ليس هو مكان زرع وتين وكرم ورمان ولا فيه ماء للشرب
(ثم ارتحل كل جماعة بني اسرائيل من برية سين بحسب مراحلهم على موجب امر الرب ونزلوا في رفيديم.ولم يكن ماء ليشرب الشعب. 2 فخاصم الشعب موسى وقالوا اعطونا ماء لنشرب.فقال لهم موسى لماذا تخاصمونني.لماذا تجربون الرب. 3 وعطش هناك الشعب الى الماء.وتذمر الشعب على موسى وقالوا لماذا اصعدتنا من مصر لتميتنا واولادنا ومواشينا بالعطش. 4 فصرخ موسى الى الرب قائلا ماذا افعل بهذا الشعب.بعد قليل يرجمونني. 5 فقال الرب لموسى مر قدام الشعب وخذ معك من شيوخ اسرائيل.وعصاك التي ضربت بها النهر خذها في يدك واذهب. 6 ها انا اقف امامك هناك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب.ففعل موسى هكذا امام عيون شيوخ اسرائيل. 7 ودعا اسم الموضع مسة ومريبة من اجل مخاصمة بني اسرائيل ومن اجل تجربتهم للرب قائلين افي وسطنا الرب ام لا )
في كثير من الاحيان في مسيرتي في برية الحياة يأتي بي الرب الى منطقة قاحلة جافة سيئة وبائسة "ليس هو مكان زرع وتين وكرم ورمان ولا فيه ماء للشرب " (سفر العدد 20: 5)، واتسائل لماذا يارب أتيت بي الى هذه المرحلة، هل لتعذبني او تميتني؟ هل الرب معي ام تركني ، "افي وسطنا الرب ام لا " ؟ واتلفت حولي لعلي اجد بعض الماء، بعض الامل، بعض الرجاء؟ فلا أجد.
واتذكر هذه القصة المشرقة، واتذكر ان الرب هو قائد المسيرة، اذا كان اتي بي الى هذه المنطقة والمرحلة في حياتي، فليس لأماتتي (حاشاك ياسيد، يارب الحياة)، وانما لكي يعلمني شيئا، تماما مثل امر الرب يسوع تلاميذه ان يعبروا البحيرة فهو الذي الزمهم وامرهم ومع هذا صادفتهم الرياح الصعبة التي عرقلتهم عن العبور (مرقس 6: 45)، ربما يريد الرب ان يلفت انتباهي انني قد اكون تعلمت ان اعتمد على شيئا ما او شخصا ما ويريدني الرب ان ارفع عيني عليه هو ؟، كما فعل مع يوسف، فاخذ منه امه التي تمنته طويلا وكان يمكن ان تعطيه كل الحنان والامان، ثم اخذه من ابوه الذي اعتمد عليه في صراعاته مع اخوته، ثم اخذه من بيت العزيز الذي اعتمد عليه يوسف مرة اخرى في الحصول على الامان الضائع، ثم اخذ منه آخر امل بشري وضعه في زميلي السجن من ذوي السلطة والجاه، الى ان اعترف يوسف اخيرا انه ليس سوى الرب اعتماده ومتكله.
هانذا يا سيدي الان، ارفع عيناي اليك، ليس لدي حيلة، ولا رجاء في اي شيء حولي في هذه البرية القاحلة ، ليس لي من انسان اتكل عليه سواك، مرني الآن ان اضرب الصخرة الجامدة الصامتة، لتخرج ماء، فتعطيني الرجاء وتحيا نفسي.
علمني ان لا اتذمر كما تذمر الشعب في القديم فهلكوا، ان لا اجرب المسيح ولا اكون عابدا لاوثان واصنام صنعتها بيدي، من اموال وذهب وسلطان وجاه، بل ارفع عيناي في اتضاع نحوك، واضع كل ثقتي ويقيني فيك، انت يا سيد لك في الموت مخارج، لانه منك يارب مخارج الحياة منذ القديم، ومنك الكل، وبيدك تعظيم وتشديد الجميع.
الآن آمرك ايتها الفترة القاحلة الجافة اليابسة في حياتي، باسم الرب يسوع المسيح، سلطان كلمته، ليكن فيك ماء وحياة، فرح وابتهاج وسلام، اليك يارب رفعت عيني، فاستجب.
"فهذه الامور جميعها اصابتهم مثالا وكتبت لانذارنا نحن الذين انتهت الينا اواخر الدهور."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك