من اقوال الرب يسوع المسيح

***** *** لا تضطرب قلوبكم.انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. *** اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل *** لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. *** لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت. *** وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. *** كما احبني الآب كذلك احببتكم انا.اثبتوا في محبتي.*** تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم *** الى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ***اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. *** هانذا واقف على الباب واقرع.ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي . *****

الرد على شبهة: هل من العدل ان يرسل الله ابنه ليموت ؟


هل من العدل ان يرسل الله ابنه ليموت ؟


وصلني هذا السؤال في رسالة بالبريد الالكتروني من شخص مسلم :

الله إله عادل رحيم ،  فهل من العدل أن يرسل ابنه الوحيد ليصلب ويهان ويضرب وتدق في قدميه ويديه المسامير؟

الذي يرتكب إثماً ثم يتوب منه يتوب الله عليه، فلماذا لم يتب على آدم لما تاب وبقيت الخطيئة عليه؟ وما ذنب أبنائه أن تنتقل اليهم خطيئة لم يعملوها؟ إذا سرق أبوك مثلا هل نعاقبك انت ؟؟

 
والحقيقة انه سؤال يدل على ان طارحه لم يعرف فكر العقيدة المسيحية في هذا الصدد، فان فداء المسيح بالموت على الصليب، هو قمة عدالة الله، ولكي يكون الله كلي الصفات كما اعلن عن ذاته، فلابد ان تتحقق عدالته بالجمع بين قداسته ومحبته للانسان في عمل الصليب.  واليك القصة من بدايتها .


خلق الله الإنسان الأول على أحسن صورة وأحسن تقويم، كان آدم إنساناً كاملاً حسب صنعة الله، روحياً ونفسياً وجسدياً، يعيش في جنة الله، يتمتع بكل نعم الله واحساناته، وكان متوافقا روحياً ونفسياً وجسديا، مخلوقا في القداسة يعرف الخير فقط ولا يعرف الشرولا الخطية التي هي عصيان وكسر وصية الله.
(26 وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض.27 فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم.28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض) (تكوين 1: 26 - 28) 
الان الانسان مخلوق على صورة الله في القداسة والارادة والخلود ، الانسان مبتكر وخالق ومبدع ومتسلط على كل ما خلقه الله لخدمته (ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا) (تكوين 1: 31)


كان الانسان يعيش منعما مترفا يتمتع بمعية خالقه والقدرة على التواصل معه، وكان الشرط  والوصية الوحيدة هي عدم الأكل من تلك الشجرة المحرمة، شجرة معرفة الخير والشر،  ويوم يأكل منها آدم موتا يموت. 

كان الله يطلب من الانسان محبة وعلاقة شخصية معه بكامل ارادة الانسان الحرة،  وكانت العلامة هي الطاعة، له ان يأكل من كل شجر الجنة  والمطلوب ان  لايأكل من شجرة واحدة فقط،  شجرة معرفة الخير والشر،  فاذا اراد الانسان ان يفصم هذه العلاقة ما عليه الا ان يكسر الوصية الوحيدة،  ويأكل من شجرة هي التي سوف تظهر الخير والشر في آدم،  اما الطاعة والبقاء في محضر الله او العصيان،  والطرد من محضر الله القدوس مصدر كل حياة، واذا اكل الانسان من الشجرة، موتا يموت، اذا اختار الانفصال عن الله مصدر الحياة.

ولكن في لحظة من التسيب والإهمال، يتدخل الشيطان الذي حسد الإنسان على هذه الحياة الرائعة، وسوس في قلب آدم وزوجته بالكذب والتدليس، ليزين له أن يأكل من الشجرة بإيجاد الأعذار والأوهام بشرعية هذا العمل،   مدعيا كذبا على الله انه أخفى حقيقة الشجرة عن آدم وزوجته، او ان الله كذب عليهما في ماهية هذه الشجرة ونتائج الاكل منها.

وسقط آدم في المعصية، ونال العقاب والجزاء، الطرد من الجنة، الطرد من التواجد في محضر الله الذي لا يطيعه ولا يقدسه ولا يحترم وصاياه وقوانينه .

ندم الإنسان وتاب، وهذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، أن يعلن ندمه بعد اكتشاف خطأه، ويعلن توبته بأنه لن يكرر هذا الفعل مرة أخرى. وسوف يطيع الله في كل وصاياه.


لا يكفي عمل الإنسان بالتوبة، لتحقيق غفران الخطية،  فالتوبة هي فقط اعتراف بالخطية والعصيان، اعتراف باستحقاق العقوبة وتنفيذ الشرط الجزائي في كسر الوصية وانفصام العلاقة، اما الغفران فيتطلب تحقيق عدالة الله بتنفيذ حكم الموت، اولا على المخطيء، وليس هناك طريقة لتحقيق تنفيذ العدالة والمحبة بدون تعارض الا بالفداء، ان  يأتي فادي  بريء غير مذنب ليموت عوضا عن المخطيء، واي غفران بدون تحقيق العدالة سيحقق المحبة فقط ولكنه يتجاهل القداسة، ولا يمكن ان تتعارض صفات الله.

راح آدم وزوجته يخيطان ملابس ورداء من أوراق الشجر، ولكن ما أن طلعت عليها الشمس وهبت الرياح حتى يبس الورق ووقع، هذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، رداء من عمل يديه من ورق الشجر يختفي ورائه لحظات وتظهر الحقيقة.

ولكن محبة الله ظهرت رغم كل شيء، لازال آدم خاطئا ومطروداً، ولكن محبوبا ، فها هو الله يعمل لهما رداء من جلد الحيوانات البريئة التي تم ذبحها بسبب خطية آدم،  انه عمل الله وليس عمل الانسان.

قال أحد رجال الله في القديم يصف موقفه كخاطيء بينه وبين الله خصومة وينتظر المصالحة : (لانه ليس هو انسانا مثلي فاجاوبه فنأتي جميعا الى المحاكمة.  ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا.). (ايوب 9: 32 - 33)
وها هو الله يستجيب لصلاة الانسان، فالمصالحة تتم بواسطة الله وليس بواسطة الانسان،  من ذا الذي يستطيع ان يقف مصالحا بين الله والانسان وان يضع يده على كليهما للمصالحة ؟ فها هو الانسان خاطيء، بخطية آدم دخلت الخطية الى العالم ، واصبح كل انسان مخطئا بنفس خطيئة آدم ، لم نرث خطيئة آدم ، بل اخطئنا كلنا نفس الخطية ، اعلان التمرد والعصيان على الله بكسر الوصية:  (من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع.)
(روميه 5: 12)

لايحاسبنا الله القدوس العادل على خطيئة آدم ، فنحن لم نرث الخطيئة ، ولكننا ورثنا الطبيعة التي فسدت وتلوثت بالخطية، الطبيعة الفاسدة التي تقول (كل ممنوع مرغوب) الطبيعة التي تتمرد على الله ولا تعطيه الملك والخضوع اللائق به ،  فكل انسان يحمل ذنب نفسه كما يقول الكتاب : (ها كل النفوس هي لي.نفس الاب كنفس الابن.كلاهما لي.النفس التي تخطئ هي تموت.) (حزقيال 18: 4) وايضا : (النفس التي تخطئ هي تموت.الابن لا يحمل من اثم الاب والاب لا يحمل من اثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون.) (حزقيال 18: 20)، وايضا (لان كل واحد سيحمل حمل نفسه) (غلاطية 6: 5)
(الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد) (رومية 3: 12)
(كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا.) (اشعياء 53: 6)



وهكذا فكل انسان  اخطأ هذه الخطيئة الاولى، التي  كسر فيها وصية الله  وتجاهل محبة الله، واعلن التمرد والعصيان،  ولكن محبة الله ظهرت ايضا فقد جاء الله في صورة الانسان الكامل (ابن الله) الذي بلا خطية، جاء المسيح بملء ارادته،  مولود المرأة من العذراء، واعلن خضوعة التام بارادته، فيقول عنه الكتاب المقدس :

(4 لانه لا يمكن ان دم ثيران وتيوس يرفع خطايا.5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة وقربانا لم ترد ولكن هيأت لي جسدا.6 بمحرقات وذبائح للخطية لم تسرّ.7 ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله.8 اذ يقول آنفا انك ذبيحة وقربانا ومحرقات وذبائح للخطية لم ترد ولا سررت بها. التي تقدّم حسب الناموس.9 ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله. ينزع الاول لكي يثبت الثاني.10 فبهذه المشيئة نحن مقدّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة)
(عبرانيين 10: 4 - 10)

في اشارة الى النبؤة التي وردت في المزامير (6 بذبيحة وتقدمة لم تسر. اذنيّ فتحت. محرقة وذبيحة خطية لم تطلب 7 حينئذ قلت هانذا جئت. بدرج الكتاب مكتوب عني ان افعل مشيئتك يا الهي سررت. وشريعتك في وسط احشائي) (مزمور 40: 6- 8)، وهي تشير الى ان المسيح جاء متجسدا لتحقيق النبؤة برغبته ومشيئته الكاملة، ليحقق مسرة الله الآب، فهو لم يأتي مُكرها او مدفوعا كما يزعم صاحب الشبهة.

في صليب المسيح، تتحقق عدالة الله، بما لا تتعارض صفاته الكاملة، القداسة والمحبة والغفران والرحمة،  كلها تتحقق في الصليب، واي غفران بدون صليب المسيح وفدائه وموته وقيامته، فانما وان كان يظهر صفة المحبة والرحمة الا انه يتجاهل صفة القداسة والعدالة في الله، ولا يمكن ان تتعارض او تتناقض صفات الله. 


نعم، فالكلمة الصادقة تقول :

(10 الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما.11 الحق من الارض ينبت والبر من السماء يطلع.)(مزمور 85: 10 - 11)

في المسيح ظهر الله القدوس في صورة الانسان المطيع الكامل الخاضع لمشيئة الله، الذي استطاع وحده، ان يضع يديه على الله والانسان لتتم فيه وبه المصالحة والغفران من الله للانسان، فهل تقبل وتصدق الله، ام تصدق خدعة الشيطان الذي دخل الى الانسان بالكذب قائلا ( أحقا قال الله ) ؟

وهنا اقدم الفرصة لكل انسان، يشعر انه قد احزن الله القدوس بالخطية والعصيان وكسر الوصية، الطريق مفتوح امامك للمصالحة مع الله الآب المحب.  
(17 اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة. الاشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا. 18  ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة 19 اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة.20 اذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله. 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه)

الرد على شبهة (الاثني عشر تلميذا) بدون يهوذا الاسخريوطي

الرد على شبهة (الاثني عشر تلميذا) بدون يهوذا الاسخريوطي



الشبهة تقول :

بعد موت يهوذا الاسخريوطي، اصبح التلاميذ عددهم احد عشرا ، فكيف يقول:
(5 وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر.)
(كورنثوس الاولى 15: 5)





وللرد نقول بنعمة الله :

نقرأ اولا النص في سياقه :


( 3 فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. 4 وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.5 وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. 6 وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. 7 وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. 8 وآخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا.)
(كورنثوس الاولى 15: 3 - 7)



النص المذكور اعلاه ، يذكر ظهورات السيد المسيح المتعددة :
اما عن رقم (الاثنى عشر) فأحد التفسيرات يقول انه اصبح الان (لقبا) للرسل بدأ باختيارهم كاثنى عشر ،واستمر حتى بعد موت يهوذا، اكثر منه عددا للتلاميذ.

فهو يذكر اسم توما (بعد موت يهوذا الاسخريوطي) مقرونا بلقب التلاميذ الاثني عشر (اما توما احد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع)

(يوحنا 20: 25)

فكما ترى، ان ظهور السيد الرب للتلاميذ في العلية والتي ذكرها البشير يوحنا ، فقد اشار الى توما (احد الاثنى عشر) بالرغم من انهم صاروا في ذلك الوقت ( كعدد تلاميذ ) احد عشر فقط بعد موت يهوذا، وانهم كانوا بالعدد (عشرة فقط) وقت ظهور الرب ، ولكنهم اطلق عليهم لقب (الاثنى عشر) فهذه التسمية الان هي لقب للمجموعة اكثر منه عدد الافراد .


وهناك تفسيرات اخرى تقول ان الرب ظهر ايضا للاثني عشر تلميذا بعد انتخاب (متياس) ليحل محل يهوذا ، وقد صار اللقب والعدد متطابقان مرة اخرى .


(ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الاحد عشر رسولا)

(اعمال الرسل 1: 26)

وحيث ان الرسول بولس في رسالته لم يحدد وقت هذا الظهور، فكلا التفسيرين منطقيين ويحلا اي اشكال في الفهم او التفسير،   خاصة وان ما كتبه الرسول بولس في رسالته يذكر ظهورات اخرى للرب لاكثر من خمسمائة اخ ، ثم يعقوب ثم الرسل أجمعين، واخيرا الظهور له ( اي بولس ) بصفة خاصة.


تابع الرد على شبهة (الاحد عشرا تلميذا) بدون توما  

أنا الرب في وقته أسرع به


(أنا الرب في وقته أسرع به)

ونحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر


(45 وللوقت ألزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع.46 وبعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلّي.47 ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده.48 ورآهم معذبين في الجذف. لان الريح كانت ضدهم.ونحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر واراد ان يتجاوزهم.49 فلما رأوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا.50 لان الجميع رأوه واضطربوا.فللوقت كلمهم وقال لهم ثقوا. انا هو. لا تخافوا.51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح. فبهتوا وتعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية.52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة.53  فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت وارسوا)




يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.  ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء،  يالحكمة وعظمة المسيح القدير، الذي يدرب تلاميذه على مواجهة الظروف الصعبة، هذا الموقف الذي نراه الآن قد جاء بعد تدريب مسبق لمواجهة عاصفة في البحر ايضا، ولكن التدريب السابق كان المسيح معهم في المركب حين هبت العاصفة، وامرها المسيح القدير بالصمت والسكوت واطاعته واستجابة لاوامره.

ثم تدرج التدريب للتلاميذ ليواجهوا مشكلة مشابهة مرة اخرى، عاصفة في البحر مرة أخرى، يعلم بها الذي له سبق العلم ويعلم الافكار والاحداث قبل وقوعها، فالزمهم المسيح بالعبور وهو يعلم بأمر العاصفة القادمة، واليكم ما تعلمته من هذا الدرس لاشارككم به.
***********

اولا: المسيح هو الذي الزمهم 
فهو الذي يعلم بأمر العاصفة القادمة، ومع هذا طلب منهم ان يجتازوا هذه المشكلة، هذا التدريب الالهي ليس جديدا، فنراه ايضا عندما كان الله يقود شعبه في البرية خارجين من ارض العبودية في مصر الى ارض الموعد، ولكنه اقتادهم في ارض كان بها ماء مرا واجرى لهم المعجزة فصار الماء حلوا (الخروج 15: 22 - 24) ، ثم تدرب معهم ايضا في نفس التدريب ليقتادهم في ارض بلا ماء ، وانتهى بهم ايضا الى تسديد احتياجاتهم من الماء بشق الصخرة (الخروج 17: 1 - 7) . وفي كلتا المرتين كان ارتحال الشعب كما يقول الوحي المقدس (على موجب أمر الرب). 
***********
ثانيا: ورآهم معذبين في الجذف من المساء وجائهم في الهزيع الرابع.
وقت المساء معناه بعد غروب الشمس قليلا وبدء حلول الظلام ، اي مابين الساعة السادسة والتاسعة مساء، في هذا الوقت كما يقول البشير يوحنا كانوا قد جذفوا حوالي (خمسة وعشرين) او (ثلاثين) غلوة، والغلوة الواحدة (مابين 170- 190 مترا) بحساب بسيط تكون المسافة مابين (4500 او 5700 مترا) اي بين اربعة ونصف او خمسة ونصف كيلومترا ، وهي مسافة لايمكن ان يرى فيها الانسان العادي في ظلام الليل وقت عاصفة، فالمسيح هنا رآهم بعين قدرته الالهية وليست البشرية، ومع هذا فهو لم يتحرك اليهم الا في الهزيع الرابع من الليل.

ولكي نفهم الهزيع الرابع، علينا ان نفهم طريقة تقسيم اليهود - تحت الاحتلال الروماني - وقت الليل الى اربعة اقسام او اجزاء، هي : (المساء، نصف الليل، صياح الديك، الصباح) وكل قسم يتكون من ثلاث ساعات، تنتهي الاقسام السابقة كما يلي ( التاسعة مساء، الثانية عشرة، الثالثة صباحا، السادسة صباحا).

