }... إلى قوله: { وكان الله عزيزا حكيما } أولئك أعداء الله اليهود ائتمروا بقتل عيسى ابن مريم رسول الله، وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه. وذكر لنا أن نبي الله عيسى ابن مريم قال لأصحابه: أيكم يقذف عليه شبهي فإنه مقتول؟ فقال رجل من أصحابه: أنا يا نبي الله. فقتل ذلك الرجل، ومنع الله نبيه ورفعه إليه. * - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } قال: ألقي شبهه على رجل من الحواريين فقتل، وكان عيسى ابن مريم عرض ذلك عليهم، فقال: أيكم ألقي شبهي عليه له الجنة؟ فقال رجل
---------------
الرواية السادسة: (كان مع المسيح 19 من الحواريين!!!!، صعد المسيح الى السماء والقيت الشبهة عليهم فاحتار اليهود فيهم فقتلوا رجلا منهم )
عن السدي: أن بني إسرائيل حصروا عيسى وتسعة عشر رجلا من الحواريين في بيت، فقال عيسى لأصحابه: من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة؟ فأخذها رجل منهم. وصعد بعيسى إلى السماء، فلما خرج الحواريون أبصروهم تسعة عشر، فأخبروهم أن عيسى عليه السلام قد صعد به إلى السماء، فجعلوا يعدون القوم فيجدونهم ينقصون رجلا من العدة، ويرون صورة عيسى فيهم، فشكوا فيه. وعلى ذلك قتلوا الرجل وهم يرون أنه عيسى وصلبوه، فذلك قول الله تبارك وتعالى: { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم }... إلى قوله: { وكان الله عزيزا حكيما }
------------------
الرواية السابعة: ( الراوي لم يذكر عدد الحاضرين ومكانهم، ولكنه يقول ان المسيح طلب متطوع ليلقى عليه الشبهة ومات، الاسم مجهول ) عن القاسم بن أبي بزة: أن عيسى ابن مريم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني؟ فقال رجل من أصحابه: أنا يا رسول الله. فألقي عليه شبهه، فقتلوه، فذلك قوله: { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم }.
------------------
الرواية الثامنة: (ابن اسحق يقول كان هناك ملك لبني اسرائيل ( غير صحيح تاريخيا) و لا يعرف عددهم ولا اسم من القيت عليه الشبهة من الحواريين، فيقول انه رجلا غيرهم والعدد غير واضح 12 ام 13 فذكرا اسما غير متأكدا منه ) عن ابن إسحاق، قال: كان اسم ملك بني إسرائيل الذي بعث إلى عيسى ليقتله، رجلا منهم يقال له: داود، فلما أجمعوا لذلك منه لم يفظع عبد من عباد الله بالموت فيما ذكر لي فظعه، ولم يجزع منه جزعه، ولم يدع الله في صرفه عنه دعاءه ; حتى إنه ليقول فيما يزعمون: اللهم إن كنت صارفا هذه الكأس عن أحد من خلقك، فاصرفها عني! وحتى إن جلده من كرب ذلك ليتفصد دما. فدخل المدخل الذي أجمعوا أن يدخل عليه فيه ليقتلوه هو وأصحابه، وهم ثلاثة عشر بعيسى، فلما أيقن أنهم داخلون عليه، قال لأصحابه من الحواريين وكانوا اثني عشر رجلا: بطرس، ويعقوب بن زبدي، ويحنس أخو يعقوب، وأندراوس، وفيلبس، وأبرثلما، ومتى، وتوماس، ويعقوب بن حلقيا، وتداوس، وفتاتيا، ويودس زكريا يوطا. قال ابن حميد: قال سلمة: قال ابن إسحاق: وكان فيهم فيما ذكر لي رجل اسمه سرجس، فكانوا ثلاثة عشر رجلا سوى عيسى جحدته النصارى، وذلك أنه هو الذي شبه لليهود مكان عيسى. قال: فلا أدري ما هو من هؤلاء الاثني عشر، أم كانوا ثلاثة عشر، فجحدوه حين أقروا لليهود بصلب عيسى وكفروا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الخبر عنه. فإن كانوا ثلاثة عشر فإنهم دخلوا المدخل حين دخلوا وهم بعيسى أربعة عشر، وإن كان اثني عشر فإنهم دخلوا المدخل حين دخلوا وهم بعيسى ثلاثة عشر
--------------------
الرواية التاسعة: (ابن اسحاق مرة اخرى يحكي قصتين متناقضتين هل الشبيه سرجس ام يهوذا )؟؟عن ابن إسحاق، قال: ثني رجل كان نصرانيا فأسلم أن عيسى حين جاءه من الله { إني رافعك إلي } قال: يا معشر الحواريين: أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة حتى يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه مكاني؟ فقال سرجس: أنا يا روح الله! قال: فاجلس في مجلسي. فجلس فيه، ورفع عيسى صلوات الله عليه، فدخلوا عليه فأخذوه، فصلبوه، فكان هو الذي صلبوه وشبه لهم به. وكانت عدتهم حين دخلوا مع عيسى معلومة، قد رأوهم فأحصوا عدتهم، فلما دخلوا عليه ليأخذوه وجدوا عيسى فيما يرون وأصحابه وفقدوا رجلا من العدة، فهو الذي اختلفوا فيه. وكانوا لا يعرفون عيسى، حتى جعلوا ليودس زكريا يوطا ثلاثين درهما على أن يدلهم عليه ويعرفهم إياه، فقال لهم: إذا دخلتم عليه فإني سأقبله، وهو الذي أقبل فخذوه! فلما دخلوا عليه، وقد رفع عيسى، رأى سرجس في صورة عيسى، فلم يشك أنه هو عيسى، فأكب عليه فقبله، فأخذوه فصلبوه. ثم إن يودس زكريا يوطا ندم على ما صنع، فاختنق بحبل حتى قتل نفسه، وهو ملعون في النصارى، وقد كان أحد المعدودين من أصحابه. وبعض النصارى يزعم أن يودس زكريا يوطا هو الذي شبه لهم فصلبوه، وهو يقول: إني لست بصاحبكم! أنا الذي دللتكم عليه! والله أعلم أي ذلك كان
--------------------
الرواية العاشرة: (عن ابن جريج، الشبهة على احد الحواريين والاسم مجهول )قال ابن جريج: بلغنا أن عيسى ابن مريم قال لأصحابه: أيكم ينتدب فيلقى عليه شبهي فيقتل؟ فقال رجل من أصحابه: أنا يا نبي الله. فألقي عليه شبهه فقتل، ورفع الله نبيه إليه.
الرواية الحادية عشر: (عن مجاهد، الشبهة على احد الحواريين والاسم مجهول) عن مجاهد في قوله: { شبه لهم } قال: صلبوا رجلا غير عيسى يحسبونه إياه. * - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { ولكن شبه لهم } فذكر مثله. * - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: صلبوا رجلا شبهوه بعيسى يحسبونه إياه، ورفع الله إليه عيسى عليه السلام حيا
واكتفي بذكر هذا القدر من تفسير الطبري، ويمكن لاي قاريء ان يرجع الى المصدر الذي اشرت اليه، ونقلت عنه، فيقرأ ويستزيد بنفسه، جدير بالملاحطة ان الطبري نقل روايات مختلفة عن نفس الشخص الواحد كما رأيتم، وأختلفوا في الروايات، وأختلفوا في طريقة الموت (قتلا ام صلبا) وهذا يبين أن (الذين اختلفوا فيه لفي شك منه) هم المسلمين انفسهم وليس المسيحيين الذي لم يختلفوا في طريقة الموت صلبا ولا شخص المصلوب.
وكما قلنا، فأن نظرية الشبيه لا تحل سؤالين، الاول: اذا كان الله نجح في انقاذ عيسى من القتل على يد اليهود برفعه حيا الى السماء، ما هي الضرورة الحتمية التي جعلت الله يقدم انسانا بريئا ليقتله اليهود بديلا عن المسيح؟؟ واذا كان من مات على الصليب هو الشبيه، فكيف نحل لغز القبر الفارغ الذي يشهد بقيامة الذي مات على الصليب وصعوده الى السماء؟؟
 
ولكن هناك ايضا من المفسرين من رفضوا التفسير بنظرية الشبيه، وهذا ما سوف نتناوله - ان شاء الرب وعشنا - في الحلقة القادمة والاخيرة، مع استمرار البحث في الاحاديث عن اقوال نبي الاسلام في هذا الموضوع.

**********
وما قتلوه وما صلبوه - قراءة مسيحي 1 من 3
وما قتلوه وما صلبوه - قراءة مسيحي 3 من 3

مقــالات ســابقــة