من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

أتحبني أكثر من هؤلاء ؟



۱٥ فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي».
۱٦ قَالَ لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَارَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي».
۱۷ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَارَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي.




أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ 



ما الذي حدث وجعل الرب يسوع يوجه هذا السؤال بهذه الصورة الواضحة الصريحة لبطرس (تلميذه ورسوله) أمام باقي التلاميذ ؟ ولماذا ناداه بأسمه القديم (سمعان بن يونا)؟ بعد أن لقبّه سابقا بالاسم الشهير (بطرس) ؟ عندما أجاب (أنت المسيح ابن الله)(متى ١٦: ١٦)  ، (اعتذر مسبقا عن الاطالة ) تعالوا لنرى : 


قبل الصليب، كان المسيح يعلّم تلاميذه أنه سوف يذهب إلى الصليب وأنهم سوف يتركونه ويهربون ، ودار هذا الحوار : 


۳۱ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.
۳۲ وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ».
۳۳ فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا».
۳٤ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».
۳٥ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هكَذَا قَالَ أَيْضًا جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.
( متى ٢٦ : ٣١- ٣٥)

وأضاف البشير لوقا إلى هذا قول المسيح لبطرس ( وأنت متى رجعت ثبت إخوتك) :
۳۱ وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!
۳۲ وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».

( لوقا ٢٢ : ٣١- ٣٢) 




وها نحن بعد القيامة فعلا ، وتحقق كلام الرب يسوع كله ، وقد سبقهم إلى الجليل وها هو يأكل ويشرب معهم ، وبعد أن أكلوا توجه الرب يسوع إلى بطرس وسأله على مسمع من باقي التلاميذ (يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ )

(إقتباس عن هنري أيرونسايد : قيل لنا أنه عندما جاء هؤلاء التلاميذ من عماوس في مساء يوم الرب الأول، وجدوا التلاميذ مجتمعين، قائلين: "قام الرب حقًا، وظهر لسمعان" (لوقا ٢٤: ٣٤). لا نعلم بالضبط أين حدث هذا الظهور، ولكن كان هناك لقاء سري بين بطرس والرب الذي أنكره. نتيجة لذلك، أنا متأكد من أن روح بطرس قد استُعيدت. لكنك ترى أنه كان هناك فرق بين أن يسترد رجل مثله شخصيًا إلى الرب وشيء آخر يجب تأكيده للخدمة العامة، وبطريقة تتوافق مع ضمائر إخوته. لقد فشل العديد من عباد المسيح وسببوا له ضيقًا شديدًا على نفسه وعلى الآخرين. لقد أعيد، في سر غرفته، إلى الشركة، ولكن فيما يتعلق بالشهادة العلنية مرة أخرى، فإن إخوته لا يملكون الثقة في اعتماده أو تمديد الزمالة له لأنهم لا يعرفون ما حدث في قلبه. تعامل الرب يسوع بهذه الطريقة العلنية مع بطرس لكي يدرك الآخرون أن المسيح كان واثقًا بخادمه وأرسله مرة أخرى في طاعة للكلمة لإطعام الخراف والحملان للقطيع. )

(يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ )

(إقتباس عن ديفيد كوزيك : تكلم يسوع مباشرة مع بطرس بعدما تغدوا. وكان يسوع قد التقى قبلاً مع بطرس يوم قيامته (لوقا ٣٤:٢٤، كورنثوس الأولى ٥:١٥). لا يسعنا إلا أن نتساءل عن الحديث الذي دار بين يسوع وبطرس في لقاءهم الأول. ومع ذلك، كان لا يزال من المهم بالنسبة ليسوع أن يعيد إيمان بطرس في حضور التلاميذ الآخرين)
بدأ سؤاله باسمه القديم لكي يذكره بطبيعته القديمة ، المتفاخر والمتسرع في الكلام قبل أن يفكر ، (اقتباس : يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا: خاطب يسوع قائد التلاميذ المعروف باسم سِمْعَان، لا بطرس. ولعله أراد أن يذكره برفق بأنه لم يثبت كالصخرة في إخلاصه له كما وعد. “نرى الجدية من طرف يوحنا حينما استخدم الاسم الكامل لسمعان بطرس، وكيف أشار لاحقاً إلى استخدام يسوع لاسم بطرس الكامل، سمعان بن يونا.” موريس (Morris) )

(يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ )

ثم سأله هل تحبني أكثر من بقية التلاميذ كما كنت تقول سابقا ، وانك كنت مستعدا للذهاب إلى السجن وإلى الموت ؟ وربما دار بذهن بطرس أن التلاميذ كلهم هربوا و اختبئوا ولكنه الوحيد فيهم الذي أنكر المسيح ثلاث مرات بلعن وقسم كما رأينا ،

من الجدير بالذكر أن الكلمة (أتحبني .. أحبك ) في الترجمة العربية جاءت كلمة واحدة ، ولكن الكلمة اليونانية المستخدمة في هذا السؤال عن الحب كانت (أغابي = ἀγαπᾷς ) ورد بطرس كانت كلمة مختلفة ( φιλέω = فيلو)

ومن المعروف أنه في اللغة اليونانية هناك كلمات عديدة تعبر عن أنواع مختلفة من الحب، يهمنا منها الآن ثلاثة نذكر منها

( الأول : ἀγαπάω = أغابي وهو الحب السامي الذي مصدره الله، الحب المعطاء الذي لا ينتظر مقابلا الذي يستطيع أن يطبق محبة الأعداء ، الثاني ، φιλέω = فيلو : وهو المودة والمعزة التي تبادل المودة بين الأصدقاء ، الثالث إيروس : وهو الحب الرومانسي )

الملفت للنظر أن رد بطرس كان مثيرا للانتباه ، فقد استخدم الكلمة الثانية في التعبير عن المودة والمعزة بين الاصدقاء ، وكأن الحوار دار بهذه الصورة ، الرب يسوع يسأل بطرس : أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ ، يرد بطرس : نعم يارب ، أنت تعلم أني أعزك كصديق عزيز ومقرب جدا إلىّ .

اقبتاس وترجمة بتصرف عن جون جيل (لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق. بإخلاص، وبدون نفاق، بحماسة وتفضيل؛ من أجل الحقيقة التي يناشد بها المسيح نفسه؛ لأنه كان واعيًا جدًا لنفسه بحقيقة محبته، وصدق محبته، لدرجة أنه اختار أن يجعل المسيح نفسه يحكم عليها، بدلاً من أن يقول المزيد عنها بنفسه؛ مع أنه رفض بكل تواضع أن يقول إنه أحبه أكثر من بقية التلاميذ، لأنه اختبر غروره وثقته بنفسه. كان متأكداً من أنه يحب المسيح من كل قلبه؛ ولكن سواء كان يحبه أكثر من الآخرين، فقد اختار ألا يقول)

(إقتباس عن بنيامين بنكرتن : لا يخفى أن بطرس صرَّح أنهُ مستعدٌ أن يموت لأجل السيد وأنهُ لا ينكرهُ ولو أنكرهُ الجميع فإنهُ ظنَّ نفسهُ أقوى منهم وأكثرهم محبة للرب. فسؤال الرب هذا أثَّر فيهِ وبجوابهِ أظهر أنهُ كان قد إتضع كثيرًا في عيني نفسهِ. قال: نعم يا رب أنت تعلم أني أُحبُّك. كانت فيهِ محبة للرب غير أنهُ لم يكن قد برهنها للآخرين ولكن الرب الفاحص القلوب استطاع أن يعرف أنهُ يحبهُ. )

اقتباس ( يعتقد الكثيرون أن بطرس أصبح الآن أكثر تحفظاً في إعلانه عن ولاءه ليسوع. ولكن بالتأكيد هناك مغزى وراء طرح يسوع نفس السؤال على بطرس مرتين، مستخدماً الكلمة اليونانية القديمة ’محبة‘ وأن يرد بطرس مرتين مستخدماً كلمة مختلفة للمحبة. “إن بطرس يقول ببساطة هنا إن قلبه مفتوح للمسيح، وأن المسيح كان يعرف أنه يحبّه بأفضل طريقة يمكن أن يعرفها إنسان خاطئ مثله.” بويس (Boice)

(اقتباس : أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ أظهر بطرس بهذا الجواب المحبة والتواضع، لأنه صرّح بمحبته دون أن يدّعي زيادتها على محبة سائر إخوته له، واستشهد بعِلم المسيح بذلك. فكأنه قال: نعم، إن عملي يدل على أني لا أحبك، لكنك أنت تعلم ما في قلبي من المحبة لك. وأظهر تواضعه بأمرين: (1) عدم ادعائه زيادة محبته للمسيح على محبة غيره من الرسل له. (2) نوع المحبة التي صرح بها، لأن سؤال المسيح «أتحبني؟» في اليونانية غير جواب بطرس «أحبك» فيها. فالكلمة الأولى تتضمن أعظم المحبة، كمحبة الملائكة والقديسين في السماء لله، فلم يدّع بطرس أن محبته تستحق أن تُحسب كتلك المحبة، وبيّن أنها كمحبة الصديق للصديق. ويحسن بكل مسيحي أن يحسب سؤال المسيح لبطرس سؤالاً له، ويتأمل في قلبه ليرى هل يستطيع أن يطلب شهادة علم المسيح بمحبته؟ - وليم إدي)

وكانت إجابة الرب يسوع لبطرس ( ارع خرافي ) :

(اقتباس : وكان الهدف من ذلك، أن يبرهن بطرس على محبته المزعومة ليسوع عن طريق الاهتمام بخراف وغنم يسوع. وقد أكد يسوع على أنهم كانوا غنمه هو لا غنم بطرس. “الفعل المستخدم هنا له معنى أوسع من مجرد إطعام الغنم، إنه يتكلم إلى دور ومنصب الراعي ككل.” موريس (Morris)

(اقتباس : قال لهُ ارعَ خرافي. لا يخفى أنهُ كان قد فقد حقَّهُ لمنصب الرسالة بواسطة خيانتهِ لأن الشاهد الخائن لا يعتمد على شهادتهِ بعد ولكن الرب عاد هنا وائتمنهُ على خدمتهِ كراعٍ لخرافهِ المحبوبة التي كان قد مات لأجلها. - بنيامين بنكرتن)



(اقتباس : رضى الرب تماماً بإجابة بطرس، كانت إجابة مشبعة لقلبه وكلفه أن يرعى خرافه، وكلمة "يرعى" نجدها في الأصل بمعنى "أطعم"، سبق أن كلفه بأن يصطاد الناس، وها هو يكلفه برعاية الخراف، الأولى تعني التبشير والثانية تعني الإطعام- أي تغذية المؤمنين المولودين روحياً ولادة حديثة باللبن العقلي العديم الغش. وهنا نرى الترتيب الطبيعي للأمور، فالذين يُربحون للمسيح يحتاجون إلى تعليم الحقائق البسيطة في كلمة الله، ويحتاجون أيضاً إلى التعضيد والتشديد. - هلال أمين)

اقتباس وترجمة بتصرف عن جون جيل (الجزء الأصغر والأرق من القطيع، والمؤمنون الضعفاء، وأولاد المسيح الصغار، والأطفال المولودون حديثًا، ويوم الأشياء الصغيرة التي لا تحتقر، والقصبة المرضوضة التي لا تنكسر، والفتيل المدخن الذي لا ينطفيء. ليتم إخماده؛ بل يجب أن يتغذوا ويعزوا ويقويوا بإطعامهم لبن الإنجيل، وإعطائهم الفرائض وثدي التعزية. هؤلاء يهتم بهم المسيح، ولذلك يدعوهم  (خرافي = الكلمة الأصلية اقرب إلى "حملاني") ، وقد أعطاه إياه الآب، واشتراهم بدمه، ولديه اهتمام ومودة تجاههم؛ ولا شيء يعتبره دليلاً أقوى وأوضح ودليلًا على محبته له من إطعام (خرافه أي خراف المسيح نفسه ) هذه والاعتناء بها.)




********

ثم تكرر السؤال للمرة الثانية مع اختلاف بسيط ( يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟) هذه المرة لم يقارن الرب يسوع محبة بطرس بمحبة الأخرين ( أكثر من هؤلاء ؟)  وكما يقول جون جيل ( لقد لاحظ الرب و رأى قلب بطرس، ولاحظ تواضع إجابته، ولم يعد يحثه بهذه الطريقة المقارنة، بل كان يتطلب فقط تكرار محبته الصادقة والقلبية له)


للمرة الثانية السؤال جاء : هل تحبني (أغابي ) والاجابة كانت : نعم أنت تعلم أني أعزك (فيلو)

(إقتباس عن بنيامين بنكرتن : قال لهُ أيضًا ثانيةً: يا سمعان بن يونا أتحبُّني. عاد الرب وسألهُ إن كان يحبُّهُ بدون المقابلة مع الآخرين. قال لهُ: نعم، يا رب أنت تعلم أني أُحبُّك. فجاوب مثل جوابهِ الأول أن الرب استطاع بعملهِ أن يعرف صداقتهُ لهُ مهما كانت الأحوال بحسب ظاهرها. قال لهُ: ارع غنمي. يشير الرب خصوصًا إلى مختاريهِ من إسرائيل ويسميهم خرافهُ وغنمهُ (انظر بطرس الأولى 25:2؛ 1:5-3). لا يخفى عند القارئ أن بطرس صار رسولاً لأهل الختان (انظر غلاطية 7:2، 8) )

اقتباس وترجمة بتصرف عن جون جيل (خراف بيت إسرائيل الضالة وخرافه الأخرى من الأمم (الحظيرة الأخرى) التي أعطاه إياها الآب وقد دفع ثمنها بدمه ويجب أن يدخل إليها. هؤلاء الذين دُعوا، كان سوف يطعمهم بالكلمة والأحكام، بخبز الحياة وماء الحياة، دون أن يتسلط عليهم ولا يجزوا، ناهيك عن القلق والهلاك؛ فكل مظهر من مظاهر الرعاية والحب الذي يُظهر لهؤلاء، يعتبره علامة على المودة والاحترام لنفسه.)


*******

ثم عاد الرب للمرة الثالثة يسأله ، ولكن في هذه المرة استخدم الرب الكلمة التي يستخدمها بطرس ( فيلو )  وكما يقول جون جيل ( حزن بطرس  لأن السؤال للمرة الثالثة يذكره بأنه أنكر ربه ثلاث مرات؛ مما جرحه ذكره في قلبه وزاد من حزنه أن حبه، الذي كان يعلم أنه غير مزيف، على الرغم من سلوكه، يبدو الآن وبسبب السؤال للمرة الثالثة أنه صار موضع شك)

(إقتباس عن هنري أيرونسايد : فقال له يسوع ثالثة "يا سمعان بن يونا أتحبني". (الآية ١٧ أ). يستخدم الآن المصطلح الأقل: "هل تحبني؟" حزن بطرس لأن يسوع سأله للمرة الثالثة. كم مرة أنكره بطرس؟ لهذا سأله الرب ثلاث مرات. انهار بطرس وقال: "يَارَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ” (آية ١٧ ب). ("أنت تعلم أني أحبك"). وكأنه كان يقول: "يا رب، أنا لا أستحق ثقتك. أنت تعرف كل شيء عني. أنت تعرف أني، وعلى الرغم من فشلي وإنكاري لك، ما زلت أحبك". وقال يسوع "ارْعَ غَنَمِي". لذلك أُعيد بطرس علنًا إلى عمله الخاص كرسول.)



(إقتباس عن هلال أمين : يتكلم الرب مع بطرس لثالث مرة وهنا وصل المجس إلى الجذر وكانت هذه ثالث مرة للرب وهو يسأل بطرس، وفيها يقول الرب لبطرس "أتعزني" وليس "أتحبني" كما ذكر في المرة الأولى والثانية وحزن بطرس لأن مستوى محبته الضعيف- الذي يعني المعزة والمودة أصبح مكشوفاً أمام الرب، وقال للرب "أنت تعلم كل شيء" وكأنه يقول للرب أن محبتي لك ضعيفة وضعفت جداً لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يراها أو يلمسها إلا أنت العليم بكل شيء. "أنت تعلم أني أعزك" قال له الرب يسوع "ارع غنمي")

(إقتباس عن بنيامين بنكرتن : قال لهُ ثالثةً: يا سمعان بن يونا أتحبُّني. فبالمرة الثالثة الرب يستعمل لفظة صداقة التي كان بطرس استعملها وكأنهُ قال لهُ: هل عندك صداقة لي يعني أليس فيك إلاَّ الصداقة لي فقط؟ فحزن بطرس لأنهُ قال لهُ ثالثةً: أتحبني. فقال لهُ: يا ربُّ أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أُحبك. أو بحسب الأصل أن عندي الصداقة لك. أصاب السهم غرضهُ تمامًا إذ كلام الرب بلغ أعماق قلب بطرس فحزن لأنهُ شعر بأن الرب يفحصهُ ولكنهُ ثبت على إقرارهِ أنهُ لا توجد فيهِ المحبة الكاملة بل الصداقة المخلصة فقط غير أنهُ ليس أحد يقدر أن يعرف ذلك إلاَّ الرب وحدهُ الذي عِلمهُ يحيط بكل شيء. قال لهُ يسوع: ارع غنمي. نرى حكمة الرب ولطفهُ فإنهُ لم يترك عبدهُ إلى أنهُ فحصهُ تمامًا وأقنعهُ بضعفهِ وعدم استحقاقهِ لشيء ثم ائتمنهُ على أثمن خدمة. ولا يخفى عند الذين قد اختبروا نعمة الله ومعاملات الرب معهم استعدادًا لممارسة خدمتهِ أننا لا ننفع في خدمتهِ حتى من بعد ما فُحصت قلوبنا في نور الله وعرفنا حقيقة حالتنا أننا لا نقدر أن نصنع شيئًا صالحًا إلاَّ بمعونتهِ. ما دمنا نثق في أنفسنا تكون خدمتنا بالغيرة الجسدية فلا يمكن للرب أن يصادق عليها لأن قوتهُ إنما تحلُّ في الآنية الضعيفة. ونرى أيضًا كيف يعمل الرب في ردّ النفوس بعد السقوط بحيث أنهُ يتقدم تدريجًا ويُفكّرنا بزلَّتنا ومصدرها أيضًا ولا يتركنا إلى أنهُ يذلُّنا أمامهُ ويجعلنا نعرف حالتنا)

(إقتباس عن هنري أيرونسايد : يقول البعض: "أتساءل إن كنت قد ارتكبت الذنب الذي لا يغتفر؟ لا يمكنني الحصول على شهادة الروح بعد الآن. لقد صليت وصليت لكني لم أحصل على السلام". تنسى هذه النفوس أن الشهادة هي شهادة الكتاب المقدس وأن كلمة الله قد أخبرتنا أنه "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (١ يوحنا ١: ٩). هذه هي شهادة الروح المعطاة من خلال كلمة الله. بغض النظر عمن هو الخاطئ، عندما يأتي إلى الله معترفًا بفشله، ويقر به ويفكر به، فإنه سيكون متأكدًا تمامًا من أن الله لن يتراجع أبدًا عن إعلانه بأن الخطيئة قد زالت، وأن المؤمن الفاشل الذي اعترف به قد تطهر من كل إثم، واسترجع تلك الشركة. يا لسعادة الشخص الذي دخل في ذلك بالإيمان ويستمر في التمتع بالشركة مع مخلصه.)

إقتباس وترجمة بتصرف عن جون جيل (ويمكن ملاحظة من تكرار هذه العبارة بعد إعلان بطرس عن حبه للمسيح، أن هؤلاء وحدهم هم الأشخاص المناسبين لإطعام حملان المسيح وخرافه، الذين يحبونه حقًا وإخلاصًا: بفعلهم هذا يظهرون محبتهم له: ومن يهتم بهذه الخدمة إلا هكذا؟ ، هناك من يأخذ على عاتقهم هذا العمل ويتظاهرون بالقيام به، وهم لا يحبون المسيح؛ ولكنهم هم الذين يطعمون أنفسهم وليس القطيع. والذين يطعمون ماعز العالم، وليس حملان المسيح وأغنامه، وفي وقت الخطر يتركون القطيع؛ فقط محبو المسيح الحقيقيون يؤدون هذه الخدمة بأمانة، ويثبتون فيها، بالكرازة بإنجيل المسيح النقي، وإدارة فرائضه، على الوجه الصحيح، وتوجيه النفوس في الكل إلى المسيح المن السماوي وخبز الحياة. . يعتقد الدكتور لايتفوت أن التكرار الثلاثي لأمر إطعام حملان المسيح وأغنامه يعني الهدف الثلاثي لخدمة بطرس؛ اليهود في أرضهم والأمم وبني إسرائيل العشرة الأسباط الذين في بابل.) 



*******

(إقتباس عن وليم إدي : ارْعَ خِرَافِي أشار بذلك أنه أوكل إليه ثانية الخدمة الرسولية. وحين دعاه أولاً لأن يكون رسولاً شبَّه خدمته بالصيد إذ قال له «مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاس» (لوقا 5: 10). وشبهها هنا بالرعاية. والتشبيه الأول يشير إلى إدخال الناس في الكنيسة، والثاني يشير إلى تعليمهم كلمة الله لتقويتهم ونموهم. و خراف المسيح التي أمر بطرس برعايتها هم تلاميذه أي المؤمنون به. ولا نعرف بالضبط ما أراده المسيح بتسميته بعض التلاميذ «خرافاً» وبعضهم «غنماً» (ع 16)، فقال البعض أنه قصد «بالخراف» الأحداث والضعفاء و «بالغنم» البالغين والأقوياء. وما أمره به هنا يوافق ما أمره به قبل سقوطه بقوله «وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لوقا 22: 32). وعلينا أن نلاحظ هنا أن المسيح لم يسمِّ كنيسته الخراف، ولا خراف بطرس بل «خرافي» (خراف المسيح) لأنها له، وهو الراعي الحقيقي العظيم، وغيره من خدام الدين وكلاؤه. وأن في قوله «ارع» بيان لمسؤولية الرعاة، فهُم لا يترأسون على الكنيسة، ولا يقصدون الربح من رعايتها، بل أن يغذوها بكلمة الحياة. وأن المسيح لم يوكل إلى بطرس رعاية شعبه إلا بعد ما فحص عن محبته، كأن تلك الفضيلة صفة ضرورية للراعي. وأن المسيح يحب خرافه، ولا يكلف أحداً برعايتها إلا إن كان يحبه فيعتني بخراف المسيح بالأمانة. وأن المسيح جعل خدمة بطرس للخراف برهاناً على محبته له، ويتوقع منه تلك العلامة في المستقبل. فالمحبة بالكلام دون العمل لا تستحق أن تُسمى محبة. رغب بطرس في الماضي أن يُظهر محبته للمسيح بأعمال غريبة كمشيه على الماء ليلاقيه، وبما يشبه التواضع مثل رفضه أن يغسل يسوع رجليه، وبافتخاره بثبوته وقت الخطر، وبسلِّ سيفه للمحاماة عن المسيح. ولم يسأله المسيح عن ذلك، بل سأله أن يُظهر محبته له بخدمته لشعبه.)



*********

(شكرا لتفسير الأساتذة : ديفيد كوزيك ، وليم ماكدونالد ، وليم إدي ، بنيامين بنكرتن ، هنري أيرونسايد ، هلال أمين ، جون جيل)

اسألة مشروعة : لماذا كل الأنبياء من الشرق الاوسط فقط ؟ ماذا عن من لم يصل لهم أنبياء ؟

 كتب لي صديق يسالني بعض الاسئلة التي أجد انها مشروعة ومنطقية ومن حق كل انسان أن يفكر فيها وفي اجابة لها !!!





طيب هو سؤال دايما في بالي ..  الهنود الحمر طبعا ( كمثال) سكان القارة الامريكيه معندهومش انترنيت ولا مبشر باي دين والناس دي كانت عايشه بعيد عن الدين .. أو الناس اللي كانوا عايشين في الصين زمان ، وماكانش عندهم نبي ولا رسول ولا سمعوا عن أي دين أو المسيح ،  ربنا هيحاسبهم ازاي هل هما ناموس لانفسهم ! وربنا هيحاسبهم علي كده... ولا دم المسيح بس الي عن طريقه الخلاص؟ ودول في النار ؟؟ 

**** الاجابة ****

شوف يا عزيزي  ، سؤالك مشروع جدا وعند ناس كتير ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على قلب مليء بالمحبة والخير للناس وهذا يتفق تماما مع مشيئة وفكر الله ( أَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ،  الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ) ( تيموثاوس الأولى 2: 3-4) لكن المشكلة في إننا بنحصر الله في طريقة تفكيرنا إحنا وطرقنا إحنا (كمثال أنت بتقول إنترنت او مبشر ) لكن الحقيقة أن طرق الله غير طرقنا وأفكاره علت عن أفكارنا (يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!) ( رومية 11: 33) وكما قال الرسول بولس وهو يخاطب اليونانيين في إيقونية ( الَّذِي فِي الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ تَرَكَ جَمِيعَ الأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِي طُرُقِهِمْ  مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا .... )(اعمال الرسل 14: 16 - 17) ، من الجميل أن يكون قلبنا مشتعلا بالمحبة لأولئك الذين لم يسمعوا عن محبة المسيح الباذلة المخلصة والفادية على الصليب ، ولكن من المخجل والمشين ، أن نعتقد أن قلبنا مليء بالحب أكثر من محبة الله الآب ، الذي أخذ المبادرة في قصة الفداء ، فلم يشير أحد عليه (أي على الله ) أن يأتي الإبن متجسدا في صورة الناس لكي يموت على الصليب بديلا عنهم ، لقد كانت القصة كلها من أولها إلى آخرها ، مبادرة من الله الذي ( هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ )(يوحنا 3: 16) وهو الذي يريد للجميع الخلاص أكثر مما تريد أنت ، ولكن لا تدع المشكك (أي الشيطان ) إبليس عدو كل خير ، لكي يكذب علينا في أي شيء يتعلق في محبة وعدل وقدرة وسلطان الله ، فهو الذي سيدين المسكونة بعدل ، ولن يستشير أحدا في رأي عندما نقف أمام كرسي عرش مجده ، ودائما ما أذكر نفسي واقول (هو الله وليس أنا ) فليفعل بحسب صلاحه للبشر في كل عصر وجيل ووقت سواء بالانترنت او بغيره (لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ) (مزمور 100 :5) ، هل أجبت عن سؤالك ؟

********

من فضلك أترك رسالة أو تعليق . 

**** سؤال آخر ****

وفي سؤال تاني محيرني جدا هل الله بيامر ب بركان او زلزال او فيضان او منطقه فيها مجاعه او طفل يجيله سرطان او عجز معين ل انسان ... ولا ربنا سايب الطبيعه تمشي وهو مش بيتدخل؟

**** الاجابة ****

 شوف يا عزيزي نلقط نفس الخيط من الإجابة الأولى ، أننا نثق أولا في صلاح ومحبة الله ، كما أننا لا يمكن أن نقول أن الله خلق العالم وإنصرف إلى شأنه الخاص وترك الطبيعة تمشي وهو مش بيتدخل فيها ؟ (فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ») (يوحنا 5: 17) وننتقل بعدها أننا لا نستطيع أن نفهم أو ندرك تماما الطريقة التي يستعملها الله وإن كنّا ندرك القصد النهائي منها ، فنحن نسمي البركان والزلازل والفيضانات بأنها شرور ، وزمان كان من يؤمنون بتعدد الآلهة يقولون بأن هناك إله للخير او (آلهة بالجمع للخير) مقابل إله أو آلهة للشر ، فتكلم الله على لسان النبي إشعياء ليقول ليس هناك آلهة أخرى أمامي ، أنا الاله الواحد الذي آخذ على عاتقي هذه المسئؤلية (أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي. لِكَيْ يَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ.) (إشعياء 45 : 5 - 7) ، هناك ما يفعله الله بارادة صالحة كاملة مرضية ( رومية 12: 2) وهناك ما يسمح به لأظهار قوته ومجده وصلاحه ومحبته أيضا كما فعل مع أيوب وما فعله بالمولود أعمى ، أو في مرض وموت ليعازر (فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ:«هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ») (يوحنا 11 : 4) و(قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟».) ( يوحنا 11 : 40) ، أو ربما لتقوية إيمان البعض مثل التلاميذ المعذبون في التجديف ليأتي إليهم في الهزيع الرابع، والان ربما يأتي سؤال ، هل دائما ما يفعل الله هكذا ، فلماذا يشفى البعض من المرض والآخر يموت بنفس المرض بغير شفاء ، هل الله يحب هذا دون ذاك ، اقول بجسارة رأي الشخصي الذي أخذته من الكتاب المقدس ، هذا خطأ في تعليم البعض ، إذ يقول سفر العبرانيين عن أناسا مشهودا لهم بالإيمان أ ُعطيت أسمائهم لنا لنقتدي بهم أن بعضهم ( نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ) ، ( مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ) ( عبرانيين 11 : 34 و 37) وكلاهما قال عنهم كاتب السفر (فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، ) (عبرانيين 11: 39) إذا مرة أخرى (الله يفعل بحسب صلاحه ما يريد) ونحن سواء أردنا أو لم نرد نحن لسنا الله ، ولن نُسأل عن هؤلاء ، ( فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا ِللهِ)(رومية 14:12) ، حينما تكلم الله عن ما سوف يحدث لبطرس من نهاية مأسوية لحياته ، إلتفت بطرس إلى يوحنا وسأل المسيح ، وهذا ماذا له؟ كانت إجابة المسيح (قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!») (يوحنا 21: 22) والآن هل أجبت على سؤالك ؟

********

من فضلك أترك رسالة أو تعليق . 

**** سؤال آخر ****

طيب كده نروح للسؤال الاخير واستحملني .. زمان ايام نوح ربنا راي الشر من خلقه ف النتيجه فيضان والعالم غرق اولا الايام دي اكثر شر دي النقطه الاولي ... ليه ربنا سايبنا ... تاني نقطه نوح نفسه اول ما نزل من الفلك غرس لنفسه كرمه واكل منها وسكر يعني عمل حاجه غلط ليه ربنا اختار واحد بيسكر ... تالت نقطه ان نوح عورته بانت فلعن ابن ابنه تقريبا ؟ وقاله عبد العبيد تكون لاخوتك يعني الاب يسكر ويلعن . يعني غلطان ولعان ازاي ؟؟

**** الاجابة ****

 اولا يا عزيزي انا مستحمل على الآخر ، هو أنت بتهاجمني والا بتسأل ؟ السؤال مش غلط ابدا بالعكس ،أنا باشكرك لثقتك فيّ وأن بتقدر تسألني ، و أنا باتعلم من الاسئلة أكثر من الأجوبة الجاهزة المعلبة ، ثانيا أنت وأنا بنسأل الله وهو يجيب أو يصمت أو يفعل كما يحسن في عينيه بحسب حكمته السرمدية ، ومن حسن حظنا إحنا أن عندنا فوق تجاربنا الخاصة ميراث كبير لخبرات رجال الله في الكتاب المقدس الذي يسجل ويقول (لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ) ( رومية 15: 4) ، نرجع ونحاول الإجابة ، اذا كان الشر في أيام نوح أكتر من الشر في أيامنا لماذا لا يفعل الله كما فعل أيام نوح مع البشر ؟ هل أنا فهمت سؤالك صح ؟ إذا كان صح يبقى الإجابة من قصة نوح نفسها ، لأن الله عمل علامة للبشر في السماء وهي علامة قوس قزح وقال ( أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَيْضًا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ». وَقَالَ اللهُ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْرِ: وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ.) (تكوين 9 : 11 -13) هذا أولا ، أما ثانيا فالكتاب المقدس يقول أن الايام الأخيرة فعلا ستكون مثل أيام نوح ومثل أيام سدوم وعمورة ( وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ.) (متى 24 : 36 - 39) ويقول الكتاب المقدس عن الله أنه طويل الروح وكثير الرحمة ، فإذا ما ظن أحدهم أن الله يتباطيء عن مجيئه أو فعل هذا الأمر ، فيقول أيضا (لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ) (بطرس الثانية 3: 9) ، وأخيرا فإن ما فعله نوح بالسكر والتعري ولعن كنعان حفيده (وإن كان له سبب منطقي لدى نوح أن الجميع إذ رأوه في هذه الحالة ستروه وغطوه ، الا كنعان الذي خالف العرف واخوته فنظر إلى عورة أبيه ) ولكن مرة أخرى نحن لا نؤمن بعصمة الأنبياء في الفعل ولكن نؤمن بعصمة التبليغ ونقل أو كتابة الوحي الإلهي ، والكتاب المقدس إذ يحكم على الجميع (كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.) (رومية 3: 10 - 12) فهو لا يستثني أحدا ليس ولا واحد ، ( لأَنَّ اللهَ أَغْلَقَ عَلَى الْجَمِيعِ مَعًا فِي الْعِصْيَانِ، لِكَيْ يَرْحَمَ الْجَمِيعَ.( رومية 11: 32 ) وذكر خطايا أقسى وأعظم لداود مثلا ولا داعي لتطويل الإجابة ، ولهذا جاء الرب بنفسه في الجسد ليتمم الخلاص لنا جميعا ولكل من يؤمن (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ) (يوحنا 1: 12) ، بالفداء بواسطة ذاك الذي بلا خطية (عبرانيين 4: 15) ولم يعرف خطية ( كورنثوس الثانية 5: 21 ) ولم يفعل خطية ( بطرس الاولى 2: 22 )، القدوس البار رئيس الحياة (اعمال الرسل 3: 14 ) 

 وإسمح لي بالسؤال مرة أخرى ، هل أجبت على سؤالك ؟

********

من فضلك أترك رسالة أو تعليق . 

**** سؤال آخر ****

لماذا نجد أن  الكتاب المقدس يحكي أن كل الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله كلهم من الشرق الأوسط ، وتحديدا من منطقة واحدة هي أرض اسرائيل (او فلسطين) ؟ وتحديدا من اليهود ، هل الله مهتم فقط بهذه المنطقة من العالم ؟ وماذا عن المناطق الأخرى والشعوب الأخرى ؟ 


**** الاجابة ****

هذا سؤال رائع ومشروع أيضا ، وهو يذكرني بكتاب قرأته لجوش مكدويل اسم الكتاب : نجار وأعظم ، وهناك خصص فصلا كاملا : (عنوان في التاريخ ) مفاد ما جاء فيه  :

أن الله حدد شخصا واحدا سوف يتمم عمل الخلاص للبشرية من بؤسها وخطيتها وابتعادها عن الله ، وقد تم التركيز في الكتاب المقدس على هذه الشخصية ، وقد أهتم بتتبع قصته وقصة أجداده وأبائه وسلسلة نسبه ، فلم يهتم الكتاب المقدس بأي شخص آخر سواه ، وكما قال المسيح نفسه (لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ) ( يوحنا 4: 22 )  وليس فقط من اليهود ، بل بواسطة شخص واحد بعينه من نسل اليهود ، ولهذا كان الكتاب المقدس يسلط الضوء على هذه الشخصية (مثل كاميرا السينما التي تركز على بطل القصة وتتبع خطواته وتحركاته ) (فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ(سفر الرؤيا 19: 10).

وكأن الله يضع (عنوان في التاريخ) لكي نستدل منه ، وبه وعليه ، 

اضع لكم اقتباسا من الكلام عن قلم جوش مكدويل : 

ولقد كتب اللـه "عنواناً" في التاريخ اكثر تفصيلاً ليميّز ابنه، المسيح المنتظر، مخلص الجنس البشري، عن أي شخص آخر عاش في التاريخ سواء كان في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. ويمكننا أن نجد تفصيلات هذا العنوان في العهد القديم الذي كتب على مدى فترة تزيد عن ألف سنة. يحتوي العهد القديم على أكثر من ثلاثـمائة إشارة حول مجيئه. وإذا استخدمنا علـم الإحتمالات، فإن فرصة إتمام ثـماني وأربعين منها على شخص واحد هي 1 من 10 أس 157. ( اي واحد وامامها 157 صفرا) 

ومما يزيد من صعوبة مهمة مطابقة العنوان الذي وضعه اللـه لشخص واحد هو أن كل النبوءات المتعلقة بالمسيح المنتظر قد قيلت قبل ما لا يقل عن اربعمائة عام من الموعد المعين لمجيئه. ربما لا يوافق البعض على هذا فيقولون بأن هذه النبوءات كتبت بعد زمن المسيح ولفّقت لتتفق مع حياته. وقد تبدو هذه الفكرة معقولة الى ان ندرك أن الترجمة السبعينية اي الترجمة اليونانية للعهد القديم العبري قد تمت ما بين 150-200 ق. م. تظهر هذه الترجمة اليونانية أنه كانت هنالك فجوة مائتي عام على الأقل بين النبوءات المسجّلة وتحققها في المسيح.

من المؤكد ان اللـه كتب "عنواناً" في التاريخ لا يمكن أن يحققه إلاّ المسيح. لقد ادعى حوالي اربعون شخصاً انهم المسيح المنتظر من اصل يهودي. ولكن واحداً فقط استشهد بالنبوءات التي تحققت فيه لإثبات مزاعمه. وقد كان لديه من اوراق الإعتماد والبراهين ما يدعم هذه المزاعم.

ما هي بعض هذه التفاصيل؟ وما هي بعض الحوادث التي كان لا بدّ ان تسبق ظهور ابن اللـه وتتزامن معه؟

علينا ان نرجع أولاً الى سفر التكوين 15:3 حيث نجد أول نبوة عن المسيح المنتظر. يتحدث الكتاب المقدس عن شخص وحيد "يولد من نسل المرأة" - بينما الآخرون مولودون من نسل آدم. نجد هنا أن نسل المرأة سيأتي الى العالـم ويبطل أعمال الشيطان (يسحق رأس الحية).

نجد في الإصحاحين التاسع والعاشر من سفر التكوين بأن اللـه قد ضيّق هذا العنوان وزاده تحديداً. كان لنوح ثلاثة أبناء: سام ويافث وحام. ويمكننا اليوم ان نرجع أصل كل أمم الأرض الى هؤلاء الرجال الثلاثة. لكن اللـه استثنى ثلثيهما من نسب المسيح. فقد قرر أن المسيح سيأتي من ذرية سام.

ثمّ نجد ان اللـه الذي استمر يعمل عبر التاريخ يختار رجلاً من أور الكلدانيين يدعى ابراهيم. وقد اصبح اللـه اكثر تحديداً في وعده بأن المسيح سيكون أحد أحفاده. وقال اللـه بأن كل قبائل الأرض وأممها ستتبارك من خلال ابراهيم. كان لابراهيم ابنان: اسحق واسماعيل. غير ان كثيرين من نسل ابراهيم لـم يُشملوا بالوعد عندما اختار اللـه ابنه الثاني اسحق.

كان لاسحق ولدان: يعقوب وعيسو، فاختار اللـه نسل يعقوب. وكان ليعقوب إثنا عشر ولداً جاء منهم اسباط اسرائيل الإثنا عشر، لكن اللـه اختار سبط يهوذا ليأتي المسيح من نسله مستثنياً بذلك بقية الأسباط. ومن بين سبط يهوذا، وقع الإختيار الإلـهي على نسل يسّى. ويستطيع المرء هنا ان يرى تعاظم فكرة الإحتمالات.

كان ليسّى ثـمانية أولاد. لكننا نجد في 2صموئيل 12:7-16 وإرميا 5:23 بأن اللـه استثنى سبعة أثـمان نسل يسّى من نسب المسيح. فنحن نقرأ بأن رجل اللـه هذا لن يكون فقط من نسل المرأة، وذرية سام، ومن الأمة اليهودية، ومن ذرية اسحق ويعقوب وسبط يهوذا، ولكنه سيكون ايضاً من بيت داود.

تقول نبوة يرجع تاريخها الى عام 1012 ق. م. بأن يدي هذا الرجل ورجليه ستثقبان (أي أنه سيصلب). ولقد كتب هذا الوصف قبل 800 عام من بدء تبنّي الرومان لعقوبة الصلب.

ويضيف إشعياء 14:7 بأنه سيولد من عذراء: أي أنه ستكون هنالك ولادة طبيعية لحمل غير طبيعي. وهذا أمر أو مقياس يتجاوز حدود التخطيط والسيطرة البشرية. تصف نبوءات كثيرة مسجّلة في إشعياء والمزامير المناخ الإجتماعي الذي سيعيش فيه رجل اللـه هذا، وردود الفعل التي سيواجهها: فسترفضه خاصته، أي اليهود، وسيؤمن به الأمميون وسيكون هناك من سيسبقه ليعد له الطريق (إشعياء 3:40، ملاخي 1:3)، صوت صارخ في البرية يعد طريق الرب، وهو يوحنا المعمدان.

ثلاثون قطعة من الفضة

لاحظ أيضاً ان هنالك نبوءات فرعية سبعة تساهم في تضييق هذا العنوان. يشير اللـه في أن المسيح: 1) سيتعرض للخيانة (مزمور 9:41) 2) من قبل صديق (مزمور 13:55) 3) مقابل ثلاثين قطعة 4) من الفضة (زكريا 12:11) وأنها سوف 5) تلقى على أرض 6) الـهيكل و 7) تستخدم في شراء حقل فخاري (زكريا 13:11).

نجد في ميخا 2:5، أن اللـه يحدد مدينة بيت لحم التي يقل عدد سكانها عن الألف نسمة لتكون مسقط رأس المسيح المنتظر مستثنياً بذلك كل مدن الأرض الأخرى.

ثمّ يحدد من خلال سلسلة من النبوءات الإطار الزمني الذي سيأتي فيه. فهنالك أربعة أعداد كتابية بالإضافة الى ملاخي 1:3، تشترط ان يأتي المسيح أثناء وجود هيكل أورشليم. ولـهذا أهمية عظيمة عندما ندرك أن الـهيكل دمر عام 70 ب. م. ولـم يعد بناؤه منذ ذلك الحين. إن النسل المحدّد للمسيح ومكان ولادته وزمنها وطريقتها، وردود فعل الناس نحوه والخيانة التي سيتعرض لـها، وطريقة موته، هذه كلها مجرد جزء من مئات التفاصيل التي شكلت "العنوان" الذي يحدد شخصية ابن اللـه، المسيح، مخلص العالـم.

*******

وللمرة الأخيرة ، هل دعني استفسر ، هل اجبت عن سؤالك ؟ من فضلك اترك تعليقا او سؤال او استفسار . الرب يبارك كل من يقرأ ويضيء عليه بوجهه ويعطيه نعمة وبركة للفهم واستنارة للعقل . 



المقالة الثالثة للرد على الأخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الأسود ) 3 من 3

 




المقالة الثالثة للرد على ما قالته الأخت ناهد متولي


فقط اريد ان اضع اضافة صغيرة للمقالة السابقة في جزئية الزانيات في نسب الرب يسوع المسيح بالجسد ، حيث أن المساحة للرد كانت صغيرة ، فأردت ان  اكرر القول ان الله الذي لنا ونعبده يحبنا ويدعونا إلى التوبة لنوال الحياة الابدية ، كما يقول المسيح نفسه  (46 أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. 47 وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.) ( يوحنا 12 : 46 - 47) وكما يعلن الكتاب المقدس بالوحي الإلهي ( الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.) (تيموثاوس الأولى 2 : 4) ، ولهذا عندما جاءوا بالمرأة الزانية الى الرب يسوع المسيح ليحكم عليها بالناموس ، استطاع ان يعطيها الغفران بعد توبتها والوعد بأن لا تعود مرة أخرى إلى الخطية ، أمام كل الحضور من اليهود ولم يعترض احد بالرغم انهم كانوا يريدون أن يصطادوا عليه خطأ واحدا (يوحنا ٨ ) ، طبعا غيره لم يستطيع أن يمنح الغفران بل اقام حد الرجم على الزانية بكل قسوة برغم توبتها واعترافها ، لم يستطع أن يعلن لها ان الله الذي يعبده هو يستطيع ان يغفر ، لا يا اخت ناهد لا يستطيع من ذهبت اليه الان ان يغفر وهذا ليس كلامي بل إعلان موثق ومسجل في المصادر . 


والآن ننتقل إلى النقطة الأخيرة في كلام الاخت ناهد ، أن السيد المسيح قال ( 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. 18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. ) (متى 5: 17- 18)


كان اعتراض الاخت ناهد على هذه المقولة هما احتجاجان : 

الاول : ان السيد المسيح صنع كل معجزاته للشفاء في يوم السبت ، وهذا صحيح وحقيقي ، وكان احتجاج اليهود القساة القلوب أيضا ، ولكن ، يا من درست الكتاب المقدس لمدة ثماني سنوات ، ألم تقرأي رد الرب يسوع عليهم ؟


(23 وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24 فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25 فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 26 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا». 27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28 إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».)

(مرقس 2: 23 - 28)


وأيضا :

(1 فِي ذلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. 2 فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: «هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!» 3 فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 4 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ. 5  أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ فِي السَّبْتِ فِي الْهَيْكَلِ يُدَنِّسُونَ السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟ 6 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ههُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7 فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ! 8 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا»

(متى 12: 1-8 )


ثم كررها مرة أخرى ( فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».)(متى ٩: ١٣)



ونقرأ أيضا :

( 10 وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ الْمَجَامِعِ فِي السَّبْتِ، 11 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ. 12 فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ!». 13 وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ. 14 فَأَجابَ رَئِيسُ الْمَجْمَعِ، وَهُوَ مُغْتَاظٌ لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي السَّبْتِ، وَقَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا الْعَمَلُ، فَفِي هذِهِ ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ!» 15 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ 16 وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 17 وَإِذْ قَالَ هذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ، وَفَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ.)

( لوقا 13: 10 - 17 )



وقال أيضا بصورة واضحة :

(9 ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ، 10 وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ، فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 11 فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ 12 فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!» 13 ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. ) (متى 12: 9 - 13)



واذا اردت الاسترسال في هذه الجزئية سيطول بنا الرد اكثر واكثر ، ولكن نقول مرة أخرى ، انت تقولين ان الرب يسوع المسيح كان بهذا ينقض الناموس ؟ عجيب ، لم يقولها اليهود القساة لا الفريسيين ولا الكتبّة ولا الصدوقيين ولا أي طائفة من طوائف اليهود المتعصبة ، فهل تعلمين الناموس وأحكامه أكثر من اليهود أنفسهم ؟ 


ننتقل الآن إلى الاحتجاج الثاني للاخت ناهد متولي وهو ( المعلق على خشبة ملعون) ، فهي تستشهد من العهد القديم (22 «وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23 فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.) ( التثنية 21: 23)  وأيضا من اقوال الرسول بولس :  (10 لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11 وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12 وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13 اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) ( غلاطية 3: 10-13) 


حسنا ، تعال نتكلم في النص في حكم الناموس ماذا يقول ؟  ( اذا كان على انسان خطية حقها الموت ) فهل كان على الرب يسوع خطية حقها الموت ؟  ، الكتاب نفسه يشهد له أنه  بلا خطية  (عبرانيين 4: 15)  ، لم يعرف خطية  (كورنثوس الثانية 5: 21) ، ولم يفعل خطية ( بطرس الاولى 2: 22 ) 


لقد وقف المسيح أمام اليهود وقال لهم (مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟) ( يوحنا ٨: ٤٦) ولم يستطع الذين كانوا يتصيدون السقطة أو الهفوة له أن يبكّته أحدهم على خطية ، هؤلاء اليهود الذين تستشهدين بأنهم رفضوه ، وهم حقا رفضوه ، ولكن لم يستطع أحدا منهم ان يقول انه عليه خطية تستحق الموت . 