ربما اتضحت الصورة الان امامنا، فالتلاميذ كانوا معذبين في الجذف في العاصفة، مابين الساعة السادسة مساء الى الساعة السادسة صباحا، كل هذا والمسيح يراهم ويدرك معاناتهم، ولكنه يتركهم ليجتازوا التدريب الثاني كاملا. 
***********

ثالثا: اتاهم ماشيا على البحر واراد ان يتجاوزهم ؟
وهنا قد لا نستطيع ان نفهم، لماذا كان المسيح متوجها اليهم لانقاذهم من المحنة او المشكلة، ومع هذا اراد ان يتجاوزهم ؟  ولن نستطيع ان نفهم هذا المغزى الا اذا فهمنا الغرض الذي يريد السيد المسيح ان يعلمه لهم ولنا. 
فالرب تركهم في المشكلة كل هذا الوقت الطويل، في العاصفة وفي مركب وهم الصيادين المتدربين والمعتادين على مواجهة هذه المشاكل، واتاهم في الهزيع الرابع، لكي يكونوا بالفعل استنفدوا كل الطاقة والجهد والحيلة البشرية، لكي يعرفوا ان حل المشكلة لم يكن بقدرتهم البشرية، بل بقدرة الله القادر على كل شيء، فاذا استمروا في النظر الى المشكلة ولم يرفعوا عيونهم ليروا الآتي لحلها، فلن يكونوا تعلموا الدرس المطلوب بعد.
***********
رابعا: لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة.
في بعض الاحيان اثناء تعليم الله لنا وتدريبنا للارتقاء روحيا، يكون الدرس بالهمس او بتدخل الهي لتسديد احتياج ما، كما كانت هذه الاحداث بعد معجزة اشباع آلاف الجموع بالسمكتين وخمسة الارغفة، ولكن لم يفهم التلاميذ من هذه المعجزة ان الله قادر على تسديد الاحتياج، وان السيد المسيح نفسه له السلطان الالهي المطلق، لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة، لم يحاولوا التفكير ومحاولة الفهم، مما استلزم ان يفهموا بالتدريب الاكثر عمقا وهو كما رأيناه معا ينتهي  مرة اخرى بتسديد. 
ربما من اللائق الان ان ننظر الى تعاملات الله الرقيقة والهامسة، ونلقي بكل همومنا وثقتنا عليه لانه هو يعتني بنا، بدلا من خوض التدريب الاقسى.

***********
والان الدرس لنا، هل وجدت نفسك في مشكلة، وتعتقد ان الله لم يعرف بها قبل وقوعها؟ بل ربما هو الذي قادك الى هذا المكان، كما كان يقود شعب اسرائيل في البرية الخارجين من مصر الى ارض الموعد، فاذ بهم في ارض قاحلة جادبة بلا ماء !!  فهل اتي بهم الله الى هذا المكان ليموتوا كما كانوا يعتقدون، او ربما تقول مثل التلاميذ، كيف يأمرنا المسيح بالعبور في هذا الوقت وهو يعلم بأمر العاصفة القادمة ؟ 

هل تعتقد انك تواجه المشكلة بمفردك ولا يراك الله او انه اغمض العين عنك ؟ ام انه يريدك ان تنمو في القامة الروحية والايمان، لكي تظهر بالفعل للاخرين انك تثق في الهك القدير الذي سيأتي حتى وان تأخر الوقت بالنسبة للحسابات البشرية ؟ 

واخيرا، هل ترى يد الله وسط الظروف، ام لازلت تنظر الى الظروف او الظلام قد ملأ عينيك فلم تراه قادما في الهزيع الرابع، فيتجاوزك لانك لم تطلبه ولم تصرخ اليه اذ رأيته ماشيا على الماء ؟ 

نعم ياسيدي وملكي المسيح، اعلم انك اله الهزيع الرابع، الذي لا يتأخر عن مواعيده الالهية الحكيمة.

( لان الرؤيا بعد الى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب. ان توانت فانتظرها لانها ستاتي اتيانا ولا تتأخر)
(حبقوق 2: 3)




الرد على شبهة : اختلاف حول عدد الوكلاء الذين عينهم سليمان


هل هناك تناقض بين اعداد رؤساء الوكلاء الذين عينهم سليمان؟

 
(22 وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَجْعَلْ سُلَيْمَانُ مِنْهُمْ عَبِيداً لأَنَّهُمْ رِجَالُ الْقِتَالِ وَخُدَّامُهُ وَأُمَرَاؤُهُ وَثَوَالِثُهُ وَرُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانُهُ.  23 هَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الْمُوَكَّلِينَ عَلَى أَعْمَالِ سُلَيْمَانَ خَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ، الَّذِينَ كَانُوا يَتَسَلَّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ. )
(سفر الملوك الاول 9: 22 -23 )


(9 وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَجْعَلْ سُلَيْمَانُ مِنْهُمْ عَبِيداً لِشُغْلِهِ لأَنَّهُمْ رِجَالُ الْقِتَالِ وَرُؤَسَاءُ قُوَّادِهِ وَرُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ.  10 وَهؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الْمُوَكَّلِينَ الَّذِينَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، مِئَتَانِ وَخَمْسُونَ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ.)
(سفر اخبار الايام الثاني 8: 9 - 10)


***************


ولكي نفهم المقصود علينا ان نلاحظ ما قاله في تقسيم هؤلاء الرؤساء الى مراتب:

رجال القتال
خدام
امراء
ثوالث (رؤساء القواد)
رؤساء المركبات والفرسان

وبالرجوع مرة اخرى الى اعداد وكلاء تشغيل الشعب في اخبار الايام الثاني ، وسفر الملوك نجد ما يلي :


(17 وَعَدَّ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ الرِّجَالِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ الْعَدِّ الَّذِي عَدَّهُمْ إِيَّاهُ دَاوُدُ أَبُوهُ فَوُجِدُوا مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. 18 فَجَعَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ حَمَّالٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ قَطَّاعٍ عَلَى الْجَبَلِ وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ وُكَلاَءَ لِتَشْغِيلِ الشَّعْبِ. )
(اخبار ايام الثاني 2: 17 - 18)

(13 وَسَخَّرَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتِ السُّخَرُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. 14 فَأَرْسَلَهُمْ إِلَى لُبْنَانَ عَشْرَةَ آلاَفٍ فِي الشَّهْرِ بِالنَّوْبَةِ. يَكُونُونَ شَهْراً فِي لُبْنَانَ وَشَهْرَيْنِ فِي بُيُوتِهِمْ. وَكَانَ أَدُونِيرَامُ عَلَى التَّسْخِيرِ15وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفاً يَحْمِلُونَ أَحْمَالاً، وَثَمَانُونَ أَلْفاً يَقْطَعُونَ فِي الْجَبَلِ، 16 مَا عَدَا رُؤَسَاءَ الْوُكَلاَءِ لِسُلَيْمَانَ الَّذِينَ عَلَى الْعَمَلِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ الْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ. )


اذا واضح ان الملك سليمان قام بتقسيم القيادات التي تبني الهيكل وماحوله، وتهتم بشئون ادارة المملكة، الى ثلاث رتب ومجموعات أو(ثوالث) رؤساء قواد:

مجموعة القيادة العريضة او الواسعة وتشمل (3600) قائد
ومجموعة القيادة الضيقة وهي (250) قائد
والمجموعة المتوسطة وهي (550) قائد وهي مجموع ( 250 + 300)

المجموعة المكونة من (300) قائد هو الفارق بين ( 3600) اخبار ايام الثاني و (3300) سفرالملوك الاول
وقد ميز احدهما (250 قائد) في اخبار الايام الثاني ، ولكنه جمع (250 + 300) ليكون المجموع (550) كما جاء في سفر ملوك الاول

اذا ليس هناك اي تناقض او خطأ ، ولكن اختلاف في ذكر القيادات بين ( الثوالث ) اي ثلاث مجموعات للقيادات (الضيقة والمتوسطة والعريضة)

المجموعة الضيقة (250) كانت تعمل في هيكل الرب ، القيادات الاخرى كانت تعمل في اماكن اخرى من المملكة ، مع ملاحظة ان مجموع الارقام في كل الشواهد واحد (مع اختلاف توزيعها) وهو (مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ) 153600.


**********
موضوعات ذات صلة

الله الواحد مثلث الاقانيم وشرح المسلمين



(خدعة التبشير) أم (خدعة التفسير) ؟
الله الواحد مثلث الاقانيم وشرح المسلمين

لازال الاخوة المسلمين، يحاولون جهودهم في تفسير الكتاب المقدس لنا بطريقة اسلامية، فلا يقدمون اي تفسير مسيحي يعتمدون عليه في تفسيراتهم لنا، الامر الذي لا يفعله المسيحيون في مواجهة الفكر الاسلامي والعقيدة الاسلامية، فنحن نكتب لهم من تفسيرات المسلمين في كتبهم المعتمدة والمعترف بها اسلاميا، وهذا هو الفرق بين اظهار الحق الذي نفعله، وبين (خدعة التفسير) التي يمارسها المسلمون للضحك على من يثق في كلامهم بدون مراجعة او دراسة حقيقية.

الاخ (فاضل سليمان) وضع صورة تحاول تقديم العقيدة المسيحية عن الله الواحد مثلث الاقانيم، ووقف امامها فاغر الفاه، يزعم بانه طالما لم يفهمها فهذا يدحض العقيدة المسيحية؟؟  متغافلا او ناسيا، ان الكلام عن ذات وجوهر الله الحقيقي غير المحدود، لايمكن بأي حال من الاحوال استيعابه في العقل البشري المحدود، واذا زعم انسان انه فهم الله تماما واستوعبه في عقله، فقد استوعب شيئا مختلفا تماما عن الله الحقيقي، اذ انك ايها الانسان لم تستطع استيعاب كل الحقائق المادية والفلكية والظاهر الطبيعية في عقلك، ولم تجد لها تفسيرا وتحليلا مقنعا، فكيف بك تصل الى تفسير الله او استيعاب كل الحقائق المختصة به وبجوهره وذاته في عقلك المحدود ؟

واذا كان عدم استيعاب اعلان الله عن كونه الواحد في ثالوث قدوس، بحسب اعلان الكتاب المقدس، واعتبرت عدم فهمك وتفسيرك يشين العقيدة المسيحية ويجعل هذه الحقيقة لاغية (بحسب اعتقادك)، فكيف تفسر لنا اسلاميا ايمانك بما يقوله القرآن عن ( استواء الرحمن على العرش) ولماذا لم تقدم تفسيرا للمسلمين المتابعين لك يقنعهم بما عجز عنه سلفك من ائمة المسلمين والمفسرين الذين انتهوا كلهم الى مقولة واحدة مفادها (اما الاستواء فمعلوم باللغة، والكيف مجهول والسؤال عن ذلك بدعة)، راجع تفسير ابن كثير للقرآن (سورة الاعراف 54)

وللمزيد في الكلام هذه الجزئية الاسلامية ، ارجو مراجعة المقالات على نفس المدونة، بعنوان :

ولكن في هذا الرد سأخصصه لطريقة العرض الذي قدم بها الصورة التوضيحية، ثم التظاهر بأنها غير مفهومة، وسأشرحها له بطريقة بشرية انسانية (مع فارق التشبيه مع الذات الالهية) لكي نبيّن للمتابعين، ان التظاهر بعدم الفهم واضح، ويدين الشخص المسلم قبل ان يمس الايمان او العقيدة المسيحية.


الصورة التوضيحية التي أمامنا، تقول ان الله واحد، اعلن عن نفسه في ثلاث (أقانيم) وهي كلمة سيريانية، لان اللغة العربية تخلو من كلمة تفيد نفس المعنى، فلا يتم ترجمتها من الانجليزية (Person) حيث ان الكلمة من مصدرها اليوناني (برسونا) لا تعني (شخص) ولكنها الكلمة العبرية (هيبوستاسيس) التي جاءت في الترجمة العربية تقول (جوهر) :


( الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي)
(عبرانيين 1: 3) 


وفي الاصل اليوناني تقول :


ὃς ὢν ἀπαύγασμα τῆς δόξης καὶ χαρακτὴρ τῆς ὑποστάσεως αὐτοῦ φέρων τε τὰ πάντα τῷ ῥήματι τῆς δυνάμεως αὐτοῦ δι᾽ εαυτοῦ καθαρισμὸν ποιησάμενος τῶν ἁμαρτιῶν ημῶν, ἐκάθισεν ἐν δεξιᾷ τῆς μεγαλωσύνης ἐν ὑψηλοῖς 
  
χαρακτὴρ : charaktēr: the express image
ὑποστάσεως : hypostasis: person
 αὐτοῦ: autos: of his

والكلمة التي تترجم الى (اقنوم) هي (هيبوستاسيس) وهي مكونة من مقطعين بمعنى (تحت القائم) وليس لها ترجمة في اللغة العربية تفيد المعنى، وذلك لضعف اللغة العربية في التعبير عن ما استوعبته اللغة اليونانية (والسريانية) ولذلك فتم تبني اللفظ السرياني. 

وبدون الدخول في شرح لغوي، دعنا نشرح المعنى المقصود من الله الواحد مثلث الاقانيم، وان الاب هو الله ، الابن هو الله، والروح القدس هو الله ، ومع هذا فان الآب غير الابن غير الروح القدس. 

وببساطة دعني اضع نفس الصورة التوضيحية، بطريقة اخرى، لا تتكلم عن الله غير المحدود وغير المدرك بالعقل او المدركات البشرية،  بل عن انسان عادي ولنرى هل تتعارض او تستعصي هذه الصورة عن الفهم ؟؟


هذا المثال للتوضيح فقط ، لتقريب الفكرة الى ذهن الانسان الذي يطلب دائما شيء واقعي ملموس ، لكي يفهم الامور الروحية المخفية عن العيون والاذهان البشرية ( هناك عيون واذهان روحية).

لا تحاول تطبيق المثال على الله ، انا فقط اكتبه لكي اثبت لك انه حتى انسانيا ، للعقل البشري ، فانه يقبل ان الانسان (ثالوث في واحد) ، فاذا كان العقل البشري يقبل هذا بشريا وانسانيا، فكيف لا يقبله روحيا عن الله ؟؟؟

انا انسان واحد فقط
ولكن في البيت انا (شخصية او شخص) عائلي
وفي العمل انا (شخصية او شخص ) ملتزم
ومع الاصدقاء انا (شخصية او شخص ) مرح

او نفس المثال بصورة او طريقة اخرى

انا انسان واحد فقط

كابن مع ابي (شخصية مشابهة له وخاضعة ومحبة)
كاب مع ابني ( شخصية محبة وحازمة ومربية )
كزوج مع زوجتي (شخصية محبة وعاطفية ومتعاونة)
 


هل في المثالين انا ثلاث من البشر ، ثلاث من المخلوقات ، ثلاث من الناس - ام - انسان واحد له ثلاث شخصيات اساسية في تكوينه كانسان واحد ، ثلاث تعيينات تجعل مني الكائن الفريد المميز عن باقي الكائنات ؟

هذه ليست 3 صفات (او 3 مجموعات من الصفات) فانا نفس الانسان بنفس الصفات ، طويل القامة ، معتدل القوام ،اسمر البشرة ، نفس لون الشعر والعينين.
وهذه ليست 3 سلوك مختلف ، فانا نفس الانسان بنفس طريقة واسلوب السلوك وطريقة الكلام والصدق والطاعة والخضوع في كل حال من الثلاث ( اب وابن وزوج ) نفس الانسان ، بنفس الصفات ونفس السلوك ، ولكن 3 شخصيات مختلفة،   فهل هذا يجعلني 3 اناس مختلفين ، وهل اذا تعاملت معي او ناديتني باي شخصية ، فهل لا اجيبك واقول لك ينبغي ان تكلمني في الشخصية الاخرى ؟؟

كما انه لا يمكن ان يقال ان (شخصية الزوج) هو ثلث انسان، او جزء من الانسان، فشخصية الزوج هو الانسان الكامل، وشخصية الاب هو الانسان الكامل وشخصية الابن هو الانسان الكامل، ليس ثلاث اجزاء وليس ثلاثة من البشر او من الناس بل انسان واحد له ثلاث شخصيات مميزة وغير منفصلة، وكما قلت واكرر، لا تطبق هذا المثال على الله فالانسان كائن بشري مخلوق ومحدود، والله كائن روحاني سرمدي (أزلي ابدي) غير محدود ولايمكن للعقل البشري المحدود ان يستوعب داخله غير المحدود.



اذا اعلان الله عن نفسه في الكتاب المقدس انه واحد مثلث الاقانيم ، هي رسالة مقبولة عقليا وغير مرفوضة على النموذج والمثال البشري ، فلماذا يرفضها الرافضون اذا كان الكلام عن الله وهو اكبر واعظم من ان يستوعبه العقل او يحتويه ؟

من هذا الرد على الاخ الذي يزعم ان الصورة التوضيحية غير مفهومة وغير مدركة بالعقل البشري ، نقول له، انظر الى الصورة المثال، فهي تتكلم عن انسان مدرك بالحواس، واذا كان المنطق البشري والعقلي لا يرفض هذا التصور،  فكم بالحري الله الذي هو غير محدود، وقد اعلن عن ذاته بصورة واضحة في الكتاب المقدس، وقال لنا انه  لايمكن لنا ان نشبههه او نساويه باي من مخلوقاته، فهل نرفض اعلان الله لان الاخ المسلم يزعم ان هذا الاعلان لم يستوعبه العقل؟؟  ربنا يفتح بصائركم الروحية واذهانكم الروحية، لمعرفة الامور الروحية التي يعلنها لنا الله بروحه القدوس، لارواحنا .

الرد على شبهة : الرب المسيح بمعنى المرّبي


خدعة التبشير أم خدعة التفسير؟
الرد على شبهة : اطلاق لقب الرب على المسيح بمعنى المرّبي !!!


في برنامج تلفزيوني تم تسجيله ونشره على اليوتوب، خرج علينا الاخ المسلم (فاضل سليمان) محاولا تفسير الكتاب المقدس لنا وللمسلمين فيما يسميه كشف خدعة التبشير، ولكي يحقق هذه النتيجة لجأ الى شيء واضح للجميع وهو (خدعة التفسير)، فحاول ان يقوم بتفسير الكتاب المقدس بطريقة ملتوية عارية عن الصحة والحقيقة، واحد الامثلة هو زعمه ان القاء لقب (الرب) على السيد المسيح بمعنى المرّبي. 

وبداية، فان اسم البرنامج هو كشف (خدعة التبشير)، ولكن الاخ المسلم لم يقدم لنا ما هي خدعة التبشير هنا، اذا كان المسيحيون يقدمون ما يؤمنون به بالحقيقة، وكل المسيحيون في كل العالم متفقون على ماجاء في الكتاب المقدس من اعلانات واضحة عن شخص السيد الرب يسوع المسيح،  استطيع ان اتفهم ان كشف الخدعة يكون بان تكشف اننا نقول غير ما نبطن ، ونظهر غير ما نبطن، اما وان نعلن ايماننا فهذا ليس اسمه كشف (خدعة التبشير) فالخدعة هي ما تقدمه انت في تفسيرك الخاص للكتاب المقدس، بدون ان تشير الى اي كتاب او مرجع مسيحي يقول بالتفسير الذي تخترعه علينا، والسؤال للقاريء المسلم ، لماذا يقوم الاخ (فاضل سليمان) بتقديم (خدعة التفسير)، ولا يقدم التفسيرات المسيحية، كما يفعل المسيحيون في كشف الاسلام، فنحن لا نقدم الا ماجاء في الكتب الاسلامية والتفاسير المعتمدة لديكم، فلا نفسر لكم، ولكن نكشف لكم ما اخوه عنكم من تفسيرات متناقضة تفضح الاسلام وتوقعه في مأزق، يجعل الاخ المسلم وغيره يلجأون الى الحيل والخدع في محاولة الرد البائسة التي تنتج مثل هذا البرنامج الهزيل (خدعة التفسير).

وللرد على هذه الخدعة الواضحة في التفسير، نبدأ فقط بالسؤال يا اخي المسلم، افتح قرآنك يا عزيزي، واقرأ معنا، هل تم اطلاق لقب (الرب) بحصر اللفظ والتعريف، على احد غير (الرب الاله) مالك الملك ومالك السموات والارض؟!





عزيزي المسلم الباحث عن الحقيقة:
في اي لغة (وحتى العقيدة الاسلامية) فان (رب البيت) او (رب الجمال) او (رب العمل) تعني (سيد البيت والمتسلط فيه)، ولكن (الرب) فقط وبحصر اللفظ ، فانها لا تطلق على انسان ولكن على (الرب الاله) السيد والمتسلط المطلق على الكون والخليقة كلها، وتعال نناقش الحقائق بالدليل والبرهان.

اولا: المفهوم القرآني :

نستغرب من المسلم الذي لديه ثقافته الاسلامية والقرآنية، في تجاوز كل المفاهيم التي لديه، ويتجرد منها لكي يقوم بتفسير الكتاب المقدس بطريقة مخالفة لكل قواعد اللغة والاعراف والتقاليد والمعتقدات. 

فمثلا يقول القرآن (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (الفاتحة 2)، في اشارة واضحة الى الله،  وعندما يقول الحر، مالك العبيد مثل أبونا ابراهيم ( رب) بدون اضافة او تعريف، فهو يكلم سيده ومالكه ، ومن هو مالكه اذا كان ابراهيم نفسه حرا ومالك للعبيد، الا مالك الملك كله (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا)( البقرة 126)،   وأخيرا لم يذكر القرآن مخاطبة احدا من البشر بلقب (رب) بدون اضافات او تعريف  او (الرب) بالتعريف لغير الله رب العالمين، وما ورد بعد ذلك في ثقافة اللغة هو (رب البيت) بمعنى المتسلط في البيت، و(رب الجمال) بمعنى سيدها ومالكها، وهو لقب فقط للتمييز ولكنه لا ينادي به انسان ، فلا ينادي الابن اباه بلقب (رب البيت) أو (ربي) ،  فلم ترد في الثقافة العربية اطلاقا انه تم اطلاق لقب (رب) باي اضافة كأسم ينادي به الشخص، الا لرب العالمين.


ثانيا: مفهوم الكتاب المقدس 

والكتاب المقدس يذكر بكل وضوح لا لبس فيه، ان لفظة (الرب) بحصر اللفظ ، هي فقط للتعبير عن الله الخالق مالك الكون، فجاء في العهد القديم  (أعلموا ان الرب هو الله (مزمور 100: 3)

وقد جاءت (الرب ) هنا (يهوه) في اللغة العبرية الاصلية (דְּעוּ כִּֽי־יְהוָה הוּא אֱלֹהִים)

وكلا الكلمتين (يهوه ) و (ادوناي) التي كانتا تشير الى (الرب الاله) في العهد القديم في اللغة الاصلية العبرية ، جاءت مترجمة الى (كيريوس) في الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم ، وهي ايضا نفس الكلمة المستخدمة في العهد الجديد في لغته اليونانية الاصلية (κύριος)
جدير بالذكر للدراسة والتسجيل ان هذا اللقب، ورد في العهد الجديد 748 مرة ، جاء منها 667 مرة في الاشارة الى السيد الرب الاله !!!
باقي المرات وردت في الاشارة الى (السيد) مالك العبيد، فقد كان العبد ينادي سيده بهذا اللقب، وكما ورد بالموقع المشار اليه ، جاءت الترجمة كما يلي :
1) he to whom a person or thing belongs, about which he has power of deciding; master, lord
a) the possessor and disposer of a thing
1) the owner; one who has control of the person, the master
2) in the state: the sovereign, prince, chief, the Roman emperor
b) is a title of honour expressive of respect and reverence, with which servants greet their master
c) this title is given to: God, the Messiah

وكما هو واضح من الترجمة، ان اللقب كان يطلق على السيد المالك والمتسلط على العبيد،  او الامير اوالحاكم الروماني ، او الرئيس الروماني ، او اللقب الذي ينادي به العبد سيده، واخيرا فهو اللقب الذي يعطيه البشر في التوجه الى الله او المسيح بنفس المقام.

وحيث ان السيد (يسوع) لم يكن لا حاكما ولا مالكا للعبيد، فلقب السيد (κύριος)، كان يطلقه البشيرون عليه لانه هو (المسيح) اي الله الظاهر في الجسد، ويبدو ان صاحب البرنامج الذي يمارس (خدعة التفسير) قد ألتبس عليه او فعلها قاصدا وهو الخلط بين (الرب) و(رباي) بمعنى المعلم ، وهما كلمتان مختلفتان تماما في اللغة اليونانية، وقد تم التمييز بينهما بوضوح في الترجمة العربية، كما جاء في :
(التفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان.فقالا ربي الذي تفسيره يا معلّم اين تمكث.) (يوحنا 1: 38) 

στραφεὶς δὲ ὁ Ἰησοῦς καὶ θεασάμενος αὐτοὺς ἀκολουθοῦντας λέγει αὐτοῖς Τί ζητεῖτε οἱ δὲ εἶπον αὐτῷ Ῥαββί ὃ λέγεται ἑρμηνευόμενον, Διδάσκαλε ποῦ μένεις


(قال لها يسوع يا مريم.فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم.) (يوحنا 20: 16)

λέγει αὐτῇ ὃ Ἰησοῦς Μαρία στραφεῖσα ἐκείνη λέγει αὐτῷ Ῥαββουνι ὁ λέγεται Διδάσκαλε 

عيب عليك يا اخي المسلم (فاضل سليمان)، ان تمارس لعبة (خدعة التفسير) في محاولة خداع اخوك المسلم الذي وضع ثقتك فيك، فاذا كنت لا تعرف الكتاب المقدس وكيف جاءت كلمة (الرب) في الاشارة الى الله (رب العالمين)، ولا هي الكلمات المختلفة في اللغات العبرية واليونانية الاصلية للكتاب المقدس والتي تم ترجمة الكتاب المقدس منها، فكان عليك ان تسأل ونحن نجيبك ، او على الاقل ان تبحث في التفاسير المسيحية، لا ان تصنع تفسيرات خاصة بك وحدك، تضرب بها حتى عقيدتك الاسلامية !!!!

نعم يا عزيزي ، السيد يسوع المسيح هو الرب الاله الظاهر في الجسد ، ليس فقط بنسبة هذا اللقب له ، بل بنسبة كل تصرفات وافعال واقوال (يهوه) الاله القديم الايام، الذي اعلن عن نفسه (رب الارباب) وحده، فلا بد وانك ستوافق ان هذا اللقب لا يميز الا الله وحده ، فهو رب الارباب ، فلماذا يشير الوحي المقدس الى السيد يسوع المسيح بانه (رب الارباب) الا اذا كان هو الله الظاهر في الجسد ؟؟


( ثم رأيت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب.12 وعيناه كلهيب نار وعلى راسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو.13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله.14 والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا15 ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء.16 وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الارباب) (رؤيا 19: 11- 16)

فكما ترى يا عزيزي، كلمة الله الذي هو السيد يسوع المسيح ، هو ملك الملوك ورب الارباب ، صاحب برنامج (خدعة التفسير) قام بتضليل الاخوة المسلمين، بمقارنة كلمة عبرية في منطوقها العبري (راباي) وبين كلمة عبرية (أدوناي) او يونانية (كيريوس) في ترجمتها العربية (رب أو سيد) لمحاولة تضليل المستمع ان المعنى (الرب يسوع المسيح ) بمعنى (المسيح المربّي او المعلم) !!! ويالها من خدعة تفسير.

اضغط على الروابط في الشواهد والآيات لمزيد من التفاصيل والمراجع.


الرد على شبهة : قال (ربي والهي ) من الذهول


خدعة التبشير أم خدعة التفسير ؟
هل قال توما : ( ربي والهي من الذهول) ؟
******************

خرج علينا احد المسلمين، وهو المدعو (فاضل سليمان) في حلقات تلفزيونية مطروحة على اليوتوب، بعنوان (خدعة التبشير)، وبدأها بأنه لا يهاجم اخوانه المسيحيين ولكنه ينبه اخوانه المسلمين لما اسماه ، اسلوب المبشرين في خدعة المسلمين.

لم يتوقف الامر عند هذا الحد، فقد بدأ الاخ (فاضل سليمان) بتفسير الكتاب المقدس باسلوبه الخاص، مظهرا نفسه بأنه يحاول تقديم حقيقة المسيحية من الكتاب المقدس، محاولا تقليد جناب القمص المحترم (زكريا بطرس) عندما يقوم بتقديم حقيقة الاسلام، ولكنه نسي او تناسى، ان جناب القمص (زكريا بطرس) لا يفسر القرآن او الاحاديث باجتهاده، بل يدّعم كل كلمة يقدمها بالتفسيرات الاسلامية من امهات الكتب ، بذكر اسم المرجع والمصدر، فشتان الفارق بين اظهار الحقيقة وطمسها ، بين (خدعة التبشير) والتي تكشف الاكاذيب والحقائق من مصادر معتنقي العقيدة وبتفسيراتهم وكتبهم ، وبين مايقدمه (فاضل سليمان) وهو لا يمكن وصفه الا بحقيقة البرنامج وهو (خدعة التفسير).

******************

واحدى الامثلة الواضحة في كلام (فاضل سليمان) هي القول بان توما قال (ربي والهي) عندما رأي المسيح، انما هو الذهول وعدم التصديق ، وشبهه بأنك عندما تسمع شيئا غريبا تقول (ربي) .. (الهي) .. (oh my God) على حد تعبيره. 

ولم يشرح لنا الاخ المسلم، من اين جاء بهذا التفسير العجيب؟ هل وجده في اي من الكتابات المسيحية،   بالطبع لم يذكر لنا اسم كتاب او تفسير او مفسّر مسيحي قال بهذا المبدأ العجيب،  فكيف يقبل المسلم بل والمسلمين المستعين له ان يقوموا بتفسير الكتاب المقدس بهذه الطريقة المبتورة والمصطعنة، بل والكذب على المستمعين جهارا نهارا في (خدعة التفسير) الواضحة والجلية ؟




وللرد ببساطة ، ولكشف كذب وتدليس هذا التفسير الاسلامي، نقول بداية ان تعبير الدهشة والاستغراب (oh my God) هو تعبير انجليزي، لم يثبت انه كان موجودا لا في اللغة اليونانية ولا في عصر المسيح، بل ان اصحاب اللغة الانجليزية انفسهم يعتبرون ان هذا التعبير (oh my God) هو تجديف واهانة لاسم الله ولهذا يستخدمون تعبيرا آخر موازيا له وهو (oh my gosh)، فكيف بالتلاميذ ورسل المسيح الاطهار وهم من اليهود الملتزمين يستخدمون تعبيرا يسيء الى اسم الله امام السيد يسوع المسيح؟ والان تعال نناقش التفسيرات والترجمات المسيحية.

******************

اولا : نرجع الى النص وسياقه من الترجمة العربية. 


ترجمة فاندايك :
( 26 وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم.فجاء يسوع والابواب مغلقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم.27 ثم قال لتوما هات اصبعك الى هنا وابصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا.28 اجاب توما وقال له ربي والهي.29 قال له يسوع لانك رأيتني يا توما آمنت.طوبى للذين آمنوا ولم يروا 30 وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب.31 واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا آمنتم حياة باسمه)

النص العربي واضح ، ان توما يوجه كلامه لشخص الرب يسوع المسيح (وقال له) اي انه يوجه له الخطاب بانه هو المسيح المعنيّ  بالقول (ربي والهي)، فهو ليس هتاف الدهشة ، ولكنه هتاف الاعتراف له .



النص اليوناني :


καὶ ἀπεκρίθη Ὁ Θωμᾶς καὶ εἶπεν αὐτῷ ὁ κύριός μου καὶ ὁ θεός μου 

وحيث ان اللغة اليونانية قريبة من الانجليزية اكثر من العربية ، فلنقرأ الترجمة الانجليزية.

And Thomas answered and said unto him, My LORD and my God.




واضح ايضا من النص اليوناني والترجمة الانجليزية له ، ان توما يوجه الكلام الى المسيح ، فهو يعترف له بانه (ربي والهي)، وهذا واضح في الجملة التالية ، فهو يستخدم نفس التعبير ان المسيح (اجابه وقال له ) اي لتوما ، فالخطاب متبادل بين هذين الشخصين وليس فيه اي جملة او مقولة غير موجهة الى طرفي الحديث.


λέγει αὐτῷ ὁ Ἰησοῦς Ὅτι ἑώρακάς με Θωμᾷ πεπίστευκας μακάριοι οἱ μὴ ἰδόντες καὶ πιστεύσαντες

Jesus saith unto him, Thomas, because thou hast seen me, thou hast believed: blessed are they that have not seen, and yet have believed.


