الحزن بين الروح القدس والشيطان
**********
(لان الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة.
واما حزن العالم فينشئ موتا.)
(كورنثوس الثانية 7: 10)هل انت حزين ونادم على خطاياك، هل انت حزين لانك فعلت الخطية وكسرت وصية ومحبة الله ام حزين لان ما فعلته قد انكشف وافتضح امرك؟
قد تكون حزينا الان، ومن المهم ان تعرف مصدر الحزن لكي تعرف الفرق بين نوعين من الحزن (للموت او للحياة) وتستطيع ان تتعامل معهما، اما ان يقتادك الى التوبة للحياة او الندم للموت.
نعرف من الكتاب المقدس ان الروح القدس يبكت المؤمن على الخطية لكي يقتاده الى التوبة (يوحنا 16: 7-11) ، وايضا ( لطف الله انما يقتادك الى التوبة.) (رومية 2: 4)، ولكن هناك ايضا الحزن الذي يسببه الشيطان المشتكي على الاخوة دائما فهو يقود الى الموت والهلاك (رؤيا 12: 20).
لقد اخبرالرب يسوع المسيح تلاميذه انه سوف يذهب الى الالام والصليب، وكان وقع الخبر على التلاميذ مختلفا فكان هناك بطرس ويهوذا الاسخريوطي، وقد اخبر الرب كلاّ منهما بما سيفعله عند الصليب.
فقد اخبرالرب تلميذه بطرس انه سوف ينكره ثلاث مرات (31 وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. 32 ولكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك.وانت متى رجعت ثبت اخوتك. 33 فقال له يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن والى الموت.34 فقال اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني) (لوقا 22: 31 - 34) ، وهذا ما حدث بالفعل (.61 فالتفت الرب ونظر الى بطرس.فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات. 62 فخرج بطرس الى خارج وبكى بكاء مرا) (لوقا 22: 61- 62)
وقد اخبر الرب ايضا يهوذا بما سيفعله (يوحنا 13: 21- 29)، وهذا ايضا حدث بالتمام فخانه يهوذا وباعه بثلاثين من الفضة، وبعد ان اتم كل من بطرس ويهوذا تحقيق النبؤات، ندم كل منهما وحزن على فعله، ولكن هناك فارق واضح بين حزن بطرس الذي اقتاده الى التوبة والرجوع الى سيده، وبين حزن يهوذا الذي سمح له ان يسحبه بعيدا عن سيده.
حزن بطرس انما اقتاده الى التوبة والاعتراف لينال الغفران والعفو(ان اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم) (يوحنا الاولى 1: 9)، وحزن يهوذا اقتاده الى اليأس والانتحار والموت (متى 27: 3- 10)
لا تجعل الشيطان يخدعك، فيسيطر عليك اليأس وعدم الرجاء في محبة الله ومغفرة المسيح على الصليب، فان دمه الذي سال على الصليب كاف لتطهير خطاياك وخطايا كل العالم ايضا (وهو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا) (يوحنا الاولى 2: 2)، وتأكد ان التأنيب والتوبيخ الذي يقودك اليه روح الله القدوس هو تأنيب رقيق يقودك الى الاعتراف بخطيئتك ومن ثم نوال الغفران والتبرير، ولكن توبيخ الشيطان يقودك الى اليأس وتقليل شأنك ومكانتك في المسيح يسوع، الذي يرانا الله من خلاله ومن خلال عمله الكفاري على الصليب ابناء الله، قديسين، بلا لوم قدامه في المحبة ( مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح 4 كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة 5 اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته) (افسس 1: 3- 5)
ما ابدع استخدام الله لمحبيه وللذين يحبهم!!؟
ردحذف