من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

لماذا قبل السيد المسيح السجود ؟

لماذا قبل السيد المسيح السجود ؟
أليس هو القائل (للرب الهلك تسجد وإياه وحده تعبد) ؟
هل قبوله للسجود انه هو الله المعني بالسجود والظاهر في الجسد ؟

(6 وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دٌفع وانا اعطيه لمن اريد.7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع.8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.) (لوقا 4: 6 - 8) راجع ايضا  (متى 4: 8- 10)

عندما جاء الشيطان لتجربة السيد يسوع المسيح، كانت من احدى تجاربه التي حاول فيها اسقاط السيد المسيح في الخطيئة، انه طلب السجود من السيد المسيح، لكي يعطيه السلطان الذي اخذه بالحيلة من الانسان، فقد كان الانسان مخلوقا للسيادة والسلطان على كل الخليقة (تكوين 1: 26 - 28) ولكن بعد سقوطه في الخطية بطاعة الشيطان وعصيان الله ، اصبح الانسان بذلك عبدا للشيطان بالطاعة بعد ان سلمه كل مقاليد الرياسة والسلطان على الخليقة التي كانت له،  ولهذا فقد حاول الشيطان غواية الرب يسوع بالسجود له واعطائه هذا السلطان، فما كان من الرب يسوع الا ان رفض السجود وكرر الاعلان الالهي الواضح منذ اعلان مجد الله لشعبه في العهد القديم ( للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد) (خروج 20:  1 - 5) وأيضا (التثنية 5: 6 - 10). فلماذا بعد هذا الاعلان الواضح، نجد ان الرب يسوع المسيح يقبل السجود من الناس مرة اخرى، هل بهذا قبل السيد المسيح سجود العبادة والاكرام ، ام هناك  ما يسمى بسجود الاحترام في العهد الجديد ؟

هذا البحث المتواضع للاجابة على هذا السؤال 
استكمالا للمقال الوارد بنفس المدونة 
هل قال المسيح انا هو الله (الحلقة الرابعة)

طلب الشيطان من السيد المسيح سجود العبادة والتكريم ، وقد جائت في النص اليوناني : 

الكلمة من المصدرπροσκυνέω  وتنطق  براسكو-نيو  proskyneō 
(strong's G4352) (اضغط على الرابط للقراءة والاستماع)
وتقبل الترجمة الي : 
1) to kiss the hand to (towards) one, in token of reverence
2) among the Orientals, esp. the Persians, to fall upon the knees and touch the ground with the forehead as an expression of profound reverence
3) in the NT by kneeling or prostration to do homage (to one) or make obeisance, whether in order to express respect or to make supplication
a) used of homage shown to men and beings of superior rank
1) to the Jewish high priests
2) to God
3) to Christ
4) to heavenly beings
5) to demons

وتعني الركوع او السجود على الركبة ولمس الارض بمقدمة الجبهة ، وهو يقدم من الانسان الى رئيس الكهنة، او الله ، او المسيح ، او الكائنات السمائية، او الشيطان. 

وقد وردت الكلمة (60) مرة في اللغة الاصلية اليونانية للعهد الجديد، وبالفعل تم تقديم او طلب هذا النوع من السجود لكل من (الله، المسيح، الانسان، الملائكة واخيرا الشيطان)، وسوف نناقش سريعا كل من وردت اسمائهم وعلاقاتهم بسجود العبادة، ولماذا يريده الشيطان ، ويرفضه الانسان والملائكة، ويقبله السيد المسيح ؟؟ 

بحسب اعلان الكتاب المقدس فان الله خلقا كائنا روحانيا عالي المكانة والدرجة، (.12 كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح.كيف قطعت الى الارض يا قاهر الامم.13 وانت قلت في قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسيي فوق كواكب الله واجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال.14 اصعد فوق مرتفعات السحاب.اصير مثل العلي.15 لكنك انحدرت الى الهاوية الى اسافل الجب.) ( اشعياء 14: 12 - 15) كان اسمه (زهرة بنت الصبح) او (Lucifer son of morning) او بحسب الاصل العبري  من المصدر H1966 (هيلل -הילל בן  שחר) ومعناه (حامل النور - ابن - الصبح).


وكما هو واضح من النص الكتابي ، فان هذا الملاك سقط في خطيئته واصبح  (الشيطان) بعد ان تملكه الكبرياء الذي جعله يريد ان يرفع كرسيه فوق كرسي الله، وكان غرضه ان ينال المجد الالهي نفسه فينال التكريم والعبادة والسجود من باقي الخلائق، وقد نجح الشيطان في ان يأخذ هذا بالفعل من بعض البشر، وهذا هو سبب محاولته الفاشلة مع الرب يسوع، والتي انتهت بتذكيره ان السجود والعبادة بهذا المعنى لا تقدم الا الى الله وحده الذي قال عن نفسه في الكتاب المقدس (انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات.) (اشعياء 42: 8).

والان نعود الى الانسان مرة اخرى، وخلال العهد القديم نجد ان هناك حالات للسجود كان بالفعل يقدمه الانسان بغرض تقديم الاحترام والتقدير لمن هم في سلطة او مكانة اكبر كسجود يوسف امام ابيه يعقوب (تكوين 48: 11 - 12)، او سجود موسى لحميه (خروج 18: 7) او سجود احد افراد الشعب للملك، والحقيقة اننا لا نستطيع الحكم على التفريق بين سجود الاحترام وسجود العبادة قبل نزول الشريعة لموسى ، ففيها قال الله (لا تسجد  سجود العبادة لآلهة اخرى)، وقد استمر بعض اليهود يقدمون سجود الاحترام لبعض الملوك ومن هم في سلطة، حتى اختلط الامر مرة اخرى بالتهاون في السجود لآلهة الامم، الامر الذي قاومه الله بشدة واوقع العقوبة على الشعب اليهودي بالسبي الى شعوب اخرى بسبب هذا التهاون الذي ادي الى الوقوع في الخطية التي تم التحذير منها (ملوك الاول 16: 31) وايضا (ملوك الاول 22: 51 - 53) وايضا (ملوك الثاني 21: 1 - 3) وايضا (اخبار ايام الثاني 25: 14 - 15)  وايضا (اخبار ايام الثاني 33: 1 - 5)

ولهذا حكم الله عليهم (عقابا وتأديبا) بالسبي الى ملوك شعوب اخرى (ارميا 13: 8 - 10) وراجع ايضا  (ارميا 25 : 4 - 9)، وقد فهم ووعي الشعب اليهودي هذا الدرس القاسي فهما جيدا، فأبطل الشعب كل طقوس السجود للاحترام واصبح السجود المعروف لديهم هو فقط سجود العبادة ، واليك بعض الامثلة :

المثال الاول: (راجع دانيال الاصحاح 3) بعد السبي، صنع الملك نبوخذنصر تمثالا من الذهب وطلب من الجميع السجود له عندما يتم الضرب على الآلات الموسيقية، وقد احتج على الامر دانيال والفتية الثلاثة (شدرخ ومشيخ وعبدنغو) وقد اعلنوا سبب عدم سجودهم لتمثال الذهب انه يتعارض مع عهدهم مع الههم لعدم السجود لغيره،  وقد كانوا مستعدين لدفع الثمن كاملا لهذا القرار وهو القائهم في أتون النار، الذي انقذهم منه الله بمعجزة الهية. (راجع ايضا دانيال الاصحاح 6 ) والتي تشير الى موقف دانيال من الاصرار للسجود فقط امام اله آبائه لتقديم الصلوات والطلبات، برغم حيلة الآخرين لايقاعه في الخطأ لرفضه تقديم الطلبات امام الملك، وقد قاده هذا القرار الى الزج به الى (جب الاسود) لينقذه الله مرة اخرى بمعجزة آلهية.

المثال الثاني:(في سفر استير 3: 1 - 4) ، نقرأ : (1 بعد هذه الأمور عظّم الملك احشويروش هامان بن همداثا الاجاجي ورقّاه وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه.2 فكان كل عبيد الملك الذين بباب الملك يجثون ويسجدون لهامان لانه هكذا اوصى به الملك.واما مردخاي فلم يجث ولم يسجد.3 فقال عبيد الملك الذين بباب الملك لمردخاي لماذا تتعدّى امر الملك.4 واذ كانوا يكلمونه يوما فيوما ولم يكن يسمع لهم اخبروا هامان ليروا هل يقوم كلام مردخاي لانه اخبرهم بانه يهودي.)

والنص واضح ولا يحتاج الى مزيد من الشرح، فمردخاي ولانه يهودي يرفض السجود لهامان،  فاذا كان سجود الاحترام مقبولا لدي اليهودي بعد السبي ، فلماذا يرفض اليهودي تقديمه لدرجة الوصول الى قبول عقوبة القتل على عدم تقديم (سجود الاحترام) اذا كان هناك ما يسمي بسجود الاحترام في العرف اليهودي بعد درس السبي؟؟

*************
الى هنا واصبحت الان الصورة واضحة، اليهودي لا يقدم سجود الاحترام لانسان بعد درس السبي القاسي، ولهذا فاي سجود في العهد الجديد هو سجود العبادة، وكما قلنا فان الكلمة وردت (60 مرة) لتقديم سجود العبادة. 

طلبه الشيطان كما ناقشنا في بداية المقال، ولكن رفضه الانسان المؤمن واعلن ان السجود هو لله فقط واليك الحالات التي وردت في العهد الجديد :

الحالة الاولى : بطرس يرفض السجود الذي يقدمه له كرنيليوس لانه انسان (25 ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعا على قدميه.26 فاقامه بطرس قائلا قم انا ايضا انسان)  (اعمال الرسل 10 : 25 - 26)

الحالة الثانية: بولس وبرنابا يشفيان باسم المسيح رجلا عاجز الرجلين، وعندما هم كهنة  الآلهة الوثنية زفس وروفس بتقديم الذبائح صرخا قائلين (لماذا تفعلون هذا.نحن ايضا بشر تحت آلام مثلكم نبشركم ان ترجعوا من هذه الاباطيل الى الاله الحي الذي خلق السماء والارض والبحر وكل ما فيها) (اعمال الرسل 14: 8 - 15)


الملائكة ايضا ترفض قبول السجود وتعلن ان السجود هو لله فقط :

الحالة الاولى: عندما ظهر الملاك ليوحنا في الرؤيا، ولارتباك يوحنا الشديد من المشهد المهيب والكلام الفائق العقل فقد حاول السجود له فرفض الملاك (فخررت امام رجليه لاسجد له. فقال لي انظر لا تفعل. انا عبد معك ومع اخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. اسجد للّه. فان شهادة يسوع هي روح النبوة)

الحالة الثانية: ايضا ليوحنا في الرؤيا وحاول فيها السجود مرة اخرى للملاك ولكن الملاك يرفض قبول السجود، ويعلن انه لله فقط (وانا يوحنا الذي كان ينظر ويسمع هذا.وحين سمعت ونظرت خررت لاسجد امام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا.9 فقال لي انظر لا تفعل.لاني عبد معك ومع اخوتك الانبياء والذين يحفظون اقوال هذا الكتاب.اسجد للّه.)
(رؤيا 22: 8 - 9)

***************



الآن، بعد استعراض تطور تاريخ معنى السجود بالنسبة للشعب اليهودي، حتى وصلوا في العهد الجديد بنتيجة الدرس الواضح ان السجود يقدم فقط لله وحده، ورأينا كيف يرفض الانسان والملاك قبول السجود واعلان ان الواجب تقديمه لله فقط ، وبالعودة الى  كل مواضع  كلمة السجود في العهد الجديد، وعددها (60) مرة، وباستثناء ما كان يطلبه الشيطان من سجود البشر له ، أو حالات السجود لله الآب في السماء ، او حتى الحالات التي قدم فيها الرب يسوع المسيح (بناسوته نائبا عن البشر) السجود الى  الله ابيه  في الصلاة، فسنقف امام عدد كبير من مرات تقديم السجود للسيد الرب يسوع المسيح ، مثل  قبول السجود من المولد اعمي الذي شفاه (يوحنا 9: 35 - 38)، وقبول السجود من الابرص الذي شفاه بارادته في الشفاء (متى 8: 1 - 4)، وبعض تطهيره لعشرة من البرص ورجوع واحدا منهم لتقديم السجود والشكر، قبله المسيح بل وسأل عن التسعة الباقين لماذا لم يأتوا ايضا لتقديم السجود والشكر، (لوقا 17: 11 - 19)، ولماذا قبل السجود من الشاب السائل عن الحياة الابدية (مرقس 10: 17)، بل وقبل السجود من انسان يسكنه روح نجس فشفاه واخرج الشياطين عنه (مرقس 5: 1 - 8) ، وبعد اجرى المعجزة التي اعلن فيها سلطان على الطبيعة، ليأمر العاصفة بالهدوء فتطيعه، قبل السجود من جميع من كان بالسفينة واقرارهم (حقا انت ابن الله) (متى 14: 22 - 33)، بل سجد له رئيس المجمع يايرس والذي يعرف جيدا التوراة والتعليم وقبل السيد المسيح سجوده (متى 9: 18) وقبوله لسجود تلاميذه عند الصعود واعلانه الاستحواذ على كل سلطان في السماء وعلى الارض وانه الموجود في كل وقت وكل مكان  (متى 28: 16 - 20) فلماذا يقبل السجود بعد اقراره (السجود فقط لله) اذا لم يكن هو الله الظاهر في الجسد والمعنيّ بهذا النوع من السجود؟

يقول الكتاب المقدس ان السيد المسيح له السجود والاكرام، وان كان في مجيئه الاول متواضعا متسربلا بصورة العبد، الا انه سيأتي مرة ثانية في المجد لكي ينال الاكرام والسجود اللائق به .


( فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا 6 الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه7 لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس.8 واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب.9 لذلك رفعه الله ايضا واعطاه اسما فوق كل اسم10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض11 ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب) (فيليبي 2: 5 - 11)


( وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله.)
(عبرانيين 1: 6)

اذا كان الله (يهوه) يجعل كل ملائكة الله تسجد للمسيح عند دخوله الى العالم،  فاذا عرفنا ان (يهوه) لا يعطي مجده لآخر، أليس هذا معناه ان المسيح هو (يهوه الظاهر في الجسد نفسه) ؟؟ 

(لانه لمن من الملائكة قال قط انت ابني انا اليوم ولدتك.وايضا انا اكون له ابا وهو يكون لي ابنا.6 وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله. 7 وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار. 8 واما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. 9 احببت البر وابغضت الاثم من اجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك. 10 وانت يا رب في البدء اسست الارض والسموات هي عمل يديك. 11 هي تبيد ولكن انت تبقى وكلها كثوب تبلى 12 وكرداء تطويها فتتغيّر ولكن انت انت وسنوك لن تفنى)

ليس هناك أدني شك، ان المسيح بقبوله السجود، فهذا اعلان واضح انه (يهوه) الله الظاهر في الجسد، وهو الذي اعلن عن نفسه في (سفر الرؤيا الاصحاح 4)  بأنه الجالس العرش المستحق أن يسجد له كل المخلوقات والكائنات السمائية، واذ نعرف من (سفر الرؤيا الاصحاح 5) أن الجالس على العرش ليس الا الرب يسوع المسيح في صورة الفادي  الذي مات على الصليب كذبيحة سمائية مقبولة من الله، يقبل السجود من كل المخلوقات والكائنات السمائية. فهو (يهوه) القدير نفسه الذي لا يعطي مجده لآخر. 

قارن (اشعياء 45 : 18 - 25) وايضا (زكريا 12: 10) مع (رؤيا 1: 7- 8 ) وايضا مع (رؤيا 21: 5 - 6) وايضا مع  (رؤيا 22: 12 - 13)، الرب يهوه (الله وليس آخر) له المجد وحده، مستحق السجود والكرامة، يقول انه هو الذي طعنوه،  والرب يسوع المسيح يحقق النبؤات ويقول انه هو نفسه (يهوه) المطعون،  الجالس على العرش  مستحق السجود والكرامة،  والرب يفتح بصائر اعين العميان ويطلق المأسورين أحرى في المسيح يسوع. 

ربنا عرفوه بالعقل


خدعوك فقالوا 
ربنا عرفوه بالعقل ؟؟
هل نفهم الله بالعقل، ام نعرف الله بالروح؟


جاء اعلانا بالصحف عن مسابقة لتوظيف عامل لبرقيات اللاسلكي،  فتقدم  احد الشباب الى الامتحان، ووجد بالصالة عدد آخر من الشباب الذي كان ينتظر موعد المقابلة لاختيار الموظف المناسب للوظيفة، وما ان استقر الشاب على الكرسي حتى سمع اعلان بالاذاعة الداخلية يرحب بالقادمين ويطلب منهم الانتظار بسكون وهدوء حتى يتم استدعاءهم الى داخل الغرفة لاجراء المقابلة مع المختص، بعد قليل سمع الشباب قرعا  ونقرات خفيفة تصدر من الاذاعة الداخلية، بعدها قام احد الشباب ودخل الى الغرفة، وبعدها خرج المدير وقال للحاضرين، شكرا يا شباب لقد تم اختيار الشاب المناسب للوظيفة، فما سمعتموه للتو في الاذاعة واعتبره البعض نقرات، ما هي الا اشارة بلغة البرقيات اللاسلكية تقول (من يستطيع ان يفهم هذه الرسالة، عليه التقدم الى داخل الغرفة للحصول على الوظيفة).



عزيزي (عزيزتي) القاريء هل سمعت قبلا ان ربنا عرفوه بالعقل؟ وهل استخدمت عقلك في فحص هذه المقولة هل هي صادقة ام مخادعة ؟؟  اذا كان ربنا عرفوه بالعقل، كما يقولون، فلماذا نجد أناسا لهم قدرات عقلية عالية ومتميزة ولكنهم يلحدون وينكرون وجود الله، ولا يخجلون من اعلان هذا الامر علانية؟ أنا لا اقلل من قدرات العقل البشري،  ولكني احاول ان اضع الامور في منظورها وحجمها الطبيعي، فاذا وضعت كل شيء في مكانه الصحيح، سوف تظهر الصورة كاملة أمامك بدون اي اهتزاز او تشويش.




رسالة مفتوحة الى صديقي الملحد: 

قبل بضع سنوات، عندما كنت أرى احدهم يمشي في الشارع يكلم نفسه، كنا نتهامس عنه انه (مجنون)، والآن وبعد ظهور اجهزة الاتصالات الحديثة، ومع التطور التكنولوجي الذي يجعلك تستطيع ان تضع جهاز الاتصال في جيبك، وتعلق أداة صغيرة الحجم في أذنك، فانت تتم الاتصال او المحادثة كاملة، سواء كنت تسير او تقود سيارتك، الان سوف اصبح انا (المجنونه) اذا استطعت ان احكم بثقة زائفة، عن من اره وقد يبدو انه (يكلم نفسه) ؟؟ ولا ادري مع تطور التكنولوجيا اكثر، وتصغير هذه الاجهزة او حتى زراعتها بالكامل تحت الجلد، هل يكون (مجنونا) من يمشي يكلم الطرف الآخر في المحادثة ويبدو لك وكأنه يكلم نفسه ؟

عزيزي ، ما جعلني ابدأ بهذا المدخل، انك قد تتهم غيرك  بانه (جاهل او مجنون)  او انك اكثر منه حكمة وعقلا، لمجرد قوله انه بالفعل لا يكلم نفسه بل يتواصل مع (الله  خالق الكون)،  يقول الرسول بالوحي المقدس في الكتاب المقدس : (وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة) (كورنثوس الاولى 2: 4)، فالكرازة، او الكلام عن الله، لاتصل الى الناس بالحكمة الانسانية فالعقل البشري (الانساني) على  الرغم من قدر تطوره ونضجه، لكنه لا يستوعب اي شيء بدون ان يحتويه، او بمعنى آخر، تحويل اي شيء الى معلومات وبيانات يتم ادخالها الى العقل، الذي يقوم بتحليلها والوصول الى نتيجة بشأنها، هذا قد يكون صحيحا بالنسبة للموجودات المحيطة حولنا، وان كان هناك بعض القصور العقلي في استيعاب كل اسرار الكون التي حولنا، فهناك امورا علمية (مختبرية) او معلوماتية (فلكية مثلا لم نصل اليها حتى الان)، لم يستطع العقل البشري احتوائها بالكامل، اما لعدم المام كاف بالمعطيات لما يراه ، او جهل  بما لم يصلى الى اكتشافه او رؤيته سواء لصغر حجمه، او لبعده عن  مدخلات الانسان الى العقل ( مثل الدراسة بالحواس او بالادوات المختبرية ).

ببساطة وبدون تعقيد، هناك مجرات في الكون لا يعرف عنها الانسان شيئا، لانه لم يراها او لم يصل اليها، ومع ذلك فهي موجودة (سواء شئنا ام ابينا)، وهناك اجسام او جسيمات حولنا صغيرة الحجم (ما وصل اليه العلم من اجهزة مجهرية جعلتنا نرى بعضها، ولكن لا يمكن الجزم بأننا رأينا جميعها)، وابسط مثال على قبول الانسان لبعض الحقائق بدون فهمها، هو مزيج الاشعة المغناطيسية مع الكهربائية والتي تكون اشعة (كهرومغناطيسية) لا يعرف الانسان كنهها ولذلك فاصطلح بتسميتها (اشعة X)، ولكن هذا لم يمنع الانسان من ان يتعامل معها ويأخذ نتائجها الايجابية ويتجنب السلبية منها. 





الخلاصة ان العقل البشري، مهما اعطيناه من حجم وقدرات، فهو لازال قاصرا في امور كثيرة، العقل البشري لا يستطيع ان يعرف انسان ما لم يتواصل معه على المستوى الانساني، قد تستطيع تحليل بعض المعلومات عن انسان لم تلتق به، ولكن لن تصل الى معرفة تامة وكاملة به بدون رؤيته والاستماع الى صوته و تزداد معرفة الشخص اكثر دخوله اكثر الى مجال المحسوسات البشرية (اللمس والشم) وهذا ما يميز العلاقات الزوجية (أو الجنسية) عن غيرها من العلاقات الاخرى.

فاذا عدنا الى اصل حديثنا وهو الكلام عن الله، فهو ليس مادة ولا موجات حسية لكي نخضعها للعقل البشري ليدخل بها المختبر، ولكن الكتاب المقدس يعلن أن ( الله روح) (يوحنا 4: 24) وايضا (أبو الارواح) (عبرانيين 12: 9)، وهو بذلك لايمكن اخضاعه للعقل البشري للفحص.

وانا اكتب هذه السطور، انظر من خلال النافذة الى الخارج، فلا أرى ما يسمونه (الهواء) ولكني ارى تأثيراته في تحريك اوراق الشجر، ولا ارى في الهواء اي موجات لاسلكية ولا اسمع منه اي اصوات لاغاني او موسيقى او نشرة اخبار الا اذا فتحت (جهاز الراديو) وقمت (بتظبيط) مؤشرات استقبال موجاته على درجات معينة، فاسمع معها صوت اغنية، واذا اعدت (التظبيط) استمع الى نشرة الاخبار، وهكذا.

ما أريد ان اقوله ببساطة ان (الله روح) ولكي ما استطيع ان اتواصل معه فانني لابد من ان (اظبط) شيئا ما داخلي لالتقاط الاشارات المرسلة من الله الى البشر واستقبالها وتحليلها وفهمها، هذا الجهاز الداخلي هو (روح الانسان)، او كما يقول الكتاب المقدس، عن الامور الروحية المتعلقة بالله :
(10 فاعلنه الله لنا نحن بروحه.لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله. 11  لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه. هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله. 12  ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله 13  التي نتكلم بها ايضا لا باقوال تعلّمها حكمة انسانية بل بما يعلّمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات. 14  ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة. ولا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا. 15  واما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد. 16  لانه من عرف فكر الرب فيعلمه.  واما نحن فلنا فكر المسيح)

الكلام بصيغة اخرى، نحن لا نفهم الله بالعقل، لانه خارج نطاق العقل للفهم، ما يتعلق بالعقل هو ادراك تأثيرات الله على الكون من حولنا، ولكن الله اعطانا جهاز استقبال داخلنا اسمه (الروح الانسانية) يتعامل الله معنا بواسطة (اعلانات) اي ان الله هو الذي يأخذ المبادرة في التواصل مع البشر، وما لم يأخذ الله المبادرة الاولى، فالانسان لا يستطيع بنفسه ان يصل الى الله (عرفوه بالعقل) ولكن نحن (نعرفه باعلانه عن نفسه)، ولذلك فقد ميزت الفقرة الكتابية السابقة عن انواع من البشر (الطبيعي) الذي  اغلق او لا يستخدم (الجهاز الروحي) داخله ليتواصل مع الله ، ثم الانسان (الروحي) الذي قام (بتظبيط ) الموجات لاستقبال (ارسال واعلان الله)، هذا الانسان يستطيع الان ان يكون له (فكر المسيح).

لقد اتهم قديما البعض تلاميذ ورسل المسيح سابقا بنفس بالغباء والجنون  لانهم  كرسّوا حياتهم حتى الممات لخدمة الله الحيّ غير المنظور ، فكان رد الرسول : (9 فاني ارى ان الله ابرزنا نحن الرسل آخرين كاننا محكوم علينا بالموت. لاننا صرنا منظرا للعالم للملائكة والناس. 10  نحن جهّال من اجل المسيح واما انتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء واما انتم فاقوياء.انتم مكرمون واما نحن فبلا كرامة. 11  الى هذه الساعة نجوع ونعطش ونعرى ونلكم وليس لنا اقامة. 12  ونتعب عاملين بايدينا. نشتم فنبارك. نضطهد فنحتمل. 13  يفترى علينا فنعظ. صرنا كاقذار العالم ووسخ كل شيء الى الآن.)  (كورنثوس الاولى 4: 9 - 13)


ملاحظة صغيرة ولكنها هامة على هامش الموضوع، كل ما حدث في التاريخ لتغيير مسار الحضارة والبشرية كان (اكتشافات) ولم يكن (اختراعات)،  راجع التاريخ العلمي والانساني جيدا، ستجد ان كل ما كان مؤثرا في حياة الانسان كان (اكتشافات) وبالصدفة وبدون تخطيط لاكتشافها (قوانين الجاذبية والمغناطيسية ، الطاقة بانواعها من رياح وكهرباء وزيوت، قدارت الهواء على حمل الموجات الكهربائية والمغناطيسية) اي شيء يمكن ان تراجعه ستجد ان (الاختراع) كان انسانيا لاستخدام ما تم (اكتشافه) فهو موجود بالفعل (او مخلوق) وما فعله الانسان هو مجرد كشف الحجاب عنه، وفي الغالب كان بالهام الهي بمحض الصدفة !!!!!


صديقي الملحد: انا توقفت عن اتهام الناس بانهم (مجانين) لانهم يبدون لي وكأنهم يكلمون انفسهم، بعد ان عرفت ان هناك وسائل اتصالات ملتصقة بهم، وتم تظبيطها لكي يستمعون هم فقط لاصوات (من يعرفونهم) على الطرف الآخر، ولكني أراك لا زلت تتهمني بالجنون او خفة العقل لان لدي جهاز اتصال روحي بروح الله ، هذا الجهاز مزروع داخلي وانت لا تراه، اذا طبقنا الدرس والمغزى المستفاد من القصة التي بدأت بها المقال هي عن شاب حواسه مدّربة على استقبال اشارات الله، فهو الوحيد وسط الباقين القادر على استقبال هذه الاشارات وفهمها، اما الباقون فسوف يعتبرونها مجرد نقرات لا معنى لها !!!!

(وأما الطعام القوي فللبالغين، الذين بسبب التمرّن قد صارت لهم الحواس مدّربة على التمييز بين الخير والشر ) (عبرانيين 5: 14)



هل غفر الله لآدم بحسب القرآن ؟

بحسب رواية القرآن 
هل غفر الله لآدم بكلمة؟
ام أن آدم كان ينتظرعمل الفداء؟

يزعم المسلمون ان الله غفر لآدم (بكلمة فقط) بحسب رواية القرآن، وعندما نوجه لهم سؤالا عن صريح النص القرآني الذي يقول ان الله غفر له ، لا نجد اي اجابة صريحة ، بل اجابة ببعض الكلمات القرآنية المبهمة، التي يفسرونها ويأولونها على انها تعني ان الله غفر لآدم. 


نعرف من القصة القرآنية ان الله خلق آدم رجلا مكتملا الرجولة (ليس طفلا يحبو او صبي يحتاج الى تعليم) وقد اعطاه العقل الكامل الذي لم يتلوث بتأثير الفساد او المعاصي او الخطايا، وحذر الله آدم من الاكل من الشجرة المحرمة، والا فسوف يكون من  الظالمين:

(وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ) 
(البقرة :  35 - 36)

وهذا ما حدث تماما مع آدم ، فقد تم طرده من الجنه بعد معصيته والاكل من الشجرة، والطرد هنا كما نراه ليس تكريما لآدم بالعمل في الارض كما يقول لنا الاخوة المسلمين في تفسيراتهم ولكنه طرد لآدم مع الشيطان ، ولا احد يزعم ان الشيطان تم تكريمه للعمل في الارض ، فكيف يكون نفس الطرد الواحد تكريما لآدم وعقوبة للشيطان ؟؟ 
الطرد بحسب سورة البقرة لم يكن مرة واحدة ، بل تكرر في الآيتين 36 و 38 
(وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ) (البقرة 36)
( قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(البقرة 38)

ثم نقرأ بعد ذلك ان آدم بعد ان اكل من الشجرة، اعترف الى الله انه ظلم نفسه ، وما لم يغفر له الله فانه سيكون من الخاسرين :
(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ)

وكما قرأنا فان طلب المغفرة واضح وضوح الشمس، والاعلان عن الخسارة في مقابل عدم الغفران واضح ايضا ولا يحتاج الى شرح او تأويل، والخسارة في القرآن في هذا السياق ليس لها الا معنى واحد فقط، وهو خسارة الجنة في الدنيا والآخرة،  وقد خسر آدم جنة الدنيا او الجنة التي كان يعيش فيها قبل الطرد،  ويمكنك فقط قراءة بعض الآيات القرآنية التي تتكلم عن معنى الخسارة هنا : 



الآن يقول المسلمون لنا ان الله غفر لآدم ، وحينما نطلب الآيات القرآنية الصريحة التي تقول هذا اللفظ ، لا نجد الا آيات تتكلم عن توبة آدم ، وان الله تاب عليه ، ولكن هل التوبة هي الغفران ؟؟؟

(فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ )
(البقرة : 37) 


يقول تفسير الجلالين :

{ فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمٰتٍ } ألهمه إيَّاها وفي قراءة بنصب (آدم) ورفع (كلمات) أي جاءه وهي { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا } [ 23:7] الآية فدعا بها { فَتَابَ عَلَيْهِ } قَبِلَ توبته { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } على عباده { ٱلرَّحِيم} بهم.
ويقول الطبري:

فمعنى ذلك إذا: فلقَّـى الله آدمَ كلـمات توبة فتلقاها آدم من ربه وأخذها عنه تائبـاً فتاب الله علـيه بقـيـله إياها وقبوله إياها من ربه.



{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ} * { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ} * { ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ}
(طه :120- 122)


يقول تفسير الجلالين:

{ ثُمَّ ٱجْتَبَٰهُ رَبُّهُ} قَرَّبَهُ { فَتَابَ عَلَيْهِ} قَبِلَ توبته { وَهَدَىٰ} أي هداه إلى المداومة على التوبة.

ويقول الطبري في تفسيره :

(وقوله: { وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } يقول: وخالف أمر ربه، فتعدّى إلـى ما لـم يكن له أن يتعدّى إلـيه، من الأكل من الشجرة التـي نهاه عن الأكل منها. وقوله: { ثُمَّ اجْتَبـاهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَـيْهِ وَهَدَى} يقول: اصطفـاه ربه من بعد معصيته إياه فرزقه الرجوع إلـى ما يرضى عنه، والعمل بطاعته، وذلك هو كانت توبته التـي تابها علـيه. وقوله: {وَهَدَى} يقول: وهداه للتوبة، فوفَّقه لها.)

الخلاصة لهذا الجزء، انك تستطيع ان تبحث بنفسك وتتقصى ، ستجد ان الآيات القرآنية تتكلم عن توبة آدم وان الله تاب عليه ، ولكن لا تتكلم عن مغفرة الله له، والا لقرأنا عودة آدم مرة اخرى للجنة التي خرج منها مطرودا نتيجة للمعصية والاكل من الشجرة .

الغريب ان الاخوة المسلمين يصرون على تفسير النص بطريقة تتعارض مع صريح النص، فيقولون ان آدم كان مخلوقا للارض، ولهذا فبعد المعصية والطرد ، غفر الله له ولكنه لم يرجعه الى الجنة مرة اخرى لانه (اي آدم) كان مخلوقا ليعيش على الارض ، فاذا سألناهم واين كانت الجنة التي خلقها الله لآدم وقال له ( اسكن انت وزوجك فيها وكلا منها) يقولون انها كانت جنة على الارض !!!!!

حسنا، الجنة التي خلقها الله خصيصا لآدم، ووضعه فيها وقال له (اسكن انت زوجك فيها) هي جنة على الارض، وآدم مخلوق للارض، ومسكنه في الجنة ، والطرد كان لمعصيته الوصية والاكل من الشجرة المحرمة، فاذا كان الطرد من الجنة هو العقوبة فكيف لا يكون الرجوع اليها هو علامة عدم تنفيذ العقوبة اي بمعنى آخر (الغفران) ؟؟


نقول مرة اخرى، ما جاء في القرآن يتكلم فقط عن التوبة (توبة آدم ) وقبول الله لهذه التوبة (فتاب عليه) والتوبة شيء يختلف تماما عن الغفران ، والامثلة البسيطة توضح الامر، المعنى القرآني الذي حدث مع آدم يقول: كان هناك سارقا تاب وأناب واعلن توبته (المعنى هنا واضح انه توقف عن السرقة)، فقبلت الحكومة توبته ووضعته في السجن (لتتوب عليه) اي لتمنعه من تكرار نفس الخطأ، اين الغفران في هذا ؟ اليس الغفران الكامل معناه انها تقبل توبته و توقف العقوبة الصادرة ضده بالحبس وتتركه حرا (كما كان)؟ او اذا قلنا قاتل تاب وأناب واعلن توبته (اي التوقف عن القتل) فأخذته الحكومة وقبلت توبته ، وتابت عليه (تنفيذ حكم الاعدام)، اي الغفران هنا، اليس الغفران معناه انها تتوقف عن تنفيذ الحكم الصادر ضده وتتركه حرا (كما كان) ؟


اخواني المسلمون، الحجة بأن آدم نال الغفران ليس لها اي دليل من نص القرآن ، وليس لها اي دليل من فهم المعنى لما حدث في القرآن، بل على العكس، القرآن يثبت ان آدم لم ينال غفران الله وقتها، واليكم الدليل من القرآن نفسه، تعال معي لنرى ماذا تخبرنا القصة بحسب سورة الاعراف:

عندما خلق الله آدم طلب من الملائكة ان تسجد له، الا أبليس ( الشيطان) أبى وعصى ورفض السجود ، فما كان من الله الا ان اصدر القرار بطرد آدم من الجنة.


(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ * ويَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ )
(الاعراف )

تعالى معي يا اخي القاريء، اذا كنت صادقا مع نفسك، واقرأ معي كم مرة طرد الله (ابليس) الشيطان من الجنة، وعندما طلب الشيطان من الله ان يبقيه فيه سمح له الله بالبقاء؟؟

المرة الاولى: بعد رفض السجود لآدم ، طرده الله (فاخرج انك من الصاغرين)، وبعدها رجع الله عن قراره وسمح له بالبقاء (انك لمن المنظرين) 


المرة الثانية: بعد ان توعد الشيطان للناس بالغواية ، قرر الله طرده للمرة الثانية (اخرج منها مذءوما مدحورا) 

المرة الثالثة: نجد الشيطان في الجنة مرة اخرى يوسوس لآدم (هل يمكن ان يدخل الشيطان الى الجنة بعد طرد الله له مرتين الا بعد اذن من الله بالدخول ؟) هذه المرة يتم الطرد للجميع  الشيطان وآدم وحواء (قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) (الأعراف 24)

قصة الطرد الجماعي متكررة في آيات اخرى كثيرة من القرآن، ذكرنا منها (سورة الاعراف) وايضا (سورة البقرة).

فكر يا اخي المسلم واستعمل نعمة العقل التي وهبها الله لك وتشكره عليها ليلا ونهارا، لماذا يطرد الله الشيطان من الجنة (حيث خلق آدم ليسكن فيها هو وزوجه) ثلاث مرات ويسمح له بالعودة اليها مرة اخرى ، وعندما اخطأ آدم وزوجته طردهما الله مع الشيطان في المرة الثالثة (طرد العقوبة) ولم يعود آدم ولا زوجته ولا اي من نسلهم الى الجنة مرة اخرى ، فهل هذا الطرد الجماعي كان عقابا ام تكريما لآدم ؟؟؟

هل كان آدم خليفة لله على الارض في الجنة ام خارج الجنة ؟؟
هل كان آدم وزوجته مخلوق ليسكن الجنة ام خارجها ؟؟
الاجابة واضحة ، آدم لم ينال الغفران بعد الطرد من الجنة ، كان ينتظر شيئا مهما ليحدث، فما هو هذا الشيء ؟ وما هي الكلمات التي تلقاها آدم فتاب الله عليه ؟؟

الاجابة لن تجدها في القرآن بل ستجدها في التوراة (الكتاب المقدس) ابحث عن خلاصك وحياتك الابدية قبل فوات الوقت، الله الحقيقي لا تتناقض صفاته، فاذا حذّر آدم من عقوبة ما اذا ما اخطأ، وكان آدم مخلوقا في القداسة والطهارة قبل ان يعرف الانسان الخطية والمعصية وكسر وصية الله، فالله العادل القدوس المحب، لن يغفر بمحبته ويتغاضي عن عدله، ولن يتعامل مع آدم الخاطيء بقداسته، وليس هناك سوى الفداء الذي فعله الله لتتحقق صفاته بدون تناقض، المحبة والقداسة والعدل. 
*********

راجع المزيد في هذا الموضوع :

قصة الخلق والسقوط (1)
قصة الخلق والسقوط (2)
قصة الخلق والسقوط (3) 
وفديناه بذبح عظيم (1)
وفديناه بذبح عظيم (2)
في صليب المسيح يتحقق العدل والمحبة والقداسة

اعلان محبة الله بين القرآن والكتاب المقدس

هل الله يحبك او لايحبك ؟
هل أعلن الله محبته في القرآن ؟
أم أعلن محبته للبشر في الكتاب المقدس ؟



أخي المسلم : هذه الرسالة ليس الغرض منها توجيه اهانة او اساءة لمعتقداتك، هي فقط لفتح المجال للتفكير في حياتك الابدية ومصيرك الابدي، لكي تتعرف على الاعلان الحقيقي عن الله والذي اعلنه الله بنفسه.

إن القرآن يعلن ان الله لا يحب مجموعة من البشر قمنا بحصر لهم ، ارجو ان تتابعها لترى هل تقع تحت اي بند من هذه البنود : 

( إِنَّ  اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (البقرة: 190)
(وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) (البقرة:276) 
( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) (آل عمران:32)
( وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
) (آل عمران:57)
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا
) (النساء:36)
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا
) (النساء:107)
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
) (المائدة:64)
( إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) (الانعام 141)
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ
) (لأنفال:58)
(إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
) (النحل:23)
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
) (الحج:38)

اكثر شيء استغربت له ان الله لا يحب الفرحين 

(لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين )  (القصص:76) 


******************

ويقر القرآن بأنه يحب 8 فئات معينة من الناس فقط ، وبيانها كما يلي :


( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (البقرة 195)
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (البقرة 222)
(وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) (آل عمران 76)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة 42)
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) (آل عمران 146)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (آل عمران 159)

(وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) (آل عمران 76)
ومرة اخرى فانني استغرب كيف يحب الله فئة الذين يقاتلوا ؟؟؟
(إِإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف 4)

******************

ولا يكتفي الاعلان القرآني بأن الله يحب فئة ويكره فئة من الناس فقط، بل يزيد من الامر ان الفئة التي يكرهها الله لا يقوم بهدايتها ولا تقديم الهداية لهم، بل يزيدهم فيما هم فيه لكي ينالوا العقاب في الآخرة فيقول :

ومرة اخرى يظهر الاعلان القرآني بالنسبة لعدم محبة الله للخطاة فهو ينحاز نحو هداية بعض الناس دون الاخر :


اخي الكريم انظر الى تشكيل الآيات ففعل المشيئة هنا يعود على الله وليس على الانسان، فاذا كان الامر كذلك، بحسب الاعلان القرآني، وان الله يهدي او لايهدي من يشاء، فلماذا لا يحب الكافرين والفاسقين والكاذبين والخطاة لكي يهديهم ؟ 

الامر مثل الطبيب، الذي يرفض ان يعطي الدواء للمريض لانه مريض ويطلب منه ان يذهب اولا يستشفي بنفسه ويصبح صحيحا لكي يعطيه الدواء !!!


******************

ورغم هذا، فان القرآن يقول ان الله قد قضي على كل الفريقين الذين يحبهم والذين لا يحبهم حكما كان مقضيا بقسم شديد يقول فيه :


(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (سورة مريم 71 و 72)


بالرغم من ان القرآن يقول ان الله غفور رحيم، وانه يحث على التوبة، ولكن الوعد القرآني بدخول النار كما ترى هو وعد يشمل الجميع ، البر والفاجر ، المذنب والتائب، وحتى من يعتقد ان الله في الاسلام غفر له، ولكنه لن ينال العفو والمغفرة من (الورود) على النار ( وقد اتفق جميع المفسرين ان الورود هو الدخول، وهو للجميع المسلم والكافر البر والفاجر).  

يمكنك ان تقرأ تفاسير هذه الآيات على موقع الاسلام التابع لوزارة الاوقاف بالمملكة العربية السعودية على هذا الرابط :

التفاسير على موقع الاسلام


واسأل نفسك هذا السؤال الهام: هل انت ممن سيخرجون من النار، ام سيتركون فيها ؟ مع الاخذ في الاعتبار ان الحديث الصحيح يقول ان الاعمال الصالحة والحسنة لا تخرج احدا من الجنة، كما قال نبي الاسلام :



(لن ينجي أحدا منكم عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة ‏ ‏سددوا ‏ ‏وقاربوا ‏ ‏واغدوا ‏ ‏وروحوا ‏ ‏وشيء من ‏ ‏الدلجة ‏ ‏والقصد القصد تبلغوا)
صحيح البخاري # 5982  



والآن الى اعلان الكتاب المقدس



الله الذي نعرفه بحسب الكتاب المقدس يحب الانسان مهما كانت حالته ، فهو يجب الخاطيء ويكره الخطية ، يحب الانسان ويكره الافعال، فان الله جاء لكي يطلب الضعفاء والخطاة لكي يصلح من حالهم .

اقرأ ماذا يقول عن الرب يسوع المسيح ( له المجد ) ؟؟


((16 واما الكتبة والفريسيون فلما راوه ياكل مع العشارين والخطاة قالوا لتلاميذه ما باله ياكل ويشرب مع العشارين والخطاة.17 فلما سمع يسوع قال لهم. لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة.) (مرقس 2: 16 - 17)


لقد اعلن محبة الله لنا ونحن خطاة: 
" ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا."

(روميه 5 : 8)

وقد أعلن الكتاب المقدس ان الله يحبك ان تكون فرحا ومملوء بالفرح، فان من ثمر الروح القدس في حياتنا ( محبة فرح سلام ) (غلاطية 5 : 22)

قال يسوع :

" كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" (يوحنا 15 : 11)
 

والسيد المسيح يعلمنا في الكتاب المقدس انه اذا احببت فقط فئة معينة من الناس، وخاصة اذا كانت الفئة التي يسهل على الناس ان يحبونها (مثل الاصدقاء والاقارب والظرفاء والمحبوبين)، فانت في هذا تحب محبة بمقياس متدني جدا، وصفه الكتاب المقدس انه محبة الخطاة والعشارين (فأي فرقة من اللصوص والمجرمين يحبون بعضهم بعضا ولا يحبون الفئة الخارجة عن صنفهم، او من السهل ان تحب انسان محبوبا ولكن المقياس الحقيقي للمحبة هي ان تحب الانسان المحتاج للمحبة، او المحتاج ان يكون محبوبا، وهي محبة الله الحقيقية ، يقول السيد المسيح في الكتاب المقدس:

(43 سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك.44 واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.45 لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات.فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.46 لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم.اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك.47 وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون.اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا.48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل)
 
(متى 5: 43 - 48) ، وراجع ايضا (لوقا 6: 27 - 38)
 

هل تقبل اليه يا من تحتاج الى طبيب ؟؟؟  تعالوا اليه يا جميع الخطاة ، وستجدوا القداسة في محبته، تعالوا اليه يا جميع المحتاجين الى محبة من البشر ولم تجدوها، لانكم لستم لطفاء او ظرفاء اولانكم لم تجدوا المحبة بمقياس البشر، فان مقياس محبة الله الذي خلق الجميع تتسع لتقبل الجميع وتمنح الغفران والشفاء.

تعالي الى اعلان الله الذي يحبك كما أنت خاطيء، مريض وتحتاج الى الشفاء والتوبة ، وهو سيقوم بالعمل كله لتكون مرضيا وكاملا امامه ، لتنال الحياة الابدية في المسيح يسوع ،فهو القائل : 
(تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.) (متى 11: 28)


(
16 وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى.ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا. 17 فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه 18 روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19 واكرز بسنة الرب المقبولة.) (لوقا 4: 16 - 19)
اذا وجدت ان هذه الرسالة لمست قلبك، وتريد ان تعرف المزيد عن محبة الله في المسيح يسوع، ارجو مراسلتي على البريد الالكتروني، وسيتم الاحتفاظ بسرية وخصوصية الرسائل. 

نشأة الكواكب بين العلم والكتاب المقدس - كم عمر الأرض؟


ماذا يقول الكتاب المقدس عن بدء الخليقة ؟
هل يتعارض ما يقوله الكتاب المقدس مع العلم ؟
علم الفلك والكتاب المقدس 
********************

يعتقد البعض ان الكتاب المقدس كتاب يحتوي على علوم الفلك والطب والاعجاز العلمي، وبهذا اخرجوا الكتاب المقدس عن مضمونه الحقيقي، فهو اولا واخيرا رسالة الله للانسان بالمحبة والسلام، هو رسالة الله التي يرغب بها ان يقيم علاقة شخصية مع الانسان، وكل ما جاء فيه من تاريخ بشري يحكي هذه القصة، ويذكر فيها تعاملات الله مع الانسان منذ القديم حتى الان، وكيف كان يقدم الله يده بالمحبة والرغبة في التواصل مع الانسان و يذكر ايضا كيف كان رد البشر على هذه الرسالة على مر العصور، (لان كل ما سبق فكتٌِبَ كتٌِبَ لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء.) (روميه 15: 4)

ولذلك فالكتاب المقدس واضح ان الله اخبر البشر ما يهم خلاصهم وحياتهم واختص لنفس ببعض الاسرار لم يعلن عنها لعدم اهميتها للبشر، فالكتاب المقدس كتابا روحيا ينظم علاقة الله بالانسان وعلاقة الانسان بأخيه الانسان. (السرائر للرب الهنا والمعلنات لنا ولبنينا الى الابد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة) (التثنية 29: 29)



وعلى هذا فما جاء في بداية سفر التكوين يقول عنه الوحي المقدس انه (هذه مبادئ السموات والارض حين خلقت.  يوم عمل الرب الاله الارض والسموات) (تكوين 2: 4)، ولهذا يخطيء من يتعامل معها على انها تفاصيل او دراسات اومعلومات فلكية لعلماء الفلك، بل كما قلنا انها كلام الله لينتفع به متلقيه وقت الاستماع اليه، او في وقت من الازمنة اللاحقة، والانسان الذي تلقي هذا الكلام كانت هذه المعلومات بالنسبة له كافية كمدخل من الله للكلام عن جوهر الرسالة فيما بعد وهو قصة الانسان مع الله.

وهذا يقودنا الى قول المعترض غير المؤمن (ان الكتاب المقدس يتعارض مع العلم في حساب ازمنة الكواكب التي تقدر ببلايين السنين، في حين ان الكتاب المقدس يذكر ان خلق السموات والارض تم في ستة ايام واستراح الله في اليوم السابع).

وللاجابة والرد على هذا الكلام نقول بنعمة الله:
اولا: لم يذكر الكتاب المقدس معلومات علمية او فلكية حسابية لكي تتعارض مع العلم، لان الكتاب المقدس مكتوب بلغة أدبية وليس بلغة علمية، والفارق شاسع بين الاسلوبين، فالاسلوب الادبي يستخدم الكنايات والتشهبيات وبعض التعبيرات البسيطة لايصال المعلومة للانسان العادي، على خلاف لغة العلم التي تخاطب العلماء بلغة جافة تخلو من جمالايات اللغة الادبية.

ثانيا: لم يتطرق الكتاب المقدس لذكر توقيتات اوحسابات يتم حسابها لبدء خلق الكون (السموات والارض) بما فيه من مجرات واجسام فلكية، ولهذا فلا يمكن ان ننسب للكتاب المقدس خطأ حسابي، ونناقش هذا بالتفصيل فيما يلي:

(1 في البدء خلق الله السموات والارض.2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه.3 وقال الله ليكن نور فكان نور.4 وراى الله النور انه حسن.وفصل الله بين النور والظلمة.5 ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا) (تكوين 1: 1 -5)

وبغض النظر عن اختلاف التفسيرات المسيحية في حساب اليوم المذكور بين (24 ساعة فعلية) او (يوما مجازيا) للتعبير عن حقبة زمنية، فهذان التفسيران لن يؤثرا في اي شيء بالنسبة للفهم ان (في البدء خلق الله السموات والارض) ليس لها اي علاقة بحساب الزمن لما حدث في اليوم الاول. 

في البدء خلق الله السموات والارض: هذا يتكلم عن بدء الخلق، (السموات) تشتمل على  كل الاجسام والاجرام الفلكية بما فيها (الارض) وقد ذكر الاحد تحديدا بالاسم  لتمييزها عن باقي الاجسام السماوية حيث انها المعنية بالكلام فيما بعد،  وهناك فترة او حقبة  زمنية بين العدد الاول والثاني الذي يذكر فيه (وكانت الارض خربة وخالية) ، ثم يبدأ في ذكر ما حدث في اليوم الاول، ولهذا فخلق السموات والارض لم يتم في اليوم الاول، بل في حقبة زمنية مختلفة، والايام المذكورة تتكلم عن مافعله في الارض (التي كانت خربة وخالية) وبدأ في اعمال الاعمار بها، وان كان الجدل ينتهي عند هذه الجزئية الا اننا نستمر في الرد باجابة منطقية على اعتراضات المعترضين.

ثالثا: يعتمد المعترضون على حساب الازمنة ان الله خلق الاشياء بعمر يقدر يوما او ساعة، وهذا لا نفهمه من الكتاب المقدس، بل نفهم انه عندما خلق الله الحيوانات كلها والانسان خلقهم في طور النمو والنضج الكامل:
(27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم.28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض.) (تكوين 1: 27 - 28) 
هنا نرى ان الله خلق الانسان في طور النمو والنضج الكامل، حيث امرهما بالاثمار والاكثار وملء الارض، اي ان آدم كان في سن يتراوح بين (35 و 25) سنة على اي تقدير مجازي، وبالرغم من كون عمره الكوني او الخلقي او حساب زمانه في الوجود  ساعة واحدة ، الا اننا نجده بحسابات البشر يبلغ من العمر عدة اعوام، وقياسا الى عمر الانسان الذي يحياه فهو عمر كبير نسبيا، واذا اخذنا نفس القياس على اعمار الكواكب والمجرات، فلابد انه حدث نفس الشيء، الكوكب المخلوق الان وله حساب زمني ساعة واحدة لم يكن موجودا قبلها الا انه مخلوق في طور ناضج كامل، يمكن ان تحسبه بحساباتنا فيعطي ارقاما كبيرة بالسنوات تقدر بالبلايين !!!!
وبالرغم من الجدل قد ينتهي ايضا عند هذه النقطة الا اننا نستمر في تقديم الاجابات المنطقية التي ترد على المعترضين

رابعا: وان كان البعض يحسب اعمار البشر من زمن المسيح صعودا الى آدم، ويفترض انه بذلك يستطيع حساب عمر الكون، نقول له اخطأت القراءة والتقدير، فالكتاب المقدس يذكر عمر آدم الذي عاشه على الارض من بعد السقوط والطرد من الجنة (وهي الكلمة العبرية والعربية الاصل والتي تعني الحديقة)، وبالتالي فهناك فترة زمنية مفقودة في الحساب بين خلق آدم وبين سقوطه وطرده، فتسقط الحسابات الافتراضية بهذه الفترة غير المذكور حسابها،  فنقرأ :
(23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها.24 فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة)
(1 هذا كتاب مواليد آدم.يوم خلق الله الانسان على شبه الله عمله 2 ذكرا وانثى خلقه وباركه ودعا اسمه آدم يوم خلق.3 وعاش آدم مئة وثلاثين سنة وولد ولدا على شبهه كصورته ودعا اسمه شيثا. 4 وكانت ايام آدم بعدما ولد شيثا ثماني مئة سنة وولد بنين وبنات. 5 فكانت كل ايام آدم التي عاشها تسع مئة وثلاثين سنة ومات)
وكما قرأنا ان الكتاب يذكر عمر آدم الذي عاشه قبل ان ينجب اول اولاده، والعمر هنا محسوب من يوم الطرد والسقوط في الخطية التي عقابها الموت، (تكوين 2: 17) فآدم كان مخلوقا للخلود، ولم يدخل حساب عمر الحياة والموت الا بعد السقوط واستحقاق عقوبة الخطية التي هي موت ( لان اجرة الخطية هي موت) ( روميه 3: 23 ) ، (راجع سفر التكوين 2 ). وبوجود فترة زمنية مفقودة في الحساب فلا يمكن تخمينها او تقديرها لاي عملية حسابية لتقدير اعمار الكواكب والمخلوقات عند بدء الخليقة.

كيف بعد كل هذا يقارن المعترض بين حسابات العلم وحسابات الكتاب المقدس وينسب اليها تعارض ؟ 

هذه المقالة هي رد موجز للمعترضين على ما جاء في الكتب المقدس في سفر التكوين عن بدايات الخلق وعن ما يقوله العلم  عن اعمار الكواكب والاجرام السماوية، وينسبون  الاختلاف والتعارض بحسب تفسيرهم الخاص لاقوال الكتاب المقدس. وانا على استعداد تام لمناقشة ما جاء في هذا المقال مع اي معترض او شخص يرأي انني لم اقدم التحليل العادل والمحايد الذي يرى المعلومات والحقائق العلمية ويرى ايضا ما يقدمه الكتاب المقدس عن قصة الخلق ونشأة الحياة ولم اجد فيهما تعارض يؤثر على ايماني الصادق بما جاء في الكتاب المقدس كوحي الله برسالة المحبة الى الانسان.
**********
موضوعات ذات صلة:
فيقولون للّه ابعد عنا. وبمعرفة طرقك لا نسرّ.

مقــالات ســابقــة