من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

مع شهود يهوه - الحلقة الأولى


شهود يهوه - الحلقة الأولى





أين قال المسيح أنا هو الله؟ : هل قال لك أحدهم (أو سمعت ) هذا السؤال يوما ما ؟
هو بالطبع ليس سؤال جديد ، وإن تناقلته الألسن ، ولكنه سؤال قديم ، وأعتقد أن أول من سأله هم شهود يهوه ، بل سبقهم إليه أيضا (آريوس) صاحب البدعة القديمة التي أنكر فيها لاهوت السيد يسوع المسيح ، أي أن يسوع المسيح هو الله الظاهر في الجسد (المتجسد) الذي أخذ صورة الناس بالميلاد العذراوي (نسبة إلى مريم العذراء) وعاش بيننا حقيقة (لم يكن خيالا أو ظلا كما يقول الغنوسيون) . ولكي لا أطيل في المقدمة ، فلندخل سريعا إلى كيف نرد على هذا السؤال سواء جاء من شهود يهوه أو غيرهم ؟

بداية، فإن السؤال بالقطع سوف يختلف هدفه ومغزاه وطريقته (أو أدلته من الكتاب المقدس) والنتيجة التي يرغبون في الوصول إليها ، إن كان شهود يهوه ، أو ناقلون عنهم ؟ ولكن هنا سوف نحاول أن نقوم بالرد على السؤال (من شهود يهوه) وندع تطوير الإجابة لغيرهم لك ولدراستك الخاصة بعد الفهم، فماذا يقول الكتاب إجابة عن هذا السؤال؟

كنت حديث الاقامة في امريكا حينما تقابلت مع سيدة أمريكية، ولما عرفت أنني مسيحي من الشرق الأوسط عرضت أن تقوم بتعريفي ببعض المسيحيين من أصل عربي (لا داعي لذكر الجنسية) فلما أجبتها بالايجاب (لمجرد حب الاستطلاع) فقد كنت بالفعل تعرفت إلى كنائس عربية ، جاء لمقابلتي أثنين لم يتأخرا في تعريف نفسيهما بأنهما من شهود يهوه ، ولمّا قلت لهم أنني مسيحي لا أنتمي فكريا ولا عقائديا إلى شهود يهوه ، حاولوا تعريفي بإيمانهم، والحقيقة انها كانت التجربة الأولي لي لمناقشة هذه الجماعة وجها لوجه، ولذلك طلبت من صديق لي (لا داعي لذكر الأسماء أيضا) أن يصاحبني في هذه المقابلات حيث أنهم كما قلت (أثنين) وهذه هي طريقتهم في التحرك دائما .

ولكي أشجعك على القراءة والمتابعة لسلسلة المقالات، دعني أنتقل سريعا إلى ختام القصة لكي تتشجع أنت أيضا إذا ما قادك الله إلى مثل هذه المواقف، (ولنعط المجد لله دائما فهو الذي يذكرنا بالحق بروحه القدوس، ونحن علينا فقط إعلانه وإظهاره) فقد كان لقائنا مرتان، الأولى كانا شخصان كما قلت، وطرحنا عليهما بعض الأسئلة (سوف أذكرها لاحقا)، فتركانا على أمل التفكير والبحث والإجابة في اللقاء التالي، ثم جاء واحدا منهما بصبحة زميل آخر يبدو أنه أكثر خبرة ودراية في أمور اجابة الاسئلة، ودارت الجولة الثانية بمزيد من الأسئلة من طرفنا ، ولا إجابة من الطرف الآخر، الذي تركنا على أمل البحث والعودة بالإجابة التي لم تعد حتى الآن بعد مرور أكثر من 15 سنة على هذا اللقاء !

شهود يهوه الدارسون والقدماء يعرفون أنهم لا يقدرون على الوقوف أمام الحق الكتابي (شواهد الكتاب المقدس) ولهذا قاموا بترجمة خاصة لهم للكتاب المقدس ، ولكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد (اعمال الرسل 14: 17) فحتى في كتابهم لم يستطيعوا طمس الحقيقة، وهذا ما عرفته بعد فترة عندما تقابلت مع شخص آخر كان حديث العهد بالدخول إلى جماعة شهود يهوه، فلما تجادلت معه ودخلنا إلى عمق أكثر مما فعل الأشخاص في القصة الأولى ،ما كان الا أن أعترف أن قوة الأدلة في الكتاب المقدس لا يمكن إنكارها ، فترك جماعة شهود يهوه غير آسفا ، فماذا دار في الحوار الأول والثاني ، وماذا دار في الحوار الثالث ، هذا ما سنعرضه في حلقات حتى لا نطيل .

السؤال الأول : جاء إسم شهود يهوه من ( إشعياء 43 : 10 - 12)
(10 أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ ( יְהוָה - يهوه) ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. 11 أَنَا أَنَا الرَّبُّ ( יְהוָה - يهوه)، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ.
12 أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ. وَأَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ ( יְהוָה - يهوه)، وَأَنَا اللهُ אֵֽל)

كيف يقول الله (يهوه) أنكم شهودي ، وبعد مجيء المسيح المخلص، وفي سفر أعمال الرسل يقول لتلاميذه أنكم تكونون لي شهودا إلى أقصى الأرض؟  فهل كان هذا تمردا من يسوع المسيح على (يهوه)، وهو ما لن يقبله أحد على المسيح حتى شهود يهوه أنفسهم،  أم أن يسوع المسيح نفسه هو (يهوه المتجسد) وبالتالي فليس هناك تناقض لانه أن تكون شاهدا للمسيح فأنت شاهدا ليهوه بالقطع فهما نفس (الكينونة) !

(8 لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ») (اعمال الرسل 1: 8)

المقصود هنا أن (يهوه) يقول (أَنَا الرَّبُّ ( יְהוָה - يهوه) هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ) (اشعياء 42 : 8) ، فقطعا لن يعطي (يهوه) مجده لآخر حتى لو كان (يسوع المسيح ) ما لم يكن الأخير هو نفسه (يهوه) ولازال محتفظا بمجده ولم يعطه لآخر!


لٰكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُدْرَةً+ مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ،‏ وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا+ فِي أُورُشَلِيمَ+ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ+ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ

بالطبع لم تكن هناك إجابة حاضرة في هذه المقابلة،  فكان أن تواعدنا على لقاء آخر يدرسون ويحضروا الإجابة.  فماذا حدث في اللقاء الثاني ؟ هذا ما سنتكلم عنه في الحلقة الثانية.

***
موضوعات ذات صلة 






الرد على اعتراض بخصوص يشوع 18: 28 شبهة (صيلع وآلف)

الرد على شبهة يشوع 18: 28 




رأيت هذه الشبهة على شبكة الانترنت، ورغم ضحالتها وضآلتها وأن الرد عليها مكتوب في سياق الشبهة نفسه ، الا أنني أرتأيت أن أجيب عليه عملا بنصيحة سفر الأمثال (جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ.) (الأمثال 26: 5)،  تقول الشبهة ، بداية الاقتباس :

تعديل الترجمة للهروب من خطأ النص العبري:
يشوع 18: 21وَكَانَتْ مُدُنُ سِبْطِ بَنِي بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: أَرِيحَا وَبَيْتَ حُجْلَةَ وَوَادِي قَصِيصَ 22وَبَيْتَ الْعَرَبَةِ وَصَمَارَايِمَ وَبَيْتَ إِيلَ 23وَالْعَوِّيمَ وَالْفَارَةَ وَعَفْرَةَ 24وَكَفْرَ الْعَمُّونِيِّ وَالْعُفْنِي وَجَبَعَ, سِتَّ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. 25جِبْعُونَ وَالرَّامَةَ وَبَئِيرُوتَ 26وَالْمِصْفَاةَ وَالْكَفِيرَةَ وَالْمُوصَةَ 27وَرَاقَمَ وَيَرَفْئِيلَ وَتَرَالَةَ 28وَصَيْلَعَ وَآلَفَ وَالْيَبُوسِيَّ. (هِيَ أُورُشَلِيمُ) وَجِبْعَةَ وَقِرْيَةَ. أَرْبَعَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. هَذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بِنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ.
المفترض إن مجموع أسماء المدن بداية من جبعون إلى آخرها يكون 14 مدينة كما قال النص (أربع عشرة مدينة مع ضياعها)؛ وهذا صحيح في النص العربي.
لكن حينما نرجع للنص العبري نكتشف الترقيع الذي أحدثه المترجم لحل مشكلة الأصل العبري؛ فيقول العبري:
25 גִּבְעוֹן וְהָרָמָה וּבְאֵרוֹת׃
26 וְהַמִּצְפֶּה וְהַכְּפִירָה וְהַמֹּצָה׃
27 וְרֶקֶם וְיִרְפְּאֵל וְתַרְאֲלָה׃
28 וְצֵלַע הָאֶלֶף וְהַיְבוּסִי הִיא יְרוּשָׁלִַם גִּבְעַת קִרְיַת עָרִים אַרְבַּע־עֶשְׂרֵה וְחַצְרֵיהֶן זֹאת נַחֲלַת בְּנֵי־בִנְיָמִן לְמִשְׁפְּחֹתָם

بين كل مدينة وأخرى حرف العطف الواو ו ما عدا וְצֵלַע הָאֶלֶף لا يوجد بين صيلع وآلف حرف العطف؛ فكان لابد أن تكون الترجمة وصيلع آلف.
وكذلك لا يوجد حرف العطف بين גִּבְעַת קִרְיַת ؛ فكان لابد من ترجمتها جبعة قريت.
والدليل الثاني هو أن كلمة צֵלַע شكلت اللام فيها بالفتحة القصيرة (وليس الفتحة الطويلة أي צלָע كالمعتاد مثل 2 صموئيل 21: 14) وهذا دلالة على أنها مضافة إلى الكلمة التالية أي مضاف ومضاف إليه وهذا يؤكد أنها كان لابد أن تترجم وصيلع آلف.
وكذلك كلمة גִּבְעַת يستحيل ألا تكون غير مضافة إلى الكلمة التالية لها (أعني مضاف ومضاف إليه) لأن حرف العين مشكل بالفتحة وبعده حرف التاء؛ وأصل الكلمة في حالة عدم الإضافة أن العين تشكل بالفتحة الطويلة وتليها الهاء (גִּבְעָה مثل يشوع 15: 57)؛ لكن عند الإضافة تقصر الفتحة الطويلة وتحول الهاء إلى تاء.
وبهذا يكون عدد المدن 12 فقط مما يخالف ما جاء في آخر النص أنها 14 لهذا اضطر المترجم لتحريف النص العبري لحل المشكة.
فلا النص العبري معصوم ولا الترجمة معصومة.

إنتهى الاقتباس 

---------------

وللرد نقول بنعمة الله :

اولا : وقبل الدخول في العبرية والتراجم ، صيلع (بالعبرية ومعناها ضلع) هي مدينة مستقلة بنفسها و آلف مدينة أخرى مستقلة بنفسها 

والدليل قد أشار إليه كاتب النقد من نص (صموئيل الثاني 21: 14) حيث يقول النص 

21:14 וַיִּקְבְּרוּ אֶת־עַצְמוֹת־שָׁאוּל וִיהוֹנָֽתָן־בְּנוֹ בְּאֶרֶץ בִּנְיָמִן בְּצֵלָע בְּקֶבֶר קִישׁ אָבִיו וַֽיַּעֲשׂוּ כֹּל אֲשֶׁר־צִוָּה הַמֶּלֶךְ וַיֵּעָתֵר אֱלֹהִים לָאָרֶץ אַֽחֲרֵי־כֵֽן׃ פ

وقد جاءت الترجمة بحسب (فاندايك) كما يلي :
وَدَفَنُوا عِظَامَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ ابْنِهِ فِي أَرْضِ بَنْيَامِينَ فِي صَيْلَعَ، فِي قَبْرِ قَيْسَ أَبِيهِ، وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ. وَبَعْدَ ذلِكَ اسْتَجَابَ اللهُ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ (صموئيل الثاني 21: 14)

وترجمة ما بين السطور كما يلي : 
وقبروا عظام شاول ويهوناثان ابنه في أرض بنيامين في صيلع في قبر قيش أبيه وصنعوا كل ما أوصى الملك فاستجاب الله الأرض بعد ذلك 

وعلى هذا فإن المدينة إسمها (صيلع) فقط ، فلو كان اسمها مركبا (صيلع آلف) لذكر هنا الاسم مركبا أيضا كما يقال عن (بيت لحم) وهو اسم مدينة مركب ، فلا يقال (بيت) ولا يقال (لحم) ولكن يقال (بيت لحم) وهكذا الحال للاسماء المركبة وقد وردت في نفس الأعداد المكتوبة (بيت العربة) و (بيت إيل) و (وادي قصيص) و (كفر العموني) ولا داعي للاطالة في هذه النقطة فقد تم إيضاح الفكرة.

ثانيا : جاء في تفاسير الراباي اليهود جميعا أن (صيلع) مدينة مستقلة و (آلف) مدينة مستقلة ، ولا يفرق وجود حرف (و) أو عدم وجوده ،كذلك الحال في مدينتي (جبعة) و (قرية)  فقد ذكرت عدة مدن أخرى مستقلات بنفسها ولا يفصلها حرف الواو ولنتابع ما قاله الراباي ، يمكنك النقر على الاسم للذهاب إلى الرابط الأصلي.


Tzeilah, Eleph and Yevusi which is Yerushalayim. Each of these are individual cities. Similarly, Givas and Kiryas [are individual cities]. Thus five cities are mentioned in this verse.

(الترجمة ) صيلع ، آلف و يبوسي التي هي أورشليم ، كل من هذه هي مدن مستقلة ، مثل جبعة وقرية أيضا مدن مستقلة ، فيكون عدد المدن المذكورة في العدد خمس مدن 


ערים ארבע עשרה. ובפרטן אתה מוצא י"ב, ופי' כי צלע האלף הם ב' ערים, וכן גבעת קרית. ולדעתי השמיט מן הפרטים ענתות ועלמון שחשב בין ערי הלוים לבנימין (כא, יח), וכן משמע שצלע האלף עיר אחת ממה שבא צלע בפתח, שמורה שהוא סמוך, וכן גבעת סמוך:

(الترجمة بتصرف) 
المدن اربعة عشر وقد تجد الأسماء تشير إلى اثني عشرة مدينة ، ولكن صيلع آلف هما مدينتان وكذلك جبعة قرية هما مدينتان أيضا وبحسب علمي (أو رأي) قد حذفت من الأسماء عناتوت وعلمون اللذان يحسبان بين مدينتي لاوي  وبنيامين (21:18) ، وقد يعني أيضًا أن (صيلع آلف) هو مدينة واحدة ، وشبا صيلع بفتاح ، التي هي محمية قريبة وتلة قريبة

Metzudat David on Joshua 18:28:1

וצלע האלף. ה׳ עיירות במקרא זה: צלע א׳, האלף ב׳, ירושלים ג׳, גבעת ד׳, קרית ה׳:

(الترجمة بتصرف) 
وصيلع آلف ، خمسة مدن  تقرأ هكذا : صيلع (1) آلف (2) اورشليم (3) جبعوت (4) قرية (5) 

וצלע האלף. הם שתי ערים וכן הוא אומר בארץ בנימין בצלע וכתיב וצלע אלף וכן גבעת קרית הם שתי ערים:

(الترجمة بتصرف) 
وصيلع آلف ، هما مدينتان ، ولهذا هو يقول (بأرض بنيامين بصيلع ) و يكتب وصيلع آلف وكذلك جبعوت قريت هما مدينتان . 

وكذلك فإن تفسير (جون جيل) John Gill   يقول :

And Zelaheath
Zelah was the burying place of Saul and his family, ( 2 Samuel 21:14 ) .

Eleph
is nowhere else mentioned; some join it with Zelah, and make one city of it, but then the number of cities given could not be completed; both Jarchi and Kimchi say they were
two cities, as doubtless they were;

(الترجمة بتصرف) 
صيلع وهي مكان دفن شاول وعائلته (صموئيل الثاني 21 : 14) 
آلف لم تذكر في مكان آخر بالكتاب سوى هنا، البعض يقرن صيلع مع آلف ، ليجعلها مدينة واحدة ، ولكن هذا بالطبع سيجعل عدد المدن غير مطابق، ولكن كلا من الراباي (راشي) و (كيمتشي) يقول انهما كانا مدينتان ولا شك في هذا 


وأخيرا أقول، ليس أدرى من اليهود والراباي المدققين في مناقشة التوراة وكلماتها وأعدادها وهم الأقرب تاريخيا لتلك الأحداث والأماكن الجغرافية ، قبل السبي وتدمير المدن ، وهم الأدرى بحروف العطف والاضافة ، فنحن ليس لدينا ما نخشاه في مناقشة الكتاب المقدس كما يفعل البعض من أصحاب ديانة كاتبي الشبهة ، كما نختم بقول يشابه قولهم في تفسيراتهم ، وإن كان هناك اختلاف او شبهة ، فهي لا تحرم حلالا ولا تحلل حراما ولا يؤخذ من كلام هذا العدد شريعة . 
محبتي لجميعكم . 

المقال الثالث في الرد على القول بتناسخ الأرواح


 كان زميلي مستعدا وفي جعبته المزيد مما يعتقد أنه الأدلة التي لن يستطيع أحد من المسيحيين لها صداً ولا رداً ، فزادت من حدة صوته إنفعالا بعد أن وجد أن دليله الأول قد فشل ، فراح يستعد بالدليل الثاني ، وقال لي :

حسنا ، أنتم تقولون عن الميلاد الثاني أليس كذلك ؟ ما رأيك حينما حضر نيقوديموس للحوار مع يسوع المسيح ، فقال له يسوع " ينبغي أن تولد ثانية  " فقال له نيقوديموس ، هذا معناه أن أدخل بطن أمي ثانية وأولد مرة أخرى ؟ ، أليس هذا الآن كلام من يسوع نفسه ؟ ينبغي أن تولد ثانية ، اي تدخل بطن أمك وتولد ثانية ، إن لم يكن هذا هو تناسخ الأرواح الذي نفهمه ونقول به ، فماذا يكون ؟

مرة أخرى أجبته ، هذا إجتزاء للنص من سياقه ، فلم يقل المسيح أنه ينبغي تولد ثانية ولم يقل أن يدخل بطن امه ثانية لكي يولد الميلاد الثاني ، هذا كان سؤال من نيقوديموس ، لفهم ما قاله المسيح عن الميلاد الثاني ، فهل وافقه المسيح على ذلك الفهم ؟ تعالى نقرأ النص مرة أخرى من الكتاب المقدس (وكأني أقول في داخلي ، ليتك كنت فتحت الكتاب المقدس لتراجع النص بنفسه في سياقه ، بدلا من الحرج الذي تضع نفسك فيه وأنت متكل كل الاعتماد على الكتاب الذي قرأته ) 

كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ.2 هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ».3 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ».4 قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟»5 أَجَابَ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.6 اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.7 لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. 
(يوحنا 3 : 1 - 7)

أنت ترى في الحوار ، أن كلام المسيح كان عن (ميلاد من فوق) وحين سأله نيقوديموس عن فهمه بأنه ميلاد مرة أخرى (الميلاد ثانية) قال له ، ألعله وهو شيخ يرجع إلى بطن أمه ويولد ثانية ؟ ، إذا توقف الكلام عند هذا الحد ووافقه المسيح لربما كان هناك شك أن الكلام عن تناسخ الأرواح ، ولكن كلام المسيح كان واضحا ، أنه يتكلم عن (ميلاد من فوق ) ميلاد من الماء والروح ليس من جسد ، هذا رد حاسم إذا لا يقول مطلقا بتناسخ الأرواح .

وهنا قلت له دعني أختصر المسافات عليك ، فأقول لك ، حتى وأن أتيت بفهمك أن يوحنا المعمدان كان تناسخ أرواح لأيليا النبي ، وحتى بقول المسيح إن إيليا جاء ولم يعرفوه في إشاره إلى يوحنا المعمدان ، فالنبؤة تقول أن الله سوف يرسل يوحنا المعمدان قبل المسيح بروح إيليا وقوته ، ولا يمكن فهمها على أنها تناسخ أرواح على أي حال من الأحوال، فاليهود والمسيحيين يفهمون مغزى الإشارة ، أما بالنسبة لكم معتنقي تناسخ الأرواح فإن إيليا لم يمت لكي تتقمص روحه جسد آخر ، إذ صعد إيليا في العاصفة حياً إلى السماء جسدا وروحا ، وهذا ما لم يقول به مؤمني تناسخ الأرواح مطلقا، إذ يجب أن يموت جسد حامل الروح لكي تتقمص جسدا آخر ، أما إيليا فقط صعد بالجسد والروح . 
وختاما ، فإن الكتاب المقدس نفسه يؤكد بما لا يدع مجال لأي شك ، أن الانسان يحيا مرة واحدة فقط على الأرض إذ يقول : 
وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ،28 هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ  (عبرانيين 9 : 27 - 28)
وكما ترى هنا ، فالكتاب حاسم ، ( يموتوا مرة ) وبعدها الدينونة ، لأن كل واحد سيحمل حمل نفسه أمام الديان ، كما أن المسيح سيظهر ثانية في المجيء الثاني هو نفسه لمن ينتظره يسوع المسيح وليس أحدا آخر ، فهو ليس تناسخ لروح أحد قبله ولا بعده . 

ألم أقل أن المشكلة في هؤلاء ، أنهم لا يقراون الكتاب المقدس ولكنهم يقرأون عنه ؟ ربما تنقذ نفسك عزيزي القاريء إذا أعطيت نفسك الفرصة ولم تكن قرأت الكتاب المقدس ، لتفتحه وتقرأه بنفسك ولا تدع احدا يخدعك باقتباسات مبتورة لكي يوهمك بشيء آخر ليس في الإنجيل أو الكتاب أو رساله الله الحقيقية لك ! 

وإلى لقاء في حوار آخر مع شهود يهوه . 

--------
وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟»11 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.12 وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ».13 حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. 
(متى 17 : 10 - 13)


فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.
14 وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،
15 لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
16 وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ.
17 وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا»
(لوقا 1: 13 - 17)

وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ، أَنَّ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ ذَهَبَا مِنَ الْجِلْجَالِ. فَقَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: ....
 وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.
(ملوك الثاني 2: 1 و 11)


من حواراتي مع الملحدين /شهود يهوه / أتباع ديانة العصر الجديد New Age - المقال الأول


المقال الأول في الرد على أتباع ديانة العصر الجديد : كم عمر الأرض 



وحتى لا أطيل سأترك رابطا لمن يريد أن يعرف عن ديانة العصر الجديد ،

ولكن بإختصار وتعريفي الخاص من حواراتي معهم :
هم مجموعة ممن لا يقولون عن أنفسهم أنهم ملحدون أو لا يدنيون ، يتكلمون عن عقيدة روحية لهم ، ولكنهم قد يقولوا بأنهم يؤمنون ب (الله) ولكن لهم تعريف مختلف ، فهو ليس نفس (الله) الذي نؤمن نحن به ، هو عبارة عن طاقة إلهية (مجمع آلهة) عبارة عن مجموع الأرواح التي لكل المخلوقات ، كما أنهم يقولون بتناسخ الأرواح ، أي أن الحياة على الأرض ليست لها بداية وليس لها نهاية ، لأن الأرواح تأخذ في كل دورة حياة جسد مختلف قد يكون أنثى أو رجل ، بعضهم يقول أنه قد يأخذ جسد حيوان ، ويذهب بعضا منهم إلى القول بأنه يأخذ شكل حشرة ، وكل هذا لكي يتعلم من أخطائه في الحياة ، فعند موته يرجع في جسد آخر بحالة أفضل أو أسؤا حسب الحياة التي عاشها . وهم ينتقدون الأديان جميعا وإن كانوا يستخدمون عقائد الأديان في مزج واختلاط بين اليهودية والمسيحية والأسلام والبوذية والزرداشتيه وكل دين أو معتقد يرونه ، في حالتي أنا كان يستخدم بعض آيات من الكتاب المقدس لمحاولة إستمالتي بأن هناك شيئا مشتركا بيننا تارة أو لاثبات معتقده من الكتاب المقدس تارة أخرى (وخاصة تناسخ الأرواح) وسأتكلم عن ذلك في مقالات قادمة .


كنت أعرف أحد هؤلاء أتباع ديانة العصر الجديد ، وكان يحاول إقناعي مرة أو السخرية من إيماني مرات ، فكرت في كتابة سلسلة من المقالات التي أذكر فيها كيف كان الحوار بيننا ، ربما أفيد أو أستفيد منكم عندما نتقابل مع أشخاص مثل هذه الخلفيات (الروحانية أو الملحدة)،


هذه المقالة الأولى سأخصصها لأذكر لكم ردي له عن سخريته واستهزائه بمن يقولون أن العالم مخلوق وبحسب الكتاب المقدس يمكن الرجوع إلى حساب بدء الخلق من سفر التكوين بحوالي 6000 سنة تقريبا ، فكان يلذ له أن يسخر بالقول أنه يستغرب من اولئك (الأغبياء ) الذين يؤمنون بما يقوله الكتاب المقدس عن خلق العالم وأنه قد يكون صغيرا لسن (6000 سنة مثلا) في حين أن العلماء يقولون بعمر الأرض والشمس والقمر والكواكب إلى ما يقارب ملايين إن لم تكن بلايين (أو مليارات) السنين .


كنت أقول له أمام من يريد أن يسخر مني أمامهم : نعم أنا أعترف بأنني أؤمن بما جاء في الكتاب المقدس ، وليس لدي أي مشكلة في أن يكون عمر الأرض بضع مليارات من السنين أيضا ، فكان يستغرب كيف لي أن أجمع بين النقيضين هكذا فكنت أقول له : يقول الكتاب المقدس

(27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.
28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
29 وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. )


وقلت له : الآن أنت ترى أن الله خلق آدم وأخذ ضعا منه وعمل منه حواء ، وتكلم معهم ليأكوا من ثمار شجر الأرض، وأن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض من ذريتهم .
نفهم من هذا أن آدم في عمر الرجال ، رغم أنهم مخلوق من لحظات ، ولكنه رجلا مكتمل الرجولة ومستعد للتزوج ، وبحسب المفهوم اليهودي فهكذا عمره على الأقل 33 سنة ، عمر أكتمال المسئولية للرجل ، دعني اتساهل معك واقول أنه كان أصغر مثلا عشرة سنين ؟ حسنا ليكن هو عمره الآن 23 سنة مع أنه مخلوق بحسب الساعة التي في يدك منذ لحظات ؟؟ وكذلك الحال بالنسبة لحواء ، فهي أمرأة ناضجة مستعدة لأنجاب الأطفال برغم أنها تم خلقها وصناعتها للتو ، فهي على الاقل لديها رحم كامل وجهاز الإخصاب عندها مكتمل ، فهي تقترب من العشرين .
ليس هذا فقط ، ولكن شجر الأرض الذي خلقه الله في (اليوم الثالث) أي منذ ثلاثة أيام فقط ، فهو شجرة كاملة تحمل ثمار ، جاهزة للقطاف والأكل من آدم وحواء ، كم من السنين تحتاج أنت لزراعة شجرة من بذرة لكي تأتي بثمر ؟ ولكنها هاهي خلقها الله شجرة مثمرة .


نفس الشيء بالنسبة للكواكب والأرض والشمس ، كلها خلقها الله في طور التمام والكمال والنضج ، وإذا كان هذا الطور يمثل بالنسبة لك أو للعلماء ملايين أو مليارات السنين ، فليس لدي مشكلة على الأطلاق ، المشكلة يا عزيزي أنك تظن أن الله خلق هذه الأشياء كلها و (العداد لديها يشير إلى صفر ) وهذا فهم قاصر منك ومن غيرك وتريد أن تحملني أنا مسئؤلية فهمك وتفسيرك ؟!


