سؤال: هل شريعة العهد القديم التي تقول ، عين بعين وسن بسن ، تعبّر عن إله دموي يحب سفك الدماء والعنف ؟
الاجابة: هذا ما يقوله بعضا من مهاجمي ومعارضي الكتاب المقدس ووحيه الإلهي المقدس ، ولكن القراءة المتأنية الدارسة تقول بعكس ذلك تماما، وتعال نرى معا:
وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْبًا، فَكَمَا فَعَلَ كَذلِكَ يُفْعَلُ بِهِ. كَسْرٌ بِكَسْرٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْبًا فِي الإِنْسَانِ كَذلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ.
البعض ممن يهاجمون الكتاب المقدس، يفسرون هذا المقطع من الناموس على ان الله دموي يحب العنف والدماء، في حين ان التفسير المنطقي والطبيعي يقول عكس ذلك تماما، هو يعبر عن الله المحب والعادل والذي لا يتجاوز في القصاص
فهو هنا يقول اذا اراد احدا تحقيق العدالة فليكن القصاص مساويا للجريمة ولا يتجاوزها
استمع الى شخص اسمه (لامك) يكلم زوجتيه قبل الناموس قائلا (وَقَالَ لاَمَكُ لامْرَأَتَيْهِ عَادَةَ وَصِلَّةَ: «اسْمَعَا قَوْلِي يَا امْرَأَتَيْ لاَمَكَ، وَأَصْغِيَا لِكَلاَمِي. فَإِنِّي قَتَلْتُ رَجُلاً لِجُرْحِي، وَفَتىً لِشَدْخِي.)
الانسان العادي يريد أن يثأر لنفسه فيتجاوز ويتمادي في العنف ، فاذا أصيب في احد أسنانه فسيكون انتقامه في طاقم الأسنان بأكمله لخصمه، و(لامك) هنا يقول انه قتل رجلا بسبب جرح ، وفتى بسبب كسر او بعض الرضوض في جسمه، والله هنا يقول ببساطة : جرح بجرح ، وكسر بكسر ، لا ازيد ولا اعنف ، الجزاء يكون متناسبا مع حجم الخطأ فقط ، تحقيق العدالة وليس الانتقام هو مطلب الناموس، جدير بالذكر ان النص لا يحتّم ضرورة الانتقام الا في حالة الطلب واللجوء الى المحكمة فهي المنوطة بالتحقيق وإصدار الاحكام وتنفيذها ، وقد اختلف المفسرون اليهود في تأويل وتفسير النص ، مما دعى البعض منهم أيام المسيح ان يتجه اليه بطلب التفسير، وقد قام بالتفسير المتناغم مع قصد الله في تحقيق العدل والانصاف مع ارساء اسس المحبة والتسامح بدون تناقض.
موضوعات ذات صلة
*********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك