من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

المقالة الثالثة للرد على الأخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الأسود ) 3 من 3

 




المقالة الثالثة للرد على ما قالته الأخت ناهد متولي


فقط اريد ان اضع اضافة صغيرة للمقالة السابقة في جزئية الزانيات في نسب الرب يسوع المسيح بالجسد ، حيث أن المساحة للرد كانت صغيرة ، فأردت ان  اكرر القول ان الله الذي لنا ونعبده يحبنا ويدعونا إلى التوبة لنوال الحياة الابدية ، كما يقول المسيح نفسه  (46 أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. 47 وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.) ( يوحنا 12 : 46 - 47) وكما يعلن الكتاب المقدس بالوحي الإلهي ( الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.) (تيموثاوس الأولى 2 : 4) ، ولهذا عندما جاءوا بالمرأة الزانية الى الرب يسوع المسيح ليحكم عليها بالناموس ، استطاع ان يعطيها الغفران بعد توبتها والوعد بأن لا تعود مرة أخرى إلى الخطية ، أمام كل الحضور من اليهود ولم يعترض احد بالرغم انهم كانوا يريدون أن يصطادوا عليه خطأ واحدا (يوحنا ٨ ) ، طبعا غيره لم يستطيع أن يمنح الغفران بل اقام حد الرجم على الزانية بكل قسوة برغم توبتها واعترافها ، لم يستطع أن يعلن لها ان الله الذي يعبده هو يستطيع ان يغفر ، لا يا اخت ناهد لا يستطيع من ذهبت اليه الان ان يغفر وهذا ليس كلامي بل إعلان موثق ومسجل في المصادر . 


والآن ننتقل إلى النقطة الأخيرة في كلام الاخت ناهد ، أن السيد المسيح قال ( 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. 18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. ) (متى 5: 17- 18)


كان اعتراض الاخت ناهد على هذه المقولة هما احتجاجان : 

الاول : ان السيد المسيح صنع كل معجزاته للشفاء في يوم السبت ، وهذا صحيح وحقيقي ، وكان احتجاج اليهود القساة القلوب أيضا ، ولكن ، يا من درست الكتاب المقدس لمدة ثماني سنوات ، ألم تقرأي رد الرب يسوع عليهم ؟


(23 وَاجْتَازَ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَابْتَدَأَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَهُمْ سَائِرُونَ. 24 فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «انْظُرْ! لِمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي السَّبْتِ مَا لاَ يَحِلُّ؟» 25 فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 26 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ فِي أَيَّامِ أَبِيَأَثَارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَيْضًا». 27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28 إِذًا ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».)

(مرقس 2: 23 - 28)


وأيضا :

(1 فِي ذلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. 2 فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: «هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!» 3 فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 4 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ. 5  أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ فِي السَّبْتِ فِي الْهَيْكَلِ يُدَنِّسُونَ السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟ 6 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ههُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7 فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ! 8 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا»

(متى 12: 1-8 )


ثم كررها مرة أخرى ( فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».)(متى ٩: ١٣)



ونقرأ أيضا :

( 10 وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ الْمَجَامِعِ فِي السَّبْتِ، 11 وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ. 12 فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ!». 13 وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ. 14 فَأَجابَ رَئِيسُ الْمَجْمَعِ، وَهُوَ مُغْتَاظٌ لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي السَّبْتِ، وَقَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا الْعَمَلُ، فَفِي هذِهِ ائْتُوا وَاسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ السَّبْتِ!» 15 فَأَجَابَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ 16 وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 17 وَإِذْ قَالَ هذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ، وَفَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ.)

( لوقا 13: 10 - 17 )



وقال أيضا بصورة واضحة :

(9 ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ، 10 وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ، فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 11 فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ 12 فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!» 13 ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. ) (متى 12: 9 - 13)



واذا اردت الاسترسال في هذه الجزئية سيطول بنا الرد اكثر واكثر ، ولكن نقول مرة أخرى ، انت تقولين ان الرب يسوع المسيح كان بهذا ينقض الناموس ؟ عجيب ، لم يقولها اليهود القساة لا الفريسيين ولا الكتبّة ولا الصدوقيين ولا أي طائفة من طوائف اليهود المتعصبة ، فهل تعلمين الناموس وأحكامه أكثر من اليهود أنفسهم ؟ 


ننتقل الآن إلى الاحتجاج الثاني للاخت ناهد متولي وهو ( المعلق على خشبة ملعون) ، فهي تستشهد من العهد القديم (22 «وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23 فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.) ( التثنية 21: 23)  وأيضا من اقوال الرسول بولس :  (10 لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11 وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12 وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13 اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) ( غلاطية 3: 10-13) 


حسنا ، تعال نتكلم في النص في حكم الناموس ماذا يقول ؟  ( اذا كان على انسان خطية حقها الموت ) فهل كان على الرب يسوع خطية حقها الموت ؟  ، الكتاب نفسه يشهد له أنه  بلا خطية  (عبرانيين 4: 15)  ، لم يعرف خطية  (كورنثوس الثانية 5: 21) ، ولم يفعل خطية ( بطرس الاولى 2: 22 ) 


لقد وقف المسيح أمام اليهود وقال لهم (مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟) ( يوحنا ٨: ٤٦) ولم يستطع الذين كانوا يتصيدون السقطة أو الهفوة له أن يبكّته أحدهم على خطية ، هؤلاء اليهود الذين تستشهدين بأنهم رفضوه ، وهم حقا رفضوه ، ولكن لم يستطع أحدا منهم ان يقول انه عليه خطية تستحق الموت . 


لقد شهد له أحد المجرمين الذين كانا مصلوبان معه أنه كان بريء وغير مذنب   (39 وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!» 40 فَأجَابَ الآخَرُ وَانْتَهَرَهُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ 41 أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». 42 ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». 43 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ»)

(لوقا 23: 39 - 43 )


( لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.)  ( كورنثوس الثانية ٥: ٢١ ) وفي هذا النص نرى ونفهم معنى المبادلة التي عملها الرب يسوع المسيح من أجلنا ، لقد اخذ ذنبنا لكي يجعلنا نحن بلا ذنب ، فهو الوحيد القادر على ان يجتاز الموت ويخرج منه حيا ، 


انه نحن من اخطأنا خطية تستحق الموت ،  وكان الصليب مكاننا نحن ، فما كان من البار إلا أن أخذ مكاننا كما يقول الوحي المقدس : 

(4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً  5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7 ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.

10 أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ.) ( إشعياء 53 ) ولولا ضيق الوقت لوضعت الأصحاح كله ، وأنصح بقراءته كاملا .



هذه هي المبادلة الكريمة التي عملها الرب يسوع بإرادته الكاملة ، هذا هو الفداء الذي جاء من أجله لكي يرسلنا نحن أحرار فلا نموت بل نحيا ، وهنا دعيني اسألك من له الكلمة الاخيرة في تطبيق الناموس ؟ انت قلت فيما قلت انه عندما أمسكوا رجلا يحتطب سارعوا ورجموه ، لا يا اخت ناهد ، اقرأ سفر العدد جيدا : 

( 32 وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَبًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33 فَقَدَّمَهُ الَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَبًا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ. 34 فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لأَنَّهُ لَمْ يُعْلَنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الْجَمَاعَةِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ». 36 فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ، فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.)

(سفر العدد ١٥: ٣٢ - ٣٦) 


إن موسى مستلم الشريعة والقاضي بها وهو من هو (غني عن التعريف) ، لم يستطع او يجسر ان يحكم عليه بل سأل الرب ماذا يفعل ، فأمره الرب ان يرجم ، هل أشفقت عليه ؟ رجل مسكين خرج ليحتطب ، هكذا تقولون ،  بل هو عاصي  مع سبق الإصرار والترصد ، لم يكن هناك حاجة لهم ان يحتطبون لا ليطبخوا اكلهم فقد كان طعامهم المن والسلوى ، ولم يكن يحتطب لان الجو بارد لان كان الرب يحوطهم بعمود نار ليلا من البرد ويظللهم بسحابة نهارا من الحر ،(وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً.)(الخروح 13: 21)  لقد فعلها لكي يجرب الرب ، وقد حكم عليه الديان العادل الفاحص القلوب ومختبر الكلى ، فمن نحن لنحاكم القاضي العادل ؟  لقد ذكرت هذه القصة لكي ارد على كلامك الاول فيها ، ولكي أبين مرة اخرى ان الله هو القاضي بالناموس ، فالمسيح (الذي هو الله الظاهر في الجسد ) حينما أتوا إليه بامرأة زانية ، غفر لها لأنه لم يكن يستطيع اي احد ان يحكم عليها بحسب كلام المسيح إلا الذي بلا خطية ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ) ( يوحنا 8: 7) 


والآن من الذي يحكم على الرب يسوع انه ملعون أو غير ملعون بتعليقه على الخشبة ؟ ، قلنا انه فعلنا بدلا عنّا نحن ، ولهذا كان حكم الله ، أنه قام من بين الأموات في اليوم الثالث ، لأنه بريء وبار لأن الموت لم يكن قادرا ان يمسكه لأنه بلا خطية وغير ملعون لذاته او لخطية تستحق الموت فعلها المبارك حاشاه  


وها هو القديس بطرس ( الذي تستغربين ان معه مفاتيح الملكوت كما باقي الرسل والتلاميذ ) يقول موجها كلامه لليهود ولك ايضا : 


(22 أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. 23 هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. 24 اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. 25 لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. 26 لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. 27 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. 28 عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ. 29 أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. 30 فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، 31 سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. 32 فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ.) (أعمال 2: 22 - 23) 


لقد كانت القيامة هي أكبر دليل على أن الفداء الذي فعله المسيح مقبولا من الله ،  وهو أكبر رد على من يقول إن اللعنة التي حملها نيابة عننا لصقت به او جعلته تحت القبر حتى الان بلا قيامة ، او ان يقول له الله ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ )(الزمر 30)  ، لا بل مسيحنا قال ( إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.) (يوحنا 14: 19)  هذا هو الذي نتبعه ونؤمن به . 


ومرة أخرى حتى لا اطيل لأن الكلام لا ينتهي في هذه الجزئية ، فهي قلب الانجيل و جوهر البشارة ، ولكني أختم فقط بالرد على سؤالك لماذا اعطى المسيح مفاتيح الملكوت للرسل الأطهار ، ولماذا سوف يدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر ؟ 

اولا ، لانهم قبلوه وانت اعترفتي بنفسك ان الاسباط رفضوه ، نعم  (إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.) ( يوحنا ١: ١١- ١٢) 



نعم قال الرب يسوع المسيح لبطرس ( وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ) ( متى ١٦ : ١٩) 


إن مفاتيح الملكوت ببساطة هي الكرازة بعمل المسيح من أجل الخطاة ، هي فتح أعين الجهال وإطلاق أسرى الظلام و مملكة إبليس أحرار ، إنها مسئولية وليس رئاسة ،  السيد المسيح علمهم قائلا (فَجَلَسَ وَنَادَى الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ».) (مرقس 9 :35 ) ولا ننسى أن بطرس فعلا كان أول من فتح الباب الخلاص لليهود ( أعمال الرسل 2: 38 -41 ) وفتح باب الخلاص للأمم وكان أول الداخلين كرنيليوس ( أعمال 10: 48 و 14: 27 و 15: 7) وهو الذي حكم على حنانيا وسفيرة  بسلطان الروح القدس ( أعمال 5: 3- 5 و 9)  وكشف نفاق سيمون الساحر ( اعمال 8: 21) ولا زالت ابواب الكنيسة مدخل ملكوت السموات مفتوحة لكل المؤمنين من اليهود والأمم والمسلمين وللجميع . 


أما سلطان الربط والحل ، فهو إعلان ما كان مربوطا في السماء وما كان محلولا في السماء، لقد أعطى المسيح لرسله سلطان إعلان الخلاص لكل من يقبل المسيح ، وإعلان الدينونة على كل من يرفض أسم المسيح  (اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.) (متى 18: 18) 

واقتبس من كلام وليم إدي (فهم البعض من هذه العبارة المجازية معنى المفاتيح المذكورة من جهة إدخال بعض الناس إلى الكنيسة وإخراج البعض منها. ولكن الأرجح أن المسيح استعملها بالمعنى المتعارف عليه عند اليهود يومئذٍ، وهو الأمر والنهي. وهذا السلطان مُنح لسائر الرسل كما منح لبطرس بدليل قوله «الحق الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء الخ» (متّى 18: 18). وبهذا المعنى أعطى المسيح الرسل السلطان على أن يعينوا المربوط على المسيحيين من الشريعة الموسوية والمحلول عنهم منها. فلم يرد أن بقي تلاميذه تحت أثقال تفاسير الفريسيين لتلك الشريعة، ولا تحت حِمل طقوس الشريعة بعد تمام الغاية المقصودة منها، فلذلك وَكَل إلى تلاميذه وضع شرائع الكنيسة المسيحية بإرشاده وإرشاد الروح القدس. ومارسوا ذلك السلطان في مجمع أورشليم (أعمال 15: 10، 20، 28، 29) وكذا مارسوه في الوعظ والتعليم. ومما حكموا به جواز مخالطة اليهود للأمم، وإلغاء التمييز بين الحلال والحرام في الأطعمة، وإبطال الختان. ومن أمثلة معنى الربط ما ذكر في (1كورنثوس 7: 27.)

فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أي ما توافق عليه السماء. إذن فهو ليس شيئاً أرضياً عالمياً، ولا نظاماً كهنوتياً فحسب، بل هو المعمودية بالروح القدس والنار النازلة من السماء. ونفهم من ذلك أن المسيح أعطى رسله سلطاناً غير عادي ليُعصَموا من الغلط في أحكامهم الدينية التي التزمت الكنيسة بها، فإنهم كانوا ملهَمين بالروح القدس بدليل قوله «وأما متّى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يوحنا 16: 13) وبذلك أُهِّلوا أن يكونوا معلمي دينه وفق ما علمهم شفاهاً بقوله «عَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ» (متّى 28: 20) وصرَّح لهم بأن ما يحكمون به على الأرض يُحكم به في السماء لأن الإرشاد الإلهي يعصمهم في كل أحكامهم من الغلط. فكما أن الملك يسلم بكل ما يحكم به سفيره بناءً على تعليمات ذلك الملك،)


وحتى لا اطيل انتقل إلى النقطة الاخيرة وهي كلمة الرب يسوع (فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ)(متى 18: 28)

ليس المقصود منها دينونة اليوم الأخير ، فهذا فقط من حق الرب يسوع المسيح (لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ) (يوحنا 5: 22) ، ولكن الدينونة المقصودة هنا ، انهم قبلوا الرب يسوع في زمن الإخلاء والاتضاع ورفضه أسباط اليهود ، فهم بذلك يحكمون عليهم بالدينونة وما هي الدينونة ؟ (18 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.

19 وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.) (يوحنا 3: 18- 19)  


ويحضرني الآن مثالا يجعل الصورة واضحة ، إذا كان هناك سيارتان تقتربان من إشارة المرور وهي خضراء ، ثم قبل أن تصير حمراء تتحول إلى اللون الاصفر برهة من الوقت ، هذا الوقت كما قال لي مدرب السياقة في بدء حياتي معناها ، تمهل وابطيء لكي تتوقف وليس اسرع وزود السرعة لكي تعبر ، فاذا استطاع أحدهما الامتثال إلى الأمر وتوقف قبل الاشارة وقطعها الآخر ، فإن المتوقف والذي أطاع القانون يحكم بالدينونة والخطأ على الذي قطع الاشارة ، يحكم عليه بأنه مخطيء ويستحق الغرامة لأنه كما فعل هو كان بالإمكان  الوقوف ولكنه لم يفعل ، هكذا الحال بالنسبة للتلاميذ الذين قبلوا المسيح في احتمال العار والتواضع وقت أن أخلى نفسه في صورة عبد ، في مقابل اليهود الذين رفضوه  . 


واقتبس عن وليم إدي (أنْتُمُ ٱلَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي أي في احتمال العار والتواضع. فِي ٱلتَّجْدِيد أي عند زوال اتضاع ابن الإنسان وعند نواله مجده. وهذا مثل قوله «متّى جاء ابن الإنسان في مجده» (متّى 25: 31). ومثل قول بطرس «الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ» (أعمال 3: 21) وخلاصة قول المسيح في شأن إثابة رسله ثلاث قضايا: (1) أن ليس لهم شيء من الثواب في هذه الدنيا. وذلك خلاف ما توقعوا. فما كان أمامهم بدل الوظائف والرتب العالية والمجد سوى الإهانة والخسارة والآلام والموت. و(2) إن الإثابة كلها تكون في المستقبل عندما يجدد ابن الإنسان كل شيء. و(3) أن التجديد يتضمن تمجيد ابن الإنسان ومشاركة شعبه في مجده. )


وقبل أن أختم بقى أن أقول شيئين هامين : 

أولا : هل يضير الشمس أن تشرق وتسقط أشعتها على أنواع الأراضي المختلفة ؟  الصالحة والجيدة و الفاسدة والرديئة والنجسة ، هل تتأذى الشمس أو تتنجس إذا سقطت أشعتها على الأرض الدنسة ؟ فكم وكم الرب القدوس ؟ هل تعرف معنى القدوس ؟ أي انه يجعل البشر الخطاة  مقدسين وطاهرين ومكملين   (لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً) (العبرانيين 2: 11) ولذلك نرى الرسول بولس  (وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ.) (أعمال الرسل 20: 32)  وايضا (إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ) (كورنثوس الأولى 1: 2) 


ثانيا : نحن قد تربينا في مجتمع يحاول أن يزين ويجمل الاشياء وكما فعل العشار وقف في الهيكل وقال ( أشكرك يارب أنني لست مثل هذا الخاطيء ) ولا نعرف إن المقياس أمام الله هو ( الجميع أخطأوا ) ليس المهم أسم الخطية ( زنى أو كذب أو قتل ) حيث يقول الكتاب (10 لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ.11 لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ»، قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ.) ( يعقوب 2: 10 - 11)  ولهذا اختم بالقول : 

(5 وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ  6 إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7 وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. 8 إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. 9 إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. 10 إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا.) (يوحنا الاولى 1: 5 - 10)


ومرة أخرى أتوقف لعدم الاطالة ، وأنهى هنا الرد ، ومن أراد الاستزادة زدنا له ،  ولكن أعتقد أنني قد غطيت كل النقاط المثارة في كلام الاخت ناهد متولي ،فإذا كنت نسيت أن أرد على أي جزئية في الفيديو ارجو اخطاري وتذكيري بها ،  نصلي ان ينير لها الله بصيرتها قبل فوات الاوان . والمجد لله (الآب والابن والروح القدس) دائما ابديا .



*****
موضوعات ذات صلة :


المقالة الاولى للرد على الاخت ناهد متولي (فيديو الصندوق الاسود)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أترك تعليقا حول الموضوع نفسه، حتى وان اختلفت معي يبقى الود والحب الشخصي مع كل انسان .
ملحوظة: يسمح حتى بسب وشتم الكاتب ، أما الأم أو الاب او باقي اعضاء العائلة ، فلن يسمح بنشرها ، لهذا السبب فقط يتم الاشراف على التلعيقات ونشرها بعد مراقبتها .
أي تعليق خارج الموضوع لن يسمح بنشره لعدم التشتيت والاحتفاظ بالنظام، شكرا لتفهمك. الرب يبارك حياتك

مقــالات ســابقــة