بالمناسبة ، العلماء أنفسهم يقولون أن الشمس في إنفجاراتها المستمرة هي في إضمحلال والشمس مثلها مثل نجوم أخرى على بعد ملايين السنوات الضوئية سيأتي عليها يوم لتضمحل وتنتهي ، وتسقط أو ينطفيء لهيبها ، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس الذي تسخر منه
(9 هُوَذَا يَوْمُ الرَّبِّ قَادِمٌ، قَاسِيًا بِسَخَطٍ وَحُمُوِّ غَضَبٍ، لِيَجْعَلَ الأَرْضَ خَرَابًا وَيُبِيدَ مِنْهَا خُطَاتَهَا.
10 فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا، وَالْقَمَرُ لاَ يَلْمَعُ بِضَوْئِهِ) 


هذا الشخص لم يتوقف أبدا من السخرية بإيماني ، فأذكر لكم على عجالة مقولة أخرى ، حين كان ينسب للكتاب المقدس أنه يعلم أن العلاقة الجنسية هي حرام وخطئية، فسألته أين يقول الكتاب المقدس ذلك ؟ قال أنه يتكلم عن خطية سقوط آدم وحواء ، وأنه بعد السقوط (عرف آدم حواء) وإنجب منها بعد السقوط ، فهذا تعليم واضح أن العلاقة الجنسية هي نتاج خطية السقوط؟


مرة أخرى ، أجبته ، أرجع ألى الفقرة السابقة ، ستجد أن الله عندما خلق آدم وحواء وهم بعد في الجنة قبل السقوط ، قال لهما (أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض) ، وذلك قبل السقوط ، فاذا اختار آدم وحواء أن يمارسا هذا الحق بعد السقوط ، فهذا ليس خطأ الله ولا يأخذ منه تعليم بعلاقة الجنس والخطية ، بل على العكس ، الزواج مقدس ومبارك من الله ولا داعي لذكر الأمثلة التي تعرفونها عن ذلك .


هل توقفت موجات سخريته ؟ على العكس ، كان يسخر مني ويقول أمام الأخرين الذين كانوا يستمعون إلى الحوار بيننا ، هل سنقلب الجلسة إلى درس كتاب مقدس كما تقولون ؟


وإلى اللقاء في حوار آخر عن تناسخ الأرواح ، ومحاولته لأثبات ذلك من الكتاب المقدس .
******
مقالات ذات صلة :

المقال الثاني في الرد على القول بتناسخ الأرواح

 المقال الثاني في الرد على تناسخ الأرواح : المولود أعمى 


المشكلة الرئيسية في "بعض" هؤلاء الذي يخوضون في الحوارات الروحية / الدينية ، أنهم لا يقرأون الكتاب المقدس الذين هم بصدد مناقشتهم ولكنهم يقرأون عن الكتاب المقدس ، وهذا يقع بهم في إرتباكات و إحراجات كثيرة ، فمعلوماتهم في ذلك الحين تكون مغلوطة ومشوشة بل وناقصة غير مكتملة ، وهذا كان حال "صديقي" من أتباع ديانة العصر الجديد، يريد أن يتكلم معي ليثبت مفهومه ومعتقده في تناسخ الأرواح وقد ظن أن الكتاب الذي قرأه ووضع بعض إقتباسات من الكتاب المقدس لكي يخدع بها بعض السذج، ويوهمه أن الكتاب المقدس يحتوي على تعليم يدعم إيمانه ، الأمر الذي وضع في حرج أكثر من مرة حينما كان يستل من جعبته ما كان يظنه دليلا صلبا من الكتاب المقدس ليطعنني به ، فإذا به يرتد إليه هو ، ليزأر غاضبا مزمجرا مجروحا بالهزيمة في معركة هو من بدأها ولست أنا الباديء فيها . 

جاء زميلي في العمل ذات يوم متهللا يتجاذب معي بعض أطراف الحديث ليناقشني في كتاب كان أعاره لي سابقا لكي أعرف (ما كان يظن أنه مفاجئة سارة بالنسبة لي) أن الكتاب المقدس يقول بعقيدة تناسخ الأرواح التي يؤمن هو بها في ديانة العصر الجديد، ألم أقل لكم أنه كان يجدر بإنسان يخوض في حوار كهذا أن يوفر على نفسه الوقت والحرج فيفتح الكتاب المقدس بنفسه ويراجع ما يقتبسه مجتزئا كتاب آخر ؟  قال زميلي ، ان المسيح ما هو إلا تناسخ لروح ذات قيمة عالية في عالم تناسخ الأرواح فهي نفس روح الشاعر طاغوت ، وبوذا و كريشنا وإن أختلفت الأزمان والأجساد ؟ 

وبدأ يسرد لي الدليل تلو الدليل مما كان يظنه سيدعم أقواله من الكتاب المقدس بل ومن أقوال السيد يسوع المسيح نفسه ، فقال لي :

الدليل الأول : حينما كان المسيح يسير مع تلاميذه رأوا المولود أعمي ، وسألوه ، من أخطأ هل هذا أم أبواه حتى يولد أعمى؟ وراح يسألني في خيلاء المنتصرين ، كيف يكون هذا مولود أعمى وقد أخطأ سابقا ؟ أليس هذا دليلا على أنه كان يحيا في جسد آخر في حياة أخرى سابقة ؟ ها أنت ترى أن الأنجيل يعلّم بتناسخ الأرواح . 