****************

ثانيا: فهم معنى الكلام في سياقه:
البشارة هي تسجيل يوحنا، الذي بدأ بالقول :
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله .... والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقا.

فاعتراف توما للمسيح (ربي والهي) هو امتداد لنفس كلام الوحي ان السيد المسيح بالفعل هو الله الظاهر في الجسد.

******************

ثالثا: ماهي مناسبة هذا الحديث ؟
بالطبع لم يذكر الاخ المسلم (فاضل سليمان) في سياق طريقته في (خدعة التفسير) ما هي الحادثة او الظروف التي دار فيها هذا الحوار، فمجرد ذكر الموقف سيهدم تماما تفسيره  ، بل والعقيدة الاسلامية كاملة،  فالموقف هو ظهورات السيد المسيح القائم من الاموات بعد موت الصليب، ولهذا ف (توما) الذي لم يكن حاضرا في ظهور المسيح للتلاميذ، يقول انه لن يؤمن بالقيامة الا اذا رأي المسيح ووضع يده في اثر المسامير والطعنة التي تلقاها في جنبه بعد موته على الصليب.

******************

رابعا: ماهو الذي طوبه المسيح في اعتراف توما؟
وهذا مافات الاخ المسلم (فاضل سليمان) في تفسيره، لانه يحاول في (خدعة التفسير) ان يقوم بما يفعله المسلم في تفسير القرآن وهو بتر الكلمة من سياقها وتأويلها وحدها خارجا من السياق لعله يخرج من التناقضات التي تظهر في الصورة الكاملة، وهذا الاسلوب في التفسير لا نفعله نحن المسيحيون، فسياق المشهد كله ان توما يعترف للمسيح ويقول له (ربي والهي) ويستمر المشهد في رد المسيح على كلام توما وتطويبه لمن يؤمن بايمان توما بدون ان يرى، فما هو الايمان الذي اعلنه توما بقوله (ربي والهي) اذا كانت المقولة هي الدهشة ؟؟ بالطبع ليس لها اي معنى ، ولكن اذا كان بالفعل توما يعترف للمسيح بالقول له والاعتراف به (ربي والهي) فهذا الايمان هو الذي يطوبه المسيح، والذي طوبّه ايضا لبطرس حينما اعترف له بانه المسيح ابن الله الحي (راجع متى 16: 16 - 17)، 
وهو نفس الايمان المطلوب من المسيحيين الذي ختم به الوحي على لسان (يوحنا) هذه الفقرة فيقول (واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا آمنتم حياة باسمه) فهل يخفي على الاخ المسلم ان الاعتراف بأن المسيح هو ابن الله، هو اعتراف كامل بانه الله الظاهر في الجسد ؟ وهدم لكامل العقيدة الاسلامية من جذورها؟

******************

خامسا: الاعتراف بالقيامة فقط كاف لهدم العقيدة الاسلامية.
نسي او تناسى الاخ المسلم (فاضل سليمان) ان يقول للمسلم  في سياق كلامه (خدعة التفسير) انه حتى اذا كانت المقولة هي دهشة (توما) من رؤية المسيح وبيديه آثار المسامير وفي جنبة علامة الطعنة، فهذا وحده كاف بأن يهدم العقيدة الاسلامية من حذورها ، بل وتعلن ايضا لاهوت السيد المسيح بدون اي شك او حيرة او سوء فهم ، فانت امامك الان السيد المسيح الذي دخل العالم ، مولود من عذراء بدون زرع رجل، الذي صنع المعجزات الباهرة بكلمة قدرته (واتكلم بحسب الانجيل الذي يجادل فيه الاخ المسلم)  فشفى المرضى والبرص، واقام المشلولين، وشفي اعين العمياء، بل وخلق عين للمولود اعمى بدون عيون، وفتح آذان الصم ، وافواه البكم ، واقام الموتى ، وأمر الطبيعة فأطاعته ، والشياطين فخضعت له ، وأعطى تلاميذه القدرة على اجراء نفس المعجزات باستخدام اسم يسوع المسيح الناصري، واخيرا ، فمشهد القيامة الذي جمع المسيح بتلميذه توما، فالمسيح قام من الاموات بقدرته الذاتيه (لم يصنع احدا معجزة لاقامته)!!! فاذا لم يكن هذا الذي يقول له توما (ربي والهي) فلمن يقولها؟؟

******************

سادسا: ملحوظة على النص اليوناني.
وبمراجعة النص اليوناني مرة اخرى ، نجد ان الاعتراف (ربي والهي) جاء في النص العبري مسبوقا باداة التعريف  ()، اي ان الترجمة الحرفية لها (الربّ خاصتي والله خاصتي) أو (الرب الذي لي والله الذي لي).

النص اليوناني :


καὶ ἀπεκρίθη Ὁ Θωμᾶς καὶ εἶπεν αὐτῷ ὁ κύριός μου καὶ ὁ θεός μου


ويتضح الان جليا، ان هذا التفسير الاسلامي، ليس له اي مصداقية  او مرجعية في النص اليوناني، ولا حتى سياق الحديث،  فطريقة صياغة الجملة كلها لتوما، وتوجيهها للمسيح شخصيا، لا يمكن اساءة فهمها، كما يحاول الاخ المسلم ان يوضح ان كل المسيحيين بلا استثناء على مر العصور وفي كل مكان وزمان ، اساءوا فهم النص او تفسيره ، حتى يمّن الله علينا بالاخ (فاضل سليمان) ليشرح لنا كتابنا ويعرفنا ما لم نعرف !!!

ليت الاخوة المسلمون يقتدون بما يفعله المسيحي عندما يستشهد من العقيدة الاسلامية من كتب المسلمين ومصادرهم ومفسريهم ، فنحن لا نفسر لكم، ولكن نسألكم عن ايمانكم وتفسيركم، اما نحن  فلدينا الكتاب المقدس يفسّر نفسه ويشرح نفسه بنفسه، فالادلة على ان المسيح هو الله الظاهر في الجسد تملأ الكتاب المقدس من اوله الى آخره، ويجب ان يعرف المسلم ان هناك فرق بين ان (يقول) المسيح انه هو الله، وبين ان (يعلن) عن نفسه انه هو الله الظاهر في الجسد بالاقوال والافعال. 

 

فيقولون للّه ابعد عنّا. وبمعرفة طرقك لا نسرّ.


 فيقولون للّه ابعد عنّا. وبمعرفة طرقك لا نسرّ.
 (ايوب 21: 14)

اتذكر دائما قصة المؤمن الذي دخل الى صالون الحلاّق (مزين الشعر) الذي كان ملحدا، لا يؤمن بوجود الله ويرفض التعامل معه، يقول له ابعد عنّا وبمعرفة طرقك لا نسّر، وراح يتكلم مع المؤمن عن العالم المضطرب الذي يعيش في حروب وجوع وزلازل، ويتساءل اين الله من كل هذا، فلو كان الله موجودا لكان اكثر رحمة ورأفة بالناس،  وانتهى الرجل من شكواه الى الخلاصة ان الله ليس موجود والا لوضع حلا لهذه الفوضى ،  وخرج المؤمن من المحل، ليجد على الرصيف المقابل، رجل مشرد يستعطي وقد جلس في فوضى من الملابس وشعره الغث غير المهندم وغير النظيف، فالتفت المؤمن الى الحلاّق وقال له: "ليس هناك (مزين للشعر)  في هذا الحي"،  فاستغرب الحلاّق وقال له:  "كيف تقول هذا وانت تعرف انني موجود؟" فقال له المؤمن: "هذا الرجل اشعث الشعر غير مهندم الشكل يقول ويشهد على انه ليس هناك حلاّق او مزين للشعر"، فأجابه الحلاق: " لو آتي اليّ هذا الرجل لاهتممت به، واصلحت من حاله"، فاجابه المؤمن : "ان الله ايضا موجود، وهو لازال يطلب من الناس ان تتجه اليه لكي يصلح من حالهم، ولكن الناس تبتعد عن الله وترفض الاعتراف بوجوده او الطلب منه ان يمد يده اليهم" .




نظر أيوب،   المصاب بتجربة عنيفة،  بفقدان الاهل والاملاك واخيرا صحته،  جلس مصابا بالمرض البغيض، الذي جعل حتى اصدقائه الذين أتوا لزيارته يقفون بعيدا ينظرون اليه بحسرة وشفقة، ولكن أيوب رأي الامور بطريقة مأسوية ايضا، فقد نظر الى الاشرار ونعيمهم وبدأ يتحسر على حاله بعد ان نظر الى الاشرار ورأي حياتهم ونعيمهم ورفاهيتهم، فراح يقول :

(6 عندما اتذكر ارتاع واخذت بشري رعدة.7 لماذا تحيا الاشرار ويشيخون نعم ويتجبّرون قوة.8 نسلهم قائم امامهم معهم وذريتهم في اعينهم.9 بيوتهم آمنة من الخوف وليس عليهم عصا الله.10 ثورهم يلقح ولا يخطئ.بقرتهم تنتج ولا تسقط.11 يسرحون مثل الغنم رضّعهم واطفالهم ترقص.12 يحملون الدف والعود ويطربون بصوت المزمار.13 يقضون ايامهم بالخير.في لحظة يهبطون الى الهاوية.14 فيقولون للّه ابعد عنا.وبمعرفة طرقك لا نسرّ.15 من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع ان التمسناه) (ايوب 21: 6- 15)

في بعض الاحيان اقابل انسانا او اخا ينظر الى الحياة بنفس المنظور، لماذا لا يتدخل الله لحماية اولاده من الالم والاصابات، لماذا لا تحصل المعجزات التي كنا نسمع عنها في الكتاب المقدس فتتزلزل الارض وتنزل النار من السماء وتنقذ اولاد الله المؤمنين به ؟

لم يكن أيوب هو الوحيد من رجال الله الذي نظروا بهذه النظرة المتسائلة، فهذا هو (آساف) يكتب مزموره ويتسائل بنفس التساؤلات، ولكنه يضع بداية الحل للمشكلة:

(1  مزمور لآساف.انما صالح الله لاسرائيل لانقياء القلب.
2  اما انا فكادت تزل قدماي.لولا قليل لزلقت خطواتي.
3  لاني غرت من المتكبرين اذ رايت سلامة الاشرار.
4  لانه ليست في موتهم شدائد وجسمهم سمين.
5  ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون.
6  لذلك تقلدوا الكبرياء.لبسوا كثوب ظلمهم.
7  جحظت عيونهم من الشحم.جاوزوا تصورات القلب.
8  يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلما من العلاء يتكلمون.
9  جعلوا افواههم في السماء وألسنتهم تتمشى في الارض.
10  لذلك يرجع شعبه الى هنا وكمياه مروية يمتصون منهم.
11  وقالوا كيف يعلم الله وهل عند العلي معرفة.
12  هوذا هؤلاء هم الاشرار ومستريحين الى الدهر يكثرون ثروة
13  حقا قد زكّيت قلبي باطلا وغسلت بالنقاوة يدي.
14  وكنت مصابا اليوم كله وتأدبت كل صباح.
15  لو قلت احدّث هكذا لغدرت بجيل بنيك.
16  فلما قصدت معرفة هذا اذ هو تعب في عينيّ.
17  حتى دخلت مقادس الله وانتبهت الى آخرتهم.)

نعم هذه هي النظرة البشرية للامور، فهى ترى بقصور ما يحدث في ساعة من الزمن على امتداد الابدية كلها، ويقع في نفس الخطأ اي رجل من رجال الله، حتى يدخل الى مقادس الله، ويرى الامور بنظرة الله الذي يرى الازمنة ممتدة من الازل والى الابد، وهي منبسطة امامه، وادعوك لقراءة بقية المزمور على الرابط لترى كيف تغيرت نظرة (آساف).

أعلن السيد يسوع المسيح عن الله ورغبته وارادته من نحو البشر، فهو يقدم الحب ويريد ان يقدم الصالح ولكنه لا يفرض نفسه ولا يقتحم، فعندما اجرى المسيح معجزة شفاء  المجنون في قرية الجرجسيين، طلب الناس منه ان يترك القرية، فتركها في هدوء عجيب مستجيبا لرغبتهم (متى 8: 28 - 34)، ولم يرجع اليها الا بعد ان قام الرجل المجنون بعد شفائه بالكرازة والتبشير عن فعل الله العجيب والشافي معه (مرقس 5: 1 - 20). ، وكرّس الرجل مجهوده في المدن العشر، التي استقبلت المسيح بحب وفهم عندما سمعت عن عمل الله الوديع المحب (مرقس 7).

اخي العزيز، هل لازلت ترفض الله واعلانه عن نفسه بما جاء في الكتاب المقدس؟، هل لازلت تفترض شكلا او اسلوبا يجب ان يتبعه الله بحسب استحسانك ورؤيتك للامور وما يجب وما لا يجب على الله ان يفعله؟  عندما رزقني الله باطفال وبدأ يكبر اطفالي الصغار ويرون عندما امسك كوب الشاي الساخن لاحتسي منه رشفة، كان يأتي الصغير محاولا ان يمد يده الى الكوب، فكنت ارفعه عن متناول يده، ويصرخ الصغير ويبكي، ولكن لم اعطيه الكوب الساخن، لانني احبه، واعرف ماهو الصالح له، هل كان قلبي يشفق عليه عندما يراني امسك السكين لاقطع له قطعة التفاح، ويبكي طالبا ان يمد يده ويقلدني كما يحب ان يفعل دائما؟ بالطبع كانت محبتي غير الواضحة وغير الظاهرة له هي ان لا استجيب لطلبه وبكائه، والعكس صحيح، فالاستجابة لطلبه بسبب الدموع هو الدليل على عدم المحبة.
هل اتجهت الى الله بطلبة وقال لك الله (لا) كأجابة؟ هل بكيت؟ هل اتهمت الله بأنه لا يحبك ولا يفهمك ولا يعطيك ما تطلبه؟  استفق اذا ولا تكن كالطفل الصغير، ان محبة الله التي تقول (نعم) لطلبتك هي نفسها التي تقول لك (لا) لطلبة اخرى، ويقول لك (ليس الان) سأعطيك بعد قليل، انه نفس الله الاب السماوي الذي اعلن عن نفسه في الكتاب المقدس، هو الذي يمنح ويمنع بنفس المنطلق وهو محبتك.

اخي العزيز:   قد تتفق معي وقد تختلف، قد تقول انني اتكلم عن الله بصورة تختلف عن صورة الله الذي تتكلم عنه انت،  والحقيقة انني اتفق معك انني اتكلم عن الله الذي أعرفه وقد يكون غير الصورة التي تفترضها انت، انا اتكلم عن الله الذي اختبرته وصنع معي علاقة شخصية لانني قبلته سيدا وربا ومخلصا، أدرك (أيوب) انه لم يكن له علاقة شخصية مع الله، ولكنه كان يتعامل مع ما يسمعه الله، والتجربة الذي اجتازها هي التي جعلته يقول : " قد علمت انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر.3 فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة.ولكني قد نطقت بما لم افهم.بعجائب فوقي لم اعرفها.4 اسمع الآن وانا اتكلم.اسألك فتعلمني.5 بسمع الاذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. 6 لذلك ارفض واندم في التراب والرماد" (ايوب 42: 1- 6)، لم يكن لدي (أيوب) الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا الآن والذي يحتوي على تعاملات الله الصادقة والامينة الكثيرة مع المؤمنين  به من اولاده، ولكنه كان له علاقة شخصية مع الله،  تماما مثل ذهبت المرأة السامرية الى قريتها  بعد مقابلتها مع المسيح وتعرفها عليه، وبعد يومين فقط قال لها اهل القرية : " لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لاننا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم" (يوحنا 4: 39 - 42)

نعم انا اتكلم عن الله الذي أعرفه، واتكلم معه ويكلمني يوميا في الصلاة والكتاب المقدس، وتستطيع انت ايضا ان تبدأ في ان تتعرف عليه وعلى محبته وعلى يده الممدوة لك بالحب والحياة الابدية، توقف عن ان ترسم صورة غير حقيقية عن الله بما تسمعه من الآخرين، وابدأ في معرفة الله الذي يريد ان يقيم معك علاقة شخصية خاصة، تعرّف على الله من الكتاب المقدس الذي أعلن فيه عن نفسه.
 
(16 لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا.17 اذا الايمان بالخبر والخبر بكلمة الله.)

مقــالات ســابقــة