لقد شهد له أحد المجرمين الذين كانا مصلوبان معه أنه كان بريء وغير مذنب   (39 وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!» 40 فَأجَابَ الآخَرُ وَانْتَهَرَهُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ 41 أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». 42 ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». 43 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ»)

(لوقا 23: 39 - 43 )


( لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.)  ( كورنثوس الثانية ٥: ٢١ ) وفي هذا النص نرى ونفهم معنى المبادلة التي عملها الرب يسوع المسيح من أجلنا ، لقد اخذ ذنبنا لكي يجعلنا نحن بلا ذنب ، فهو الوحيد القادر على ان يجتاز الموت ويخرج منه حيا ، 


انه نحن من اخطأنا خطية تستحق الموت ،  وكان الصليب مكاننا نحن ، فما كان من البار إلا أن أخذ مكاننا كما يقول الوحي المقدس : 

(4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً  5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7 ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.

10 أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.) ( إشعياء 53 ) ولولا ضيق الوقت لوضعت الأصحاح كله ، وأنصح بقراءته كاملا .



هذه هي المبادلة الكريمة التي عملها الرب يسوع بإرادته الكاملة ، هذا هو الفداء الذي جاء من أجله لكي يرسلنا نحن أحرار فلا نموت بل نحيا ، وهنا دعيني اسألك من له الكلمة الاخيرة في تطبيق الناموس ؟ انت قلت فيما قلت انه عندما أمسكوا رجلا يحتطب سارعوا ورجموه ، لا يا اخت ناهد ، اقرأ سفر العدد جيدا : 

( 32 وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَبًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33 فَقَدَّمَهُ الَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَبًا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ. 34 فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لأَنَّهُ لَمْ يُعْلَنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الْجَمَاعَةِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ». 36 فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ، فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.)

(سفر العدد ١٥: ٣٢ - ٣٦) 


إن موسى مستلم الشريعة والقاضي بها وهو من هو (غني عن التعريف) ، لم يستطع او يجسر ان يحكم عليه بل سأل الرب ماذا يفعل ، فأمره الرب ان يرجم ، هل أشفقت عليه ؟ رجل مسكين خرج ليحتطب ، هكذا تقولون ،  بل هو عاصي  مع سبق الإصرار والترصد ، لم يكن هناك حاجة لهم ان يحتطبون لا ليطبخوا اكلهم فقد كان طعامهم المن والسلوى ، ولم يكن يحتطب لان الجو بارد لان كان الرب يحوطهم بعمود نار ليلا من البرد ويظللهم بسحابة نهارا من الحر ،(وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً.)(الخروح 13: 21)  لقد فعلها لكي يجرب الرب ، وقد حكم عليه الديان العادل الفاحص القلوب ومختبر الكلى ، فمن نحن لنحاكم القاضي العادل ؟  لقد ذكرت هذه القصة لكي ارد على كلامك الاول فيها ، ولكي أبين مرة اخرى ان الله هو القاضي بالناموس ، فالمسيح (الذي هو الله الظاهر في الجسد ) حينما أتوا إليه بامرأة زانية ، غفر لها لأنه لم يكن يستطيع اي احد ان يحكم عليها بحسب كلام المسيح إلا الذي بلا خطية ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ) ( يوحنا 8: 7) 


والآن من الذي يحكم على الرب يسوع انه ملعون أو غير ملعون بتعليقه على الخشبة ؟ ، قلنا انه فعلنا بدلا عنّا نحن ، ولهذا كان حكم الله ، أنه قام من بين الأموات في اليوم الثالث ، لأنه بريء وبار لأن الموت لم يكن قادرا ان يمسكه لأنه بلا خطية وغير ملعون لذاته او لخطية تستحق الموت فعلها المبارك حاشاه  


وها هو القديس بطرس ( الذي تستغربين ان معه مفاتيح الملكوت كما باقي الرسل والتلاميذ ) يقول موجها كلامه لليهود ولك ايضا : 


(22 أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. 23 هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. 24 اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. 25 لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. 26 لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. 27 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. 28 عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ. 29 أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. 30 فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، 31 سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. 32 فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ.) (أعمال 2: 22 - 23) 


لقد كانت القيامة هي أكبر دليل على أن الفداء الذي فعله المسيح مقبولا من الله ،  وهو أكبر رد على من يقول إن اللعنة التي حملها نيابة عننا لصقت به او جعلته تحت القبر حتى الان بلا قيامة ، او ان يقول له الله ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ )(الزمر 30)  ، لا بل مسيحنا قال ( إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.) (يوحنا 14: 19)  هذا هو الذي نتبعه ونؤمن به . 


ومرة أخرى حتى لا اطيل لأن الكلام لا ينتهي في هذه الجزئية ، فهي قلب الانجيل و جوهر البشارة ، ولكني أختم فقط بالرد على سؤالك لماذا اعطى المسيح مفاتيح الملكوت للرسل الأطهار ، ولماذا سوف يدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر ؟ 

اولا ، لانهم قبلوه وانت اعترفتي بنفسك ان الاسباط رفضوه ، نعم  (إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.) ( يوحنا ١: ١١- ١٢) 



نعم قال الرب يسوع المسيح لبطرس ( وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ) ( متى ١٦ : ١٩) 


إن مفاتيح الملكوت ببساطة هي الكرازة بعمل المسيح من أجل الخطاة ، هي فتح أعين الجهال وإطلاق أسرى الظلام و مملكة إبليس أحرار ، إنها مسئولية وليس رئاسة ،  السيد المسيح علمهم قائلا (فَجَلَسَ وَنَادَى الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ».) (مرقس 9 :35 ) ولا ننسى أن بطرس فعلا كان أول من فتح الباب الخلاص لليهود ( أعمال الرسل 2: 38 -41 ) وفتح باب الخلاص للأمم وكان أول الداخلين كرنيليوس ( أعمال 10: 48 و 14: 27 و 15: 7) وهو الذي حكم على حنانيا وسفيرة  بسلطان الروح القدس ( أعمال 5: 3- 5 و 9)  وكشف نفاق سيمون الساحر ( اعمال 8: 21) ولا زالت ابواب الكنيسة مدخل ملكوت السموات مفتوحة لكل المؤمنين من اليهود والأمم والمسلمين وللجميع . 


أما سلطان الربط والحل ، فهو إعلان ما كان مربوطا في السماء وما كان محلولا في السماء، لقد أعطى المسيح لرسله سلطان إعلان الخلاص لكل من يقبل المسيح ، وإعلان الدينونة على كل من يرفض أسم المسيح  (اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.) (متى 18: 18) 

واقتبس من كلام وليم إدي (فهم البعض من هذه العبارة المجازية معنى المفاتيح المذكورة من جهة إدخال بعض الناس إلى الكنيسة وإخراج البعض منها. ولكن الأرجح أن المسيح استعملها بالمعنى المتعارف عليه عند اليهود يومئذٍ، وهو الأمر والنهي. وهذا السلطان مُنح لسائر الرسل كما منح لبطرس بدليل قوله «الحق الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء الخ» (متّى 18: 18). وبهذا المعنى أعطى المسيح الرسل السلطان على أن يعينوا المربوط على المسيحيين من الشريعة الموسوية والمحلول عنهم منها. فلم يرد أن بقي تلاميذه تحت أثقال تفاسير الفريسيين لتلك الشريعة، ولا تحت حِمل طقوس الشريعة بعد تمام الغاية المقصودة منها، فلذلك وَكَل إلى تلاميذه وضع شرائع الكنيسة المسيحية بإرشاده وإرشاد الروح القدس. ومارسوا ذلك السلطان في مجمع أورشليم (أعمال 15: 10، 20، 28، 29) وكذا مارسوه في الوعظ والتعليم. ومما حكموا به جواز مخالطة اليهود للأمم، وإلغاء التمييز بين الحلال والحرام في الأطعمة، وإبطال الختان. ومن أمثلة معنى الربط ما ذكر في (1كورنثوس 7: 27.)

فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أي ما توافق عليه السماء. إذن فهو ليس شيئاً أرضياً عالمياً، ولا نظاماً كهنوتياً فحسب، بل هو المعمودية بالروح القدس والنار النازلة من السماء. ونفهم من ذلك أن المسيح أعطى رسله سلطاناً غير عادي ليُعصَموا من الغلط في أحكامهم الدينية التي التزمت الكنيسة بها، فإنهم كانوا ملهَمين بالروح القدس بدليل قوله «وأما متّى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يوحنا 16: 13) وبذلك أُهِّلوا أن يكونوا معلمي دينه وفق ما علمهم شفاهاً بقوله «عَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ» (متّى 28: 20) وصرَّح لهم بأن ما يحكمون به على الأرض يُحكم به في السماء لأن الإرشاد الإلهي يعصمهم في كل أحكامهم من الغلط. فكما أن الملك يسلم بكل ما يحكم به سفيره بناءً على تعليمات ذلك الملك،)


وحتى لا اطيل انتقل إلى النقطة الاخيرة وهي كلمة الرب يسوع (فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ)(متى 18: 28)

ليس المقصود منها دينونة اليوم الأخير ، فهذا فقط من حق الرب يسوع المسيح (لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ) (يوحنا 5: 22) ، ولكن الدينونة المقصودة هنا ، انهم قبلوا الرب يسوع في زمن الإخلاء والاتضاع ورفضه أسباط اليهود ، فهم بذلك يحكمون عليهم بالدينونة وما هي الدينونة ؟ (18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.

19 وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.) (يوحنا 3: 18- 19)  


ويحضرني الآن مثالا يجعل الصورة واضحة ، إذا كان هناك سيارتان تقتربان من إشارة المرور وهي خضراء ، ثم قبل أن تصير حمراء تتحول إلى اللون الاصفر برهة من الوقت ، هذا الوقت كما قال لي مدرب السياقة في بدء حياتي معناها ، تمهل وابطيء لكي تتوقف وليس اسرع وزود السرعة لكي تعبر ، فاذا استطاع أحدهما الامتثال إلى الأمر وتوقف قبل الاشارة وقطعها الآخر ، فإن المتوقف والذي أطاع القانون يحكم بالدينونة والخطأ على الذي قطع الاشارة ، يحكم عليه بأنه مخطيء ويستحق الغرامة لأنه كما فعل هو كان بالإمكان  الوقوف ولكنه لم يفعل ، هكذا الحال بالنسبة للتلاميذ الذين قبلوا المسيح في احتمال العار والتواضع وقت أن أخلى نفسه في صورة عبد ، في مقابل اليهود الذين رفضوه  . 


واقتبس عن وليم إدي (أنْتُمُ ٱلَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي أي في احتمال العار والتواضع. فِي ٱلتَّجْدِيد أي عند زوال اتضاع ابن الإنسان وعند نواله مجده. وهذا مثل قوله «متّى جاء ابن الإنسان في مجده» (متّى 25: 31). ومثل قول بطرس «الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ» (أعمال 3: 21) وخلاصة قول المسيح في شأن إثابة رسله ثلاث قضايا: (1) أن ليس لهم شيء من الثواب في هذه الدنيا. وذلك خلاف ما توقعوا. فما كان أمامهم بدل الوظائف والرتب العالية والمجد سوى الإهانة والخسارة والآلام والموت. و(2) إن الإثابة كلها تكون في المستقبل عندما يجدد ابن الإنسان كل شيء. و(3) أن التجديد يتضمن تمجيد ابن الإنسان ومشاركة شعبه في مجده. )


وقبل أن أختم بقى أن أقول شيئين هامين : 

أولا : هل يضير الشمس أن تشرق وتسقط أشعتها على أنواع الأراضي المختلفة ؟  الصالحة والجيدة و الفاسدة والرديئة والنجسة ، هل تتأذى الشمس أو تتنجس إذا سقطت أشعتها على الأرض الدنسة ؟ فكم وكم الرب القدوس ؟ هل تعرف معنى القدوس ؟ أي انه يجعل البشر الخطاة  مقدسين وطاهرين ومكملين   (لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً) (العبرانيين 2: 11) ولذلك نرى الرسول بولس  (وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.) (أعمال الرسل 20: 32)  وايضا (إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ) (كورنثوس الأولى 1: 2) 


ثانيا : نحن قد تربينا في مجتمع يحاول أن يزين ويجمل الاشياء وكما فعل العشار وقف في الهيكل وقال ( أشكرك يارب أنني لست مثل هذا الخاطيء ) ولا نعرف إن المقياس أمام الله هو ( الجميع أخطأوا ) ليس المهم أسم الخطية ( زنى أو كذب أو قتل ) حيث يقول الكتاب (10 لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ.11 لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ»، قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ.) ( يعقوب 2: 10 - 11)  ولهذا اختم بالقول : 

(5 وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ  6 إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7 وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. 8 إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. 9 إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. 10 إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا.) (يوحنا الاولى 1: 5 - 10)


ومرة أخرى أتوقف لعدم الاطالة ، وأنهى هنا الرد ، ومن أراد الاستزادة زدنا له ،  ولكن أعتقد أنني قد غطيت كل النقاط المثارة في كلام الاخت ناهد متولي ،فإذا كنت نسيت أن أرد على أي جزئية في الفيديو ارجو اخطاري وتذكيري بها ،  نصلي ان ينير لها الله بصيرتها قبل فوات الاوان . والمجد لله (الآب والابن والروح القدس) دائما ابديا .



*****
موضوعات ذات صلة :


المقالة الاولى للرد على الاخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الاسود)

المقالة الثانية للرد على الأخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الأسود ) 2 من 3

 



المقالة الثانية للرد على ما قالته الاخت ناهد متولي 


نستكمل الان الجزء الثاني من الرد على ما قالته الاخت ناهد متولي

نلخص ما سبق :

1) تكلمت عن يهوذا ووصفته بالزاني ، وقلنا ان ما فعله يهوذا كان قبل نزول الشريعة ، فلم يكن زنى ، وبدون الدخول في التفاصيل الدقيقة للموضوع ، نقول للاخت ناهد متولي ان هذه النقطة التي ساقتها في كلامها باعتبار ان هذا من الاسباب التي جعلت اليهود يرفضون السيد يسوع المسيح ، فاليهود انفسهم يردون على الاخت ناهد متولي ويقولون : لا لم يكن هذا سببا على الاطلاق ، فنحن قبلنا ما فعله يهوذا مع ثامار ، ودخل نسلها في جماعة الرب وجاء منه  داود الملك (قبل الرب يسوع ) ولم يعترض اليهود على قوامة داود ليكون ملكا من هذا النسب

2) تكلمت عن راعوث وقالت انها موابية لا يدخل نسلها في جماعة الرب ، واجبنا من كلام اليهود مرة أخرى ، ان الشريعة تتكلم عن الرجل العموني ، اما المرأة العمونية فهي صالحة وابنها وابنتها يهود صالحين يدخلون في جماعة الرب مباشرة من الجيل الاول بل ان الشريعة تبيح للفتاة المولودة لأب يهودي وأم عمونية او موآبية ان تتزوج من كاهن او رئيس الكهنة ( المولود ذكر أو انثى لمثل هذا الزواج يتبع الاب اليهودي بحسب الشريعة اليهودية)



الان نأتي إلى ثالثا :

راحاب الزانية ، وهي تكرر اللفظ راحاب الزانية كما لو كانت تخبرنا شيئا لا نعرفه ، في الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو العهد الجديد يذكر اسمها (راحاب الزانية) مع كل الاحترام والتبجيل فيقول العهد الجديد في رسالة العبرانيين : (بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.) (عبرانيين 11: 31) وأيضا (كَذلِكَ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ أَيْضًا، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيق آخَرَ؟) (يعقوب 2: 25) وفي بشارة متى ، يؤكد الوحي المقدس على أسم راحاب في سلسلة نسب السيد يسوع المسيح بدون خجل ولا مواربة (وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى.) (متى 1: 5) على الرغم من ان الوحي كان قادرا على ان يكتب ( وسلمون ولد بوعز .. وهكذا ) ولكن هذا دليل كبير على عدم تحريف الكتاب المقدس ،

فما الذي حدث مع راحاب ؟ يقول الوحي في سفر يشوع هذا الحوار بين راحاب وبين الرجلين الجاسوسين :

 

( 9 وَقَالَتْ لِلرَّجُلَيْنِ: «عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ، وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا، وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ، 10 لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَ الرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَمَا عَمِلْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ: سِيحُونَ وَعُوجَ، اللَّذَيْنِ حَرَّمْتُمُوهُمَا. 11 سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ. 12 فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ. لأَنِّي قَدْ عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفًا. بِأَنْ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضًا مَعَ بَيْتِ أَبِي مَعْرُوفًا. 13 وَتَسْتَحْيِيَا أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي وَكُلَّ مَا لَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ». 14 فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَنِ: «نَفْسُنَا عِوَضُكُمْ لِلْمَوْتِ إِنْ لَمْ تُفْشُوا أَمْرَنَا هذَا. وَيَكُونُ إِذَا أَعْطَانَا الرَّبُّ الأَرْضَ أَنَّنَا نَعْمَلُ مَعَكِ مَعْرُوفًا وَأَمَانَةً».)

( يشوع 2: 9 - 14) 

 

هل لاحظت الإيمان العميق والشديد عندما قالت راحاب (علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض ، بسبب أننا سمعنا كل ما فعله الرب معكم و ذابت قلوبنا بسببكم لأن الرب إلهكم هو الله الحقيقي ، ) مقارنة بقول الجاسوسين ( اذا اعطانا الرب الأرض ) ؟ بسبب هذا الإيمان الذي كان في قلب راحاب و إتضاعها وتوبتها الحقيقة قد قبلها الله واعطاها نعمة في عين سلمون ليتزوجها ، هذا هو إلهنا ، غافر الذنب وقابل التوب هل لديكم إله آخر ؟ ولن أدخل في مقارنات طويلة بين من الذي كرّم المرأة بحق و غفر لها وأكرمها ، أصبحت مولودة ثانية ، لأن الإيمان المسيحي يجّب ما قبله فيرجع المرء كيوم ولدته أمه ، هذه حقيقة وليس كلام كما البعض يتشدق به بغير دليل ولا برهان . 

ومرة أخرى ، إذا كان هذا السبب هو الذي جعل اليهود يرفضون الرب يسوع المسيح ، لكانوا رفضوا قبله داود الملك ، أليس كذلك ؟

من احدى روائع الكتاب المقدس التي تتكلم عن إلهنا المحب يقول المرنم :

( 8 الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9 لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. 10 لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. 11 لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. 12 كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. 13 كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. 14 لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ.)

(المزامير 103: 8 – 14)

إلهنا يغفر ولا يعود يذكر لنا خطايانا ، ( أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا».) (اشعياء 43: 25) 

اذا اليهود مرة أخرى يقولون إلى ناهد متولي ، أنت مخطئة ، ليس هذا سبب رفضنا ليسوع المسيح .



 

رابعا: قضية بثشبع وداود ؟

تقول ناهد متولي ( كيف تكتب يا متى وتقول من التي لأوريا الحثي ؟ وكيف تقول الملك داود ولد سليمان من التي لأوريا الحثي ، وهنا أسأل إذا قال لأوريا الحثي إذا فقد أنجب سليمان دون أن يتزوجها وكانت لازالت لأوريا الحثي )

وسوف اقوم بالرد على هذه الجزئية باعتبار حسن النية من ناهد متولي ، وأنها لا تدلس ولا تكذب على النص ، بالرغم من انها تقول انها درست الكتاب المقدس لمدة ثماني سنوات ؟


بعد صنيع داود مع أوريا الحثي ، أخبرته بثشبع انها حامل ، فقام داود بحركته الثانية بوضع أوريا الحثي في موقع مشتعل من ارض المعركة ليقتل ، بعدها تزوج  الملك داود من بثشبع ( 26 فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا، نَدَبَتْ بَعْلَهَا. 27 وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) 

(صموئيل الثاني 11 : 26 – 27)

وقد أرسل الله ناثان النبي يؤنب داود على فعلته ، فندم داود وقدم توبة حقيقية صادقة سجلها في عدة مزامير أهمها المزمور 51

( 1 اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. 2 اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي  3 لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا. 4 إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ، لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ.)

(مزمور 51 : 1 – 4)

 

ومرة أخرى نقول إن الأنبياء بحسب إعلان الكتاب المقدس هم بشر يخطئون في حياتهم و معصومون في تبليغ الوحي فقط ، لم يخلق الله أنبياء معصومون لا يخطئون ولا يحاسبون مثلنا ، ثم يخلقنا رب الآخرين نخطيء ونحاسب ، فإذا كان لدى هذا الاله طريقة لخلق أناس معصومين هم طينة الأنبياء ، فلماذا لم يخلقنا كلنا من هذه الطينة العجيبة ، وقدرته كانت كافية بخلق بكلمة (كن فيكون) ، أليس كذلك ؟

لا يا أخت ناهد ، الهنا عادل ، يخلق الأنبياء مثلنا في كل شيء ،  ويحاسبون مثلا ، وهذا شيء مشجع جدا لنا ، حيث يقول الكتاب

(كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ) ( يعقوب 5: 17) ، ويقول عن البشر جميعا ومنهم الانبياء ايضا : (إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،) (رومية 3: 23)  وايضا  (لأَنَّ اللهَ أَغْلَقَ عَلَى الْجَمِيعِ مَعًا فِي الْعِصْيَانِ، لِكَيْ يَرْحَمَ الْجَمِيعَ.) (رومية 11: 32)   وايضا (كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11 لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ.  12 الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.).

(رومية 3: 10 – 12)

 

اخطأ داود مثل اي انسان ، وندم وتاب ، وغفر الله له ، نحن إلهنا يغفر وينسى ، ماذا يفعل بكم إلهكم ؟ يتوعدكم ( إن منها إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )(مريم 71) ؟


2) قلنا أن داود أخذ بثشبع امرأة له وهي حامل ، ولكن هذا الولد مات (صموئيل الثاني 12: 16 – 23) ثم انجب منها سليمان ، ونقول مرة أخرى ، أن اليهود لم يكن لديهم أي مشكلة شرعية أو ناموسية في هذا الامر ، فكما قبلوا الملك داود ، قبلوا الملك سليمان ، ( قبل المسيح بمئات السنين ) هذا هو رد اليهود على الاخت ناهد التي تزعم أن هذه هي الأسباب التي بسببها رفضوا الرب يسوع المسيح ؟

ولكني هنا لا استطيع ان امنع نفسي من ان اسأل الاخت ناهد متولي ، إذا كان هذا سبب رفضك للكتاب المقدس ، وذهبت إلى القرآن ، ألم يخبرك أحدهم أن القصة نفسها مذكورة في القرآن ؟ ألم يأتيك نبأ داود مع بثشبع من القرآن


( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)

(سورة ص  21 – 24 )

يقول الطبري في تفسيره للآية 23 :

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ

وهذا مثل ضربه الخصم المتسوّرون على داود محرابه له, وذلك أن داود كانت له فيما قيل: تسع وتسعون امرأة, وكانت للرجل الذي أغزاه حتى قُتل امرأة واحدة; فلما قتل نكح فيما ذكر داود امرأته, فقال له أحدهما: ( إِنَّ هَذَا أَخِي ) يقول: أخي على ديني.


ويقول القرطبي في تفسيره

قوله تعالى : إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة أي قال الملك الذي تكلم عن أوريا إن هذا أخي أي : على ديني ، وأشار إلى المدعى عليه . وقيل : أخي أي : صاحبي . له تسع وتسعون نعجة وقرأ الحسن : " تسع وتسعون نعجة " بفتح التاء فيهما ، وهي لغة شاذة ، وهي الصحيحة من قراءة الحسن ، قال النحاس . والعرب تكني عن المرأة بالنعجة والشاة ، لما هي عليه من السكون والمعجزة وضعف الجانب . وقد يكنى عنها بالبقرة والحجرة والناقة ; لأن الكل مركوب .


ويقول فخر الدين الرازي في تفسير نفس الآية

واعلم أن الذين قالوا إن هذين الخصمين كانا من الملائكة زعموا أن المقصود من ذكر النعاج التمثيل ، لأن داود كان تحته تسع وتسعون امرأة ولم يكن لأوريا إلا امرأة واحدة ، فذكرت الملائكة تلك الواقعة على سبيل الرمز والتمثيل .

 

هكذا قال اكبر ثلاثة من المفسرين المسلمين الأئمة ، أما الباقون فأكتفوا بالقول ان الكلام عن اثنين من الرجال اختصموا لدى داود أحدهما كان متزوج من تسعة وتسعين وأراد أن يأخذ امرأة وحيدة للرجل الآخر ، فكما يقول المفسرين ( العرب يكنون عن المرأة بالنعجة فالكل مركوب ) اسف هذا ليس كلامي بل كلام المفسرين  يا أخت ناهد ، اما ابن كثير ، فقال(قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ) ولكنه أخفى عن قراءه ان هناك حديث لابن عباس … 

 

وستجد على موقع الدرر السنية حديث لابن عباس (حبر الأمة ترجمان القرآن ) جاء فيه

عن ابنِ عباسٍ أنَّ داودَ عليه السلامُ حدَّث نفسَه إنِ ابْتُليَ أن يعتصمَ. فقيل له : إنك ستُبْتَلى وتعلمُ اليومَ الذي تُبتلى فيه فخذْ حذرَك. فأخذ الزبورَ ودخل المحرابَ ، ومنع من الدخولِ عليه ، فبينا هو يقرأُ الزبورَ إذ جاء طائرٌ كأحسنِ ما يكونُ من الطيرِ ، فجعل يدرجُ بين يدَيْه. فهمَّ أنْ يتناولَه بيدِه ، فاسْتُدْرِج حتى وقعَ في كوَّةِ المحرابِ ، فدنا منه لِيأخذَه فطَارَ ، فاطَّلَعَ لِيُبصِرَه فأشرفَ على امرأةٍ تغتسلُ ، فلمَّا رأتْه غطَّتْ جسدَها بشعرِها. قال السدِّيُّ : فوقعتْ في قلبِه. قال ابنُ عباسٍ : وكان زوجُها غازيًا في سبيلِ اللهِ وهو أَوَرِيًّا بْنُ حَنَانَ ، فكتب داودُ إلى أميرِ الغزاةِ أن يجعلَ زوجَها في حملةِ التابوتِ ، وكان حملةُ التابوتِ إمَّا أنْ يفتحَ اللهُ عليهم أو يُقتلوا ، فقدَّمَه فيهم فقُتِلَ ، فلمَّا انْقَضَتْ عدَّتَها خطبها داودُ ، واشْتَرَطَتْ عليه إنْ ولَدَتْ غُلامًا أنْ يكونَ الخليفةَ بعدَه ، وكتبتْ عليه بذلِك كتابًا ، وأَشْهدتْ عليه خمسينَ رجلًا من بني إسرائيلَ ، فلم تستقرَّ نفسُه حتى ولدتْ سليمانَ وشبَّ ، وتسوَّرَ الملكانِ وكان من شأنِهما ما قصَّ اللهُ في كتابِه

الراوي : - | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : تفسير القرطبي

الصفحة أو الرقم : 18/155 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح

 

ونلاحظ أن السند صحيح ، ولكن لأن المتن أي  الرواية لم توافق هواهم يحاولون إنكارها فقالوا ( لا يصح ) ، أو ان يغمض ابن كثير عينه عليها تماما ، ولكنه أورد قصة أخرى قال فيها (وقال أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر " ص " فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ، فقال : " إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم " . فنزل وسجد وسجدوا . تفرد به أبو داود وإسناده على شرط الصحيح.)  توبة نبي يا اخت ناهد ، أهكذا يا اخت ناهد تدفنون رؤوسكم في الرمال كالنعام ؟ 

 

 

ومرة أخرى  أجد نفسي قد أطلت فعلا ، فأتوقف حتى لا أطيل أكثر ، على أمل ان نلتقي في المقال الثالث ، ان شاء الرب وعشنا  


*****
موضوعات ذات صلة :

مقــالات ســابقــة