أجبته ، مهلا يا عزيزي ، فأنت تجتزء الكلام من سياقه وتصل إلى أستنتاج لا يقول به النص ، بل على النقيض يقول بعكسه تماما ؟ رفع زميلي حاجبيه ، وتسأل كيف هذا ؟ أليس هذا النص لقصة في الإنجيل ؟ ألم يقل تلاميذ يسوع هذا الكلام ؟ قلت له ، نعم قالوا ، ولكن هذا سؤالهم ليسوع المسيح ؟ وأنت لم تقرأ إجابته ، تعال نقرأ النص معا :

 وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، 2 فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».3   أَجَابَ يَسُوعُ:«لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَأَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ.) ( يوحنا  9: 1 - 3)

 الآن أنت ترى ، أن التلاميذ كان يسألون يسوع ، (أهذا أخطأ)  كما يقول اليونانيين وبعض اليهود المؤمنين بالتقمص وتناسخ الأرواح ، فهل أخطأ في حياة سابقة لكي يولد أعمى ؟ (أم أبواه) كما يقول البعض الآخر من اليهود الذين يقولون الأباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون ؟ بمعنى أن خطايا الأباء يجنيها ويحصدها الأبناء  (حزقيال 18: 2 - 4) نص الشاهد في هامش أسفل المقال . 

الخلاصة هنا، أن هذا كان مجرد سؤال للتلاميذ، ولا يمكن بحال أن يؤخذ منه تعليما أو لاهوتا كتابيا ، خاصة إذا ما أجاب السيد يسوع المسيح بتصويب فكر السائل إلى خطأ سؤاله ( لا هذا أخطأ ولا أبواه ، لكن لتظهر أعمال الله فيه ) لأن السيد يسوع المسيح شفاه وكانت حادثة مشهورة ومعروفة أمام الجميع ويمكنك قراءة القصة كاملة من الكتاب المقدس أن المغزى منها لايمت بصلة إلى تناسخ الأرواح ؟

وإلى اللقاء في الدليل الثاني لزميلي محاولا أثبات تناسخ الأرواح من الكتاب المقدس . 

-------------------

الشواهد المذكورة في الحوار أعلاه 

مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟
3 حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ.
4 هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ

الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ، لكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ. بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ

(سفر العدد 14: 18)

(لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.  لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،)

(خروج 20: 4-5)


تعقيب ، كل الشواهد السابقة لها تفسيراتها التي يمكن الرجوع إليها لمن يريد ، فهي أيضا لا تقول بأن المولود أعمى كان لخطأ أبويه بمفهوم سؤال التلاميذ للرب يسوع . ولكن هذا موضوع آخر ليس هذا مجاله .  

****
موضوعات ذات صلة :


هل الله قاس ليأمر بقتل الأطفال والرضع ؟ الحرب مع عماليق

فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا» (صموئيل الاول 15: 3)



يرى البعض أن هذا من أدلة العنف في الكتاب المقدس ، كيف يأمر الله القتل بهذه القسوة بدون أي تمييز لأمرأة أو طفل أو رضيع ، وماذنب حتى الحيوانات ؟

حسناً، تعال نبدأ من حيث ينبغي أن نبدأ : 
من المخاطب بهذا الكلام ؟ مع من يتكلم الله ويأمره ؟
الإجابة كما يقول جون جيل (John Gill)  والترجمة بتصرف: 
الكلام موجه إلى شاول بوصفه أول ملك لإسرائيل بعد دخولهم أرض كنعان (أرض الموعد) وراحتهم من كل ما كان الأعداء والمقاومين حولهم! وكانت هذه واحدة من ثلاث مهام رئيسية كان يجب على الشعب الإسرائيلي أن يفعلها بعد أن يستقروا بالأرض ، (1) أن يمسحوا ملكاً عليهم (2) أن يبنوا مسكناً وبيتا مقدساً للرب (3) أن يمحوا ذكر عماليق من تحت السماء جزاء ما فعل بهم عند خروجهم من أرض مصر .(انتهى كلام المفسر)
وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ. 2 هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. ) (صموئيل الأول 15 : 1 - 2)
الآن وقد مسحوا شاول ملكا عليهم ، فالله يأمر شاول كملك أن يقوم بتنفيذ الطلب الثاني، القضاء على عماليق، بسبب ما صنعه مع الشعب عند صعوده من مصر، يرى بعض المفسرون اليهود أن طلب الله جاء بعد تراخي الملك شاول عن تحقيق الأمر الإلهي بحسب (التثنية 25: 17 - 19)

من هم عماليق الذين يأمر الله (بتحريمهم) وما معنى (التحريم) ؟
17 «اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ.
18 كَيْفَ لاَقَاكَ فِي الطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُلَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ، وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ، وَلَمْ يَخَفِ اللهَ. 
19 فَمَتَى أَرَاحَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ حَوْلَكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا، تَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لاَ تَنْسَ.

كان عماليق هو الباديء في الهجوم على شعب اسرائيل المنهك والمتعب بعد خروجه من أرض مصر ورحلة الصحراء الطويلة التي دامت 40 عاما ، وإذ حاول الشعب أن يرتاح في مكان ليرتاحوا ولم يجدوا حتى الماء هجم عليهم العماليق (1 ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ، وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ. ..... 8 وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ) (الخروج 17 ) وقد كانت حربا طويلة ومنهكة تستطيع قراءة تفاصيلها في السفر المشار إليه ، تلك الحرب التي تعب حتى موسى فيها إذ كان يرفع يديه لينتصر شعب إسرائيل واذ كانت يديه تتعب وينزل بهما ليرحهما ينهزم الشعب ، الأمر الذي إحتاج إلى هارون وحور لتدعيم يديه حتى أنتهت الحرب الطويلة والتي خسر فيها الشعب الإسرائيلي كثير من الضحايا. ولكن بعد ما حدث من عماليق، فقد أعتبر الله أن هذه حرباً ضده هو (الله) شخصيا ، فقال على فم موسى : 
وَقَالَ: «إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّ حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ» ( الخروج 17 : 16)
وهو نفس الموقف الذي إتخذه الله ضد (شاول الطرسوسي - الذي أصبح بولس الرسول فيما بعد ) حينما كان يضطهد الكنيسة في بداياتها ، فقال له الله حين ظهر له وكان شاول في طريقه إلى دمشق للقبض على بعض المسيحيين («شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟») (اعمال الرسل 9: 4)، لقد كان يضطهد المسيحين ولكن الرب يسوع قال له أنك تضطهدني أنا شخصيا. 

هي إذا حرباً مبررة بحسب مقاييس ذلك الوقت من التاريخ، وهي موجهة لشعب واحد مذكور بالاسم ومذكور ايضا السبب، فلا هي تشريع بالقتل ولا هي تشريع باغتصاب أراضي ولا حتى أخذ سبايا وغنائم ، فالأمر كان (بالتحريم ) للجميع ؟ بل نجد أن شاول قام بتحذير القينيين لكي يخرجوا من وسط شعب عماليق حتى لا يتضرروا بالحرب ( وَقَالَ شَاوُلُ لِلْقَيْنِيِّينَ: «اذْهَبُوا حِيدُوا انْزِلُوا مِنْ وَسَطِ الْعَمَالِقَةِ لِئَلاَّ أُهْلِكَكُمْ مَعَهُمْ، وَأَنْتُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ مَعْرُوفًا مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ صُعُودِهِمْ مِنْ مِصْرَ». فَحَادَ الْقَيْنِيُّ مِنْ وَسَطِ عَمَالِيقَ ) (صموئيل الاول 17 : 6) ، لقد كانت حربا نزيهة ليس فيها أي خداع كما فعل شعب عماليق عندما هاجموا الشعب الاسرائيلي المتعب والمنهك الجائع والعطشان بلا سبب ولا ذنب. 

ما معنى التحريم ؟ يقول وليم مارش في تفسيره :
(حَرِّمُوا معنى التحريم الأصلي التخصيص للرب فلا يجوز للمنتصرين أن يأخذوا لذواتهم شيئاً من المخصص بل عليهم أن يقتلوا كل ذي حياة ويحرقوا كل ما يُحرق وما لا يُحرق كالفضة والذهب كان لخزانة الرب. وإذا قيل إن ذبائح النساء والأطفال قساوة وذبح الحيوانات وحرق الأمتعة إتلاف. نقول أولاً إن الرب هو خالق الكل وهم ملكه له الحق أن يعمل ما يريد بخلائقه. وثانياً إن من هذا التحريم فوائد روحية لبني إسرائيل ولشعب الله في كل قرن منها إن الخطيئة نجسة ومكروهة جداً عند الله وعواقبها ثقيلة تصيب كثيرين من الأبرياء لعلاقتهم بالخاطئ من حيث الأسرة والقبيلة. وطهارة السيرة ومخافة الرب أهم جداً من البقر والغنم وجميع الخيرات الزمنية وما أشبه ذلك.) (انتهى كلام المفسر)

واذا كان التساؤل عن قتل النساء والأطفال والحيوانات لازال قائما ، فعلينا أن نفتكر أن الله له السطان المطلق، فهو يأمر الزلازل والبراكين والفيضانات والكوارث الطبيعية كلها ، والتي قد تذهب بالاخضر واليابس، النساء والأطفال والحيوانات في وقت واحد قصير، وعلينا أن نفتكر دائما ان الله القدوس هو رحيم وعادل، واذا اعتقدنا ان الحياة تنتهي بالموت فعند الله الحياة تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، فهناك الحياة الأبدية أما في نعيم أبدي أو شقاء أبدي ، وأمامك أنت الطريق للأختيار بينهما، ( أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي 6 لِكَيْ يَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. 7 مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ.) (اشعياء 45: 5- 7) والشر المقصود هنا ليس شر الخطايا، بل شر الكوارث الطبيعية مثل (سدوم وعمورة) و طوفان نوح وغيرهم 

نقطة ختامية جديرة بالذكر ، أن شعب عماليق بالفعل كان هو الباديء بحرب ظالمة ، فلم يكن الشعب الإسرائيلي يكن لهم أي عداوة ولا أي نية لمحاربتهم ولا أخذ أراضيهم ، راجع وعد الله لإبراهيم، وماهي الأرض التي وعده بها لإعطائه (كأرض الموعد)  راجع اسماء الشعوب جيدا لن تجد فيهم عماليق( 13 فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ.14 ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا، وَبَعْدَ ذلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ.15 وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ.16 وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً».17 ثُمَّ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَتِ الْعَتَمَةُ، وَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. 18 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.19 الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ» (التكوين 15: 13- 21)

لقد كانت مهلة لهذه الشعوب 400 سنة لكي تتوب، فيرحمها الرب فهل تابت ؟ يبدو أن بعضها تاب بالفعل ، فقد تم محو أسمائهم من قائمة الأرض التي يرثها اسرائيل ( فَقُلْتُ أُصْعِدُكُمْ مِنْ مَذَلَّةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً) (الخروج 3: 17) حتى هذه الأسماء لم تعاقب كلها ، فقد إستطاع (الحويين) أن ينقذوا أنفسهم من هذه القائمة ( راجع يشوع 9 ، و صموئيل الثاني 21) لان (اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ) (مزامير 145 : 8)


مقــالات ســابقــة