هل اسرائيل هو شعب الله المختار ؟
المقالة الثالثة
تكلمنا في المقالة السابقة أن الله عقد ميثاقا وعهدا مع ابراهيم ، عهدا أبديا ، وصنعه الله مع ابراهيم بالطريقة التي كان يعمل بها الملوك العهود والمواثيق في ذلك الوقت ، الفرق الوحيد أن الله كان هو كان الضامن للعهد ، وكأنه يقول ( ‘إذا لم أحفظ كلمتي، دعوني أُقطَّعُ إربًا’ (وضع الله ألوهيَّته على المحك كتأكيدٍ لقسمه لأبرام. · وقَّع الله وحده على هذا العهد ، ثم ظهر الله لابراهيم مرة أخرى وغير أسمه من ابرام إلى ابراهيم واعطاه علامة العهد التي تكون من جهة ابراهيم ونسله ، عهدا ابديا ايضا ، نقرأ عنه في تكوين ١٧
(۱ وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً، فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأُكَثِّرَكَ كَثِيرًا جِدًّا». فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَتَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ قَائِلاً: «أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ، وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ، فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. وَأُثْمِرُكَ كَثِيرًا جِدًّا، وَأَجْعَلُكَ أُمَمًا، وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ، عَهْدًا أَبَدِيًّا، لأَكُونَ إِلهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ، كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مُلْكًا أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ إِلهَهُمْ». وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.)
اذا ، الله يؤكد للمرة الثانية أن العهد بينه وبين ابراهيم ونسله هو عهدا ابديا بمواثيق وعلامات وعهود .
وكان الله دائما يصور علاقته مع شعبه اسرائيل بطريقتين مميزتين جدا : واحدا كانت علاقة الاب بإبنه ، والثانية هي علاقة الزوج وامرأته زوجته .
نقرأ عن العلاقة الاولى ( الاب وابنه) على سبيل المثال لا الحصر :
عندما كلم الله موسى ليخبر فرعون عن معارضته اخراج اسرائيل بعد كل الضربات التسع الأولي ، كان هناك الضربة العاشرة والأخيرة ، قال الله لموسى :
( فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».)
(الخروج ٤: ٢٢ و ٢٣ )
ثم ايضا في سفر هوشع الاصحاح ١١ : ١ يقول (۱ «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.)
وعندما اختار الله سليمان لكي يبني بيت الرب بدلا عن داود ، قال عنه وانا هنا اضع هذا الاقتباس لكي ابيّن كيف يتعامل الله كأب عندما يقول لأحدهم انه سوف يكون ابنا له وما هية علاقة الاب بالابن في تصور الله الآب :
أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. وَلكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ. وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ».
(صموئيل الثاني ٧: ١٤ - ١٦)
جدير بالذكر ان الله ذكر ان هذه العلاقة سوف تكون علاقة ابدية ايضا ، اي انها تستمر الى نسل سليمان ايضا . العلاقة هنا لن تنقطع ولن تنفصم ، اذا اخطأ الابن سوف يؤدبه ابوه ولكن لن يتبرأ منه ، ( وكلنا نعرف المثل الشهير الذي قاله الرب يسوع عن الابن الضال ، وكيف كانت محبة ابيه له رغم كل عصيان وتمرد الابن ) وهذا ما حدث تماما عندما أخطا شعب اسرائيل وقام الله بتأديبه بواسطة الأمم الأخرى الذين سبوهم واخذوهم إلى آشور (مملكة اسرائيل) وبعدها إلى بابل (مملكة يهوذا ) هذا لأن المملكة الموحدة انقسمت بعد سليمان في زمن ابنه رحبعام إلى مملكتين شمالية وعاصمتها السامرة وكان اسمها مملكة اسرائيل ، وجنوبية وعاصمتها اورشليم واسمها مملكة يهوذا .
وحتى لا نطيل ويصيبكم الملل ، اتوقف هنا على ان نستكمل في المرة القادمة الصورة الأخرى التي وضعها الله في العلاقة مع شعبه اسرائيل ( صورة الرجل وامرأته التي ارتبط معها بعقد زواج فاصبحت زوجته ) وسنستعرض ايضا كيف تعامل الله مع كلا من المملكتين بعاصمتيها السامرة واروشليم . تابعونا فإن الموضوع يزداد اثارة للاهتمام والترقب ، ان شاء الرب وعشنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك